علاقة الحكومة السعودية بأنصار الله .

الله , الحكومة , السعودية , بأنصار , علاقة

علاقة الحكومة السعودية بأنصار الله .

لقاء هبرة بالسفير السعودي في صنعاء والذي جاء بمبادرة من الأول كان حدثا مفاجئا بالنسبة للمراقبين ويمثل تحولا في السياسة السعودية،. وباعتقادي ما كان لمثل هذه اللقاء أن يتم لولا أن الحكومة السعودية على يقين بمبدأية انصار الله حتى لو لم يدخلوا في اتفاقات ومواثيق مع الأطراف التي تخالفهم بل وتناصبهم العداء، فضلا عما اذا تم التوصل الى تفاهمات ووجدت مساحات مشتركة مع أي جهة في الداخل او الخارج
وعن مصادر صحيفة الشارع التي تحدثت حول قناة المسيرة باعتبارها عقبة امام تطور العلاقات بين أنصار الله والجانب السعودي كان الأحرى بمصدر الصحيفة الذي يقرأ الأحداث " متعمدا" بشكل مقلوب ، ان يجد في لقاء هبرة الحمدان خطوة جيدة كان العامل الأهم في حدوثها سياسة الباب المفتوح واليد الممدودة من قبل انصار الله وما هو معروف عنهم من حفظ لقيم الجوار والبعد عن الخديعة والمكر مع مختلف الأطراف حتى من شن الحروب ضدهم.
وكان المفترض بحسب المصادر التي اعتمد عليها الإخوة في صحيفة الشارع بخصوص إعلام "بيروت" بحسب وصفهم ألا يتم انعقاد اللقاء من أساسه، والا يخرج الجانبان بانطباعات جيدة ، أما ان تتوقع الصحيفة علاقة تحالفية بين انصار الله والسعودية من لقاء تعارف في ظل واقع لا يزال محكوما بالكثير من عوامل الشك والريبة على خلفية ستة حروب فهذا ضرب من المغالطة التي يهدف أصحابها للاصطياد في الماء العكر ، دون ان يدركوا ان مسيرة انصار الله واحدة موحدة لا فرق بين المسيرة "القناة" والحقيقة "الصحيفة" المجلس السياسي ، أو المكتب الإعلامي، جميعهم يشكل فريق واحد بمهام متنوعة بتنوع الأحداث والمستجدات ولا يعني ذلك ادعاء الكمال ، فالكمال لله وحده..
وما يتعلق بأداء قناة المسيرة التي يحاول البعض زراعة فواصل بينها وبين جمهورها فهي لا توجه النقد فيما يتعلق باوضاع اليمنيين في المهجر للحكومة السعودية بأكثر مما توجهه لنظام الفساد الحاكم في صنعاء الذي أوصل اليمنيين معنويا وماديا في الداخل والخارج الى الحظيظ لولا وجود أنصار الله في الفترة الأخيرة والذي عكس صورة مشرفة أعادت لليمنيين بعض اعتبارهم وهذا ما يلمسه الجميع ..
لقد صارت القاعدة التي ارساها النظام الحاكم في صنعاء والمستفيدين من مرتبات اللجان الخاصة أن المغتربين اليمنيين لاسيما في المملكة لا حقوق لهم ، ليسوا بشرا كبقية خلق الله يجب الحديث عن معاناتهم على الأقل كما يحدث للفلسطينيين المنكوبين منذ حوالي سبعين عاما
واذا وجد من يخرج على قاعدة الاعلام الرسمي والحزبي في بلادنا والذي أدمن على التسبيح بحمد الحكومة السعودية بطريقة يمقتها حتى السعوديون انفسهم ، فإنه من وجهة نظر البعض يشن حملات على السعودية، والأجندة الإيرانية هي التي تصنع قناعاته وتحكم مواقفه ..
صارت القاعدة لدى أولئك أن عمليات القتل والصلب والتعذيب التي يتعرض لها اليمنيون في السعودية يجب ان تترافق مع برقيات التهاني التي يرفعها الفاسدون في صنعاء بالإضافة الى تدبيج قصائد المديح ونشر المقالات والتقارير الإخبارية عن حسن الجوار والدعم السعودي اللا محدود للشعب والحكومة قس اليمن ..
لأسباب غير وطنية ولأهداف لا علاقة لها بالحرص على علاقة الأخوة وحسن الجوار يستكثر البعض على المغترب اليمني أن يرد خبر مقتله أو اعتقاله أو تعذيبه او ترحيله في قناة فضائية يمنية .. مئات الالاف من العمال اليمنيين قامت الحكومة السعودية بترحيلهم خلال الشهور الماضية ، اين صدى هذه الحادثة غير العادية في الاعلام الرسمي والحزبي ومواقف الساسة والانتهازيين ؟ مئات الالاف يرحلون جماعيا وكأن شيئا لم يحدث. أعتقد أن من حق قناة المسيرة ان تفخر وتتشرف حين توجه لها الاتهامات المتعلقة بمعاناة المغتربين اليمنيين لاسيما في السعودية التي اشترت ضمائر الكثيرين بمن في ذلك أصحاب شعارات الحقوق والحريات وغيرها..
وهذه القناة وان كانت تقبل شرف الاتهام بتغطية اخبار اليمنيين في المهجر إلا أنها تعترف بالتقصير حيث لا تؤهلها إمكاناتها وكوادرها من إيلاء هذه القضية الاهتمام المطلوب فيما تظل معاناة المغترب اليمني اكبر وأوسع من ان يختزلها تقرير اخباري او برنامج تلفزيوني، إنها بحاجة الى اكثر من قناة فضائية، انها بحاجة الى حكومة ووطن وشعب من اجل رفع الغبن والظلم عن أبنائه نتيجة الفساد المستشري في البلد أولا، وبسبب غياب الوازع الأخوي لدى بعض الحكومات العربية ثانيا.

المصدر حميد رزق