منتدى الآصالةوالتاريخ حريب بيحان
ينتهي : 30-04-2025
عدد مرات النقر : 1,254
عدد  مرات الظهور : 27,994,730

عدد مرات النقر : 4,100
عدد  مرات الظهور : 72,015,087
عدد  مرات الظهور : 67,731,056
قناة حريب بيحان " يوتيوب "
عدد مرات النقر : 2,279
عدد  مرات الظهور : 72,015,889مركز تحميل منتديات حريب بيحان
ينتهي : 19-12-2025
عدد مرات النقر : 3,928
عدد  مرات الظهور : 68,231,816
آخر 10 مشاركات
ورد يومي صفحه من القرآن الكريم (الكاتـب : - المشاركات : 93 - المشاهدات : 788 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-23-2024)           »          شهرمبارك كل عام وأنتم بخير (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3 - المشاهدات : 42 - الوقت: 04:06 AM - التاريخ: 03-18-2024)           »          تدمير دبابة ميركافا الإسرائيلية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 104 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-17-2024)           »          قراءة في سورة البقرة (الكاتـب : - المشاركات : 0 - المشاهدات : 25 - الوقت: 06:45 AM - التاريخ: 03-17-2024)           »          صـبـــاحكم سكــر // مســـاؤكم ورد معطر (الكاتـب : - المشاركات : 2379 - المشاهدات : 165037 - الوقت: 05:12 AM - التاريخ: 03-15-2024)           »          بقايا الذكريات (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 18 - المشاهدات : 454 - الوقت: 06:13 AM - التاريخ: 03-10-2024)           »          بيت شعر تهديه لمن يعز عليك (( (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1316 - المشاهدات : 110002 - الوقت: 02:18 AM - التاريخ: 03-04-2024)           »          سجل حضورك بأجمل بيت شعر يروق لك (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1602 - المشاهدات : 161814 - الوقت: 02:15 AM - التاريخ: 03-04-2024)           »          الحمدلله عدنا والعود أحمد بعد غياب طويل (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1 - المشاهدات : 71 - الوقت: 04:35 AM - التاريخ: 02-26-2024)           »          التصعيد في المنطقه (الكاتـب : - المشاركات : 0 - المشاهدات : 71 - الوقت: 12:05 PM - التاريخ: 02-24-2024)


الإهداءات




من قصص واقوال علي ولد زايد - التراث اليمني الاصيل


من قصص واقوال علي ولد زايد - التراث اليمني الاصيل

رغم أنه الرجل الذي تلوك اسمه الألسن في كل قرية ومدينة إلا أن لا أحد من اليمنيين يعرف بالضبط من يكون الحكيم " علي بن زايد" ، ومن أية بقعة

الرد على الموضوع
 
LinkBack خيارات الموضوع
قديم 04-03-2012, 03:20 PM   #1


الصورة الشخصية لـ قلم رصاص
قلم رصاص غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 99
 تاريخ التسجيل :  Sep 2011
 أخر زيارة : 10-26-2014 (11:16 AM)
 المشاركات : 1,563 [ + ]
 تقييم العضوية :  90
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 8 مرة في 8 مشاركة
الإفتراضي من قصص واقوال علي ولد زايد - التراث اليمني الاصيل




