منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان

منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان (https://www.hreeb-bihan.com/vb/)
-   دواوين الشعراء العرب (https://www.hreeb-bihan.com/vb/forums/hreeb62/)
-   -   ديوان أمير الشعراء أحمد شوقي (https://www.hreeb-bihan.com/vb/threads/hreeb22405/)

صدى الوجدان 04-02-2013 09:54 AM

ديوان أمير الشعراء أحمد شوقي
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
.
http://img136.imageshack.us/img136/2...0162214yv0.gif

أحمد شوقي.. أمير الشعراء
http://www.diwanalarab.com/rien.gifhttp://www.diwanalarab.com/rien.gifhttp://www.diwanalarab.com/rien.gif(في ذكرى وفاته : 13 من جمادى الآخرة 1351 هـ)
كان الشعر العربي على موعد مع القدر، ينتظر من يأخذ بيده، ويبعث فيه روحًا جديدة تبث فيه الحركة والحياة، وتعيد له الدماء في الأوصال، فتتورد وجنتاه نضرة وجمالاً بعد أن ظل قرونًا عديدة واهن البدن، خامل الحركة، كليل البصر.
وشاء الله أن يكون "البارودي" هو الذي يعيد الروح إلى الشعر العربي، ويلبسه أثوابًا قشيبة، زاهية اللون، بديعة الشكل والصورة، ويوصله بماضيه التليد، بفضل موهبته الفذة وثقافته الواسعة وتجاربه الغنية.
ولم يشأ الله تعالى أن يكون البارودي هو وحده فارس الحلبة ونجم عصره- وإن كان له فضل السبق والريادة- فلقيت روحه الشعرية الوثابة نفوسًا تعلقت بها، فملأت الدنيا شعرًا بكوكبة من الشعراء من أمثال: إسماعيل صبري، وحافظ إبراهيم، وأحمد محرم، وأحمد نسيم، وأحمد الكاشف، وعبد الحليم المصري. وكان أحمد شوقي هو نجم هذه الكوكبة وأميرها بلا منازع عن رضى واختيار، فقد ملأ الدنيا بشعره، وشغل الناس، وأشجى القلوب.
المولد والنشأة

ولد أحمد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة في (20 من رجب 1287 هـ = 16 من أكتوبر 1870م) لأب شركسي وأم من أصول يونانية، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر، ولما بلغ الرابعة من عمره التحق بكُتّاب الشيخ صالح، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة، وانكب على دواوين فحول الشعراء حفظًا واستظهارًا، فبدأ الشعر يجري على لسانه.
وبعد أن أنهى تعليمه بالمدرسة وهو في الخامسة عشرة من عمره التحق بمدرسة الحقوق سنة (1303هـ = 1885م)، وانتسب إلى قسم الترجمة الذي قد أنشئ بها حديثًا، وفي هذه الفترة بدأت موهبته الشعرية تلفت نظر أستاذه الشيخ "محمد البسيوني"، ورأى فيه مشروع شاعر كبير، فشجّعه، وكان الشيخ بسيوني يُدّرس البلاغة في مدرسة الحقوق ويُنظِّم الشعر في مدح الخديوي توفيق في المناسبات، وبلغ من إعجابه بموهبة تلميذه أنه كان يعرض عليه قصائده قبل أن ينشرها في جريدة الوقائع المصرية، وأنه أثنى عليه في حضرة الخديوي، وأفهمه أنه جدير بالرعاية، وهو ما جعل الخديوي يدعوه لمقابلته.
السفر إلى فرنسا

وبعد عامين من الدراسة تخرّج من المدرسة، والتحق بقصر الخديوي توفيق، الذي ما لبث أن أرسله على نفقته الخاصة إلى فرنسا، فالتحق بجامعة "مونبلييه" لمدة عامين لدراسة القانون، ثم انتقل إلى جامعة باريس لاستكمال دراسته حتى حصل على إجازة الحقوق سنة (1311هـ = 1893م)، ثم مكث أربعة أشهر قبل أن يغادر فرنسا في دراسة الأدب الفرنسي دراسة جيدة ومطالعة إنتاج كبار الكتاب والشعر.
العودة إلى مصر

عاد شوقي إلى مصر فوجد الخديوي عباس حلمي يجلس على عرش مصر، فعيّنه بقسم الترجمة في القصر، ثم ما لم لبث أن توثَّقت علاقته بالخديوي الذي رأى في شعره عونًا له في صراعه مع الإنجليز، فقرَّبه إليه بعد أن ارتفعت منزلته عنده، وخصَّه الشاعر العظيم بمدائحه في غدوه ورواحه، وظل شوقي يعمل في القصر حتى خلع الإنجليز عباس الثاني عن عرش مصر، وأعلنوا الحماية عليها سنة (1941م)، وولّوا حسين كامل سلطنة مصر، وطلبوا من الشاعر مغادرة البلاد، فاختار النفي إلى برشلونة في إسبانيا، وأقام مع أسرته في دار جميلة تطل على البحر المتوسط.
شعره في هذه الفترة

ودار شعر شوقي في هذه الفترة التي سبقت نفيه حول المديح؛ حيث غمر الخديوي عباس حلمي بمدائحه والدفاع عنه، وهجاء أعدائه، ولم يترك مناسبة إلا قدَّم فيها مدحه وتهنئته له، منذ أن جلس على عرش مصر حتى خُلع من الحكم، ويمتلئ الديوان بقصائد كثيرة من هذا الغرض.
ووقف شوقي مع الخديوي عباس حلمي في صراعه مع الإنجليز ومع من يوالونهم، لا نقمة على المحتلين فحسب، بل رعاية ودفاعًا عن ولي نعمته كذلك، فهاجم رياض باشا رئيس النُظّار حين ألقى خطابًا أثنى فيه على الإنجليز وأشاد بفضلهم على مصر، وقد هجاه شوقي بقصيدة عنيفة جاء فيها:
غمرت القوم إطراءً وحمدًا
وهم غمروك بالنعم الجسام
خطبت فكنت خطبًا لا خطيبًا
أضيف إلى مصائبنا العظام
لهجت بالاحتلال وما أتاه
وجرحك منه لو أحسست دام
وبلغ من تشيعه للقصر وارتباطه بالخديوي أنه ذمَّ أحمد عرابي وهجاه بقصيدة موجعة، ولم يرث صديقه مصطفى كامل إلا بعد فترة، وكانت قد انقطعت علاقته بالخديوي بعد أن رفع الأخير يده عن مساندة الحركة الوطنية بعد سياسة الوفاق بين الإنجليز والقصر الملكي؛ ولذلك تأخر رثاء شوقي بعد أن استوثق من عدم إغضاب الخديوي، وجاء رثاؤه لمصطفى كامل شديد اللوعة صادق الأحزان، قوي الرنين، بديع السبك والنظم، وإن خلت قصيدته من الحديث عن زعامة مصطفى كامل وجهاده ضد المستعمر، ومطلع القصيدة:
المشرقان عليك ينتحبان
قاصيهما في مأتم والدان
يا خادم الإسلام أجر مجاهد
في الله من خلد ومن رضوان
لمّا نُعيت إلى الحجاز مشى الأسى
في الزائرين وروّع الحرمان
وارتبط شوقي بدولة الخلافة العثمانية ارتباطًا وثيقًا، وكانت مصر تابعة لها، فأكثر من مدح سلطانها عبد الحميد الثاني؛ داعيًا المسلمين إلى الالتفات حولها؛ لأنها الرابطة التي تربطهم وتشد من أزرهم، فيقول:
أما الخلافة فهي حائط بيتكم
حتى يبين الحشر عن أهواله
لا تسمعوا للمرجفين وجهلهم
فمصيبة الإسلام من جُهّاله
ولما انتصرت الدولة العثمانية في حربها مع اليونان سنة (1315هـ = 1987م) كتب مطولة عظيمة بعنوان "صدى الحرب"، أشاد فيها بانتصارات السلطان العثماني، واستهلها بقوله:
بسيفك يعلو والحق أغلب
وينصر دين الله أيان تضرب
وهي مطولة تشبه الملاحم، وقد قسمها إلى أجزاء كأنها الأناشيد في ملحمة، فجزء تحت عنوان "أبوة أمير المؤمنين"، وآخر عن "الجلوس الأسعد"، وثالث بعنوان "حلم عظيم وبطش أعظم". ويبكي سقوط عبد الحميد الثاني في انقلاب قام به جماعة الاتحاد والترقي، فينظم رائعة من روائعه العثمانية التي بعنوان "الانقلاب العثماني وسقوط السلطان عبد الحميد"، وقد استهلها بقوله:
سل يلدزا ذات القصور
هل جاءها نبأ البدور
لو تستطيع إجابة
لبكتك بالدمع الغزير
ولم تكن صلة شوقي بالترك صلة رحم ولا ممالأة لأميره فحسب، وإنما كانت صلة في الله، فقد كان السلطان العثماني خليفة المسلمين، ووجوده يكفل وحدة البلاد الإسلامية ويلم شتاتها، ولم يكن هذا إيمان شوقي وحده، بل كان إيمان كثير من الزعماء المصريين.
وفي هذه الفترة نظم إسلامياته الرائعة، وتعد قصائده في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) من أبدع شعره قوة في النظم، وصدقًا في العاطفة، وجمالاً في التصوير، وتجديدًا في الموضوع، ومن أشهر قصائده "نهج البردة" التي عارض فيها البوصيري في بردته، وحسبك أن يعجب بها شيخ الجامع الأزهر آنذاك محدث العصر الشيخ "سليم البشري" فينهض لشرحها وبيانها. يقول في مطلع القصيدة:
ريم على القاع بين البان والعلم
أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
ومن أبياتها في الرد على مزاعم المستشرقين الذين يدعون أن الإسلام انتشر بحد السيف:
قالوا غزوت ورسل الله ما بعثوا
لقتل نفس ولا جاءوا لسفك دم
جهل وتضليل أحلام وسفسطة
فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم
ويلحق بنهج البردة قصائد أخرى، مثل: الهمزية النبوية، وهي معارضة أيضًا للبوصيري، وقصيدة ذكرى المولد التي مطلعها:
سلوا قلبي غداة سلا وتابا
لعل على الجمال له عتابًا
كما اتجه شوقي إلى الحكاية على لسان الحيوان، وبدأ في نظم هذا الجنس الأدبي منذ أن كان طالبًا في فرنسا؛ ليتخذ منه وسيلة فنية يبث من خلالها نوازعه الأخلاقية والوطنية والاجتماعية، ويوقظ الإحساس بين مواطنيه بمآسي الاستعمار ومكائده.
وقد صاغ شوقي هذه الحكايات بأسلوب سهل جذاب، وبلغ عدد تلك الحكايات 56 حكاية، نُشرت أول واحدة منها في جريدة "الأهرام" سنة (1310هـ = 1892م)، وكانت بعنوان "الهندي والدجاج"، وفيها يرمز بالهندي لقوات الاحتلال وبالدجاج لمصر.
النفي إلى إسبانيا

وفي الفترة التي قضاها شوقي في إسبانيا تعلم لغتها، وأنفق وقته في قراءة كتب التاريخ، خاصة تاريخ الأندلس، وعكف على قراءة عيون الأدب العربي قراءة متأنية، وزار آثار المسلمين وحضارتهم في إشبيلية وقرطبة وغرناطة.
وأثمرت هذه القراءات أن نظم شوقي أرجوزته "دول العرب وعظماء الإسلام"، وهي تضم 1400 بيت موزعة على (24) قصيدة، تحكي تاريخ المسلمين منذ عهد النبوة والخلافة الراشدة، على أنها رغم ضخامتها أقرب إلى الشعر التعليمي، وقد نُشرت بعد وفاته.
وفي المنفى اشتد به الحنين إلى الوطن وطال به الاشتياق وملك عليه جوارحه وأنفاسه. ولم يجد من سلوى سوى شعره يبثه لواعج نفسه وخطرات قلبه، وظفر الشعر العربي بقصائد تعد من روائع الشعر صدقًا في العاطفة وجمالاً في التصوير، لعل أشهرها قصيدته التي بعنوان "الرحلة إلى الأندلس"، وهي معارضة لقصيدة البحتري التي يصف فيها إيوان كسرى، ومطلعها:
صنت نفسي عما يدنس نفسي
وترفعت عن جدا كل جبس
وقد بلغت قصيدة شوقي (110) أبيات تحدّث فيها عن مصر ومعالمها، وبثَّ حنينه وشوقه إلى رؤيتها، كما تناول الأندلس وآثارها الخالدة وزوال دول المسلمين بها، ومن أبيات القصيدة التي تعبر عن ذروة حنينه إلى مصر قوله:
أحرام على بلابله الدوح
حلال للطير من كل جنس
وطني لو شُغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
شهد الله لم يغب عن جفوني
شخصه ساعة ولم يخل حسي
العودة إلى الوطن
عاد شوقي إلى الوطن في سنة (1339هـ = 1920م)، واستقبله الشعب استقبالاً رائعًا واحتشد الآلاف لتحيته، وكان على رأس مستقبليه الشاعر الكبير "حافظ إبراهيم"، وجاءت عودته بعد أن قويت الحركة الوطنية واشتد عودها بعد ثورة 1919م، وتخضبت أرض الوطن بدماء الشهداء، فمال شوقي إلى جانب الشعب، وتغنَّى في شعره بعواطف قومه وعبّر عن آمالهم في التحرر والاستقلال والنظام النيابي والتعليم، ولم يترك مناسبة وطنية إلا سجّل فيها مشاعر الوطن وما يجيش في صدور أبنائه من آمال.
لقد انقطعت علاقته بالقصر واسترد الطائر المغرد حريته، وخرج من القفص الذهبي، وأصبح شاعر الشعب المصري وترجمانه الأمين، فحين يرى زعماء الأحزاب وصحفها يتناحرون فيما بينهم، والمحتل الإنجليزي لا يزال جاثم على صدر الوطن، يصيح فيهم قائلاً:
إلام الخلف بينكم إلاما؟
وهذي الضجة الكبرى علاما؟
وفيم يكيد بعضكم لبعض
وتبدون العداوة والخصاما؟
وأين الفوز؟ لا مصر استقرت
على حال ولا السودان داما
ورأى في التاريخ الفرعوني وأمجاده ما يثير أبناء الشعب ويدفعهم إلى الأمام والتحرر، فنظم قصائد عن النيل والأهرام وأبي الهول. ولما اكتشفت مقبرة توت عنخ أمون وقف العالم مندهشًا أمام آثارها المبهرة، ورأى شوقي في ذلك فرصة للتغني بأمجاد مصر؛ حتى يُحرِّك في النفوس الأمل ويدفعها إلى الرقي والطموح، فنظم قصيدة رائعة مطلعها:
قفي يا أخت يوشع خبرينا
أحاديث القرون الغابرينا
وقصي من مصارعهم علينا
ومن دولاتهم ما تعلمينا
وامتد شعر شوقي بأجنحته ليعبر عن آمال العرب وقضاياهم ومعاركهم ضد المستعمر، فنظم في "نكبة دمشق" وفي "نكبة بيروت" وفي ذكرى استقلال سوريا وذكرى شهدائها، ومن أبدع شعره قصيدته في "نكبة دمشق" التي سجّل فيها أحداث الثورة التي اشتعلت في دمشق ضد الاحتلال الفرنسي، ومنها:
بني سوريّة اطرحوا الأماني
وألقوا عنكم الأحلام ألقوا
وقفتم بين موت أو حياة
فإن رمتم نعيم الدهر فاشقوا
وللأوطان في دم كل حرٍّ
يد سلفت ودين مستحقُّ
وللحرية الحمراء باب
بكل يد مضرجة يُدَقُّ
ولم تشغله قضايا وطنه عن متابعة أخبار دولة الخلافة العثمانية، فقد كان لها محبًا عن شعور صادق وإيمان جازم بأهميتها في حفظ رابطة العالم الإسلامي، وتقوية الأواصر بين شعوبه، حتى إذا أعلن "مصطفى كمال أتاتورك" إلغاء الخلافة سنة 1924 وقع الخبر عليه كالصاعقة، ورثاها رثاءً صادقًا في قصيدة مبكية مطلعها:
عادت أغاني العرس رجع نواح
ونعيت بين معالم الأفراح
كُفنت في ليل الزفاف بثوبه
ودفنت عند تبلج الإصباح
ضجت عليك مآذن ومنابر
وبكت عليك ممالك ونواح
الهند والهة ومصر حزينة
تبكي عليك بمدمع سحَّاح
إمارة الشعر

أصبح شوقي بعد عودته شاعر الأمة المُعبر عن قضاياها، لا تفوته مناسبة وطنية إلا شارك فيها بشعره، وقابلته الأمة بكل تقدير وأنزلته منزلة عالية، وبايعه شعراؤها بإمارة الشعر سنة (1346هـ = 1927م) في حفل أقيم بدار الأوبرا بمناسبة اختياره عضوًا في مجلس الشيوخ، وقيامه بإعادة طبع ديوانه "الشوقيات". وقد حضر الحفل وفود من أدباء العالم العربي وشعرائه، وأعلن حافظ إبراهيم باسمهم مبايعته بإمارة الشعر قائلاً:
بلابل وادي النيل بالشرق اسجعي
بشعر أمير الدولتين ورجِّعي
أعيدي على الأسماع ما غردت به
براعة شوقي في ابتداء ومقطع
أمير القوافي قد أتيت مبايعًا
وهذي وفود الشرق قد بايعت معي
مسرحيات شوقي

أحمد شوقي و سعد زغلول

بلغ أحمد شوقي قمة مجده، وأحس أنه قد حقق كل أمانيه بعد أن بايعه شعراء العرب بإمارة الشعر، فبدأ يتجه إلى فن المسرحية الشعرية، وكان قد بدأ في ذلك أثناء إقامته في فرنسا لكنه عدل عنه إلى فن القصيد.
وأخذ ينشر على الناس مسرحياته الشعرية الرائعة، استمد اثنتين منها من التاريخ المصري القديم، وهما: "مصرع كليوباترا" و"قمبيز"، والأولى منهما هي أولى مسرحياته ظهورًا، وواحدة من التاريخ الإسلامي هي "مجنون ليلى"، ومثلها من التاريخ العربي القديم هي "عنترة"، وأخرى من التاريخ المصري العثماني وهي "علي بك الكبير"، وله مسرحيتان هزليتان، هما: "الست هدي"، و"البخيلة".
ولأمر غير معلوم كتب مسرحية "أميرة الأندلس" نثرًا، مع أن بطلها أو أحد أبطالها البارزين هو الشاعر المعتمد بن عباد.
وقد غلب الطابع الغنائي والأخلاقي على مسرحياته، وضعف الطابع الدرامي، وكانت الحركة المسرحية بطيئة لشدة طول أجزاء كثيرة من الحوار، غير أن هذه المآخذ لا تُفقِد مسرحيات شوقي قيمتها الشعرية الغنائية، ولا تنفي عنها كونها ركيزة الشعر الدرامي في الأدب العربي الحديث.
مكانة شوقي

منح الله شوقي موهبة شعرية فذة، وبديهة سيالة، لا يجد عناء في نظم القصيدة، فدائمًا كانت المعاني تنثال عليه انثيالاً وكأنها المطر الهطول، يغمغم بالشعر ماشيًا أو جالسًا بين أصحابه، حاضرًا بينهم بشخصه غائبًا عنهم بفكره؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية؛ إذ بلغ نتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين ألف بيت وخمسمائة بيت، ولعل هذا الرقم لم يبلغه شاعر عربي قديم أو حديث.
وكان شوقي مثقفًا ثقافة متنوعة الجوانب، فقد انكب على قراءة الشعر العربي في عصور ازدهاره، وصحب كبار شعرائه، وأدام النظر في مطالعة كتب اللغة والأدب، وكان ذا حافظة لاقطة لا تجد عناء في استظهار ما تقرأ؛ حتى قيل بأنه كان يحفظ أبوابًا كاملة من بعض المعاجم، وكان مغرمًا بالتاريخ يشهد على ذلك قصائده التي لا تخلو من إشارات تاريخية لا يعرفها إلا المتعمقون في دراسة التاريخ، وتدل رائعته الكبرى "كبار الحوادث في وادي النيل" التي نظمها وهو في شرخ الشباب على بصره بالتاريخ قديمه وحديثه.
وكان ذا حس لغوي مرهف وفطرة موسيقية بارعة في اختيار الألفاظ التي تتألف مع بعضها لتحدث النغم الذي يثير الطرب ويجذب الأسماع، فجاء شعره لحنًا صافيًا ونغمًا رائعًا لم تعرفه العربية إلا لقلة قليلة من فحول الشعراء.
وإلى جانب ثقافته العربية كان متقنًا للفرنسية التي مكنته من الاطلاع على آدابها والنهل من فنونها والتأثر بشعرائها، وهذا ما ظهر في بعض نتاجه وما استحدثه في العربية من كتابة المسرحية الشعرية لأول مرة.
وقد نظم الشعر العربي في كل أغراضه من مديح ورثاء وغزل، ووصف وحكمة، وله في ذلك أوابد رائعة ترفعه إلى قمة الشعر العربي، وله آثار نثرية كتبها في مطلع حياته الأدبية، مثل: "عذراء الهند"، ورواية "لادياس"، و"ورقة الآس"، و"أسواق الذهب"، وقد حاكى فيه كتاب "أطواق الذهب" للزمخشري، وما يشيع فيه من وعظ في عبارات مسجوعة.
وقد جمع شوقي شعره الغنائي في ديوان سماه "الشوقيات"، ثم قام الدكتور محمد صبري السربوني بجمع الأشعار التي لم يضمها ديوانه، وصنع منها ديوانًا جديدًا في مجلدين أطلق عليه "الشوقيات المجهولة".
وفاته

ظل شوقي محل تقدير الناس وموضع إعجابهم ولسان حالهم، حتى إن الموت فاجأه بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر، وفاضت روحه الكريمة في (13 من جمادى الآخرة = 14 من أكتوبر 1932م.
من مراجع الدراسة:

*
أحمد شوقي: الشوقيات – تحقيق علي عبد المنعم عبد الحميد – الشركة المصرية العالمية للنشر – القاهرة (2000م). *
شكيب أرسلان: شوقي أو صداقة أربعين سنة – مطبعة عيسى البابي الحلبي – القاهرة (1355 هـ = 1936م). *
شوقي ضيف: شوقي شاعر العصر الحديث – دار المعارف – القاهرة (1975م). *
عبد الرحمن الرافعي: شعراء الوطنية – مكتبة النهضة المصرية – القاهرة (1373هـ = 1954م). *
ماهر حسن فهمي: أحمد شوقي – الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة (1985م). *
محمد مندور: أحمد شوقي – منشورات المكتب التجاري – بيروت (1970م)..


