منتدى الآصالةوالتاريخ حريب بيحان
ينتهي : 30-04-2025
عدد مرات النقر : 1,279
عدد  مرات الظهور : 29,074,430

عدد مرات النقر : 4,124
عدد  مرات الظهور : 73,094,787
عدد  مرات الظهور : 68,810,756
قناة حريب بيحان " يوتيوب "
عدد مرات النقر : 2,303
عدد  مرات الظهور : 73,095,589مركز تحميل منتديات حريب بيحان
ينتهي : 19-12-2025
عدد مرات النقر : 3,944
عدد  مرات الظهور : 69,311,516
آخر 10 مشاركات
تعزية للاخ يمني بوفاة اخيه (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 6 - المشاهدات : 95 - الوقت: 09:46 PM - التاريخ: 04-22-2024)           »          صـبـــاحكم سكــر // مســـاؤكم ورد معطر (الكاتـب : - المشاركات : 2385 - المشاهدات : 169024 - الوقت: 06:57 AM - التاريخ: 04-22-2024)           »          قراءة في سورة البقرة (الكاتـب : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 59 - الوقت: 05:34 AM - التاريخ: 04-20-2024)           »          الاذكار اليوميه في الصباح والمساء (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 542 - المشاهدات : 33631 - الوقت: 08:30 PM - التاريخ: 04-19-2024)           »          عيدكم مبارك ،، (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1 - المشاهدات : 81 - الوقت: 08:45 AM - التاريخ: 04-10-2024)           »          تحدي المليوووون رد ،، (الكاتـب : - المشاركات : 2049 - المشاهدات : 123135 - الوقت: 05:27 PM - التاريخ: 04-08-2024)           »          ماذا ستكتب على جدران (منتديات حريب بيحان) (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3179 - المشاهدات : 232634 - الوقت: 05:26 PM - التاريخ: 04-08-2024)           »          ورد يومي صفحه من القرآن الكريم (الكاتـب : - المشاركات : 93 - المشاهدات : 963 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-23-2024)           »          شهرمبارك كل عام وأنتم بخير (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3 - المشاهدات : 73 - الوقت: 04:06 AM - التاريخ: 03-18-2024)           »          تدمير دبابة ميركافا الإسرائيلية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 136 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-17-2024)


الإهداءات



شواطئ الحرف والمقالة الادبية " بأقلام الاعضاء " لاعضاء المنتدى خواطر ونثر ومقالات من إبداعهم -


الوجه الآخر ؟!

لاعضاء المنتدى خواطر ونثر ومقالات من إبداعهم -


الوجه الآخر ؟!

( 1 ) كثيراً كان وقوفه أمام المرآة الفاخرة في حجرته ذات الهيئة الملكية بديكوراتها النادرة ، كُلّ صباح قبل ذهابه إلى مكان عمله يقف أمامها مُضفياً على هيئته

الرد على الموضوع
 
LinkBack خيارات الموضوع
قديم 03-24-2012, 05:48 PM   #1


الصورة الشخصية لـ نايف مناع
نايف مناع غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : 10-14-2013 (07:43 AM)
 المشاركات : 215 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي الوجه الآخر ؟!






( 1 )

كثيراً كان وقوفه أمام المرآة الفاخرة في حجرته ذات الهيئة الملكية بديكوراتها النادرة ، كُلّ صباح قبل ذهابه إلى مكان عمله يقف أمامها مُضفياً على هيئته وشكله مظهراً يستحق جذب الأنظار إليه بمُجرد خروجه من منزله الذي يُشبه احد القصور والمعابد التي تتخذ من الهند مكاناً لها ، أمام المرآة تصطف الكثير من الأشياء والأدوات التي يستخدمها لإضفاء مسحة ولمسة جمال على مظهره ، إبتداءً بوجهه الذي لايتورع من وضع بعض الميك اب – المكياج – الخاص بزوجته عليه ، ومروراً بشعر شاربه الأنيق الذي يُمرّر عليه فرشاة المسكارا التي تستخدمها زوجته في تكثيف رموشها ، مانحاً إياه لوناً اسوداً سيزول ان تعرض للحرارة ، او بمجرد غسله بالماء ، شعره الذي يستقر على رأسه يبدو بمظهر لامع برّاق بسبب الجل والإسبراي وكريم شعر جلبته زوجته لها في آخر زيارة لهم لمدينة بيروت ...

