آخر 10 مشاركات |
الإهداءات | |
شواطئ الحرف والمقالة الادبية " بأقلام الاعضاء " لاعضاء المنتدى خواطر ونثر ومقالات من إبداعهم - |
| LinkBack | خيارات الموضوع |
03-10-2012, 05:49 PM | #1 |
| عامل النظافة !! ( 1 ) ينام مُتأخراً كُل ليلة ، ويستيقظ باكراً كُل يوم قبل أن تغادر الطيور اعشاشها ، طبيعة عملهُ فَرضتْ عليه هذا الروتين المُملْ الذي سئمهُ وسئم الحياة معه ، في كُل صباح يوقظه فيه رفيقه الذي لايُفارقه ، يرتدي بدلتهُ التي تهرّأت وتمزق بعض أجزاءها دون أن تقوم الجهة التي يعمل لديها بصرف بدلات لجميع العاملين لديها ، بدلاً عن تلك البدلات التي تجاوزت عُمرها الإفتراضي بشهور بسبب عوامل الفناء التي اودت بها إلى مايُمكن تسميته بالخُردة ، تلك البدلة ذات اللون البرتقالي هي التي تُميّزهُ وتجعل الجميع يعرفون أن من يلبسها ليس سوى عامل النظافة الذي يجوب الشوارع وبيده مكنسة وكيس يجمع فيه مُخلفات الساكنين والعابرين لتلك الشوارع الذين لايتورعون في رمي المُخلفات فيها ، بل يزيد البعض فوق ذلك أن يجعل الشارع مكاناً يتلقى بكل رحابة مُخلفاتهُ الآدمية التي تُثير القرف والتقزز والإشمئزاز بمنظرها ورائحتها ... يحاول مسعود دائماً التخلي عن مهنة النظافة ، لينتقل إلى مهنة اخرى سيتعلّمها بُمجرد حزمه امتعته ومُغادرة المدينة القذرة – حسب رأيهُ – إلى حيث يسكن صِهرهُ الذي كان شُجاعاً بضربه مُدير المنطقة – ذو البشرة البيضاء - التي يعمل فيها بعد مُماطلته جميع عاملين النظافة بإنهاء تعاقدهم وتثبيتهم موظفين رسميين لدى مصلحة البلدية ، في تلك المدينة التي ذهب إليها صِهرهُ سعيد التي استقر فيها ووجد فيها عملاً يدر عليه دخلاً وفيراً ، ويحصل فيه على الراحة الكافية التي لم يجدها أثناء عمله لدى البلدية عاملاً للنظافة ... يلعنُ مسعود كُل مساء أولئك البشر الذين يسكنون المُدن ، خصوصاً أولئك الذين يفتقدون للوعي المديني رغم عيشهم الدائم بالمدينة ، فالمدينة لابد أن تكون نظيفة جميلة مُتألقة كنجمة في السماء تجذبُ الأنظار إليها لروعتها وبهاءها ، بيدْ أن تلك المدينة التي يعمل فيها تختلف عن بقية المُدن التي يراها في تلك الشاشة التي يتسمر أمامها كُل مساء مُشاهداً فيها مُدن بهيّة ومناظر خلاّبة ترنو إليها الأبصار ، وتحلم بزيارتها ولو مرّة واحدة في العُمر ... يسخرُ مسعود كثيراً من أولئك القائمين على شؤون البلدية لتلك المدينة ، وتطالُ سُخرية مسعود أيضاً ساكنيها ، لايدري عن المعايير التي بها تم إختيار تلك المدينة عاصمة للوطن ، كُل شيئاً فيها لايوحي لها إستحقاقها عاصمة دون سائر المُدن الأخرى التي تتفوق عليها في جميع المعايير ومنها الجغرافية والسُكانية ، فالمكان لايُقارن بمُدن أخرى من حيث المساحة والتخطيط ، والسُكان لايستحقون السُكنى في مدينة جعلوا منها عاصمة للبلاد ، العشوائية والفوضى هي السائدة عليهم وفيهم مما عكس بالفوضى والعشوائية وعدم التخطيط على تلك العاصمة التي تفتقد للكثير من الخدمات الأساسية بسبب فساد وعشوائية وفوضى من يسكنوها حكومةً وشعباً ، وقبولهم بالوضع الذي استعذبوه كثيراً حتى أصبح ثقافة يتم السعي إلى تعميمها على بقية مُدن الوطن وسُكانها ... يعيش مسعود برفقة رفيقه ضيف الله ذو البشرة