منتدى الآصالةوالتاريخ حريب بيحان
ينتهي : 30-04-2025
عدد مرات النقر : 1,279
عدد  مرات الظهور : 29,140,196

عدد مرات النقر : 4,124
عدد  مرات الظهور : 73,160,553
عدد  مرات الظهور : 68,876,522
قناة حريب بيحان " يوتيوب "
عدد مرات النقر : 2,304
عدد  مرات الظهور : 73,161,355مركز تحميل منتديات حريب بيحان
ينتهي : 19-12-2025
عدد مرات النقر : 3,945
عدد  مرات الظهور : 69,377,282
آخر 10 مشاركات
صـبـــاحكم سكــر // مســـاؤكم ورد معطر (الكاتـب : - المشاركات : 2386 - المشاهدات : 169319 - الوقت: 06:40 AM - التاريخ: 04-24-2024)           »          تعزية للاخ يمني بوفاة اخيه (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 6 - المشاهدات : 100 - الوقت: 09:46 PM - التاريخ: 04-22-2024)           »          قراءة في سورة البقرة (الكاتـب : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 65 - الوقت: 05:34 AM - التاريخ: 04-20-2024)           »          الاذكار اليوميه في الصباح والمساء (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 542 - المشاهدات : 33656 - الوقت: 08:30 PM - التاريخ: 04-19-2024)           »          عيدكم مبارك ،، (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1 - المشاهدات : 81 - الوقت: 08:45 AM - التاريخ: 04-10-2024)           »          تحدي المليوووون رد ،، (الكاتـب : - المشاركات : 2049 - المشاهدات : 123334 - الوقت: 05:27 PM - التاريخ: 04-08-2024)           »          ماذا ستكتب على جدران (منتديات حريب بيحان) (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3179 - المشاهدات : 232960 - الوقت: 05:26 PM - التاريخ: 04-08-2024)           »          ورد يومي صفحه من القرآن الكريم (الكاتـب : - المشاركات : 93 - المشاهدات : 967 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-23-2024)           »          شهرمبارك كل عام وأنتم بخير (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3 - المشاهدات : 74 - الوقت: 04:06 AM - التاريخ: 03-18-2024)           »          تدمير دبابة ميركافا الإسرائيلية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 137 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-17-2024)


الإهداءات


عـودة للخلف   منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان > المنبر الأخباري > أخبار اليمن السعيد

أخبار اليمن السعيد دمت للتاريخ محراباً مهاباً .. أخبار اليمن السعيد


احداث ثورة 14اكتوبر اضافه اليا كلمت ريس حكومت الوفاق عبدربه منصور هادي

دمت للتاريخ محراباً مهاباً .. أخبار اليمن السعيد


احداث ثورة 14اكتوبر اضافه اليا كلمت ريس حكومت الوفاق عبدربه منصور هادي

ثورة 14 أكتوبر هي ثورة حدثت أنطلقت في 14 أكتوبر 1963 م في اليمن الجنوبي (المناطق الجنوبية من اليمن حالياً) ضد الإستعمار البريطاني ، وأنطلقت من جبال ردفان ، بقيادة

الرد على الموضوع
 
LinkBack خيارات الموضوع
قديم 10-14-2012, 07:51 PM   #1


الصورة الشخصية لـ راعي الجربا
راعي الجربا غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 543
 تاريخ التسجيل :  May 2012
 أخر زيارة : 01-07-2021 (11:54 PM)
 المشاركات : 1,936 [ + ]
 تقييم العضوية :  287
 مشاهدة أوسمتي
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة
الإفتراضي احداث ثورة 14اكتوبر اضافه اليا كلمت ريس حكومت الوفاق عبدربه منصور هادي




ثورة 14 أكتوبر هي ثورة حدثت أنطلقت في 14 أكتوبر 1963 م في اليمن الجنوبي (المناطق الجنوبية من اليمن حالياً) ضد الإستعمار البريطاني ، وأنطلقت من جبال ردفان ، بقيادة راجح بن غالب لبوزة ، الذي استشهد مع مغيب شمس يوم الثورة ، وقد شنت السلطات الاستعمارية حملات عسكرية غاشمة استمرت ستة أشهر، ضربت خلالها القرى والسكان الآمنين بمختلف أنواع الأسلحة، تشرد على إثرها آلاف المدنيين العزل. واتّبعت القوات البريطانية في هجماتها وغاراتها على مناطق ردفان سياسة "الأرض المحروقة"، وخلفت كارثة إنسانية فظيعة جعلت أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني يدين تلك الأعمال اللا إنسانية. [1]
محتويات [أخف]
1 الاستعمار
1.1 مقدمات للاستعمار
1.2 خروج قوات محمد علي باشا وانفراد بريطانيا بالسلطة
2 مقدمة
3 تسلسل زمني
3.1 أحداث قبل الثورة
3.2 الجبهات والمؤتمرات
3.3 بداية الثورة
3.4 أحداث 1964
3.5 أحداث 1965
3.6 أحداث 1966
3.7 أحداث 1967
3.8 نيل الإستقلال
4 توحد الكيانات الجنوبية
4.1 1-اتحاد الجنوب العربي
4.2 2-محمية الجنوب العربي
4.3 3-سلطنة المهرة
5 انظر أيضا
6 المراجع
7 (مراجع)
[عدل]الاستعمار

[عدل]مقدمات للاستعمار
توالت على عدن الكثير من القوات الطامعة والكثير من الدول المستعمرة ولقد كان من أهم تلك الدول هي الدولة التي لا تغيب عنها الشمس (بريطانيا) قامت بريطانيا ببعض المقدمات لاحتلال عدن فأرسلت في بداية الأمر الكابتن هينز أحد ضباط البحرية إلى منطقة خليج عدن في عام 1835 وذلك لمعرفة مدى صلاحية المنطقة لتكون قاعدة بحرية ومستودعا للسفن البريطانية وقد اشار هينز في تقريره الى ضرورة احتلال عدن لأهميتها الاستراتيجية . كان لأبد للانجليز من عدن يبررون له احتلالهم لعدن وقد ساقت لهم الصدف حادثة استغلوها استغلالا جما ففي عام 1873 جنحت سفينة هندية ( دوريادولت ) ترفع العلم البريطاني بالقرب من ساحل عدن وادعا الانجليز ان سكان عدن هاجموا السفينة ونهبوا بعض حمولتها وان ابن سلطان لحج وعدن كان من المحرضين على نهب السفينة .
وهنا كان لابد للانجليز من استغلال هذه مضى حوالي شهر من وقعها عندما زادت اهميته بريطانيا للسيطرة على البحر الاحمر وجعل عدن كمحطة تعمل على تمويل سفنه بالوقود وجعلها قاعدة عسكرية تهيمن على المنطقة العربية ككل فنلاحظ عندئذ قائد السفينة في البحر الاحمر كتب الى مدير البحرية الهندية في 6 يوليو 1837 كتب اليه التقرير التالي ( يشرفني ان اعلمكم انه لدى وجودي في عدن خلال شهر ابريل تبينت أن البضاعة التي تمت استعادتها من السفينة المحطمة ( دريادولت ) التي تحمل العلم الانكليزي والعائدة الى مدارس كانت مطروحة في السوق بأقل من ثلث قيمتها ) .
وهنا بعد هذه الرسالة التي كتبها ( كوماندر هينز) تحقق لنا مدى نوايا الانجليز في الاستيلاء على عدن وتتطور الامور وترسل الحكومة البريطانية الكابتن هينز لاجراء مفاوضات مع سلطان لحج ولكنها باءت بالفشل بعد محاولة سلطان لحج اعاده البضائع المسروقة ودفع قيمته ما تلف اوباع منها إلا ان هينز لما يوافق لأن بريطانيا كانت تريد عدن نفسها .
وفي عام 1983 نفسه اعدت حكومة الهند البريطانيا الاجراءات للاستيلاء على عدن وقامت ببعض المناوشات بين العرب في عدن وبعض جنود السفن البريطانية المسلحة التي رابطت بالقرب من ساحل عدن انتظارا لوصول السفن الباقية والتي تحمل ثلاثة ايام في 19 يناير 1839 قصفت مدفعية الاسطول البريطاني مدينة عدن ولم يستطع الأهالي الصمود امام النيران الكثيفة وسقطت عدن في ايدي الانجليز بعد معركة غير متكافئة بين اسطول وقوات الامبراطورية البريطانية من جانب وقوات قبلية العبدلي من جانب اخر .[2]
[عدل]خروج قوات محمد علي باشا وانفراد بريطانيا بالسلطة
بدات متاعب الحكم المصري في اليمن بعد سقوط عدن في ايدي البريطانيين فقد بدا هينز اتصالاته بمشاريع المناطق الجنوبية الواقعة تحث نفوذ المصريين يعزيهم بالهدايا والمرتبات ويحثهم على التمرد على الوه المصري ولكن الاحوال تطورت بسرعة بعد تحالف الدول الكبرى ضد محمد علي باشا وانتهى الامر بانسحاب القوات المصرية من اليمن في عام 1840 وانفردت بريطانيا وحدتها بمقدرات جنوب اليمن كلة وبدأت انجلترا عشية احتلالها لعدن في تنفيذ سياسة التهدئة في المنطقة حتى تضمن استقرار الامور في عدن بما يحقق مصالحها الاستراتيجية والتجارية والبحرية فعقدت مع سلطان لحج معاهدة للصداقة ومنحته راتبا سنويا إلا ان هذا لم يجد نفعا ان حاول سلطان لحج استعادة عدن ثلاث مرات في عامي 1840 و1841 الا ان تلك المحاولات لم تنجح للفارق الهائل في تسليح القوتيين . [2]
[عدل]مقدمة