يغادر منزله راكباً سيارته الفارهة ، فيها لاتُفارق نظراته المرآة التي تستقر أمامه للإطمئنان على سلامة أناقة ومظهر وجهه وشعره ، يدلف إلى مبنى عمله المكون من سبعة طوابق ليقف منتصب القامة أمام ضابط الأمن والسلامة بالمبنى طالباً منه إبداء أي مُلاحظة على أناقته المًكتملة ، وفي المصعد الذي به سينتقل إلى الدور الذي يستقر فيه مكتبه ، يقف مواجهاً للمرآة التي تم تركيبها فيه بأمر منه ، ليتفحص بنظراته الثاقبة مظهره مُبتدئاً من حذائه اللّماع الذي يرى إنعكاس صورته عليه – رغم سواده الفاحم – صاعداً بنظراته نحو الأعلى ، وكُلما ارتقى طابقاً ترتقي عيناه منطقة محددة في جسمه ، ما إن يتوقف المصعد في الطابق المنشود حتى تختتم عيناه نظراتها في تسريحة شعره الناعم المُتناقصة شعراته نتيجة إسرافه في المستحضرات التجميلية الخاصة بالشعر ، ليخرج من المصعد مرفوع الرأس ، تسبقه خطواته الواثقة المُهيبة صوب مكتبه الذي يستقر خلف مكتب أنيق تتمترس فيه سكرتيرته حديثة التعيين بالوظيفة ، التي تستقبله بأحضانها في لحظة عناق يتم فيه تبادل القُبلات التي تفيض رومانسية ، عندها يعرف أن أناقته أكتملت ، لاتشوبها شائبة ، وبها – حسب ظنه - تكتمل رجولته التي يُفاخر بها أمام أقرانه في سهراتهم التي لاتنتهي ...

في مكتبه المُهيب يلتقي بآخر مرآة يستعرض فيها كامل إنعكاس صورته ومظهره الخارجي ، ليقوم فيها بتعديل وتقويم أي تشويه طال رأسه ، او نال من بدلته التي صمّمها جورجيو آرماني خصيصاً له عند زيارته إلى دبي أثناء إفتتاح برج خليفة الذي كان الشرف من نصيب آرماني في تصميم ذلك البرج من الداخل بديكوراته التي تم جلبها من دول عالمية عديدة ، أعتادت تلك المرايا على وقوف ذلك الرجل أمامها للنظر في ملامحه المُقرفة بالنسبة لها ، واعتاد هو تلك المرايا بإختلاف أماكنها وأحجامها ، مرآة المكتب حازت نصيب الأسد من الوقت الطويل الذي يشغله بالوقوف أمامها ، والسبب كثرة المُختلفين على مكتبه طوال اليوم ، خصوصاً عشيقاته من النساء اللائي ينلن منه شرف اللقاء بهن في أماكن يختارها بعناية لقضاء وطره منهن ...

( 2 )

صورته تحتل صفحات بعض الصُحف والتي يظهر فيها مُقدّماً مساعدات مالية لجمعيات خيرية ودور الرعاية الإجتماعية التي تأوي الأيتام وذوي الإحتياجات الخاصة والأحداث والمُسنين والأرامل ، تلك المُساعدات لاتتجاوز ربُع مايُنفقه في سهراته وفتوحاته وغزواته التي تصل إلى أماكن بعيدة جداً ليسجل بها إنتصاراته على اعدائه وخصومه من رجال اعمال مجال تنافسهم ينحصر في كم باعوا ؟ ، وكم كسبوا ؟ ، مُتجاهلين خساراتهم التي قد تؤدي ببعضهم إلى الحضيض حيث يعيش أغلب سُكان شعبهم ، في تلك الصُحف يحضّ رجال المال والأعمال بالتبرع بالقليل مما يمتلكونه لتلك الأعمال الخيرية ...

