منتدى الآصالةوالتاريخ حريب بيحان
ينتهي : 30-04-2025
عدد مرات النقر : 1,279
عدد  مرات الظهور : 29,140,005

عدد مرات النقر : 4,124
عدد  مرات الظهور : 73,160,362
عدد  مرات الظهور : 68,876,331
قناة حريب بيحان " يوتيوب "
عدد مرات النقر : 2,304
عدد  مرات الظهور : 73,161,164مركز تحميل منتديات حريب بيحان
ينتهي : 19-12-2025
عدد مرات النقر : 3,945
عدد  مرات الظهور : 69,377,091
آخر 10 مشاركات
صـبـــاحكم سكــر // مســـاؤكم ورد معطر (الكاتـب : - المشاركات : 2386 - المشاهدات : 169319 - الوقت: 06:40 AM - التاريخ: 04-24-2024)           »          تعزية للاخ يمني بوفاة اخيه (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 6 - المشاهدات : 100 - الوقت: 09:46 PM - التاريخ: 04-22-2024)           »          قراءة في سورة البقرة (الكاتـب : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 65 - الوقت: 05:34 AM - التاريخ: 04-20-2024)           »          الاذكار اليوميه في الصباح والمساء (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 542 - المشاهدات : 33656 - الوقت: 08:30 PM - التاريخ: 04-19-2024)           »          عيدكم مبارك ،، (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1 - المشاهدات : 81 - الوقت: 08:45 AM - التاريخ: 04-10-2024)           »          تحدي المليوووون رد ،، (الكاتـب : - المشاركات : 2049 - المشاهدات : 123334 - الوقت: 05:27 PM - التاريخ: 04-08-2024)           »          ماذا ستكتب على جدران (منتديات حريب بيحان) (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3179 - المشاهدات : 232960 - الوقت: 05:26 PM - التاريخ: 04-08-2024)           »          ورد يومي صفحه من القرآن الكريم (الكاتـب : - المشاركات : 93 - المشاهدات : 967 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-23-2024)           »          شهرمبارك كل عام وأنتم بخير (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3 - المشاهدات : 74 - الوقت: 04:06 AM - التاريخ: 03-18-2024)           »          تدمير دبابة ميركافا الإسرائيلية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 137 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-17-2024)


الإهداءات



أخبار اليمن السعيد دمت للتاريخ محراباً مهاباً .. أخبار اليمن السعيد


اليمن في عيون رحالة ألماني

دمت للتاريخ محراباً مهاباً .. أخبار اليمن السعيد


اليمن في عيون رحالة ألماني

اليمن في عيون رحالة ألماني هذه نبذة مختصرة من كتاب " اليمن من الباب الخلفي " للرحالة الألماني " هانز هولفريتز " وترجمة الأستاذ " خيري حماد "

الرد على الموضوع
 
LinkBack خيارات الموضوع
قديم 09-11-2012, 09:21 AM   #1


حان التغيير غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 952
 تاريخ التسجيل :  Sep 2012
 أخر زيارة : 07-12-2015 (01:16 AM)
 المشاركات : 31 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي اليمن في عيون رحالة ألماني




