آخر 10 مشاركات |
الإهداءات | |
شواطئ الحرف والمقالة الادبية " بأقلام الاعضاء " لاعضاء المنتدى خواطر ونثر ومقالات من إبداعهم - |
| LinkBack | خيارات الموضوع |
02-08-2012, 06:32 AM | #1 |
| سمــــراء ( سمراء ) رمى بها الزمن على قارعة الطريق الذي مررتُ منه وفيه ذات صُدفة ، أو رماني الزمن عليها وإليها ، لستُ أدري من جاء إلى الآخر ؟ ، أنا أم هي ؟ ، لستُ أدري في أي زمنٍ وأي عصرٍ ألتقينا ؟ ، لستُ أدري هل كان لقاءنا واقعاً ، أم أنّه في لحظةٍ كُنتُ فيها أحلم أو أهذي ، وما أكثر لحظات هذياني مع نفسي ... الذي أعرفهُ فقط أنني ذات صيفٍ تعثرتُ بها ، وجدتْها تشكو ، وكثيراً هي شكوى الإنسان ، وأكثر من تلك الشكوى مايشكو منْه ذلك الإنسان ، وقتها كُنتُ أبحثُ عَنْ مِنْ أشكو له بثي وحُزني ، فما وجدتُ غير الله عزّ وجلَّ أشكو إليه ، بينما هي تشكو وتشكو وتشكو ... تبحثُ هي عن من يحتويها ، يؤنسها ، يُبدِّد وحدتها ، ينسفُ أحزانها ، يضمُها إليه ، يُساعدها على الوقوف قوية ثابتة راسخة في وجه رياح عدم الثقة التي هاجت في نفسها ، فبعثرتها أشلاءً ، تُريدُ مَنْ يجمع شتاتها ، ويلُمْ بعثرتها ، ويُعيدُ أشلاءها المُتناثرة إلى ما كانت عليه قبل هبوب تلك العاصفة التي عصفتْ بها من الخارج لتستبيحها من الداخل ... عيّرتها ذات يومٍ شقيقتها الصُغرى بعيبٍ ليس لها فيه يدٍ ، عابتها أنّها سمراء ، صارحتها أنّها تختلف عن جميع أفراد العائلة من حيث لون بشرتها ، أخبرتها ذات أصيل فوق سطح المنزل حيث توجد غُرفة اللعب ، أنّها لا تُريد منها أن تُرافقها في المدرسة ، وأن لاتقترب منها ، وأن لا تُحاول إشعارها أنّها على صلة قرابة منها كي لاتتعرض لإحراج زميلاتها ، ويعرفنْ أن لها أخُتْ سمراء ، بينما هي تتمتع بلون بشرة ناصعة كالثلج ... لم أدري أنني سوف أقوم بدور المُخلِّصْ – مثلما أخبرتني رسالتها - بالنسبة لتلك السمراء دون إدراك مني بذلك ، قُمتُ بكتابة رسالة طويلة لها ، فيها من المؤاساة الكثير ، فأنا أجُيد – نوعاً ما – الكتابة أفضل من الكلام ، وقد آتت تلك الرسالة بما حوتْها من كلمات مفعولها ، فقد كانت بمثابة بلسم ساعد في خروجها من حالة إنعدام الثقة بالنفس ، حسبما أخبرتني به في رسالة وردتني إلى بريدي الإلكتروني بعد مرور سنوات ، تغيرتْ فيها حياة تلك السمراء ، وتفوقتْ فيها على شقيقاتها في جميع نواحي حياتها ، فقد كانت أوفر حظاً منهنْ ... كتبتُ لها – كما تدّعي - أنّ اللون الأسمر من أفضل الألوان التي يعشقها الكثير من البشر ، آدم عليه السلام كان أسمر ، ولون الحنطة أسمر ، إياكِ أن تنسينْ أنّها الغذاء الرئيسي للإنسان ، ما أجمل الخُبز الأسمر ، أفضل أنواع التُربة هي التُربة البُنيّة التي ينبت فيها كُل أنواع النباتات ، مُقارنة بأنواع التُربة الأخرى ، الرملية والملحية ... كتبتُ لها أن اللون الأبيض رغم جماله إلا أنّه يرمز للموت والهلاك ، وتُحيط به الكثير من المتاعب والشقاء ، فالكفنْ لونه أبيض ، فهو يرمز للموت ، ويوسف عليه السلام رغم جماله إلا أن المتاعب طاردته مُنذ صغره ، والملح لونه أبيض ، ففيه يكمن التعب والمرض ، والسُكّر لونه أبيض ، ورغم حلاوته إلا أنّه يحتوي الكثير من المتاعب عند الإفراط فيه ، والتربة الملحية ، عقيمة لاينبت فيها أي نبات ، والثلج لونه أبيض ، فرغم بياضه