في عمق الليل

الليل , عمق , في

في عمق الليل

تخترقُ السنين جسد الوجود مُدميةً كلماتِ البقاء ، تتركنا غرباء في مشاعرنا وفي خرافاتنا ، تشطرنا انصاف وارباع واثمان لنتدفق كبقايا نهر في مجرى صُدفة الحياة ، تتبخر منا ارادتنا تحت لهيب سياطٍ من افق التاريخ ومن جوقة حاضر تقرعهُ اجراس النخاسين ، او بصورةٍ عن قرب ؛ حكايةُ حشرٍ للُقَطاء ، لمواكب امواتٍ ، لمعاول بشرية صيغتها مخلوق للفعل مكسور بالضمة ، ضمةُ بحرٍ متصلب لايرضى بغريقٍ واحد ؛ فالكل فراعنةٍ والذنبُ خطيئةُ صمت ، وجريمة ساحر لم يسجد ، لم يؤمن بعد بان السحرة قد القوا ، هل يُعقل ان الزمن كريمٌ بالمنفى وان اكاذيب العظَمة تبني امجادا ؛ دعوني ارسم لوحة باللون الاسود على وجه التاريخ البائد وستمتد الى صفحاتٍ تحتل مساحة يومي ، ساحكي لصديقي قابيل عن احفاده وعن كل خيانة خلفائه وعن رمحة وكيف نحافظ على لمعانه وعن ثرواته وامين السر من عهده وكيف نقدس دستوره ؛ سابلغهُ ان صنيعه كان سيكتمل لو غرس الرمح بقلبه حين اطاح براس اخيه ، ويكون لهم قبر واحد فلن يعجز الف غرابٍ عن دفنهما بدلا من دفن ملايين البشرية بالرمح الملعون ،

******


لاتبكِ فأباك مثلُكَ لاعيد لهُ ، لا مأوى ولا وطنٌ ، لا ترسل عبراتك فما من نهايات تنتظر نزيف مآقينا وما من ارضٍ تتسع لأحزان ابيك وهو يصِمُّ اذنيه عن منشار انينك وسهام صوتك المُنتحب ، استمع اليّ ؛ سأحكي لك قصةَ اسراب المهاجرين من وطني لتعرف ان اباك لاذنب لهُ فالسرب محلق في سماء الرحيل منذ الازل منذ ولادة وطني منذ ولادة شمس الله على وطني ، منذ اعتزلت كل نساء اليمن ولادة رجل وطني ، ولادة من يخشى الله ويحترم حقوق الامة ، وسأحكي لك ايضا كيف نعيش بعيدا عن وطنك وعن رائحة الام اليمنية ، وكيف نغدو خماصا ونعود خِرافا سيماها تبلُّدها لما لاقتهُ من هوان وذلةٍ خلف حدود الوطن المعلول ، ففي جوف الغربة ياولدي سعير محموم يُذيب كل جوانحنا ويمحو عن كرامتنا معالم عزتها ويسلب بالقوة من طبائعنا الاعتزاز بالانتماء فنصبح قاب قوس بل ادنى من قطيع ماشيةٍ يُساق الى سجنه ، تخيّل ان رجلا واحد خارج وطني يكتف الف مواطن يمني يعلقهم كذبائح مسلخ يجلدهم يسائلهم يجوعهم والقصة ياولدي لقمة عيش مُرّة واباك يتعرض لسؤال عن كم مرة شارك في الارهاب وكم باع مخدر وكيف دخل ولماذا لم يحترمه وطنه ويعيله واباك منذهلٌ فكل القصة صغار تصرخ تنتظر المنقار ، فانا لا اعلم عما يتكلم رجل الشرطة ولا افهم سر تكبُّر رجل الشارع فانا لا اسعى في الارض فسادا كل حكاية تلك الاسراب البحث عن بعض فتات من بواقي شعوب الارض الاخرى ،


*******

[align=center]سرد جميل ورائع رغم الحزن الذي يحتويه المضمون ..



نسأل الله ان يصلح حالنا وان يعود اليمن مزدهرا باليمن والبركات ويعود كل غريب عزيز مكرم لبلده ..