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

صدى الوجدان 04-02-2013 09:56 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
قل للرجال


قُــلْ للرِّجَــالِ: طغــى الأَســيرْ طــيرُ الحِجــالِ متــى يَطــيرْ?
أَوْهَــــى جنَاحَيْـــهِ الحـــديـ ـــدُ, وحَــزَّ ســاقَيْهِ الحــريرْ
ذهــــب الحِجـــابُ بصـــبره وأَطــــال حيْرتَـــه السُّـــفورْ
هــــل هُيِّئَـــتْ دَرَجُ الســـما ء لــه, وهــل نُــصَّ الأَثــيرْ?
وهـــل اســـتمرَّ بــه الجَنــا حُ, وهَـــمَّ بــالنَّهْض الشــكيرْ?
وســـما لـمَنزلـــه مــن الــد نيــــا, ومنزلُـــه خـــطيرْ?
ومتـــى تُســـاس بــه الريــا ضُ كمــا تُســاس بــه الوكـورْ?
أَوَ كُـــلُّ مـــا عنــد الرجــا لِ لـــه الخـــواطبُ والمهــورْ?
والسَّـــجنُ فـــي الأَكــواخ, أَو سِــجنٌ يقــال لــه: القصــورْ?
تاللـــــــه لــــــو أَن الأَد يـــمَ جميعَـــه روضٌ ونـــورْ
فـــي كـــلّ ظـــلٍّ ربـــوةٌ وبكــــلّ وارفــــةٍ غديـــرْ
وعليـــه مـــن ذَهــبٍ ســيا جٌ, أَو مـــن اليـــاقوت ســورْ
مـــا تَـــمَّ مــن دون الســما ءِ لـــه عــلى الأَرض الحُــبورْ
إِن الســــــماءَ جــــــديرةٌ بـــالطير, وهْــوَ بهــا جــديرْ
هـــي سَــرْجُهُ المشــدودُ, وهـ و عــــلى أَعِنَّتهــــا أَمـــيرْ
حُرِّيَّـــــةٌ خُــــلِق الإِنــــا ثُ لهــا, كمــا خُــلِقَ الذكــورْ
هــاجَتْ بنــاتِ الشــعرِ عــيـ ـــنٌ مــن بنــات النيـل حُـورْ
لـــــي بينهــــن ولائــــدٌ هــم مــن ســواد العيــن نـورْ
لا الشـــعْر يــأْتى فــي الجمــا ن بمثلهـــــن, ولا البحــــورْ
مـــن أَجـــلهن أَنــا الشــفيـ ـــقُ عـلى الـدُّمَى, وأَنـا الغيـورْ
أَرجـــو وآمـــل أَن ســـتجـ ـــري بــالذي شِــئنَ الأُمــورْ
يــا قاســمُ, انظــر: كـيف سـا ر الفكـــرُ وانتقـــل الشــعورْ?
جــــابت قضيَّتُــــكَ البـــلا دَ, كأَنهــــا مَثَــــلٌ يســـيرْ
مــــــا النــــــاسُ إِلا أَوّلٌ يمضــــي فيخلُفـــه الأَخـــيرْ
الفكــــرُ بينهمــــا عــــلى بُعْـــدِ المَــزارِ هــو الســفير ْ
هـــذا البنـــاءُ الفخــمُ لــيـ ـس أَساسُـــــه إِلا الحَــــفيرْ
إِن التــــــي خـــــلَّفْتَ أَمـ ـسِ, ومــا سِــواكَ لهــا نصـيرْ
نهــــض الخــــفيُّ بشـــأْنها وســـعى لخدمتهـــا الظهـــيرْ
فـــي ذمـــة الفُضْــلَى هــدى جِـــيلٌ إِلـــى هـــاد فقــيرْ
أَقبلْــــنَ يســــأَلْنَ الحضـــا رةَ مـــا يُفيـــد ومــا يَضــيرْ
مــــا السُّــــبْلُ بَيِّنَـــةٌ, ولا كـــلُّ الهُـــداةِ بهــا بصــيرْ
مـــا فـــي كتـــابكَ طَفْــرَةٌ تُنْعَـــى عليـــكَ, ولا غـــرورْ
هَذَّبْتَــــهُ حـــتى اســـتقامت مــــن خـــلائقك الســـطورْ
ووضعْتَـــــه, وعلمْـــــتَ أَن حســــابَ واضعِـــه عســـيرْ
لـــك فـــي مســـائله الكــلا مُ العـــفُّ والجـــدلُ الوَقـــورْ
ولـــك البيـــانُ الجــذلُ فــي أَثنائــــه العلــــمُ الغزيــــرْ
فـــي مطلــبٍ خَشِــنٍ, كَــثـ ـيـــرٌ فــي مَزالقــه العُثــورْ
مـــا بالكتـــاب ولا الحـــديـ ــــث إِذا ذكرْتَهُمـــا نَكـــيرْ
حـــتى لَنســـأَلَ: هــل تَغــا رُ عـــلى العقـــائد, أَم تُغــيرْ?
عشـــرون عامًـــا مـــن زوا لــك مــا هــي الشـيءُ الكثـيرْ
رُعْـــنَ النســاءَ, وقــد يَــرُو عُ المُشْـــفِقَ الجـــلَلُ اليســـيرْ
فنَسِــــينَ أَنــــك كــــالبدو ر, ودونَ رِفعتِــــكَ البُــــدورْ
تفنـــى السِّـــنون بهــا, ومــا آجالُهــــــا إِلا شــــــهورْ
لقــــد اختلفنــــا, والمُعـــا شِـــرُ قـــد يخالفــه العَشــيرْ
فــي الــرأْي, ثُــمّ أَهــاب بـي وبــــك المُنـــادِمُ والسَّـــميرْ
ومحـــا الـــرَّوَاحُ إِلــى مغــا نــي الــودِّ مــا اقـترف البُكـورْ
فــي الــرأْي تَضْطَغِــنُ العقــو لُ وليس تَضْطَغِــــنُ الصـــدورْ
قـــل لــي بعيشِــك: أَيــن أَنـ ـــت? وأَيــن صـاحبُك الكبـيرْ?
أَيـــن الإِمـــامُ? وأَيـــن إِسـ ـمـــاعيلُ والمـــلأُ المنـــيرْ?
لمـــا نـــزلتم فـــي الــثرى تــاهت عــلى الشــهب القبــورْ
عصــــر العبـــاقِرةِ النجـــو مِ بنـــوره تمشـــي العصــورْ






[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 09:57 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
نَكْبَةُ دِمَشْق
ســلامٌ مــن صَبــا (بَرَدَى) أَرقُّ ودمــعٌ لا يُكَفْكَــفُ يــا دِمَشْــقُ
ومعـــذِرة اليَرَاعـــةِ والقــوافي جـلالُ الـرُّزْءِ عـن وَصْـفٍ يَـدِقُّ
وذكــرى عــن خواطرِهـا لقلبـي إِليـــكِ تلفُّـــتٌ أَبــدًا وخَــفْقُ
وبــي ممــا رَمَتْــكِ بـهِ الليـالي جراحــاتٌ لهـا فـي القلـب عُمْـقُ
دخــلتكِ والأَصيــلُ لــه ائـتلاقٌ ووجــهُك ضـاحكُ القسـماتِ طَلْـقُ
وتحــتَ جِنــانِك الأَنهـارُ تجـري ومِــــلْءُ رُبـــاك أَوراقٌ ووُرْقُ
وحــولي فتيــةٌ غُــرٌّ صِبــاحٌ لهــم فـي الفضـلِ غايـاتٌ وسَـبْقُ
عــلى لهــواتِهم شــعراءُ لُسْــنٌ وفــي أَعطــافِهم خُطبــاءُ شُـدْقُ
رُواةُ قصــائِدي, فــاعجبْ لشــعرٍ بكـــلِّ محلَّـــةٍ يَرْوِيــه خَــلْقُ
غَمــزتُ إِبــاءَهم حــتى تلظَّـتْ أُنــوفُ الأُسْــدِ واضطـرَم المَـدَقُّ
وضــجَّ مــن الشّـكيمةِ كـلُّ حُـرٍّ أَبِــيٍّ مــن أُمَيَّــةَ فيــه عِتْــقُ
لحاهـــا اللــهُ أَنبــاءً تــوالتْ عــلى سَــمْعِ الــوليِّ بمـا يَشُـقُّ
يُفصّلهـــا إِلــى الدنيــا بَرِيــدٌ ويُجْمِلُهــا إِلــى الآفــاق بَــرْقُ
تكــادُ لروعــةِ الأَحــداثِ فيهــا تُخـالُ مـن الخُرافـةِ وَهْـي صِـدْقُ
وقيــل: معــالمُ التــاريخ دُكَّــت وقيــل: أَصابهــا تلــفٌ وحَـرقُ
أًلسـتِ - دِمَشـقُ - للإِسـلام ظِـئْرًا ومُرْضِعَـــةُ الأُبُـــوَّةِ لا تُعَــقُّ?
صــلاَحُ الـدين; تـاجُك لـم يُجَـمَّل ولــم يُوسَــم بــأَزين منـه فَـرْقُ
وكـلُّ حضـارةٍ فـي الأَرض طـالتْ لهــا مـن سَـرْحِكِ العُلْـوِيِّ عِـرْقُ
سـماؤكِ مـن حُـلَى المـاضي كتـابٌ وأَرضُــك مـن حـلى التـاريخ رقُّ
بنيْــتِ الدولــةَ الكــبرى ومُلْكًــا غبـــارُ حضارتَيْـــه لا يُشَـــقُّ
لـــه بالشــامِ أَعــلامٌ وعُــرْسٌ بشــــائرُه بــــأَندلُسٍ تـــدَقُّ
ربـاعُ الخـلدِ - وَيْحَـكِ - ما دَهاها? أَحــقٌّ أَنهــا دَرَســتْ? أَحَــقُّ?
وهــل غُـرَفُ الجِنـانِ مُنضَّـداتٌ? وهــل لنعيمهــن كــأَمِس نَسْـقُ?
وأَيـن دُمَـى المقـاصِر مـن حِجـالٍ مُهَتَّكَــــةٍ, وأَســـتارٍ تُشَـــقُّ
بَــرزْنَ وفـي نواحـي الأَيْـكِ نـارٌ وخَــلفَ الأَيــكِ أَفــراخٌ تُــزَقُّ
إِذا رُمْــنَ الســلامةَ مــن طـريق أَتــتْ مــن دونـه للمـوت طُـرْق
بلَيْــــلٍ للقـــذائفِ والمنايـــا وراءَ ســمائِه خَــطْفٌ, وصَعْــقُ
إِذا عصــفَ الحــديدُ; احْـمَرَّ أُفْـقٌ عــلى جنباتِــه, واسْــوَدَّ أُفْــقُ
سَــلِي مَـنْ راعَ غِيـدَك بعـدَ وَهْـنٍ أَبيْــن فــؤادِه والصخــرِ فَـرْقُ?
وللمســـتعمرِين - وإِن أَلانـــوا - قلـــوبٌ كالحجـــارةِ, لا تَــرِقُّ
رمــاكِ بطَيْشِــه, ورمـى فرنسـا أَخـو حـربٍ, بـه صَلَـفٌ, وحُـمْقُ
إِذا مــا جــاءَه طُــلاَّبُ حَــقٍّ يقــول: عصابــةٌ خرجـوا وشَـقُّوا
دَمُ الثُّـــوارِ تعرفُـــه فرنســـا وتعلـــم أَنـــه نـــورٌ وحَــقُّ
جــرى فــي أَرضِهـا, فيـه حيـاةٌ كمُنْهَـــلِّ الســماءِ, وفيــه رزقُ
بـــلادٌ مـــاتَ فِتْيَتُهــا لِتحْيــا وزالـــوا دونَ قـــومِهمُ ليبقُــوا
وحُــرِّرَت الشــعوبُ عـلى قَناهـا فكــيف عــلى قناهــا تُسْـتَرَقُّ?
بنــى ســورِيَّةَ, اطَّرِحـوا الأَمـاني وأَلْقُــوا عنكــمُ الأَحــلامَ, أَلْقُـوا
فمِــنْ خُــدَعِ السياسـة أَن تُغَـرُّوا بأَلقـــاب الإِمـــارةِ وهْــيَ رِقُّ
وكــم صَيَـد بـدا لـك مـن ذليـل كمــا مـالت مـن المصلـوب عُنْـقُ
فُتُــوق الملـكِ تَحْـدُثُ ثـمّ تمضـى ولا يمضـــي لمخـــتلفِين فَتْــقُ
نَصَحْــتُ ونحــن مخــتلفون دارًا ولكــنْ كلُّنــا فــي الهـمِّ شـرقُ
ويجمعنـــا إِذا اخـــتلفت بــلادٌ بيــانٌ غــيرُ مخــتلفٍ ونُطْــقُ
وقفتــم بيــن مــوتٍ أَو حيــاةٍ فــإِن رمْتـم نعيـمَ الدهـر فاشْـقُوا
وللأَوطــانِ فــي دَمِ كــلِّ حُــرٍّ يَـــدٌ ســلفتْ وديْــنٌ مُســتحِقُّ
ومــن يَســقي ويَشــربُ بالمنايـا إِذا الأَحــرارُ لـم يُسـقَوا ويَسـقُوا?
ولا يبنـــي الممــالكَ كالضحايــا ولا يُـــدني الحــقوقَ ولا يُحِــقُّ
ففـــي القتــلى لأَجيــالٍ حيــاةٌ وفـي الأَسْـرَى فِـدًى لهمـو وعِتْـقُ
وللحريـــةِ الحـــمراءِ بـــابٌ بكـــلِّ يَـــدٍ مُضَرَّجَــةٍ يُــدَقُّ
جــزاكم ذو الجــلالِ بنـى دِمَشـقٍ وعــزُّ الشــرقِ أَوَّلُــهُ دِمَشْــقُ
نصــرتم يــومَ مِحنتــهِ أَخــاكم وكــلُّ أخٍ بنصــرِ أَخيــه حــقُّ
ومــا كــان الــدُّروزُ قَبِيـلَ شـرٍّ وإِن أُخِــذوا بمــا لــم يَسـتحِقُّوا
ولكـــنْ ذادَةٌ, وقُـــراةُ ضيــفٍ كينبــوعِ الصَّفــا خَشُــنوا ورَقُّـوا
لهــم جــبلٌ أَشــمُّ لــه شـعافٌ مـوارد فـي السـحاب الجُـونِ بُلْـقُ
لكـــلِّ لَبــوءَةٍ, ولكــلِّ شِــبْلٍ نِضـــالٌ دونَ غايتِـــه ورَشْــقُ
كــأَن مِــن السَّـمَوْءَلِ فيـه شـيئًا فكــلُّ جِهاتِــه شــرفٌ وخــلْقُ


[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 09:59 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
عمر المختار
رَكَـزُوا رُفـاتَكَ فـي الرّمـال لِـواءَ يَســتنهضُ الـوادي صبـاحَ مَسـاءَ
يـا وَيْحَـهم! نصبـوا مَنـارًا مـن دمٍ تُوحِــي إِلـى جـيل الغـدِ البَغْضـاءَ
مـا ضـرَّ لـو جَـعلوا العَلاقَة في غدٍ بيــن الشــعوب مَــوَدَّةً وإِخـاءَ?
جُـرْحٌ يَصيـحُ عـلى المدَى, وضَحِيَّةٌ تتلمَّسُ الحريَّـــــةَ الحــــمراءَ
يأَيُّهــا الســيفُ المجــرَّدُ بـالفَلا يكسـو السـيوفَ عـلى الزمان مَضاءَ
تلــك الصحـارى غِمْـدُ كـلِّ مُهَنِّـدٍ أَبْــلَى فأَحســنَ فـي العـدوِّ بَـلاءَ
وقبــورُ مَـوْتَى مـن شـبابِ أُمَيَّـةٍ وكهــولِهم لــم يبْرَحُــوا أَحيـاءَ
لــو لاذَ بــالجوزاءِ منهـم معقِـل دخــلوا عــلى أَبراجِهـا الجـوزاءَ
فتحــوا الشَّــمالَ: سُـهولَهُ وجبالَـهُ وتوغَّلــوا, فاســتعمروا الخـضراءَ
وبَنَــوْا حضـارتَهم, فطَـاوَلَ ركنُهـا (دَارَ الســلامِ), و(جِــلَّقَ) الشَّـمّاءَ
خُـيِّرْتَ فـاخْتَرْتَ المبيـتَ على الطَّوَى لــم تَبْــنِ جاهًــا, أَو تَلُـمَّ ثَـراءَ
إِنَّ البطولــةَ أَن تمـوتَ مـن الظَّمـا ليس البطولـــةُ أَن تَعُــبَّ المــاءَ
إِفريقِيــا مَهْــدُ الأُســودِ ولَحْدُهـا ضجَّــتْ عليــكَ أَراجـلاً ونسـاءَ
والمسـلمون عـلى اخـتلافِ ديـارِهم لا يملِكـون مـعَ الـمُصَـابِ عَـزاءَ
والجاهليــةُ مــن وَراءِ قُبــورِهم يبكــون زَيْــدَ الخــيل والفَلْحـاءَ
فــي ذِمَّــة اللـهِ الكـريمِ وحفظِـه جَسَــدٌ (ببرْقة) وُسِّــدَ الصحــراءَ
لـم تُبْـقِ منـه رَحَـى الوقـائِع أَعظُمًا تَبْــلَى, ولــم تُبْـقِ الرِّمـاحُ دِمـاءَ
كَرُفــاتِ نَسْــرٍ أَو بَقِيَّــةِ ضَيْغَـمٍ باتـــا وراءَ السَّـــافياتِ هَبــاءَ
بطـلُ البَـداوةِ لـم يكـن يَغْـزو على "تَنْكٍ", ولــم يَـكُ يـركبُ الأَجـواءَ
لكــنْ أَخـو خَـيْلٍ حَـمَى صَهَواتِهـا وأَدَارَ مـــن أَعرافهــا الهيجــاءَ
لَبَّــى قضـاءَ الأَرضِ أَمِس بمُهْجَـةٍ لــم تخْــشَ إِلاَّ للســماءِ قَضـاءَ
وافــاهُ مَرْفــوعَ الجــبينِ كأَنــه سُــقْراطُ جَــرَّ إِلـى القُضـاةِ رِداءَ
شَــيْخٌ تَمــالَكَ سِــنَّهُ لـم ينفجـرْ كـالطفل مـن خـوفِ العِقـابِ بُكـاءَ
وأَخــو أُمـورٍ عـاشَ فـي سَـرَّائها فتغـــيَّرَتْ, فتـــوقَّع الضَّــراءَ
الأُسْـدُ تـزأَرُ فـي الحـديدِ ولـن ترى فـي السِّـجنِ ضِرْغامًـا بكى اسْتِخْذاءَ
وأَتــى الأَسـيرُ يَجُـرُّ ثِقْـلَ حَـديدِهِ أَسَـــدٌ يُجَــرِّرُ حَيَّــةً رَقْطــاءَ
عَضَّــتْ بسـاقَيْهِ القُيـودُ فلـم يَنُـؤْ ومَشَــتْ بهَيْكلــه السّــنون فنـاءَ
تِسْـعُونَ لـو رَكِـبَتْ مَنـاكِبَ شـاهقٍ لترجَّـــلَتْ هَضَباتُـــه إِعيـــاءَ
خَـفِيَتْ عـن القـاضي, وفات نَصِيبُها مــن رِفْــق جُــنْدٍ قـادةً نُبَـلاءَ
والسِّـنُّ تَعْصِـفُ كُـلَّ قَلْـبِ مُهَـذَّبٍ عَــرَفَ الجُــدودَ, وأَدرَكَ الآبــاءَ
دفعــوا إِلـى الجـلاَّدِ أَغلَـبَ مـاجدًا يأْسُــو الجِـراحَ, ويُطلِـق الأُسَـراءَ
ويُشــاطرُ الأَقــرانَ ذُخْـرَ سِـلاحِهِ ويَصُــفُّ حَــوْلَ خِوانِـه الأَعـداءَ
وتخــيَّروا الحــبلَ المَهيــنَ مَنيّـةً للَّيْــثِ يلفِــظ حَوْلَــهُ الحَوْبــاءَ
حَـرموا الممـاتَ عـلى الصَّوارِم والقَنا مَـنْ كـان يُعْطِـي الطَّعْنَـةَ النَّجْـلاءَ
إِنـي رأَيـتُ يَـدَ الحضـارةِ أُولِعَـتْ بـــالحقِّ هَدْمــا تــارةً وبِنــاءَ
شـرَعَتْ حُـقوقَ النـاسِ فـي أَوطانِهم إِلاَّ أُبـــاةَ الضَّيْـــمِ والضُّعَفــاءَ
يــا أَيُّهَـا الشـعبُ القـريبُ, أَسـامعٌ فـأَصوغَ فـي عُمَـرَ الشَّـهِيدِ رِثاءَ?
أَم أَلْجَـمَتْ فـاكَ الخُـطوبُ وحَـرَّمت أُذنَيْــكَ حـينَ تُخـاطِبُ الإِصْغـاءَ?
ذهــب الـزعيمُ وأَنـتَ بـاقٍ خـالدٌ فــانقُد رِجـالَك, واخْـتَرِ الزُّعَمـاءَ
وأَرِحْ شـيوخَكَ مـن تكـاليفِ الـوَغَى واحْــمِلْ عــلى فِتْيـانِكَ الأَعْبـاءَ




[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 10:00 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
أبو الهول