رغم أنه الرجل الذي تلوك اسمه الألسن في كل قرية ومدينة إلا أن لا أحد من اليمنيين يعرف بالضبط من يكون الحكيم " علي بن زايد" ، ومن أية بقعة من هذه الأرض هو، أو إلى أي القبائل ينتسب هذا الرجل الشهير، وفي أي زمن عاش؟
شيخ الأدب اليمني الأستاذ البردوني " رحمه الله" لم يكلف نفسه عناء البحث في ذلك. ربما قادته تجاربه العديدة إلى الإيمان بأن علي بن زايد هو " ابن كل قرية يمنية، وكل مدينة، وكل عصر.. إنه ابن اليمن كلها" – على حد تعبيره- ويبدو لي أن علي بن زايد هو " الحكمة اليمانية" التي صنعت تجاربها عبر التاريخ، وأطلقت أبوابها للأجيال والقرون لتعمل على مراكمتها وتغذيتها بمزيد من الخبرات المكتسبة. فبات كل قول ذي عبرة كبيرة، ووعظ عظيم ينسب إلى ابن زايد، ولا يكاد أحد من العامة أن يصدق أن ذلك القول لرجل آخر.
لكن من جهة أخرى ظل هناك عدد من البارعين في تمييز نظم علي بن زايد عن سواه يعرفون بعض حقيقة الأمر، ويستطيعون فرز الأقوال والأحكام؛ إلا أنهم في الوقت ذاته يعتبرون علي بن زايد بمثابة هويتهم التراثية والثقافية اليمنية، وأنه كما لو كان الناطق الرسمي بلسان حالهم وتجاربهم في الحياة.
وإذا ما استعرضنا بعض إرثه الثقافي والفكري لوجدناه يخوض في كل معترك من الحياة. فهو ينصح رفاقه بالحرص وعدم الركون إلى هبات الزمن لأنه على غير ثبات فقد قال الحكيم علي بن زايد:
· لا تأمن الدهر لو طابْ
أفعل على الحب بابينْ
أما العلف سبعة أبوابْ
فهو هنا كما لو أنه يستوحي حكمته من مأثور الإمام علي بن أبي "ا لدهر يومان يوم لك ويوم عليك، فإن كان لك فلا تبطر وأن كان عليك فاصبر فكلاهما سينحسر" وفي منحى آخر نجده يثني على ثوره ويفاخر بقوة فعله قائلاً:
· يا ثورنا طال عمرك
طول الهلال اليمانْي
في آخر الشهر شيبهْ
واصبح ولد يوم ثانيْ
فهو هنا يجسد اعتزازه بأدوات العمل التي تحفظ للمرء عزته وكرامته، تهيئ له أسباب الحياة الهانئة. وهي فكرة صار يترجمها في موضع آخر بقوله:
· يا من بزى ولد غيره
· يخرج ودمعه همولا
· ومن زرع مال غيره
· يخرج وفيه السبولا
ويؤكد هذا الرأي في مثال آخر يتحسر فيه على عدم امتلاكه أدوات العمل النشيطة التي تتوافق مع وجهات تطلعه لغد الحياة، فيقول:
· ياليت للعين مارت
والقلب له ما تمنّى
على تبيعين جيدين.
أشغب بها واتهنَّا
ثم يذهب إلى بيان أسباب اعتزازه وتشبثه بثوره محاولاً تعزيز القناعة عند الآخرين بأن الدهر ليس له أمان، وعليه قال علي بن زايد:
· والله ما أبيع ثوري
وما دامت الريح تقلب
شرقي وقبلي عوالي
لكن – على ما يبدو- أن علي بن زايد لم يكن يغفل حقيقة أن العمل الزراعي تكاملي، وأن امتلاك الأدوات لا يعني بالضرورة حيازة أسباب الإنتاج، ما لم ترافقها إرادة إنسانية للبذل والعطاء، وعزيمة تحسن استغلال الفرص والإمكانيات. ومن هنا قال الحكيم علي بن زايد:
· قوم الغنم راعي السو
والثور قومه بتوله.


lk rww ,hr,hg ugd ,g] .hd] - hgjvhe hgdlkd hghwdg whpd ugn



 


الرد باقتباس
قديم 04-03-2012, 03:20 PM   #2


الصورة الشخصية لـ قلم رصاص
قلم رصاص غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 99
 تاريخ التسجيل :  Sep 2011
 أخر زيارة : 10-26-2014 (11:16 AM)
 المشاركات : 1,563 [ + ]
 تقييم العضوية :  90
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 8 مرة في 8 مشاركة
الإفتراضي




