آخر 10 مشاركات |
الإهداءات | |
شواطئ الحرف والمقالة الادبية " بأقلام الاعضاء " لاعضاء المنتدى خواطر ونثر ومقالات من إبداعهم - |
| LinkBack | خيارات الموضوع |
02-29-2012, 07:15 PM | #1 |
| قات وقوت !! قات وقوت مُنتصب القامة وواثق الخُطى يمشي ، مُستشعراً بالفخر والزهو كأنَّما مَلَكَـ الدُنيا بما فيها ، اليوم عندهـ ليس كالأمس ، فاليوم يُعدَّ من أجمل أيام حياتهـ ، فقد صار غنيّاً بما حازهـ مُقارنة بالأمس الذي كان فيهـ فقيراً لايملكـ شيئاً يستدعي حضور الغنى وإن لم تُفارقهـُ الفاقة اليوم ... جلس صالح على المُتَّكأ الذي يتكئ عليهـ ويستند إليهـ في مجلس القيلولة حيث تتناثر أغصان القات في تلكـ المساحة التي تشغل المجلس الذي يتوافد إليهـ أغلب أبناء القرية لتزجية وقت مابعد الظُهر بعد أداءهم لصلاة الظُهر وتناولهم وجبة الغداء الرئيسية التي يفوق ثمن أغصان القات ثمن ماتحتويهـ من غذاء - إن كان هُناكـ تنوع غذائي – ففي المجلس يتم قتل ساعات من الوقت الذي تتكون منهـ أيام حياتنا التي ينقضي بعضها دون فائدة تُرتجى منها ... في الأيام الغابرة من أمتلكـ قوت يومهـ عُدَّ من الأغنياء ، أمّا اليوم فقوت عاماً بشهورهـ الأثنى عشر لايجعل صاحبهـ غنياً أبداً ، وماذلكـ الزُّهو والفخر الذي يستشعرهـ وجعلهـ غنياً ليوماً واحداً لاعاماً بأكملهـ سوى حصولهـ على قات ساعاتهـ القليلة التي سيقضيها في مجلس القيلولة بالقرية ، فالنشوة والكيف في قناعاتهـ تفوق وتغلب الجوع والفاقة التي تعتريهـ على الدوام ... فشتَّان مابين القات والقوت في ثقافة البعض من اليمانيون الذين يُفضلّون كيف وإنتشاء ساعات على إشباع وسد رمق جوع بطون أفراد العائلة ، أليست تلكـ الثقافة التي تُفضِّل الكيف والإنتشاء على سد رمق جوع البطون تتصف بالأنانية والسَّادية ... مرت الساعة الأولى وصالح يصول ويجول بالكلمات الرنّانة والخِطَبْ المشهورة والأقوال المأثورة التي يحفظها عن ظهر قلبْ وبعض الحِكَمْ والنصائح التي أعتاد إلقاءها على مسامع من يضمهـ مجلس القيلولة لتناول أغصان القات التي تُهِدر المال والوقت ، تظل اعناق الحاضرين مُشرئبة وأنظارهم مُصّوبة تجاهـ صالح الذي يمتلكـ موهبة الإلقاء التي يفتقدها الكثير ممن ضم مجلسهـ ... ماإن بدأت الساعة الثانية حتى بدأت الأصوات تخفُتْ وتتلاشى حتى تصل إلى حدود الصمت ماإن تدخل الساعة الثالثة منذُ بدء الدخول لمجلس القيلولة , تبدأ الرحلة مع الأفكار والخيال وفي كُلْ وادٍ يهيم البعض والبعض الآخر يسرح بخيالهـ ويتغنى بليلاهـ الغير موجودة سوى في خيالهـ الذي سيتلاشى ماإن يذهب الخدر والإنتشاء الذي جاءت بهـ أغصان القات ... الساعة الثالثة عصراً يحين موعد صلاة العصر التي قد لايؤديها البعض مًتعمداً أو مُقصِّراً ، يبدأ البعض بعدها بالمغادرة إلى اللامكان واللاعمل ، بينما يبقى البعض الآخر مُستلذاً باللاشعور والهيام في وادي الأحلام والخيال فيبني قُصوراً ويهدم