أَبــا الهَـوْلِ, طـالَ عليـكَ العُصُـرْ وبُلِّغْـتَ فـي الأَرْضِ أَقصـى العُمُـرْ
فيــا لِـدةَ الدَّهـرِ, لا الدّهـرُ شَـــ ــــبَّ, ولا أَنت جاوزتَ حدّ الصِّغَرْ
إِلامَ ركـــوبُكَ متـــنَ الرمـــا لِ لِطَـيِّ الأَصيـلِ وَجَـوْبِ السّـحَرْ?
تُســـافر منتقــلاً فــي القــرو نِ, فأَيّــان تُلْقــي غُبـارَ السَّـفرْ?
أَبينـــكَ عَهْـــدٌ وبيــن الجبــا لِ, تـزولان فـي الموعـدِ المنتظـرْ?
أَبــا الهــولِ, مــاذا وراءَ البقـا ءِ - إِذا مـا تطـاولَ - غيرُ الضَّجَرْ?
عجــبْتُ لِلُقمــانَ فــي حِرصِــه عـــلى لُبَــدٍ والنُّســورِ الأُخَــرْ
وشــكوى لَبِيــدٍ لطــولِ الحيــا ةِ, ولــو لـم تَطُـلْ لتَشـكَّى القِصَـرْ
ولــو وُجِــدَتْ فيـكَ يـابنَ الصَّفـا ةِ لحِـــقْتَ بِصـــانِعكَ المقتــدِرْ
فــإِن الحيــاةَ تفُــلُّ الحــديــ ــــدَ إِذا لبِسَــتْهُ, وتُبْـلي الحجَـرْ
أَبـا الهـولِ, مـا أَنـتَ فـي المُعضِلا تِ? لقـد ضلَّـت السُّـبْلَ فيـكَ الفِكَرْ!
تحـــيَّرَتِ البــدْوُ مــاذا تكــو نُ? وضلَّـتْ بِـوادي الظنـونِ الحَضَرْ
فكــنتَ لهــم صــورةَ العُنْفُــوا نِ, وكــنتَ مِثـالَ الحِجَـى والبصـرْ
وسِـــرُّكَ فــي حُجْبِــه كلمــا أَطلَّــتْ عليــه الظنــونُ اســتترْ
ومــا راعهــم غـيرُ رأْسِ الرجـا لِ عــلى هيكـلٍ مـن ذوات الظُّفُـرْ
ولــو صُـوِّروا مـن نواحـي الطِّبـا ع تَوالَــوْا عليــكَ سِـباعَ الصُّـوَرْ
فيـارُبَّ وجـهٍ كصـافي النَّمِـيــــ ـــــرِ تشــابَهَ حامِلُـه والنَّمِـرْ
أَبــا الهــولِ وَيْحَــكَ لا يُسـتَقَلـ لُ مــع الدهــرِ شـيءٌ ولا يُحـتقَرْ
تهــزّأْتَ دهــرًا بِــدِيكِ الصبــا حِ فنقَّـــرَ عينيــك فيمــا نقَــرْ
أَسَــال البيــاضَ, وسَــلَّ السَّـوَادَ وأَوْغــلَ مِنقــارُه فــي الحُــفَرْ
فعُـــدْتَ كــأَنك ذو المَحْبِسَــيْــ ـــنِ, قطيـعَ القيـامِ, سَـلِيبَ البصَرْ
كــأَنّ الرّمــالَ عَــلَى جـانِبَيْــ ــــكَ وبيـن يَـدَيكَ ذنـوبُ البشَرْ
كـــأَنك فيهــا لــواءُ الفضــا ءِ عــلى الأَرضِ, أَو دَيدَبَـانُ القـدَرْ
كــأَنكَ صــاحبُ رمــلٍ يَــرى خَبايــا الغيــوبِ خِــلال السَّـطَرْ
أَبــا الهــول, أَنـت نـديمُ, الزمـا نِ, نَجِــيُّ الأَوانِ, سَــمِيرُ العُصُـرْ
بسَـــطْتَ ذراعيْـــكَ مـــن آدمٍ وولَّيــتَ وجــهَكَ شَــطرَ الزُّمَـرْ
تُطِـــلُّ عــلى عــالَمٍ يســتهِلـ لُ وتُــوفِي عــلى عـالَمٍ يُحْـتَضَرْ


[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 10:12 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
خَدَعُوها
خَدعُوهـــا بقـــولهم: حســناءُ والغـــواني يَغُـــرُّهن الثَّنـــاءُ
أَتُراهـــا تناســت اســمِيَ لمّــا كــثُرت فــي غرامِهـا الأَسـماءُ?
إِن رأَتنــي تميـل عنـي, كـأَن لَّـم تـــكُ بينــي وبينهــا أَشــياءُ!
نظـــرةٌ, فابتســـامةٌ, فســـلامٌ فكــــلامٌ, فموعـــدٌ, فلقـــاءُ
يـومَ كُنـا - ولا تسـلْ: كيف كُنّا? - نتهــادَى مــن الهـوى مـا نشـاءُ
وعلينــا مــن العَفــافِ رقيــبٌ تَعِبَــتْ فــي مِراســه الأَهــواءُ
جــاذبتني ثـوبي العصِـيَّ وقـالت: أَنتـــمُ النــاسُ أَيُّهــا الشــعراءُ
فــاتقوا اللـهَ فـي قلـوبِ العـذارَى فـــالعذارى قلـــوبُهنّ هـــواءُ
نظـــرةٌ, فابتســـامةٌ, فســـلامٌ فكــــلامٌ, فموعـــدٌ, فلقـــاءُ
ففـــراقٌ يكـــون فيـــه دواءٌ أَو فــراقٌ يكــون منــه الــدَّاءُ
لا السُّــهْدُ يَطويــه ولا الإِغضـاءُ لَيْـــلٌ عِــدادُ نُجُومِــه رُقَبــاءُ
داجِـي عُبـابِ الجُـنْحِ, فَـوْضَى فُلْكُه مــا للهمــوم ولا لهــا إِرْســاءُ
أَغزالـة الإِشـراقِ, أَنـتِ مـن الدُّجى ومــن السُّــهادِ إِذا طلعْـتِ شِـفاءُ
رفقًـــا بجــفْنٍ كلَّمــا أَبْكَيْتِــهِ ســال العَقيـقُ بـه, وقـام المـاءُ
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 10:13 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
أيها النيل
مِـنْ أَيِّ عَهـدٍ فـي القُـرَى تتَـدَفَّقُ? وبــأَيِّ كَـفٍّ فـي المـدائن تُغْـدِقُ?
ومـن السـماءِ نـزلتَ أَم فُجِّـرتَ من علْيــا الجِنــان جَـداوِلاً تـتَرقرقُ?
وبــأَيِّ عَيْــنٍ, أَم بأَيَّــة مُزْنَــةٍ أَم أَيِّ طُوفــانٍ تفيــض وتَفْهَــقُ?
وبــأَىِّ نَــوْلٍ أَنـتَ ناسـجُ بُـرْدَةٍ للضفَّتيْـــن, جَديدُهــا لا يَخــلَقُ?
تَسْـــوَدُّ دِيباجًـــا إِذا فارقتهـــا فـإِذا حـضرتَ اخْـضَوْضَرَ الإِسْتَبْرَقُ
فــي كــلِّ آونــةٍ تُبـدِّل صِبغـةً عجبًــا, وأَنــت الصـابغُ المُتَـأَنِّقُ
أَتَـت الدهـورُ عليـكَ, مَهْـدُكَ مُـتْرَعٌ وحِيــاضُكَ الشُّــرق الشـهيَّةُ دُفَّـقُ
تَسْــقِي وتُطْعِـمُ, لا إِنـاؤكَ ضـائِقٌ بـــالواردين, ولا خــوانُك يَنفُــقُ
والمــاءُ تَسْــكُبُه فيُسْـبَكُ عَسْـجَدًا والأَرضُ تُغْرِقهــا فيحيــا المُغْـرَقُ
تُعيــي مَنـابِعُك العقـولَ, ويسـتوي مُتخــبِّطٌ فــي علمِهــا ومُحــقِّقُ
أَخـلَقْتَ راووقَ الدهـورِ, ولـم تـزل بــكَ حَمْــأَةٌ كالمسـك, لا تَـتروَّقُ
حــمراءُ فـي الأَحـواض, إِلاّ أَنهـا بيضــاءُ فـي عُنُـق الـثرى تَتـأَلَّقُ
دِيــنُ الأَوائِـل فيـك دِيـنُ مُـروءَةٍ لِـمَ لا يُؤَلَّـه مَـنْ يَقُـوتُ ويَـرزُقُ?
لــو أَن مخلوقًــا يُؤَلَّـه لـم تكـن لِســواكَ مَرْتبــةُ الأُلوهَــةِ تَخْـلُقُ
جـعلوا الهـوى لـك والوَقـارَ عبـادةً إِنَّ العبـــادةَ خَشـــيةٌ وتَعلُّـــقُ
دانــوا ببحــرٍ بالمكــارِم زاخـرٍ عَــذْبِ المشــارعِ, مَـدُّهُ لا يُلْحَـقُ
مُتقيِّــــد بعهـــودِه ووُعـــودِه يَجـري عـلى سَـنَنِ الوفـاءِ ويَصدُقُ
يَتقبَّــلُ الــوادي الحيــاةَ كريمـةً مــن راحَــتَيْكَ عَمِيمــةً تتــدفَّقُ
متقلِّــب الجــنبيْن فــي نَعْمائِــهِ يَعْـرَى ويُصْبَـغُ فـي نَـداك فيُـورِقُ
فيبيــتُ خِصْبًـا فـي ثَـراه ونِعْمـة ويعُمُّــه مــاءُ الحيــاةِ الموسِـقُ
وإِليـك - بَعْـدَ اللـهِ - يَرجِـع تحتـه مـا جَـفَّ, أَو مـا مـات, أَو ما يَنْفُقُ
أَيـن الفراعنـةُ الأُلـى اسـتذرى بهـم (عيسى), و(يوسف), و(الكَلِيمُ) المصْعَقُ?
المُــورِدونَ النــاسَ مَنْهَـلَ حكمـةٍ أَفْضَــى إِليــه الأَنبيــاءُ ليَسـتقوا
الرافعــون إِلــى الضحـى آبـاءَهم فالشـمسُ أَصلُهـمُ الـوَضِيءُ المُعْرِقُ
وكأَنمــا بيــن البِــلى وقبــورِهم عهــدٌ عـلى أَنْ لا مِسـاسَ, ومَـوْثِقُ
فحجـابُهم تحـت الـثرى مـن هَيْبَـةٍ كحجــابهم فـوق الـثرى لا يُخـرَقُ
بلغــوا الحقيقـةَ مِـنْ حيـاة علمُهـا حُجُــبٌ مُكَثَّفَــةٌ, وسِــرٌّ مُغلَــقُ
وتبيَّنـوا معنـى الوجـودِ, فلـم يَـرَوْا دونَ الخـــلودِ ســـعادةً تَتحــقَّقُ
يَبنــون للدنيــا كمــا تَبنِـي لهـم خِرَبًــا, غـرابُ البَيْـن فيهـا يَنْعَـقُ
فقصــورُهم; كُــوخٌ, وبيـتُ بَـداوةٍ وقبــورُهم; صـرْحٌ أَشَـمُّ, وجَوْسَـقُ
رفعــوا لهـا مِـنْ جَـنْدَلٍ وصفـائحٍ عَمَــدًا, فكــانت حائطًـا لا يُنْتَـقُ
تتشــايعُ الــدَّاران فيـه: فمـا بـدا دُنْيـا, ومـا لـم يَبْـدُ أُخـرى تَصْدُقُ
للمــوتِ سِــرٌّ تحتَــه, وجِــدارُه سُـورٌ عـلى السـرِّ الخـفيِّ, وخَـنْدَقُ
وكــأَنَّ مــنزلهم بأَعمــاقِ الـثرى بيــن المحلَّــةِ والمحلَّــةِ" فُنْــدُقُ
مَوْفــورةٌ تحــت الـثرى أَزْوَادُهـم رَحْـب بهـم بيـن الكهـوف المُطْبِـقُ
ولِمَـنْ هيـاكلُ قـد عـلا البـاني بها بيــن الثريَّــا والــثَّرى تتنَسَّـقُ?
منهــا المشـيَّدُ كـالبروجِ, وبعضُهـا كــالطَّوْدِ مُضطَّجِــعٌ أَشَـمُّ مُنَطَّـقُ
جُــدُدٌ كــأَوّلِ عهدهــا, وحِيالَهـا تتقــادَمُ الأَرضُ الفضــاءُ وتَعْتُـقُ
مِــنْ كـلِّ ثقْـلٍ كـاهلُ الدُّنيـا بـه تَعِـبٌ, ووَجْـهُ الأَرضِ عنـه ضَيِّـقُ
عـال عـلى بـاع البِـلى, لا يَهتـدِي مــا يَعتــلِي منــه ومـا يَتسـلَّقُ
مُتمكِّـنٌ كـالطودِ أَصـلاً فـي الـثرى والفـرعُ فـي حَـرمِ السـماءِ مُحـلِّقُ
هــي مــن بنـاءِ الظلـمِ, إِلا أَنـه يَبيَـضُّ وجـهُ الظلـمِ منـه ويُشْـرِقُ
لــم يُـرْهِق الأُمَـمَ الملـوكُ بمثلهـا فخــرًا لهــم يَبْقَـى وذكـرًا يَعْبَـقُ
فُتِنَــتْ بشـطَّيْكَ العِبَـادُ, فلـم يـزل قـــاصٍ يَحُجُّهُمَــا, ودانٍ يَــرْمُقُ
وتضــوَّعَتْ مِسْـكَ الدُّهـورِ, كأَنمـا فــي كــلِّ ناحيـة بَخـورٌ يُحْـرَقُ
وتقـابلتْ فيهـا عـلى السُّـرُرِ الـدُّمَى مُسْـــتَرْدِيات الـــذلّ لا تَتَفَنَّــقُ
عَطَلـتْ, وكـان مكـانُهنّ مـن العُلى (بِلْقِيسُ) تَقْبِسُ مــن حـلاهُ وتَسْـرقُ
وعَـلا عليهـن الـترابُ, ولـم يكـن يَزْكُــو بِهـنّ سـوى العبـير ويَلبَـقُ
حُجُراتُهــا مَوْطــوءَةٌ, وســتورُها مَهتوكــةٌ, بيــد البِــلى تَتخــرّقُ
أَوْدَى بزينتهــا الزمــانُ وحَلْيهــا والحســنُ بــاقٍ والشـبابُ الـرَّيِّقُ
لــو رُدَّ فِرعــونُ الغـداةَ; لراعـه أَنّ الغَـــرانيق العُــلَى لا تَنطــقُ
خــلع الزمـانُ عـلى الـورى أَيامَـه فـإِذا الضُّحـى لـكَ حِصَّـةٌ والرَّوْنَقُ
لــكَ مــن مواسـمِه ومـن أَعيـادِه مــا تَحْسِـرُ الأَبصـارُ فيـه وتَـبْرَقُ
لا (الفرسُ) أُوتــوا مثَلـه يومًـا, ولا (بغدادُ) فـي ظـلِّ (الرشيد) و(جِـلَّق)
فَتْــحُ الممـالك, أَو قيـامُ (العِجْلِ), أَو يـومُ القبـور, أَو الزفـافُ المُـونِقُ?
كــم مــوكبٍ تَتخَـايلُ الدنيـا بـه يُجْـلَى كمـا تُجْـلَى النجـومُ ويُنْسـقُ!
(فرعونُ) فيــه مـن الكتـائبِ مُقبِـلٌ كالسُّـحْبِ, قَـرْنُ الشـمس منهـامُفتِقُ
تَعْنــو لعزَّتِــه الوجــوه, ووجهـهُ للشـمسِ فـي الآفـاقِ عـانٍ مُطـرِقُ
آبــتْ مــن السـفرِ البعيـدِ جـنودُه وأَتتْــه بــالفتحِ الســعيدِ الفَيْلَــقُ
ومَشـى الملـوكُ مُصفَّـدِين, خـدودُهم نعــلٌ لفرعــونَ العظِيـم ونُمْـرُقُ
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 10:15 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
مضنة مرقدة مجفاة

مضنـاك جـفـاهُ مـرقـده
وبكـاه ورحــمَ عــودُهُ

حيـرانُ القـلـبِ مُعَـذَّبُـهُ
مقـروح الجفـنِ مسـهـده

أودى حـرفـاً إلا رمـقـاً
يُبقـيـه علـيـك وتُنْـفِـدهُ

يستهـوي الـورق تاوهـه
ويـذيـب الصخرتـنـهـدهُ

ويناجـي النجـمَ ويتعـبـه
ويُقـيـم اللـيـلَ ويُقْـعِـدهُ

ويعـلـم كــلَّ مطـوقـة
ٍشجناً فـي الـدَّوح تـرددهُ

كم مد لطفيـكَ مـن شـركٍ
وتـــادب لا يتـصـيـدهُ

فعسـاك بغُمْـضٍ مُسعِفـهُ
ولعـلّ خيـالـك مسـعـدهُ

الحسـنُ حَلَفْـتُ بيُوسُـفِـهِ
والسـورة ِ إنـك مـفـردهُ

قـد وَدَّ جمالـك أو قبـسـاً
حـوراءُ الخُلْـدِ وأَمْــرَدُه

وتمنَّـت كــلٌّ مقطـعـة ٍ
يدهـا لـو تبعـث تشهـدهُ

جَحَدَتْ عَيْنَاك زَكِـيَّ دَمِـي
أكذلـك خـدَّك يحـجـده؟

قد عـزَّ شُهـودي إذ رمَتـا
فأشـرت لخـدِّك أشـهـده

وهممـتُ بجيـدِك أشركـه
فأبـى ، واستكبـر أصيـده

وهـزَزْتُ قَوَامَـك أَعْطِفـهُ
فَنَـبـا، وتمـنَّـع أَمْـلَـدُه

سبـبٌ لرضـاك أمـهـده
مـا بـالُ الخصْرِيُعَـقِّـدُه؟

بيني في الحبِّ وبينـك مـا
لا يَـقْـدِرُ واشٍ يُـفْـسِـدُه

ما بالُ العـاذِلِ يَفتـح لـي
بـابَ السُّلْـوانِ وأُوصِـدُه؟

ويقـول : تكـاد تجـنُّ بـه
فأَقـول: وأُوشِـكُ أَعْـبُـده

مَوْلايَ ورُوحِـي فـي يَـدِه
قـد ضَيَّعهـا سَلِمـتْ يَـدُه

ناقـوسُ القلـبِ يـدقُّ لـهُ
وحنايـا الأَضْلُـعِ مَعْـبَـدُه

قسـمـاً بثنـايـا لؤلُئِـهـا
قسـم الياقـوت منـضـده

ورضـابٍ يوعـدُ كـوثـرهُ
مَقتـولُ العِشـقِ ومُشْهَـدُه

وبخـالٍ كـاد يحـجُّ لــه
لـو كـان يقبَّـل أســوده

وقَوامٍ يَـرْوي الغُصْـنُ لـه
نَسَبـاً، والـرُّمْـحُ يُفَـنِّـدُه

وبخصرٍ أوهَنَ مِـنْ جَلَـدِي
وعَـوَادِي الهجـر تُـبـدِّدُه

ما خنت هواك ، ولا خطرتْ
سلـوى بالقـلـب تـبـرده

الـــــــــــــه؟
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 10:16 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]

على قدرِ الهوى يأْتي العِتابُ


على قدرِ الهوى يأْتي العِتـابُ
ومَنْ عاتبتُ يَفْديِـه الصِّحـابُ

ألوم معذِّبـي ، فألـومُ نفسـي
فأُغضِبها ويرضيهـا العـذاب

ولو أنَي استطعتُ لتبـتُ عنـه
ولكنْ كيف عن روحي المتاب؟

ولي قلب بأَن يهْـوَى يُجَـازَى
ومالِكُـه بـأن يَجْنِـي يُثـاب

ولو وُجد العِقابُ فعلتُ، لكـن
نفارُ الظَّبي ليـس لـه عِقـاب

يلـوم اللائمـون ومــا رأَوْه
وقِدْماً ضاع في الناس الصُّواب

صَحَوْتُ، فأَنكر السُّلْوان قلبـي
عليّ، وراجع الطَّرَب الشبـاب

كأن يد الغـرامَِ زمـامُ قلبـي
فليس عليه دون هَوى ً حِجاب

كأَنَّ روايـة َ الأَشـواقِ عَـوْدٌ
على بدءٍ ومـا كمـل الكتـاب

كأني والهـوى أَخَـوا مُـدامٍ
لنا عهدٌ بها، ولنـا اصطحـاب

إذا ما اغتَضْتُ عن عشقٍ يعشق
أُعيدَ العهدُ، وامتـد الشَّـراب

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 10:18 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
لك أَن تلوم .. ولي من الأَعذار



لك أَن تلوم، ولي مـن الأَعـذار
أن الهـوى قـدرٌ مـن الأقـدار

ما كنت أسلـمُ للعيـون سلامتـي
وأَبيحُ حادثـة َ الغـرام وَقـاري

وطَـرٌ تَعَلَّقَـه الفـؤادُ وينقضـي
والنفسُ ماضيـة ٌ مـع الأوطـار

يا قلبُ، شأْنَك، لا أَمُدُّك في الهوى
لو أَنـه بيَـدِي فككْـتُ إسـاري

جار الشبيبة ، وانتفـع بجوارهـا
قبلَ المشيب، فما لـه مـن جـار

مثل الحياة تحبّ في عهد الصِّبـا
مثل الريـاض تحـبُّ فـي آذار

أبدأ فروقُ من البلاد هي المنـى
ومنـايَ منهـا ظبيـة ٌ بـسِـوار

ممنوعـة ٌ إلا الجمـالَ بـأَسـره
محجوبـة ٌ إلا عـن الأنـظـار

خطواتها التقوى ، فـلا مزهـوة ٌ
تمشي الـدَّلال، ولا بـذات نفـار

مرّتْ بنا فوق الخليج، فأَسفـرتْ
عن جَنّـة ، وتلفتـت عـن نـار

في نِسْوَة ٍ يُورِدْن مَن شِئْن الهوى
نظرا ، ولا ينظرن في الإصـدار

عارضتهنّ ، وبين قلبي والهـوى
أَمـرٌ أُحــاول كتْـمَـه وأُداري
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 10:19 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
في عمر المختار


رَكَـزُوا رُفـاتَكَ فـي الرّمـال لِـواءَ
يَســتنــهضُ الــوادي صبـاحَ مَســاءَ

يـا وَيْحَـهم! نصبـوا مَنـارًا مـن دمٍ
تُوحِـــي إِلـى جــيــل الغـــدِ البَغْضـاءَ

مـا ضـرَّ لـو جَـعلوا العَلاقَة في غدٍ
بيـــن الشــعــوب مَــــوَدَّةً وإِخــــاءَ؟

جُـرْحٌ يَصيـحُ عـلى المدَى, وضَحِيَّةٌ
تـــتـــلمَّــسُ الحـــريَّـــــةَ الحــــمراءَ

يأَيُّهــا الســيفُ المجــرَّدُ بـالفَلا
يكسـو السـيوفَ عـلى الزمان مَضاءَ

تلــك الصحـارى غِمْـدُ كـلِّ مُهَنِّـدٍ
أَبْــــلَى فأَحســنَ فـي العــــدوِّ بَــــلاءَ