سيطر البريطانيون على عدن عام 1839 عندما قامت شركة الهند الشرقيةبإرسال مشاة البحرية الملكية إلى شواطئ المدينة و كانت تحكم كجزء من الهند البريطانية إلى سنة 1937 عندما أصبحت مستعمرة بحد ذاتها تابعة للتاج البريطاني. كانت عدن أكثر تقدما و عمارا و نسبة التعليم كانت مرتفعة بين سكانها نتاج الإدارة الإنجليزية للمدينة , أما المناطق القبلية المحيطة بها حضرموت و شبوة و أبين و غيرها لم تختلف كثيرا عن المناطق الشمالية لليمن [3] عقد الإنجليز معاهدات صداقة مع سلاطين القبائل المحيطة بعدن و كعادتهم كانوا يدعمون من تبدو فيه بوادر التعاون معهم ضد الأخرين و كانوا يرصدون النزاعات بين السلاطين دون تدخل مباشر [4] في خمسينات القرن العشرين تأثر أهالي المستعمرة من العرب بخطابات جمال عبد الناصر و الأغاني الثورية الصادرة عن إذاعة القاهرة و كان لسياسات الإنجليز التعسفية و المتجاهلة لمطالب العرب في عدن دور رئيسي في تنامي تلك المشاعر [5] و كان لوجود هيئات مجتمع مدني أثر كبير على المطالبين بإسقاط حكم الإمامة في شمال البلاد , فتزايدت أعداد النازحين من الشمال مما سبب قلقا للمستعمر البريطاني فعرض إقامة ماعرف بإتحاد الجنوب العربي و هو اتحاد فدرالي يجمع خمسة عشر سلطنة منتشرة في أرجاء المستعمرة أملا في تخفيف حدة المطالب الداعية للإستقلال الكامل [6]
و ظهرت حركات مقاومة مثل جبهة التحرير القومية المدعومة من المصريين [7] و جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل المختلفة في التوجهات عن السابقة و أعلنت حالة الطوارئ (إنجليزية: Aden Emergency) في 10 ديسمبر 1963 عندما ألقى عناصر من جبهة التحرير القومية قنبلة أدت إلى مقتل المندوب البريطاني السامي. و استمرت هجمات الفصائل حتى إنسحبت القوات البريطانية عن عدن في 30 نوفمبر 1967 قبل الموعد المقرر من قبل رئيس الوزراء البريطاني هارولد ويلسون و قامت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية [8]
[عدل]تسلسل زمني