الناصعة البياض ، ضيف الله ، إسم أطلقته عليه أمُهُ السوداء التي يُطلق عليها البيض وعلى كُل إمرأة سوداء مُسمّى خادمة ، تلك الخادمة خرجتْ ذات ليلةٍ باردة بعد سماعها طرقات قوية على باب منزلها الذي تعيش فيه برفقة أبناءها السبعة في غياب زوجها الذي فتك به المرض في منزلها بعدما رفضت جميع مستشفيات ومستوصفات تلك العاصمة إستقبال حالته الصحية الحرجة بسبب إنتماءه لتلك الطبقة الإجتماعية الغير مرغوب بها ، وعدم وجود مال لديهم كان السبب الأكثر وجاهة ومنطقية في عدم قبول تلك المستشفيات والمستوصفات لهم ، أمام باب منزلها لم تجد الطارق الذي أقضّ مضجعها بطرقاته القوية ، وعندما همّتْ بالدخول إلى المنزل وصل إلى مسامعها صوت طفل حديث الولادة مُقّمطاً بأسمال بالية موضوع في كرتون صغير يتناسب مع جسمه وحجمه الصغيران ، أنحنتْ عليه لتلتقطه وتقوم بإدخاله منزلها ليبقى ضيفاً عليها رغم قيامها بتبنيه كأحد أبناءها ، أختارت له إسم ضيف الله ، بعدما وجدتْ بجانبه مبلغاً يفوق ماتتصوره تلك الخادمة السوداء ، رأت فيه ملامح شخصية مرموقة تسكن القصور ، وتحتل منصباً كبيراً ، ومكانة عالية جلبها له المنصب والمال المسلوب ، تلك المكانة أباحت له العيث والعبث في أعراض الناس الذين أجبرتهم الظروف المعيشية السيئة في أحضان العاصمة على سلوك مالا ينبغي سلوكه ... ( 2 ) في أحد الأيام لم يستيقظ عُمال النظافة من سُباتهم الذي طال حتى وقت الظهيرة ، تكدستْ فيه أكوام القُمامة أمام المنازل ، وأمتلأت بها صناديقها المُخصصة لها ، وفاحت رائحتها داخل الأحياء والحارات عندما أرسلت الشمس حرارتها الحارقة وقت الظهيرة لتبدأ أصوات ساكني العاصمة تعلو بالصراخ مصحوبة بالتأفف والتقزز والإشمئزاز من قاذوراتهم ومُخلفات موائدهم العامرة التي يحرمون منها الفقراء والمساكين والكلاب والقطط الضالة ، التي تجوب الشوارع ليل نهار بحثاً عن تلك اللقمة الضائعة بين أكوام القُمامة داخل صناديقها المتناثرة في الأحياء والحارات ، يتسابق الفقراء والمساكين المُعدمين الذين يعيشون داخل العاصمة ، مع الكلاب والقطط الضالة ، على الكنوز المدفونة داخل اكياس القمامة ، من بقايا طعام ، ينشب صراع عنيف بين الإنسان والحيوان على ما يُقيم أودهم ، ويسد رمق جوعهم ، تكون الغلبة للإنسان على الحيوان الذي لايملك حول ولا قوة سوى الهرب بعيداً عن صندوق القُمامة ليبقى مُتفرجاً على وحشية الإنسان في شبعه وجوعه ، فعندما يكون شبعان يقوم بقتل أخوه الإنسان تحت مسميات عديدة يختلقها ليبرر وحشيته التي يترّفع عنها الحيوان ضد حيوان آخر من نفس الفصيلة ، وفي جوعه يلتهم كُل ما يُصادفه ، حتى الحيوان يمنع عنه لقمة عيش رمى بها آكلوها في مكان يتحنّبون المرور به ، وفي حال صادف مرورهم بجانبه قاموا بتكميم أنوفهم خشية الرائحة النتنة المنبعثة من ذلك المكان ... مسعود ذلك العامل الذي يكدح كدحاً من بزوغ الفجر حتى إنتهاء الوقت المُخصص له ، لم يُلاقي مثلما غيره من عُمال النظافة مُقابلاً لما يقومون به من جهود جبّارة لإظهار تلك المدينة في أبهى صورة لها ، رغم عدم التعاون من قبل ساكنيها الذين لايتورعون في رمي قذاراتهم وقاذوراتهم أمام جميع من يمشون مُكبين على وجوههم في شوارع تلك العاصمة ، هُناك