اليمن في عيون رحالة ألماني


هذه نبذة مختصرة من كتاب " اليمن من الباب الخلفي " للرحالة الألماني " هانز هولفريتز " وترجمة الأستاذ " خيري حماد " .. عندما زار الرحالة اليمن في عام 1930م ، والكتاب حافل وغني بالمعلومات الكثيرة عن تاريخ اليمن في عهد الإمام يحيى ، وعن المعاناة والمتاعب الكبيرة التي مر بها الرحّالة الألماني هانز للوصول للأرض المحرمة . الكاتب والرحالة الالماني هانز هيلوتس يجلس على جمل في الثلاثينات بسوق شبام حضرموت اليمن عيون رحالة ألماني 5b95f57bc8.jpgاليمن هي أكثر أجزاء شبه الجزيرة العربية سعادة ، إذ حبتها الطبيعة بخيرها وأضفى عليها التاريخ شهرة وبروزاً . فهي البلاد التي خرج منها " ملوك الشرق الثلاثة " ( وهي قصة الملوك الثلاثة الذين وفدوا من الشرق ويقال أنهم جاءوا من اليمن إلى القدس في وقت ميلاد السيد المسيح ، وهي مستقاة من نبوءة اشعيا في العهد القديم ) والذين جاءوا ليقدموا فروض الولاء للوليد الطفل ، الذي بُعث لإنقاذ العالم ، وهي البلاد التي حكمت فيها ملكة سبأ المشهورة أيضاً . ولم يكن يُعرف إلا القليل عن هذه البلاد الشرقية النائية مدة طويلة ، إذ ظلت يحجبها ضباب الأساطير والقصص الخيالية . وقد تمكن ألماني هو " إدوارد غلاسر " ( وهو رحالة ألماني مشهور قام بجولة في أنحاء الجزيرة العربية في النصف الأخير من القرن التاسع عشر ) من أن يجمع عدداً من النقوش القديمة أثناء الرحلات التي قام بها في اليمن ، وفي البقاع الرئيسية من جنوب الجزيرة العربية ، وجعلها في متناول العالم العلمي . وآنذاك فقط بدأ الناس يدركون أن القصص الغريبة الواردة في التوراة ترتكز على أسس تاريخية ، وإن امبراطوريات عظيمة قد ترعرعت قبل قرون على أرض هذه البلاد ، حيث نمت حضارة مزدهرة ومذهلة في عهد ملوك سبأ وخلفائهم .. ولكن أسرار هذه الحضارة ظلت محصورة بصورة رئيسية في هذه النقوش ، ولم تسطع أضواء المعرفة بعد على الغموض الذي ما زال مسيطراً على ماضي جنوب الجزيرة العربية . فاليمن حتى هذا اليوم ما زالت من أصعب بلاد العالم على التسلل والاختراق . ولقد ظل الملك الإمام يحيى ، وهو من ذرية الرسول ، يحكمها حتى عهد قريب . ومازال الإمام الحالي كثير الشكوك بالغرب ، وهو لهذا يريد إقصاء بلاده عن النفوذ الأجنبي ، ولا يسمح للأجانب بدخول البلاد أو يسمح لهم فقط بدخولها بموافقة الإمام الشخصية ، عندما تقتضي ذلك الضرورات التجارية أو الدبلوماسية . ولكن حتى لو سمح لأجنبي بالدخول بأمر ملكي ، فإنه يظل محروماً من حرية التنقل . فالسلطات تحدد له الطرق التي يجب أن يسلكها ، والأماكن التي يستطيع التوقف فيها ، ويظل دائماً تحت مراقبة دقيقة ، ولا يسمح الملك للأجانب على الغالب بالتوغل في بلاده إلى ما وراء عاصمتها صنعاء . أما ما وراء صنعاء ، فأرض محرّمة ، وهي التي تؤلف اليمن بأجزائها التي ما زال بعضها غير مكتشف والتي يعتقد أن أثمن بقايا الحضارات القديمة الزائلة ما زالت مطمورة فيها .. وتلقى جهود الملك في فصل اليمن عن العالم الخارجي عوناً فعالاً من عداء السكان لكل ما هو أجنبي ، ومن تعصبهم الديني ، ومن افتقار البلاد إلى الأمن والطمأنينة . وكان استكشاف اليمن المجهولة بما فيها من فردية ما زالت متماسكة ، ومن ماض عريق ، هدفاً من أكثر الأهداف إغراء لي منذ عهد بعيد . وقد قضي على عدد من الذين سبقوني في هذا الميدان بالعودة بعد وصولهم إلى عتبة البلاد دون أن يحققوا شيئاً ، بينما سقط البعض منهم ضحايا التخوف من أخطار المغامرة . ولكنني تمكنت أخيراً بفضل المثابرة التي لا تعرف الكلل ولا الملل من اقتحام العوائق والتوغل في الأرض المحرّمة .. ومن الواضح أن المغامرة الجريئة وحدها ، هي التي أدت إلى هذه النتيجة ، وهي مغامرة قد يعتبرها الكثيرون من الناس مستحيلة وغير عملية . وقد قمت أولاً بالإطلاع على لغة العرب وعاداتهم ، بعد رحلات قمت بها في مصر والعراق وفلسطين .. ثم تعرفت بعد ذلك على أحد السلاطين العرب الذين حكموا إمارة صغيرة في الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة العربية . ومضيت في عام 1930م إلى المكلا الواقعة على المحيط الهندي لزيارة هذا السلطان .. وانتقلت من هناك إلى حضرموت ، وهي البلاد التي تجاور اليمن من ناحيتها الشرقية والتي تقع تماماً وراء سلسلة الجبال الساحلية العالية . وتمكنت أثناء إقامتي في حضرموت من المرور بتجارب ، والقيام بعدد من الاتصالات التي كانت نافعة لي ومفيدة في مغامراتي التالية الواسعة النطاق .. وكنت استهدف من البداية ، اليمن ، البلاد المحرّمة بداية الرحلة من عدن قررت السفر من عدن مباشرة إلى المكلا ، مستقلاً الباخرة الساحلية الصغيرة ، وأن أمضي من هناك عبر حضرموت إلى الصحراء . ولكن عندما نزلت إلى الميناء من باخرتي التي كنت استقلها ، علمت أن هذه السفينة الساحلية قد أبحرت إلى المكلا في ذلك الصباح ، وأن السفينة الثانية لن تبحر قبل أسبوعين .. ولم تكن السلطات البريطانية راغبة في منحي إذن دخولها إلى حضرموت كمجرد عمل شكلي ، وكان سلطان المكلا الذي أعتبره نصيراً كبيراً لي ، والذي كان لعونه الفضل في تمكني من إلقاء النظرة الأولى على جنوب الجزيرة العربية ، غائباً عن بلاده عند وصولي إلى عدن ، إذ كان يقيم في الهند مشرفاً على أملاكه في إمارة حيدر أباد ، وكان من المستحيل عليَّ تبعاً لذلك الاتصال به . وكانت الدعوة الشخصية التي أحملها من السيد " سعيد الكاف " حاكم تريم ، غير ذات جدوى مؤقتاً أيضاً . وقيل لي أن الوضع في البلاد في مجموعه غير آمن ، وأن الأوربيين يعتبرون متطفلين لا يرحب بهم . وتعني كلمة " عدن " في اللغة العربية ، جنان النعيم والفردوس . وهكذا فإن ثمة نظريات تقول أن عدن هي نفس المكان المذكور في سفر حزقيال في التوراة ، وكثير من الثروات التي كانت ترد من البلاد الأسطورية النائية ، كانت تنقل عن طريق عدن .. وكان الفينيقيون يعرفونها ويعتبرونها أهم المراكز التجارية في جنوب جزيرة العرب قبر قابيل .. قاتل البشريةوتقع عدن في شبه جزيرة بركانية صغيرة ضمن مخروط بركاني خامد ، يندفع بروزاً إلى داخل البحر .. وليس ثمة الكثير مما يقال في إطراء عدن اليوم والثناء عليها .. فمن الواضح أن الصخرة البركانية الجرداء ، التي تتألف منها شبه الجزيرة الصغيرة قاحلة ومهجورة ، ولا تنبت الأرض التي تكثر فيها الأملاح ، إلا القليل من الأعشاب الشوكية ، وإذا ما ظهرت بعض النباتات الخضراء في الحفر أو الأخاديد ، فإن حرارة الشمس سرعان ما تجففها . وقد تصلّب السائل البركاني وتحول إلى أبراج عالية من القنن الوعرة والجروف الحادة ، وتنشطر هذه القنن والجروف وتتقسم بواسطة أخاديد عميقة وشقوق واسعة ، تاركة فيها أثاراً جميلة وإحساساً من العرب بما في بلادهم من فردية في مناظرها .. وتتحدث أساطيرهم عن وجود قبر " قابيل " أول قاتل في البشرية في هذه المنطقة الصخرية الجرداء . وهناك أخدود مظلم في طرف الجرف يشير إلى هذا القبر . وينظر البريطانيون من عسكريين ومدنيين إلى جزيرة عدن على أنها القاعة الخارجية المؤدية إلى الجحيم . أما أنا فقد كنت أنظر دائماً إليها على أنها الفردوس .. وعندما كنت أؤوب إلى عدن بعد رحلات على ظهور الإبل تستغرق شهوراً طويلة ، وتستنفد الكثير من الجهود التي لا تحتمل ، كنت أرى فيها عصارة المدنية ، وأجد فيها جميع تلك اللطائف الصغيرة من الحياة العصرية التي يألفها كل من يعيش معها ، ولا يكترث بها ، ولكنه إذا ما أفتقدها شعر بما لها من أهمية قصوى . وكنت ألقى فيها دائماً المسكن