لقد كان الحكيم علي بن زايد غارقاً بحب الأرض والعمل، ولا ينفك عن الغوص في أغوارها واكتشاف أسراره، والارتحال في أسفارها من موسم لآخر، ومن ليل إلى نهار، وعام تلو العام حتى أمست كما "الظنا" الوديع الذي لم يزل يشب ويكبر حتى يبلغ من القلب قدر التوحد وموضوع السويداء.
وهكذا تفتقت فراسة ابن زايد، وصارت مصدر إلهامه بالمعارف والخبرات التي لم يدخرها لنفسه بل وصبها إلى كل أبناء قومه، وخزنها في ذاكرة التاريخ لتتناقلها الأجيال، فها هو يقول:
· إذا نظرت البارق الكوماني.
أبشرك بالسيل يوم ثاني.
وقوله أيضاً.
· التسع لازنّ دفّا.
ألا فهو من حد عشر
وفي موضع آخر نراه بين الرعاع ناصحاً ومعلماً كما لو أنه ولي الأمر المسئول، إذ يقول لهم:
· إذا زحل في العقاربْ.
فالشلّ يا أهل العقارهْ.
وخذ من العيس بازلْ.
وانزل نواحي سمارةْ.
لا شك أن تباعد أسفار المجتمع اليمني ومشقتها تحول دون الكثير من الاحتكاك فيما بينها البين، وهو الأمر الذي ينقص التجارب والمعارف، ويجعل من وجود رجل بحكمة علي بن زايد ضرورة لا غنى عنها. فمن سواه ينصح قائلاً.
· معي من الوقت أمارة الفجرْ.
إذا أصبح أحمر لغزر المطر.
ما ينفعك طول مسقاكْ
· إذا الليالي جديبةْ.
سطحهَ من الماء غنيمةْ.
· إذا قد انويت تشرب.
فبارد الماء سمينه.
ثم يعود الحكيم علي بن زايد إلى أيام السنة، ليفتش عن الحياة فيها، ويتمعن بين سطورها علّها تفشي له أسرار بعض خباياها. حتى إذا ما تم له ذلك وقف بين أبناء قومه يرشدهم إلى خلاصة تجربته هذه، فيقول:
· نصف السنة تسعة أشهرْ.
والنصف الآخر ثلاثةْ.
التسع والسبع والخمسْ.
تبان فهيا العيافة.
لا سمن بيها ولا برّ
ولا غنم للضيافةْ.
أما الثلاث فقد بها برّ
الله يجمل ويستر.
إن الحكيم علي بن زايد كاد يقترب بالمهمة التي طوع نفسه لأجلها من أولئك المفكرين الذين يجهدون أنفسهم، ويحرقون أعمارهم في سبيل رفعة الإنسانية، وصلاح شأنها، فهو يتعمد الترحال بحثاً عن استقرار حياة الآخرين ونمائها. وربما كانت رسالته الأعظم إلى الاستقرار هي التأكيد على قيم العمل، والكد،وعلى هذا الأساس كان دائم الحث في مواعظه على أمور كتلك التي وردت في بعض أحكامه التي يقول فيها:
· ذي ما يشتي ويخرف
لا بخت له في الزراعةْ.
أو كقوله:
· ما يسبر المد الاخضر.
إلا بمدين يابس
ولا تمدّح لمحتاج.
يصبح على الباب جالس.



 


الرد باقتباس
قديم 04-03-2012, 03:21 PM   #3


الصورة الشخصية لـ قلم رصاص
قلم رصاص غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 99
 تاريخ التسجيل :  Sep 2011
 أخر زيارة : 10-26-2014 (11:16 AM)
 المشاركات : 1,563 [ + ]
 تقييم العضوية :  90
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 8 مرة في 8 مشاركة
الإفتراضي