[عدل]أحداث قبل الثورة
شهدت عدن حوالي 30 إضراباً عمالياً في مارس 1956 ، وفي يونيو من العام نفسه قام الثوار في بيحان محافظة شبوة بالهجوم على المركز الحكومي، وفي خريف عام 1956م أثارت الأحداث - التي شهدتها مصر، إثر العدوان الثلاثي على مصر من قبل إسرائيل وفرنسا وبريطانيا - غضب الشعب اليمني، فازدادت وتيرة العمل الوطني، ضد التواجد البريطاني في مستعمرة عدن والمحميات الشرقية والغربية، فعمل المستعمرون على زيادة التوغل في المناطق الريفية لاسيما المحاذية لأراضي المملكة المتوكلية في الشمال .
وقد شهدت المحميات الغربية في فبراير 1957 أكثر من خمسين حادثة معظمها إطلاق نار على المراكز البريطانية وعلى المسؤولين المحليين في كلٍ من ردفان وحالمين والضالع، وفي 24 فبراير 1957 نصب (16) رجلاً من قبيلة الأزارق كميناً لدورية عسكرية بريطانية تتكوّن من 22 فردا من أفراد قوات الكاميرون مايلاندر أسفر عن مقتل اثنين من الدورية وإصابة ستة بجروح. وفي أغسطس أو سبتمبر من العام نفسه بدأت انتفاضة قبيلة الشعار في إمارة الضالع ، فتضامن معهم أبناء القبائل الأخرى، و عند مرور القوات العسكرية الخارجة من عدن عبر لحج لقمع تلك الانتفاضة وزعت منشورات في لحج، تدعو أفراد جيش الليوي والحرس الحكومي إلى الثورة والهروب من الخدمة العسكرية، وتمّ رمي تلك القوات أثناء مرورها بلحج بالحجارة، كما انتفضت قبائل بيحان و دثينة وقامت القوات البريطانية باعتقال العديد منهم وصادرت الممتلكات.
وفي عام 1958 رفض سلطان لحج علي عبدالكريم الانضمام إلى اتحاد الإمارات للجنوب العربي ، فأرسلت بريطانيا في أبريل 1958 4000 جندي تدعمهم الأسلحة الثقيلة واحتلت السلطنة، تحت مبرر اكتشاف مخازن للأسلحة والذخائر، وإثر ذلك نزح جزء من قوات سلطان لحج إلى تعز وبلغ عددهم 45 ضابطاً و300 جندي. وفي 22 أبريل 1958 قامت قبائل الشاعري والدكام والحميدي والأحمدي والأزرقي والمحاربة وجحافة وبني سعيد وحالمين وردفان باحتلال مركز السرير في جبل جحاف بقصد السيطرة عليه، أما في يافع السفلى فقد نشب خلاف بين السلطان محمد عيدروس والبريطانيين على أسعار القطن الذي كانت تتحكم به السلطات البريطانية، فعملت بريطانيا على عزل السلطان محمد عيدروس الذي قاوم الإجراءات البريطانية، فاستمرت العمليات القتالية بين السلطان عيدروس وقوات الاحتلال البريطاني من فبراير 1958 إلى أبريل 1961 واستخدمت القيادة العسكرية البريطانية كل وسائل التدمير ضد قوات السلطان بما فيها الطيران الذي دمر تدميراً كاملاً معقل السلطان محمد عيدروس في قلعة (القارة) الحصينة في يافع وإثرها نزح السلطان عيدروس إلى تعز.
وفي 19 يوليو 1958 اندلعت اتنفاضة قبائل سيسان والمناهيل في حضرموت ، كما قامت قبائل الربيزي في العوالق في مارس 1959 بإجبار القوات البريطانية على الانسحاب من المراكز العسكرية التي أقاموها في العوالق، فقامت القوات البريطانية بقصف مناطق تلك القبائل بواسطة الطيران ما أدى إلى استشهاد عدد من الثوار وأحرقت المزارع، وأبيدت المواشي وتشردت الأسر ولجأ الثوار إلى الجبال لمواصلة المقاومة.
خلال الفترة من 1956 - 1958 شهدت الانتفاضة (الثورة) في المحميات الغربية والشرقية اطراداً في الكم والكيف نتيجة للمد الثوري العربي الذي خلفته الثورة العربية في مصرَ منذ قيامها في عام 1952 وتنامي الوعي الوطني بأهمية النضال ضد المستعمر، واستفادت المقاومة الشعبية من الدعم المحدود الذي قدمه الإمام أحمد لها؛ إلا أنّ التراجع الذي أقدم عليه الإمام أحمد بعد أن شعر بخطورة تنامي الوعي الوطني في الشمال والجنوب على حدٍ سواء ضد حكمه والحكم البريطاني، فتوصل إلى حلول مع البريطانيين قام إثرها بقطع كافة أشكال الدعم والمساندة على رجال المقاومة الشعبية، فكان نتاج ذلك زيادة الهجمة العسكرية البريطانية ضد القبائل الثائرة التي لم تجد معظمها - وخاصة القيادات - من وسيلة سوى اللجوء إلى المناطق الشمالية أو الهجرة إلى دول عربية مثل الكويت والسعودية،
[عدل]الجبهات والمؤتمرات
ومع ذلك فإنّ تلك القيادات التي لجأت إلى الشمال، قبل قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 حاولت أن تتخذ من الشمال قاعدة لانطلاقتها النضالية ضد المستعمر، وتكوَّنت في عام 1957 جبهة أسميت (العاصفة العدنية) بقيادة محمد عبده نعمان الحكيمي الأمين العام للجبهة الوطنية المتحدة وكانت تذيع برنامجاً إذاعياً من إذاعة صنعاء باسم (صوت الجنوب)، لكن الإمام رفض أي نشاط لهم في صنعاء، فعملت مجموعة من المناضلين على تكوين تجمع جديد لهم في منطقة البيضاء الحدودية برئاسة محمد عبده نعمان الحكيمي ومقبل باعزب وباشتراك عدد من رؤساء القبائل وأسسوا هيئة تحرير الجنوب اليمني المحتل وحصلوا على بعض الأسلحة من مصرَ عام 1960 لكن الإمام لم يسمح بخروج هذه الأسلحة من ميناء الحديدة .
في 24 فبراير 1963 عقد في دار السعادة بصنعاء مؤتمر "القوى الوطنية اليمنية" حضره أكثر من 1000 شخصية سياسية واجتماعية ومستقلة، إلى جانب عدد من الضباط الأحرار وقادة من فرع حركة القوميين العرب. وقد توصل المجتمعون خلال أعمال المؤتمر إلى اتفاق لتوحيد جميع القوى الوطنية اليمنية في إطار جبهة موحدة. وجرى في المؤتمر استحداث مكتب تكون مهمته وضع مشروع ميثاق مؤقت للتنظيم الجاري تشكيله، وذلك على هيئة نداء إلى جميع القوى التي تؤمن بوحدة الحركة الوطنية اليمنية في النضال لحماية النظام الجمهوري والدفاع عن ثورة سبتمبر الخالدة، وتحرير الجنوب اليمني من الاحتلال الأجنبي، حيث استقر الرأي على تسمية هذه الجبهة باسم "جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل" أخذت في أغسطس من نفس العام تسميتها النهائية "الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل" على أساس الاعتراف بالثورة المسلحة أسلوبا وحيدا وفعالا لطرد المستعمر. وقد تمخض عن هذا المؤتمر تشكيل لجنة تحضيرية من الشخصيات والقيادات المشاركة فيه كان على رأسها قحطان محمد الشعبي، وبعد اجتماعات عدة عقدتها اللجنة التحضيرية .
أقرت في 8 مارس 1963 نص الميثاق القومي الذي كان يتألف من مذكرة والميثاق نفسه، وبرز في صدر الميثاق شعار الجبهة "من أجل التحرر والوحدة والعدالة الاجتماعية". و نشرت في مايو 1963 الوثيقة الموضحة للخط السياسي لهذا التنظيم.
وفي 19 أغسطس 1963 تم إعلان تأسيس "الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل". وتم تشكيل قيادة الجبهة من 12 شخصاً. وقد تكونت الجبهة من خلال اندماج سبعة تنظيمات سرية أعلنت إيمانها بالكفاح المسلح، وهي: حركة القوميين العرب، الجبهة الناصرية في الجنوب المحتل، المنظمة الثورية لجنوب اليمن المحتل، الجبهة الوطنية، التشكيل السري للضباط والجنود والأحرار، وجبهة الإصلاح اليافعية (تشكيل القبائل)، ثم التحقت ثلاثة تنظيمات أخرى بالجبهة القومية، وهي: منظمة الطلائع الثورية بعدن، منظمة شباب المهرة، والمنظمة الثورية لشباب جنوب اليمن المحتل.
وفي أغسطس 1963 استقبل أبناء ردفان الثوار العائدين من شمال الوطن بقيادة غالب بن راجح لبوزة، بعد مشاركتهم في الدفاع عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الوليدة.
[عدل]بداية الثورة
انطلقت الشرارة الأولى لثورة 14 أكتوبر في اليمن الجنوبي في 1963 ضد الاستعمار البريطاني، وذلك من جبال ردفان، بقيادة راجح لبوزة ، و شنت السلطات الاستعمارية حملات عسكرية غاشمة استمرت ستة أشهر ، ضربت خلالها القرى والسكان الآمنين بمختلف أنواع الأسلحة، تشرد على إثرها آلاف المدنيين العزل. واتّبعت القوات البريطانية في هجماتها وغاراتها على مناطق ردفان سياسة "الأرض المحروقة"، وخلفت كارثة إنسانية فظيعة جعلت أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني يدين تلك الأعمال اللا إنسانية.
نفذ خليفة عبد الله خليفة في 10 ديسمبر 1963 عملية فدائية بتفجير قنبلة في مطار عدن في إطار الكفاح ضد الاحتلال البريطاني، وأسفرت عن إصابة المندوب السامي البريطاني (تريفاسكس) بجروح ومصرع نائبه القائد جورج هندرسن، كما أصيب أيضاً بإصابات مختلفة 35 من المسؤولين البريطانيين وبعض وزراء حكومة الاتحاد الذين كانوا يهمون بصعود الطائرة والتوجه إلى لندن لحضور المؤتمر الدستوري الذي أرادت بريطانيا من خلاله الوصول مع حكومة الاتحاد إلى اتفاق يضمن الحفاظ على المصالح الاستراتيجية لها في عدن. وكانت هذه العملية الفدائية التي أعاقت هذا المؤتمر هي البداية التي نقلت الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني من الريف إلى المدينة.
وفي 11 ديسمبر 1963 صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، قضى بحل مشكلة الجنوب اليمني المحتل وحقه في تقرير مصيره والتحرر من الحكم الاستعماري البريطاني. وفي عام 1965 اعترفت الأمم المتحدة بشرعية كفاح شعب الجنوب طبقاً لميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
[عدل]أحداث 1964
بدأت في 7 فبراير 1964 أول معركة للثوار اليمنيين استخدموا فيها المدفع الرشاش في قصف مقر الضابط البريطاني في ردفان (لحج) ، وفي 3 أبريل 1964 شنت ثماني طائرات حربية بريطانية هجوماً عدوانياً على قلعة حريب، في محاولة للضغط على الجمهورية العربية اليمنية ، لإيقاف الهجمات الفدائية المسلحة التي يشنها فدائيو الجبهة القومية من أراضيها. وفي 28 أبريل 1964 شن مجموعة من فدائيي حرب التحرير هجوماً على القاعدة البريطانية في الحبيلين (ردفان) ، و قامت طائرات بريطانية في 14 مايو 1964 بغارات ضد الثوار في قرى وسهول ردفان، أدت إلى تدمير المنازل في المنطقة، كما أسقطت منشورات تحذيرية للثوار الذين أسمتهم بـ"الذئاب الحمر" ، وفي 22 مايو 1964 أصاب ثوار الجبهة القومية في ردفان طائرتين بريطانيتين من نوع "هنتر" النفاثة .
انطلق الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني وأعوانه في إمارة الضالع بتاريخ 24 يوليو 1964 بقيادة علي احمد ناصر عنتر ، عقب عودة عدد من الشباب من تعز الذين خضعوا فيها لدورة تدريبية عسكرية دامت شهرين لينظموا إلى صفوف الرجال العائدين من شمال الوطن بعد مشاركتهم في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر في صفوف الحرس الوطني. وقد تلقى الثوار كل الدعم من إخوانهم في الشمال، فعاد قادتهم من تعز ومعهم السلاح والذخائر والقنابل اليدوية .
[عدل]أحداث 1965
اشتدت العمليات الفدائية على قوات الإستعمار و اصدرت قانون الطوارىء في 19 يونيو 1965 وحظرت بموجبه نشاط الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل ، واعتبرتها حركة إرهابية، وقامت بأبعاد 245 مواطناً من شمال اليمن.
عقدت الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل مؤتمرها الأول في تعز بتاريخ 22 يونيو 1965 ، وأعلنت فيه موقفها الثابت لمواصلة الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني حتى جلائه عن أرض الوطن. واعتبرت نفسها الممثل الوحيد لأبناء الجنوب اليمني المحتل. وأقرت في هذا المؤتمر لائحتها الداخلية والميثاق الوطني.
في 30 يوليو 1965 هاجمت فرقة ثورية بقيادة علي احمد ناصر عنتر سرية بريطانية كانت قد تمركزت بنفس اليوم حول دار أمير الضالع، لتعزيز الحراسات لحمايته من هجمات الثوار ، واصيب خلالها القائد الميداني علي شائع هادي بثلاث طلقات رصاص . و في 25 أغسطس 1965 رفضت الجبهة القومية نتائج مؤتمر جدة بين الرئيس جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة، والملك فيصل بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية، ونعتته بـ"مؤتمر الخيانة"، ورفضت أي حلول أو تسوية مع الملكيين باعتبار ذلك تهديدا للنظام الجمهوري وإضعافا للثورة في الجنوب.
اعلنت بريطانيا في 2 أكتوبر 1965 عن عزمها البقاء في عدن حتى عام 1968 مما ادى لانتفاضة شعبية عنيفة ضد البريطانيين في المدينة اسفرت عن خسائر كبيرة بشرية ومادية.
[عدل]أحداث 1966
أصدرت الخارجية البريطانية "الكتاب الأبيض" في 22 فبراير 1966 الذي أعلن رسمياً قرار بريطانيا القاضي بمنح مستعمرة عدن والمحميات الاستقلال مطلع 1968. شكلت الجبهة القومية في 5 ابريل 1966 ، لجنة لجمع التبرعات من المناطق الشمالية، استهلت اللجنة عملها من لواء إب حيث بادر المسؤولون والمشايخ والمواطنون بالتبرع بالمال والحبوب بأنواعها وأسهموا بنقلها إلى قعطبة.
في 22 ابريل 1966 || اسقط ثوار جيش التحرير طائرة بريطانية أثناء قيامها بعملية استطلاعية لمواقع الثوار في الضالع والشعيب، فأرسلت السلطات الاستعمارية للغاية نفسها طائرة أخرى، فكان مصيرها كسابقتها، ما جعل القوة الاستعمارية وأعوانها تشدد من قصفها للقرى وتنكل بالمواطنين فيها. في 28 يوليو 1966 نفذ فدائيون في حضرموت عملية قتل الكولونيل البريطاني جراي ، قائد جيش البادية. وكان هذا الضابط هو الذي نفذ عملية اغتيال المناضلة الفلسطينية رجاء أبو عماشة عند محاولتها رفع العلم الفلسطيني مكان العلم البريطاني أثناء فترة الانتداب البريطاني لفلسطين.
أعلنت الحكومة البريطانية في أغسطس 1966 اعترافها بقرارات منظمة الأمم المتحدة لعامي 1963 و1965 الذي أكدت فيه حق شعب الجنوب اليمني المحتل في تقرير مصيره.
في 31 ديسمبر 1966 قام ثوار جيش التحرير بهجوم مباغت على القاعدة البريطانية في الضالع، أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة ثمانية آخرين، وتدمير ثلاث سيارات "لاند روفر" وإحراق عدد من الخيام بما فيها من مؤن ومعدات. في غضون ذلك وحد ثوار الضالع وردفان والشعيب هجماتهم على القوات الاستعمارية وأعوانها من خلال تشكيل فرقة قتالية مشتركة أسموها "الفرقة المتجولة" بقيادة علي شايع هادي.
[عدل]أحداث 1967
في 15 فبراير 1967 خرجت جماهير غفيرة في عدن في مظاهرات حاشدة معادية للاستعمار البريطاني وهي تحمل جنازة رمزية للشهيد مهيوب علي غالب (عبود) الذي استشهد أثناء معركة ضد القوات الاستعمارية في مدينة الشيخ عثمان.
أصدرت الجامعة العربية في 8 مارس 1967 قراراً تشجب فيه التواجد البريطاني في جنوب اليمن. وفي | 2 ابريل 1967 حدث إضراب عام شل كافة أجهزة العمل في مدينة عدن ، دعت إليه الجبهة القومية و جبهة التحرير في وقت واحد.
في 3 ابريل 1967 نفذ فدائيو حرب التحرير عدة عمليات عسكرية ناجحة ضد مواقع وتجمعات المستعمر البريطاني في مدينة الشيخ عثمان بعدن، كبدوا خلالها القوات الاستعمارية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وسقط خلالها عدد من الشهداء في صفوف الفدائيين.
تمكن الفدائيون في 20 يونيو 1967 من السيطرة على مدينة كريتر لمدة أسبوعين.
وفي 21 يونيو 1967 سيطر ثوار الجبهة القومية في إمارة الضالع على عاصمتها ومعهم آلاف المواطنين الذين دخلوها في مسيرة حافلة يتقدمهم علي احمد ناصر عنتر. و تبع ذلك سيطرة الجبهة القومية على مشيخة المفلحي في 12 أغسطس 1967 بعد أن زحفت عليها بمظاهرة كبيرة شارك فيها أبناء القرى والمناطق المحيطة بالمشيخة، وتوالى بعد ذلك سقوط السلطنات والمشيخات بيد الجبهة.
تأسست إذاعة المكلا في 28 سبتمبر 1967 التي انطلقت باسم "صوت الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل". و في 5 نوفمبر 1967 أعلنت قيادة الجيش الاتحادي في جنوب الوطن المحتل وقوفها إلى جانب الثورة ودعمها للجبهة القومية، بعد أن باتت غالبية المناطق تحت سيطرتها.
[عدل]نيل الإستقلال
أعلن وزير الخارجية البريطاني (جورج براون) في 14 نوفمبر 1967 أن بريطانيا على استعداد تام لمنح الاستقلال لجنوب الوطن اليمني في 30 نوفمبر 1967 وليس في 9 يناير 1968، كما كان مخططاً له سابقاً.
بدأت المفاوضات في جنيف بين وفد الجبهة القومية ووفد الحكومة البريطانية في 21 نوفمبر 1967 من أجل نيل الاستقلال وانسحاب القوات البريطانية من جنوب الوطن. وجرى في ختامها توقيع اتفاقية الاستقلال بين وفد الجبهة القومية برئاسة قحطان محمد الشعبي ، ووفد المملكة المتحدة (بريطانيا) برئاسة اللورد شاكلتون.
و بدأ انسحاب القوات البريطانية من عدن في 26 نوفمبر 1967 ، وغادر الحاكم البريطاني هامفري تريفليان.
وفي 30 نوفمبر 1967 تم جلاء آخر جندي بريطاني عن مدينة عدن ، و إعلان الاستقلال الوطني وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ، بعد احتلال بريطاني دام 129 عاماً، وأصبحت الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل إبان حرب التحرير تتولى مسؤولية الحكم ، وتولى أمين عام الجبهة قحطان محمد الشعبي رئاسة الجمهورية و شكلت أول حكومة برئاسة قحطان الشعبي .
[عدل]توحد الكيانات الجنوبية