وقبــورُ مَـوْتَى مـن شـبابِ أُمَيَّـةٍ
وكــهــولِـهـم لــم يبـْرَحُــــوا أَحيـــاءَ

لــو لاذَ بــالجوزاءِ منهـم معقِـل
دخــــلوا عــلى أَبــراجِــهـا الجـوزاءَ

فتحــوا الشَّــمالَ: سُـهولَهُ وجبالَـهُ
وتوغَّـلــوا, فاســتعمروا الخـــضراءَ

وبَنَــوْا حضـارتَهم, فطَـاوَلَ ركنُهـا
(دَارَ الســــلامِ), و(جِــلَّقَ) الشَّـــمّاءَ

خُـيِّرْتَ فـاخْتَرْتَ المبيـتَ على الطَّوَى
لـــم تَبْــــنِ جــاهًــــا, أَو تَلُـــمَّ ثَــراءَ

إِنَّ البطولــةَ أَن تمـوتَ مـن الظَّمـا
لــيس البطولـــةُ أَن تَعُــــبَّ المـــــاءَ

إِفريقِيــا مَهْــدُ الأُســودِ ولَحْدُهـا
ضــجَّــــتْ عليــكَ أَراجـــلاً ونســــاءَ

والمسـلمون عـلى اخـتلافِ ديـارِهم
لا يملِــكـون مـــعَ الـمُصَــابِ عَـــزاء
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 10:22 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي

اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي اُذكُرا لِيَ الصِبا وَأَيّامَ أُنسي
وَصِفا لي مُلاوَةً مِن شَبابٍ صُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ
عصفتْ كالصَّبا اللعوبِ ومرّت سِنة ً حُلوة ً، ولذَّة ُ خَلْس
وسلا مصرَ : هل سلا القلبُ عنها أَو أَسا جُرحَه الزمان المؤسّي؟
كلما مرّت الليالي عليه رقَّ ، والعهدُ في الليالي تقسِّي
مُستَطارٌ إذا البواخِرُ رنَّتْ أَولَ الليلِ، أَو عَوَتْ بعد جَرْس
راهبٌ في الضلوع للسفنِ فَطْن كلما ثُرْنَ شاعَهن بنَقسْ
يا ابنة َ اليمِّ ، ما أبوكِ بخيلٌ ما له مولع بمنع وحبس
أَحرامٌ عَلى بَلابِلِهِ الدَو حُ حَلالٌ لِلطَيرِ مِن كُلِّ جِنسِ
كُلُّ دارٍ أَحَقُّ بِالأَهلِ إِلّا في خَبيثٍ مِنَ المَذاهِبِ رِجسِ
نَفسي مِرجَلٌ وَقَلبي شِراعٌ بِهِما في الدُموعِ سيري وَأَرسي
وَاِجعَلي وَجهَكِ الفَنارَ وَمَجرا كِ يَدَ الثَغرِ بَينَ رَملٍ وَمَكسِ
وَطَني لَو شُغِلتُ بِالخُلدِ عَنهُ نازَعَتني إِلَيهِ في الخُلدِ نَفسي
وَهَفا بِالفُؤادِ في سَلسَبيلٍ ظَمَأٌ لِلسَوادِ مِن عَينِ شَمسِ
شَهِدَ اللَهُ لَم يَغِب عَن جُفوني شَخصُهُ ساعَةً وَلَم يَخلُ حِسّي
يُصبِحُ الفِكرُ وَالمَسَلَّةُ نادي هِ وَبِالسَرحَةِ الزَكِيَّةِ يُمسي
وَكَأَنّي أَرى الجَزيرَةَ أَيكاً نَغَمَت طَيرُهُ بِأَرخَمَ جَرسِ
هِيَ بَلقيسُ في الخَمائِلِ صَرحٌ مِن عُبابٍ وَصاحَت غَيرُ نِكسِ
حَسبُها أَن تَكونَ لِلنيلِ عِرساً قَبلَها لَم يُجَنَّ يَوماً بِعِرسِ
لَبِسَت بِالأَصيلِ حُلَّةَ وَشيٍ بَينَ صَنعاءَ في الثِيابِ وَقَسِّ
قَدَّها النيلُ فَاِستَحَت فَتَوارَت مِنهُ بِالجِسرِ بَينَ عُريٍ وَلُبسِ
وَأَرى النيلَ كَالعَقيقِ بَوادي هِ وَإِن كانَ كَوثَرَ المُتَحَسّي
اِبنُ ماءِ السَماءِ ذو المَوكِبِ الفَخمِ الَّذي يَحسُرُ العُيونَ وَيُخسي
لا تَرى في رِكابِهِ غَيرَ مُثنٍ بِخَميلٍ وَشاكِرٍ فَضلَ عُرسِ
وَأَرى الجيزَةَ الحَزينَةَ ثَكلى لَم تُفِق بَعدُ مِن مَناحَةِ رَمسي
أَكثَرَت ضَجَّةَ السَواقي عَلَيهِ وَسُؤالَ اليَراعِ عَنهُ بِهَمسِ
وَقِيامَ النَخيلِ ضَفَّرنَ شِعراً وَتَجَرَّدنَ غَيرَ طَوقٍ وَسَلسِ
وَكَأَنَّ الأَهرامَ ميزانُ فِرعَو نَ بِيَومٍ عَلى الجَبابِرِ نَحسِ
أَو قَناطيرُهُ تَأَنَّقَ فيها أَلفُ جابٍ وَأَلفُ صاحِبِ مَكسِ
رَوعَةٌ في الضُحى مَلاعِبُ جِنٍّ حينَ يَغشى الدُجى حِماها وَيُغسي
وَرَهينُ الرِمالِ أَفطَسُ إِلّا أَنَّهُ صُنعُ جِنَّةٍ غَيرُ فُطسِ
تَتَجَلّى حَقيقَةُ الناسِ فيهِ سَبُعُ الخَلقِ في أَساريرِ إِنسي
لَعِبَ الدَهرُ في ثَراهُ صَبِيّاً وَاللَيالي كَواعِباً غَيرَ عُنسِ
رَكِبَت صُيَّدُ المَقاديرِ عَينَيهِ لِنَقدٍ وَمَخلَبَيهِ لِفَرسِ
فَأَصابَت بِهِ المَمالِكَ كِسرى وَهِرَقلاً وَالعَبقَرِيَّ الفَرَنسي
يا فُؤادي لِكُلِّ أَمرٍ قَرارٌ فيهِ يَبدو وَيَنجَلي بَعدَ لَبسِ
عَقَلَت لُجَّةُ الأُمورِ عُقولاً طالَت الحوتَ طولَ سَبحٍ وَغَسِّ
غَرِقَت حَيثُ لا يُصاحُ بِطافٍ أَو غَريقٍ وَلا يُصاخُ لِحِسِّ
فَلَكٌ يَكسِفُ الشُموسَ نَهاراً وَيَسومُ البُدورَ لَيلَةَ وَكسِ
وَمَواقيتُ لِلأُمورِ إِذا ما بَلَغَتها الأُمورُ صارَت لِعَكسِ
دُوَلٌ كَالرِجالِ مُرتَهَناتٌ بِقِيامٍ مِنَ الجُدودِ وَتَعسِ
وَلَيالٍ مِن كُلِّ ذاتِ سِوارٍ لَطَمَت كُلَّ رَبِّ رومٍ وَفُرسِ
سَدَّدَت بِالهِلالِ قَوساً وَسَلَّت خِنجَراً يَنفُذانِ مِن كُلِّ تُرسِ
حَكَمَت في القُرونِ خوفو وَدارا وَعَفَت وائِلاً وَأَلوَت بِعَبسِ
أَينَ مَروانُ في المَشارِقِ عَرشٌ أَمَوِيٌّ وَفي المَغارِبِ كُرسي
سَقِمَت شَمسُهُم فَرَدَّ عَلَيها نورَها كُلُّ ثاقِبِ الرَأيِ نَطسِ
ثُمَّ غابَت وَكُلُّ شَمسٍ سِوى هاتي كَ تَبلى وَتَنطَوي تَحتَ رَمسِ
وَعَظَ البُحتُرِيَّ إيوانُ كِسرى وَشَفَتني القُصورُ مِن عَبدِ شَمسِ
رُبَّ لَيلٍ سَرَيتُ وَالبَرقُ طِرفي وَبِساطٍ طَوَيتُ وَالريحُ عَنسي
أَنظِمُ الشَرقَ في الجَزيرَةِ بِالغَر بِ وَأَطوي البِلادَ حَزناً لِدَهسِ
في دِيارٍ مِنَ الخَلائِفِ دَرسٍ وَمَنارٍ مِنَ الطَوائِفِ طَمسِ
وَرُبىً كَالجِنانِ في كَنَفِ الزَيتو نِ خُضرٍ وَفي ذَرا الكَرمِ طُلسِ
لَم يَرُعني سِوى ثَرىً قُرطُبِيٍّ لَمَسَت فيهِ عِبرَةَ الدَهرِ خَمسي
يا وَقى اللَهُ ما أُصَبِّحُ مِنهُ وَسَقى صَفوَةَ الحَيا ما أُمَسّي
قَريَةٌ لا تُعَدُّ في الأَرضِ كانَت تُمسِكُ الأَرضَ أَن تَميدَ وَتُرسي
غَشِيَت ساحِلَ المُحيطِ وَغَطَّت لُجَّةَ الرومِ مِن شِراعٍ وَقَلسِ
رَكِبَ الدَهرُ خاطِري في ثَراها فَأَتى ذَلِكَ الحِمى بَعدَ حَدسِ
فَتَجَلَّت لِيَ القُصورُ وَمَن في ها مِنَ العِزِّ في مَنازِلَ قُعسِ
ما ضَفَت قَطُّ في المُلوكِ عَلى نَذ لِ المَعالي وَلا تَرَدَّت بِنَجسِ
وَكَأَنّي بَلَغتُ لِلعِلمِ بَيتاً فيهِ ما لِلعُقولِ مِن كُلِّ دَرسِ
قُدُساً في البِلادِ شَرقاً وَغَرباً حَجَّهُ القَومُ مِن فَقيهٍ وَقَسِّ
وَعَلى الجُمعَةِ الجَلالَةُ وَالنا صِرُ نورُ الخَميسِ تَحتَ الدَرَفسِ
يُنزِلُ التاجَ عَن مَفارِقِ دونٍ وَيُحَلّى بِهِ جَبينَ البِرِنسِ
سِنَةٌ مِن كَرىً وَطَيفُ أَمانٍ وَصَحا القَلبُ مِن ضَلالٍ وَهَجسِ
وَإِذا الدارُ ما بِها مِن أَنيسٍ وَإِذا القَومُ ما لَهُم مِن مُحِسِّ
وَرَقيقٍ مِنَ البُيوتِ عَتيقٌ جاوَزَ الأَلفَ غَيرَ مَذمومِ حَرسِ
أَثَرٌ مِن مُحَمَّدٍ وَتُراثٌ صارَ لِلروحِ ذي الوَلاءِ الأَمَسِّ
بَلَغَ النَجمَ ذِروَةً وَتَناهى بَينَ ثَهلانَ في الأَساسِ وَقُدسِ
مَرمَرٌ تَسبَحُ النَواظِرُ فيهِ وَيَطولُ المَدى عَلَيها فَتُرسي
وَسَوارٍ كَأَنَّها في اِستِواءٍ أَلِفاتُ الوَزيرِ في عَرضِ طِرسِ
فَترَةُ الدَهرِ قَد كَسَت سَطَرَيها ما اِكتَسى الهُدبُ مِن فُتورٍ وَنَعسِ
وَيحَها كَم تَزَيَّنَت لِعَليمٍ واحِدِ الدَهرِ وَاِستَعدَت لِخَمسِ
وَكَأَنَّ الرَفيفَ في مَسرَحِ العَي نِ مُلاءٌ مُدَنَّراتُ الدِمَقسِ
وَكَأَنَّ الآياتِ في جانِبَيهِ يَتَنَزَّلنَ في مَعارِجِ قُدسِ
مِنبَرٌ تَحتَ مُنذِرٍ مِن جَلالٍ لَم يَزَل يَكتَسيهِ أَو تَحتَ قُسِّ
وَمَكانُ الكِتابِ يُغريكَ رَيّا وَردِهِ غائِباً فَتَدنو لِلَمسِ
صَنعَةُ الداخِلِ المُبارَكِ في الغَر بِ وَآلٍ لَهُ مَيامينَ شُمسِ
مَن لِحَمراءَ جُلِّلَت بِغُبارِ ال دَهرِ كَالجُرحِ بَينَ بُرءٍ وَنُكسِ
كَسَنا البَرقِ لَو مَحا الضَوءُ لَحظاً لَمَحَتها العُيونُ مِن طولِ قَبسِ
حِصنُ غِرناطَةَ وَدارُ بَني الأَح مَرِ مِن غافِلٍ وَيَقظانَ نَدسِ
جَلَّلَ الثَلجُ دونَها رَأسَ شيرى فَبَدا مِنهُ في عَصائِبَ بِرسِ
سَرمَدٌ شَيبُهُ وَلَم أَرَ شَيباً قَبلَهُ يُرجى البَقاءَ وَيُنسي
مَشَتِ الحادِثاتُ في غُرَفِ الحَم راءِ مَشيَ النَعِيِّ في دارِ عُرسِ
هَتَكَت عِزَّةَ الحِجابِ وَفَضَّت سُدَّةَ البابِ مِن سَميرٍ وَأُنسِ
عَرَصاتٌ تَخَلَّتِ الخَيلُ عَنها وَاِستَراحَت مِن اِحتِراسٍ وَعَسِّ
وَمَغانٍ عَلى اللَيالي وِضاءٌ لَم تَجِد لِلعَشِيِّ تَكرارَ مَسِّ
لا تَرى غَيرَ وافِدينَ عَلى التا ريخِ ساعينَ في خُشوعٍ وَنَكسِ
نَقَّلوا الطَرفَ في نَضارَةِ آسٍ مِن نُقوشٍ وَفي عُصارَةِ وَرسِ
وَقِبابٍ مِن لازَوَردٍ وَتِبرٍ كَالرُبى الشُمِّ بَينَ ظِلٍّ وَشَمسِ
وَخُطوطٍ تَكَفَّلَت لِلمَعاني وَلِأَلفاظِها بِأَزيَنَ لَبسِ
وَتَرى مَجلِسَ السِباعِ خَلاءً مُقفِرَ القاعِ مِن ظِباءٍ وَخَنسِ
لا الثُرَيّا وَلا جَواري الثُرَيّا يَتَنَزَّلنَ فيهِ أَقمارَ إِنسِ
مَرمَرٌ قامَتِ الأُسودُ عَلَيهِ كَلَّةَ الظُفرِ لَيِّناتِ المَجَسِّ
تَنثُرُ الماءَ في الحِياضِ جُماناً يَتَنَزّى عَلى تَرائِبَ مُلسِ
آخَرَ العَهدِ بِالجَزيرَةِ كانَت بَعدَ عَركٍ مِنَ الزَمانِ وَضَرسِ
فَتَراها تَقولُ رايَةُ جَيشٍ بادَ بِالأَمسِ بَينَ أَسرٍ وَحَسِّ
وَمَفاتيحُها مَقاليدُ مُلكٍ باعَها الوارِثُ المُضيعُ بِبَخسِ
خَرَجَ القَومُ في كَتائِبَ صُمٍّ عَن حِفاظٍ كَمَوكِبِ الدَفنِ خُرسِ
رَكِبوا بِالبِحارِ نَعشاً وَكانَت تَحتَ آبائِهِم هِيَ العَرشُ أَمسِ
رُبَّ بانٍ لِهادِمٍ وَجَموعٍ لِمُشِتٍّ وَمُحسِنٍ لِمُخِسِّ
إِمرَةُ الناسِ هِمَّةٌ لا تَأَنّى لِجَبانٍ وَلا تَسَنّى لِجِبسِ
وَإِذا ما أَصابَ بُنيانَ قَومٍ وَهيُ خُلقٍ فَإِنَّهُ وَهيُ أُسِّ
يا دِياراً نَزَلتُ كَالخُلدِ ظِلّاً وَجَنىً دانِياً وَسَلسالَ أُنسِ
مُحسِناتِ الفُصولِ لا ناجِرٌ في ها بِقَيظٍ وَلا جُمادى بِقَرسِ
لا تَحِشَّ العُيونُ فَوقَ رُباها غَيرَ حورٍ حُوِّ المَراشِفِ لُعسِ
كُسِيَت أَفرُخي بِظِلِّكِ ريشاً وَرَبا في رُباكِ وَاِشتَدَّ غَرسي
هُم بَنو مِصرَ لا الجَميلُ لَدَيهِمُ بِمُضاعٍ وَلا الصَنيعُ بِمَنسي
مِن لِسانٍ عَلى ثَنائِكِ وَقفٌ وَجَنانٍ عَلى وَلائِكِ حَبسِ
حَسبُهُم هَذِهِ الطُلولُ عِظاتٍ مِن جَديدٍ عَلى الدُهورِ وَدَرسِ
وَإِذا فاتَكَ اِلتِفاتٌ إِلى الما ضي فَقَد غابَ عَنكَ وَجهُ التَأَسّي


[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 10:24 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
هذي المحاسنُ ما خلفتَ لِبُرقُع

ضُمّي قِناعَكِ يا سُعادُ أَو اِرفَعي هَذي المَحاسِنُ ما خُلِقنَ لِبُرقُعِ
الضاحياتُ، الباكياتُ، ودونَها ستر الجلالِ ، بعدُ شأو الملطع
يا دُمْيَة ً لا يُستزاد جمالُها زيديه حُسْنَ المُحْسِن المتبرِّع
ماذا على سلطانِه من وقفة للضَّارعين، وعَطْفة ٍ للخُشَّع؟
بل ما يضركِ لو سمحت بحلوة ؟ إنّ العروسَ كثيرة ُ المتطلَّع
ليس الحجابُ لِمن يَعِز مَنالُه إن الحجاب لهين لم يمنع
أَنتِ التي اتَّخذ الجمالَ لعزِّه من مظهر ، ولسره من موضع
وهو الصناع ، يصوغ كل دقيقة وأَدقّ منكِ بَنانُه لم تَصْنَع
لمستك راحته ، ومسك روحه فأَتى البديعُ على مِثال المُبْدِعِ
* * *

الله في الأحبار : من متهالكٍ نضوٍ ، ومهتوكِ المسوحِ مصرع
من كل غاوٍ في طوية ِ راشدٍ عاصي الظواهرِ في سريرة ِ طَيِّع
يَتَوَهَّجون ويَطفأَون، كأَنهم سرجٌ بمعتركِ الرياحِ الأربع
علموا ، فضاق بهم وشقَّ طريفهم والجاهلون على الطريق المَهْيَع
ذهب ابن سينا ، لم يفز بكِ ساعة ً وتَوَلَّت الحكماءُ لم تَتَمَتّع
هذا مقامٌ ، كلُّ عِزٍّ دونَه شمسُ النهارِ بمثله لم تطمع
فمحمدٌ لك والمسيح ترجلا وترجلتْ شمسُ النهار ليوشع
ما بالُ أَحمدَ عَيَّ عنكِ بيانُه؟ بل ما لعيسى لم يقلْ أو يدع
وَلِسانُ موسى اِنحَلَّ إِلّا عُقدَةً مِن جانِبَيكَ عِلاجُها لَم يَنجَع
* * *

لَمّا حَلَلتِ بِآدَمٍ حَلَّ الحِبا وَمَشى عَلى المَلَأ السُجودِ الرُكَّعِ
وَأَرى النُبُوَّةَ في ذَراكِ تَكَرَّمَت في يوسُفٍ وَتَكَلَّمَت في المُرضَعِ
وَسَقَت قُريشَ عَلى لِسانِ مُحَمَّدٍ بِالبابِلِيِّ مِنَ البَيانِ المُمتِعِ
وَمَشَت بِموسى في الظَلامِ مُشَرَّداً وَحَدَتهُ في قُلَلِ الجِبالِ اللُمَّعِ
حَتّى إِذا طُوِيَت وَرِثتِ خِلالَها رُفِعَ الرَحيقُ وَسِرُّهُ لَم يُرفَعِ
قَسَمَت مَنازِلَكِ الحُظوظُ فَمَنزِلاً أُترَعنَ مِنكِ وَمَنزِلاً لَم تُترَعِ
وَخَلِيَّةً بِالنَحلِ مِنكِ عَميرَةً وَخَلِيَّةً مَعمورَةٍ بِالتُبَّعِ
وَحَظيرَةً قَد أودِعَت غُرَرَ الدُمى وَحَظيرَةً مَحرومَةً لَم تودَعِ
نَظَرَ الرَئيسُ إِلى كَمالِكِ نَظرَةً لَم تَخلُ مِن بَصَرِ اللَبيبِ الأَروَعِ
* * *

فَرآهُ مَنزِلَةً تَعَرَّضَ دونَها قِصَرُ الحَياةِ وَحالَ وَشكُ المَصرَعِ
لَولا كَمالُكِ في الرَئيسِ وَمِثلِهِ لَم تَحسُنِ الدُنيا وَلَم تَتَرَعرَعِ
اللَهُ ثَبَّتَ أَرضَهُ بِدَعائِمٍ هُم حائِطُ الدُنيا وَرُكنُ المَجمَعِ
لَو أَنَّ كُلَّ أَخي يَراعٍ بالِغٌ شَأوَ الرَئيسِ وَكُلَّ صاحِبِ مِبضَعِ
* * *

ذَهَبَ الكَمالُ سُدىً وَضاعَ مَحَلُّهُ في العالَمِ المُتَفاوِتِ المُتَنَوِّعِ
يا نَفسُ مِثلُ الشَمسِ أَنتِ أَشِعَّةٌ في عامِرٍ وَأَشِعَّةٌ في بَلقَعِ
فَإِذا طَوى اللَهُ النَهارَ تَراجَعَت شَتّى الأَشِعَّةِ فَاِلتَقَت في المَرجِعِ
لَما نُعيتِ إِلى المَنازِلِ غودِرَت دَكّاً وَمِثلُكِ في المَنازِلِ ما نُعي
ضَجَّت عَلَيكِ مَعالِماً وَمَعاهِداً وَبَكَت فُراقُكِ بِالدُموعِ الهُمَّعِ
آذَنتِها بِنَوىً فَقالَت لَيتَ لَم تَصِلِ الحِبالَ وَلَيتَها لَم تَقطَعِ
وَرِداءُ جُثمانٍ لَبِستِ مُرَقَّمٍ بِيَدِ الشَبابِ عَلى المَشيبِ مُرَقَّعِ
* * *

