منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان

منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان (https://www.hreeb-bihan.com/vb/)
-   الاسلام ديننا و حياتنا (https://www.hreeb-bihan.com/vb/forums/hreeb4/)
-   -   قصة اسلاااام سلمان الفارسي (https://www.hreeb-bihan.com/vb/threads/hreeb15124/)

سعود 10-31-2012 04:20 PM

قصة اسلاااام سلمان الفارسي
 
أحبتي الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

كما في العنوان

( رضي الله عن الصحابة أجمعين وأرضاهم )

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : حدثني سلمان الفارسي – من فيه –

قال : كنت رجلا فارسيا من أهل ( أصبهان ) من أهل قرية يقال لها : ( جَي ) .

وكان أبي دهقان ( زعيم ) قريته ، وكنت أَحَبَّ خلق الله إليه ، فلم يزل حبه إياي حتى

حبسني في بيته كم تحبس الجارية .

واجتهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار ( خادمها ) الذي يوقدها لا يتركها تخبو

ساعة .

قال : وكانت لأبي ضيعة عظيمة ، فشغل في بنيان له يوما .

فقال لي : يا بني ! إني قد شغلت في بنياني هذا اليوم عن ضيعتي ، فاذهب إليها

فاطلعها .

وأمرني فيها ببعض ما يريد ، ثم قال لي : ولا تحتبس عني ؛ فإنك إن احتبست عني

كنت أهم إلي من ضيعتي ، وشغلتني عن كل شيء من أمري.

قال : فخرجت أريد ضيعته التي بعثني إليها .

فمررت بكنيسة من كنائس النصارى ، فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون .

وكنت لا أدري ما أمر الناس لحبس أبي إياي في بيته .

فلما سمعت أصواتهم دخلت عليهم أنظر ما يصنعون ، فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم

ورغبت في أمرهم .

وقلت : هذا والله خير من الدين الذي نحن عليه .

فوالله ما برحتهم حتى غربت الشمس ، وتركت ضيعة أبي فلم آتها .

ثم قلت لهم : أين أصل هذا الدين ؟

قالوا : بالشام .

فرجعت إلى أبي ، وقد بعث في طلبي ، وشغلته عن أمره كله .

فلما جئت قال : أي بني ! أين كنت ؟ ألم أكن عهدت إليك ما عهدت ؟

قال : قلت : يا أبت ! مررت بأناس يصلون في كنيسة لهم ، فأعجبني ما رأيت من

دينهم ، فوالله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس .

قال : أي بني ! ليس في ذلك الدين خير ، دينك ودين آبائك خير منه .

قال : قلت : كلا والله ؛ إنه لخير من ديننا .

قال : فخافني ، فجعل في رجلي قيدا ، ثم حبسني في بيته .

قال : وبعثت إلى النصارى ، فقلت لهم : إذا قدم عليكم ركب من الشام فأخبروني بهم

فقدم عليهم ركب من الشام تجار من النصارى ، فأخبروني بهم .

فقلت : إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعة إلى بلادهم فآذنوني .

قال : فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم أخبروني بهم ، فألقيت الحديد من رجلي ، ثم

خرجت معهم حتى قدمت الشام .

فلما قدمتها قلت : من أفضل هذا الدين علما ؟

قالوا : الأسقف في الكنيسة .

قال : فجئته .

فقلت له : إني قد رغبت في هذا الدين ، وأحببت أن أكون معك ، وأخدمك في كنيستك

وأتعلم منك ، وأصلي معك .

قال : أدخل .

فدخلت معه ، فكان رجل سوء ، يأمرهم بالصدقة ، ويرغبهم فيها ؛ فإذا جمعوا له

شيئا كنزه لنفسه ، ولم يعطه للمساكين ، حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق .

قال : وأبغضته بغضا شديدا ؛ لما رأيته يصنع .

ثم مات ، واجتمعت له النصارى ليدفنوه .

فقلت لهم : إن هذا كان رجل سوء ؛ يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها ، فإذا جئتموه بها

كنزها لنفسه ، ولم يعط المساكين منها شيئا .

قال : فقالوا لي : وما أعلمك بذلك ؟

قال : فقلت لهم : أنا أدلكم على كنزه .

قالوا : فدلنا .

قال : فأريتهم موضعه ، فاستخرجوا سبع قلال مملوءة ذهبا وورقا .

فلما رأوها قالوا : لا ندفنه أبدا .

قال : فصلبوه ورموه بالحجارة .

وجاؤوا برجل آخر فوضعوه مكانه .

قال سلمان : فما رأيت رجلا لا يصلي الخمس أرى أنه أفضل منه ، وأزهد في الدنيا ،

ولا أرغب في الآخرة ، ولا أدأب ليلا ونهارا منه .

قال : فأحببته حبا لم أحب شيئا قبله مثله .

قال : فأقمت معه زمانا ، ثم حضرته الوفاة .