بعد انتصار الثورة تم توحيد كافة الكيانات الجنوبية التالية تحت مسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية :
[عدل]1-اتحاد الجنوب العربي
كان اتحادًا أقيم تحت الحماية البريطانية في 4 أبريل، 1962 مكون من 17 ولاية وهي :
1- مستعمرة عدن
2- مشيخة العلوي
3- مشيخة العقربي
4- سلطنة العوذلي
5- إمارة بيحان
6- مشيخة دثينة
7- إمارة الضالع
8- سلطنة الفضلي
9- سلطنة الحواشب
10- سلطنة لحج
11- سلطنة العوالق العليا
12- سلطنة العوالق السفلى
13- مشيخة العوالق العليا
14- سلطنة يافع السفلى
15- سلطنة يافع العليا
16- سلطنة الصبيحي
17- مشيخة الشعيب
ألغي الإتحاد عندما نال الاستقلال وأصبح في 30 نوفمبر 1967 ضمن جمهورية جنوب اليمن الديمقراطية الشعبية .
[عدل]2-محمية الجنوب العربي
تم انشائها في 18 يناير 1963 كانت عبارة عن مجموعة من الإمارات والمشائخ والسلطنات تحت الحماية البريطانية بموجب معاهدات ، شملت الكيانات التالية من حضرموت والتي كانت ضمن محمية عدن الشرقية:
السلطنة الكثيرية
سلطنة المهرة
السلطنة القعيطية
ولاية الواحدي في بير علي
سلطنة يافع العليا والتي كانت ضمن محمية عدن الغربي .
تم حل محمية الجنوب العربي بعد استقلال جنوب اليمن في 30 نوفمبر 1967 حيث انهارات الكيانات المكونة لهذه المحمية مع حكامها وتم اعلان جمهورية جنوب اليمن الديمقراطية الشعبية .
[عدل]3-سلطنة المهرة
سلطنة المهرة في قشن وسقطرى وهي سلطنة شملت تاريخياً منطقة المهرة (تقع ألان في شرق اليمن) إضافةً إلى جزيرة سقطرى في المحيط الهندي. كان يحكمها سلالة بنو عفرار. في عام 1886 أصبحت السلطنة محمية بريطانية ثم أصبحت فيما بعد جزءاً من محمية عدن. في الستينات من القرن الماضي رفضت الانضمام إلى اتحاد الجنوب العربي ولكنها بقيت تحت الحماية البريطانية كجزء من محمية الجنوب العربي. في عام 1967 تم إلغاء السلطنة، وأصبحت المهرة جزءاً من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .







السؤال الذي يطرح نفسه: هل هناك ثمة ما يمكن أن يقال عن ثورة 14 أكتوبر المجيدة بعد كل هذه السنوات التي تقترب من الخمسين ؟

هل هناك ما يمكن إضافته إلى كل ما قيل، وكُتب عنها من خطابات ومقالات ودراسات وأبحاث وذكريات؟

أوليس ما حدث ويحدث من تطورات سياسية ، وعمليات تغيير جارية في اليمن وجنوبه وفي الوطن العربي أولى بالحديث من مجرد الحديث عن ذكرى ثورة مضى على اندلاعها 48 عاماً كاملة وصار الحديث عنها شيئاً من التاريخ والماضي ؟!