كَم بِنتِ فيهِ وَكَم خَفيتِ كَأَنَّهُ ثَوبُ المُمَثِّلِ أَو لِباسُ المَرفَعِ
أَسَئِمتِ مِن ديباجِهِ فَنَزَعتِهِ وَالخَزُّ أَكفانٌ إِذا لَم يُنزَعِ
فَزِعَت وَما خَفِيَت عَلَيها غايَةٌ لَكِنَّ مَن يَرِدِ القِيامَةَ يَفزَعِ
ضَرَعَت بِأَدمُعِها إِلَيكِ وَما دَرَت أَنَّ السَفينَةَ أَقلَعَت في الأَدمُعِ
أَنتِ الوَفِيَّةُ لا الذِمامُ لَدَيكِ مَذ مومٌ وَلا عَهدُ الهَوى بِمُضَيَّعِ
أَزمَعتِ فَاِنهَلَّت دُموعُكِ رِقَّةً وَلَوِ اِستَطَعتِ إِقامَةً لَم تُزمِعي
بانَ الأَحِبَّةُ يَومَ بَينِكِ كُلُّهُم وَذَهَبتِ بِالماضي وَبِالمُتَوَقَّعِ
* * *

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 10:25 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]

لحظها لَحظها، رُوَيْداً رُوَيْدا


لحظها لَحظها، رُوَيْداً رُوَيْدا كم إلى كم تكيد للروح كيْدا؟
كفَّ أو لا تكفَّ ؛ إن يجبني لَسِهاماً أَرْسَلْتَها لن تُرَدّا
تصِلُ الضربَ ما أَرى لك حداً فاتّقِ الله، والتزِمْ لك حدَّا
أو فضع لي من الحجارة قلبا ثم صُغ لي من الحدائدِ كِبْدا
واكفِ جَفْنَيَّ دافقاً ليس يرْقا واكفِ جَنْبَيَّ خافقاً ليس يَهْدا
فمن الغَبْنِ أَن يصير وعيداً ما قطعت الزمانَ أرجوه وعْدا

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 10:26 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
الرُّشْدُ أَجملُ سِيرة يا أَحمدُ

الرُّشْدُ أَجملُ سِيرة يا أَحمدُ ودُّ الغواني مَنْ شبابكَ أبعدُ
قد كان فيك لودهنّ بقية ٌ واليومَ أَوْشَكَتِ البقية ُ تَنْفَدُ
هاروت شعركَ بعد ماروتِ الصبا أَعيا، وفارقه الخليلُ المُسعِد
لم سمعنكَ قلنَ : شعرٌ أمردٌ يا ليت قائله الطَّيرُ الأمردُ
ما لِلَّوَاهي الناعماتِ وشاعرٍ جعل النسيبَ حبالة ً يتصيد ؟
ولكم جمعت قلوبهن على الهوى وخدعتَ منْ قطعتْ ومن تودد
وسَخِرْتَ من واشٍ، وكِدْتَ لعاذِلٍ واليومَ تنشدُ من يشي ويفند
أَئذا وَجَدْت الغِيد أَلهاكَ الهوى وإذا وجدت الشِّعْرَ عزَّ الأَغيد؟


[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 10:27 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
يمدُّ الدُّجى في لوعتي ويزيدُ


يمدُّ الدُّجى في لوعتي ويزيدُ ويُبدِىء ُ بَثِّي في الهوى ويُعيدُ
إذا طال واستعصى فما هي ليلة ولكنْ ليالٍ ما لهنّ عَدِيدُ
أَرِقْتُ وعادتني لذكرى أَحِبَّتي شجونٌ قيامٌ بالضلوع قعودُ
ومَنْ يَحْمِلِ الأَشواقَ يتعَب، ويَختلفْ عليهِ قديمٌ في الهوى ، وجديد
لقيت الذي لم يلق قلبٌ من الهوى لك الله يا قلبي ، أأنت حديد؟
لم أَخْلُ من وجْدٍ عليك، ورِقَّة ٍ إذا حلَّ غِيدٌ، أَو ترحَّل غِيدُ
وروضٍ كما شاء المحبون ، ظلهُ لهم ولأسرار الغرام مديدُ
تظللنا والطيرَ في جنباتِه غصونٌ قيامٌ للنسيم سجود
تمِيل إلى مُضْنَى الغرامِ وتارة ً يعارضها مُضْنَى الصَّبا فتَحيد
مَشَى في حوَاشيها الأَصيلُ، فذُهِّبَتْ ومارتْ عليها الحلْيُ وهْيَ تَميد
ويَقْتُلنا لَحْظٌ، ويأْسِر جِيدُ بأهلٍ ، ومفقودُ الأليفِ وَحيد
وباكٍ ولا دمعٌ، وشاكٍ ولا جوى ً وجذلانُ يشدو في الرُّبَي ويشيد
وذي كبْرَة ٍ لم يُعْطَ بالدهر خِبْرَة ً وعُرْيان كاسٍ تَزْدَهيه مُهود
غشيناه والأيامُ تندى شبيبة ً ويَقْطُر منها العيشُ وهْوَ رَغيد
رأَتْ شفقاً يَنْعى النهارَ مُضَرَّجاً فقلتُ لها: حتى النهارُ شَهيد
فقالت : وما بالطير ؟ قلت : سكينة ٌ فما هي ممّا نبتغي ونَصيد
أُحِلَّ لنا الصيدان: يومَ الهوى مَهاً ويومَ تُسَلُّ المُرْهَفاتُ أُسودُ
يحطِّم رمحٌ دوننا ومهندٌ ويقلنا لحظٌ ، ويأسر جيدُ
ونحكم حتى يقبلَ الدهرُ حُكْمَنا ونحن لسلطان الغرام عبيد
أقول لأيام الصبا كلما نأتْ : أما لكَ يا عهدَ الشباب مُعيد؟
وكيف نأَتْ والأَمسُ آخرُ عهدِها؟ لأمسُ كباقي الغابرات عهيد
جزعتُ ، فراعتني من الشيبِ بسمة ٌ كأَني على دَرْبِ المشيبِ لَبيد
ومن عبث الدنيا وما عبثت سدى ً شببنا وشبنا والزمانُ وليدُ
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 10:29 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
في مقلتيك مصارعُ الأَكبادِ

في مقلتيك مصارعُ الأَكبادِ الله في جنبٍ بغير عماد
كانت له كبدٌ ، فحاق بها الهوى قُهِرتْ، وقد كانت من الأَطواد
وإذا النفوسُ تطوحتْ في لذة ٍ كانت جنايتُها على الأَجساد
نَشْوى ، وما يُسقيْنَ إلاَّ راحتي وَسْنَى ، وما يَطْعَمْن غير رُقادي
ضعفي ، وكم أبلين من ذي قوة مرضى وكم أفنينَ من عواد
يا قاتل اللهُ العيونَ ؛ فإنها في حَرِّ ما نَصْلَى الضعيفُ البادي
قاتلن في أجفانهن قلوبنا فصَرَعْنَها، وسلِمْنَ بالأَغماد
وصبغن من دمها الخدود تتصلاً ولقينَ أرباب الهوى بسواد

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 10:30 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
بالله يا نَسَماتِ النيل في السَّحَرِ

بالله يا نَسَماتِ النيل في السَّحَرِ هل عندَكُنَّ عن الأَحباب مِنْ خبَر؟
عرفتكنَّ بعرفٍ لا أكيفه لا في الغوالي ، ولا في النَّورِ والزَّهَر
من بعض ما مسح الحسنُ الوجوهَ به بينَ الجبينِ، وبينَ الفَرْقِ والشَّعَر
فهل عَلِقْتُنَّ أَثناءَ السُّرَى أَرَجاً من الغدائر ، أو طيبا من الطُّرر؟
هجتنَّ لي لوعة ً في القلب كامنة ً والجُرْحُ إنْ تَعْتَرِضْه نَسْمَة ٌ يَثُر
ذكرت مصر ، ومن أهوى ، ومجلسنا على الجزيرة بين الجسر والنَّهَر
واليومُ أَشْيَبُ، والآفاقُ مُذْهَبة ٌ والشمسث مصفرة ٌ تجري لمنحدر
والنخلُ مُتَّشِحٌ بالغيم، تحسبُهُ هِيفَ العرائسِ في بيضٍ من الأُزُر
وما شجانيَ إلاّ صوتُ ساقية ٍ تستقبل الليلَ بين النَّوْح والعَبَر
لم يترك الوجدُ منها غيرَ أَضْلُعِها وغيرَ دَمعٍ كصَوْب الغَيْثِ مُنْهَمِر
بخيلة بمآقيها ، فلو سئلتْ جَفْناً يُعين أَخا الأَشواقِ لم تُعِر
في ليلة من ليالي الدهر طَيِّبَة ٍ محا بها كلَّ ذنبٍ غيرِ مُغْتَفَر
عفَّتْ ، وعفَّ الهوى فيها ، وفاز بها عَفُّ الإشارة ِ، والأَلفاظِ، والنظر
بتنا ، وباتت حناناً حولنا ورضاً ثلاثة ٌ بين سمْعِ الحبِّ والبصر
لا أكذب اللهَ ، كان النجمُ رابعنا لو يُذْكرُ النجمُ بعد البدر في خبر
وأَنصفَتْنا، فظُلمٌ أَن نُجازِيَها شكوى من الطول، أَو شكوى من القِصَر
دَعْ بعد رِيقَة ِ مَنْ تَهْوَى ومَنْطِقِه ما قيل في الكأْس، أَو ما قيل في الوتر
ولا تبالِ بكنزٍ بعد مبسمِه أَغلى اليواقيت ما أُعْطِيتَ والدُّرَر
ولم يَرُعْنِي إلاَّ قولُ عاذِلة ٍ ما بالُ أَحمدَ لم يَحلُمْ ولم يَقِر؟
هلا ترفَّع عن لَهْوٍ وعن لَعِبٍ؟ إن الصغائر تغري النفسَ بالصغر
فقلتُ: للمجد أَشعاري مُسَيَّرة وفي غواني العلا ـ لا في المها ـ وطري
مصرُ العزيزة ُ، مالي لا أُودِّعُها وداعَ محتفظٍ بالعهد مذكر
خلَّفْتُ فيها القَطا ما بين ذي زَغَبٍ وداعَ محتفظٍ بالعهد مدكر
وذي تمائمَ لم ينهض ولم يَطِرِ
أسلمتهم لعيون الله تحرسُهم وأَسلموني لظلِّ الله في البشر

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 10:35 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
قلبٌ يذوب ، ومدمعٌ يجري


قلبٌ يذوب ، ومدمعٌ يجري يا ليلُ ، هل خيرٌعن الفجر
حالت نجومك دون مطلعه لا تبتغي حِوَلاً، ولا يسري
وتطاولَتْ جُنْحاً، فخُيِّل لي أَن الصباحَ رهينة ُ الحشر
أَرسيتَها وملكتَ مذهبَها بدجنة ٍ كسريرة الدهر
ظلمٌ تجيء بها وترجعها والموجُ منقلبٌ إلى البحر
ليت الكرى وموسى فيوردها فرعون هذا السهد والفكر
ولقد أَقول لهاتفٍ سحراً يبكي لغير نوىص ولا أسر
والروضُ أخرسُ غير وسوية ٍ خَفَقَ الغصونِ، وجرْية الغُدْر
والطيرُ مِلءُ الأَيْكِ، أَرؤُسُها مثلُ الثمار بدت من السِّدْر
ألقى الجناحَ ، وناء بالصدر ورنا بصفراوين كالتبر
لكهم السهادُ بيوتَ هدبها وأَقام بين رُسومِها الحُمْر
تهدا جوانحه ، فتحسبه من صَنْعة الأَيدي أَو السِّحْر
وتثور، فهْوَ على الغصون يَدٌ علقتْ أناملها من الجمر
يا طيرُ، بُثَّ أَخاك ما يَجري إنَّا كِلانا مَوْضِعُ السِّرّ
بي مثل ما بك من جوى ً ونوى ً أنا في الأنام ، وأنت في القمر
عبث الغرام بنا وروعنا أنا بالملام ، وأنت بالزجر
يا طيرُ، لا تجزَعْ لحادثة ٍ كلُّ النفوسِ رهائنُ الضرّ
فيما دهاك لو اطَّلعتَ رضًى شرٌّ أخفُّ عليك من شرّ
يا طيرُ، كَدْرُ العيشِ لو تدري في صفوه، والصفْوُ في الكَدْر
وإذا الأُمورُ استُصعِبَتْ صَعُبَتْ ويهون ما هوّنتَ من أَمر
يا طيرُ، لو لُذْنا بمصْطَبَرٍ فلعلّ رُوحَ الله في الصَّبْر
وعسى الأَمانيُّ العذابُ لنا عونٌ على السلوان والهجر


[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 10:37 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
أَتغلبني ذاتُ الدلالِ على صبري؟

أَتغلبني ذاتُ الدلالِ على صبري؟ إذن أَنا أَولى بالقناع وبالخِدْر
تتيه ، ولي حلمٌ إذا مار كبته رددتُ به أَمرَ الغرامِ إلى أَمري
وما دفعي اللوامَ فيها سآمة ولكنّ نفسَ الحرّ أَزجرُ للحرّ
وليلٍ كانّ الحشرَ مطلعُ فجره تراءَتْ دموعي فيه سابقة َ الفجر
سريت به طيفاً لى من أحبها وهل بالسُّها في حُلَّة ِ السُّقمِ من نُكر
طرقْتُ حِماها بعدَ ما هبّ أَهلُها أَخوضُ غِمارَ الظنِّ والنظرِ الشزْر
فما راعني إلاَّ نساءٌ لِقينَني يبالِغن في زَجْري، ويُسرفن في نَهري
يقلْن لمن أَهوى وآنَسْنَ رِيبة ً: نرى حالة ً بين الصَّبابة والسّحر
إليكنّ جاراتِ الحمى عن ملامتي وذَرْنَ قضاءَ الله في خَلْقه يجري
وأَحْرَجني دمعي، فلما زجرتُه رددتُ قلوبَ العاذِلاتِ إلى العُذْر
فساءَلْنها: ما اسمي؟ فسمَّتْ، فجئنني يَقُلْنَ: أَماناً للعذارى من الشِّعر
فقلتُ: أَخافُ الله فِيكُنَّ، إنني وجدتُ مقالَ الهُجْر يُزْرَى بأَن يُزْرِي
أَخذتُ بحَظٍّ من هواها وبينها ومن يهو يعدلْ في الوصال وفي الهجر
إذا لم يكن المرءِ عن عيشة ٍ غنى ً فلا بدّ من يُسر، ولا بد من عُسر
ومن يَخبُرِ الدنيا ويشربْ بكأْسها يجدْ مُرَّها في الحلو، والحلوَ في المرّ
ومن كان يغزو بالتَّعِلاَّت فقرَه فإني وجدتُ الكدَّ أقتلَ للفقر
ومن يستعنْ في أمرهِ غير نفسه يَخُنْه الرفيقُ العون في المسلك الوعْر
ومن لم يقم ستراً على عيبِ غيره يعِش مستباحَ العِرْضِ، مُنهَتِك السّتر
ومن لم يجمِّل بالتواضع فضله يَبِنْ فضلُه عنه، ويَعْطَلْ من الفخر

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 10:39 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
أَبُثُّكَ وَجْدي يا حَمامُ، وأُودِعُ أَبُثُّكَ وَجْدي يا حَمامُ، وأُودِعُ

أَبُثُّكَ وَجْدي يا حَمامُ، وأُودِعُ أَبُثُّكَ وَجْدي يا حَمامُ، وأُودِعُ فإنك دونَ الطيرِ للسرِّ موضعُ
وأَنت مُعينُ العاشقين على الهوى تئِنُّ فنُصْغي، أَو تحنُّ فنَسْمَع
أَراك يَمانِيّاً، ومصرُ خميلتي كلانا غريبٌ، نازحُ الدارِ، مُوجَع
هما اثنان: دانٍ في التغرُّب آمنٌ وناءٍ على قربِ الديار مروع
ومن عجب الأشياء أبكي واشتكي وأَنت تُغَنِّي في الغصونِ وتَسْجَع
لعلك تُخفي الوجدَ، أَو تكتمُ الجَوى فقد تمسك العينان والقلبُ يدمع
شجاكَ صِغارٌ كالجُمانِ ومَوْطِنٌ نَدٍ مثلُ أَيامِ الحَدَاثَة ِ مُمْرعُ
إذا كان في الآجال طولٌ وفسحة ٌ فما البينُ إلا حادثٌ متوقع
وما الأَهلُ والأَحبابُ إلاَّ لآلِىء ٌ تفرقها الأيامُ ، والسمطُ يجمع
أَمُنْكِرَتي، قلبي دليل وشاهدي فلا تُنكريه، فهْو عندَكِ مُودَع
أَسيرُكِ، لو يُفْدَى فَدَتْه بجمعها جوانحُ في شوقٍ إليه وأَضْلُع
رماه إليك الدهرُ من حاق الهوى يذال على سفح الهوان ويوضع
ومن عجبٍ، يأْسَى إذا قلت: مُتْعَبٌ ويطرَبُ إن قلت: الأَسيرُ المُمنَّع
لقيتِ عليماً بالغواني، وإنما هو القلبُ ، كالإنسان يغرى ويخدع
واعلم أن الغدرَ في الناس شائعٌ وأن خليلَ الغانيات مضيَّع
وأَنَّ نِزاعَ الرُّشدِ والغَيِّ حالة ٌ تجيءُ بأحلامِ الرَّجال وترجع
وأَن أَمانيَّ النفوسِ قواتلٌ وكثرتُها من كثرة الزَّهرِ أَصْرَع
وأن داعة َ الخير والحقِّ حربهم زمانٌ بهم عهد سُقْراطَ مُولَع

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 10:40 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
علموه كيفَ يجفو فجفا


علموه كيفَ يجفو فجفا ظالمٌ لاقيْت منه ما كفى
مسرفٌ في هجرِه ما ينتهي أَتُراهم علَّموه السَّرَفا؟
جعلوا ذنبي لديْه سَهَري ليت بدري إذ درى الذنب عفا
عرف الناسُ حقوقي عنده وغريمي ما درى ، ما عَرفا
صحّ لي في العمرِ منه موعِدٌ ثم ما صدقتُ حتى أخلفا
ويرى لي الصبرَ قلبٌ ما درى أَنّ ما كلفني ما كلفا
مُستهامٌ في هواه مُدْنَفٌ يترضَّى مستهاماً مُدْنفا
يا خليليّ، صِفا لي حيلة وارى الحيلة أن لا تصفا
أنا لو ناديته في ذلة ِ هي ذي روحي فخذها ، ما احتفى


[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 10:42 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]

بِسيفكَ يعلو الحقُّ والحقُّ أغلبُ
بِسَيفِكَ يَعلو الحَقُّ وَالحَقُّ أَغلَبُ وَيُنصَرُ دينُ اللَهِ أَيّانَ تَضرِبُ
وَما السَيفُ إِلّا آيَةُ المُلكِ في الوَرى وَلا الأَمرُ إِلّا لِلَّذي يَتَغَلَّبُ
فَأَدِّب بِهِ القَومَ الطُغاةَ فَإِنَّهُ لَنِعمَ المَرَبي لِلطُغاةِ المُؤَدِّبُ
وَداوِ بِهِ الدولاتِ مِن كُلِّ دائِها فَنِعمَ الحُسامُ الطِبُّ وَالمُتَطَبِّبُ
تَنامُ خُطوبُ المُلكِ إِن باتَ ساهِراً وَإِن هُوَ نامَ اِستَيقَظَت تَتَأَلَّبُ
أَمِنّا اللَيالي أَن نُراعَ بِحادِثٍ وَأَرمينيا ثَكلى وَحَورانَ أَشيَبُ
وَمَملَكَةُ اليونانِ مَحلولَةُ العُرى رَجاؤُكَ يُعطيها وَخَوفُكَ يُسلَبُ
هَدَدتَ أَميرَ المُؤمِنينَ كَيانَها بِأَسطَعَ مِثلِ الصُبحِ لا يَتَكَذَّبُ
وَمازالَ فَجراً سَيفُ عُثمانَ صادِقاً يُساريهِ مِن عالي ذَكائِكَ كَوكَبُ
إِذا ما صَدَعتَ الحادِثاتِ بِحَدِّهِ تَكَشَّفَ داجي الخَطبِ وَاِنجابَ غَيهَبُ
* * *

وَهابَ العِدا فيهِ خِلافَتَكَ الَّتي لَهُم مَأرَبٌ فيها وَلِلَّهِ مَأرَبُ
سَما بِكَ يا عَبدَ الحَميدِ أُبُوَّةٌ ثَلاثونَ خُضّارُ الجَلالَةِ غُيَّبُ
قَياصِرُ أَحياناً خَلائِفُ تارَةً خَواقينُ طَوراً وَالفَخارُ المُقَلَّبُ
نُجومُ سُعودِ المَلكِ أَقمارُ زُهرِهِ لَوَ اَنَّ النُجومَ الزُهرَ يَجمَعُها أَبُ
تَواصَوا بِهِ عَصراً فَعَصراً فَزادَهُ مُعَمَّمُهُم مِن هَيبَةٍ وَالمُعَصَّبُ
هُمُ الشَمسُ لَم تَبرَح سَماواتِ عِزِّها وَفينا ضُحاها وَالشُعاعُ المُحَبَّبُ
نَهَضتَ بِعَرشٍ يَنهَضُ الدَهرُ بِهِ خُشوعاً وَتَخشاهُ اللَيالي وَتَرهَبُ
مَكينٍ عَلى مَتنِ الوُجودِ مُؤَيَّدٍ بِشَمسِ اِستِواءٍ مالَها الدَهرَ مَغرِبُ
تَرَقَّت لَهُ الأَسواءُ حَتّى اِرتَقَيتَهُ فَقُمتَ بِها في بَعضِ ما تَتَنَكَّبُ
فَكُنتَ كَعَينٍ ذاتِ جَريٍ كَمينَةٍ تَفيضُ عَلى مَرِّ الزَمانِ وَتَعذُبُ
مُوَكَّلَةٍ بِالأَرضِ تَنسابُ في الثَرى فَيَحيا وَتَجري في البِلادِ فَتُخضِبُ
فَأَحيَيتَ مَيتاً دارِسَ الرَسمِ غابِراً كَأَنَّكَ فيما جِئتَ عيسى المُقَرَّبُ
وَشِدتَ مَناراً لِلخِلافَةِ في الوَرى تُشَرِّقُ فيهِم شَمسُهُ وَتُغَرِّبُ
* * *