فقلت له : إني قد كنت معك ، وأحببتك حبا لم أحبه شيئا قبلك ، وقد حضر ما ترى من

أمر الله تعالى ، فإلى من توصي بي ؟ وبم تأمرني ؟

قال : أي بني ! والله ؛ ما أعلم اليوم أحدا على ما كنت عليه ، لقد هلك الناس وبدلوا

، وتركوا أكثر ما كانوا عليه ؛ إلا رجلا بـ ( الموصل ) وهو فلان ، وهو على ما كنت

عليه ، فالحق به .

قال : فلما مات وغيب ، لحقت بصاحب ( الموصل ) .

فقلت : يا فلان ! إن فلانا أوصاني عند موته أن ألحق بك ، وأخبرني أنك على أمره .

فقال لي : أقم عندي .

فأقمت عنده ، فوجدته خير رجل على أمر صاحبه ، فلم يلبث أن مات ، فلما حضرته

الوفاة .

قلت له : يا فلان ! إن فلانا أوصى بي إليك ، وأمرني باللحوق بك ، وقد حضرك من

أمر الله ما ترى ، فإلى من توصي بي ؟ وبم تأمرني ؟

قال : يا بني ! والله ما أعلم رجلا على مثل ما كنا عليه إلا رجلا بـ ( نصيبين ) وهو

فلان ، فالحق به .

فلما مات وغيب ، لحقت بصاحب ( نصيبين ) فأخبرته خبري ، وما أمرني به

صاحباي .

فقال : أقم عندي .

فأقمت عنده ، فوجدته على أمر صاحبيه ، فأقمت مع خير رجل ، فوالله ؛ ما لبث أن

نزل به الموت .

فلما حُضر قلت له : يا فلان ! إن فلانا كان أوصى بي إلى فلان ، ثم أوصى بي إلى

فلان ، ثم أوصى بي فلان إليك ، فإلى من توصي بي ؟ وبم تأمرني ؟

قال : يا بني ! والله ؛ ما أعلم بقي على أمرنا آمرك أن تأتيه إلا رجل بـ ( عمورية )

من أرض الروم ؛ فإنه على مثل ما نحن عليه ، فإن أحببت فائته ؛ فإنه على أمرنا .

فلما مات وغيب لحقت بصاحب ( عمورية ) فأخبرته خبري .

فقال : أقم عندي .

فأقمت عند خير رجل على هدي أصحابه .

قال : واكتسبت حتى كانت لي بقرات وغنيمة .

ثم نزل به أمر الله .

فلما حُضر قلت له : يا فلان ! إني كنت مع فلان فأوصى بي إلى فلان ، ثم أوصى بي

فلان إلى فلان ، ثم أوصى بي فلان إلى فلان ، ثم أوصى بي إليك ، فإلى من توصي

بي ؟ وبم تأمرني ؟

قال : أي بني ! والله ؛ ما أعلم أصبح أحد على مثل ما كنا عليه من الناس آمرك أن

تأتيه .

ولكنه قد أظل زمان نبي مبعوث بدين إبراهيم ، يخرج بأرض العرب ، مهاجره إلى

بين حرتين ، بينهما نخل ، به علامات لا تخفى يأكل الهدية ، ولا يأكل الصدقة ، بين

كتفيه خاتم النبوة ، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فأفعل .

قال : ثم مات وغيب ، ومكثت بـ ( عمورية ) ما شاء الله أن أمكث .

ثم مر بي نفر من ( كلب ) تجار .

فقلت لهم : احملوني إلى أرض العرب ، وأعطيكم بقراتي هذه ، وغنيمتي هذه .

قالوا : نعم .

فأعطيتموها وحملوني معهم ، حتى إذا بلغوا وادي القرى ظلموني ؛ فباعوني من

رجل يهودي عبدا ، فكنت عنده ، ورأيت النخل ، فرجوت أن يكون البلد الذي وصف

لي صاحبي ، ولم يحق في نفسي .

فبينا أنا عنده ، إذ قدم عليه ابن عم له من بني قريظة من ( المدينة ) فابتاعني منه ،

فاحتملني إلى المدينة فوالله ما هو إلا أن رأيتها ، فعرفتها بصفة صاحبي لها ، فأقمت

بها .

وبُعث رسول الله  ، فأقام بـ ( مكة ) ما أقام ، ولا أسمع له بذكر مما أنا فيه من

شغل الرق ، ثم هاجر إلى ( المدينة ) .

فوالله إني لفي رأس عذق لسيدي أعمل فيه بعض العمل ، وسيدي جالس تحتي ، إذ

أقبل ابن عم له حتى وقف عليه .

فقال : يا فلان قاتل الله بني قيلة ( الأنصار ) والله إنهم لمجتمعون الآن بـ ( بقباء )

على رجل قدم من مكة اليوم يزعمون أنه نبي .

قال سلمان : فلما سمعتها أخذتني الرعدة ، حتى ظننت أني ساقط على سيدي .

فنزلت عن النخلة ، فجعلت أقول لابن عمه : ماذا تقول ؟ ماذا تقول ؟

قال : فغضب سيدي ، فلكمني لكمة شديدة .