هناك الكثير من الأسئلة التي يمكن إثارتها في هذه المناسبة الجليلة ، ولكنها كلها ، من وجهة نظري ومهما كانت إجابتها تستدعي الحديث عن ثورة 14 أكتوبر المجيدة وفي هذا الوقت بالذات ..

من وجهة نظر تاريخية ، فإن ثورة 14 أكتوبر سنة 1963م لم تكن حدثاً عابراً بل كانت ثورة تحرر وطنية ملأت الدنيا وشغلت الناس ووضعت في صُلب أهدافها قضية الحرية والاستقلال وتقرير المصير ، ووضع نهاية لاحتلال واستعمار دام نحو أكثر من قرن وربع القرن لجنوب بلادنا الحبيب ... فأسست بذلك أول قيمة عظيمة للثورة وهي أن المقاومة من أهم الأسباب لتحقيق النصر على المحتل ، ومن أهم عوامل التغيير من حال إلى حال.
عندما تعلق الأمر في الاختيار بين الاحتلال والاستقلال، فقد اختار شعبنا في الجنوب الاستقلال.
وعندما تعلق الأمر في الاختيار بين العبودية والحرية فان شعبنا اختار الحرية
وعندما تعلق الأمر في الاختيار بين الظلم والعدل فان شعبنا في الجنوب اختار العدالة
وعندما تعلق الأمر في الاختيار بين الذل والكرامة فان شعبنا في الجنوب اختار الكرامة على حياة الذل والمهانة .
وعندما تعلق الأمر بين الإذعان للاستعمار والمقاومة فان شعبنا اختار المقاومة ليحصل على الحرية وعلى الكرامة وعلى العدالة وعلى الاستقلال وعلى الدولة ، فولدت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية دولة حرة ذات سيادة معترف بها من المجتمع العربي والدولي ، وغدت من ركائز النظام الإقليمي ومن عوامل الأمن والاستقرار في المنطقة.
ومن حيث البعد الاستراتيجي فقد غدت اليمن الديمقراطية عنصر قوة لوطننا العربي وفي معادلة الصراع العربي الإسرائيلي ، وتبدى ذلك فيما تبدى بصورة جلية وواضحة في الدور الذي لعبته بالتعاون مع مصر في حرب أكتوبر 1973م عندما أغلقت باب المندب في وجه الأسطول الحربي الإسرائيلي ... كما تمثل ذلك في دعمها لقضية الشعب العربي الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية الباسلة ، وحقه في تقرير مصيره وقيام دولته على ترابه الوطني واستعادة حقوقه المشروعة، وفي تأثيرها ودعمها لحق الدول العربية في استعادة أراضيها المحتلة في الجولان وجنوب لبنان .. وفي دعمها لسائر حركات التحرر الوطنية في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية ... فاستطاعت الدمج بين همومها المحلية والوطنية وقضاياها القومية وهمومها الخارجية .


ومن الأسباب التي تجعل من الحديث عن هذه المناسبة الغالية ضرورة إن الثورة أرست قيماً عظيمة خلال مسيرتها القصيرة، فمن القيم العظيمة لثورة 14 أكتوبر أنها أنهت احتلالاً دام قرابة 129 عاماً لعدن والجنوب ، فكانت تتويجاً لصراع طويل بين شعبنا في الجنوب والاستعمار، ومن المقاومات والانتفاضات والإضرابات والمظاهرات والنضال السلمي والعسكري ...
ومن القيم العظيمة لثورة 14 أكتوبر أنها صنعت وحدة المناضلين خلال الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني ... وهذه الوحدة بدورها أنتجت وحدة نحو 23 سلطنة ومشيخة وإمارة في دولة واحدة هي جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ... أي أنها صنعت الوحدة الوطنية الداخلية ... الأساس المتين لوحدة أي وطن وقوة أي شعب .


ومن القيم العظيمة لثورة 14 أكتوبر أنها دفعت باتجاه التغيير الاجتماعي، فكان معيار سياساتها بناء الإنسان والتنمية البشرية والاستثمار في الإنسان ... وتجسدت سياستها باطراد في العناية بالشعب وخاصة الفئات الاجتماعية الفقيرة منه ..
ومن قيمها العظيمة ... إن الثورة أنتجت دولة راعية للمواطن فكان التعليم والتطبيب مجانيين ... وكانت السلع الغذائية والأدوية والكتب وحاجات المواطن الأساسية مدعومة من الدولة وأسعارها في متناول المستهلكين بأزهد الأسعار بما في ذلك السكن ، فكانت الدولة التي أقامتها دولة الرعاية الاجتماعية للمواطنين بدون استثناء .

ومن القيم العظيمة لثورة أكتوبر أنها أنتجت بيئة صالحة لقيام دولة وطنية خالية من مظاهر الطائفية والقبلية ومن العصبيات والجريمة ومن الفساد السياسي والإداري والمالي فكانت الدولة التي أنشأتها دولة قانون ومؤسسات لا دولة فرد ولا عائلة أو قبيلة ...

ومن قيمها العظيمة ، أنها قدمت أنموذجا وطنياً للتنمية برغم محدودية إمكاناتها المادية ومواردها الاقتصادية في رعاية المرأة والأسرة والطفولة والشباب والعمال والفلاحين، وبالارتفاع بمستوى التعليم والتربية ومحو الأمية والصحة، وأقامت دولة خالية من الأمية ومن البطالة فكانت حقوق الشعب دائماً ماثلة في كل قوانينها وقراراتها وسياساتها الاقتصادية والاجتماعية

ومن قيم ثورة 14 أكتوبر العظيمة أنها استطاعت مواجهة كل التحديات العسكرية والأمنية التي تعرضت لها أو حاولت عرقلتها أو التأثير على مسارها فأرست الأمن والاستقرار، وهما الأساس لأي تنمية ولأي استقرار، وتمكنت من توفير الغطاء الاستراتيجي لمنع الاحتواء الخارجي للثورة بفضل سياساتها الخارجية وعلاقاتها مع الأشقاء والأصدقاء .
باختصار يمكنني القول إن ثورة 14 أكتوبر استطاعت تحقيق تغيير سياسي واجتماعي في المجتمع بغض النظر عن بعض السلبيات والصعوبات الداخلية والخارجية التي واجهتها ، شأنها شأن أي ثورة أو تجربة أو حركة إنسانية مع اختلاف ظرف كل منها عن الآخر وأسبابها وجذورها التي لا تخلو منها أي ثورة ولا أي تجربة .

وإن كان لابد من الحديث عن بعض سلبياتها فإنني أشير بإيجاز إلى أهمها على الإطلاق وهي أنها لم تتمكن بكل أسف من إرساء أسس لنظام ديمقراطي وتداول سلمي للسلطة ... ولعل هذا العامل بالذات بالإضافة إلى أسباب ومعوقات أخرى داخلية وخارجية من أهم الأسباب التي قوضت التجربة من الداخل قبل أن ينقض عليها نظام علي عبد الله صالح بحربه الظالمة على الجنوب عام 1994م ويقضي على كل مُنجزات ثورة الرابع عشر من أكتوبر العظيمة وعلى كل ما أنجزته دولة اليمن الديمقراطية من مكاسب للشعب .

في نهاية حديثي هذا .. عن ثورة 14 أكتوبر المجيدة في ذكراها الثامنة والأربعين ... أود الحديث باختصار عن التطورات السياسية الراهنة في الجمهورية اليمنية ... وتحديداً عن أهم تطورين فيها خلال الفترة الأخيرة وهما :
- الحراك الجنوبي السلمي الشعبي ...
- ثورة شباب التغيير والشعب السلمية في عموم اليمن شمالاً وجنوباً ...

وما حدث في الحالتين هو أننا أمام تطورين ثوريين في غاية الأهمية وسيكون لهما تأثيرهما على الأحداث والتطورات الراهنة والمستقبلية ... فما يحدث في الشمال يؤثر حتماً على ما يحدث في الجنوب ... وما يحدث في الجنوب ينعكس حتماً على الشمال وهذا الترابط نجده على الدوام في نضال الحركة الوطنية اليمنية ... فعندما انتكست ثورة الأحرار ضد الإمامة في الشمال عام 1948م لم يجد قادتها ملجأً يلجأون إليه إلا عدن برغم أنها كانت محتلة يومها فكانت حضنهم الدافئ الذي وجدوا فيه الأمن والأمان والزاد لمواصلة النضال

وعندما قامت ثورة 26 سبتمبر 1962م في الشمال انطلقت ارتال المدافعين والمقاومين من شتى مدن وأرياف الجنوب عن الثورة والجمهورية واستشهد منهم المئات إن لم يكن الآلاف فوق جبال ووديان اليمن الشمالي ولم يكونوا يسألون يومها إن كان دمهم جنوبياً أو شمالياً...