حتماً إن المعرفة تجارب، والحكمة استنتاج موفق. ولكن أي تجارب تلك التي ألهمت ابن زايد بكل تلك المعارف التي حملها إلينا في ساعات غفلتنا، وأمست دليلنا الحكيم في كل سبيل أو رجاء!؟
فإن قلنا إنها تجارب العمر فإننا – بلا شك- لن نجد في سنواته متسعاً وفيراً للصيرورة بتلك الذات الإنسانية النبيلة المعبرة عن هوية شعبها، بكل ما يتفصل فيها من خصوصيات وملامح وكينونة اجتماعية وثقافية.
فالاقتراب للتصديق أن يكون علي بن زايد خلاصة تاريخية تشخيصية لواقع الحال اليمني وكل ظروفه وملابساته. وهذه الخلاصة، مهما كان اسمها، كانت قادرة على توثيق مفردات حقبها المختلفة بفعل الديناميكية المحافظة للمجتمع أولاً، والأفق الحذر الذي تبلور بين طيات الوعي الثقافي للفرد ثانياً، والذي كان متهيباً من الانفتاح على الجديد.
إذن فالحكيم علي بن زايد انتزع صيته من طبيعة فلسفة عصره لمفردات الحياة، ومن مهاراته في التمعن ملياً بتلك الفلسفة، وتمييز عناصرها ، وتنقية أبجدياتها بكثير من الجهد وبعد النظر الذي أحالها في آخر الأمر إلى مورد خصب للفضيلة الإنسانية.
ومن هنا وجدنا الحكيم علي بن زايد يترجم دروساً عظيمة من القيم الإنسانية الثابتة. ويؤكد لأبناء قومه:
· عز القبيلي بلاده.
ولو تجرع وباها.
فليس من كرامة للمرء أعظم من تلك التي يمنحها أياه وجوده مع بقية أهله وأبناء قبيلته، لأن وضعاً كهذا سيكون أقدر على امتلاك الذات بالكامل، والحفاظ على استقلاليتها وهو المعنى الذي يؤكد في النص التالي:
· يا من بزَّى ولد غيره.
يخرج ودمعه همولاْ.
ومن زرع مال غيرهْ.
يخرج وفيه السبولاْ.
لعل النص السابق هو من روائع التصوير الفني لواقع الحال الانفصام الفردي عن أدوات امتلاك الذات المستقلة، وغير المتكلة على موارد الآخرين التي لا يمكن أن تعود بمخرجاتها لمن لا يمتلكها.. فتلك ليست مشكلة علي بن زايد وحده بل مشكلة تجارب بشريه سابقة، وأيضاً مشكلتنا نحن اليوم التي تكاد تقصم ظهورنا بما يقدمه لنا الغير من عون، ومقومات عاجزة عن تلبية أسباب نجاح دولنا السياسية.
أعتقد أن الحكيم علي بن زايد لم يكن يؤمن بفلسفة القوة المسيطرة بقدر إيمانه بالحكمة الراجحة التي تحسن استغلال الفرص – مهما كانت صغيرة- تبديد عناصر القوة عند الخصم التي غالباً ما تأتي على حساب تصور الفكر وضعف النَّظر والفهم لأمور الحياة وهذا يجسد في النص التالي:
· المال ما ياكله ذيبْ.
ولا زنينه تضرهْ.
المال كله موراك.
وأن يصادف ولد ويلْ.
باعُه وفالط رهونهْ.
أن تصور الحيلة والتدبير في نظر علي بن زايد هي مؤشر على عجز الكفاءة الإنسانية للمرء، التي تحول بينه وبين الوصول إلى مخارج مناسبة. إذ يقول علي بن زايد:
· لاتبع بكرتك بغداك.
ولا مرقدك بعشاك.
وكذلك قوله:
· ومن لم سرح موحلات الأظلافْ.
ينجح زمانه للعرب تلطّافْ.
لقد كان علي بن زايد رجلاً حريصاً ، يقظاً من زمانه، ولا يكاد يسلم عنان نفسه إليه، ما دام الزمان على غير هدي واحد؛ فقد قال علي بن زايد:
· الدهر هبّةْ بهبّةْ.
أيام واحنا نروّح.
وأيام ولو قلت حبهْ.
وليلة مرقداً جْيدْ.
وليلة في الهجيةْ.
ويوم وانا مصبحْ.
ويوم قصّا وثربهْ.



 


الرد باقتباس
قديم 04-03-2012, 03:22 PM   #4


الصورة الشخصية لـ قلم رصاص
قلم رصاص غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 99
 تاريخ التسجيل :  Sep 2011
 أخر زيارة : 10-26-2014 (11:16 AM)
 المشاركات : 1,563 [ + ]
 تقييم العضوية :  90
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 8 مرة في 8 مشاركة
الإفتراضي