سَهِرتَ وَنامَ المُسلِمونَ بِغَبطَةٍ وَما يُزعِجُ النُوّامَ وَالساهِرُ الأَبُ
فَنَبَّهَنا الفَتحُ الَّذي ما بِفَجرِهِ وَلا بِكَ يا فَجرَ السَلامِ مُكَذِّبُ
حُسامُكَ مِن سُقراطَ في الخَطبِ أَخطَبُ وَعودُكَ مِن عودِ المَنابِرِ أَصلَبُ
وَعَزمُكَ مِن هوميرَ أَمضى بَديهَةً وَأَجلى بَياناً في القُلوبِ وَأَعذَبُ
وَإِن يَذكُروا إِسكَندَراً وَفُتوحَهُ فَعَهدُكَ بِالفَتحِ المُحَجَّلِ أَقرَبُ
وَمُلكُكَ أَرقى بِالدَليلِ حُكومَةً وَأَنفَذُ سَهماً في الأُمورِ وَأَصوَبُ
ظَهَرتَ أَميرَ المُؤمِنينَ عَلى العِدا ظُهوراً يَسوءُ الحاسِدينَ وَيُتعِبُ
سَلِ العَصرَ وَالأَيّامَ وَالناسَ هَل نَبا لِرَأيِكَ فيهِم أَو لِسَيفِكَ مَضرِبُ
هُمُ مَلَئوا الدُنيا جَهاماً وَراءَهُ جَهامٌ مِنَ الأَعوانِ أَهذى وَأَكذَبُ
فَلَمّا اِستَلَلتَ السَيفَ أَخلَبَ بَرقُهُم وَما كُنتَ يا بَرقَ المَنِيَّةِ تُخلِبُ
أَخَذتَهُمُ لا مالِكينَ لِحَوضِهِم مِنَ الذَودِ إِلّا ما أَطالوا وَأَسهَبوا
وَلم يَتَكَلَّف قَومُكَ الأُسدُ أُهبَةً وَلَكِنَّ خُلقاً في السِباعِ التَأَهُّبُ
* * *

كَذا الناسُ بِالأَخلاقِ يَبقى صَلاحُهُم وَيَذهَبُ عَنهُم أَمرُهُم حينَ تَذهَبُ
وَمِن شَرَفِ الأَوطانِ أَلّا يَفوتَها حُسامٌ مُعِزٌّ أَو يَراعٌ مُهَذَّبُ
مَلَكتَ سَبيلَيهِم فَفي الشَرقِ مَضرِبٌ لِجَيشِكَ مَمدودٌ وَفي الغَربِ مَضرِبُ
ثَمانونَ أَلفاً أُسدُ غابٍ ضَراغِمٌ لَها مِخلَبٌ فيهِم وَلِلمَوتِ مَخلِبُ
إِذا حَلِمَت فَالشَرُّ وَسنانُ حالِمٌ وَإِن غَضِبَت فَالشَرُّ يَقظانُ مُغضِبُ
فَيالِقُ أَفشى في البِلادِ مِنَ الضُحى وَأَبعَدُ مِن شَمسِ النَهارِ وَأَقرَبُ
وَتُصبِحُ تَلقاهُم وَتُمسي تَصُدُّهُم وَتَظهَرُ في جِدِّ القِتالِ وَتَلعَبُ
تَلوحُ لَهُم في كُلِّ أُفقٍ وَتَعتَلي وَتَطلُعُ فيهِم مِن مَكانٍ وَتَغرُبُ
وَتُقدِمُ إِقدامَ اللُيوثِ وَتَنثَني وَتُدبِرُ عِلماً بِالوَغى وَتُعَقِّبُ
وَتَملِكُ أَطرافَ الشِعابِ وَتَلتَقي وَتَأخُذُ عَفواً كُلَّ عالٍ وَتَغصِبُ
وَتَغشى أَبِيّاتِ المَعاقِلِ وَالذُرا فَثَيِّبُهُنَّ البِكرُ وَالبِكرُ ثَيِّبُ
يَقودُ سَراياها وَيَحمي لِواءَها سَديدُ المَرائي في الحُروبِ مُجَرِّبُ
* * *

يَجيءُ بِها حيناً وَيَرجِعُ مَرَّةً كَما تَدفَعُ اللَجَّ البِحارُ وَتَجذِبُ
وَيَرمي بِها كَالبَحرِ مِن كُلِّ جانِبٍ فَكُلُّ خَميسٍ لُجَّةٌ تَتَضَرَّبُ
وَيُنفِذُها مِن كُلِّ شِعبٍ فَتَلتَقي كَما يَتَلاقى العارِضُ المُتَشَعِّبُ
وَيَجعَلُ ميقاتاً لَها تَنبَري لَهُ كَما دارَ يَلقى عَقرَبَ السَيرِ عَقرَبُ
فَظَلَّت عُيونُ الحَربِ حَيرى لِما تَرى نَواظِرَ ما تَأتي اللُيوثُ وَتُغرِبُ
تُبالِغُ بِالرامي وَتَزهو بِما رَمى وَتُعجَبُ بِالقُوّادِ وَالجُندُ أَعجَبُ
وَتُثني عَلى مُزجي الجُيوشِ بِيَلدِزٍ وَمُلهِمِها فيما تَنالُ وَتَكسِبُ
وَما المُلكُ إِلّا الجَيشُ شَأناً وَمَظهَراً وَلا الجَيشُ إِلّا رَبُّهُ حينَ يُنسَبُ
تُحَذِّرُني مِن قَومِها التُركِ زَينَبُ وَتُعجِمُ في وَصفِ اللُيوثِ وَتُعرِبُ
وَتُكثِرُ ذِكرَ الباسِلينَ وَتَنثَني بِعِزٍّ عَلى عِزِّ الجَمالِ وَتُعجَبُ
وَتَسحَبُ ذَيلَ الكِبرِياءِ وَهَكَذا يَتيهُ وَيَختالُ القَوِيُّ المُغَلِّبُ
* * *

وَزَينَبُ إِن تاهَت وَإِن هِيَ فاخَرَت فَما قَومُها إِلّا العَشيرُ المُحَبَّبُ
يُؤَلِّفُ إيلامُ الحَوادِثِ بَينَنا وَيَجمَعُنا في اللَهِ دينٌ وَمَذهَبُ
نَما الوُدُّ حَتّى مَهَّدَ السُبلَ لِلهَوى فَما في سَبيلِ الوَصلِ ما يُتَصَعَّبُ
وَدانى الهَوى ما شاءَ بَيني وَبَينَها فَلَم يَبقَ إِلّا الأَرضُ وَالأَرضُ تَقرُبُ
رَكِبتُ إِلَيها البَحرَ وَهوَ مَصيدَةٌ تُمَدُّ بِها سُفنُ الحَديدِ وَتُنصَبُ
تَروحُ المَنايا الزُرقُ فيهِ وَتَغتَدي وَما هِيَ إِلّا المَوجُ يَأتي وَيَذهَبُ
وَتَبدو عَلَيهِ الفُلكُ شَتّى كَأَنَّها بُؤوزٌ تُراعيها عَلى البُعدِ أَعقُبُ
حَوامِلُ أَعلامِ القَياصِرِ حُضرٌ عَلَيها سَلاطينُ البَرِيَّةِ غُيَّبُ
تُجاري خُطاها الحادِثاتِ وَتَقتَفي وَتَطفو حَوالَيها الخُطوبُ وَتَرسُبُ
وَيوشِكُ يَجري الماءُ مِن تَحتِها دَماً إِذا جَمَعَت أَثقالَها تَتَرَقَّبُ
فَقُلتُ أَأَشراطُ القِيامَةِ ما أَرى أَمِ الحَربُ أَدنى مِن وَريدٍ وَأَقرَبُ
أَماناً أَماناً لُجَّةَ الرومِ لِلوَرى لَوَ اَنَّ أَماناً عِندَ دَأماءَ يُطلَبُ
* * *

كَأَنّي بِأَحداثِ الزَمانِ مُلِمَّةً وَقَد فاضَ مِنها حَوضُكِ المُتَضَرِّبُ
فَأُزعِجَ مَغبوطٌ وَرُوِّعَ آمِنٌ وَغالَ سَلامَ العالَمينَ التَعَصُّبُ
فَقالَت أَطَلتَ الهَمَّ لِلخَلقِ مَلجَأٌ أَبَرُّ بِهِم مِن كُلِّ بَرٍّ وَأَحدَبُ
سَلامُ البَرايا في كَلاءَةِ فَرقَدٍ بِيَلدِزَ لا يَغفو وَلا يَتَغَيَّبُ
وَإِنَّ أَميرَ المُؤمِنينَ لَوابِلٌ مِنَ الغَوثِ مُنهَلٌ عَلى الخَلقِ صَيِّبُ
رَأى الفِتنَةَ الكُبرى فَوالى اِنهِمالَهُ فَبادَت وَكانَت جَمرَةً تَتَلَهَّبُ
فَما زِلتُ بِالأَهوالِ حَتّى اِقتَحَمتُها وَقَد تُركِبُ الحاجاتُ ما لَيسَ يُركَبُ
أَخوضُ اللَيالي مِن عُبابٍ وَمِن دُجىً إِلى أُفقٍ فيهِ الخَليفَةُ كَوكَبُ
إِلى مُلكِ عُثمانَ الَّذي دونَ حَوضِهِ بِناءُ العَوالي المُشمَخِرُّ المُطَنَّبُ
فَلاحَ يُناغي النَجمَ صَرحٌ مُثَقَّبٌ عَلى الماءِ قَد حاذاهُ صَرحٌ مُثقَبُ
بُروجٌ أَعارَتها المَنونُ عُيونَها لَها في الجَواري نَظرَةٌ لا تُخَيَّبُ
رَواسي اِبتِداعٍ في رَواسي طَبيعَةٍ تَكادُ ذُراها في السَحابِ تُغَيَّبُ
فَقُمتُ أُجيلُ الطَرفَ حَيرانَ قائِلاً أَهَذى ثُغورُ التُركِ أَم أَنا أَحسَبُ
فَمِثلَ بِناءِ التُركِ لَم يَبنِ مُشرِقٌ وَمِثلَ بِناءِ التُركِ لَم يَبنِ مَغرِبُ
تَظَلُّ مَهولاتُ البَوارِجِ دونَهُ حَوائِرَ ما يَدرينَ ماذا تُخَرِّبُ
إِذا طاشَ بَينَ الماءِ وَالصَخرِ سَهمُها أَتاها حَديدٌ ما يَطيشُ وَأَسرَبُ
يُسَدِّدُهُ عِزريلُ في زِيِّ قاذِفٍ وَأَيدي المَنايا وَالقَضاءُ المُدَرَّبُ
قَذائِفُ تَخشى مُهجَةُ الشَمسِ كُلَّما عَلَت مُصعِداتٍ أَنَّها لا تُصَوَّبُ
إِذا صُبَّ حاميها عَلى السُفنِ اِنثَنَت وَغانِمُها الناجي فَكَيفَ المُخَيَّبُ
* * *

سَلِ الرومَ هَل فيهِنَّ لِلفُلكِ حيلَةٌ وَهَل عاصِمٌ مِنهُنَّ إِلّا التَنَكُّبُ
تَذَبذَبَ أُسطولاهُمُ فَدَعَتهُما إِلى الرُشدِ نارٌ ثَمَّ لا تَتَذَبذَبُ
فَلا الشَرقُ في أُسطولِهِ مُتقى الحِمى وَلا الغَربُ في أُسطولِهِ مُتَهَيَّبُ
وَما راعَني إِلّا لِواءٌ مُخَضَّبٌ هُنالِكَ يَحميهِ بَنانٌ مُخَضَّبُ
فَقُلتُ مَنِ الحامي أَلَيثٌ غَضَنفَرٌ مِنَ التُركِ ضارٍ أَم غَزالٌ مُرَبَّبُ
أَمِ المَلِكُ الغازي المُجاهِدُ قَد بَدا أَمِ النَجمُ في الآرامِ أَم أَنتِ زَينَبُ
رَفَعتِ بَناتَ التُركِ قالَت وَهَل بِنا بَناتِ الضَواري أَن نَصولَ تَعَجُّبُ
إِذا ما الدِيارُ اِستَصرَخَت بَدَرَت لَها كَرائِمُ مِنّا بِالقَنا تَتَنَقَّبُ
تُقَرِّبُ رَبّاتُ البُعولِ بُعولَها فَإِن لَم يَكُن بَعلٌ فَنَفساً تُقَرِّبُ
وَلاحَت بِآفاقِ العَدُوِّ سَرِيَّةٌ فَوارِسُ تَبدو تارَةً وَتُحَجَّبُ
نَواهِضُ في حُزنٍ كَما تَنهَضُ القَطا رَواكِضُ في سَهلٍ كَما اِنسابَ ثَعلَبُ

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 10:45 AM

يتبع
 
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
قَليلونَ مِن بُعدٍ كَثيرونَ إِن دَنَوا لَهُم سَكَنٌ آناً وَآناً تَهَيُّبُ
فَقالَت شَهِدتَ الحَربَ أَو أَنتَ موشِكٌ فَصِفنا فَأَنتَ الباسِلُ المُتَأَدِّبُ
وَنادَت فَلَبّى الخَيلُ مِن كُلِّ جانِبٍ وَلَبّى عَلَيها القَسوَرُ المُتَرَقِّبُ
خِفافاً إِلى الداعي سِراعاً كَأَنَّما مِنَ الحَربِ داعٍ لِلصَلاةِ مُثَوِّبُ
مُنيفينَ مِن حَولِ اللِواءِ كَأَنَّهُم لَهُ مَعقِلٌ فَوقَ المَعاقِلِ أَغلَبُ
وَما هِيَ إِلّا دَعوَةٌ وَإِجابَةٌ أَنِ اِلتَحَمَت وَالحَربُ بَكرٌ وَتَغلِبُ
فَأَبصَرتُ ما لَم تُبصِرا مِن مَشاهِدٍ وَلا شَهِدَت يَوماً مَعَدٌّ وَيَعرُبُ
جِبالَ مَلونا لا تَخوري وَتَجزَعي إِذا مالَ رَأسٌ أَو تَضَعضَعَ مَنكِبُ
فَما كُنتِ إِلّا السَيفَ وَالنارَ مَركَباً وَما كانَ يَستَعصي عَلى التُركِ مَركَبُ
عَلَوا فَوقَ عَلياءِ العَدُوِّ وَدونَهُ مَضيقٌ كَحَلقِ اللَيثِ أَو هُوَ أَصعَبُ
فَكانَ صِراطُ الحَشرِ ما ثَمَّ ريبَةٌ وَكانوا فَريقَ اللَهِ ما ثَمَّ مُذنِبُ
يَمُرّونَ مَرَّ البَرقِ تَحتَ دُجُنَّةٍ دُخاناً بِهِ أَشباحُهُم تَتَجَلبَبُ
حَثيثينَ مِن فَوقِ الجِبالِ وَتَحتِها كَما اِنهارَ طَودٌ أَو كَما اِنهالَ مِذنَبُ
تُمِدُّهُمُ قُذّافُهُم وَرُماتُهُم بِنارٍ كَنيرانِ البَراكينِ تَدأَبُ
تُذَرّى بِها شُمُّ الذُرا حينَ تَعتَلي وَيَسفَحُ مِنها السَفحُ إِذ تَتَصَبَّبُ
تُسَمَّرُ في رَأسِ القِلاعِ كُراتُها وَيَسكُنُ أَعجازَ الحُصونِ المُذَنَّبُ
فَلَمّا دَجى داجي العَوانِ وَأَطبَقَت تَبَلَّجَ وَالنَصرَ الهِلالُ المُحَجَّبُ
وَرُدَّت عَلى أَعقابِها الرومُ بَعدَما تَناثَرَ مِنها الجَيشُ أَو كادَ يَذهَبُ
جَناحَينِ في شِبهِ الشِباكَينِ مِن قَنا وَقَلباً عَلى حُرِّ الوَغى يَتَقَلَّبُ
* * *

عَلى قُلَلِ الأَجبالِ حَيرى جُموعُهُم شَواخِصُ ما إِن تَهتَدي أَينَ تَذهَبُ
إِذا صَعَدَت فَالسَيفُ أَبيَضُ خاطِفٌ وَإِن نَزَلَت فَالنارُ حَمراءُ تَلهَبُ
تَطَوَّعَ أَسراً مِنهُمُ ذَلِكَ الَّذي تَطَوَّعَ حَرباً وَالزَمانُ تَقَلُّبُ
وَتَمَّ لَنا النَصرُ المُبينُ عَلى العِدا وَفَتحُ المَعالي وَالنَهارُ المُذَهَّبُ
فَجِئتُ فَتاةَ التُركِ أَجزي دِفاعَها عَنِ المُلكِ وَالأَوطانِ ما الحَقُّ يوجِبُ
فَقَبَّلتُ كَفّاً كانَ بِالسَيفِ ضارِباً وَقَبَّلتُ سَيفاً كانَ بِالكَفِّ يَضرِبُ
وَقُلتُ أَفي الدُنيا لِقَومِكِ غالِبٌ وَفي مِثلِ هَذا الحِجرِ رُبّوا وَهُذِّبوا
رُوَيداً بَني عُثمانَ في طَلَبِ العُلا وَهَيهاتَ لَم يُستَبقَ شَيءٌ فَيُطلَبُ
أَفي كُلِّ آنٍ تَغرِسونَ وَنَجتَني وَفي كُلِّ يَومٍ تَفتَحونَ وَنَكتُبُ
وَما زِلتُمُ يَسقيكُمُ النَصرُ حُمرَهُ وَتَسقونَهُ وَالكُلُّ نَشوانَ مُصأَبُ
إِلى أَن أَحَلَّ السُكرَ مَن لا يُحِلُّهُ وَمَدَّ بِساطَ الشُربِ مَن لَيسَ يَشرَبُ
وَأَشمَطَ سَوّاسِ الفَوارِسِ أَشيَبُ يَسيرُ بِهِ في الشَعبِ أَشمَطُ أَشيَبُ
رَفيقاً ذَهابٍ في الحُروبِ وَجيئَةٍ قَدِ اِصطَحَبا وَالحُرُّ لِلحُرِّ يَصحَبُ
إِذا شَهِداها جَدَّدا هِزَّةَ الصِبا كَما يَتَصابى ذو ثَمانينَ يَطرُبُ
فَيَهتَزُّ هَذا كَالحُسامِ وَيَنثَني وَيَنفُرُ هَذا كَالغَزالِ وَيَلعَبُ
تَوالى رَصاصُ المُطلِقينَ عَلَيهِما يُخَضِّلُ مِن شَيبِهِما وَيُخَضِّبُ
* * *

فَقيلَ أَنِل أَقدامَكَ الأَرضَ إِنَّها أَبَرُّ جَواداً إِن فَعَلتَ وَأَنجَبُ
فَقالَ أَيَرضى واهِبُ النَصرِ أَنَّنا نَموتُ كَمَوتِ الغانِياتِ وَنُعطَبُ
ذَروني وَشَأني وَالوَغى لا مُبالِياً إِلى المَوتِ أَمشي أَم إِلى المَوتِ أَركَبُ
أَيَحمِلُني عُمراً وَيَحمي شَبيبَتي وَأَخذُلُهُ في وَهنِهِ وَأُخَيِّبُ
إِذا نَحنُ مِتنا فَاِدفِنونا بِبُقعَةٍ يَظَلُّ بِذِكرانا ثَراها يُطَيِّبُ
وَلا تَعجَبوا أَن تَبسُلَ الخَيلُ إِنَّها لَها مِثلُ ما لِلناسِ في المَوتِ مَشرَبُ
فَماتا أَمامَ اللَهِ مَوتَ بَسالَةٍ كَأَنَّهُما فيهِ مِثالٌ مُنَصَّبُ
وَما شُهَداءُ الحَربِ إِلّا عِمادُها وَإِن شَيَّدَ الأَحياءُ فيها وَطَنَّبوا
مِدادُ سِجِلِّ النَصرِ فيها دِماؤُهُم وَبِالتِبرِ مِن غالي ثَراهُم يُتَرَّبُ
فَهَل مِن مَلونا مَوقِفٌ وَمَسامِعٌ وَمِن جَبَلَيها مِنبَرٌ لي فَأَخطُبُ
فَأَسأَلُ حِصنَيها العَجيبَينِ في الوَرى وَمَدخَلُها الأَعصى الَّذي هُوَ أَعجَبُ
وَأَستَشهِدُ الأَطوادَ شَمّاءَ وَالذُرا بَواذِخَ تُلوي بِالنُجومِ وَتُجذَبُ
هَلِ البَأسُ إِلّا بَأسُهُم وَثَباتُهُم أَوِ العَزمُ إِلّا عَزمُهُم وَالتَلَبُّبُ
أَوِ الدينُ إِلّا ما رَأَت مِن جِهادِهِم أَوِ المُلكُ إِلّا ما أَعَزّوا وَهَيَّبوا
وَأَيُّ فَضاءٍ في الوَغى لَم يُضَيِّقوا وَأَيُّ مَضيقٍ في الوَرى لَم يُرَحِّبوا
وَهَل قَبلَهُم مَن عانَقَ النارَ راغِباً وَلَو أَنَّهُ عُبّادُها المُتَرَهِّبُ
وَهَل نالَ ما نالوا مِنَ الفَخرِ حاضِرٌ وَهَل حُبِيَ الخالونَ مِنهُ الَّذي حُبوا
* * *