وعندما اندلعت ثورة 14 أكتوبر 1963م من ذُرى جبال ردفان الأبية بعد عام فقط من قيام ثورة 26 سبتمبر المجيدة فإنما كانت تستكمل إحدى أسباب قيامها الذي وفر الأرضية المناسبة لاحتضان ثوار الجنوب لتلقي التدريب والتمويل بالسلاح خاصة بوجود الجيش المصري في الشمال الذي أرسله الزعيم العربي الخالد جمال عبد الناصر لدعم ثورته فكل إرهاصات ثورة 14 أكتوبر ومقدماتها وأسبابها في مقاومة الاحتلال كانت موجودة وهذا له علاقة وثيقة بالترابط والتكامل والتأثير المتبادل وليس له علاقة بما يسميه البعض بالثورة الأم، والثورة الابنة، أو بوحدانية الثورة اليمنية أو بالأصل والفرع .

هذا التأثير والتكامل سنجده في الحراك السلمي الجنوبي الشعبي الذي كان انطلاقه سابقاً على قيام ثورة شباب التغيير السلمية في الشمال بنحو أربع سنوات ... والذي حطم حاجز الخوف وأرسى ثقافة المقاومة الشعبية السلمية برغم ما جابهه به نظام علي عبد الله صالح من عنف وقتل وقمع بكل الآلة العسكرية الهمجية... وهو ما يفعله اليوم أيضاً تجاه ثورة الشعب السلمية في الشمال والجنوب ... فالحراك الجنوبي السلمي الشعبي شكل المقدمة لثورة شباب التغيير السلمية، وكذلك فعلت حركة الحوثيين وغيرها من التململات الشعبية الرافضة للظلم والاستبداد العائلي لنظام علي عبد الله صالح ..

إن الحراك الجنوبي السلمي الشعبي وعملية التصالح والتسامح أنتجا جديداً وهي ثقافة المقاومة السلمية والحراك السلمي الذي نشهده اليوم ليس في اليمن وحده ... بل في الوطن العربي من المشرق إلى المغرب وقد استطاعت ثورات التغيير العربية في كل من مصر وتونس وليبيا إسقاط أنظمة الفساد والاستبداد فيها، ونتمنى أن تواجه استحقاقات التغيير في تحقيق العدالة والديمقراطية وإقامة الحكم الرشيد والتداول السلمي للسلطة والشفافية والمشاركة الجماعية ، وتحقيق الأمن الاقتصادي والاجتماعي والحياتي والاستقرار الأمني لجميع مواطنيها وهو نفس ما نأمله في اليمن .
لاشك عندي بأن أحد أهم الأهداف للحراك الجنوبي السلمي الشعبي ولثورة التغيير السلمية في الشمال والجنوب هو تحقيق انتصار استراتيجي على نظام علي عبد الله صالح العائلي الذي أجهض المبادئ الثورية العظيمة لثورتي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر المجيدتين ، كما أجهض مشروع الوحدة الحضاري النهضوي، وحَوله إلى نظام عائلي للفساد والاستبداد.

ولا شكك عندي أيضا بأن النضال السلمي الذي يخوضه شعبنا في الجنوب والحراك الجنوبي السلمي الشعبي الحاضن للقضية الجنوبية العادلة ، وذاك الذي يخوضه شعبنا في الشمال والجنوب لإسقاط النظام العائلي المستبد الملطخة أياديه بدماء الشهداء الأحرار والثوار سوف ينتج أوضاعاً جديدة، ومتغيرات ايجابية لاستعادة الوجه المشرق لثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين وللمشروع النهضوي الحضاري للوحدة اليمنية ... وهذا الانتصار كما نأمل من شأنه إنتاج حل عادل للقضية الجنوبية يلبي أمال وتطلعات أبناء الجنوب، ولقضية الحوثيين ولكل المظالم التي عانى ويعاني منها شعبنا منذ قرابة 33 عاماً من الحكم العائلي المستبد الذي باتت نهايته وشيكة بإذن الله

وعودة إلى ما بدأت به حديثي ... فإن شعبنا اليوم أيضاً عندما يُخير بين الحرية والعبودية فانه يختار الحرية
وعندما يخير بين الاستبداد والعدل فانه يختار العدالة
وعندما يخير بين الذل والكرامة فانه يختار الكرامة

وعندما يخير بين الإذعان والمقاومة فانه يختار المقاومة...
تلك هي الفطرة الإنسانية العظيمة التي فطره الله عليها ... ولن تجد لفطرة الله تبديلاً ...





وجه خطابا مهماً بمناسبة العيد الـ (49) لثورة الـ (14) من أكتوبر .. رئيس الجمهورية:
ثورة 14 أكتوبر من أهم أحداث تاريخ اليمن الحديث ومن كبرى ثورات التحرر الوطني في العالم

صنعاء / سبأ:

وجه الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية خطابا إلى جماهير شعبنا اليمني مساء أمس بمناسبة العيد الـ 49 لثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة.

فيما يلي نصه :

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم. الإخوة المواطنون الكرام.. يا صناع فجر الثورة اليمنية الخالدة.. يسعدني أن أخاطبكم في مناسبة عزيزة غالية علينا جميعاً، ممثلة في العيد التاسع والأربعين لثورة 14 أكتوبر الخالدة، الذي يأتي بعد نحو ثلاثة أسابيع فقط من احتفالنا بالعيد الذهبي لثورة 26 سبتمبر المجيدة، لتستمر بذلك فعاليات احتفالاتنا بالثورة اليمنية المترابطة الحلقات والنضالات.

وبهذه المناسبة الخالدة، أتقدم لجميع أبناء الشعب اليمني بأطيب التهاني والتبريكات، داعيا الله -عز وجل- أن تتجدد الاحتفالات بهذه المناسبة المجيدة في السنوات المقبلة، وقد تحقق لشعبنا ووطننا ما يصبو إليه من تنمية واستقرار ونماء.

الإخوة المواطنون الأعزاء..

لقد كللت ثورة 14 أكتوبر، التي انطلقت وثابةً عارمة في 1963م من جبال ردفان، نضالات طويلة شاقة وباسلة خاضها الشعب اليمني، منذ أن وضع الاستعمار البريطاني أولى خطواته في شواطئ عدن في العام 1839م، ورسمت في نهاية المطاف، بدماء الشهداء الطاهرة، وبعرق وشجاعة المناضلين وتضحياتهم وبسالتهم، فجر الاستقلال الذي أطل رائعا في الثلاثين من نوفمبر 1967م.

إن ثورة 14 أكتوبر هي أحد أهم الأحداث التي شهدها اليمن في تاريخه الحديث قاطبة، بل إنها من كبريات ثورات التحرر الوطني في العالم أجمع، حيث كان لها تأثيرها العميق في تغيير موازين القوى في العالم، ومثلت نهاية للحقبة الاستعمارية.

ونحن إذ نحتفل بذكرى هذه الثورة الشعبية الخالدة، فإننا نحتفل بالمآثر العظيمة التي سجلها أبطال النضال اليمني التحرري على مدى 129 عاماً زخرت بمقاومة رجال القبائل والفلاحين والعمال والطلاب للغزاة، واحتشدت بالثورات والانتفاضات المناهضة للاستعمار في مختلف مناطق اليمن المحتل، حتى تتوجت باندلاع ثورة 14 أكتوبر التي أشعلت الكفاح المسلح، ووسعت جبهة النضال ضد الاستعمار، وسطرت أروع ملاحم البطولة والفداء، في مواجهة أكبر آلة حرب استعمارية في العالم آنذاك.

وستبقى ذكرى هذه الثورة حية في نفوس وضمائر وعقول الأجيال اليمنية، تمنحهم الفخر بما تم تحقيقه في سبيل الحرية والاستقلال، وتعزز ثقتهم بالنفس، وإيمانهم بقدرة شعبنا على تحقيق ما يصبو إليه من أهداف وطموحات مهما كبرت التحديات.

ونجدد العهد بأننا سنظل سائرين على درب الثورة اليمنية، متمسكين بمبادئها وأهدافها، أوفياء لدماء وتضحيات شهدائها وأبطالها.

الإخوة المواطنون..

الأخوات المواطنات..

إن احتفالاتنا بالعيد الـ49 لثورة الـ14 من أكتوبر قد جاءت بعد أن تحققت العديد من النجاحات وبعد أن مثلت التسوية السياسية المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية مخرجاً سليماً لليمن من أزمته وتهيأت لبلادنا مرحلة جديدة بعد أن قال شعبنا كلمته الفاصلة عبر صناديق الاقتراع في انتخابات 21 فبراير التي مثلت علامة فاصلة ومحطة وطنية تاريخية هامة عبرت باليمن من النفق المظلم إلى آفاق أكثر إشراقاً وأمناً واستقراراً، وجسدت الحل المتفق عليه وطنياً والمدعوم إقليمياً ودولياً للخروج باليمن من أخطر الأزمات التي كادت أن تفتك به وتدفعه إلى التشرذم والتشظية، فكان الانتقال التدريجي نحو المستقبل من خلال فترة الانتقال التاريخية بدلاً عن التراجع والانحدار إلى أتون الماضي المظلم الذي كان يطل برأسه ويحاول أن يستدعي محركاته ومعوقاته الرجعية المتخلفة..ولكنه اصطدم بالإرادة الشعبية الضاغطة التي انتصرت للحرية والتغيير.