ذات صباح استيقظ ليقف أمام المرآة ليرى إنعكاس صورته التي اعتادتها المرايا ، واعتاد رؤيتها في كُل مكان تتواجد فيها مرآة ، هاله منظر تلك الصورة البشعة التي تسكن المرآة وتحجب عنه إنعكاس صورته على سطحها ، صورة مسخ يُثير الرعب في قلب من يراه ، أفزعته تلك الصورة وجعلت منه فأر يلوذ بالهروب عند شعوره بمن يتربص به ، أيقظ من في المنزل بصوته المفزوع لتأتي زوجته لترى ما حلّ به ، وقبل ان يخبرها بما رأى قام بإستدراجها إلى أقرب مرآة ليقف أمامها ليرى إنعكاس صورته وزوجته بالقرب منه علّها ترى ما رأته عينيه في مرآة الغُرفة الخاصة بالتزين والتجمل به وبزوجته ، وقف أمام المرآة التي تستقر بذلك الممر ليجد المسخ يترصد به في تلك المرآة أيضاً ، ليهرع مرعوباً إلى أحضان زوجته مُشيراً لها إلى المرآة ومن يسكن فيها او يقف خلفها حسبما يرى ، تركته زوجته متوجهةٍ صوب المرآة لترى إنعكاس صورتها البهية ، تلتفت نحوه وحركة يدها تدل على جنون حلّ به ، ليأتي إليها مُسرعاً نافيّاً عنه أعراض الجنون التي تلّوح بها له ، يقف بجانبها أمام المرآة ليرى إنعكاس صورتهما جنباً إلى جنب ، رغم الصلع الذي غزا مُقدّمة رأسه إلا أنها مسحت بيدها عليه لتخبره أن الوسامة حلّتْ فيه دون سائر الرجال ، اعطته تلك الكلمات جرعة خفيفة من الشجاعة التي غادرته بُمجرد رؤيته لذلك المسخ في المرآة ...

طلب من سائقه الذي احاله إلى العمل في حديقة المنزل العودة إلى عمله سائقاً له ، بعدما صرفه نحو الحديقة فترة زمنية طويلة ، بسبب الشكّ الذي ساوره نحوه في تزويد معلومات تحركاته ورصدها لزوجته التي صارحته ذات مساء برؤيته داخلاً إلى مكان معروف عنه بسوء السُمعة بعدما تأخر عنها في سهراته التي يتذرع بقضاءها مع أقارب وأصدقاء له ، يخشى من دعوته لهم إلى المنزل من غضب زوجته التي تُصدّقه في مايقول ، غير أنها لاتثق به كثيراً ...

أثناء ذهابه إلى عمله برفقة سائقه الذي غمرته سعادة عودته لعمله السابق الذي يجني منه اكثر من عمله كحدائقي ، يتراءى له طيف المسخ يظهر بين الفينة والأخرى في مرآة السيارة الأمامية التي أمتلأت بصورة السائق بعد تعديلها لرؤية حركة السيارات من الخلف ، وكذلك رؤية سيّده ورصد حركاته التي قد يومئ بها له آمراً بالذهاب يمين أو يسار حسب طلب السيّد ، فرك السيّد عينيه ، يرنو بهما صوب المرآة ليرى إنعكاس صورة سائقه ، أمسك رأسه بكلتا يديه وضغط عليه ، وبعثر شعره الذي قام بتسريحه أمام مرآة الغرفة برفقة زوجته ، وما إن ينظر جهة اليمين حتى يتراءى له المسخ جالساً على المرآة ، ينظر سريعاً نحو المرآة ليرى إنعكاس صورة سائقه ، يأمره صائحاً أن يغير وضع المرآة ، يتغير وضع المرآة صوب الأعلى ، غير أن طيف المسخ لايريد مُفارقته ، طلب من السائق الخروج من المدينة ، على الطريق السريع يقف السائق ليخرج السيّد من السيارة مهرولاً نحو الفراغ المملوء بالرمال ليرتمي على وجهه ، تتسخ بدلته الفاخرة بحبات الرمل التي التصقت بها ، لينهض بعدها يحثو التراب على رأسه ، ويمسح به وجهه ، ويُهيله على جسده المكسو ببدلته التي بدأ بخلعها قطعة تلو الأخرى ، اجتاحت برودة الصباح جسده العاري إلا من قطعة صغيرة يستر بها منطقة الوسط ، وسرت فيه قشعريرة جعلت من أسنانه تصدر صوتاً ، وجسده يرتعش ، غادرته تلك القشعريرة آخذة معها الإرتعاشة والخوف وطيف المسخ من خياله ، لوّحتْ أشعة الشمس الصباحية جسده بحرارة خفيفة أجبرته على تناول ملابسه مُرتدياً إيّاها ، قبل نهوضه ينظر صوب السيارة ليجد السائق يقف بجانبها ناظراً صوب الجهة الأخرى من الطريق السريع ، همس بكلمات ، إنّه لاينظر نحوي ، هل رآني ؟ ، سوف أستفسره عن ذلك ! ، جاءه صوت هامس بالقرب منه يخبره أن يجلس ويستعد لإستقبال صاحب الصوت ، لم يلتفت نحو مصدر الصوت فزعاً لما قد يراه حقيقة لا خيال ...