لم يكن علي بن زايد يحمل فلسفة غريبة، أو شاذة عما هو سائد لدى المجتمع اليمني آنذاك، بقدر ما كان يترجم صورة طبق الأصل من تفاصيل الحياة اليومية، وأفكار العصر. ولعل ذلك يضعنا أمام العديد من النصوص الأدبية الواضحة التي من الممكن وصفها بأنها بعض جينات الهوية الفلسفية للمجتمع، كما هو الشأن مع النص التالي الذي يتبلور فيه طبيعة نظرة المجتمع للمرأة في الفترة التي عاشها الحكيم ابن زايد:
*قد جت لي اليوم غصّةْ
إحنا نبزّي، نهليْ
وغيرنا ذي يخصهْ
إذا جرى جاري الموتْ
أصبح لمالي يقصّهْ
لاعدت بازي البنتْ
أو ذي تقول ياحبيبهْ
منكسات العمايمْ
وجالبات المصيبةْ
إن النص السابق يضع الكثير من الباحثين في الأدب الشعبي اليمني في إشكالية كبيرة في طبيعة الفصل بين الوعي الفكري الإبداعي للقائل، وبين النظرة القاصرة التي سلطها على الأنثى، والإحساس الناجم عن ولادتها للحياة الدنيا، والذي وصفه إبن زايد بـ"غصّة" في مطلع حديثه، لينتهي إلى الوصف بـ"جالبات المصايب" وهي نظرة تقترب كثيراً من مفاهيم الجاهلية الأولى- وهو الأمر الذي يدفع البعض إلى التشكيك بصحة نسب مثل هذه النصوص للحكيم علي بن زايد على اعتبار أن من يمتلك ذلك القدر من الوعي، والحكمة لا يمكن أن يضيق ذرعاً بولادة البنت.
في حين لا نرى في الأمر مبرراً للتشكيك مادامت الحالة العامة لحياة ذلك العصر كانت تجري في ذلك الاتجاه، وتدور في ظل بيئة اجتماعية لا تمتلك فيها الأنثى الكثير من المقومات الإنسانية التي ترتقي بأنشطتها إلى الركن الإيجابي الفاعل في إرساء معالم هويتها الفكرية، والثقافية وغيرهما.
وما يؤكد ما ذهبنا إليه هو أن علي بن زايد في الوقت الذي أطلق عنان قدميه في أثر النظرة العامة إزاء الأنثى، فإنه –أيضاً- كان جزءً من عالم العشق الهائم في دنيا الأنثى، والباذل كل انفعالاته العاطفية في الحديث عنها. إذْ قال علي بن زايد:
*ياجارية ياسعادهْ
ردّي لي الطير ردّيهْ
إن كان ذا الطير جايعْ
بالبّر والسمن نحقيهْ
وإن كان ذا الطير حافيْ
من جلد سعدان نحذيهْ
وإن كان ذا الطير عاطشْ
من صافي الخمر نسقيهْ

إن النص السابق ليس هو الوحيد، أو الفلتة المنسوبة للحكيم علي ابن زايد، بل إنه مجرد مثال من بين الكثير من النصوص التي تُجلي حقيقة الاستواء الفلسفي في المنطق السلوكي للحكيم ابن زايد تجاه المرأة. وهذا مثال آخر مما قال ابن زايد:
· بالله ياطير بين اثنينْ
يا رادم الريشْ ياحاليْ
يحكوا عن الشام بير إثلهْ
وفي اليمن جبلة الغنّا
يا رادم الريش ياحالي
يانازلي ثبت وادي أخرفْ
سلّم على غصن الأبناني
ياليتني طير وأعليَّ
وأسايرك يا حسين الحال
وهناك مثال آخر يصب بنفس الاتجاه، إذْ قال علي بن زايد:
· طلعت صنعاء المدينةْ
وإني بشوذي صغيّر
صغيّري جعدة الراس
ردّيت سلامي عليها
قالت سلامك على الراس
ون كُنت طالب زواجه
أديت مايدّوا الناسْ
أديت وقر البعيرين ْ
من النمانم والاخراص



 


الرد باقتباس
قديم 04-03-2012, 03:23 PM   #5


الصورة الشخصية لـ قلم رصاص
قلم رصاص غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 99
 تاريخ التسجيل :  Sep 2011
 أخر زيارة : 10-26-2014 (11:16 AM)
 المشاركات : 1,563 [ + ]
 تقييم العضوية :  90
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 8 مرة في 8 مشاركة
الإفتراضي




