السعودية و ايران توتر في العلاقات

السعودية , العلاقات , ايران , بوتر , في

السعودية و ايران توتر في العلاقات

الملك عبدالله غير مرغوب فيه

صعّدت إيران انتقاداتها للمملكة العربية السعودية، متّهمة إيّاها بـ"انتهاك ‏المعايير الدولية لحقوق ‏الإنسان"إثر إعدام ‏عدد من مواطنيها، وطالب ‏نوّاب إيرانيون بطرد السفير السعودي وبردّ قويّ ‏على ما اعتبروه "إعلان ‏حرب" على طهران.‏
وتزامنت هذه الانتقادات مع وفاة ولي العهد ووزير الدّاخلية السعودي، الأمير ‏نايف بن عبد العزيز، ‏التي احتفت بها وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية وكالت له الاتهامات له ونشرت ردود فعل ‏معارضين شيعة سعوديين ‏وبحرينيين ونقلت "احتفالات شيعة المنطقة الشرقية السعودية بموت هذا الرجل الذي ‏‏اذاقهم العذاب". ‏
‏احتجاجات مثيرة للسّخرية
فقد اتهمت طهران الرياض علنا بالإتيان "بأعمال غير إنسانية" إثر ‏إعدام عدد من السجناء ‏الإيرانيين في السعودية ‏على خلفية تورّطهم في تهريب ‏مخدرات واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية ‏القائم بالأعمال السعودي ‏لمطالبته بتفسير وحذّرت من "تداعيات هذا السلوك المخالف للمعايير ‏‏الإسلامية" ‏ووعدت بإثارة الموضوع في ‏المحافل الدولية.‏
وقالت الوزارة "يجب على الرياض أن تدرك أن إعدام المواطنين الإيرانيين ‏ستكون له انعكاسات ‏‏سياسية على السعودية وسيتم متابعة القضية عبر المنظمات الدولية ذات ‏العلاقة".
وأضافت الوزارة "كان ‏يجب على السعودية أن تحترم الاتفاقيات الدولية ‏وحق ‏المتهمين في الاتصال بالجهات القنصلية ‏الإيرانية في السعودية. لقد حُرم ‏هؤلاء الأشخاص من حقوقهم في توكيل محامي ومترجم والاتصال ‏بالأجهزة ‏القنصلية الإيرانية".‏ ‏
وطالب النّائب أفاز حبدربور لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية ‏الحكومة بـ"طرد السفير ‏‏السعودي في طهران واستدعاء السفير الإيراني من ‏الرياض". وقال ‏‎نوّاب آخرون إن ‏‏"الحكومة السعودية لا تلتزم بأي مبدأ من مبادئ حقوق الإنسان".‏
وتزيد هذه القضية من حدة الخلافات بين طهران والنظام الملكي السعودي. ففي أكتوبر/تشرين الأولالماضي، ‏كشف مسؤولون أميركيون ما قالوا أنه مؤامرة إيرانية لاغتيال السفير السعودي في واشنطن.‏
لكن الكاتب روبارت تايت اعتبر في صحيفة الإندبندنت البريطانية أن "الاحتجاجات الإيرانية هي محل ‏سخرية إذ أن جماعات حقوق الإنسان تتهم إيران، التي تعاني من أحد أعلى معدلات تعاطي المخدرات ‏ولا سيما الأفيون، ‏بأنها أكثر الدّول تطبيقاً لعقوبة الإعدام على الملأ " بعد الصّين.‏
وكان مسؤولون سعوديون، وفي مقدّمتهم الأمير نايف، قد حذَّروا في عدة مناسبات بأن ‏السعودية ‏مستهدفة براً وبحراً من مافيا المخدِّرات وبأن هدف عصابات المخدرات ‏سياسي في المقام الأول، ‏وذلك باستهداف ضرب ‏عقول الشباب، علاوة على الكسب المادي الحرام.‏
الاحتفاء برحيل نايف
‏بمجرّد انتشار خبر وفاة الأمير نايف، جنّدت قناة "العالم" وقناة "برس تي في" ووكالة "فارس" طاقاتها لبث ‏تقارير ومقابلات مع معارضين للنظام السعودي وحليفه البحريني، مثل الباحث السياسي السعودي ‏حمزة الحسن، والكاتب والمحلّل البحريني سعيد الشهابي.‏
وذكّر المعارضون بأن "نايف لعب دورا مهما في ارسال جنود الى ‏البحرين للقضاء على الاحتجاجات الشعبية ‏السلمية المطالبة بالحقوق المسلوبة" وفي "استضافة الرئيس التونسي ‏المخلوع زين العابدين بن ‏علي" وقالوا إنه "يدعم ما ‏يسمى بـ'‏هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر'‏ ويمثل وجها صارما ‏للمؤسسة المتشددة ‏التي تعارض أي خطوة نحو الديمقراطية او حقوق الانسان" وأنه "كان يتولى ‏وزارة تسجن ‏النشطاء السياسيين دون توجيه اتهامات".‏