وجماله ، إلا أن الصقيع والقسوة تسكن فيه ... مثلما تقول في رسالتها لي ، انني كتبتُ لها ، أن الكثير من البشرْ عانوا في بلاد عديدة من التمييز العنُصري بسبب لون بشرتهم الأسود والأسمر ، فقد أضطهد ذوي البشراء البيضاء أصحاب البشرة السوداء والسمراء في حقبة زمنية غدتْ من الماضي ، ففي الحافلة العمومية يُمنْع السود من ركوبها ، وفي المدرسة أيضاً لايوجد غير ذوي البشرة البيضاء فقط ، يتعرض البعض من السود للقتل بسبب العُنصرية الممقوتة التي جاء الإسلام ونسفها ، فلا فضل لعربي على عجمي ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى ، بلال بن رباح ، وسلمان الفارسي ، وصُهيب الرومي ، نماذج أندمجت في الإسلام وبين المُسلمين رغم إختلاف جنسياتهم ولون بشرتهم ، قال النبي المبعوث رحمة للعالمين مُحمد – صلّى الله عليه وسلّم - : سلمان مِنّا آل البيت ، لقد انصهرت كُل الفروق في ظل الإسلام ، وهاهو باراك أوباما يفوز قبل شهور قليلة بمنصب رئاسة أمريكا التي عانى – ولازال - فيها السود من التمييز العُنصري ، إن العاقبة للتقوى والمُتقين من عباده حتى وإن كانوا عبيداً وإماء ... أعادت لها تلك الكلمات رغم بساطتها ، الثقة إلى نفسها ، وأستعادت وضعها الطبيعي ، بعد إنزواءها ، ودخولها أجواء حالة نفسية كادتْ أن تؤدي بها إلى الذهاب إلى عيادة نفسية ، تزوجت تلك الفتاة ، وانجبت أطفالاً ، وعاشت سعيدة ، بينما شقيقتها التي عيّرتها ذات أصيل لازالت ترفل في ثياب العنوسة رغم بياض الثلج الذي تنصع به بشرتها ... لا أدري أنني تعثرتُ بفتاة مثل تلك التي تزعُمْ في رسالتها أنني كتبتُ لها ذات يوم قبل سنوات ، وفي كلماتي المكتوبة لها وجدتْ نفسها مع نفسها ، وقفتْ مع ذاتها ودرأتْ عنها كُل مايُمكن أن يجعل منها ضحية كلمات ليس معنى من شقيقة تُعاني من نرجسية أنستْها نفسها فجعلت منها فريسة لأفكارها السوداوية التي طلبتْ منها أن تبتعد عنها ، وانْها لا تتشرف داخل البيت ، وفي المدرسة أن لها أخُتٌّ سمراء ... شُكراً لك ايتها السمراء على كُل ذلك الذي بدر منكِ ومني ، سواء كان حقيقة ، أم كان وهماً ، ففي كثير من الأحيان يكون الوهمْ والخيال أجمل من الواقع ، رغم يقيني أنكِ لستِ سوى خيال طاف بمُخيلتي ، وإن كُنتِ عكس ذلك ، فعلى عقلي السلام ، فلربما ذهبتُ صوب عيادة أو مصحة نفسية لعلاج ما يعتري عقلي ونفسي من الكثير الذي قد لايتعرض له مريض يعيش بصفة دائمة بين جدران مصحة نفسية تعج بمرضاها الذين لم يُعجبهم واقعهم فآثروا على العيش حياة ملؤها الوهم والخيال ، فالجمال يكمن في ذلك الوهمْ الذي يُنسينا واقعنا المرير ، وفي ذلك الخيال الذي نُحقّق فيه مالم نستطيع تحقيقه في واقعنا البائس ... 1/2/2012م حريب
slJJJJvhx |
|
02-08-2012, 02:48 PM | #2 |
( فقيــد حــريب وبيحــان ) | سواءكانت حقيقه او خيال فانت قد انقذتها من نفسها وانا قلت فيك او في سمراء اي كلام فهذا لن يعبر بما في قلبي لكما انت الذي زرعت في نفسها العزيمه وهي التى تابع طريقها بعد نصيحتك تحياااااااااااااااااتي ك ولسمراء
|
|
02-09-2012, 11:51 AM | #5 |
| بن طه الحبشي ابو علي جار القمر مرحباً بكم جميعاً في رحاب متصفحي الذي استنار بتواجدكم فيهـ ... عظيم ودي
|
|
Bookmarks |
Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests) | |
| |