بُقعاً صفراء تلتصق بقوة بالإسفلت يصعب إزالتها بإستخدام أقوى المساحيق نظافة ، تلك البُقع ليست سوى بُصاق ساكني العاصمة وضواحيها عندما يتناولون ذلك البُردقان الأصفر الذي يُسيئ إلى مظهر العاصمة أولاً ، ومظهر من يتعاطاها ، فملابسه مُتسخة بها ، وكذلك تشكو صحة جسمه من العلل والأمراض الخبيثة جرّاء تناولها ، وهُناك ايضاً كُراتْ خضراء تعج بها الشوارع عند كُل مساء بسبب قذف الناس في العاصمة ماتمتلئ به أفواههم من أغصان قات تم طحنها بإتقان حتى تكورتْ حسب ضيق وإتساع الفم الذي تدخل إليه ، ناهيك عن أغلب من يركبون السيارات الفارهة الذين يقذفون عبر نوافذ سياراتهم بكل ما يقومون بإلتهامه داخل السيارة من فواكه وخضروات وعصائر فاخرة واوراق تغليف مختلفة لشوكلاتة مستوردة لايشتريها سواهم ... نتيجة تضافر جهود القائمين على شؤون البلدية في العاصمة لإعادة جميع عُمال النظافة إلى العمل بسبب إضرابهم الذي يعود الفضل فيه إلى مسعود ورفيقه ضيف الله ، إلا أن تلك الجهود المبذولة باءت بالفشل ، تُطالب تلك الشريحة بجزء قليل من ماتستحقه على ماتقوم به من اعمال لايستطيع ذوي البشرة البيضاء القيام بها ، ففي تلك العاصمة حسب قول مسعود تسود الطبقية والدونية والفوقية بين ساكنيها ، الذين لايتورعون في إرسال نظرات والتلفظ بكلمات الإستحقار والإستهزاء بالغير ، فهم يقومون بتصنيف الناس إلى مراتب وطبقات ، فمقياسهم في ذلك التصنيف هو المال ، ومن يسكن المدينة يحتاج إلى أموالاً طائلة يقوم بإنفاقها على مظاهر برّاقة خدّاعة تنتشله من وضاعة نسبه ، كي يتم الإشارة إليه بالبنان ، يُخبر مسعود رفيق دربه ضيف الله أن ساكني العاصمة يحتقرون ويمتهنون من يمارس عمل الجزارة أو الحلاقة أو النظافة أو أي اعمال أخرى يكد ويكدح أصحابها للحصول على الرزق والكسب الحلال ، بينما الذين يتاجرون بأرواح البشر قتلاً وتشنيعاً ، ويزاولون أعمال النهب والسلب لخيرات الوطن ، ويتاجرون بكل محظور وممنوع في الشرع والقانون والعُرف ، فالممنوع لديهم ممنوع مادام غيرهم يقوم بالتجارة فيه ، تلتغي كُل القوانين للممنوع والمحظور حينما يتاجرون به هُم دون سواهم ، فمنهم تُجار الحروب ، وتُجار المُخدرات ، وتُجار الخمور ، وتجار الأعراض ، وتُجار الأراضي المسلوبة ظُلماً وعدوانا ، وتُجار الحقول النفطية ، وتُجار الأوطان التي يتم المساومة فيها وبيعها بأبخس الأثمان دونما وخز وتأنيب للضمير ، وتُجار المؤسسات والوزارات ، وتُجار المناقصات ، وتُجار الموظفين والعاملين أمثالنا عُمال النظافة ... يقول مسعود لصديقه ضيف الله ، إن شؤون البلدية لاتختلف عن الشؤون الصحية ، وشؤون الداخلية والدفاع ، والكثير مما يدور خلف الكواليس ، إنّهم يقومون بإستخراج عقود إستقدام لعُمال وموظفين لم يتم قبولهم في بلادهم بسبب فشلهم الذريع ، البعض يستقدمونه مثل ممرضات واطباء في الصحة ، ومُدربين وخُبراء في الدفاع والداخلية ، يتم الدفع لهم بالدولار الأمريكي ، يتم السطو على نصف تلك المبالغ الخاصة بهم والتي تعود لصالح الخاصة ، بينما النصف الآخر يذهب لأولئك الذين تم إستقدامهم ، دون القيام بمُقارنة العاملين والموظفين اليمنيين بهم ومساواتهم في الرواتب والمخصصات رغم كفاءة الكوادر اليمنية ، هُنا