المريح في ضيافة الهر (M) وهو من كبار رجال الأعمال الألمان . وقمنا بعد ظهر ذات يوم ، بعد أن كانت حدة حرارة النهار قد خفتت برحلة إلى البر المقابل لعدن ، وبزيارة إلى سلطان لحج .. وكانت سيارة مضيفي الهر (M ) من طراز سيتروان ، قديمة قد مضى عهدها ، وغدت خربة بعد أن فقدت الكثير من أجزائها وقطعها . ومع ذلك فقد سارت سيراً مرضياً ، وسرعان ما غرقت عجلاتها في أرض رملية رخوة ، ولكن عدداً من البدو سارعوا لمساعدتنا . وبعد أن اجتزنا الشيخ عثمان وهي أول المدن الواقعة في البر ، وفيها الكثير من الملاحات المنتجة والمهمة ، التي تشرف على إدارتها شركة إيطالية ، وصلنا إلى مركز للشرطة وحاجز للطريق ، وهما معزولان تماماً في منتصف المنطقة الخالية المكشوفة التي لا طرق فيها .. وكان علينا أن نبرز الوثائق الرسمية والاذونات التي نحملها ، ولا يسمح الانكليز لأي إنسان باجتياز هذه المنطقة دون إذن من حاكم عدن ، إذ أنهم لا يعتبرون أنفسهم مسئولين عن سلامة الأوروبيين وراء هذا الحاجز . وظللنا نرتحل عبر الصحراء ساعات طويلة ، ولم نكن نرى شيئاً سوى الرمال الشاحبة الجرداء ، وقد انتشرت فيها بعض الأشواك والنباتات الصحراوية الجافة ، ومرت فيها وديان صخرية خالية من الماء ، وانتثر فيها بيت أو بيتان من الشعر هنا وهناك ، يقيم فيهما البدو ، وليس ثمة في هذا المكان طائر يغرد أو نأمة لإنسان تبدد هذا الصمت المطبق ، وكان أكثر ما نراه قافلة من الجمال تمضي في طريقها صامته تدوس الرمال وتسوقها بعض الحمير .بيوت معلقة في الهواء وعند بداية وصولنا إلى سلطنة لحج .. فجأة ارتفع أمامنا في الأفق منظر رائع وكأن مسة سحرية قد أصابته فبعثته إلى الحياة ، إنها قصور ذات أبراج تشرق بيضاء لامعة كالمرمر ، وقد ارتفعت سقوفها المدورة وشرفاتها الرقيقة .. وكان الشيء المدهش أن جميع هذه المناظر بدت عائمة في الهواء وكأنها مرسومة على نقطة انحدار السماء الزرقاء نحو الأفق ، وقد ضمت أرق الألوان وأكثرها وداعة . وعندما اقتربنا أخذنا نبصر الخطوط العريضة للمدينة ببيوتها السمراء المربعة ، وقد تشابكت مع بعضها وثبتت أقدامها في الأرض . وتبين لنا سبب ما أصابنا من خداع النظر من بعيد ، فالبيوت كلها مؤلفة من أكثر من طبعة واحدة ، وجميع طبقاتها العليا مصبوغة باللون الأبيض ، أما الطبقات السفلية فلونها من لون التراب ، وهذا الذي جعلها تبدو لنا من بعيد وكأنها معلقة في الفضاء . وتغير منظر الأرض أيضاً بصورة مفاجئة وأخذ الوادي الجاف الذي كنا نسير بجواره منذ مدة طويلة يبدو فيه الماء شيئاً فشيئاً الآن ، وتسيل هذه المياه نحو الحقول التي تنتشر الخضرة فيها عبر عدد من القنوات والمجاري .. وكانت هامات أشجار النخيل النحيلة وقد ثقلت بالأثمار المعلقة فيها ، تنحني فوقنا ، بينما اكتظت الدروب بأبناء البلدة يعودون إلى بيوتهم من أعمالهم عند مغيب الشمس .. ورأيت أطفالاً سمراً من العرب تعرّت صدورهم يسوقون أمامهم الأبقار إلى زرائبها ، وحيّانا الغلمان تحية ودية ، بينما نظرت إلينا النسوة وكن يرتدين أوشحة زرقاء نظرات فيها الكثير من الخفر والحياء .. ورأينا أمامنا بوابة واسعة من الطين سرعان ما ابتلعتنا .. فقد وصلنا إلى لحج .قــبـيـــلـــة الــــحـوشــــــابـيوتمكنا قبيل غروب اليوم التالي من إعداد سيارتنا فسارعنا إلى مغادرة لحج .. ومضينا في سيارتنا عبر الوادي الخصيب الذي يسيل فيه نهر طيبان والغني بما فيه من أشجار الموز والمانجا .. ولكن الصحراء تبدأ مباشرة وراء أطراف هذه البساتين ، وليست هذه الصحراء بالشيء الميت كما يبدو ، ولكنها وجود خطر ينبض بالحياة .. ووصلنا عند المساء إلى قرية كبيرة تسكنها قبيلة " الحوشابي "‏ ، وكان منظر الأكواخ المبنية من الطين يوحي بانطباع سيئ ، ولكن جدرانها السمراء كانت مزخرفة باللون الأبيض ، وقد رسمت عليها صور غريبة كما كانت الجوانب المتلوية ذات الرؤوس المدببة التي لا حد لها ولا حصر والتي تحيط بأبواب الأكواخ ترمز إلى تصاميم غير مألوفة في حاضرنا .. وقد تعود بأصولها إلى أيام ملوك سبأ ، وقد يكون هناك ما يؤيد هذه النظرية ، إذا أن أفراد قبيلة الحوشابي قد احتفظوا بعدد من العادات والتقاليد التي كانت سائدة في عصور ما قبل التاريخ .. فبالإضافة مثلاً إلى القبور الإسلامية المألوفة هناك على مقربة من قرى هذه القبيلة أهرامات طويلة مدببة الرؤوس ومنفصلة عن بعضها البعض .. وليست هذه الأماكن إلا مثاوى شيوخ القبيلة أو الشخصيات التي يتمتع أصحابها باحترام خاص ، لأنهم كانوا قادرين على شفاء المرضى وكانوا تبعاً لعُرف القرون الوسطى من السحرة الذين يتمتعون بقوى غيبية . وعلى مقربة من القبور الحقيقية تقوم مجموعات من الحجارة الناعمة ، ويأتي سكان هذه القرى في أيام معينة من السنة في جماعات في الليل ويدهنون هذه الحجارة بالزيت ، وهو تقليد معروف منذ أقدم عهود الوثنيين . وما كدنا نصل إلى القرية حتى أحاط جميع سكان القرية بسيارتنا ، وقد رحبوا بنا ترحيباً ودياً وعرضوا علينا أحد منازلهم لنحل فيه ، ولكننا آثرنا قضاء الليل في العراء تحت قبة السماء .حضرموت بلاد البخور والعطور" الحضارمة " وهو الاسم الذي تطلقه التوراة على هذه البقعة من الأرض ، كانت معروفة لدى الأقدمين . وقد أطلق عليها " بليني Pliny " ( بليني الأصغر 62-114م ، خطيب ومؤلف روماني مشهور ، نشأ في كنف عمه بليني الأكبر 23-79م العالم المعروف في التاريخ الطبيعي ، أصبح بليني الصغير محامياً ثم عضواً في مجلس الشيوخ . فحاكماً في سوريا في عام 12م . ثم أصبح قنصلاً في عهد الإمبراطور تراجان في عام 100م وحاكماً في الشرق . وطبع كتاباً عن البلاد التي حكمها وبينها الجنوب العربي ) . اسم " الحضارمة العليا " عانياً به معنيين أحدهما ارتفاع المكان وعلوه ، وثانيهما رخاء أهله وأوضاعهم . ولا ريب في أن حضرموت كانت وافرة الثراء للغاية ، إذ كانت المصدر الرئيسي لإنتاجين كانا من أهم المنتجات في العصور القديمة ، وكان الأقدمون يدفعون فيهما أغلى الأثمان وهما البخور والمر . وأصبحت حضرموت منذ ذلك الحين تسمى بلاد البخور . وبينما كان البخور يستخدم في الأغراض الدينية لاسترضاء الإلهة ودفع الأرواح الشريرة ، كان المر أو ما يسمى بالراتينج يؤلف مادة لا غنى عنها من مواد الترف والبذخ .. وكان زيته الذكي الرائحة الذي يضم مختلف العجائن والدهانات المصدر الثمين لمختلف أنواع العطور وأدوات التجميل التي استخدمتها نساء مصر واليونان وروما أيضاً ، والتي كن يعرفن طريقة استعمالها في الاحتفاظ بجمالهن .. وما زال معظم البخور الذي يستعمل في الكنائس المسيحية حتى اليوم يستورد من حضرموت . ولكن ثمة نوعاً آخر أروع من العطور يأتي من شجيرات صغيرة تنبت في الهند ولا تعرفها أوروبا ، ويقوم العرب باستيرادها ويحافظون عليها محافظتهم على كنوز ثمينة .. وتفرز هذه الشجيرات مادة حلوة رقيقة لها رائحة مثيرة تهدئ الأعصاب وتدغدغها بحيث لا تشبه مطلقاً ما نستعمله من روائح ثقيلة وكثيفة . وما كان أمر حضرموت ليشتهر بين الأقدمين لو أنها اكتفت بجمع الثروة وتكديسها ، ولكنها بفضل ما توافر لديها من قوة روحية وحث على التعبير عن سكانها ، تمكنت من أن تثمر حضارة حوفظ على تقاليدها حتى اليوم في طراز أبنيتها الرائعة وما يبدو فيها من زخرف .. ولا ريب في أن هذه الأبنية ليست إلا بقايا مجد تليد عظيم . وقد رأيت بنفسي عدداً لا يحصى من الخرائب التي تعود تاريخها إلى قرون طويلة ، قبل أن يُعرف التقويم الذي نستعمله والتي تمتد عدة أميال في الوديان تنتظر معاول علماء الآثار ، ولكن ما يتميز به السكان من تعلق بالخرافات وشكوك بالأجانب ، قد حال حتى الآن دون اكتشافها .