( 3 )
في مكتبه أمر سكرتيرته بالإنصراف مانحاً إياها إجازة بدون خصم ، ظلّ في مكتبه طوال اليوم دون زوار ، برفقة صاحب الصوت الذي يراه دون غيره ، أعتاد على صورة صاحب الصوت الذي رافقه من الطريق السريع حتى مكتبه دون رؤية السائق له ، يتمتم الرجل بكلمات لايسمعها سواه ، حمداً لله أن المسخ ظهر لي وأنا برفقة السائق ، ربما ذهبت إلى عالم الأموات لو كُنتُ وحيداً عند ظهوره لي ، ربما تسبّب لي في حادث مروري مروِّع ، يتذكر حكايا الجدّات التي دائماً ما يسردنها على الأحفاد ليأتمروا لهن طائعين مُمتثلين ، يتخلل تلك الحكايا تخويف وترهيب بذلك العفريت الذي يُجيد فن التمثيل ، من خلال ظهوره بهيئة رجل أو إمرأة حسب الموقف الذي يستدعي حضوره فيه ، ولكن ما يكشف شخصيته الحقيقية هو بقاء أقدامه على حالها دون تغيّر ، التي تُشبه حوافر الحمار ، هُنا يتوقف الرجل عن التمتمة بعدما يقطعها عليه المسخ بالصراخ العالي المُزعج الذي لايسمعه سواه فيكاد يصم آذانه ...


يذهب بين اللحظة والأخرى إلى دورة المياة المُجاورة لمكتبه ، يغسل وجهه ، ويمسح رأسه بالماء وينظر في المرآة إلى وجهه ، تساوره وتراوده شكوك مُلِّحْة في حاله الذي تغيّر مُنذ الصباح ، ربما الجنون أقتحمه ، ام ان المسّ حلّ ضيفاً عليه ، أو ربما عين حاسدٍ أصابته ، يُمسك رأسه بين يديه بقوة ويسأل نفسه ، ماذا دهاه ؟ ، يعود مُسرعاً إلى المكتب ليجد المسخ واضعاً ساقاً فوق أخرى مُدخناّ سيجار كوبي فاخر يستقر صندوقه على جانب المكتب الأيمن ، على حافة المنفضة يضع ماتبقى من السيجار الذي أنطفأ ، ينظر الرجل إلى المسخ مُتأففاً ، يبدأه بالكلام ، ماذا تريد مني ؟ ، يُجيب المسخ : وهل تعرف من اكون ؟ ، لا أعرفك ، ولا أريد أن اعرف من تكون ؟ ، أريد التخلص منك بأسرع وقت ، كي استعيد وضعي السابق ، عقلي يكاد يفرّ مني ، يُجيب الرجل على المسخ ...