ولم يكن أمامنا وأمام شعبنا سوى الإمساك بمقود الأوضاع الملتهبة والسير إلى الأمام مهما كانت التحديات، حفاظاً على وطن موحد ديمقراطي يكفل لجميع المواطنين حقوق الإسهام في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وصوناً لمكاسب ثورة الشباب السلمية وطموحاتهم المشروعة في التغيير والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.

فالشباب هم نواة التغيير، ونحن ننظر إلى مطالبهم وطموحاتهم باهتمام كبير بما يلبي توقهم إلى المستقبل المشرق ليمن جديد قائم على الدولة المدنية الحديثة وعلى المساواة والعدالة الاجتماعية.. ولا شك بأننا جميعاً نؤمن بأن مسيرة التغيير التي فجرها شبابنا وانتصر لها جاءت لتعيد للنظام الوطني أصالته وللدستور والقانون مكانته وقيمته وحرمته كما نؤمن بأن التغيير بدأ يحقق ثماره وبدأنا فعلاً ننتقل إلى ترسيخ سيادة الشعب وإقامة دولة النظام والقانون والمؤسسات التي تصون الوحدة الوطنية وتكرس قيم التآزر والتسامح وكل ما يبلور مضامين وأهداف ثورة التغيير بأبعادها الوطنية والإنسانية الحقيقية.

الإخوة المواطنون..

لقد اجتزنا - بحمد الله تعالى- الكثير من الأخطار والتحديات وقادرون اليوم وبإرادة شعبنا الجبارة وبمساعدة ودعم الأشقاء والأصدقاء على استكمال الطريق والسير بالوطن إلى بر الأمان وبناء اليمن الجديد.

وأستطيع التأكيد أن اليمن اليوم بفضل الله تعالى وإرادة الشعب وحكمائه السياسيين وتفاعلهم مع جهود الأشقاء والأصدقاء قد اجتاز النفق الرابض على فوهة الانفجار..ومهما حاول البعض أن يعرقل مسيرة الشعب وأن يمثل حجر عثرة في الطريق إلاّ أن اليمن قد أفلتت من مخالب الأمزجة الفردية والشخصية، وتقدمت كثيراً في استعادة هويتها الشرعية والدستورية وسنواصل المضي قدماً بإيمان عميق وقوي بالمصلحة الوطنية العليا دون المصالح الضيقة واثقين من عظمة إرادة شعبنا وحكمة النخب السياسية والفكرية الاجتماعية والطاقة الخلاقة للشباب ودعم المجتمع الإقليمي والدولي بالعبور وتخطي العقبات..والانتصار للوطن الموحد الديمقراطي الآمن والمستقر.

الإخوة المواطنون..

نشكر لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار التي تبذل جهوداً وطنية كبيرة وحققت خطوات مهمة في سياق خارطة عملها، رغم أن مهامها معقدة وشائكة.. ونشد على أيدي أعضائها لمواصلة عملها بتفان وإخلاص وبما يعيد الثقة واللحمة في أوساط القوات المسلحة والأمن وصولاً إلى إعادة توحيد وهيكلة القوات المسلحة والأمن بصورة كاملة..وندعو جميع الأطراف إلى التعاون الصادق مع هذه اللجنة حتى إنجاز كامل مهامها وأهدافها المرسومة.

الإخوة المواطنون..

الأخوات المواطنات..

إن الظروف الاستثنائية التي يمر بها وطننا من أجل إنجاز المهام المرحلية المهمة التي تخرجه من أشداق أزماته العاصفة تتطلب رص الصفوف لكل القوى الوطنية السياسية والشعبية في جبهة واحدة من اجل استكمال إنهاء كل مظاهر التوتر السياسي والأمني وخلق مناخات ملائمة لتواصل التسوية دوران عجلتها ويواصل ركب التغيير سيره إلى الأمام، من خلال الخطوات والقرارات التي نتخذها لإنهاء الانقسام الحاد في القوات المسلحة والأمن وإعادة هيكلة هذه المؤسسة الوطنية الدفاعية والأمنية ليكون ولاؤها لله والوطن والشعب وليس لأي فرد أو أسرة أو حزب والعمل على تحقيق تكامل هذه المؤسسة الوطنية تحت قيادة وطنية مهنية واحدة موحدة في إطار النظام والقانون، ووفقاً لروح دستور الجمهورية اليمنية ومضامين المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المتفق عليها من جميع الأطراف السياسية.

هذه هي المسالك العملية التي يمكن أن تقودنا إلى فضاء الحوار الوطني الشامل وإنجاحه، والذي نريد له أن يضع أسس بناء اليمن الجديد من خلال مشاركة الجميع ودون أن نستثني أحداً من اليمنيين في الداخل أو الخارج ولا أن نحجر التعبير عن أي رأي أو موقف في بحث ومناقشة صياغة الدستور الجديد للبلاد، ومعالجة هيكل الدولة والاتفاق على شكل النظام السياسي للبلد وبحث القضية الجنوبية وإيجاد حل وطني حقيقي وعادل لها والوقوف أمام القضايا الوطنية الأخرى ومنها أسباب التوتر في صعدة، فضلاً عن إصلاح القضاء والخدمة المدنية وتحقيق المصالحة الوطنية وتحقيق العدالة الانتقالية وإرساء خطط وبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، والمضي خطوات متقدمة نحو البناء الديمقراطي المتكامل.

وفي سياق جهودنا لإنجاح هذا المؤتمر فقد حرصنا حرصاً شديداً على مشاركة كل القوى والفعاليات الوطنية في لجنة الحوار واللجنة الفنية بما فيها الشباب والحراك الجنوبي والحوثيون والمعارضة في الخارج وسائر الأحزاب وممثلو منظمات المجتمع المدني والقطاع النسائي لتحقيق أوسع مشاركة سياسية تشهدها اليمن في تاريخها المعاصر.

الإخوة المواطنون..

لقد استطاعت قواتنا المسلحة والأمن أن تحقق انتصارات مهمة على عناصر القاعدة وما يسمى بأنصار الشريعة في أبين وشبوة وغيرها من خلال تلك الملاحم البطولية المشرفة التي سطرتها خلال المواجهات..وهي اليوم تواصل توجيه ضربات موجعة لهذه الجماعات الإرهابية المأفونة في أي مكان تتواجد فيه وسنواصل التعامل بحزم مع هذه الشراذم حتى نستأصلها تماماً من كل تراب وطننا الحبيب ونكفل استتباب الأمن والاستقرار والطمأنينة للموطنين.

الإخوة المواطنون..

الأخوات المواطنات..

نوجه حكومة الوفاق بأن تواصل تحقيق استقرار وتقدم الاقتصاد والتنمية والتركيز قبل كل شيء على تلبية الاحتياجات الفورية للمواطنين وحشد كل الطاقات والإمكانات المتاحة لتحسين مستوى الإنتاج وإتباع سياسة مبادئ الحكم الرشيد وترشيد الانفاق والشفافية والمساءلة والحد من الاستهلاك الترفي، وتثبيت الأسعار ومراقبتها وتنمية الموارد والاستفادة القصوى من الثروات النفطية والمعدنية والسمكية والزراعية والحيوانية والصناعية وضمان أداء الحكومة والسلطة المحلية على نحو منظم وفاعل يحقق تفاعل جميع القطاعات العام والخاص والمختلط في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والتنموي.

كما نحث الحكومة على مزيد من الاهتمام بإخواننا وأبنائنا المغتربين في المهجر وتقديم الرعاية المطلوبة لهم والتسهيلات الكافية ليسهموا في بناء اليمن الجديد.

إن شعبنا اليمني العظيم قد شبَّ عن الطوق وتعلم الكثير من أزماته واكتسب خبرات نضالية متراكمة تؤهله للخروج من هذه الظروف العصيبة ولذلك فنحن نثق بهذا الشعب المكافح لتجاوز إفرازات وسلبيات الماضي المتراكمة والموروثة منذ عقود طويلة، وهو ما يتطلب مشاركة جميع الأطراف، كما يتطلب إخلاص النوايا ومراجعة الذات والكف عن العبث والنزول عند مشيئة وإرادة الشعب في التغيير وصدق التوجه نحو المستقبل.

الإخوة والأخوات..

