06-25-2014, 07:32 PM
|
#1 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 16 | تاريخ التسجيل : Aug 2011 | أخر زيارة : 12-14-2021 (04:59 PM) | المشاركات : 12,565 [
+
] | تقييم العضوية : 11978 | الجنس ~ | مشاهدة أوسمتي | | لوني المفضل : Cadetblue | شكراً: 1,610
تم شكره 1,182 مرة في 764 مشاركة
| هل "انتهت" الثورة السورية؟ هل "انتهت" الثورة السورية؟ هوشنك بروكا في مقابلة تلفزيونية مع شبكة "سي بي إس" (cbs) الأميركية، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما متشائماً من الوضع في سوريا أن إدارته "استهلكت وقتاً كبيراً في العمل مع المعارضة السورية المعتدلة"، ولكن "وجود معارضة مثل هذه قادرة على الإطاحة ببشار الأسد يبدو الأمر غير واقعي وضرباً من الفانتازيا والخيال السياسي"، بحسب تعبيره. التصريح جاء بمثابة ضربة من العيار الثقيل ل"المعارضة السورية" ممثلةً ب"الإئتلاف الوطني السوري"، الذي عبّر بدوره عن "أسفه الشديد" لهذا التحوّل غير المسبوق في موقف أوباما من الأزمة السورية و"تراجع" إدارته في مواقفها عن واجبها في تكريس القانون الدولي، متهماً إياها ب"الصمت على الجرائم التي يرتكبها النظام"، و"الإكتفاء فقط بإدارة الصراع". أوباما الذي عوّدنا على سياسة إدارته "المنكفئة" تجاه الأزمة السورية لم يطالب هذه المرّة ب"رحيل الأسد"، كما كان يطالب في كلّ تصريحاته السابقة، وإنما اكتفى بإلقاء اللوم على "المعارضة المعتدلة" التي تركت الميدان للمجموعات الإسلامية المتشددة وعلى رأسها تتظيم "داعش" الذي "استغل حدوث فراغ في السلطة في سوريا لجمع الأسلحة والموارد وتوسيع سلطته وقوته على الأرض"، بحسب تعبير أوباما. الرئيس الأميركي لم يخفِ "ندمه" على "الوقت الكبير" الذي صرفته إدارته على المعارضة السورية، لكن دون جدوى. واضحٌ من تصريح أوباما أنه "غسل" يديه كلّياً من المعارضة السورية "المعتدلة" التي فشلت أيما فشلٍ في قيادة الثورة السورية نحو كرامتها المفترضة. التصريح ليس بغريب عن سياسة أوباما الإنكفائية والحذرة جداً تجاه الأزمة السورية، لكن الجديد فيه ربما هو إقراره للمرّة الأولى ب"فشل" المعارضة السورية وإعرابه عن "خيبة أمله" لعدم قدرتها على إلحاق الهزيمة بالأسد. أغلب الظن أن أوباما أراد بهذا التصريح أن "ينعي" كلّ وعود إدارته التي أطلقتها بشأن تسليح "المعارضة المعتدلة"، ما يعني بالنتيجة "نهاية" المعارضة السورية التي أخلت مواقعها مبكراً للجماعات الإسلامية المتطرفة، وإدارة المجتمع الدولي ظهره لها، بإعتبارها "الممثل الشرعي للشعب السوري". بصعود "داعش" وأخوانه وأخواته من التنظيمات والجماعات الإسلامية المتشددة الأخرى على أكتاف الثورة السورية وتمددها في العراق وسيطرتها على مناطق شاسعة في المحافظات ذات الغالبية السنية، أدركت أميركا أخيراً أنّ الحديث عن أي "معارضة معتدلة" قادرة على مسك زمام الحراك الثوري بيده، "هو ضربٌ من الفانتازيا أو الخيال السياسي"، على حدّ قول أوباما. في الحقيقة "المعارضة المعتدلة" في سوريا لم تنتهِ اليوم مع التصريح الأخير لأوباما، وإنما انتهت منذ زمن بعيد. المعارضة السورية انتهت منذ انشطارها إلى "معارضات"، ومعارضتها بالتالي نفسها بنفسها أكثر من معارضتها للنظام. هي انتهت منذ اليوم الأول من دخول الثورة السورية مرحلة التسليح والتسليح المضاد، والدم والدم المضاد، والكراهية والكراهية المضادة. الأمر الذي حوّل الصراع في سوريا من صراع بين شعب ونظام، إلى صراع دموي بين الشعب والشعب، وطائفة وطائفة أخرى، ودين ودين آخر، وتاريخ وتاريخ آخر، وجغرافيا وجغرافيا أخرى، وثقافة وثقافة أخرى. ما قام به أوياما في تصريحه، هو أنه "وقّع" رسمياً، أمام العالم على "شهادة وفاة" المعارضة السورية، التي ما استطاعت يوماً، منذ الأول من نشأتها ودخولها تحت مظلة "المجلس الوطني السوري"، وثمّ "الإئتلاف الوطني السوري"، أن تكون معارضة حقيقية تمثّل شعبها. المعارضة السورية سقطت منذ زمن بعيد، في أول حفرةٍ حفر لها النظام. المعارضة السورية سقطت وأسقط معها سوريا، كما أراد لها النظام أن تكون. المعارضة السورية أثبتت على مدى 4 سنوات من صناعتها للفشل، أنها كانت "معارضة للديكور" فقط، لعرضها في العواصم العالمية. "نعي" أوباما المعارضة السورية "المعتدلة" في هذا الوقت بالذات، الذي تشهد فيه المنطقة تحوّلات دراماتيكية، خصوصاً بعد تمدد "داعش" في العراق و"محوه" للحدود الدولية بين سوريا والعراق، في إشارة واضحة إلى بداية ل"تفجير" خرائط سايكس بيكو التي رسمت قبل نحو قرنٍ من الزمان، يعني أنّ المنطقة ذاهبة إلى فوضى عارمة، لن تكون على الأغلب "فوضى خلاّقة" كما نظّر لها بعض الإستراتيجيين الأميركيين في العقدين الأخيرين. "المعارضة المعتدلة" في سوريا، بحسب أوباما، "انتهت". نهاية "الإعتدال" في المعارضة السورية، وفشل هذه الأخيرة في تحقيق "بديل أفضل"، يعني أن "شرعية" الثورة السورية، من وجهة نظر الإدارة الأميركية والعالم باتت على المحك. والسؤال الذي يبقى برسم العالم الذي ظلّ متفرجاً على سقوط سوريا في دمها طيلة 39 شهراً: هل "انتهت" الثورة السورية؟
ig "hkjij" hge,vm hgs,vdm? il |
| |