بلدة تريم .. وأسرة الكاف العريقة وكنا لا نزال نغذ السير نحو بلدة " تريم " ، وقد أضنتنا الرحلة السريعة التي نقوم بها ، عندما فوجئنا مفاجأة سارة .. فقد ظهرت أمامنا في الأفق البعيد نقطتان سوداوان ، أخذتا تقتربان منا بسرعة ، وتصحبهما سحب غامرة من الغبار . ولم تكن هاتان النقطتان إلا سيارتين بعث بهما السيد " أبوبكر الكاف " مع ولديه لاستقبالي عندما سمع نبأ زيارتي . وقد علمت بأن هاتين السيارتين قد وصلتا من سنغافورة إلى الشحر بطريق البحر ، وهناك فككت أجزاؤها ونقلت على ظهور الإبل عبر هذه المناطق الجبلية التي لا طرق فيها ، وعندما وصلت إلى تريم تم تركيبها بصورة صحيحة من جديد . وهكذا عندما وصلت إلى تريم ، كان وصولي بطريقة مريحة وغير مألوفة في تلك البلاد . ويحكم عدد من الأمراء الإقطاعيين الذين يلقبون بالسلاطين منطقة حضرموت ، وإن لم يكن لهم شأن يُذكر في إدارة دفة الأمور فيها . فسيطرتهم تقتصر على العموم على قصورهم الضخمة الرائعة ، حيث يقضون حياة ممتعة ومريحة مع وزرائهم ومستشاريهم ، ورجال بطانتهم . أما حكام حضرموت الحقيقيون ، فهم خمسة أخوة من أسرة " الكاف " ، وهي أسرة من التجار تنحدر من أعرق الأُسر النبيلة في البلاد ، وهؤلاء يديرون حركة الاتحاد في البلاد كلها ، ويملكون ممتلكات شاسعة في الهند وما وراءها ، إذ يملكون مثلاً أكبر فندقين في سنغافورة ، وتتيح لهم الثروات الهائلة التي يملكونها سلطات لا تقل عن سلطات الملوك . وفي وسع الإنسان أن يطلق عليهم أسم أسرة " مديشي " حضرموت . وقد شعرت أثناء إقامتي في تريم حيث يسكن " أبوبكر الكاف " وهو أكبر أخوته ، أنني أعيش في بلاط أحد أمراء آل مديشي بفلورنسا في القرون الوسطى . فقد استقبلت هذه المرة أيضاً بمنتهى الحفاوة والإكرام اللذين يليقان بهذا السيد العظيم . وعشت في إيوان رائع مشيد على الطراز الهندي ، وتحيط به غرف لا عد لها ولا حصر . وتحت تصرفي نحو من خمسين خادماً ، وقد غمرتني الهدايا والهبات .. وكنت أقضي الصباح من كل يوم كما هي العادة في قصر مضيفي المجاور . وكنت أرى أبابكر مستلقياً على أريكة تغطيه الملابس الجاوية ، في رواق واسع ينفتح على حديقة تضم جميع النباتات الداخلية المستوردة من كل مكان .. وكان الأصدقاء والمعارف يجلسون حوله ، والرسل يفدون ويمضون ، والأحداث تنقل وتبحث دون وجود أي صحف ، والصفقات التجارية تعقد ، وشؤون البلاد تناقش . وكل شيء يسير بطريقة كريمة وهادئة دون تسرع ودون صخب أو ضجيج ، أو خروج على ضبط الأعصاب ، حتى عند وجود خلافات في الرأي .. وكان أبوبكر يتخذ قراراته على ضوء تلك المشاورات الودية التي تعتبر حتماً شيئاً من أصول الحكم . ولم أكن أعرف حقاً عدد زوجات أبي بكر أو جواريه . فعدد ما يملكه الرجل من جوار يعتمد دائماً على موارد الإنسان المالية ، وقياساً على هذه المقاييس فإن عدد جواري مضيفي يجب أن يكون كبيراً ، فقد رأيت له عدداً لا يحصى من الأطفال في مختلف الأعمار . وهكذا أتيحت لي الفرصة لأطلع على طراز الحياة المترفة الفردية والمليئة بالزخارف في بلاد أحد كبار رجال الجنوب العربي ، وقد أتيح لي وقت أطول من اللزوم للإطلاع على بعض هذه الخفايا أكثر مما كنت أريد حقاً . ذلك لأنني لم أتقدم خطوة إلى الأمام في تحقيق مشروعي. وكنت كثيراً ما أدرس الخطة مع أبوبكر ، ولكنه واصل إسداء النصح لي بعدم القيام بهذه المغامرة ، وحذرني من المخاطر التي تنتظرني . وأضاف أنه لا يستطيع إسداء كبير عون لي ، ذلك لأن سلطته تنتهي في حدود حضرموت . ولم تكن المخاطر لتثنيني عن عزمي ، إذ أنني كنت أتوقع مثل هذه المخاطر في حالات كهذه . ولكن ظروفاً أخرى نشأت ولم أكن مستعداً لها ، هددت بشل جميع خططي ومشاريعي . فقد كنت في حاجة إلى دليل ، وكان عبور الصحراء بدون هذا الدليل أمراً مستحيلاً .. ولكن العلاقات بين اليمن وحضرموت لم تكن في هذا الوقت بالذات علاقات حُسن جوار طيبة ، بل كانت متوترة أشد التوتر .. وكان اليمانيون يعتمدون على القاعدة القائلة بأن الحق للقوة ، فكانوا يفدون كثيراً إلى حضرموت ، ولكنهم لا يسمحون لإنسان بالتسلل إلى بلادهم .. ولم يكن في وسع أي حضرمي أن يزور الأرض المحرمة ، حتى ولو كان في صحبة إنسان غريب غير مؤمن وأن يعود منها على قيد الحياة . وتمكنت بما أبداه لي أبوبكر الكاف من لطف وكرم من إعداد حملة صغيرة جُلتُ معها الأقسام الشرقية من حضرموت ، وهي منطقة لم يسبق لأي أجنبي أن زارها قبلي . وقد رافقني فيها أحد البدو والخادم عمر الذي رافقني في رحلة سابقة ومعنا حمار واحد وجمل .. ولم أكن في حاجة إلى حراسة قوية ، إذ كنت أنعم بحماية أسرة الكاف القوية . وقد سرنا مع وادي العدم ومررنا ببلدتي عنات وقاسم ، وكنا نمر بالخرائب العريقة بالقدم في كل مكان والتي تتجاوز القرى المأهولة في حجمها وعددها . وكان ما أدهشني روعة أسلوب البناء ورفعة الذوق وهما يبدوان في البنايات الفخمة التي ما زالت آثارها باقية .. وكانت بلدة القاسم مثلاً تضم عدداً من القصور الرائعة وبوابة جميلة تمتاز بالزخارف البيضاء التي تبدو على الآجر الطيني الأحمر .. ولا ريب في أن هذه الروائع هي البقايا الحضارية لشعب كان يتمتع بالثراء . وواصلنا السير في حضرموت الشرقية حتى وصلنا إلى حصن العور ، حيث توجد آثار قلعة ضخمة بنيت من أحجار مربعة على مرتفع صخري ، ومن العسير أن يقدر المرء إلى أي عصر يعود بناء هذه القلعة .. ومع ذلك فإن طريقة البناء وتقسيم الغرف يشبهان إلى حد كبير طريقة البناء وتقسيم الغرف في خرائب ماكيني وهي من أقدم مدن الإغريق ، ولا ريب في أن تقدير مدى العلاقة بين هذه الآثار وبين الحضارة الإغريقية القديمة - إذ أن وجوه الشبه قوية للغاية – أمر يعود إلى الباحثين في المستقبل .الـــــــربــــــع الـــــــخـــــــــالــيتقوم مقبرة صغيرة لا أهمية لها ولا شأن في الصحراء أمام أسوار بلدة تريم ، ولا ترتفع هذه المقبرة عن ارض الوادي الصخرية وقد أقيمت فيها بعض القبور الضخمة الكبيرة .. وفي هذه المقبرة يثوى محاربو حضرموت الذي استشهدوا دفاعاً عن تريم أمام إحدى غزوات البدو . وكان الأعداء قد احتلوا الوادي بكامله أثناء الحرب وقطعوا اتصال تريم ببلدتي سيئون وشبام الكبيرتين .. وكي يحافظ الأهالي على اتصالهم بسيئون بنوا طريقاً جديدة فوق الجبال ، ليتجنبوا المرور بالوادي الذي كان مسرحاً للحرب . ويؤلف الوادي قوساً شديد الانحناء أشبه ما يكون بركبة الإنسان ، عبر السلاسل الجبلية المرتفعة .. وفي هذا الوادي أمام تريم ، تقيم القبائل المعادية .. وهكذا مضيت عبر هذه الطرق الجبلية الجديدة يرافقني حمار وهجين وجندي وأحد البدو . واقتضانا عبور هذه السلاسل الجبلية بتشكيلاتها الرائعة نصف يوم .. ووصلنا قبيل المغيب إلى الوادي ثانية ، حيث قضينا الليل في " تريبة " وهي بلدة صغيرة تشبه القلعة ويحكمها " سيد " – يعني أنه من السادة الذين ينتمون بالنسب إلى الرسول الأعظم محمد بن عبدالله – حملت إليه رسالة من أبي بكر الكاف . وقد استقبلني السيد في منزله استقبالاً رائعاً واحتفى بي أعظم حفاوة ، وأعدت لي خيمة على شرفة المنزل التي تكون فوق سطوح منازل البلدة كلها .. وأعد لي في الخيمة فراش وثير ، استلقيت فيه وإلى جانبي مضيفي ، وهو إنسان ذكي وأنيق وشديد التحفظ ، وتناولت معه الطعام والشراب . وجلس البدو بعيداً عنا في الظلام يبدون بقاماتهم السوداء الفارعة وشعورهم الطويلة يصغون إلى حديثنا ، ولم يكن أحدهم ليتكلم إلا إذا وجه إليه " السيد " سؤالاً .. وما زلت أذكر شاباً بدوياً كثير الاعتزاز بنفسه ، وقد تدخل في حديثنا دون سؤال ، وكانت تبدو عليه مخائل النبل والشرف أكثر من أي إنسان آخر ، ومع ذلك لم يكن هذا الرجل أكثر من مجرد ابن الصحراء العادي البسيط .. وكان اسمه " سنفيس " وصولي إلى الإمام يحيىحللت عند وصولي إلى صنعاء ضيفاً على الإمام في بيت صوبيري اليهودي على أن أدفع له نفقات إقامتي .. ولا يحل في دار الضيافة الرسمية كضيوف على حساب الحكومة إلا نفر قليل من كبار الضيوف وذوي الأهمية فيهم ، وعهد إلى عدد من الجنود بحراستي ، فمن القواعد المعروفة المقررة أن يظل الغريب قابعاَ ضمن البيت الذي يأويه وأن لا يسمح له بمغادرة جدرانه الأربعة والظهور في الشوارع ، إلا إذا دعاه الإمام لمقابلته . ويستغرق مثل هذا العمل عدة أيام ، وكثيراً ما حدث في الماضي ان أضطر سفراء بعض الدول الأجنبية الذين يحملون رسائل شفوية إلى الإمام إلى الانتظار أكثر من أسبوعين في حياة العزلة هذه على أمل أن تكسر شوكتهم ، وأن يذل كبرياؤهم . وقد استطعت على أي حال إبان فترة الانتظار هذه أن ألقي نظرة على الإمام من نافذة الغرفة التي خصصت لي ، وهو في طريقه إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة . وكان في هذه المناسبات يستقل عربة مكشوفة قديمة الطراز تجرها جياد أربعة عبر شوارع المدينة ، وقد أحاط به من جميع الجوانب رجال الحرس الملكي من فرسان ومشاة . وكان الشعب يحييه فيرد التحية بوضع راحة يده على عمامته .. وعندما اقتربت من النافذة لمراقبة الموكب اقترب مني أحد جنود الحرس وأخذ يتطلع ليرى إذا كنت أحمل جهاز تصوير في يدي ، فمن المحظور أشد الحظر ، التقاط صورة للإمام ، وهو لا يسمح بذلك مطلقاً ولعل إمام اليمن هو الوحيد بين زملائه من ملوك العرب وسلاطينهم الذي لا تظهر صورته كثيراً في الصحف على الرغم من أن الصحف كثيراً ما تتحدث عنه . ودعيت بعد أربعة أيام لمقابلة الإمام ، ووصلت إلى القصر في الساعة المقررة وهي التاسعة صباحاً . وكانت الباحة الواسعة أمام القصر مكتظة بجماهير الناس ، ولعل الكثيرين منهم كانوا من الفضوليين الذين يفدون في مثل هذا الوقت دائماً ، علهم يرون شيئاً جديداً ، إذ أن الإمام كان يحدد معظم مقابلاته في مثل هذه الساعة من النهار . وكان هناك نفر من الشخصيات العربية البارزة يرتدون أجمل الحلل ، ويمتطون الجياد المطهمة ، كما كان هناك عدد من الضباط يحملون رسائل عاجلة ، ويشقون طريقهم عبر الجماهير الحاشدة في منتهى السرعة . وللإمام صبر عجيب على الاستماع إلى العديد من العرائض والشكاوي والطلبات التي تقدم إليه شفوياً وبصورة مستفيضة باللغة العربية الغنية بألفاظها .. ولا يترك إنسان قصر الإمام إلا وقد هدأت نفسه ، إذ أتيح له إسماع شكواه . وكثيراً ما يأتون بالمرضى إلى الإمام ، إذ راجت عنه سمعة سحرية في شفاء المرضى .. وقد سردت قصص عدة عن الشفاء العجيب الذي يحدث بعد أن يضع الإمام للمريض حجاباً على صدره ، ولا ريب في أن الإمام يسمع الكثير أثناء هذه المقابلات عما يدور في مملكته ، وهي أمور ما كان ليقدر له أن يسمع شيئاَ عنها لو أنه انعزل عن شعبه كما يفعل غيره من الحكام المستبدين . ومضى بي الرجل عبر الباحة الداخلية إلى غرفة الانتظار ، حيث تحتم عليّ أن انتظر بعض الوقت ، ثم عبرت سلسلة متلاحقة من الأروقة إلى غرفة الإمام .. وعندما مررت بجميع هذه الغرف أدهشني ما رأيته فيها من ندرة في الأثاث وفي الترف ، في بلاط حاكم يعتبر ثاني ملوك العرب المستقلين شأناً وأهمية . ولم أجد على النوافذ أية ستائر أو مظاهر ترف ، ويبدو أن الإمام لا يهتم بالظواهر الخارجية ، وفي وسع الإنسان أن يتأكد من أن الجو الذي يحيط به يقتصر على الاهتمام بالأمور السياسية .. أما القصر فقد بناه الأتراك العثمانيون في البداية على أن يكون مستشفى ، ثم غدا مقراً للوالي التركي . وكانت غرفة المقابلات مؤثثة تأثيثاً بسيطاً ، لا يكاد الإنسان يتصوره فهناك بضع أرائك وبعض البسط العادية على الأرض وليس فيها إلا مكتب صغير يجلس الإمام وراءه على مجموعة من الوسائد ، وقد علق فوق رأسه السيف المصنوع من الفضة الذي يرمز إلى سلطانه . وكان مظهر الإمام في هذه الغرفة العارية مؤثراً كل التأثير .. فلقد كان في ذلك الحين في أوج قواه على الرغم من السبعة والسبعين عاماً التي عاشها في حياة مليئة بالنشاط ، حاشدة بالجهد . واسترسلت لحية بيضاء طويلة تحت ذقنه وقد امتلأ وجهه بالتجعدات على الرغم مما يوحي به من شخصية طاغية ، أما فمه الذي تحيط به شفتان بارزتان فكثير الحركة والابتسام عندما يتكلم ، وفي وسع الإنسان أن يرى فيه على أي حال بعض مظاهر الصلابة والقسوة . وكانت عيناه الشديدة السواد تحيطان بأنف عريض ، وتوجهان نظرات متفرسة إلى من يجلس أمامه ، وكثيراً ما اتقدت العينان بضراوة مما يشير إلى هياج نفسي . وكان تصرفه رسمياً دائماً ، وكثير التحفظ . وإذا ما استثنينا بعض التفاصيل التافهة فإن ملابسه لم تكن تختلف في شيء عن ملابس رعاياه ، فهو يرتدي العباءة المألوفة ، والقفطان المخطط وعلى رأسه عمامة بيضاء تشير إلى السيادة والانتماء إلى بيت النبوة ، وقد امتدت منها ذؤابتان إلى ما وراء أذنه اليسرى إشارة إلى إماميته . ورحب بي الإمام قائلاً : " مرحباً ، أهلاً وسهلاً " ، ثم دعاني إلى الجلوس بإيماءة من يده . ولا يقوم الإمام من مكانه بحضور الأجانب حتى ولو كانوا من ذوي الرتب العالية . ولا يجوز للإمام أن ينهض احتراماً لأي رجل ولا سيما إذا كان غير مؤمن . وكنت قد استندت في طلبي السماح لي بدخول اليمن على رغبتي في دراسة موسيقى البلاد .. ولكن الإمام لم يشر إلى هذا الموضوع أثناء المقابلة ، ولكنه بعث إليّ فيما بعد بنجله الأمير سيف الإسلام محمد ليحصل مني على معلومات وافية ومستفيضة عن تسجيلاتي الموسيقية والآلة التي أسجل بها . وسألني الإمام آنذاك فقط عن المدة التي أفكر في قضائها في صنعاء ، فإذن الإقامة يكون دائماً محدوداً بمدة معينة ، ولما كنت قد رأيت الإمام في حالة نفسية طيبة ، فقد رجوته فوراً السماح لي بالتجول داخل اليمن . ولكن الإمام رفض ذلك رفضاً جازماً ، وذكر لي أن أحوال الأمن في البلاد مضطربة وأنه لا يستطيع أن يحمل على مسؤوليته سلامتي إذا ما قمت بمثل هذه الجولة .. وهكذا تحتم عليّ أن أرضى بالبقاء في صنعاء ، ولكن تولدت لدي آنذاك الرغبة في زيارة الأرض المحرمة ، ودون إذن من الإمام إذا اقتضى الأمر. وأتيحت لي الفرصة أثناء المقابلة لملاحظة نشاط الإمام الرسمي ، إذ كان سيل الرسل لا ينقطع عن الدخول ، وقد حمل كل منهم ورقة في يده يسلمها إليه ، وكان الإمام يقرأ الورقة ويكتب عليها فوراً قراره بحبر أحمر في عدة أسطر في ذيلها . ولا ريب في أن بساطة هذا العمل تستحق الثناء ، فالإمام لا يحتاج إلى قراءة ملفات ضخمة تمر عبر دوائر رسمية متعددة . وكثيراً ما عالج الحالات الأولية بصورة شفوية .. وهذه تتم عادة بتوجيه عدد ضئيل من الأسئلة التي ينال الرد عليها فوراً .. ويستطيع الإمام بهذه الطريقة ممارسة السلطة الديكتاتورية في دولته إلى حد بعيد . ويعني لقب " الإمام " أن حامله يمت في نسبه مباشرة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق حفيده الحسين وابنته فاطمة الزهراء . وهكذا فإن منصب الإمام يعتمد على رابطة الدم السرية ولكنه يعني أيضاً شيئاً أكثر مما نفهمه بصورة عامة . وقد تولى الإمام يحيى الذي أطلق على نفسه لقب الملك أيضاً في عام 1926م ، الزعامة في عام 1902م ، وكان الأتراك العثمانيون يحاولون آنذاك تحويل سيادتهم الاسمية على اليمن إلى واقع .. ولكنهم لم يفلحوا قط في ذلك على الرغم من أن البلاد كانت تعيش في جو من الفوضى المطلقة بعد قرن من الاحتلال التركي .