سَلاماً مَلونا وَاِحتِفاظاً وَعِصمَةً لِمَن باتَ في عالي الرِضى يَتَقَلَّبُ
وَضِنّي بِعَظمٍ في ثَراكِ مُعَظَّمٍ يُقَرِبُهُ الرَحمَنُ فيما يُقَرِّبُ
وَطِرناوُ إِذ طارَ الذُهولُ بِجَيشِها وَبِالشَعبِ فَوضى في المَذاهِبِ يَذهَبُ
عَشِيَّةَ ضاقَت أَرضُها وَسَماؤُها وَضاقَ فَضاءٌ بَينَ ذاكَ مُرَحِّبُ
خَلَت مِن بَني الجَيشِ الحُصونُ وَأَقفَرَت مَساكِنُ أَهليها وَعَمَّ التَخَرُّبُ
وَنادى مُنادٍ لِلهَزيمَةِ في المَلا وَإِنَّ مُنادي التُركِ يَدنو وَيَقرُبُ
فَأَعرَضَ عَن قُوّادِهِ الجُندُ شارِداً وَعَلَّمَهُ قُوّادُهُ كَيفَ يَهرُبُ
وَطارَ الأَهالي نافِرينَ إِلى الفَلا مِئينَ وَآلافاً تَهيمُ وَتَسرُبُ
نَجَوا بِالنُفوسِ الذاهِلاتِ وَما نَجَوا بِغَيرِ يَدٍ صِفرٍ وَأُخرى تُقَلِّبُ
وَطالَت يَدٌ لِلجَمعِ في الجَمعِ بِالخَنا وَبِالسَلبِ لَم يَمدُد بِها فيهِ أَجنَبُ
يَسيرُ عَلى أَشلاءِ والِدِهِ الفَتى وَيَنسى هُناكَ المُرضَعَ الأُمُّ وَالأَبُ
وَتَمضي السَرايا واطِئاتٍ بِخَيلِها أَرامِلَ تَبكي أَو ثَواكِلَ تَندُبُ
فَمِن راجِلٍ تَهوي السِنونُ بِرِجلِهِ وَمِن فارِسٍ تَمشي النِساءُ وَيَركَبُ
وَماضٍ بِمالٍ قَد مَضى عَنهُ وَألُهُ وَمُزجٍ أَثاثاً بَينَ عَينَيهِ يُنهَبُ
يَكادونَ مِن ذُعرٍ تَفُرُّ دِيارُهُم وَتَنجو الرَواسي لَو حَواهُنَّ مَشعَبُ
يَكادُ الثَرى مِن تَحتِهِم يَلِجُ الثَرى وَيَقضِمُ بَعضُ الأَرضِ بَعضاً وَيُقضِبُ
تَكادُ خُطاهُم تَسبِقُ البَرقَ سُرعَةً وَتَذهَبُ بِالأَبصارِ أَيّانَ تَذهَبُ
تَكادُ عَلى أَبصارِهِم تَقطَعُ المَدى وَتَنفُذُ مَرماها البَعيدَ وَتَحجُبُ
تَكادُ تَمُسُّ الأَرضَ مَسّاً نِعالُهُم وَلَو وَجَدوا سُبلاً إِلى الجَوِّ نَكَّبوا
هَزيمَةُ مَن لا هازِمٌ يَستَحِثُّهُ وَلا طارِدٌ يَدعو لِذاكَ وَيوجِبُ
* * *

قَعَدنا فَلَم يَعدَم فَتى الرومِ فَيلَقاً مِنَ الرُعبِ يَغزوهُ وَآخَرَ يَسلُبُ
ظَفِرنا بِهِ وَجهاً فَظَنَّ تَعَقُّباً وَماذا يَزيدُ الظافِرينَ التَعَقُّبُ
فَوَلّى وَما وَلّى نِظامُ جُنودِهِ وَيا شُؤمَ جَيشٍ لِلفَرارِ يُرَتِّبُ
يَسوقُ وَيَحدو لِلنَجاةِ كَتائِباً لَهُ مَوكِبٌ مِنها وَلِلعارِ مَوكِبُ
مُنَظَّمَةٌ مِن حَولِهِ بَيدَ أَنَّها تَوَدُّ لَوِ اِنشَقَّ الثَرى فَتُغَيَّبُ
مُؤَزَّرَةٌ بِالرُعبِ مَلدوغَةٌ بِهِ فَفي كُلِّ ثَوبٍ عَقرَبٌ مِنهُ تَلسِبُ
تَرى الخَيلَ مِن كُلِّ الجِهاتِ تَخَيُّلاً فَيَأخُذُ مِنها وَهمُها وَالتَهَيُّبُ
فَمِن خَلفِها طَوراً وَحيناً أَمامَها وَآوِنَةً مِن كُلِّ أَوبٍ تَأَلَّبُ
فَوارِسُ في طولِ الجِبالِ وَعَرضِها إِذا غابَ مِنهُم مِقنَبٌ لاحَ مِقنَبُ
فَمَهما تَهِم يَسنَح لَها ذو مُهَنَّدٍ وَيَخرُج لَها مِن باطِنِ الأَرضِ مِحرَبُ
وَتَنزِل عَلَيها مِن سَماءِ خَيالِها صَواعِقٌ فيهِنَّ الرَدى المُتَصَبِّبُ
رُؤىً إِن تَكُن حَقّاً يَكُن مِن وَرائِها مَلائِكَةُ اللَهِ الَّذي لَيسَ يُغلَبُ
وَفِرسالُ إِذ باتوا وَبِتنا أَعادِياً عَلى السَهلِ لُدّاً يَرقُبونَ وَنَرقُبُ
وَقامَ فَتانا اللَيلَ يَحمي لِواءَهُ وَقامَ فَتاهُم لَيلَهُ يَتَلَعَّبُ
تَوَسَّدَ هَذا قائِمَ السَيفِ يَتَّقي وَهَذا عَلى أَحلامِهِ يَتَحَسَّبُ
وَهَل يَستَوي القِرنانُ هَذا مُنَعَّمٌ غَريرٌ وَهَذا ذو تَجاريبَ قُلَّبُ
حَمَينا كِلانا أَرضَ فِرسالَ وَالسَما فَكُلُّ سَبيلٍ بَينَ ذَلِكَ مَعطَبُ
وَرُحنا يَهُبُّ الشَرُّ فينا وَفيهِمُ وَتَشمُلُ أَرواحُ القِتالِ وَتَجنُبُ
* * *

كَأَنّا أُسودٌ رابِضاتٌ كَأَنَّهُم قَطيعٌ بِأَقصى السَهلِ حَيرانَ مُذئِبُ
كَأَنَّ خِيامَ الجَيشِ في السَهلِ أَينَقُ نَواشِزُ فَوضى في دُجى اللَيلِ شُزَّبُ
كَأَنَّ السَرايا ساكِناتٍ مَوائِجاً قَطائِعُ تُعطى الأَمنَ طَوراً وَتُسلَبُ
كَأَنَّ القَنا دونَ الخِيامِ نَوازِلاً جَداوِلُ يُجريها الظَلامُ وَيُسكَبُ
كَأَنَّ الدُجى بَحرٌ إِلى النَجمِ صاعِدٌ كَأَنَّ السَرايا مَوجُهُ المُتَضَرِّبُ
كَأَنَّ المَنايا في ضَميرِ ظَلامِهِ هُمومٌ بِها فاضَ الضَميرُ المُحَجَّبُ
كَأَنَّ صَهيلَ الخَيلِ ناعٍ مُبَشِّرٌ تَراهُنَّ فيها ضُحَّكاً وَهيَ نُحَّبُ
كَأَنَّ وُجوهَ الخَيلِ غُرّاً وَسيمَةً دَرارِيُّ لَيلٍ طُلَّعٌ فيهِ ثُقَّبُ
كَأَنَّ أُنوفَ الخَيلِ حَرّى مِنَ الوَغى مَجامِرُ في الظَلماءِ تَهدا وَتَلهُبُ
كَأَنَّ صُدورَ الخَيلِ غُدرٌ عَلى الدُجى كَأَنَّ بَقايا النَضحِ فيهِنَّ طُحلُبُ
كَأَنَّ سَنى الأَبواقِ في اللَيلِ بَرقُهُ كَأَنَّ صَداها الرَعدُ لِلبَرقِ يَصحَبُ
كَأَنَّ نِداءَ الجَيشِ مِن كُلِّ جانِبٍ دَوِيُّ رِياحٍ في الدُجى تَتَذَأَّبُ
كَأَنَّ عُيونَ الجَيشِ مِن كُلِّ مَذهَبٍ مِنَ السَهلِ جُنَّ جُوَّلٌ فيهِ جُوَّبُ
كَأَنَّ الوَغى نارٌ كَأَنَّ جُنودَنا مَجوسٌ إِذا ما يَمَّموا النارَ قَرَّبوا
كَأَنَّ الوَغى نارٌ كَأَنَّ الرَدى قِرىً كَأَنَّ وَراءَ النارِ حاتِمَ يَأدِبُ
كَأَنَّ الوَغى نارٌ كَأَنَّ بَني الوَغى فَراشٌ لَهُ مَلمَسُ النارِ مَأرَبُ
* * *

وَثَبنا يَضيقُ السَهلُ عَن وَثَباتِنا وَتَقدُمُنا نارٌ إِلى الرومِ أَوثَبُ
مَشَت في سَراياهُم فَحَلَّت نِظامَها فَلَمّا مَشَينا أَدبَرَت لا تُعَقِّبُ
رَأى السَهلُ مِنهُم ما رَأى الوَعرُ قَبلَهُ فَيا قَومُ حَتّى السَهلُ في الحَربِ يَصعُبُ
وَحِصنٌ تَسامى مِن دُموقو كَأَنَّهُ مُعَشِّشُ نَسرٍ أَو بِهَذا يُلَقَّبُ
أَشُمُّ عَلى طَودٍ أَشَمَّ كِلاهُما مَنونُ المُفاجي وَالحِمامُ المُرَحِّبُ
تَكادُ تَقادُ الغادِياتُ لِرَبِّهِ فَيُزجي وَتَنزُمُّ الرِياحُ فَيَركَبُ
حَمَتهُ لُيوثٌ مِن حَديدٍ تَرَكَّزَت عَلى عَجَلٍ وَاِستَجمَعَت تَتَرَقَّبُ
تَثورُ وَتَستَأني وَتَنأى وَتَدَّني وَتَغدو بِما تَغدي وَتَرمي وَتَنشُبُ
تَأبّى فَظَنَّ العالِمونَ اِستَحالَةً وَأَعيا عَلى أَوهامِهِم فَتَرَيَّبوا
فَما في القِوى أَنَّ السَماواتِ تُرتَقى بِجَيشٍ وَأَنَّ النَجمَ يُغشى فَيُغضِبُ
سَمَوتُم إِلَيهِ وَالقَنابِلُ دونَهُ وَشُهبُ المَنايا وَالرَصاصُ المُصَوَّبُ
فَكُنتُم يَواقيتَ الحُروبِ كَرامَةً عَلى النارِ أَو أَنتُم أَشَدُّ وَأَصلَبُ
صَعَدتُم وَما غَيرُ القَنا ثَمَّ مَصعَدٌ وَلا سُلَّمٌ إِلّا الحَديدُ المُذَرَّبُ
كَما اِزدَحَمَت بَيزانُ جَوٍّ بِمَورِدٍ أَوِ اِرتَفَعَت تَلقى الفَريسَةَ أَعقَبُ
فَما زِلتُمُ حَتّى نَزَلتُم بُروجَهُ وَلَم تَحتَضِر شَمسُ النَهارِ فَتَغرُبُ
* * *

هُنالِكَ غالى في الأَماديحِ مَشرِقٌ وَبالَغَ فيكُم آلَ عُثمانَ مَغرِبُ
وَزَيدَ حَمى الإِسلامَ عِزّاً وَمَنعَةً وَرُدَّ جِماحُ العَصرِ فَالعَصرُ هَيِّبُ
رَفَعنا إِلى النَجمِ الرُؤوسِ بِنَصرِكُم وَكُنّا بِحُكمِ الحادِثاتِ نُصَوِّبُ
وَمَن كانَ مَنسوباً إِلى دَولَةِ القَنا فَلَيسَ إِلى شَيءٍ سِوى العِزِّ يُنسَبُ
فَيا قَومُ أَينَ الجَيشُ فيما زَعَمتُمُ وَأَينَ الجَواري وَالدِفاعُ المُرَكَّبُ
وَأَينَ أَميرُ البَأسِ وَالعَزمِ وَالحِجى وَأَينَ رَجاءٌ في الأَميرِ مُخَيَّبُ
وَأَينَ تُخومٌ تَستَبيحونَ دَوسَها وَأَينَ عِصاباتٌ لَكُم تَتَوَثَّبُ
وَأَينَ الَّذي قالَت لَنا الصُحفُ عَنكُمُ وَأَسنَدَ أَهلوها إِلَيكُم فَأَطنَبوا
وَما قَد رَوى بَرقٌ مِنَ القَولِ كاذِبٌ وَآخَرُ مِن فِعلِ المُحِبّينَ أَكذَبُ
وَما شِدتُمُ مِن دَولَةٍ عَرضُها الثَرى يَدينُ لَها الجِنسانِ تُركٌ وَصَقلَبُ
لَها عَلَمٌ فَوقَ الهِلالِ وَسُدَّةٌ تُنَصُّ عَلى هامِ النُجومِ وَتُنصَبُ
* * *

أَهَذا هُوَ الذَودُ الَّذي تَدَّعونَهُ وَنَصرُ كَريدٍ وَالوَلا وَالتَحَبُّبُ
أَهَذا الَّذي لِلمُلكِ وَالعِرضِ عِندَكُم وَلِلجارِ إِن أَعيا عَلى الجارِ مَطلَبُ
أَهَذا سِلاحُ الفَتحِ وَالنَصرِ وَالعُلا أَهَذا مَطايا مَن إِلى المَجدِ يَركَبُ
أَهَذا الَّذي لِلذِكرِ خُلَّبُ مَعشَرٌ عَلى ذِكرِهِم يَأتي الزَمانُ وَيَذهَبُ
أَسَأتُم وَكانَ السوءُ مِنكُم إِلَيكُمُ إِلى خَيرِ جارٍ عِندَهُ الخَيرُ يُطلَبُ
إِلى ذي اِنتِقامٍ لا يَنامُ غَريمُهُ وَلَو أَنَّهُ شَخصُ المَنامِ المُحَجَّبُ
شَقيتُم بِها مِن حيلَةٍ مُستَحيلَةٍ وَأَينَ مِنَ المُحتالِ عَنقاءُ مُغرِبُ
فَلَولا سُيوفُ التُركِ جَرَّبَ غَيرُكُم وَلَكِن مِنَ الأَشياءِ ما لا يُجَرَّبُ
فَعَفواً أَميرَ المُؤمِنينَ لِأُمَّةٍ دَعَت قادِراً مازالَ في العَفوِ يَرغَبُ
ضَرَبتَ عَلى آمالِها وَمَآلِها وَأَنتَ عَلى اِستِقلالِها اليَومَ تَضرِبُ
* * *

إِذا خانَ عَبدُ السوءِ مَولاهُ مُعتَقاً فَما يَفعَلُ الكَريمُ المُهَذَّبُ
وَلا تَضرِبَن بِالرَأيِ مُنحَلَّ مُلكِهِم فَما يَفعَلُ المَولى الكَريمُ المُهَذَّبُ
لَقَد فَنِيَت أَرزاقُهُم وَرِجالُهُم وَليسَ بِفانٍ طَيشُهُم وَالتَقَلُّبُ
فَإِن يَجِدوا لِلنَفسِ بِالعَودِ راحَةً فَقَد يَشتَهي المَوتَ المَريضُ المُعَذَّبُ
وَإِن هَمَّ بِالعَفوِ الكَريمِ رَجاؤُهُم فَمِن كَرَمِ الأَخلاقِ أَن لا يُخَيَّبوا
فَما زِلتَ جارَ البِرِّ وَالسَيِّدَ الَّذي إِلى فَضلِهِ مِن عَدلِهِ الجارُ يَهرُبُ
يُلاقي بَعيدُ الأَهلِ عِندَكَ أَهلَهُ وَيَمرَحُ في أَوطانِهِ المُتَغَرِّبُ
أَمَولايَ غَنَّتكَ السُيوفُ فَأَطرَبَت فَهَل لِيَراعي أَن يُغَنّي فَيُطرِبُ
فَعِندي كَما عِندَ الظُبا لَكَ نَغمَةٌ وَمُختَلِفُ الأَنغامِ لِلأُنسِ أَجلَبُ
أُعَرِّبُ ما تُنشي عُلاكَ وَإِنَّهُ لَفي لُطفِهِ ما لا يَنالُ المُعَرِّبُ
مَدَحتُكَ وَالدُنيا لِسانٌ وَأَهلُها جَميعاً لِسانٌ يُملِيانِ وَأَكتُبُ
أُناوِلُ مِن شِعرِ الخِلافَةِ رَبَّها وَأَكسو القَوافي ما يَدومُ فَيُقشِبُ
وَهَل أَنتَ إِلّا الشَمسُ في كُلِّ أُمَّةٍ فَكُلُّ لِسانٍ في مَديحِكَ طَيِّبُ
فَإِن لَم يَلِق شِعري لِبابِكَ مِدحَةً فَمُر يَنفَتِح بابٌ مِنَ العُذرِ أَرحَبُ
وَإِنّي لَطَيرُ النيلِ لا طَيرَ غَيرُهُ وَما النيلُ إِلّا مِن رِياضِكَ يُحسَبُ
إِذا قُلتُ شِعراً فَالقَوافي حَواضِرٌ وَبَغدادُ بَغدادٌ وَيَثرِبُ يَثرِبُ
وَلَم أَعدَمِ الظِلَّ الخَصيبَ وَإِنَّما أُجاذِبُكَ الظِلَّ الَّذي هُوَ أَخصَبُ
فَلا زِلتَ كَهفَ الدينِ وَالهادِيَ الَّذي إِلى اللَهِ بِالزُلفى لَهُ نَتَقَرَّبُ
* * *
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 10:47 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]

حُسامُك من سقراطَ في الخطب أَخْطَبُ
حُسامُك من سقراطَ في الخطب أَخْطَبُ وعودك من عود المنابر اصلبُ
ملكتَ سَبِيلَيْهِمْ:ففي الشرق مَضْرِبٌ لجيشك ممدودٌ ، وفي الغرب مضرب
وعزمك من هومير أمضى بديهة وأجلى بياناً في القلوب ، واعذب
وإن يذكروا إسكندراً وفتوحه فعهدُك بالفتح المحجَّل أَقرب
ثمانون ألفاً أسد غابٍ ، ضراغمٌ لها مِخْلبٌ فيهم، وللموتِ مخلب
إِذا حَلمتْ فالشرُّ وسْنانُ حالمٌ وإن غضبتْ فالشرُّ يقظان مغضب
ومُلكُك أرقى بالدليل حكومة ً وأَنفذُ سهماً في الأُمور، وأَصوَب
وتغشى أَبِيّاتِ المعاقل والذُّرا فثيِّبُهُنَّ البِكْرُ، والبكْرُ ثَيِّب
ظهرتَ أَميرَ المؤمنين على العدا ظهوراً يسوء الحاسدين ويتعب
يقود سراياها ، ويحمي لواءها حوائرَ، ما يدرين ماذا تخرِّب؟
سل العصر ، والأيام : والناس : هل نبا لرأْيك فيهم، أو لسيفكَ مَضْرِب
همُ ملأوا الدنيا جَهاماً، وراءَه جهامٌ من الأعوان أَهذَى وأَكذب
يجيء بها حيناً ، ويرجع مرة ً كما تَدفعُ اللّجَّ البحارُ وتَجْذِب
ويرمي بها كالبحر من كلِّ جانبٍ فكل خميسٍ لجة ٌ تتضرب
فلما استللت السيف أخلب برقهم وما كنت - يا برق المنية - تخلبُ
أخذتهم ، لا مالكين لحوضهم من الذَّودِ إلا ما أطالوا وأسهبوا
ويُنفذُها من كلِّ شعب، فتلتقي كما يتلاقى العارض المتشعب
ولم يتكلف قومك الأسد أهبة ً ولكنَّ خلقاً في السباع التأهب
ويجعلُ ميقاتاً لها تَنبري له كما دار يلقى عقرب السَّير عقرب
كذا الناس : بالأخلاق يبقى صلاحهم ويذهب عنهم أمرهم حين يذهب
فظلت عيونُ الحرب حيرى لما ترى نواظرَ ما تأْتي الليوثُ وتُغرِب
تبالغ بالرامي، وتزهو بما رمى وتعجب بالقواد ، والجندُ أعجب
ومن شرف الأوطان ألا يفوتها حسامٌ معِزٌّ، أو يَراعٌ مهذَّب
أمِنَّا الليالي أَن نُرَاع بحادثٍ ومُلْهمِها فيما تنال وتكسِب
وما الملك إلا الجيش شأْنا ومظهراً ولا الجيشُ إِلا رَبُّهُ حين يُنسب



[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 10:49 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]بني القبطِ إخوانُ الدُّهورِ ، رويدكم
بني القبطِ إخوانُ الدُّهورِ ، رويدكم هبوه يسوعاً في البريّة ِ ثانيا
حملتمِ لحكمِ اللهِ صلبَ ابنِ مريمٍ وهذا قضاءُ الله قد غالَ غاليا
سديدُ المرامِي قد رماه مُسَدِّدٌ وداهية ُ السُوَّاسِ لاقى الدَّوَاهيا
وواللهِ ، لو لم يطلقِ النارَ مطلقٌ عليه، لأَوْدَى فجأَة ً، أَو تَداوِيا
قضاءٌ، ومِقدارٌ، وآجالُ أَنفُسٍ إذا هي حانت لم تُؤخَّرْ ثوانيا
نبيدُ كما بادت قبائلُ قبلنا ويبقى الأنامُ اثنينِ : ميتاً ، وناعياً !
تعالوا عسى نطوي الجفاءَ وعهده وننبذُ أسبابَ الشِّقاقِ نواحيا
أَلم تكُ مصرٌ مهدَنا ثم لَحْدَنا وبينهما كانت لكلِّ مغانيا ؟
ألم نكُ من قبل المسيحِ ابن مريمٍ و موسى وطه نعبُدُ النيلَ جاريا؟
فَهلاَّ تساقيْنا على حبِّه الهَوَى وهلاَّ فديْناه ضِفافاً ووادِيا؟
وما زال منكم أَهلُ وُدٍّ ورحمة ٍ وفي المسلمين الخيرُ ما زالَ باقيا
فلا يثنِكم عن ذمَّة قتلُ بُطرُسٍ فقِدْماً عرفنا القتلَ في الناس فاشيا
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]


صدى الوجدان 04-02-2013 10:51 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]

سُوَيْجعَ النيلِ، رفقاً ، بالسُّوَيْداءِ = فما تُطيق أَنينَ المفردِ النائي
لله وادٍ كما يَهْوَى الهوى عَجَبٌ = تركتَ كلَّ خَليٍّ فيه ذا داء
وأَنتَ في الأَسْرِ تشكو ما تُكابده = لصخرة ٍ من بني الأَعجام صَمَّاء
الله في فَنَن تلهو الزمانَ به = فإنَّما هو مشدودٌ بأَحشائي
وفي جوانحك اللاَّتي سمحْت بها = فلو ترفَّقْت لم تسمح بأَعضائي
ماذا تريد بذي الأناتِ في سهري؟ = هذي جفوني تسقِي عهدَ إغفائي
حَسْبُ المضاجعِ مني ما تعالج من جَنْبي، ومن كبدٍ في الجنْب حَرّاء
أُمْسِي وأُصْبِحُ مِنْ نَجْواك في كَلَفٍ حتى ليَعْشَقُ نُطقي فيك إصغائي
الليلُ يُنِهضني من حيث يُقعدني والنجمُ يَملأُلي، والفكُر صَهبائي
آتي الكواكبَ لم أَنقل لها قَدَماً لا ينقضي سهري فيها وإسرائي
وأَلحظُ الأَرضَ، أَطْوِي ما يكون إلى ما كان مِنْ آدمٍ فيها وحَوّاء
مُؤيَّداً بك في حِلّي ومُرْتَحَلي وما هُما غيرُ إصباحي وإمسائي
تُوحي إليّ الذي تُوحِي، وتسمع لي وفي سماعك بعد الوحي إغرائي
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 10:52 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]

