جريمة حصن الناصرة في محافظة مأرب

مأرب , محافظة , الناصرة , جريمة , حسن , في

جريمة حصن الناصرة في محافظة مأرب

حصن الناصرة في مدينة مارب القديمة بني في القرن الماضي واعيد بناؤه في بداية السبعينات. واستخدم كمقر للمحافظة . ولكنه فقد وظيفته في بداية الثمانينات وظل المبنى بأحجاره المشكلة ونمطه المعماري المتميز قائماً. كمعلم تاريخي مهجور يتصدر الاطلال المتبقية من مدينة مارب القديمة.
ومنذ السنتين الماضيتين بدأت أيادي العبث والجهل تمتد إلى هذا المعلم لتنتزع اعمدته واحجاره -المهندمة والمزخرفة- في جنح الظلام وبدأت مكونات هذا المعلم الفريد تتناقص جزءاً بعد الآخر مع العلم ان اعداد كبيرة من تلك الاحجار والأعمدة تعود الى معالم اثرية قديمة ، وبعضها يحتوي على نقوش وكتابات مسندية مما يدل على انها كانت لمعابد وقصور تعود الى الحقبة التي شهدت فيها مارب ازدهار الحضارة السبئية .
نعود الى ماجرى للحصن فقد بدأ السطو -غير المشروع- على احجاره الثمينة يتطور يوماً بعد الآخر وبدأت عملية الهدم للمعلم ومكوناته تأخذ منحى خطيراً وتنفذ امام مرأى الجميع اي في وضح النهار !! .
يقول صادق الصلوي مدير عام الآثار في محافظة مارب .. إن عملية التخريب والسطو للمبنى تزايدت في الشهور الأخيرة من العام الماضي بدرجة كبيرة وبشكل واضح ليلاً ونهاراً دون ان يحرك احد ساكناً ولدينا الوثائق التي تثبت هذا الكلام من بداية الاعتداء على هذا المعلم حتى نهايتها.
وللأسف البعض من الاحجار تحتوي على نقوش وكتابات قديمة !! والمعلم بحد ذاته كان مبناً جميلاً بنمط وطابع معماري متميز .
لم يستكمل مدير الآثار حديثه معي . فقد كان برنامج الزيارة الى الموقع قصيراً، وفيما كان زوار الموقع من المسؤولين والاصدقاء الالمان يغادرون المكان لاحظت ملامح الاستياء والصدمة مما حدث للحصن الذي صار أثراً بعد عين مرسومة في وجه الأخ عارف الزوكا محافظ محافظة مارب الجديد والعقيد عبدالله الغدرة مدير الأمن المعين ايضاً حديثاً .
وفي هذه اللحظات سمعت رئيس البعثة الأثرية الالمانية في مارب يقول قبل ان يتفرق الحضور: إنها خسارة لا تعوض !! قلت لنفسي: فعلاً لم يعد يجدي البكاء على الاطلال. فالمبنى لم يعد له هنا وجود واحجاره الأثرية صارت ملك ايدي تجهل قيمتها . وإذا اندثر المعلم فإنه يستحيل إعادته من جديد لانه انفصل عن جذوره وبالتالي فقد قيمته التاريخية .
والسؤال الذي يمكن ان اطرحه على المعنيين في «هيئة الآثار» و«هيئةالحفاظ على المدن التاريخية » لماذا تركتم معول التخريب يمتد الى هذا المعلم ؟. وهل سيستمر صمتكم ليتمادى المتاجرون بتاريخ هذا الوطن وارثه الثقافي والحضاري في جريمتهم النكراء!! وبانتظار الاجابة العملية على ارض الواقع والتحرك السريع لأنقاذ ما تبقى من المعالم في مدينة مارب القديمة ومنها مسجد سليمان الذي يبعد عن حصن الناصرة المندثر بضعة امتار .
يبقى سؤال يتعلق بحراس الآثار في مارب فقد تردد على مسمعي عندما كنا في موقع الحصن الذي اصبح في دائرة الفناء ، ان الدولة تصرف من خزينتها رواتب لعدد 162 حارساً وموظفاً مقابل ادارة وحماية مثل هذه المعالم والمواقع التاريخية في مدينة مارب . إذن اين كان هؤلاء عندما نهب الحصن بكامل احجاره ومكوناته؟
"اليس شر البلية مايضحك!؟"

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .