آخر 10 مشاركات |
الإهداءات | |
شواطئ الحرف والمقالة الادبية " بأقلام الاعضاء " لاعضاء المنتدى خواطر ونثر ومقالات من إبداعهم - |
| LinkBack | خيارات الموضوع |
09-08-2012, 02:09 PM | #1 |
| شذرات من أصداء سيرة ذاتية ! ( 1 ) مثل سائر أقراني أعتدت الذهاب إلى المدرسة طيلة اثنى عشر عاماً ، تكلَّلتْ بالحصول على شهادة الثانوية العامة بنسبة تسمح لي بإرتياد كُليات غير الطب والهندسة ، خوفي من المدرسة والعودة إليها أخترت بدون دراية مُسبقة كلية الإقتصاد والتجارة ، ومن غير علم مني أخترت قسم المُحاسبة تخصصاً ، لم أكن ذلك التلميذ الغبي ، ولكنني لستُ ذكياً بما فيه الكفاية ، لا أخفيكم ان الإهمال واللامُبالاة وعدم الإهتمام والمثابرة كانا رفيقان لي طيلة فترة الدراسة التي طالت مُدَّتها ، وتجاوزت الحدّ الإفتراضي والمعلوم لها ، من المُفترض أن تكون سنوات دراستي أربعة أعوام ، بيد أنني حطّّمتْ الرقم القياسي ، ولربما حالفني الحظ ودلفت موسوعة غينيس للأرقام القياسية ، لقد تجاوزتْ فترة دراستي الحد المسموح لها حسب لوائح وأنظمة الكُليات ، وهو ثمان سنين ، على إفتراض أن السنة يتم إعادتها مرة واحدة ، اثنى عشرة سنة قضيتها داخل سور كُلية التجارة والإقتصاد ، في آخر سنة دراسية تخرجت فيها ، كُنتُ في مكتب مدير شؤون الطُلاب ، لقد خطّ بقلمه على ظهر بطاقة التسجيل الخاصة بي ، فُرصة أخيرة غير قابلة للتجديد ، وذلك بعد إطلاعه على سنوات مكوثي بالكلية التي وجدها مُتجاوزة العُمر الإفتراضي والمسموح به للحصول على شهادة البكالوريوس ، أجتهدت حتَّى حصلتْ على وثيقة التخرج التي رأى البعض ، انَّ حصولي عليها من المُستحيلات التي تتحدث عنها العرب ... اربع وعشرون عاماً قضيتها مُتسكعاً مُناصفة ما بين المدرسة والجامعة ، تخللتها الدخول إلى عِشّ الزوجية ، والذهاب إلى أرض الغُربة لمدة خمس سنوات بين ذهاب وإيِّابْ ، سنوات تعلَّمتْ فيها ومنها الكثير ، مما ليس تعلمتهُ في فصول المدرسة ، وقاعات الكُلية ، بعدما نِلتُ الشهادة ، قررتُ التخلي عن الإغتراب نتيجة ظروف خاصة بي ، منها عدم التكيّف والتأقلم الذي كان سبباً في عدم إرتياحي نفسياً للبُعد عن أرض الوطن ، رغم بؤس الحال الذي يعيشه مواطنين يمننا السعيد ، تم التوظيف بموجب شهادتي التي حُزتها بعد عناء طويل ، لم يدر بخُلدي أن المدرسة التي ظننتُ أنني سأنجو منها بعدم العودة إليها ، سألتحق بها مرة أخرى ، ولكن بصيغة مُغايرة ، فبدلاً من كوني فيها تلميذاً ، غدوتُ بها أسُتاذاً ، لا تربطه أي صلة قُربى بالتربية والتعليم ، وليس لديه أدنى فكرة عن كيفية التدريس ؟ ، وما أساليب وطرق التدريس التي سيستخدمها في غُرفة الدراسة برفقة تلاميذ ينتظرون من مُعلِّمهم الجديد مالم يتلقونه من مُعلميهم السابقين ؟ ، يا الله ، ما العمل ؟ ، مُحاسب – ليس بالمعنى الحقيقي للمُحاسب المُمارس للمهنة – يمتهن مهنة التعليم وتلقين الطُلاب ما لم يتعلمه في قاعات الكُلية التي ألتحق بها دون سواها ، كي لايعود إلى المدرسة التي منها خرج ، وليس بحوزته سوى إتقانه القراءة والكتابة فقط ... في بلادي ، يتم إيفاد الكثير من أصحاب الشهادات ذات التخصصات المُختلفة إلى أماكن يزاولون فيها أعمالهم الجديدة ، رغم التنافر والتناقض وعدم التوافق بين التخصص والعمل الميداني ، ربما كان ذلك سبباً في إرتقاء وطننا أعلى المراتب من حيث التخطيط والتوصيف الوظيفي ، فالشخص المُناسب في المكان غير المُلائم ، ذلك كان سبباً في تخلفنا عن الركب الذي وصل ببعض ما لديه إلى غزو الكواكب الأخرى ، والبحث عن جدوى إمكانية الحياة على سطحه ، لستُ أشكو وضعي ، بل أرثي أحوال وطن آل إلى دولة مؤسسات يُديرها من لايحمل مؤهلات ، أودت باليمن ومواطنيه إلى أسوأ ما يُمكن الوصول إليه من فساد إداري ومالي ، وإنحطاط أخلاقي ، وإنعدام ضمير إنساني ، تم به وأد مايسمى الوطنية في داخل كُل مواطن لازال يتشدَّق بالوطن والمواطنة الحقَّة في كل مكان يسمح لنفسه فيه بإلقاء مواعظ وشعارات ومبادئ ومثاليات خالية المضمون والجوهر ... يسخر البعض منِّي ، بسبب تلك السنوات الطويلة التي ذهبت سُدىً في سبيل الحصول على درجة البكالوريوس ، حتَّى وصل الحال بالبعض أنَّ يعتذر عن مواصلة تعليمه ، بل يكره الدراسة الجامعية ، إذا كان الوضع يُشبه الوضع الذي كُنتهُ ، ذلك كان قبل قراري طلاق الغُربة ثلاثاً لارجعة فيها ، وقبل إختياري العودة لمقاعد الدراسة وإكمال ما تبقَّى لي منها ، والبقاء بالوطن مهما كانت النتائج التي يجب تحملها وحدي ، أختلف الأمر بعدما تم نشر إسمي في الجريدة التي تضمنَّتْ أسماء موظفي الخدمة المدنية لعام 2010م ، لقد تحولَّتْ تلك السُخرية لدى البعض إلى إعجاب يتم إخفاؤه ، والسبب إصراري على مواصلة وإنهاء ما بدأتهُ قبل سنوات نسيت كم عددها ؟ ، ذلك الإعجاب أستحال عند البعض إلى حُلم ثم أمل ثم عمل سعوا فيه إلى تحديد مايُريدونه ، لتبدأ إنطلاقتهم صوب الجامعات بشتَّى تخصصاتها بحثاً عن تحقيق ذواتهم ... ( 2 ) في المدرسة التي تم توزيعي فيها ضمن القوة العاملة لها ، كّّرستُ نفسي على أن أحُبّ عملي أيَّما حُبّ ، رغم عدم إقتناعي به ، لعدم كفاءتي في أداءه بصورة تُماثل القائمين على التعليم ، والمُختصين ذوي الخبرة فيه ، حاولتُ جاهداً ما أستطعتُ عدم التَّغيب مالم يكن هناك عُذراً يستحق الغياب ، ولله الحمد فقد أنتهى العام الدراسي بفصليه الدراسيين دون تسجيل أي حالة غياب ، مع بذل قُصارى جُهدي في القيام بدور المُعلِّم الجيِّد ، مع قناعتي بعدم إجادتي فنون الإلقاء وإيصال المعلومة بإسلوب تعليمي راقي إلى عقول من أنُيط بي تعليمهم ، إنِّها مُهِّمة صعبة ، يصعب على خريج حديث العهد كمحاسب – حسب التخصص – القيام بها على أحسن وجه ... حال التعليم يشكو ، للوضع المأساوي الذي وصل إليه ، المُدخلات بحجمها الكبير ، تختلف عن المُخرجات من ناحية الكيف ، يشترك الجميع في تردي وضع التعليم ، وسوء المُخرجات من الناحية التعليمية ، فالمناهج الدراسية تقليدية ، وغير مواكبة للتطورات والتغيرات التي أحدثها العلم في مجالاته المُتعدِّدة ، كذلك حال المُعلِّم مع تلاميذهُ لم يتغير البتَّة ، لازال يستخدم الوسائل القديمة كالسبورة والطبشور ، حتَّى أساليب التدريس لم تُحرِّك ساكناً مُنذُ القدم ، إسلوب التلقين هو المُسيطر ، دون اللجوء إلى وسائل أخرى كالحوار والمُناقشة ، والتحفيز والتشجيع ، يُساهم التلاميذ في سوء الأحوال التعليمية نتيجة إهمالهم وعدم إهتمامهم