ماذا تعرف عن حمّاد الرّاوية في قصائد شعراء الجاهلية؟

الجاهلية , الرّاوية , دمّاج , شعراء , وقصائد

ماذا تعرف عن حمّاد الرّاوية في قصائد شعراء الجاهلية؟

ما من مفارقة يجد كل دارس للأدب العربي، بُدّاً من التعايش معها مثل المفارقة الماثلة في حقيقة أنّ من حمّاد الرّاوية هو فرس الرّهان في الشعر العربي القديم الجاهلي والمخضرم وأنّه يستأثر بإجماع العلماء على علوّ كعبه من جهة وبتواتر الأخبار عن سوء سيرته الأخلاقية بين الخمرة والغلمان ،واجترائه الشديد على تلفيق الأشعار من جهة ثانية،ومن الثابت أن حمّاد الرّاوية الكوفي ينحدر من أصول غير عربية فهو فارسي الأصل كما أنه كان مملوكاً وأُعتق ،وكان من أعلم الناس بأيام العرب بأخبارها وأشعارها، وأنسابها ولغاتها، وكانت ملوك بني أمية تُقَدّمه وتؤثره وتستزيره، فيفد عليهم وينال منهم ويسألونه عن أيام العرب وعلومها .


عثر في إحدى غاراته بصفحات من شعر الأنصار وغدت رفّة الفراشة التي نقلته من عالم اللصوصية إلى عالم الشعر وروايته،فضلاً عن ثبوت معاناته من اللّحن رُغم غزارة محفوظه، فإنّ من الضرورة بمكان أيضاً التنويه بحقيقة أنّ حمّاد الراوي كان شاعر مجيد جداً، وأنّه كان يتكسّب من شعره ، ومن الثابت أن حمّاد الرّاوية الذي انفرد برواية ونشر القصائد السبع الطّوال التي عُرفت فيما بعد بالمعلّقات، فإنّ الشك يحيط بكثير من أبيات هذه القصائد إلى درجة أنّ المقبول منها في بعض القصائد لا يتجاوز بضعة أبيات فقط.


إنَّ فكرةَ تعليقِ مجموعةٍ منتخبةٍ من القصائدِ على الكعبةِ من القضايا التي
لا يلتفتُ إليها كثيرٌ من حفظة الشعر ومتذوقيه ودارسيه، ولعل الخوضَ في هذه المسألةِ ضربٌ من البحثِ في حقبةٍ زمنيةٍ تغيبُ تفاصيلُها وأحداثها،ولعلَّ مسألةَ تعليق المعلقات على الكعبة من أهم الموضوعات التي تنطوي على فكرتين متناقضتين ؛ إحداهما تؤيدُ التعليق والأخرى ترفض، والرأي الذي يُطْمَاّنُّ إليه أنها لم تُعَلَّقْ على أستار الكعبة، فأول مَنْ ذكرَ أنها عُلِّقَتْ ابن الكلبي (ت 204 هـ)، وهو من الرواة المشكوك في صحة رواياتهم، وقد تابعه ابن عبد ربه الأندلسي (ت328هـ)، ثم ابن رشيق القيرواني (ت463 هـ)، ويلاحظ أن أول خبر للتعليق جاء بعد ثلاثة قرون من العصر الجاهلي.
وأما مَنْ أنكر التعليق فأبو جعفر النحاس (ت338هـ)، وقد قال: « إن التعليقَ لا يعرفه أحد من الرواة»، وتبعه أبو البركات ابن الأنباري (ت 577 هـ)، وياقوت الحموي (ت 626هـ) ومن المحدثين: طه حسين ومصطفى صادق الرافعي وشوقي ضيف،وكان حماد الراوية (ت156هـ) أول من اختار سبعا منها وسماها السبع الطِّوال وشهَّرَها بين الناس ،والرأي الذي يُطْمَأنُ إليه في نفي فكرة التعليق يرجعُ إلى أسباب علمية منها: أنه لم يرِدْ في القرآن الكريم أي إشارة إلى أن المعلقات قد علقت على الكعبة، والمعروف أن القرآن أشار إلى أسماء الآلهة عند العرب كاللات والعُزَّى ومَنَاة كما أشار إلى بعض الطقوس التي تمارس عند البيت الحرام كالمُكَاء (الصفير) والتصدية، فتعليق مجموعة من القصائد على أستار الكعبة له دلالاتٌ تمسُّ الجانب الديني ليس لأهلِ مكةَ وحسب بل للعرب الوثنيين الذين يحجون الكعبةَ بطقوسهم التعبدية ليشهدوا منافع لهم ؛ فلن يرضَوا بغير أصنامهم حضورًا في أقدس معابدهم .


لعل أهمها ما جاء على لسان الأصمعي نفسه إذ روي عنه أنه كان يقول: "كل شيء في أيدينا من شعر امرؤ القيس فهو عن "حماد الراوية"، وقال ابن سلام الجمحي: أولَ مَنْ جمع أشعار العرب وساق أحاديثها "حمادٌ" الراوية، وكان غيرَ موثوق به، كان ينحل شعر الرجل غيره، ويزيد في الأشعار كما أخبرني "أبو عبيدة" عن "يونس" قال: قدم "حماد" البصرة على "بلال بن أبي بردة"، فقال: "ما أطرفتني شيئًا"، فعاد إليه فأنشده القصيدة التي في شعر "الحطيئة" مديح "أبي موسى"، فقال: "ويحك، يمدح "الحطيئة" "أبا موسى" ولا أعلمُ به، وأنا أروي "للحطيئة"! ولكن دعْها تذهب في الناس"، نا "ابن سلام" قال: سمعتُ "يونس" يقول: العجب لمن يأخذ عن "حماد"، كان يكذب ويلحن ويكسر .


