آخر 10 مشاركات |
الإهداءات | |
شواطئ الحرف والمقالة الادبية " بأقلام الاعضاء " لاعضاء المنتدى خواطر ونثر ومقالات من إبداعهم - |
| LinkBack | خيارات الموضوع |
01-24-2012, 10:52 AM | #1 |
| التاريخ وأنا !! ( 1 ) في أحد شوارع المدينة كُنت أغُذّ السير مُحاولاً الوصول للمكان الذي أنشدهـ لمقابلة أحدهم حسب الموعد الزماني والمكاني الذي أصرّ هو على أن نلتقي سوياً فيهما ، وصلت للمكان المُراد وفي الزمان المُحدَّد من قبل ذلكـ الصديق الذي كثيراً يقول مالا يفعل ... لابد من الإنتظار علَّ وعسى أن يكون هُناكـ سبباً في تأخُرّهـ على الموعد الذي ضربهـ لي ، فدائماً أحاول ان ألتمس العُذر للكثير ، تُمرّ الدقائق لتتجاوز حدود الساعة ولولا الكتاب الذي أحملهـ وقراءة بعض صفحاتهـ لعيِل صبري ... هاتفهـُ المحمول مُغلقاً ، والقراءة في مكان لاتربطني بهـ علاقة مُملِّة ، والوقت لابد من أن يتم تزجيتهـ حتى وصول الصديق الذي يحترم مواعيدهـ دائماً فهو يلوم من تأخر عن موعداً كان فيهـ مُنتظراً ، بينما الأعذار تتوالى تباعاً عندما يكون هو من تأخر عن الموعد فلا لومٍ ولا تقريع لهـ ... على الجهة المُقابلة للشارع توجد مكتبة أحببت أن أقوم بتزجية بعض الوقت داخلها حتى موعد وصول الصديق الذي يَهِمهـُ لقاءنا ويعنيهـ أكثر مما يعنيني ، عبرت الشارع ودلفت إلى المكتبة التي تعج بالكُتب رغم ضيق المكان الذي جعل القائمين عليهـ يجعلون منهـ طابقين إستغلالاً لإرتفاع السقف عن الأرضية ... لافتات صغيرة تحمل أسماء أصناف الكُتب حسب أقسامها لتسهيل عملية البحث عن مكانها ، فبها تعرفت على مكان الكُتب الأدبية التي تُشدني وتجذبني وتُغريني أكثر مما تُغريني كُتب التاريخ والسياسة والأقسام الأخرى من العلم ، أمام الأرفُف التي تحمل كُتب الأدب كُنت أقرأ العناوين علّ وعسى أن اجد بينها ضالّتي التي ستستهلكـ مصروف أسبوع بأيامهـ السبعة التي سأعيش فيها جائعاً فقيراً إلا من كلمات ذلكـ الكتاب التي سألتهمها علّها تسد رمق جوعي وفقري الفكري والمعلوماتي والمعرفي دون املاً منها في سد جوع بطني ... غضضتُ الطرف كثيراً عن بعض العناوين ولَحُسن حظي لم أجد مايُغريني – موهِمَّاً نفسي بذلكـ - خوفاً من النتائج التي ستترتب على إنفاقي مابحوزتي من مال ، فغادرت أرفُف الأدب صوب أرفُف السياسة والطبخ والرسائل الرومانسية ومايخص علاقة الرجل بالمرأة من حُب وجنس ، وغيرها من العناوين التي تنم على إضمحلال ثقافتنا وخفوت بريقنا في العلم وتفرعاتهـ التي شغلنا بها العالم في حقبة زمنية ليست ببعيدة ... هممتُ بالخروج من المكتبة لولا أن لمحت سلالم الطابق العلوي التي أجبرتني على إرتقاء درجاتها لأجد أن الكثير والكثير من الكُتب بعضها ينام على أرفُف بينما البعض الآخر يفترش الأرض بطريقة مُنسقَّة ومُنظمة أستغرقت جُهداً ووقتاً من القائمين عليها ... ( 2 ) لمحت قسم التاريخ الذي يعج ويَضُج بالموسوعات والمُجلدات التي تفتح شهية الشراء وحُب الإقتناء وإن لم تقرأها ، وقفت طويلاً أمام كُتب التاريخ حيث الكامل في التاريخ لإبن الأثير بمجلداتهـ وكتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني الذي لم أعرف هل قسم الأدب مكانهـ أم قسم التاريخ ؟ وعناوين اخري لمُجلدات كَثُر يعج بها ذلكـ القسم ... تناولت مُجلداً من مُجلدات الكامل في التاريخ لأرى محتوياتهـ التي أبهرتني وجعلتني أنسى نفسي وأنسى من حولي والمكان الذي أنا فيهـ ، فجأة ألفيت رجُلاً يقف على مقربةٍ مني تبدو عليهـ مهابة الأمُراء ووقار الحُكماء وخشية العُلماء وسماحة الكُرماء وهيئة العُظماء القُدماء ... الصمتُ يلفُ المكان إلا من صوت حفيف الورق الذي يتم تقليبهـ ، لم يكن في الطابق الثاني سوى ذلكـ الرجُل المُهيب وأنا ، قطع الصمت صوت ذلكـ الرجُل بكلماتهـ الجذابة التي ملأت أرجاء المكان وتردد صداها كما خُيِّل لي ، كلماتهـ الرقيقة القوية الهادئة الصاخبة الخفيضة المُرتفعة التي بها حسبت أن من في الشارع يسمعونها ويسمعون صداها وسوف يعج بهم المكان عما قريب ليقفوا على مافاهـ بهـ الرجُل المُهيب ، ولكن دون جدوى ... تحسستُ رأسي براحة يدي اليُمنى كردّة فعل لاإرادية علّ وعسى أن أكون متوهمِّاً مُتخيلاً ماجرى من الرجل وكلماتهـ وصداها التي ملأت أرجاء المكان ، ولكن الرجُل بدأ يتكلم ويُخاطبني دون غيري وكأنهـ يقوم بإلقاء مُحاضرة في جمعٍ غفير من الناس ، ولكن لم يكن في المكان سواي وتلكـ الكُتب الحاضرة في المكان ... أراكـ تعشق التاريخ ومُجلداتهـ ومُحتوياتهـ التي لازلنا نجترُّها كُلما عصفت بنا الأنواء وسَخِرت منا الأمُم ، ونعيش على ذكراها والتجمُل بها ومُجابهة الغير بسردها كُلما بان لنا عجزنا وظهر للغير هواننا وتخلفُنا عن الركب . كانت تلكـ كلمات الرجُل التي ألقاها على مسامعي ... أجتاحتني موجات من الخوف والقلق جرَّاء سماعي لكلمات أستباحتني عندما فاهـ بها رجُل لاأعرف من هو ؟ ولاأعرف عنهـ شيئاً ؟ ، فنحنُ في زمن يجب أن يكون فيهـ المرء متوخياً للحذر في جميع تعاملاتهـ وبالذات عندما يلتقي بأشخاص غُرباء لايعرف عنهم شيئا ، ولذا كُنت – ولم ازل – متوخياً الحذر فلازمتُ الصمتْ الذي يُسعفني كثيراً فيكون لي مخرجاً بينما يظنْ الغير أنني بصمتي أكسب مناجم من الذهبْ الغير موجودة ... تفوَّهـ بكلماتهـ وهو يقترب مني مُحاولاً جذبْ إنتباهي لهـ ولما يقول فقال :- يابُني أدُركـ أنكـ مني في ريِبةٍ وشكـْ وتوجسٍ وخيِفة ، فلاتَخف ولاتبتئس ولايساوركـْ فيني شكـٍ وإرتياب ، فأنا - وكثيراً ماأخشى على نفسي من كلمة أنا - غدوت من الماضي الذي تحتويهـ كلمات الموسوعات والمُجلدات سواء كُتبتْ تلكـ الكلمات بصدقٍ وحيادية أو كتبها المنافقون المُراءون لصالح المُنتصر الذي دائماً هو من يكتب التاريخ ويُسطرهـ حسبما شاء وأراد بعد أن يقوم بتجيِّيرهـ لصالحهـ دام المهزوم أنتهى وباد وإن كان يستحق الإشادة بهـ والإشارة لهـ في كُتب التاريخ بكلمات تخلو من التزوير والتزييف للحقائق كما يحلو لبعض المؤرخين والمُثقفين الذي بهرتهم مُنح وهبات المُنتصر ... إن ذلكـ الماضي الذي