‏واتفق الجميع على أن وفاة ولي العهد ‏السعودي ستؤدي الى "المزيد من الصراع بين أمراء الجيل ‏الثاني" ‏وهم ابناء الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود.
ولم يستبعد الشهابي حدوث انفجار يؤدي إلي ‏الإطاحة ‌بالنظام.‏
وفي مقابلة مع "برس تي في"،توقّع المحلل السياسي الإيراني كامل وزني بأن ‏"تنتفض أعداد كبيرة من السعوديين قريبا ضد التمييز"، وأشار إلى أن "الاحتجاجات التي تحدث في ‏المنطقة الشرقية خطيرة‎ ‎ولكن لم يتم تصعيدها إلى ‏الدرجة التي تعرض النظام للخطر".‏
وبثت وكالة أنباء فارس تقريرا عن "بموت ولي العهد السعودي" مشيرة إلى ‏‏"خروج ابناء المنطقة الشرقية الى الشوارع ليقيموا الافراح والألعاب النارية للتعبير عن فرحتهم ‏بالتخلص من نايف، هذا الرجل الذي اذاقهم العذاب منذ توليه وزارة الداخلية قبل 36 عاما".‏
الملك عبد الله "شخص غير مرغوب فيه"
ولمعاقبة السعودية على إعدام السجناء الإيرانيين ـ خاصّة بعد أن أخبرت السعودية إيران من قبل ‏بأنها أوقفت تنفيذ حكم الإعدام، كما تقول طهران ـ قرّر الرئيس محمود أحمدي نجاد عدم دعوة ‏العاهل السعودي الملك عبدالله ‏بن عبدالعزيز إلى قمة حركة عدم ‏الانحياز التي ستنعقد في طهران نهاية ‏اغسطس/آب القادم.‏
ويذكر أن رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، كان قد تلقّى دعوة من ‏أحمدي نجاد لحضور القمة.
وبعدها بيوم واحد، زار وفد إيراني برئاسة وزير الاقتصاد ‏والمالية، سيد شمس الدين الحسيني، أبو ظبي واستقبله نائب رئيس الوزراء ووزير شؤون الرئاسة، الشيخ ‏منصور بن ‏زايد ‏آل نهيان. واتفق الجانبان على تعزيز ‏العلاقات الثنائية الاقتصادية والتجارية، كما تقول طهران.‏
وهذه الزيارة هي الأولى على المستوى الوزاري منذ سحبت الإمارات سفيرها في طهران في ‏أعقاب ‏زيارة قام بها أحمدي نجاد إلى جزيرة أبو ‏موسى الإماراتية المحتلّة.‏
لكن الزيارة لم تمنع البرلمان الإيراني من "التأكيد مجدّدا على سيادة إيران على جزيرة أبو موسى"، كما أنها لم تمنع وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية من الإعلان عن تنظيم معرضا للصور الفوتوغرافية عن جزيرة أبو موسى لتبيان أن الجزر الإماراتية الثلاث "تعد تاريخياً جزءاً لا يتجزأ من إيران".
وبدوره تلقّى أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، دعوة مماثلة. ولدى لقائه مع وزير النفط ‏الإيراني، أثنى على إيران وأعرب عن معارضته الشديدة لـ"أي نوع من التدخل العسكري" ضد هذا ‏‏"البلد الكبير" مشدّدا على أن ‏"الحوار هو السبيل الوحيد لتسوية المشاكل بين إيران ‏والغرب"، بحسب ما أوردته وكالة أنباء فارس.‏
ويذكر أن قطر التزمت الصمت عن الحملات الإعلامية الإيرانية الشرسة التي إستهدفتها منذ مطالبة ‏أميرها في نوفمبر/تشرين الثاني‏الماضي بإرسال قوات عربية إلى سوريا، حليف إيران، لإيقاف عمليات القتل التي ‏يتعرض لها الشعب.‏
ورغم أن دول مجلس التعاون الخليجي تعتبر بشكل جماعي أن إيران تشكّل خطراً داهماً على استقرارها، إلا أن بعض هذه الدول تتجنّب الكشف عن القلق الكامن بداخلها تجنّبا ‏للمواجهة مع دولة تسعى لبسط نفوذها على المنطقة ولزعامة العالم الإسلامي.‏

ياوشاح لها متوتره من عام ٧٩ بس اشتدت عقده التوتر
تحياتي لك