تعلمون حقيقة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها وطننا نتيجة عوامل عدة أهمها أحداث العام الماضي وما ترافق معها من انهيار البنية التحتية وارتفاع كلفة مواجهة الإرهاب وتخريب أنابيب النفط والغاز ومضاعفة أعداد النازحين بين المحافظات، وبالتالي تفاقمت الأوضاع الاقتصادية والإنسانية والمعيشية للسكان بصورة حادة.

وزاد من سوء الأوضاع، تجميد معظم مشاريع البرنامج الاستثماري العام للدولة، وتعليق كثير من المانحين للقروض والمساعدات الخارجية.

ومن أجل التصدي لهذه التحديات تبنت القيادة السياسية والحكومة برنامجاً للنهوض التنموي والاقتصادي للمرحلة الانتقالية استطاع، في وقت قصير، أن يعيد بعض الاستقرار المنشود للبلاد وأن يوقف النزيف في الموارد الاقتصادية ويضع اليمن على بوابة التنمية الحقيقية ويعيد الثقة في مؤسسات الدولة.

وقد حظيت المشكلة الاقتصادية بقسط وافر من المباحثات والنقاش خلال جولتنا الخارجية الأخيرة والتي أثمرت نتائج طيبة ستنعكس إيجابا على تحسين الوضع الاقتصادي في الفترة القادمة، ومنها حشد موارد مالية تصل إلى 1,5 مليار دولار في مؤتمر أصدقاء اليمن في نيويورك تضاف إلى 6,4 مليار دولار تعهد بها المانحون في مؤتمر الرياض، كما تم الاتفاق على تعديل أسعار بيع الغاز اليمني لتتضاعف موارده العام القادم إلى حوالي 500 مليون دولار.

لقد لمسنا من الأشقاء والأصدقاء حماساً وتفاعلاً جيداً لدعم البرنامج الانتقالي للتنمية والاستقرار 2012 - 2014م، وبرنامج الإنعاش الاقتصادي متوسط المدى.

ونعتبر أن النتائج المتميزة التي خرج بها المؤتمران تدشين لمرحلة جديدة من الشراكة المثمرة والعمل المشترك بين اليمن والمجتمع الدولي قائمة على الشفافية والإصلاحات ومحاربة الفساد والوفاء بالالتزامات المتبادلة.ولا شك في أن هذه التعهدات المعلنة سيكون لها آثار اجتماعية واقتصادية كبيرة في توفير فرص العمل للشباب والتخفيف من الفقر والبطالة وتطوير البنى التحتية والارتقاء بوضع الخدمات بشكل عام.

ولهذا وجهنا الحكومة بتبني مسار سريع لاستيعاب المساعدات الخارجية يقوم على آليات عمل أكثر كفاءة وسرعة لتنفيذ وتمويل المشروعات الممولة خارجياً، ويرتكز المسار على حزمة منتقاة من السياسات والإجراءات ذات الأولوية بهدف تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، وخلق فرص التشغيل، وتعزيز الحكم الرشيد وفرض سيادة القانون وحماية حقوق الإنسان.

وبهذه المناسبة نثمن عاليا دور الأشقاء في المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز ومساندته السخية ودعمه الكبير لإخوانه في اليمن لتجاوز الظروف الراهنة التي أفرزتها تداعيات الأحداث الماضية، كما نثمن عاليا دور الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي وكل شركاء اليمن في التنمية من الدول والمنظمات المانحة على مساندتهم للشعب اليمني في الجوانب السياسية والتنموية والإنسانية.

وفي الوقت الذي نتطلع فيه إلى أن تسرع الدول والمنظمات بتخصيص تعهداتها المالية خلال الأشهر القادمة، فإننا نأمل أن تتدفق الاستثمارات الوطنية والخارجية على اليمن في الفترة القادمة باعتبارها عاملاً أساسياً لتحقيق الاستقرار من خلال توفير فرص عمل للعاطلين ورفع مستوى معيشة المواطنين وتنشيط قنوات التنمية في مختلف المجالات، وستجد كل الشركات الرعاية والاهتمام وتذليل كافة العقبات وسنقدم كافة التسهيلات اللازمة لإقامة المشاريع، فاليمن بلد استثماري واعد ويمتلك ثروات كبيرة تتطلب استغلالها بما يعود بالفائدة المشتركة على الشعب اليمني والمستثمرين.

والأمل كبير في أن يبدأ الرأسمال الوطني في زيادة وتوسيع استثماراته حتى يكون قدوة ونموذجا للرأسمال العربي والأجنبي، كما نتطلع إلى دور إيجابي لمنظمات المجتمع المدني في دفع عجلة التنمية وإقامة شراكة حقيقية مع الدولة والحكومة في مختلف المجالات.

الإخوة والأخوات..

لا يسعني إلا أن أعرب عن الامتنان والشكر الجزيل للأشقاء والأصدقاء ونخص بالذكر دول مجلس التعاون الخليجي وفي الطليعة المملكة العربية السعودية الشقيقة على مواقفهم المشرفة والداعمة لليمن والمساندة للشعب اليمني للخروج من أزمته وكذلك الدول الصديقة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي الذين يقدمون كل الرعاية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية سيراً نحو كامل أهداف التسوية السياسية التي تلتقي مع أهداف مطالب الشباب السلمية ومصالح وأهداف الشعب اليمني بصورة عامة.

كما أعرب عن الارتياح للتنامي الحاصل والمستمر في علاقات بلادنا مع محيطها الإقليمي والدولي ونؤكد بأننا سنولي مزيداً من الاهتمام لهذه العلاقات وسبل تطويرها وتعزيز التعاون المشترك مع هذه الدول الصديقة والشقيقة وسنظل نقدر الدور العظيم لدول مجلس التعاون الخليجي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ودول الاتحاد الأوروبي في معالجة الأزمة وتجنيب اليمن ويلات الحرب والاقتتال، ونقدر حرصهم المستمر على مساعدتنا والتزامهم الكامل نحو عملية الانتقال السياسي السلمي، ولا نزال ننتظر منهم المزيد لدعم خطوات وقرارات التغيير الذي يعبر باليمن بعيداً عن أية احتمالات للانتكاس أو الارتكاس.. وهم يدركون يقيناً بأن أمن واستقرار اليمن يعد شأناً إستراتيجيا لدول المنطقة والعالم.. وإننا لعلى ثقة بمواقفهم الداعمة لبلادنا..ونثق ثقة تامة بان التعاون الأهم بين اليمن والدول الشقيقة والصديقة سيكون عنواناً بارزاً للعملية الانتقالية في مرحلتها الثانية سواء لمواجهة إفرازات الأزمة أو لدعم عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.. التي تم ترجمة هذه المواقف عملياً في مؤتمر المانحين الذي عقد بالرياض مطلع سبتمبر الماضي وكذا مؤتمر أصدقاء اليمن في نيويورك الذي عكس موقفاً داعماً لليمن من قبل الأشقاء، والأصدقاء والمؤسسات والصناديق والمنظمات المالية.

الإخوة المواطنون..

في هذه المناسبة الوطنية العظيمة نحيي بحرارة وإجلال الدور النضالي الكبير لأبطال القوات المسلحة والأمن، وتضحياتهم الجسيمة في سبيل حماية الوطن واستقراره، وصون الشرعية الدستورية.. وكلنا ثقة بأن هذه المؤسسة الوطنية الدفاعية والأمنية، ستظل مؤسسة الوطن والشعب، من أجل حمايته وحماية خياراته.

فلكم التحية أيها الإبطال في كل مواقع الشرف والبطولة والفداء ولكم التهاني القلبية الحارة ولكم كل العرفان والمحبة والوفاء.

أكرر التهاني الخالصة لكل أبناء شعبنا..وأسال الله جل شأنه أن يسدد خطانا على درب التغيير والأمن والاستقرار.. فهو نعم المولى ونعم النصير.

الرحمة والغفران لشهداء الثورة اليمنية الأبرار.. والتقدم والازدهار للوطن والشعب..

وكل عام والجميع بخير..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


hp]he e,vm 14h;j,fv hqhti hgdh ;glj vds p;,lj hg,thr uf]vfi lkw,v ih]d p;,lm vow ;glm



 


الرد باقتباس
الرد على الموضوع

Bookmarks

الكلمات الدلالية (Tags)
14اكتوبر , منصور , اليا , الوفاق , احداث , اضافه , ثورة , حكومة , رخص , عبدربه , هادي , كلمة


Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests)
 

قوانين المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML مغلق
Trackbacks are متاح
Pingbacks are متاح
Refbacks are متاح



شات تعب قلبي تعب قلبي شات الرياض شات بنات الرياض شات الغلا الغلا شات الود شات خليجي شات الشله الشله شات حفر الباطن حفر الباطن شات الامارات سعودي انحراف شات دردشة دردشة الرياض شات الخليج سعودي انحراف180 مسوق شات صوتي شات عرب توك دردشة عرب توك عرب توك


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 09:16 AM.


.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
.

Search Engine Friendly URLs by vBSEO