تسلم اناملك اخي حريب فكلماتك ذات شجون تلامس شغاف القلوب .[/align]

قال تعالى ( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزقٍ إن في ذلك لأياتٍ لكل صبارٍ شكور )
ما يحصل لنا هو حصاد خطيئة من كانوا قبلنا بطِروا وطغوا وسئموا الراحه نسأل الله أن يغير أحوالنا للأفضل وأن يعز اليمن وأهله ويعز كل المسلمين اللهم أعزنا بلإسلام اللهم أعزنا بلإسلام اللهم أعزنا بلإسلام .




إقتربنا من مشاعرك فانغمست في قلوبنا تنبش جراحنا لتوقظ ألامنا فيسمع كل من في الكون نحيبنا.
أنت لم ترسم لوحة باللون الأسود بل أمطرت سحابتك بكلمات وعبارات سالت منها أودية البؤس والشقاء لتجتمع مع دموع الغرباء وصراخ الأطفال الذين حرموا من حنان أبائهم . وحسرات الزوجات اللاتي كسا الشيب رؤوسهن وظهرت تجاعيد الزمان على وجوهِهن قبل أن يذقن طعم السعادة مع أزواجهن .
فامتزج كل هذا البؤس والشقاء في ( نهر الفراق الأسود ) نهر الغرباء فتوافدت إليه الطيور المهاجره وحطت على ضفافه وقفت تنوح على أنفسها على ماضيهم وشبابهم الفاني لايقوون على الطيران بعد أن شربوا من هذا النهر الخالد لأن من شرب منه لا يغادره الا على نعش أو شائب خرف لا يقوى على السير هم يشربون منه وهو يمتص شبابهم ودمائهم .
اختصرت مشاركتي لنسمع نوح الطيور الأخرى التي أرى أنها أخفت رؤوسها في الأرض مثل النعام لتنسى همومها. أقبلي أيتها الطيور الهاربه أخرجي كل ما في حواصلك من معاناه وأسى في هذا النهر .
أستاذي الفاضل حريب اعذرني لتأخر ردي فلم أرى هذا الفيض من المشاعر الا اليوم فالمنتدى مثل ( خلية النحل ) ما شاء الله تُطرح كل يوم عشرات المواضيع أتمنى أن يستمر تميز ونشاط جميع الأعضاء .
في عمق الليل موضوع تاريخي متشعب و كبير بحجم كاتبه فقد جاء من زمان قابيل وهابيل مروراً بفرعون والسحره وصولاًً الى زماننا. يحمل بين طياته عبارات وصور جميله مثل ( اخترقت السنين . أجراس النخاسين .قبر واحد . ألف غراب . الرمح الملعون.صغار تصرخ تنتظر المنقار.حكاية تلك الأسراب البحث عن بعض فتات من بواقي شعوب الأرض الأخرى )
أستاذي حريب أو غريب فلم أعد أبصر ولا أعرف أحد من شدة ظلام الليل الذي غشينا)
لن نوفيك مهما قلنا فيك دمت قلماً شامخاً

كلمات لامست الواقع وامطرت العيون من وقعها دمعآ ..
لواقع نعيشة في ديار الغربة ..
واقع مفروض علينا بلا ذنب كل ما في الامر هو البحث عن لقمة العيش الكريمه ..تحت سقف الهوان الذي نعيشة
اغراب بكل ما تحمل الكلمة من معنى .. بل ان معاملة منهم اغراب في الاسم
والمعنى قد تكون افضل بكثير من المعاملة التي نحظا بها كيمنيين ..
ما ذنبنا ؟؟ لا ندري !!

الى متى؟؟ لا ندري !!

اللهم اصلح حال اليمن وولي علينا خيارنا ..

موضوع استوقفني كثيرآ ومن جماله وما احتوى لم استطع مجاراتة
فالكل يعرف ما يمر على منهم في ديار الغربة



شكرآ على كل كلمة سطرتها لنا هُنا ..


أمير الكلمة

ابي بندول دوخت وانا اقرى ,
كلمات معقده لامثالي ... انا الخواطر الي فيهأ لف ودوران تتعب عقلي ...
واي موضوع لا قريته اشعر بالصداع فيه .. معناه انه موضوع طرحه تعدى الابداع ....

ما شاء الله قلم مبدع ...