![]() |
| LinkBack | خيارات الموضوع |
![]() | #1 |
![]() | ![]() قديمٌ، هو سعي أهل الجهلِ لإخماد نورِ العقل وحكمتهِ وإشعاعاته الحضارية.. قديمٌ، قِدَم الحقدِ على حضارتنا ومفكرينا وعلمائنا الذين استُهدِفوا وقُتلوا وحُرقوا، وبما دلَّ عليه كثر من الباحثين ومنهم «مفيد عرنوق» وبقولهِ في كتابه «صرح ومهد الحضارة السورية»: «كان - سيلون - سيء الأخلاق إلى درجة أنه جمعَ بعض الأشقياء، وأشعل النار في بيتِ أحد التلاميذ البيتاغوريين الذين كان عددهم، ثمانية وثلاثين من أصل أربعين.. اشتعلت النار وسرعان ما التهمت المنزل، وقضت على من فيه وبينهم «بيتاغور».. إنه ما اقترفه أحد تلاميذ «البيتاغورية» وبعدَ أن انشقّ عن معلِّمه وشكَّل حزباً معادياً لمدرسته التي بدأ بتحريض الغوغائيين ضدها، وضد تلاميذها وحكيمها، وإلى أن ساندوهُ في محاصرتها وإحراقها، ودون أن ينجو من تلاميذها سوى اثنين، وهم من دونوا هذه الحادثة اللاأخلاقية. نعم، هذا ما اقترفه أهل الحقد والجهل والشرِّ بحقِّ «بيتاغور» الذي استمر تلامذته ولمدة ثلاثمائة سنة من بعده، يجتهدون لنشر رسالته القائمة على أن «الحكمة التي يتمُّ تعلمها بعمق لاتُنسى أبداً» وبأن «الفلسفة هي محبة الحكمة لذاتها».. المحبة التي سعى ورثةُ العقول المجرورة بمصالحها وأحقادها، لإخمادِ نورها واتِّقادها. إنها نهاية فيلسوفٍ، قضى حياته في البحثِ عن الفلسفة والحكمة السرمدية. أيضاً، عن المعارف التي وَحَّدها وصَهرها بعد أن وجدها، وإلى أن بات، وبالرغم من انقضاء آلاف السنوات على وفاته، شاغل دنيا الفلسفة والرياضيات في أصقاع عالمٍ، لايزال يشهد على كونهِ من أكبر المنارات عقلاً وحكمةً وفلسفة روحية. أما عن هذا المفكر والفيلسوف، فهو ذاته عالم الرياضيات «فيثاغورس» الذي يقال بأنه ولد في مدينة «صيدا» الفينيقية مابين «580-570» قبل ميلاد المسيح، ولأبٍ فينيقي، واسمه «سارخوس» وهو من مدينة «صور» الواقعة على الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط، ويعمل في تصدير الحبوب إلى جزيرة «ساموس» التي مُنحَ جنسيتها بسبب نشاطه التجاري فيها. أيضاً، لأمٍ فينيقية، رافقتهُ خلال المراحل الأولى لدراسته الفلسفية. من هنا كانت البداية، بداية «فيثاغورس الذي ماإن وصل إلى سن الثامنة عشرة، حتى غادر أسرته إلى «مالطية» حيث التقى بـ «طاليس» الذي استقبله بترحيبٍ ومحبة ونصحه بعد أن رأى فيه ذكاءً خارقاً، بالسفر إلى فينيقية ومصر وبابل ليتثقف فيهما على أيدي الكهنة. عملَ بنصيحة «طالس» فسافر إلى فينيقية، وفيها، قام بدراسة «نظرية العالم الفينيقي» «موخوس» أبو الذرة. بعدها، رحل إلى بابل لدراسة أسرار الدين، ومن ثمَّ، إلى مصر التي رحّب رجال كهنتها به بعد العديد من التجارب التي اختبروا فيها فلسفته وعقليته.. مصر، التي بقي فيها اثنين وعشرين عاماً يدرس ويتأمل في كنوز المعرفة والفلسفة والحكمة التي بدأت أنوارها تشعُّ أمامه، وإلى أن احتلها الملك «قمبيز» ونفاه إلى بابل، حيث بقي اثنى عشر عاماً يتابع دراسته في الرياضيات وعلم الأرقام ومبادئ الهندسة وسوى ذلك من العلوم التي تمكّن وبعد أن أتقنها، من استلام أصول عقيدة الكلمة والنور، أو الكلمة الكونية، وعلم تطوير النفس وتطهيرها. أيضاً، درس الموسيقأ وعلم الفلك والديانات المنتشرة وتاريخ الأمم والشعوب والأجناس، ليقوم أخيراً، بالعودة إلى حيث أهله ومسقط حكمته «جزيرة ساموس». بعد فترة من إقامته في جزيرته. غادرها مع والدته، ولأنها كانت ترزح تحت حكم «بوليقراطس» الظالم. غادراها إلى «كروتونا» وهي مدينة فينيقية في جنوب إيطاليا، وفيها تمكّن وبعد أن سمحت له السلطات، من تأسيس مدرسته «البيتاغورية» التي نالت شهرة واسعة جعلت منها