ثم قال : مالك ولهذا ؟ أقبل على عملك .

قال : فقلت : لا شيء إنما أردت أن استثبته عما قال .

قال : وكان عندي شيء جمعته ، فلما أمسيت أخذته ، ثم ذهبت به إلى رسول الله 

وهو بـ ( قباء ) فدخلت عليه .

فقلت له : إنه قد بلغني أنك رجل صالح ، ومعك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة ، وهذا

شيء كان عندي للصدقة ، فرأيتكم أحق به من غيركم .

قال : فقربته إليه .

فقال رسول الله  : كلوا .

وأمسك يده فلم يأكل .

فقلت في نفسي : هذه واحدة .

ثم انصرفت عنه ، فجمعت شيئا ، وتحول رسول الله -  - إلى المدينة ،

ثم جئته فقلت له : إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة ، وهذه هدية أكرمتك بها .

قال : فأكل رسول الله -  - منها ، وأمر أصحابه فأكلوا معه .

قال : فقلت في نفسي : هاتان ثنتان .

قال : ثم جئت رسول الله -  - وهو بـ ( بقيع الغرقد ) قد تبع جنازة رجل من

أصحابه ، وعليه شملتان ، وهو جالس في أصحابه ، فسلمت عليه ، ثم استدبرته

أنظر إلى ظهره ، هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي ؟

فلما رآني رسول الله -  - استدبرته ؛ عرف أني أستثبت في شيء وصف لي ،

فألقى رداءه عن ظهره ، فنظرت إلى الخاتم فعرفته ، فأكببت عليه أقبله وأبكي .

فقال لي رسول الله -  - : " تحول "

فتحولت بين يديه ، فقصصت عليه حديثي كما حدثتك يا ابن عباس !

فأعجب رسول الله -  - أن يسمع ذاك أصحابه .

ثم شغل سلمان الرِّق حتى فاته مع رسول الله -  - ( بدر و أحد )

قال سلمان : ثم قال لي رسول الله -  - : " كاتب يا سلمان ! "

فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة أحييتها له بالفقير ( بالحفر والغرس ) وأربعين

أوقية .

فقال رسول الله -  - لأصحابه : ( أعينوا أخاكم )

فأعانوني في النخل : الرجل بثلاثين ودية ( فراخ النخل ).

والرجل بعشرين ودية .

والرجل بخمس عشرة ودية .

والرجل بعشرة .

يعين الرجل بقدر ما عنده ، حتى اجتمعت لي ثلاثمائة ودية .

فقال لي رسول الله -  - : ( اذهب يا سلمان ففقر لها ، فإذا فرغت فأتني أكن أنا

أضعها بيدي ) .

قال : ففقرت ، وأعانني أصحابي ، حتى إذا فرغت ؛ جئته فأخبرته ، فخرج رسول الله

-  - معي إليها ، فجعلنا نقرب إليه الودي ، ويضعه رسول الله -  - بيده حتى إذا

فرغنا ، فوالذي نفس سلمان بيده ؛ ما ماتت منها ودية واحدة .

فأديت النخل وبقي علي المال .

فأتي رسول الله -  - بمثل بيضة الدجاجة من ذهب من بعض المعادن .

فقال : ( ما فعل الفارسي المكاتب ؟ ) .

قال : فدعيت له .

قال : ( خذ هذه فأدها مما عليك يا سلمان ! )

قال : قلت : وأين تقع هذه مما علي يا رسول الله ؟

قال : ( خذها ؛ فإن الله سيؤدي بها عنك ).

قال : فأخذتها ، فوزنت لهم منها – والذي نفس سلمان بيده – أربعين أوقية

فأوفيتهم حقهم .

وعتق سلمان ، فشهد ت مع رسول الله -  - ( الخندق ) حرا ، ثم لم يفتني معه

مشهد . ( 1 )

وروى البخاري في ( صحيحه ) من حديث أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي

أنه تداوله بضعة عشر ؛ من رب إلى رب .

أي : من معلم إلى معلم ، ومن مرب إلى مثله . والله أعلم .

( 1 ) إسناده صحيح .

مصدر القصة من كتاب : صحيح السيرة النبوية / الألباني .

منقول للفائده

متخصص 11-29-2012 08:25 PM

لهذا سمي الباحث عن الحق رضي الله عنه
شكرا اخي سعود

أمير الكلمة 11-29-2012 08:34 PM

الباحث عن الحق
قصه رائعه جدآ يجب المرور عليها بتروي
وهذا ما سافعله ان شاء الله


جزاك الله خير اخي الغالي سعود


سعود 11-29-2012 08:35 PM



متخصص


ملاذ الطير 11-29-2012 08:49 PM

جزاك الله خير اخي سعودعلى القصه الشيقه لاسلام سلمان الفارسي



جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 03:50 PM.

.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
.


Search Engine Friendly URLs by vBSEO

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66