متخاصمون

متخاصمون

متخاصمون

في قديم الزمان حيث كان الأمان يحل قلوب الانام من غير دولة او نظام ،كان المتخاصمان يذهبان سويا في رحلة بحث واحده مزهبان طعاما واحدا وزادا واحدا متجهان الى من يفصل بينهما في القضية راضين بما جاء به المحكم بينهما من الحق او العرف الذي لا يخالف الشريعة والمنطق ، كل ذلك لضمان دوام المحبة واستمرار الأخوة التي ضاع معناها الحقيقي بين ابناء الاب الواحد والام الواحدة في ايامنا هذه .

اما اليوم :
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
(( فيستحي الجواب من ان يكتب هناء وتخجل اللغة ان تعبر عن ما يجري وينصدم الزمن بالتحول السريع الى اقصى درجات التخلف ، وتقول القبلية لقد انتهى معناي الحقيقي قبل 50 سنه ، وتقول الارض لقد ارتويت من دمائكم ، وتقول الانسانية لا اعرفكم ولا تعنو لي شي ، ويقول الاسلام ويلكم ما هكذا جاء بي نبيكم ، ويقول العقل لولاء ان من وضعني الخالق جل في علاه لقلت انكم لا تستحقونني ، واخيرا يقول كل من كان له قلب او القى السمع وهو شهيد ويلاه فيسكت فيحشرج بالبكاء على حالنا )).


اخوكم / الغيثي

في الزمان الماضي كانت تحكم العادات والتقاليد الاصيلة كان العيب نقيصة تلاحقك حتى بعد مماتك اما اليوم في عصر التطور وانحلال العادات والتقاليد اصبح العيب والنقيصه من ظمن الامور الرجعيه هناك لغة مصلحة ومنفعه هي من تحكم التعامل

سلمت اخي الغيثي

تعساً لحالنا اليوم فقد تحول أسواء مما كان عليه حال آباءنا وأجدادنا
متخاصمون ولكن معاً في الطعام في المرح حتى في السجن تراهم وكأنهم
لا خصام بينهم بل ممكن تطلق عليهم أنهم أخوة
الغيثي سطرت لنا كلمات من ماء الذهب
دمت ودام لنا قلمك

رغم التطور الذي اعطى فرصة اكبر للتعارف ولفهم ثقافات اخرى ، إلا اننا تخلينا عن الجميل في الماضي واخذنا السيء في الحاضر ، وواقعنا خير من يعبر عن مآسينا ،

كل التقدير اخي الغيثي

لقد عزفت اخي الغيثي على وتر حزين لطالما ابكانا

دمت بخير

متخاصمون مع ذواتهم ومع الشرائع السماوية
منافين للاصاله الانسانيه

يا غيثي--

لا تقطع الامل في الوفاق والمحبة

فا الغبار قد ينجلي والسحاب يرحل ولارض تخضر

مع كل شروق تنبعث في نفوس الناس طاقة جديدة من الامل

فلولا الامل لجفت كثير من الينابيع

قال الشاعر
اعلل النفس با الامال ارقبها --ما اضيق العيش لولاء فسحة الاملي

الضعيفي كان هنا

نص جميل ورائع أخي الغيثي
نتيجةً للطفرة السكانية والتسيب الأمني وزيادة ضغوط الحياة وسيادة لغة القوة في معظم الأحيان ظهرت تلك المشاكل والتعقيدات التي ذكرت نأمل من الله إصلاح الحال.

مع العلم ان الحال في ذلك الزمان اي زمان الطعام الجماعي المزهب في جراب واحد لم يكن زمن العلم والثقافة الواسعة الارجاء كما هو اليوم
ولم تكن هناك سوى الجامعة الواقعية جامعة القيم الراسخة كالجبال ومناهجها الانسانية الملتصقة بالسلوك البشري في حينه وبعد ذلك
جاءت رسالة خير الخلق لتتمم مكارم الاخلاق اي لترتقي بكل الاجيال جميعا نحو التسامي اكثر وبدرجة ثابتة ومتينة نحو الشموخ الاخلاقي
وتقديس هذه الحياة ولتحافظ على الديمومة المطلقة لتلك المنضومة الاخلاقية بختمها الابدي اي لا تبديل لكلمات الله الى قيام الساعة
والسؤال الملح هو ماسر التبدلات الاخلاقية والجنوح العقلي رغم ثبات تلك القيم اليقينية سواء الدينية المحفوظة من رب العالمين او تلك
القيم المجتمعية التي انشاها ورعاها اجيال تعاقبت الى يومنا فالاخلاق لم تختفي ولم تطمس ولكن لاشك ان هناك إحجام عن تفعيلها
وهنا السؤال الكبير ماسر ذلك الإحجام ؟ .

استاذي الغيثي يمتاز قلمك كثيرا بانه يرسم الكلمة صورة ناطقة بايسر السبل واسهلها ولكن بابلغ الالوان
اكثر من اطلالتك فنحن متلهفون لمثل تلك الدروس الصميمية .