بالتفاعل ، وجعل التحصيل العلمي هو أكثر ما يشغل أوقاتهم داخل الفصول الدراسية ، وعند العودة إلى المنازل ، لا ننسى دور الأسرة في الإسهام لما آل إليه التعليم ، ينسى الكثير من الآباء والأمُهات دورهم الإيجابي في بناء الأجيال من الأبناء ، من خلال المُتابعة المُستمرة لهم إبتداءً من البيت ، وإنتهاءً بالمدرسة ، يزداد التعليم سوءاً يوماً بعد يوم ، لما يقوم به القائمين على التعليم في الوزارة ، والمؤسسات التابعة لها ، والمكاتب الخاصة بها من خلال القائمين عليها ، الوسائل التعليمية غير موجودة ، المعامل والمُختبرات الدراسية غائبة ، رغم وجود أقسام ومكاتب لها فروع المكاتب في جميع المحافظات ، وتخصيص موازنات يصعب غض الطرف عنها ، بالإضافة إلى الدعم الخارجي لقطاع التعليم باليمن للنهوض به ، غير أن الواقع يحكي لنا بغير ذلك ... غدت التربية والتعليم تُربة خصبة للفساد ، وتناسل الفاسدين فيها ، نتيجة ثقافة الفساد التي تم تعميمها لتنتشر كسرطان في جميع الوزارات والمؤسسات والمكاتب التابعة لها ، ونتيجة للوضع الإقتصادي المُتردي ، والظروف المعيشية السيئة ، التي كانت سبباً رئيسياً في هجرة الكثير من العاملين في قطاع التعليم ، خصوصاً المُعلِّمين منهم ، بحثاً عن لقمة العيش الهانئة ، وظروف معيشية أفضل تساهم في إعالة عائلاتهم دون الحاجة للفساد ، دون علمٍ منهم أنَّهم يُمارسون الفساد في أحد وجوهه ، غياب المُعلِّمين عن مواقع عملهم ، أوجد طريقة إيجاد ما يُسمى بالمُعلِّم البديل ، يقوم بدور المُعلِّم مقابل مبلغ مالي مُتفق عليه مُسبقاً ، ساهم المُدرِّس البديل في إيصال العملية التعليمية إلى الحضيض ، نتيجة عدم وجود شروط تقتضي حيازته مؤهلات تتناسب مع النشاط الذي يُمارسه كمُعلِّم ومُربي أجيال يكفيها ما تُعانيه من سوء الأحوال المُحيطة بالتعليم ، البعض منهم لم يكُمل تعليمه الثانوي ، فماذا ننتظر من خدمات جليلة على أيدي اولئك المُخلِّصين الذين تم إبتعاثهم من تحت الركُام ، كطائر الفينيق الذي ينهض من تحت الرماد بعد مرور قرون طويلة على موته ، كُل ما في الأمر هو الإستحواذ على أكبر قدر من المبالغ المالية الغير مشروعة ، على حساب العلم والتعليم الذي يسير إلى الوراء ، بدلاً من السير به نحو الأمام ... في قطاع التعليم ، من رأس الهرم إلى القاعدة ، يتم الإتجار بمُستقبل أجيال لن نُعوِّل عليها في تغيير مجرى المستقبل ، مثلما هو الحال في قطاع الصحة ، حيث يتم الإتجار بأرواح البشر ، دون ضمير حي ، أو وازع ديني وأخلاقي يردعهم عن ما يقومون به من أعمال لا تليق بالإنسان في حق الإنسانية ... ( 3 ) عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيراً لكم ، كراهيتي للعودة إلى المدرسة ، أعادت علاقتي بالكتاب ، تلك العلاقة ولّدت لدي فكرة الإرتقاء بنفسي ، من خلال إنتشالني من الوضع الذي يُملي عليّ بالبقاء لسنوات طويلة قادمة – إن كان هُناك عُمراً مكتوباً – في رحاب المدرسة ، وبين أسوارها ، وفي داخل صفوفها ، مُمسكاً بالطبشور والكتابة به على تلك السبورة الأسمنتية التي تم طلاءها باللون الأسود ، ما من إمرئٍ إلا ويبحث عن الأفضل ، من خلال التطوير والإرتقاء بنفسه ، وتغيير الوضع الذي يعيشه ، إلى حال أفضل ، بزغت لدي فكرة الذهاب إلى الجامعة مرة اخرى ، هرباً من المدرسة التي عُدت إليها مُكرهاً ، ودون رغبة مني لها ، سيضحك البعض عند قراءته ما سبق ، ووصوله إلى هُنا ، كيف سيكون الحال مع الذهاب مُجدداً إلى الكلية ؟ ، من المؤكد ان ما تبقى لديه من سنوات حياته لن تكفيه للحصول على الشهادة والدرجة التي ينوي الحصول عليهما هذه المرة !!! لقد قررتُ الدخول في مُغامرة جديدة ، الهدف منها الحصول على درجة الماجستير – بإذن الله العلي القدير – وما بعدها ، طموح لايستطيع أحداً أن يمنعني من خلال نصائحه التي سينها لبها على مسامعي ، درءاً لمنع تكرار السيناريو الذي سبق معي في مشهد الحصول على البكالوريوس الذي تمخَّض عن كلمة ( مقبول ) كتقدير عام ، تلك المقبول أصبحت تمثل عائقاً أمامي ، تمنعني من المُضي قُدماً نحو تطوير الذات ، وتحقيق ما أصبو إليه ... جامعاتنا الحكومية – رعاها الله – تشترط تقدير جيِّد وما فوق لمن يُريد مواصلة دراساته العليا ، كذلك الأمر ينطلي على الجامعات الخاصة التي تقوم بحلب الدارس دولارات كثيرة مصاريف الدراسة فيها ، ومن أين لأستاذ مثلي يذهب كامل مُرتّبهُ لشراء حاجيات العائلة الضرورية من مأكل حتى يحين موعد الراتب القادم ، لدفع نفقات تلك الجامعات الأهلية ؟ ، يزداد الوضع سوءاً عندما تُغلق الأبواب التي تم طرقها ، وفي كُل مرَّة ينبجس الأمل بداخلك أن أحد تلك الأبواب سيُفتح ، وما إن يزداد مؤشر التفاؤل لديك عند سماعك جلبة مصدرها خلف الباب ، ظناً منك ان موعد إنفراج الباب صار قاب قوسين أو أدنى ، حتى يتم تدوير مفتاح الباب بالكامل إيذاناً بعدم فتحه بتاتاً ... لم يتبق لي سوى العيش برفقة ذلك الحُلم الذي زارني ذات يوم في وضح النهار ، عندما كُنتُ في ساحة المدرسة أندب حال التعليم ، وما آل إليه العلم ، وما سيكون عليه الوضع مُستقبلاً ، مالم تلوح في الأفق بشائر مُعجزة يتغير معها حال اليمن إلى الأفضل ، حيث جثمتْ على عقلي فكرة مواصلة دراستي لعلّ وعسى أن ننفع وننتفع بما فيه الخير ليمننا السعيد ... يتبق لدي سؤال أنتظر إجابته ممن جشّم نفسه عناء القراءة : هل من سبيل إلى حل لمشكلتي التي تبحث لها عن علاج يُبرئ سقم وضع لم أعد أطُيق البقاء فيه ، لما فيه من مآسي يتعب لها الفكر والقلب والجسد ؟؟ أنتظر إجاباتكم بفارغ الصبر ... >> فصل من شذرات سيرة ذاتية لم تكتمل بعد << 7/9/2012م
a`vhj lk Hw]hx sdvm `hjdm ! Hadhx s]vm |
|
09-08-2012, 04:02 PM | #2 |
[" مشرف سابق"] | نسأل الله ان يجلي الغمة عن مستقبل اولادنا فبي ارضنا اليمن فالكثير من الخريجين ان لم اجزم على الاغلبية لايجدوا اي وظائف ومن يتحمل ذلك غير حكومة الفساد
|
|
09-09-2012, 08:34 PM | #3 |
| [align=center] البعض من الموظفين هجروا وظائفهم - لا لوم عليهم - بحثاً عن فرص عمل بالداخل او الخارج املاً في تحسين ظروفهم المعيشية ، والسبب سياسات حكوماتنا العقيمة ... الأماكن مرحبا بك ، وشكرا لك لحضورك العذب البهي ... عظيم ودي [/align]
|
|
Bookmarks |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أشياء , من , ذاتية , شذرات , سدرة |
Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests) | |
خيارات الموضوع | |
| |