بالصور.. داعش تعلن إحراق الطيار الأردني حياً

إقتباس من مشاركة ناصرهماس طريقة الآعدام طريقه بشعه بكل ما تحمله من معاني البشاعه ولا يقبلها أي دين سماوي . لكن السؤال هل يعقل بالفعل أن طريقة أعدام الطيار بحرقه جائزه شرعاً من منضور أسلامي ؟ القضيه أكبر مما نتصوره في ضوء ما يحدث اليوم من صراع ضاهره حرب على الآرهاب وباطنه حرب على الآسلام وأهله . لم نسأل أنفسنا لآننا دائماً نحتكم إلى العواطف ونحكم من خلال عواطفنا على جل ما يحدث . الطيار الآردني لم يذهب بطائرته في نزهه وأنما ذهب ليلقي بقنابل وصواريخ فوق رؤس بشر أيا كانو هؤلاء الناس إذا هو ذاهب وهو يعلم بأن طائرته لو أسقطت ووقع في أسر أي جماعه من الجماعات المنتشره على أرض الشام فأنها نهايته . يمكن فقط أن تختلف طريقة القتل من جماعه لآخرى . الطيار الآردني ذهب بطائرته ليقاتل الآرهاب الآسلامي ونسي أن بينه وبين الآرهاب المتمثل بدولة أسرائيل بضعة كيلو مترات ولو ذهب بطائرته ليضرب أسرائيل لقامت الدنيا ولآصبح هو أرهابي لاتغتفر جريمته . العالم العربي يعيش حاله من التخبط والارباك وسيناريو الشرق الآوسط الجديد الذي بداء مشروعه بعد سقوط بغداد يمشي على قدما وساق . العرب لايملكون أي مقومات سوى مقومات السقوط والآنحطاط . بلاد الشام تدمر فوق رؤوس أبناءها بجماعات تأتي من كل مكان وبنظام يحرق أبناءه بالبراميل المتفجره على مرأى ومسمع من دعاة الحريه والديمقراطيه وبمباركة من قوى كبرى وكان الحميع يشارك في الجريمه وهم بالفعل مشاركون . عندما يفقد الآنسان كل شئ فأن كل الخيارات متاحه له في أن يفعل كل شئ . في العراق ضربت أميركا وأحرقت مدن بمن فيها وجعلت عاليها سافلها أمطرت على أبناءها كل أصناف ما تمتلكه من أسلحه محرمه وغير محرمه وسلمت العراق لمليشيات طائفيه أكملت ما تبقى وهجرت وقتلت وسحلت وعذبت وجوعت الملايين فخرج جيل يحمل الحقد والكراهيه ولا يعرف إلا لغة الآنتقام وبأي طريقه لايهمه طريقة الآنتقام وسار مشروع التقسيم وامتد ولكي يكتمل لم يتبقى من بلاد الشام سوى الآردن . أنا على يقين أن الطيار الآردني بأسقاط طائرته هو المصيده التي أراد بها اللاعبون الكبار جر الآردن للدخول في حلبة الصراع القائم في بلاد الشام لكي يكتمل المشهد الآول هناك ويبداء سيناريو المشهد الثاني المخطط لمصر ومن بعدها بقية الدول العربيه .

يبدو أن الطريقة الشنيعة التي استعرض فيها تنظيم "داعش" وحشيته على معاذ الكساسبة وقعت كالصاعقة، ليس على ذويه فحسب، بل وعلى من كان يراد لهم أن يكونوا في لحظة بدلاء مخلصين له.
الصدمة كمت فم ساجدة الريشاوي فلم تستطع، قبل الانتقال إلى العالم الآخر، أن تنطق بوصيتها من المرة الأولى.. لا أحد يعرف، ولن يعرف ربما بماذا كانت هذه السيدة العراقية تفكر حينما ساقها الجنود الأردنيون فجرا إلى حبل المشنقة.. هل كانت ضحية أم مشروع قتل لم تكتمل فصوله عام 2005؟.. هل غدر بها "داعش" عندما كان يتصنع التفاوض لاستبدالها؟ أسئلة لا إجابة عنها، لا معنى لها ربما، أمام السؤال الأخير الذي كرره القاضي منتهكا صمتها: هل تريدين إيصال أموال إلى أهلك؟.. الرد كان مقتضبا:"نعم".
كان هذا المشهد بعد ربع ساعة من إعدام زميلها في القدر زياد الكربولي، الذي كان، بحكم ذكوريته وعمره الشاب ربما أكثر جسارة في الرد على القاضي، فطالب، كما ساجدة، بإيصال ما بحوزته من أموال إلى ذويه.
بين الساعة الرابعة والنصف والخامسة من فجر الثلاثاء تحول جسدا الريشاوي والكربولي إلى جثتين هامدتين نقلتهما الأجهزة الطبية إلى مستشفى البشير، حيث مغسلة الموتى، تحت حماية أمنية مشددة، تحسبا من التمثيل بهما ربما من قبل الشارع المنكوب على إحراق شاب ما زال الأردنيون ينتظرون "غسل صدورهم" من قاتليه.