| يمنيّة تحارب القات إلكترونياً
جمال جبران
هند الإرياني ناشطة يمنية شابّة تقيم في بيروت وتعمل في مجال الإعلام، لكنّ عقلها وتفكيرها موصولان ببلدها اليمن. استغلَّت الفضاء الرحب الذي يتيحه عالم التواصل الإلكتروني عبر مواقعه المتنوعة لتؤسِّس لفكرة تقاوم من خلالها معضلة التنامي المرعب لتناول وزراعة شجرة القات التي تؤثِّر على الاقتصاد المحلّي بشكل سلبي وكارثي إضافة إلى متدادها لعملية استخراج المياه الجوفية بكميات جنونية والتي تتطلبها زراعة القات ويحدث هذا على الرغم من الإعلانات الدولية المتكرِّرة بشأن اقتراب اليمن من معدَّلات خطيرة تخصّ مسألة جفاف الأحواض الجوفية ما يطرح اليمن على رأس الدول التي ستتعرض للجفاف التام على مستوى دول العالم خلال العشر سنوات القادمة.
وتقوم هند الإرياني على صفحتها في موقع الفيسبوك بالتأسيس والتخطيط لأفكار ميدانية وتكوين فرق عمل على الأرض تضمّ شباباً متطوِّعين لتنفيذ حملات لمقاطعة تناول القات، على سبيل المثال في المناسبات الاجتماعية كحفلات الأعراس الرجالية التي تتطلَّب تناول تلك النبتة، وهذا بحسب القواعد الاجتماعية القبلية المتوارثة منذ قرون طويلة، ويتعامل معها المواطنون على أنها من الطقوس المقدَّسة التي لا يمكن القفز عليها أو تحاشي القيام بها بما في هذا من أثار سلبية سوف تكون على الأسرة في المحيط الاجتماعي واستنكار قيامها بالتنازل عن تقليد اجتماعي أصيل يقع في مرتبة متقدِّمة في سلّم العلاقات الاجتماعية بين الناس. وقد نجحت في الأشهر الأخيرة بتكرار الدعوات من قبل بعض الشباب لإقامة حفلات زفافهم مع الاشتراط على المدعويين عدم اصطحاب نبتة القات معهم في أثناء حضورهم. وهو أمر كان مستبعداً له النجاح سابقاً، لكنه مع الوقت ومع تكثيف الحملات على المواقع التواصلية والتنسيق مع أجهزة الإعلام ومراسلي القنوات الفضائية والصحف الخارجية استطاع الأمر أن يلاقي نجاحات معقولة عملت على ترويض الفكرة وتهيئة عقول المواطنيين لتقبُّلها.
كما تقوم هند الإرياني حالياً بتنظيم حملات لتأسيس فكرة إصدار قرارات حكومية لها أن تمنع تناول القات في المؤسَّسات الحكومية التي تتطلب طبيعة الخدمات التي تقدمها للمواطنيين العمل في الفترات المسائية، وهو ما يفرض، بحسب العادات، تناول القات في أثناء الدوام الرسمي.
وتؤكِّد الإرياني على أن مسألة ابتعادها الظاهري عن اليمن لا يمكن أن تكون عائقاً أمام نجاح حملاتها لتقليص حجم انتشار القات في اليمن، فهي تقول إن الأدوات التواصلية التي تتيحها شبكة المعلومات الدولية ساهمت في نفي فكرة البعد المكاني وتحويل العالم إلى بيت واحد بغرف متعددة.
لكنها مع ذلك لا تنكر احتياجها في بعض المناسبات أو الحملات التوعوية أو الدعم القانوني السفر إلى صنعاء والمشاركة في وقفات احتجاجية أمام البرلمان من أجل تحقيق استراتيجية وطنيه تحلّ مشكلة القات تدريجيا بالتعاون مع عدة وزارات ذات علاقة بالموضوع، ولذلك تمَّت كتابة مشروع قانون قُدِّم إلى البرلمان ينصّ على منع استخدام المبيدات الكيمائية في الزراعة، ومنع حفر ابار جديده للقات واقتلاع 10 في المئة سنوياً من الأراضي المخصصة للقات وتعويض المزارعين بزراعات بديلة وتشجيعهم على تصديرها، مما سيعمل على تعويضهم مادياً وبشكل مجزٍ عن خسائرهم من الامتناع عن التجارة بالقات.
وتقول هند إن الإشراف الميداني- حال قدومها الى صنعاء- يجعلها تشعر بمتعة العمل في البيئة الاجتماعية نفسها، وهو أمر يسعدها للغاية، ويجعلها تقيم في منطقة تماس مع مقدار النجاح الذي استطاعت تحقيقه، وخصوصاً من جهة كسر حاجز المنع الذي كان قائماً وبقوة على فكرة الحديث عن محاربة تناول القات أو تقليص مساحات تناوله في المحيط الاجتماعي ومجال القبيلة منه على وجه الخصوص «لقد صارت الفكرة قابلة للتداول بين عامّة الناس.».
dlkd~m jphvf hgrhj Yg;jv,kdhW j[hvf
| 
آخر 10 مشاركات
الإهداءات
11-06-2013, 12:06 PM
رد : يمنيّة تحارب القات إلكترونياً 