وقال ابو بكر: التقريد: الخداع هَاهُنَا، وهو من تقريد الْبَعِير يَجِيئهُ يَأْخُذ منه القُراد حتى يأنس به فيحوّل رأسه إليه فيطرح الخِطام في رأسه والألْس: الخيانة. وقَعّور: بِئْر عميقة،وفَلّوج: مَوضِع. وحَزَّوب: اسم. ودَمّون لَيست النُّون فِيهِ زَائِدَة لِأَن النُّون فِيهِ لَام الْفِعْل، وَهُوَ من الدِّمْن ،ودَمّون هَذِه: مَوضِع. قَالَ الراجز: (تَطاولَ الليلُ علينا دَمّونْ دَمّونُ إنّا معشرٌ يمانونْ وإنّنا لأهلنا مُحِبّون) قال ابو بكر: هَذَا رَوَاهُ حمّاد الراوية لامرؤ الْقَيْس وَدفعه البصريون.


ومن القصائد المنسوبة لامرؤ القيس من قبل حمّاد الرّاوية وهي مقتبسة من بعض سور القرآن الكريم:

دنت السّاعةُ وانشقّ القمر
عـن غزالٍ صادَ قلبي ونَفَر

أَحـورٌ قد حُرت في أوصافهِ
نـاعسُ الطّرفِ بعينَيه حور

مـرّ يـوم الـعيدِ في زينتِهِ
فـرَماني فـتعاطى فَعَقر

بـسهامٍ مـن لـحاظٍ فـاتكٍ
فتركتني كهشيمِ المحتظر

وإذا ما غاب عني ساعةٍ
كانت السّاعةُ أدهى وأمر

معلومات جديدة وصادمة عن معلقات العرب..
لك الشكر أخي حضرمي على جمال الطرح..

انا قرأت عنه في كتاب الاغاني لابي فرج الاصفهاني

واعتقد انه شخصية اسطورية لاوجود لها في الواقع

وشعر امرؤ القيس قبل الاسلام

وحضارة العرب الادبيه والشعريه حضارة شفهيه القول والحفظ

لاتستطيع تنفي مافيها ولاتقدر تجزم بصدق احداثه ووقائعه
لاتوجد مخطوطات يدويه قديمه كل ماجانا تم تناقله شفهياً

يعطيك العافيه

إقتباس من مشاركة شموخ

معلومات جديدة وصادمة عن معلقات العرب..
لك الشكر أخي حضرمي على جمال الطرح..

العفو أخت شموخ، تمنياتي لك قراءة ممتعة، شكرا لحضورك ، ولحضور من أعجب بالموضوع.

إقتباس من مشاركة طاش

انا قرأت عنه في كتاب الاغاني لابي فرج الاصفهاني

واعتقد انه شخصية اسطورية لاوجود لها في الواقع

وشعر امرؤ القيس قبل الاسلام

وحضارة العرب الادبيه والشعريه حضارة شفهيه القول والحفظ

لاتستطيع تنفي مافيها ولاتقدر تجزم بصدق احداثه ووقائعه
لاتوجد مخطوطات يدويه قديمه كل ماجانا تم تناقله شفهياً

يعطيك العافيه

حماد الراوية شاعر أموي وعباسي هو أبو القاسم حماد بن أبي ليلى بن المبارك بن عبيد الديلمي الكوفي من أصل فارسي وتوفي في بغداد ،كما هو شأن ابو الفرج الأصفهاني علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم المرواني الأموي الأصفهاني وهما تقريبا في نفس الحقبة ، وإذا كان حماد الراوية شخصية أسطورية كما تعتقد ، لنقل أن ابو الفرج الأصفهاني شخصية أسطورية الذي قرأت أنت كتابه!! ، أو أن شعراء العصر الجاهلي وهميون، أو المتنبي شاعر العصر العباسي التي نقلت إلينا قصائده شفهيا !!. ، الشخصيات الأسطورية على سبيل المثال هي التي في أجزاء كتاب ألف ليلة وليلة والتي هي من محض الخيال ، والذي حتى لانعرف من هو مؤلف تلك الأجزاء؟!.

من الثابت أن حياة العصر الجاهلي موجودة وشخصياتها حقيقيون ، كما أن شخصيات العصر العباسي والعهد المملوكي حقيقيون، لكن المعني في الحديث كله أن السواد الأعظم من قصائد شعراء الجاهلية منحولة ، كما أن ذكر "طه حسين" في كتابه "في الشعر الجاهلي" أو "في الأدب الجاهلي" إلى أن الشعر الجاهلي منحول، وأنه كتب بعد الإسلام ونُسب للشعراء الجاهليين .

عافاك الله أخي تحياتي لك