المسخ : أنا الوجه الآخر لك !؟

الرجل : ماذا تعني بالوجه الآخر ؟ ، أخبرني من تكون ؟ ، وماذا تُريد مني ؟

المسخ : عجباً ، قبل لحظات تقول : لا تعرفني ، ولا تُريد معرفتي ، والآن تسألني من اكون ؟

الرجل : طريقة حديثك وجمودك تدفعني نحو المجهول !!

المسخ : هل تخشى على نفسك من الموت بيدك ؟! ، كلانا وجهان لشخص واحد هو أنت ، إنما انت المرئي المسموع الملموس ، وأنا الوجه الآخر لك ، أنا داخلك المُظلم ظلام الليل ، داخلك المشوّه الممسوخ ، داخلك الأسود الذي لايرى منك الناس سوى بياض نفاقك وريائك وكذبك ، أنا أنت ، وأنت انا ، أنا إنعكاس صورتك البهية المُحسّنة المُزيّنة المُقنّعة ، صورة المسخ التي تراها أمامك هي اعمالك التي تُمارسها عندما تختلي بنفسك الدنيئة ، بإختصار أنا خُلاصة مقاصدك ونواياك التي لاتظهر للغير ، أنا المولود من رحم بشاعة وقباعة أفعالك المُشينة ، أنا من ستكون عليه في أنظار الكثير في حال تم الإطلاع على سجِْلْْْ تاريخك الذي تحاول تزيينه بكذبك ونفاقك الممهور بمقاصدك ونواياك المُنحطّة إنحطاط قاع البئر في جوف الأرض من علو السحاب في عرض السماء ، حتى انت لاتراني ، ولا تُريد أن تراني أو تتشرف بالتعرف عليّ ، بيد انني أحببت أن أكون ضيفك لساعات قليلة ، أو تكون ضيفي لنفس الساعات التي لن تأخذ من وقتك الثمين سوى القليل ، إن كُنتُ ضيفك ، لن نبرح هذا المكتب ، أمّا إن كُنت ضيفي فعليك مرافقتي في جولة قصيرة تكون فيها السائق حيث يجب أن تذهب إلى الأماكن التي أخبرك بها وأحُدثك عنها إن نسيتها شرط أن تمتلك الشجاعة التي غادرتك ، ألتمس لك العذر لكثرة مشاغلك إن نسيت أو تناسيت تلك الأماكن ومن فيها ، بعد واجب الضيافة سوف أغُادرك ولن تراني ، غير أنك ستتذكرني على الدوام ...


أيقن الرجل أنّه يعيش كابوس مُزعج يتمنى الإستيقاظ منه سريعاً ، ومُغادرة المسخ له لن تنقضي إلا بعد إتمام شروط الضيافة التي حكم بها عليه الضيف الثقيل ، لم يكن امامه سوى الموافقة برضى وشجاعة بدأت تسريان فيه بُغية إبعاد المسخ من طريقه وعدم إعتراضه له ...



( 4 )


في السيارة التي تجوب الشوارع المُضاءة بأنوار الليل الذي حلّ سريعاً على المدينة الصاخبة بضجيجها المعهود ، يجلس المسخ خلف الرجل الذي يُمسك بدفة القيادة ، أستأنس الرجل بمسخه رغم بشاعته وقباحته ، يتم الذهاب إلى المقبرة التي أوقفها الرجل طمعاً في مغفرة الربّ له بعدما وارى جُثمان أخيه المقتول غيلةً بيديه المُدنّستين بدمه ، لقد رأى في أخيه عدواً له لا وجود له إلا بإلغاء وجوده ، هذه من صفات الأعداء الذين يتوقف وجودهم بإلغاء وجود الآخر ، ليتك جعلت من أخيك خصماً يُضايقك حضوره ، ولا يعنيك في شيئ وجوده ، أو ليتك جعلت منه مُنافساً به تُقرّ بوجودك الذي اصبح ليس معنى ، ربما كان حظك أوفر في حال بقاء ذلك المُنافس الذي بوجوده وحضوره ومسعاه نحو الغاية المنشودة للإنسانية يكتسب وجودك جدواه على هذه المعمورة الخربة بمثل أفعالك الشنيعة ، يقول المسخ له : هل تذكرت من المدفون هُنا ؟! ، يستفيق الرجل من غفوة تفكيره السارحة في رحيل المسخ عنه ، يواصل المسخ حديثه ، لقد قتل قابيل أخيه هابيل ، بذلك العمل الأول من نوعه بعد إستقرار آدم وزوجه برفقة الشيطان على الأرض يتم إلغاء وإبطال مفعول مقولة تتردد على مسامع الكثير من البشر وهي أن البقاء للأصلح بدلاً من البقاء للأقوى التي تم ترسيخ قواعدها في نفوس البشر الذين لايُبارحون تطبيق شريعة الغاب التي عمّتْ المعمورة فأحالتها إلى خراب ، يتم ذلك الخراب بأدوات ووسائل وأساليب ومبررات وأيادي تسكن الغابة البشرية التي أساءت إلى تلك الغابة التي يسكنها الحيوان بأنواعه المختلفة التي تتنزّه وتترفع عن أعمال البشر وقوانينهم التي لاترقى لتلك القوانين التي تحكم غابة الحيوان ...

ترقرقت مآقي الرجل بالدموع التي سالت على خدوده ، حار المسخ في تلك العيون الباكية أم المُستبكية ، لم يدري أيهما باكي وأيهما مُستبكي ، غير انّ عينيه عادت إلى وضعهما الطبيعي بعد التشويه الذي كان يسكنهما ، طلب المسخ من الرجل الذهاب إلى شارع الحُبّ والتوقف فيه ، هُنا يتم إصطياد فرائس الرجل من النساء اللائي يأتين لغرض التسوق أو التمشية ، بعدها يتم إدخال أغلبهن إلى عالم الرذيلة والفسوق ، يسأل المسخ الرجل : كم من النساء ذهبن ضحية شبقك الجنسي الذي استولى على معظم خلايا تفكيرك ، حتى أولئك المطلقات اللائي تزوجت بهن بغرض التمتع ، وحاولت بشتى الوسائل والأساليب الدنيئة الحؤول دون زواجهن من آخرين كي يُقال عنك أن من عاشرتك لا تروم معاشرة غيرك وإن ذهب جُلّ أعمارهن سُدى ، هل نسيت أو تتناسى تلك المرأة التي سعيت بكل ما تحوز للحصول عليها ، رغم زواجها من آخر ، قُمت بتطليقها عبر زوجها الذي قرّبته منك لتنال منها ، وبعدما رميت به بعيداً بعدنيل مُبتغاك ، ذهبتُ إليها خاطباً ودّها ، بصقتْ على وجهك بصديد أفعالك التي يندى لها الجبين ...


حاول الرجل مُخاطبة المسخ ، غير أن إنعقاد لسانه منعه من الكلام ، طلب منه المسخ الذهاب إلى أولئك النسوة العجائز اللائي سرقهن وبدأ تجارته التي انتعشت بعدها بخداعه وكذبه وأخلاقه التجارية التي تركزت حول الربح والخسارة ، ورغم إرتفاع مؤشر سهم أرباحه إلا أن لون مؤشر سهم الخسائر الأحمر في بورصة الأخلاق يواصل هبوطه بنقاط كبيرة يستحيل تحويلها إلى الإرتفاع الإيجابي الذي افتقده منذ زمن بعيد يصعب تذكر تفاصيله ، حيث طغى عليه الإرتفاع السلبي ، وكلما زاد مؤشر الخسائر الأخلاقية كلما زاد السواد بداخله ، مما أنتج عنه ولادة المسخ داخل ذلك الظلام الداخلي الذي أختل بسببه أطراف المعادلة الإنسانية التي هوتْ إلى ذلك العالم السفلي الذي تعيش فيه انواعاً كثيرة ومختلفة من المسوخ ...