مُدناً ويعيش قصة حُب خالدة مع أميرة غير موجودة ويمنح نفسهـ أوسمة الشجاعة والوسامة والثراء والكرم والنُبل والأخلاق الحميدة ويرتقي المناصب حتى يغدو فرعون زمانهـ ويقول : أنا ربكم الأعلى الذي تجري من تحتهـ الأنهار ويمتلكـ جنان الأرض ونساءها ويستعبد رجالها ويقود جيشاً يُحارب بهـ اللاعدو كونهـ صار رباً لايُنازعهـ في الألوهية والربوبية أحداً سواهـ ... يحلّ وقت المغرب ويُسدِل الليل ستارتهـ المُتشحة بالسواد ليبدأ صالح رحلة جديدة على أنقاض الرحلة الأولى التي أنتهت وتلاشت بعد أن قضى على آخر غُصن قات لديهـ ورمى بما في جهة فمهـ اليُسرى من قات شكّل كُرة منفوخة أتسعت حتى وصلت حدود عينهـ اليُسرى لتجعلها في وضع غير متساوي من حيث الحجم مُقارنة بالعين اليُمنى ... الرحلة الثانية لصالح مصحوبة بنتف الشنب ونزع شعرات تعيش في منطقة الأذُن وضيفا الرحلة الرئيسيين هُما القلق والتشنُجْ الذي يتسبب في الدخول إلى مُشادّاتْ كلامية غير ذات معنى قد تكون سبباً في الدخول إلى إشتباكات بالأيدي التي تصفع وتوجِّهـ لكمة وبالأرجل التي تركل وترفس دون رحمة أو شفقة ، ومالطرف الآخر من المعركة سوى احد الأقارب داخل البيت الذي راح ضحية تشنُج صالح الناتج عن تلكـ الأغصان التي جاءت بمفعولها بعد أن سرقت من جيب صالح مبلغاً مالياً توسل أمُهـ في مناولتهـ إياهـ - بدلاً من أخاهـ - لشراء دجاجة وكيلو طماطم لوجبة الغداء... في السوق دخل صالح سوق القات الذي يعج بزبائنهـ من الناس الذين غلب فقرهم غناهم ليخرج منهـ حاملاً أغصان قات جعلتهـ يمشي مَلَكَاً مُضّحياً بالدجاجة وكيلو الطماطم في سبيلها بعد أن أهتدى إلى فكرةٍ يزعم فيها أن ثمن الدجاجة والطماطم قد ضاع منهـ لتكون وجبة الغداء مقصورة على جفنةٍ من العصيد مرقها تم طلبهـ من الجيران الذين لم يظهر منهم بعد من يتناول أغصان القات كي يطلبون مرق العصيدة من الجيران !!! تمت 29/11/2010م مأرب
rhj ,r,j !! |
|
02-29-2012, 07:57 PM | #2 |
| |
|
02-29-2012, 08:01 PM | #4 |
| ألف شكر أخي الكريم فعلاً هذا ما يحدث معنا نحن المخزنين والله نسأل الله تعالى أن يقنعنا من هذه الشجرة ألف شكر مرة أخرى على موضوعك الراقي يعطيك العافية
|
|
02-29-2012, 10:39 PM | #7 | |
| إقتباس:
فكرة يكون ثمنها من الواجبات اللتي عليك تجاه عائلتك واسرتك ، وهذا ما يحصل على الواقع ، أجدت رسم ملامح واقعنا " كل الشكر والتقدير أخي نايف مناع
| |
|
03-08-2012, 01:53 PM | #10 |
| مرحباً بالجميع هنا ، لولا اغصان القات التي بين يدي حالياً لكان الوضع هنا افضل ، بمعنى آخر أن الردود كانت مستقلة ولكل عضو على حدة ، ولكن اغصان القات الشهية البهية التي تُغري من يراها ويقتعد المُتكأ واطراف الحديث المُتجاذبة ليست بالرائعة ولكنها مُغرية نوعاً ما ... عظيم ودي |
|
Bookmarks |
Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests) | |
خيارات الموضوع | |
| |