الشعب اليمني المظلوم

المعمول , اليمني , الشعب

الشعب اليمني المظلوم

2015/01/27م الساعة 22:14 كتب/عيدروس باحشوان

ما من شعب عانت قواه العاملة من الطرد والتوقيف والتهميش والاقصاء من وظيفته وعمله بصورة كاملة، مثلما عانى شعب الجنوب في عهد نظام صالح.. حتى الذين لم تطالهم ممارسات (النظام اليمني) بعد حرب 94 الظالمة من الاقصاء الممنهج أخذوا نصيبهم الوفير من الحرمان في الترقية والتأهيل والتدريب والابتعاث الخارجي الذي اقتصرعلى أبناء النافذين وابناء (الوجاهات القبلية والجهوية) في الداخل والخارج ، فيما بقي ابن الجنوب في حالة حرمان أبدي من هذه الامتيازات طيلة عقدين من الزمن وأكثر.
"ملفات " تعكس حجم معاناة القوى العاملة في أجهزة دولة الجنوب ومؤسسات القطاع العام من مصانع ومعامل ومزارع تعاونية منذ اجتياح جحافل الآلة العسكرية الشمالية وحلفائها يوليو 1994 أرض الجنوب ونهب ممتلكاته وثرواته.
"ملفات" شاهدة المأساة على مآس عاناها الرجال والنساء معا من عمال وموظفي الجنوب الذين غادروا قسرا مقرات أعمالهم من مرافق ومصانع ومؤسسات الى نفق مظلم ومثلهم جيش عرمرم بمؤسساته العسكرية والأمنية من قادة وضباط وصف ضباط وأفراد جميعهم وجدوا أنفسهم على قارعة الطريق وملاذهم بيوتهم إلى ما شاء الله.
واتضحت الصورة أكثر عند الاعلان عن تشكيل اللجنة الرئاسية لجنة معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين في القطاعات المدنية والعسكرية والأمنية التي أعطى تشكيلها بارقة أمل على طريق حلحلة ذلك الظلم الذي طال وفق احصائيات اللجنة 55 ألف تظلم، فيما بلغت في القطاع العسكري 62 ألفا، اما في القطاع الأمني فقد بلغت 18 ألف تظلم فيما تقول احصائيات مقابلة تفوق ذلك العدد ولم تصل إلى مقر اللجنة او تلك الاحصائية التي اعدها فريق الجيش والامن ضمن وثائق مؤتمر الحوار الوطني.
وفي الوقت الذي يحسب للجنة المبعدين المكونة من قضاة مشهود لهم بالكفاءة والخبرة والاقتدار في معالجة القضايا الجسيمة في وقت سابق، والتي لم تألوا جهدا في الدفع بالاستحقاقات القانونية للمبعدين وإصدار قرارات رئاسية بهم، إلا أنه بدى مع صدور القرار 1 و2 لعام 2013وجود قوى نافذة لم يرُق لها العمل بتلك القرارات وتنفيذها وعودة المبعدين إلى وظائفهم مما دعا الرئيس هادي إلى اصدار توجيهات صريحة تعزز من نفاذ القرارات الرئاسية ومنح اللجنة الرئاسية صلاحيات تمكنها من الاستمرار في انجاز مهامها المناطة بها في معالجة جميع القضايا المنظورة أمامها.
ان هذه الملفات التي ننشرها كان لـ "الامناء" حظا اوفر خلال السنوات الثلاث الماضية الاضطلاع عن حجم المعاناة للمتظلمين ممن توفر للجنة من البيانات عنهم اما اصحاب دون البيانات بسبب ما طال مرافقهم من النهب والعبث خلال الحرب فقد ابلت اللجنة بلاء حسنا في توفيرها من مصادر اخرى.. خلاصة يقف خلف هذه الملفات رجال من الكفاءات والمهارات والخبرات في القطاعات المدنية والعسكرية والامنية يشهد لهم البر والبحر والجو .. وحان الوقت حان لتعويضهم التعويض العادل.
صحيفة الامناء