حـــريــــم الإمـــــــام يــحـــيـــىيبدو المدى الذي فرضه الإمام المتناهي في القوة والجبروت على كل شيء وكل إنسان لخدمة الدولة ولا سيما في القضايا المتعلقة بالمتطلبات العسكرية التي تتمتع بالأفضلية في النظام الذي أدخله في حريمه .. وليس للإمام إلا أربع من الزوجات وفقاً لأحكام الإسلام ، مع عدد لا يحصى من الجواري ، ويقدره البعض بثلاثين جارية ، ويعمل قصر الحريم خلافاً للعادات القديمة في خدمة الدولة ، فقد فرض الإمام على زوجاته وجواريه ومن لديهن من الخدم بخياطة الملابس لجنوده ، ويدفع الإمام لكل واحدة أجراً على عملها ، وإن كان هذا الأجر ليس كبيراً ، وقد أتخذ هذا النظام برهاناً على شح الإمام وبخله .. وقد سبق لي أن أوضحت أن الإمام ملك مقتصد وبينت الأسباب التي تدعوه إلى هذا الاقتصاد .. أما عن هذا الموضوع فأنا لا أرى مطلقاً ما ينسب إلى الإمام من وضاعة ، وإنما أرى فيه إجراء عملياً سليماً كل السلامة . فالنساء في قصر الحريم لا عمل لهن طيلة الوقت ، وبدلاً من السآمة والملل أوجد الإمام لنسائه عملاً يقطعن فيه أوقاتهن ، وينفعن بنتائجه دولتهن . ولا ريب في أن فكرته تقدمية ، إذ قضت على المرأة أن تعمل في خدمة الصالح العام ، وهو أمر لا تعرفه بلاطات الشرق الأخرى ، وجعلت من نساء القصر القدوة الصالحة لنساء دولتهن الفتية التي يتعرض وجودها لتهديد دائم .. وللإمام ثلاثة عشر ولداً من نسائه ، أما عدد البنات فمجهول .. إذ لا يعرف أحد عن أمرهن شيئاً .وصف الرحالة لمدينة صنعاء صنعاء من طراز المدن التي لا يمنى فيها الإنسان بخيبة الأمل ، إذا ما تعرّف عليها معرفة وثيقة ، فباحاتها واسعة وشوارعها مستقيمة وعريضة وتحيط بها سلاسل متتالية من القصور التي ترتفع إلى أربع أو خمس أو ست طبقات ، ولا تشترك في شيء مع هذه المدن العربية المعروفة بدروبها الضيقة ، وبجدرانها القبيحة المصنوعة من الطين والتي تخفي وراءها قصور الأثرياء ، يضاف إلى هذا أن صنعاء من أقدم المدن في العالم وكانت في ذروة أمجادها في العهد الذي ازدهرت فيه بابل على الرغم من أن معظم آثارها القديمة ما زالت دفينة في باطن الأرض . ومما يجدر ذكره أيضاً أن أول ناطحة سحاب في العالم قد شيدت في مدينة صنعاء ، فقد كتب المؤرخ العربي القديم الهمداني عن قصر غمدان الذي بني في عهد ملوك سبأ القدماء . ووصفه وصفاً رائعاً .. ويقع القصر في الزاوية الجنوبية الشرقية من صنعاء في ظل جبل النقوم ، وهو الجبل الذي بنيت المدينة المقدسة في طرفه وكان يتألف كما يقول الهمداني من عشرين طبقة وارتفاع الطبقة الواحدة منها عشرون قدماً .. وعندما تم بناء الطبقة العشرين صعد المعماري إلى سطح البناء في ساعات الصباح الباكر ورأى أن ظل البناء يمتد إلى جبل " عصور " البعيد ، ومضى المعماري يقول : " إن هذا الارتفاع يكفي لتخليد الملك وتأمين سلامته ، ثم أمر عُماله بوقف البناء ، ولم يضف إلى البناء بعد ذلك إلا شرفة مكشوفة أقامها فوق الطبقة العشرين ، وغطى سقف بعضها بألواح من المرمر .. وكان من المعتقد أن لهذا القصر الأسطوري أربع واجهات تختلف في مادة صنعها وألوانها ، فقد كانت الأولى منها رمادية والثانية بيضاء والثالثة سوداء والرابعة من الحجر الأحمر .. وكان أسد من الحجر يقف في كل زاوية من زوايا القصر ، وقد شيد بحيث يردد رجع صفير الرياح عندما تهب .زراعــــــــــة الـــــــبــــــــــنأكثر ما يذهل الإنسان في منطقة جبل حراز التي تعتبر من أجمل البقاع وأكثرها وفرة وخصباً في اليمن السعيد هو تلك المدرجات المنتشرة في كل مكان بين الجبال القاحلة ، وبين الوديان الوافرة الخصوبة .. وعندما وصلنا إلى هذه المدرجات تبين لنا أنها حقول مقسمة على شكل " قطاعات " تفصلها جدران من الحجر بنيت على أطراف الجبال ، ويرتفع بعضها مئات الأقدام لتؤمن زراعة البن العربي المشهور فيها ، ويصعب على المرء أن يتصور التعب والجهد والمشقة التي يتطلبها الحفاظ على هذا الطراز من الزراعة ، ولا ترتفع السلاسل التي تفصل " القطانات " في عملية التجدير هذه عند السفوح أكثر من ثلاثة أقدام ولكنها تزداد في الارتفاع كلما علا المرء باتجاه القمة ، حيث يتراوح ارتفاع بعضها بين الستة أقدام والسبعة ، وتكون الحقول التي تم خلقها بعملية التجدير هذه ضيقة لا تزيد في عرضها على ضعف ارتفاع السلسلة ، وقد تصاعد الحقل منها بعد الآخر . أما السلاسل فتشيد من الأحجار المكسرة التي تشد إلى بعضها بالطين وهي دائماً في أحسن الأوضاع ، فإذا ما لحق الخراب بجزء منها سارع أصحابها إلى إصلاحها بعزيمة لا تكل ولا تمل . وطريقة الري في منتهى الفن والإبداع ، تستخدم الانحدارات الطبيعية بصورة ماهرة ، وقد رأيت فيما بعد كيف يهبط السكان إلى حقولهم من مجاثمهم الرابضة في قنن الجبال في الصباح الباكر .. وكيف يعملون فيها بلا توقف حتى حلول المساء ، وينحصر عملهم بين أشجار القهوة الخضراء القاتمة التي تبلغ في ارتفاعها قامة الإنسان والتي تنتشر فيها الأزاهير كأزهار الليمون ، ويزرع الفلاحون بين هذه الأشجار أعشاباً ذات روائح ذكية كنبتة المر أو البخور أو أعواد الند ، كما يزرعون أشجاراً عالية كالنخيل والاكاسيا والأشجار الشوكية على الأطراف لحماية أشجار القهوة من أشعة الشمس المحرقة ، ولا يمكن لأشجار البن أن تحمل آية ثمرة لولا هذه الأشجار الظليلة ، إذا أن ثمارها سرعان ما تحرقها الشمس . ولو صح ما يقال من أن شجرة البن ليست أصيلة في اليمن بل دخيلة عليها ، وقد جاءت إليها من بلاد الحبشة القريبة ، فإن أوروبا وبلاد العالم الأخرى لم تعرف هذا الشراب المسمى بالقهوة إلا عن طريق اليمن .. ويروي " جان دي لاروك " في كتابه ( رحلة في العربية السعيدة بين بحر الشرق والبحر الأحمر ) أن شركة تجارية فرنسية أعدت حملة كاملة في أعوام 1708 و1710م للحصول على أدق التفاصيل المتعلقة بزراعة البن في اليمن ، ولإيجاد علاقات تجارية بين اليمن وفرنسا ، وقد سمعنا في هذا الوصف الرائع لزراعات البن في اليمن أن أشجاره كانت تظلل بنوع من أشجار الحور .. ويقول هذا الكتاب : " أن بذور البن تزرع أولاً في أحواض نباتية ثم تنقل الشجيرات الصغيرة فيما بعد من مكانها في هذه الأحواض لتزرع في الأماكن التي تختار لزراعتها ، وتصلح سفوح الجبال وظلال التلال اللطيفة والأماكن الرطبة لزراعة البن . ولكن الري هو أهم عامل في نجاحها ، ومن الواجب أن يصل الماء إلى جذور الأشجار . وعندما تبدأ ثمرة البن في النضوج يجب إبعاد الماء عن الأشجار " . ولا ريب في أن ما قاله جان دي لاروك قبل أكثر من ثلاثمائة عام لا يزال ساري المفعول حتى يومنا هذا ، ويقول المؤلف أن جني الثمار يتم على كل حال في شهر أيار ولا تلتقط ثمار البن التقاطاً وإنما تهز أشجره هزاً لتتساقط الثمار على أقمشة تبسط تحتها ، وآنذاك تظل الثمار معرضة للشمس حتى تجف وتقسو قشرتها الخارجية . واليمن بمينائها القديم في المخا هي الموطن الأصلي القديم للقهوة ، ومن المعترف به اليوم أن العالم يعتمد كثيراً على أصناف البن الرخيصة المستوردة من جنوب أمريكا ، ولكن أياً من هذه المستوردات لا يضاهي في جودته ونقائه ورائحته البن العربي الأصيل ، حتى ولا البن المستورد من الحبشة المجاورة .:,:,:,:,:,:,:,:,:,:,:وانشاء الله يكون الموضع نال اعجابكم لكم مني اجمل تحيه


