اليمن

اليمن

اليمن

اليمن . .

ما بين شتات الداخل وجور التدخل الخارجي يقف شعبٌ لم يعرف سوى المعاناة منذ أربعة عقود وحتى الآن .. شعب تكيف مع الفقر والتمايز المادي و المجتمعي .. تكيف مع إنعدام الكهرباء وأزماتها والأزمات اللامتناهية للغاز والمشتقات النفطية .. أفاق على فاجعة التفجيرات في المساجد والمستشفيات وسقوط طائرات على أحياءٍ سكنيّة وسلسلة الإغتيالات القذرة ليستوعب مدى العجز الأمني للدولة أو التبعية للخارج بالمعنى الأصح .. تساءل كثيرا من الحاكم او من يحكم الحكام هنا ليأتيه الشرح بعدوان ظاهر وقصف يستهدف كل المقدرات بما فيها أعظمها وهو الإنسان وتحت مسميات تافهه مذهبية تارة تغلفها فتاوى دينية وسياسية تارة أخرى تغلفها توجسات دولية وما هي إلا أطماع لا ناقة للشعب البريء فيها ولا جمل ..
شعب يجهل بنود الدستور وقانون الدولة لأنه لم يُطبّق يوما لأجله .. مباديء حقوق الإنسان الدوليه هي الأخرى تغرد خارج سربه فلماذا تُشعل حربا طاحنه تحت مسمى حمايته وهو المستهدف فيها من كل النواحي فلا هو عرف الحياة الكريمة من قبل ولا هو سلِمَ محاربته في حياته البائسه ..
وأي جائحة تغيير بالبلد ليست سوى صورية مظهرية ويظل العمق ذات الحكم وذاتها السلبيات لأن الداخل موغل في الإنتماءات ولا يعترف سوى بها فمنذ عقود وحتى الآن لا توجد مؤسسة حكومية تدار إلا ورؤوسها متحزبين (مؤتمر ، اصلاح ، أنصار ) تتغير الإنتماءات والولاءات وفقا للحاكم ولفترة الحكم المهم انها تحتكر المناصب والمقاعد كأن الوطن يفتقر لتعدد حزبي ورؤى مستقلة ناجحة ومبدعة .
ما بين سندان الجوع ومطرقة الحصار يقف شعب هدته المآسي والجميع يساوم به ويتاجر بحياته فلم يكن هو فقط الأداة المباشرة للحرب الدرع والفدية والرهينة في ساحات القتال إنما هو الشعب والشعب كاملا الأداة التي يحاول كل جانب أن يضغط بها على الآخر إقتصاديا ليحقق نصره السياسي ففي حين فرضت عليه شرعية العدوان أن يموت جوعا ومرضا ليثور لصالحها يحاول الحوثيون إقناعه أن الصبر واجبا والهواء قوتا .
أيها المتحاربون : تلك الأحجار التي تُدار على رقعة الشطرنج لا تتنفس .. لا تجوع .. لا تمرض هي فقط تصنع إنتصاراتكم
أما المواطن هو إنسان .. كائن حي يحتاج الأمن .. الغذاء .. الهواء النقي ، التطبيب وقائمة لا متناهية من الإحتياجات والحريات والحقوق. سُلِبَ الأساس منها

وبقدر ما يطول أمد الحرب وتمتد المعاناة بقدر ما تفقد جميع مصطلحاتكم الحربية قيمتها فلا الشرعية ولا الوحدة ولا الدولة ولا الإنتماء العربي والإقليمي ولا أية جغرافيا تسمونها وطن ولا أي مسمى مادي أو شعار هو أعز من الإنسان فما سخّره الله للإنسان لن يكون الإنسان ثمنا له .
⏪⏪⏪⏪⏪⏪⏪⏪⏪⏪⏪

اختي الحبيبة آسيا
لا أشك لحظة من أنك مسكت القلم من معاناة وكتبتي حروفك
للتنفس وإعلاء صوت الإنسان اليمني أولا واليمن ثانيا
مهما صمتنا يظل خلف الصمت الما لو اطلقناه لكان ثورة
لإيحمد عقباها, وعلى كل الجهات التي ترعى الحرب أن تعرف
وتعي هذا الشي صمتنا ليس صمت مهزوما ولكنه ثمت حكيم
يتجنب ثورة قد تأخذ الأخضر واليابس,,
راق لي تعبير هذا كثيرا :

وبقدر ما يطول أمد الحرب وتمتد المعاناة بقدر ما تفقد جميع مصطلحاتكم الحربية قيمتها فلا الشرعية ولا الوحدة ولا الدولة ولا الإنتماء العربي والإقليمي ولا أية جغرافيا تسمونها وطن ولا أي مسمى مادي أو شعار هو أعز من الإنسان فما سخّره الله للإنسان لن يكون الإنسان ثمنا له .
نعم الإنسان أغلى شي ولايمكن أن يكون ثمنا لما هو أقل منه
وماسخره الله للإنسان لايمكن أن يكون ثمنا له

تحياتي وتقديري لك ,,