في مايخصنا نحن عاملين النظافة يتم التعاقد معنا برواتب مُتدنية ، واعمال جبّارة نقوم بها ، كُلما طالبنا بحقوقنا ومساواتنا بالغير ، وإضفاء الصفة الرسمية على أعمالنا لنكون عاملين رسميين ، تتوالد وتتناسل الوعود من قبل المسؤولين ، بيد أنها سرعان ما تتبخر تلك الوعود ، لقد فسدوا وعاثوا في البلاد وبين العباد فساداً ، وأشاعوا الفساد ، وقاموا بتعميم ثقافته حتى غدا يجري مجرى الدم في عروقهم ، إن إضرابنا عن العمل اليوم ليس سوى وسيلة ضغط بسيطة لإعادة مطالبنا إلى الواجهة ، وليعرفون اننا نقوم بنظافة قاذوراتهم ومخلفاتهم التي تدل على قذارة نفوسهم ودناسة دواخلهم التي لاتستطيع محوها وغسلها أمطار عشرة أعوام متواصلة ، ولن تُطهرهم زياراتهم إلى الكعبة والتمسح والتبرك بحجرها الأسود وبابها المُذّهب ، والصلاة خلف مقام إبراهيم ، والسعي مثلما سعتْ هاجر ، إنهم يستحقون الرجم في الجمرات وفي كل حين ، بدلاً من رجم إبليس الرجيم ، يستحقون اللعن والتعوذ منهم ومن اعمالهم التي يستحي إبليس من الوسوسة والإيقاع ببني آدم فيها ، رغم العداوة المُزمنة بينهم ... ( 3 ) تلك الليلة التي سبقت يوم الإضراب عن العمل ، قضى مسعود ورفيقه أمُسية تم فيها إحتساء أنخاب التمرد على أولئك المردة والشياطين في شؤون بلدية العاصمة ، مشروب تلك الأنخاب تم تصنيعه محلياً من عنب صنعاء ، جاءت به لهم خادمة بارعة في فنون الصيد لذوي البشرة البيضاء الذين يسيل لعاب أشداقهم ، وبين أفخاذهم يسيل آيسكريم أعضاءهم بمجرد مُشاهدة سواد إمرأة بيضاء أو سوداء ، لايهم لونها ، مادام سيقضي منها وطراً ليذهب بعدها لممارسة عمله غير طاهراً ، وبين الفينة والأخرى يلهج بكلمات : يالله ياكريم ، يارزاق يارحيم ، يقوم بعدها بالذهاب للمسجد لرفع الأذان دون إغتسال منه لطهارة جُنبه جرّاء إرتكابه الفاحشة مع تلك المرأة ... بعدما لعبت الخمرة برأس مسعود ورفيقه ، نهض خطيباً بليغاً فصيحاً في المكان الذي يضم فيه جميع عاملين النظافة – رجالاً ونساء – وعلى صوت الفنّان المُفضل لديهم – فيصل علوي – الذي يشدو عبر مكبرات الصوت بأغنيته ( ألا ياورد ياكاذي ) من خلال المُسجل الذي تم إغلاقه كي يستمعون لتلك الخطبة العصماء لفصيح زمانه مسعود المجهول الأب ، ايّها الخدم ، إسمعوا وعوا يامن تستيقظون كُل صباح لتعملون من أجل نظافة قذارات وقاذورات الغير دون الحصول على كلمة شُكر لجهودنا الجبّارة المبذولة في سبيل تلك العاصمة وساكنيها من ذوي البشرة البيضاء الذين لايزالون يعيشون في جاهلية ما قبل الإسلام ، ومع ذلك يزعمون أنهم للإسلام اهلاً ، وللإيمان وطناً ، وللحكمة مصدراً ينهلون منه ، وأبشع من ذلك إدعاءهم أن اصل العروبة هي ارضهم ، وأين العروبة منهم ؟ ، ودماء فارس والترك والأحباش تسري في عروقهم ... أيّها الحُثالة ، المُستعبدين ، يا أبناء من نظر إلى عورة ابيه وهو نائم فضحك هازئاً ، فنالته عقوبة دعُاء أبيه عليه ، ليستحيل لونه إلى ذلك اللون الأسود الفاحم ، يامن حلّت عليكم لعنة أبرهة الحبشي ، عندما أراد هدم الكعبة ، وتحويل العرب للطواف بالقُلّيس – الكنيسة – الذي بناه في تلك العاصمة الملعونة التي تزداد قُبحاً وقذارة كُل مساء ، بعدما نسكب تعب أجسامنا العليلة النحيلة لجعلها نظيفة برّاقة بالنهار ... أيّها العبيد ، إنهضوا من سجودكم لتروا بأم اعينكم أن غيركم عبيداً ساجدين أمام زيف الدنيا وكذبها الخدّاع ، إنهضوا إنكم لاترونهم أسياداً لكم إلا لأنكم ساجدين ، أفيقوا من سكرتكم ، وأزيلوا الغشاوة من على اعينكم ، لتجدوا أن الحياة تناديكم للحرية التي ثمنها غالياً ، عليكم بتغيير أفكاركم التي لاتُبارح أقدامكم ، عليكم بالتغلب على شهواتكم التي سيطرت عليكم فأصبح تفكيركم في قضاء نهاركم لتنسلّوا تحت سقف أقبيتكم لتمارسون فيها الجنس وتشربون فيها العرق والخمر وتملؤون بطونكم لُقيمات جادت بها أيدي بخيلة ، أو صناديق قُمامة تنتظر من يقوم بتفريغها لتمتلئ مرة أخرى ... اليوم – بتأثير الخمر رغم أن الوقت ليل – سنشرب الخمر ، وفي الغد سننام ملء مآقينا ، مُعلنيين بنومنا إضرابنا عن العمل ، وعند صحونا من نومنا سيكون لنا في كل شؤوننا أمراً سنصدع به أمام من يظن انه يملك أمور حياتنا ، ويتحكم في أقواتنا وأرزاقنا ، إضراب ، إضراب ، إضراب ، إضراب ... أنتهت خطبة مسعود بسلام وأمان ، سقط بعدها مغشّياً عليه ليتم سحبه من قبل رفيقه ضيف الله وإمرأة رأت في ضيف الله ضحيتها ، فما إن وصلوا إلى غرفة مسعود حتى أنقضّتْ تلك السوداء مثل لبوة على ضيف الله لتفترسه ، وتفترشه وتركب فوقه كفارس في معركة لم يجد من يُطفيئ نار حماسته والحصول من يشفي غليله لحسم أمر المعركة لصالحه دون الخصم الآخر ... في مساء يوم الإضراب ، تم إلقاء القبض على مسعود ورفيقه ضيف الله بسبب التحريض على التمرد والعصيان والدعوة إلى الإضراب ، ليتم بعدها عودة عُمال النظافة إلى مزاولة أعمالهم ، وهُم الذين لم يجدون طعام يوم إضرابهم ، ولا اغصان قات تجلبها النساء من أسواق القات لأزواجهن ولهن ، بمجرد حمل كيس فارغ في اليد اليسرى والمرور به على باعة القات الذين يجودون بالقليل عليهن ، وسُرعان ما يمتلئ الكيس بأغصان القات وأوراقه ، ليتم تناولها ، وسكب لعنات كثيرة على مسعود ورفيقه اللذان كانا سبباً في عدم تناولهم تلك الأغصان التي عندها وبها تنتهي أحلامهم ليبقى البعض عبداً لشهواته وحاجاته التي لن يستطيع الحصول عليها بوسائل أرقى تتناسب مع ما يمتلكه ويحوزه من افكار وهمم تسمو على النجوم ... 10/3/2012م حريب
uhlg hgk/htm !! |
|
03-10-2012, 08:54 PM | #3 |
| [align=center] جميلة تلك اللوحة رغم ماساوية المحتوى ورغم ظلم الزمن ونضوب منابع الرحمة والانسانية من قلوب بعض البشر دائما اخي نايف تؤلمنا اطروحاتك وتوقظ فينا مطارق الاسى والخجل من افعالنا التي تتنافى مع ابسط اخلاقيات العيش والتعايش مع الاخر لم يرتضوا لانفسهم تلك الحياة بل ثقافتنا العوجاء المتراكمة عبر سنين التخلف هي التي فرضت عليهم تلك المعيشة رغم ان لهم من الحقوق مايساوي حقوقنا واكثر اخي نايف انجاك الله وانجانا من تلك الذنوب الناتجة عن ظلم تلك الفئة الطيبة [/align]
|
|
03-11-2012, 06:36 PM | #4 |
| |
|
03-15-2012, 11:06 AM | #6 |
| الوهاج مرحباً بكـ الفاضل في رحاب متصفحي الذي استنار وتألق بتواجدكـ فيه ... شكراً بحجم السماء عظيم ودي
|
|
Bookmarks |
الكلمات الدلالية (Tags) |
!! , النظافة , عامل |
Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests) | |
| |