أراد المسخ من الرجل الذهاب إلى أماكن كثيرة قبل حلول الفجر ، غير أن الرجل توقف عن الحركة ، عرف المسخ أن الرجل فارق الحياة بعدما رأى امامه شريط مصور يستعرض مشوار حياته الذي حاول إخفاءه بأعمال ظاهرة لاتمت لحقيقة تاريخه الأسود بشيئ ، أدرك المسخ ان مرافقته للرجل حانت إلى العالم السفلي حيث تسكن جموع المسوخ ، أمسك بمقود السيارة ذاهباً بها إلى الطريق السريع الذي فيه حادث مروري أودى بحياة الرجل وحياة آخرين ، أثناء عرض صور الحادث على شاشة التلفاز تظهر صورة الرجل مشوهة بطريقة فظيعة أشبه ماتكون بصورة الوجه الآخر له التي رآها في صورة المسخ ...


24/3/2012م


مأرب


hg,[i hgNov ?!



 


الرد باقتباس
قديم 03-24-2012, 10:04 PM   #2


أبو إيثار غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 404
 تاريخ التسجيل :  Mar 2012
 أخر زيارة : 09-14-2014 (12:06 AM)
 المشاركات : 144 [ + ]
 تقييم العضوية :  20
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي



شكراً لهذا النص والذي يحمل في طياته
مدلولات وعبر والأروع ماتضفيه العبارات
والسلاسة والترتيب في الصياغة ..

أشهد بأنك كاتب من طراز فريد .

لك الود أيها المرهف .



 


الرد باقتباس
قديم 03-24-2012, 10:08 PM   #3


الصورة الشخصية لـ تتعب لو معي تلعب
تتعب لو معي تلعب غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 390
 تاريخ التسجيل :  Mar 2012
 أخر زيارة : 10-14-2013 (06:44 PM)
 المشاركات : 1,676 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي



قلدك يا ذياه نايف هونته ذي تكتب ذياه الحديث او حد يساعدك مانا شفني اعرفكم يا ال مناع والله انكم درستو وبعضكم مثقف شدا من صدق



 


الرد باقتباس
قديم 03-24-2012, 10:09 PM   #4


وشاح الذكريات غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 11-20-2012 (12:24 PM)
 المشاركات : 2,048 [ + ]
 تقييم العضوية :  20
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي



الكاتب نايف مناع من الاقلام التي نفاخر بتواجده بيننا



له كل التقدير على هذا النص الملي بصور الواقع



 


الرد باقتباس
قديم 03-24-2012, 11:11 PM   #5


الصورة الشخصية لـ بيحان
بيحان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 02-11-2020 (09:01 PM)
 المشاركات : 9,692 [ + ]
 تقييم العضوية :  159
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 13 مرة في 13 مشاركة
الإفتراضي



الوجه الاخر ،
سلسلة إبداع لا ينتهي ،
نقرأ نتألم ننبسط ، انه الواقع المعاش الفلسفه الخيال اشياء كثيرة "

كل التقدير اخي نايف مناع



 


الرد باقتباس
قديم 03-25-2012, 12:05 PM   #6


الصورة الشخصية لـ نايف مناع
نايف مناع غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : 10-14-2013 (07:43 AM)
 المشاركات : 215 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي




ابو ايثار


تتعب لو معي تلعب


وشاح الذكريات


بيحان



مرحباً بكم جميعاً في سماء متصفحي التي استنارت بتحليقكم فيها ...


محركـ البحث قوقل موجود وعليكـ بالبحث فيهـ ، ولا اعتقد بأن أحداً سيرضى أن يجعل مني كاتباً عنهـ او لهـ دون ذكر إسمهـ ، أو لن ارضى على نفسي ان اكون مجرد ناقل أو ناسخ أو نسخة من وعن الغير ...


شكراً بحجم السماء لحضوركم البهي ...