تُسمونهـ تاريخ ليس سوى أنا ، فالتاريخ هو الماضي والماضي هو أنا ، اما التأريخ لأحداث الحاضر التي يتوجع لها القلب وتدمع لها العين فلن تجد من يجرؤ على كتابتهـ سوى أولئكـ المادحون المنافقون الذين لايجيدون سوى المديح لحُكام وزعُماء وملوكـ عرب يستحي التاريخ نفسهـ والقلم والورق من تسطير كلمات مشحونة بالكذب ومُفعمةٍ بالرياء والنفاق وملغومة بالمديح الممزوج بالزيف والتزوير والتلفيق في حق أولئكـ الحُكام والزعُماء والملوكـ الألُى تجسَّد الضعف والعجز والجُبن والتسول في أشخاصهم ليتجسد بُكل فخر وإعتزاز في الأمُة التي ينتمون لها والشعوب التي يحكمونها ليتخلفون عن الركب الذي غزا الكواكب الأخرى بُسلطان العلم والعمل بينما حُزنا لقب الشعوب المُستهلكة التابعة المُستبدِّة المُستعبدة بكل شرف ... يومك حاضر ، وغدك مُستقبل ، وامسك ماضي ، والماضي تاريخ ، والتاريخ ليس سوى انا ، فمستقبلك سيكون حاضرك ، وحاضرك سيكون ماضيك ، فحاول ان تنظر للمستقبل نظرة تفاؤلية مع التخطيط له ، وعليك ان تعيش حاضرك بكُل ما لديك من قوة فيها السعادة والعطاء ، وعليك ان تُلقي على ماضيك نظرة سريعة تستفيد منه في حاضرك وتتوكأ عليه في مُستقبلك ، حاول يا بُني أن تُصيغ تاريخك بنفسك دون تدخل من احد في صياغته ، إن قُمت بصياغة تاريخك عليك ان تستخدم قلم أديب ، وريشة فنان ، ويد صانع مُحترف ، وفكر تستطيع من خلاله رؤية بعض ما خُفي عنك ... وداعاً يا بُني فقد آن أوان رحيلي ، إذهب إلى رفيقك ، إنه بإنتظارك في المكان الذي تواعدتما اللقاء فيه ، رغم تأخره عنك ، فرُبْ تأخير في خير ، فقد شُرفت بلقائك ... 3/12/2011م صنعاء
hgjhvdo ,Hkh !! |
آخر تعديل بواسطة نايف مناع ، 01-24-2012 الساعة 10:54 AM |
01-24-2012, 09:45 PM | #3 |
| |
|
01-25-2012, 12:29 AM | #4 |
| لنا تاريخ بلا حاضر وماضي بلا مستقبل وجروح لا تندمل ينئى بها تاريخ مثقل بظلام عربي وقفة مع التاريخ لا يحتملها العرب وتاريخهم المنقسم الف الف الف قسم تنقسم مثلها اضعاف مضاعفه والاجر على الله نايف مناع شكرا بإريج ربيعنا العربي المحمل بالياسمين والحاضر الاجمل
|
|
01-25-2012, 01:57 AM | #5 |
| جميلاَ هو التاريخ تأريخي أنا لم يكن يقصد ان يكون هو من صنعة ولكن من العيب ان نعتقد ان التاريخ من صنع نفسة تاريخ جميل بكل تفاصيلة المتعروجة وبيوتة المظلة وانوارة المنطفئة سيكون تاريخة دفعة مقدمة لأمل في الحاضر ونصرأ في المستقبل التاريخ ملئ بكل تفاصيل البشر الذين رحلو ولو انة انتقص الكثير وجهل الكبير وأظهر الصغير التاريخ مجلد لانهاية فجميل هو التاريخ اخي الغالي جميل ماكتبت هنا رغم بعد الكلمات في مشاركتي ولكن احببت ان اشأركك موضوعك المترف
|
|
01-26-2012, 06:08 AM | #7 |
| وشاح الذكريات وهج الحرف قوس قزح الأصيل صدى الأوطان مرحباً بكم في رحاب متصفحي الذي استنار بتواجدكم بين حناياهـ ... عظيم ودي
|
|
Bookmarks |
Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests) | |
خيارات الموضوع | |
| |