إذا كنا نعتبر الحكيم علي بن زايد رمزاً لعصره، فإننا – بلا شك- نراه رمزاً لكل الحقب التالية بما فيها زماننا الذي نعيشه. حيث أن أحكامه ما كانت مختصة بحالة آنية، أو مرحلية. كما أنها لم تكن عقيمة وعاجزة عن التطور إلى مفهوم استيعابي جديد يناسب ظرف ما يليها. واعتقد أن هذه الصفة هي من أكسبها ذلك القدر الكبير من الأهمية التي شدت أبصارنا إليها.
فمثلاً يذهب الحكيم علي بن زايد إلى الحديث في الخصال الإنسانية الحميدة للفرد وطبيعة ارتباطها بالمظهر الخارجي، فيقول:-
· من اتزر قال قده جيد
الجيد من صان نفسه
من الحجج والمناقيد
قتلت خالي بعمي
خوف العير والمناقيد
العار يا اولى المقاتيل
العار على من وراهم
الجدر دما غباره
بينما يذهب في نص آخر إلى الحديث عن صحبة الرجال، وما تمليه تلك العلاقة من فروض وواجبات بين الأصدقاء المخلصين. فيقول في ذلك:-
· إن صاحبي مثل روحي
وإلا فلا كان صاحب
والصاحب الجيد وسيلة
لحين تبدي البوادي
وحين ما تحتضي له
يشرفك في المحاضر
وفي السنين المحيلة
أننا إذا تمعنا بالمثالين السابقين سيكون بوسعنا إدراك شمولية أحكام علي بن زايد، وقدرتها على الديمومة، والتعايش في مختلف حقب الحياة البشرية. وبطبيعة الحال فإن هذا عائد إلى ارتكازها على قيم الفضيلة التي يسنها المجتمع لمعاملاته اليومية كما القانون الثابت، وبات أي خروج عنها كما لو كان تمرد وعصيان، وانتهاك لحرمة القانون.
وانطلاقا من تلك الأعراف التي فرضتها التجارب المتعاقبة على امتداد التاريخ البشري،صار الحكيم علي بن زايد يقدمها لأبناء قومه في صيغ أدبية مما كان يغري على التداول والحفظ. وربما كان ابن زايد يقترب كثيراً في العديد من أحكامه من دعاة الإصلاح الاجتماعي، أو الحكماء الواعظين الذين يجوبون البقاع لتوعية الناس ونشر الفضيلة بين صفوفهم. ولهذا كان يقول:
· يا ولدي يا محمد
يا ألذ من قال يا به
أمسيت باربع قضايا
ما يدري العي ماهي
الأوله يا جماعة
مالي من الدهر ساهي
مالي سوى عفو إلاهي
والثانية لو درينا
قدمت مالي تجاهي
والثالثة ملك الموت
يجي والإنسان لاهي
والرابعة يا جماعة
البخل شر الدواهي
إن ذلك اللون من الإبداع والاستنتاج الموفق للنصائح الأربع كانت ترتقي بصورة الحكيم علي بن زايد إلى ماهو أبعد من الحكمة – ربما- إلى دور يدخل في سياق المهام التي كان يتولاها الرمل والمصوبة نحو المخرجات التي تسمو بالكرامة الإنسانية وتعتلي بها موضع عزيز. ولعل ما يؤكد هذه الحقيقة هو ما قاله علي بن زايد في واحد من أروع نصوصه وأغزرها دروسا وتجارب إذ قال:
· إحذر من الدين يضرك
أيضاً ولو كان الغريم سلطان
ولو معك مخزان وسط قصرك
إذ لدعوى دين ثورت إيمان
ولا تلقف للجميل صرك
إلا إذا فيك القضا والإحسان
كما تحمل بالضيع وقرك
يجي القضا وأنك تبيت سهران
وصن قصور الناس ميد برك
لا تملك الزجده وتقضي احضان
وصن قصور الناس قيد قصرك
من صان قصور الناس قصره اصتان
وإذا تزوجت أوهن أيش صهرك
ولا تغرك ساجيات الأعيان
الحرمه الجنس الضعيف تترك
أيضاً ولو هي مثل بدر شعبان
فقلت يا قلب أن يطول هجرك
الله له في كل ساعة شان.







ــــــ

إنتهاء



 


الرد باقتباس
الرد على الموضوع

Bookmarks

الكلمات الدلالية (Tags)
من , الاصيل , التراث , اليمني , صاحي , على , ولد , واقوال , قصص


Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests)
 
خيارات الموضوع

قوانين المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML مغلق
Trackbacks are متاح
Pingbacks are متاح
Refbacks are متاح


تصميم وتوزيع وتركيب  &الجنوبيه&♥ طموح ديزاين♥


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 03:24 PM.


.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
.

Search Engine Friendly URLs by vBSEO