عظيم ودي



 


الرد باقتباس
قديم 03-25-2012, 12:51 PM   #7


الصورة الشخصية لـ هاشمي
هاشمي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 78
 تاريخ التسجيل :  Sep 2011
 أخر زيارة : 06-11-2014 (10:18 AM)
 المشاركات : 2,574 [ + ]
 تقييم العضوية :  20
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي



غير أن الرجل توقف عن الحركة ، عرف المسخ أن الرجل فارق الحياة بعدما رأى امامه شريط مصور يستعرض مشوار حياته الذي حاول إخفاءه بأعمال ظاهرة لاتمت لحقيقة تاريخه الأسود بشيئ


[align=center]
طرحة فبدعة الله يديمك على القوه
بن مناع انت مميز بكل ماتطرح
لك جزير الشكر
[/align]



 


الرد باقتباس
قديم 03-25-2012, 05:52 PM   #8


الصورة الشخصية لـ نايف مناع
نايف مناع غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : 10-14-2013 (07:43 AM)
 المشاركات : 215 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي



[align=center]

هاشمي ولي الفخر


مرحباً بكـ في سماء متصفحي التي استنارت بتواجدكـ فيها محلقاً بحرفكـ البهي ...


التميز ليس سوى معكوس من بعض تميزكم ...


شكراً بحجم السماء


عظيم ودي
[/align]



 


الرد باقتباس
قديم 03-25-2012, 10:54 PM   #9


أبو إيثار غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 404
 تاريخ التسجيل :  Mar 2012
 أخر زيارة : 09-14-2014 (12:06 AM)
 المشاركات : 144 [ + ]
 تقييم العضوية :  20
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي



إقتباس:
إقتباس من مشاركة نايف مناع مشاهدة المشاركة
ابو ايثار


تتعب لو معي تلعب


وشاح الذكريات


بيحان



مرحباً بكم جميعاً في سماء متصفحي التي استنارت بتحليقكم فيها ...


محركـ البحث قوقل موجود وعليكـ بالبحث فيهـ ، ولا اعتقد بأن أحداً سيرضى أن يجعل مني كاتباً عنهـ او لهـ دون ذكر إسمهـ ، أو لن ارضى على نفسي ان اكون مجرد ناقل أو ناسخ أو نسخة من وعن الغير ...


شكراً بحجم السماء لحضوركم البهي ...


عظيم ودي


صديقي وتوأم حرفي / نايف مناع

أعلم بأنك كاتب جسور صاحب مفردة عالية
وحضور طاغي عزيز النفس رفيع الهمة ..

هنا أعيب إسهابك في الشكر بهم وخلط الحابل بالنابل
عذراً أخي لمداخلتي ولكن إحترامي وحبي لشخصك العزيز
أبت غير أن أجدد زيارتي هنا وأنت أرفع من ذلك كله ...

لك محبتي أين ماكنت .



 


الرد باقتباس
قديم 03-27-2012, 07:08 AM   #10


الصورة الشخصية لـ نايف مناع
نايف مناع غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : 10-14-2013 (07:43 AM)
 المشاركات : 215 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي



[align=center]


ابو إيثار


مرحباً بكـ وبحرفكـ الراقيان ...


يقولون : اكرم الناس أعذرهم للناس ...

ومثلكـ يلتمس لي العذر ، فسوء خدمات الإنترنت باليمن تجيز لنا ان يكون الرد جماعياً ، وكذلكـ أن خلط الحابل بالنابل ، فمثلنا من يخطؤون ومثلكم من يعذرون ...


ابو إيثار


كتبت لكـ كلمات ترحيب لاتفي بشخصكـ ووجودكـ بيننا في موضوع ( إختيار صعب ) إلا أن الصمت أحياناً يعتبر أبلغ من الكلام فرحاً بحضور شخص مثلكـ له محبة تعانق السماء ...


شكراً بحجم السماء لحضوركـ مجدداً ...


عظيم ودي
[/align]


 


الرد باقتباس
الرد على الموضوع

Bookmarks

الكلمات الدلالية (Tags)
الآخر , الوجه , ؟!


Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests)
 

قوانين المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML مغلق
Trackbacks are متاح
Pingbacks are متاح
Refbacks are متاح



شات تعب قلبي تعب قلبي شات الرياض شات بنات الرياض شات الغلا الغلا شات الود شات خليجي شات الشله الشله شات حفر الباطن حفر الباطن شات الامارات سعودي انحراف شات دردشة دردشة الرياض شات الخليج سعودي انحراف180 مسوق شات صوتي شات عرب توك دردشة عرب توك عرب توك


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 09:44 PM.


.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
.

Search Engine Friendly URLs by vBSEO