hgdlk td ud,k vphgm Hglhkd



 

آخر تعديل بواسطة حريب بيحان ، 09-11-2012 الساعة 09:41 AM

الرد باقتباس
قديم 09-11-2012, 08:09 PM   #2
[" مشرف سابق"]


الصورة الشخصية لـ الاماكن
الاماكن غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 973
 تاريخ التسجيل :  Sep 2012
 أخر زيارة : 07-03-2016 (11:22 PM)
 المشاركات : 2,128 [ + ]
 تقييم العضوية :  30
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
الإفتراضي



اليمن قصة مختلفة

ببس وين الامن والامان

هذا ماننشدة من الحكومات



 


الرد باقتباس
قديم 09-11-2012, 08:50 PM   #3


الصورة الشخصية لـ O x y g e n
O x y g e n غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 718
 تاريخ التسجيل :  Jun 2012
 أخر زيارة : 11-03-2013 (06:18 AM)
 المشاركات : 578 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي



[align=center]موضوع رائع

لاعدمناك
[/align]



 


الرد باقتباس
قديم 09-11-2012, 11:00 PM   #4


ابوناصرالبيحاني غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 471
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 أخر زيارة : 04-18-2017 (11:20 PM)
 المشاركات : 660 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي



مع الشكر والتقدير للعضو (حان التغيير) لإهتمامه بهذا الكتاب القيم وجهوده في كتابة ونقل اجزاء كثيره منه للمنتدى الى إنه يبقى محير ومثيرآ للاستغراب ماقام به الكاتب من تغيير عنوان الكتاب وما قفزه وتجاوزه من فصول تعتبر الأهم والجوهر في الكتاب وخاصة قصة الكاتب المثيره مع قافلة الجمال مبارك العقيلي الذي استاجره من شبام حضرموت وقصة السفر من هناك الى الباب الخلفي لليمن (حريب) والتي استمرت حوالي ثلاثه اسابيع عبر الربع الخالي وعرما وبيحان وكذلك قصة الكاتب المثيره في حريب وسجنه من قبل العامل الكحلاني وتصرفات العسكر الزيود وهمجيتهم التي لا زالت الى اليوم ومعاملتهم لسكان حريب وكذلك قصة سفره من حريب الى صنعاء على جمل مبارك العقيلي ومعه عسكر بأمر الامام.- فقد قفز الكاتب هذه الاربعه الفصول المهمه من الكتاب حيث تجاوز وحذف الرحله من تريم بحضرموت وحتى وصول الرحاله الى صنعاء عند الإمام- فهل اراد الأخ حان التغيير أن يغير ويزيف التاريخ والقصه لإدخال الجنوب ضمن اليمن فالغاء الباب الخلفي لليمن (حريب ) من اجل يزور على القارئ ان كأن عدن هي الباب الخلفي لليمن .؟ اخشى ان الكاتب اصلاحي لأننا وجدنا الإصلاح الاحمري اشد من عفاش في الكذب والتدليس واكثر نفاقا وتقية سياسيه واتجارا بالدين وخاصة تجاه الجنوب.وفيما يلي مقطع من انطلاقة اوبداية رحلة الرحاله الالماني مع قافلة آل عقيل من شبام حضرموت بداية الفصل الاول من الاربعه الفصول الهامه التي تجاوزها وقفز عليها الأخ حان التغيير:-(حللت في شبام ضيفا على صديقي القديم حسين ابوبكر الأعجم حيث نزلت في منزله اهلا وسهلا. وكنت قد قضيت عدة ايام في البلده.وسيطرت على حاله من التشاؤم .رأيت ضابط الجمارك يتحدث الى جماعه من البدو وفدت قافلتهم على سوق البلده .وبدأوا في مظهرهم غرباء عن البلده، وكنت اعرف الضابط فلما سألته عنهم، عرفت إنهم من البدو، ومن قبيلة ( بني عقيل) التي تعيش على مقربه من حريب وهي البلده الاولى ذات الاهميه، التي تقع داخل حدود اليمن، وكانوا قد وفدوا الي شبام مع احدى القوافل ليبيعوا ما انتجته ايديهم من بسط حاكوها من صوف الماعز( فريق). ذات الوان يختلط فيها البياض والسواد،ونسيجها دقيق كل الدقه واضاف الضابط ان اهل حضرموت لا يعرفون صناعه البسط. وغلبني السرور لهذا اللقاء السعيد، فاوضحت مشروعي لليمانيين( آل عقيل) وعزمي على استخدام احدهم دليلا لي. ولم يرض ايا منهم في بداية الأمر، واخيرا ،بادر رجل ضئيل منهم يحمل لحيه بيضاء طويله،ووجها يلوح فيه المكر،يدعى صالح ، فتمت الصفقه بعد نقاش ودي دار مع ضابط الجمارك وبعد أن عرضت على صالح العقيلي مبلغ سخيا في مقاييسهم ، وهو اثنا عشر جنيها ونصف الجنيه مقابل العمل وأتفقنا على ان يتولى الدليل لي حتى نصل الى صنعا. ودفعت اليه المبلغ المقرر، ... ... الخ) ويواصل الألماني هانز قصة السفر في فصلين كاملين حتى وصوله الى ممر نجد مرقد حيث وصفه ووصف بناءه وكتب (ووقفت على قمة الممر. إنه الآن الحد الفاصل بين اليمن وحضرموت، وانتشرت امامي الارض التي طالما كانت هدف محاولتي كلها. انها ارض اليمن السعيده.) ثم ياتي الفصل الآخر في حريب بعنوان(الى الارض المحرمه) والفصل الآخر في الطريق من حريب الى صنعا بعنوان( على الذروه..) فأتمنى على الكاتب والمنتدى وبموجب ما تقتضيه الأمانه العلميه نشر تلك الفصول الاربعه الهامه والمرتبطه بالمنطقه وعدم تغيير التاريخ بإعتباره أمانه .وفيما يلي توضيحا عن الكتاب والفتره التاريخيه التي يتناولها:-
(اليمن من الباب الخلفي)
عنوان كتاب الرحاله الألماني هانز هولفريتز عن رحلته او مغامرته للتسلل الى اليمن من الباب الخلفي (حريب)او بوابة نجد مرقد كما اعتبرها الكاتب الالماني حينها وذلك في الثلاثينات تقريبا من القرن الماضي . وسبب المغامره هو إن مملكة الامام يحيى محرمة الدخول على الاوربيين الا الى صنعاء وبرخصه من الامام وتحت رقابه شديده. وكانت مملكة الامام يحيى الزيديه اول دوله اونظام او كيان سياسي يطلق على نفسه تسمية اليمن في التاريخ وحتى اسلافه من الإيمه الزيديه الذين حكموا طوال اكثر من الف سنه فلم يطلق أيا منهم تسمية اليمن على امارته او منطقة نفوذه. بل كانت الاماره تتسمى بإسم الاسره الاماميه كالمتوكليه. ولذا اخذت مملكة الامام يحيى تسمية اليمن وعرفت به لدى العرب والاوربيين وهي التي قصدها الكاتب في رحلته وكتابه( اليمن من الباب الخلفي ) والباب الخلفي لليمن هو حريب والامامي الحديده والجنوبي على حدود سلطنة الحواشب وسلطنة لحج ولم يكن يعتبر الجنوب جزءآ من اليمن الإمامي المتوكلي اطلاقا ولم تدخل تسمية اليمن على الجنوب الا في عام 1967 بتاثير وشطحات حركة القوميين العرب (الجبهه القوميه التي حكمت بعد الإستقلال).