أمّ المدرسة الأفلاطونية. إنه ما حققه هذا الفيلسوف الذي نال من الشهرة والمكانة، ما جعل الطاعة تُكرَّس له. نال ذلك إُلى أن وصل سن الستين وتزوح من إحدى مريداته، ورزق بولدين أسماهما اسمين فينيقيين.. وهكذا، إلى أن عمّت نظرياته «البيتاغورية» كل أرجاء إيطاليا الجنوبية. عمّتْ، أشعاره ووصاياه الذهبية وتعاليمه وفلسفته الروحية أرجاءَ عالمٍ غصَّ من سكنَ الجهل عقله والحقد قلبه، من مكانتهِ وتكامل وعيه، وإلى أن سعى لإحراقه والخلاص من أثره. إنها النهاية، نهاية هذه المنارة التي لا يمكن ومهما تغافل العالم عنها، أن ينكر بأنها سورية. لايمكن نكران هذا، فهل ننكره نحن السوريبن أم علينا البحث وتقصي حقيقتنا، والتذكير بكُثرٍة علمائنا ومفكرينا، ممن تبنّتهم الأمم وتجاهلت التعريف بأنهم من أرضنا وحضارتنا السورية. كل ذلك، يشهد عليه «صرح ومهد الحضارة السورية» الكتاب الذي ومثلما أعاد لهذا الفيلسوف العظيم هويته، أعادها لكثرٍ غيره. أعادها من خلال ما بحث عنه «مفيد عرنوق» الباحث الذي ما أكثر ما خاطب من سيقرأه: «الحضارة السورية أعطت العالم أغنى مايمكن أن يعطيه شعبٌ من الشعوب. أعطت أمثال «أوروكاجينا» أول مصلح اجتماعي في التاريخ، و»بوسيدونيوس» أبرز الكتاب والشعراء والمؤرخين السوريين.. أعطت، «أبولودور الدمشقي» أشهر المهندسين وأكثرهم تفوقاً على مهندسي «أثينا» و» روما» وصانع أول جسر على الدانوب، وواضع أسس الهندسة العشرية، ومصمم أروع ساحة وأهم مكتبة في روما. أعطت أيضاً «بيتاغور» و»زينون» واضعي الحقوق الرومانية، والأديب والبليغ «لوقيانوس السميسطائي» المفكر الذي أبدع في مجال الخيال والسخرية... أعطت، «جوليا دومنا» «وفيليب العربي» و»زنوبيا» وغيرهم وغيرهم، إضافة إلى مئات الفنانين الصناعيين من ناقشي الحجر والذهب والمرمر والخشب وصانعي الفسيفساء وسواهم من صناع الحضارات»..
wvp ,li] hgpqhvm hgs,vdm avp |
![]() |
![]() | #2 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() | ![]() |
![]() |
![]() | #4 | |
![]() | ||
![]() |
![]() | #5 |
![]() | ![]() إقتباس : إقتباس من مشاركة عذب المعاني [ مشاهدة المشاركة ] علاء الدين يعطيك العافية على التقرير المختصر والرائع عافاك الله عذب المعاني لك شكري ومحبتي
|
![]() |
![]() | #6 |
![]() | ![]() إقتباس : إقتباس من مشاركة اليمامه [ مشاهدة المشاركة ] يعطيك العافيه ع الطرح عافاك الله صديقتي المهذبة لك الشكر والامتنان
|
![]() |
![]() | #7 |
![]() | ![]() إقتباس : إقتباس من مشاركة الكمكازي [ مشاهدة المشاركة ] جميل استاذي ما وضع هنا وما اسعدنا بوجودك بيننا فكل الشكر لك ـ ودمت بخير على الدوام. الجمال جمالك صديقي الغالي تكتمل سعادتي هنا بحضورك الخير والصحة دوماً موطنك وتاجك لك امنياتي الطيبة
|
![]() |
![]() |
Bookmarks |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الحضارة , السورية , شرح , ومهد |
Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests) | |
خيارات الموضوع | |
| |
![]() | ||||
الموضوع | الكاتب | المنتدى | المشاركات | آخر مشاركة |
صور من صرواح الحضارة والتاريخ | القفيلي | الصور و الفيديو | 11 | 01-09-2014 10:37 PM |
قصة الحضارة - ول وايرل ديورانت | بيحان | مكتبه حريب بيحان | 0 | 05-06-2013 10:37 PM |
صنعاء عاصمة الروح و الحضارة | بيحان | حريب بيحان سفاري | 2 | 07-27-2012 03:12 AM |
قوم سبأ و سيل العرم .. مأرب التاريخ و الحضارة ! | بيحان | النقاش العام والمواضيع العامة | 0 | 05-03-2012 12:23 AM |
اختيار الخليفة في الحضارة الاسلامية | طائرالمساء | الاسلام ديننا و حياتنا | 1 | 01-17-2012 09:48 PM |