 


الرد باقتباس
قديم 09-11-2012, 11:54 PM   #5


الصورة الشخصية لـ النقي
النقي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 551
 تاريخ التسجيل :  May 2012
 أخر زيارة : 09-29-2022 (01:59 AM)
 المشاركات : 1,745 [ + ]
 تقييم العضوية :  30
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
الإفتراضي



[align=center]موضوع رائع عن يمننا الحبيب

يعطيك العافية اخى حان التغيير

لاعــــــــــــــــــــــــــــدمــــــــــــنــــ ــــــــاك
[/align]



 


الرد باقتباس
قديم 09-12-2012, 12:38 AM   #6


طاش غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 16
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 12-14-2021 (04:59 PM)
 المشاركات : 12,565 [ + ]
 تقييم العضوية :  11978
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 1,610
تم شكره 1,182 مرة في 764 مشاركة
الإفتراضي



[align=center]
في يوم الخندق شكا الصحابة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – صخرة لم يستطيعوا كسرها، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم – وأخذ الفأس وقال : ( بسم الله ) فضرب ضربة كسر منها ثلث الحجر، وقال : ( الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إنى لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا ) ، ثم قال : ( بسم الله ) ، وضرب ثانيةً فكسر ثلث الحجر، فقال : ( الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إنى لأبصر المدائن وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا ) ، ثم قال : ( بسم الله ) وضرب ضربة كسرت بقية الحجر، فقال : ( الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إنى لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا ) رواه أحمد ..

[/align]


هذا ماقاله رسول الله قبل 1400سنه عن اليمن وعاصمته صنعاء ..


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

وهذا ماتقوله أنت عن ان الامام يحيى أول من سمى إمارته في صنعاء " اليمن "


[align=center]
[align=center]
وكانت مملكة الامام يحيى الزيديه اول دوله اونظام او كيان سياسي يطلق على نفسه تسمية اليمن في التاريخ وحتى اسلافه من الإيمه الزيديه الذين حكموا طوال اكثر من الف سنه فلم يطلق أيا منهم تسمية اليمن على امارته او منطقة نفوذه. بل كانت الاماره تتسمى بإسم الاسره الاماميه كالمتوكليه. ولذا اخذت مملكة الامام يحيى تسمية اليمن وعرفت به لدى العرب والاوربيين وهي التي قصدها الكاتب في رحلته وكتابه( اليمن من الباب الخلفي )

[/align]
[/align]


يعطيك العافيه حان التغيير .. وشكراً للأخ ابوناصر البيحاني لمحاولاته تمزيق كيان واحد من مئات السنين وليس وليد التسعينات الميلاديه ..



 


الرد باقتباس
قديم 09-12-2012, 05:23 PM   #7


ابوناصرالبيحاني غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 471
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 أخر زيارة : 04-18-2017 (11:20 PM)
 المشاركات : 660 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي



إقتباس:
إقتباس من مشاركة طاش ماطاش مشاهدة المشاركة
[align=center]
في يوم الخندق شكا الصحابة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – صخرة لم يستطيعوا كسرها، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم – وأخذ الفأس وقال : ( بسم الله ) فضرب ضربة كسر منها ثلث الحجر، وقال : ( الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إنى لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا ) ، ثم قال : ( بسم الله ) ، وضرب ثانيةً فكسر ثلث الحجر، فقال : ( الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إنى لأبصر المدائن وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا ) ، ثم قال : ( بسم الله ) وضرب ضربة كسرت بقية الحجر، فقال : ( الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إنى لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا ) رواه أحمد ..

[/align]


هذا ماقاله رسول الله قبل 1400سنه عن اليمن وعاصمته صنعاء ..


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

وهذا ماتقوله أنت عن ان الامام يحيى أول من سمى إمارته في صنعاء " اليمن "


[align=center]
[align=center]
وكانت مملكة الامام يحيى الزيديه اول دوله اونظام او كيان سياسي يطلق على نفسه تسمية اليمن في التاريخ وحتى اسلافه من الإيمه الزيديه الذين حكموا طوال اكثر من الف سنه فلم يطلق أيا منهم تسمية اليمن على امارته او منطقة نفوذه. بل كانت الاماره تتسمى بإسم الاسره الاماميه كالمتوكليه. ولذا اخذت مملكة الامام يحيى تسمية اليمن وعرفت به لدى العرب والاوربيين وهي التي قصدها الكاتب في رحلته وكتابه( اليمن من الباب الخلفي )

[/align]
[/align]


يعطيك العافيه حان التغيير .. وشكراً للأخ ابوناصر البيحاني لمحاولاته تمزيق كيان واحد من مئات السنين وليس وليد التسعينات الميلاديه ..
حياك الله أخي النقي وصدقت فيما اوردته من حديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولا خلاف إن تسمية اليمن موجوده قبل 1400 سنه ولكن ماذا تعنى وعلى ماذا تطلق كلمة اليمن ؟ فاليمن في اللغه العربيه لغة قريش تعنى جهة الجنوب وما هو يمين الكعبه وبالعكس فالشام تعني حهة الشمال وما هو يسار الكعبه فالركن الجنوبي من الكعبه يسمى الركن اليماني والركن الشمالي للكعبه يسمى الركن الشامي . فالطائف جنوب مكه وتدعي يمن وصنعا وعسير وصعده في جهة الجنوب فتسمى يمن اي تسميه جهويه وليست تسميه لاقليم معين او دوله ذات حدود سياسيه محدده. ولذا فإن الباب الجنوبي في مدينة صنعا يسمى باب اليمن (أي الباب الجنوبي) وكذلك الابواب الجنوبيه في مدن صعده وذمار تسمى باب اليمن والباب الشمالي لصنعا وصعده وذمار وغيرها يسمى باب الشام واهل عمران يسموا صنعاء الواقعه جنوبهم يسموها اليمن ويسموا صعده الواقعه الى الشمال منهم بالشام. وكذلك وصف الخالق جل جلاله في القرآن الكريم قوم سبا ومسكنهم وجنتيهم ولم يسمى مسكنهم باليمن( ولم تورد اليمن بالقرآن ولا بالنقوش الأثريه فبيحان مثلا وردت في النقوش) . و من جانب آخر كذلك ،فجميع الدول التي وجدت في المنطقه طوال الثلاثه الالآف السنه لم يتسمى اي دولة منها باليمن وهي دول سبا وقتبان وحضرموت واوسان ومعين وحمير والمخاليف الإسلاميه والدوله الزيديه والايوبيه والنجاحيه وبني زياد والصليحيه والرسوليه والايوبيه والطاهريه والاماميه المتوكليه. وحتى قامت دولة الامام يحيى المتوكليه في 1918 فكانت الاولى التي اخذت تسمية اليمن وهي كانت مقصد الرحاله الألماني هانز هولفريتز في ثلاثينات القرن الماضي وسجل مغامرته في كتابه( اليمن من الباب الخلفي ) اي من حريب وللأسف فإن الكاتب حان التغيير حذف او تجاوز اربعه فصول المهمه والجوهريه في الكتاب وهي من بداية رحلة الالماني من شبام حضرموت مع آل عقيل وذكريات الرحاله في حريب وقصة سفره من حريب الى صنعاء فما دام يحذف هذا الجزء الهام فما هو الداعي لكتابته لبقية الكتاب. وأتاسف لعدم قدرتي على نشر هذه الاجزاء المهمه فأتمنى من المنتدى او الكاتب نشرها.



 

آخر تعديل بواسطة ابوناصرالبيحاني ، 09-12-2012 الساعة 05:26 PM

الرد باقتباس
قديم 09-12-2012, 06:37 PM   #8


ابوناصرالبيحاني غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 471
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 أخر زيارة : 04-18-2017 (11:20 PM)
 المشاركات : 660 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي



ارجو من الادارة التعديل في ردي السابق اعلاه فقد كان الرد على تعقيب الاخ العزيز طاش ما طاش فكتبت بالخطأ الاخ النقي وقد حاولت التعديل ولم استطع لمرور عشر دقائق على كتابة المشاركه فعذرا من الأخ الفاضل طاش ماطاش وكذلك اخينا العزيز النقي.



 


الرد باقتباس
قديم 09-13-2012, 01:45 AM   #9


طاش غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 16
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 12-14-2021 (04:59 PM)
 المشاركات : 12,565 [ + ]
 تقييم العضوية :  11978
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 1,610
تم شكره 1,182 مرة في 764 مشاركة
الإفتراضي



[align=center]
عادي اخوي ابوناصر انا اعرف الرد انه موجه لي انا ولايعني انك تجاهلتني ابداً .. لي عوده
[/align]



 


الرد باقتباس
الرد على الموضوع

Bookmarks

الكلمات الدلالية (Tags)
ألماني , اليمن , رحالة , عيون , في


Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests)
 

قوانين المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML مغلق
Trackbacks are متاح
Pingbacks are متاح
Refbacks are متاح



شات تعب قلبي تعب قلبي شات الرياض شات بنات الرياض شات الغلا الغلا شات الود شات خليجي شات الشله الشله شات حفر الباطن حفر الباطن شات الامارات سعودي انحراف شات دردشة دردشة الرياض شات الخليج سعودي انحراف180 مسوق شات صوتي شات عرب توك دردشة عرب توك عرب توك


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 09:11 AM.


.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
.

Search Engine Friendly URLs by vBSEO