يا أيها الدمعُ الوفيُّ ، بدارِ = نقضي حقوقَ الرفقة ِ الأَخيار
أَنا إن أَهنتُك في ثراهم فالهوى = والعهدُ أن يبكوا بدمعٍ جاري
هانوا وكانوا الأكرمين ، وعودروا = بالقَفْر بعدَ منازلٍ وديار
لهفي عليهم؛ أُسْكِنوا دورَ الثرى = من بعد سكنى السمع والأبصار
أين البشاشة ُ في وسم وجهوهم = والبشرُ للندماءِ والسُّمّار؟
كنا من الدنيا بهم في رَوْضة ٍ = مروا بها كنسائم الأسحار
عطفاً عليهم بالبكاءِ وبالأَسى = فتعهدُ الموتى من الإيثار
يا غائبينَ وفي الجوانح طيفهم = أَبكيكُمُ من غُيَّبٍ حُضَّار
بيني وبينكمُ وإن طال المدى = سفرٌ سأزمعُه من الأسفار
إني أَكادُ أَرى محلِّيَ بينكم = هذا قَرارُكُمُ، وذاك قَراري
أوَ كلَّما سمح الزمان وبشِّرتْ = مصرٌ بفردٍ في الرجال مَنار
فُجعَتْ به، فكأَنه وكأَنها = نجمُ الهداية لم يدمْ للساري ؟
إنّ المصيبة َ في الأَمين عظيمة ٌ = محمولة ٌ لمشيئة ِ الأقدار
في أَرْيَحيٍّ ماجدٍ مُسْتَعْظَمٌ = رُزْءُ الممالكِ فيه والأَمصار
أوفى الرجالِ لعهدهِ ولرأيهِ = وأبرّهم بصديقهِ والجار
وأَشَدُّهم صَبراً لمعتقَداتِه = وتأَدُّباً لمجادلٍ ومماري
يَسقي القرائحَ هادئاً مُتواضعاً = كالجَدول المُترقْرِقِ المتواري
قلْ للسَّماءِ تَغُضُّ من أَقمارها = تحت الترابِ أحاسنُ الأقمار
من كل وضَّاءِ المآثر فائتٍ = زُهرَ النجومِ بزهْره السيّار
تمضي الليالي لا تنال كماله = بمعيب نقصٍ أو مَشِينِ سرار
آثاره بعدَ المواتِ حياته = إنّ الخلودَ الحقَّ بالآثار
يا منْ تفرَّد بالقضاءِ وعلمهِ = إلا قضاءَ الواحد القهّار
ما زِلتَ ترجوه، وتخشى سهْمَه = حتَّى رمَى فأَحطْتَ بالأَسرار
هلا بُعثتَ فكنت أَفصحَ مخْبَراً = عمّا وراءَ الموتِ من لازار؟
انفضْ غبارَ الموتِ عنكَ وناجني = فعَسَايَ أَعلمُ ما يكون غُباري
هذا القضاءُ الجِدُّ، فارْوِ، وهات عن = حكمِ المنية ِ أصدقَ الأخبار
كلُّ وإن شغفتهُ دنياه هوى ً = يوماً مطلقها طلاقَ نوار
لله جامعة ٌ نَهضْتَ بأَمرها = هي في المشارقِ مَصدرُ الأَنوار
أمنية ُ العقلاءِ قد ظفروا بها = بعد اختلافِ حوادثٍ وطواري
والعقلُ غاية ُ جَرْيه لأَعنَّة ٍ = والجهلُ غاية ُ جريه لعثار
لو يعلمون عظيمَ ما ترجى له = خرجَ الشحيحُ لها من الدينار
تشْرِي الممالكُ بالدَّم استقلالَهَا = قوموا اشتروه بفضَّة ٍ ونُضار
بالعلم يُبنى الملكُ حقَّ بِنائه = وبه تُنال جلائلُ الأَخطار
ولقد يُشاد عليه من شُمِّ العُلا = ما لا يُشادُ على القنا الخطَّار
إن كان سَرَّك أَن أَقمتَ جِدارها = قد ساءَها أَن مالَ خيرُ جِدار
أضحت من الله الكريم بذمّة ٍ = مَرْموقة ِ الأَعوانِ والأَنصار
كُلِئَتْ بأَنظار العزيزِ، وحُصِّنَتْ = بفؤادَ: فهي مَنيعة الأَسوار
وإذا العزيزُ أَعارَ أَمراً نظرة ً = فاليمنُ أَعجلُ، والسُّعودُ جَواري
ماذا رأَيتَ من الحجاب وعُسرِه = فدعوتنا لترفُّقِ ويسارِ ؟
رأيٌ بَدا لك لم تجدْه مُخالفاً = ما في الكتاب وسنَّة ِ المختار
والباسِلان: شجاعُ قلبٍ في الوَغى = وشجاعُ رأيٍ في وغى الأفكار
أوددتُ لو صارتْ نساءُ النيلِ = ما كانت نساءُ قُضاعة ٍ ونِزار؟
يَجمعن في سلم الحياة ِ وحربِها = بأْسَ الرِّجالِ وخَشية َ الأَبكار
إن الحجابَ سماحة ٌ ويسارة ٌ = لولا وحوشٌ في الرجال ضواري
جَهِلوا حقيقتَه وحِكْمة حُكمه = فتجاوزوه إلى أَذى ً وضِرار
يا قبّة الغوري تحتكِ مأتمُ = تَبقى شعائرُه على الأَدهار
يُحييه قومٌ في القلوب على المدى = إن فاتهم إحياؤه في دار
هيهات! تُنسَى أُمة ٌ مدفونة ٌ = في أَربعين من الزمان قِصار
إن شئتَ يوماً أَو أَردت فحقبة ً = كلٌّ يمرُّ كليلة ٍ ونهار
هاتوا ابنَ ساعدة ً يؤبِّنُ قاسماً = وخذوا المراثِيَ فيه من بَشَّار
من كلِّ لائقة ٍ لباذخ قدرِه = عصماءَ بينَ قلائد الأشعار



[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 10:54 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]

ولــد الـهـدى فالكائنــات ضيــاء
وفـم الزمــــان تبـســم وثـنــاء

الــروح والمــلأ الملائـك حــوله
للـديـن والدنـيا به بشــــــــــراء

والعرش يزهووالحظيرة تزدهي
والمنتــهى والسدرة العـصماء

وحديقة الفرقان ضاحكة الربــا
بالتـرجـــمان شـذيـــة غـــنــاء

والوحي يقطر سلسلا من سلسل
واللــوح والـقـلم الرفيــــع رواء

نظمت أسامي الرسل فهي صحيفة
في اللوح واسم محمد طغراء

******
اسم الجلالة في بديع حروفه
ألف هنالك واسم ( طه ) الباء

يا خير من جـــاء الوجود تحيـة
من مرسلين الى الهدى بك جاؤوا

بيـت النبـين الذي لا يلتـقـي
الا الحنـائـف فيـه والحــنـفاء

خـير الأبــوة حـازهم لـك آدم
دون الأنـام وأحــــرزت حــواء

******
هـم أدركوا عز النبـوة وانتهت
فيهـا اليـك العــــزة القـعساء

خلقت لبيتك وهو مخلوق لها
أن العظائـم كفـوها العـظماء

بك بشر اللـه السماء فزينت
وتضوعت مسكا بـك الغـبراء

وبـدا محـياك الذي قسماتـه
حـق وغرتـه هـدى وحـيـــاء

وعليه من نور النبــوة رونـق
ومن الخـليل وهـديه سيـماء

******
أثنى المسيح عليه خلف سمائه
وتـــهلـلت واهــــتـزت العــــذراء

يــوم يتيــه على الزمان صباحه
ومـساؤه بـمحمـد وضــــــــــاء

الحق عالي الركن فيه مظفـر
في الملك لا يعلو عليه لــواء

ذعرت عروش الظالمين فزلزلت
وعـلت على تيجاتهـم أصداء

والنار خاوية الجوانب حـولهم
خمدت ذوائـبها وغاض الـماء

والآي تـترى والخوارق جـمة
جـبريل رواح بــــها غـــــــداء

نعم اليتيم بدت مخايل فـضله
واليتـيم رزق بعـضه وذكـــــاء

******
في المهد يستقى الحيا برجائه
وبـقصده تستـدفع البـأسـاء

بسوى الأمانة في الصبا والصدق لم
يعرفـه أهل الصدق والأمـناء

يا من له الأخلاق ما تهوى العلا
منهـا ومـا يتعـشق الكبـراء

لو لم تقم دينا لقامت وحـدها
ديـنا تـضيء بـنوره الآنـاء

زانتك في الخلق العظيم شـمائل
يغـرى بهـن ويـولع الكـرماء

******
والحسن من كرم الوجـوه وخيره
مـا أوتـي القـواد والزعـماء

فاذا سخوت بلغت بالجود المـدى
وفعـلت ما لا تفـعل الأنـواء

واذا عفوت فـقادروا ومقـدرا
لا يستهـين بعـفوك الجـهلاء

واذا غضبت فانـما هي غضبـة
في الحق لا ضغن ولا بغضاء

واذا رضيت فذاك في مرضاته
ورضى الكثير تحـلم وريـاء

واذا خطبـت فلـلمنابر هـزة
تعـرو النـدي ولـلقلوب بكاء

واذا قضيـت فلا ارتياب كأنـما
جاء الخصوم من السماء قضاء

واذا حميت الماء لم يورد ولو
أن القـياصر والملـوك طـماء

واذا أجرت فأنت بيت اللـه لم
يـدخل عليه المستجـير عداء

واذا ملكت النفس قمت بـبرها
ولو أن ما ملكت يداك الشاء

واذا بنيت فخير زوج عشـرة
واذا ابتليـت فدونـك الآبـاء

واذا صحبت رأى الوفاء مجسما
في بردك الأصحاب والخلطـاء

واذا أخذت العهد أو أعطيتـه
فجميـع عهـدك ذمة ووفـاء

واذا مشيت الى العدا فغضنـفر
واذا جـريـت فانـك النكـباء

******

وتمـد حلمـك للسفيـه مداريـا
حتى يضيق بعـرضك السفـهاء

في كل نفس من سطاك مهابـة
ولكـل نفـس في نداك رجـاء

والرأي لم ينض المهنـد دونـه
كالسيف لم تـضرب بـه الآراء

يا أيـها الأمـي حسـبك رتـبة
في العـلم أن دانـت بك العـلماء

الذكر آية ربـك الكبـرى التـي
فيـها لباغـي المـعجزات غناء

صدر البيان له اذا التقت
اللغى وتقـدم البلـغـاء والفـصحـاء

نسخت به التوراة وهي وضيئة
وتخـلف الانجـيل وهو ذكاء

لما تمشي في الحجاز حكيـمة
فـضت عكـاظ به وقام حـراء

أزري بمنـطق أهلـه وبيانـهم
وحـي يقـصر دونـه البلغـاء

قد نال بالهادي الكريم وبالهـدى
ما لم تـنل من سؤدد سيـناء

ديـن يشـيد آيـة فـي آيـة
لبـناتـه السـورات والأضـواء

الحق فيه هو الأساس وكيف لا
واللـه جـل جلالـه البـناء

أما حديثك في العقول فـمشرح
والعـلم والحـكم الغـوالي الماء

هو صبغة الفرقان نفحة قـدسه
والسيـن من سوراتـه والـراء

جرت الفصاحة من ينابيع النهى
مـن دوحـة وتفـجر الانـشاء

في بحـره للسابحـين به على
أدب الحـياة وعلمـها ارسـاء

******
يا أيها المسرى به شرفـا الى
ما لا تنال الشـمس والجوزاء

يتساءلون وأنت أطهـر هيـكل
بالروح أم بالهايـكل الاسـراء

بهما سموت مطهرين كلاهـما
نـور وروحـانـية وبـهـاء

فضل عليك لذي الجلال ومنة
واللـه يفـعل ما يرى ويشاء

تغشى الغيوب من العوالم كلما
طويـت سـماء قلـدتك سماء

في كل منطقة حواشي نورها
نون وأنت النقطة الزهـراء

أنت الجمال بها وأنت المجتلى
والكـف والمـرآة والحـسناء

اللـه هيأ من حظيرة قدسـه
نزلا لذاتك لم يجـزه علاء

العرش تحتك سدة وقوائـما
وماكب الروح الأميـن وطاء

والرسل دون العرش لم يؤذن لهم
حاشـا لغـيرك موعـد ولقاء
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 10:55 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
آل زغلولَ، حَسْبُكم من عزاءٍ
سُنَّة ُ الموتِ في النَّبِيِّ وآلِه
في خلالِ الخطوبِ ما راع إلا
أنها دون صبركم وجماله
حمل الرزءَ عنكمُ في سعيدٍ
قد دهاه من فقده ما دهاكم
وبكى ما يكيتم من خلاله
فكما كان ذخركم ومناكم
كان من ذخره ومن آماله
ليت من فكَّ أسركم لم يكله
للمنايا تمدُّه في اعتقاله
حجبتْ من ربيعه ما رجوتم
وطوَتْ رحلة العُلا من هلاله
آنستْ صحة ً فمرت عليها
وتخطَّتْ شبابه لم تباله
إنما مِنْ كِتابِه يُتَوَفَّى المر
ءُ، لا من شبابه واكتهاله
لست تدري الحِمامُ بالغاب هل حا
مَ على اللَّيْثِ، أَم على أَشباله
يا سعيدُ اتَّئِدْ، ورِفْقاً بشيخٍ
والهٍ من لواعج الثكل واله
ما كفاه نوائب الحقِّ حتى
زِدْتَ في هَمِّه وفي إشغاله
فَجأَ الدهرُ، فاقتضبْتُ القوافي
من فجاءاته وخطفِ ارتجاله
قمْ فشاهدْ لو استطعتَ قياماً
حَسرَة الشعرِ، والْتِياعَ خياله
كان لي منك في المجامع راوٍ
عجَزَ ابنُ الحسين عن أَمثاله
فطنٌ للصَّحاح من لؤلؤ القو
لِ، وأدرى بهنّ منْ لآله
لم يَكُنْ في غُلُوِّهِ ضيق الصَّد
رِ، ولا كان عاجزاً في اعتداله
لا يُعادي، ويُتَّقى أَن يُعادَى
ويُخلِّي سبيلَ منْ لم يُواله
فامْضِ في ذمة ِ الشبابِ نقيّاً
طاهراً ما ثَنيت من أَذياله
إنّ للعصر والحياة ِ لَلُؤماً
لستَ مِنْ أَهلِه ولا مِنْ مَجاله
صانكَ اللهُ من فسادِ زمانٍ
دَنَّسَ اللؤمُ مِن ثيابِ رِجاله
سيقولون: ما رثاه على الفضـ
ـل، ولكنْ رَثاه زُلفَى لخاله
أيهم منْ أتى برأس كليبٍ
أَو شَفَى القُطْرَ من عَياءِ احتلاله؟
ليس بيني وبين خالِكَ إلا
أنني ما حييتُ في إجلاله
أَتمنَّى لمصرَ أَن يَجرِيَ الخيـ
ـرُ لها مِنْ يَمينِه وشِماله
لسْتُ أَرجوه كالرجال لصَيْدٍ
من حرامِ انتخابهم أو حلاله
كيف أرجو يا أبا سعيدٍ لشيءٍ
كان يُقْضَى بكُفره وضلاله؟!
هو أَهلٌ لأَنْ يرُدَّ لقومي
أَمْرَهم في حقيقة استقلاله
وأنا المرءُ لم أرَ الحقَّ إلا
كنتُ من حزبه ومن عمَّاله
ربَّ حرٍّ صنعتُ فيه ثناءً
عجزَ الناحتون عن تمثاله



[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 11:00 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center] أبو الحصينِ جالَ في السفينهْ
فعرفَ السمينَ والسمينه
يقولُ: إنّ حاله استحالا
وإنّ ما كان قديماً زالا
لكونِ ما حلَّ من المصائبِ
من غضبِ اللهِ على الثعالبِ
ويغلظُ الأيمانَ للديوكِ
لِما عَسَى يَبقى من الشكوك
بأَنهمْ إن نَزَلوا في الأَرضِ
يَرَوْنَ منه كلَّ شيءٍ يُرْضِي
قيل: فلمّا تركوا السفينه
مشى مع السمينِ والسمينه
حتى إذا نصفوا الطريقا
لم يبقِ منهمْ حولهُ رفيقا
وقال: إذْ قالوا عَديمُ الدِّينِ
لا عَجَبٌ إن حَنَثَتْ يَميني
فإنما نحن بَني الدَّهاءِ
نَعْمَلُ في الشِّدّة ِ للرَّخاءِ
ومَنْ تخاف أَن يَبيعَ دينَهْ
تَكفيكَ منه صُحْبَة ُ السفينه!





[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 11:01 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
أحقُّ أنهم دفنوا عليَّا
وحطُّوا في الثرى المرءَ الزكيّا؟
فما تركوا من الأَخلاق سَمْحاً
على وجه التراب، ولا رضيَّا؟
مضوا بالضاحك الماضي وألقوا
إلى الحُفَر الخَفيفَ السَّمْهَرِيَّا
فَمَنْ عَوْنُ اللغاتِ على مُلِمٍّ
أصاب فصيحها والأعجميَّا؟
لقد فقدتْ مصرفها حنيناً
وبات مكانُه منها خَلِيَّا
ومن ينظرْ يرَ الفسطاطَ تبكي
بفائضة ٍ من العَبَرَاتِ رِيَّا
أَلم يَمْشِ الثرى قِحَة ً عليها
وكان رِكابُها نحوَ الثُّرَيّا؟
فنَقَّبَ عن مواضعها عَلِيٌّ
فجَدَّدَ دارساً، وجَلا خَفِيّا
ولولا جُهْدُهُ احتجَبَتْ رُسوماً
فلا دمناً تريكَ لا نؤيَّا
تلفَّتَتِ الفنونُ وقد تَوَلَّى
فلم تجد النصيرَ ولا الوليّا
سَلوا الآثارَ: مَنْ يَغدو يُغالي
بها، ويروحُ مُحتفِظاً حَفِيَّا؟
ويُنْزِلُها الرُّفوفَ كجوهريٍّ
يصففُ في خزائنها الحليَّا؟
وما جهلَ العتيقَ الحرَّ منها
ولا غَبِيَ المُقَلّدَ والدَّعِيَّا
فتى ً عاف المشاربَ من دنايا
وصان عن القَذَى ماءَ المُحَيَّا
أبيُّ النفسِ في زمنٍ إذا ما
عَجَمْتَ بنيهِ لم تجِدِ الأَبِيَّا
تعوّدَ أن يراه الناس رأساً
وليس يرونه الذنبَ الدنيَّا
وَجَدْتُ العلمَ لا يبني نُفُوساً
ولا يغني عن الأخلاقِ شيَّا
ولم أَر في السلاح أَضلَّ حَدّاً
مِنَ الأَخلاق إنْ صَحِبَتْ غَوِيَّا
همَا كالسيف، لا تنصفهُ يفسدْ
عليكَ، وخُذْهُ مُكتمِلاً سَوِيَّا
غديرٌ أَترعَ الأَوطانَ خيراً
وإن لم تمتلىء منه دويَّا
وقد تأتي الجداولُ في خشوعٍ
بما قد يعجزُ السَّيلَ الأتيَّا
حياة ُ مُعَلِّمٍ طفِئَتْ، وكانتْ
سراجاً يعجبُ الساري وضيَّا
سبقتُ القابسين إلى سَناها
ورحتُ بنورها أحبو صبيَّا
أخذتُ على أريبٍ ألمعيٍّ
ومَنْ لكَ بالمعلِّم أَلْمَعِيَّا؟
ورب معلِّمٍ تلقاه فظَّا
غليظ القلبِ أَو فَدْماً غَبيّا
إذا انتدب البنون لها سيوفاً
من الميلاد ردَّهُمُ عِصيَّا
إذا رشد المعلمُ خلوا وفاقوا
إلى الحرية کنساقُوا هديَّا
أناروا ظلمة َ الدنيا، وكانوا
وإن هو ضَلَّ كان السامِريَّا
أرقتُ وما نسيتُ بناتِ يومٍ
على «المطريّة » کندَفعَتْ بُكيّا
بكَتْ وتأَوَّهَتْ، فَوَهِمْتُ شَرّاً
وقبلي داخل الوهمُ الذَّكيا
قلبتُ لها الحذيَّ، وكان مني
ضلالاً أَن قلبتُ لها الحذيَّا
زعمتُ الغيبَ خلفَ لسانِ طيرٍ
جَهِلْتُ لسانَه فزعَمْتُ غيّا
أصاب الغيبَ عند الطير قومٌ
وصار البومُ بينهم نَبيّا
إذا غَنّاهمُ وجدوا سَطِيحاً
على فمه، وأفعى الجرهميَّا
رمى الغربانُ شيخَ تَنُوخَ قبلي
وراش من الطويل لها دَوِيَّا
نجا من ناجذيْهِ كلُّ لحمٍ
وغُودِرَ لحمهُنَّ به شَقِيَّا
نَعَسْتُ فما وجدتُ الغَمْضَ حتى
نَفَضْتُ على المَنَاحَة ِ مُقْلَتَيّا
فقلتُ: نذيرة ٌ وبلاغُ صدق
وحقٌّ لم يفاجىء مسمعيَّا
ولكنَّ الذي بكتِ البواكي
خليلٌ عزَّ مصرعه عليَّا
ومَن يُفجَعْ بِحُرٍّ عبقريٍّ
يجدْ ظلمَ المنيّة ِ عبقريَّا
ومن تَتراخَ مُدَّتُه فيُكثِرْ
من الأَحبابِ لا يُحْصِي النَّعِيَّا
أخي، أقبلْ عليَّ من المنايا
وهاتِ حديثك العذبَ الشهيَّا
فلم أَعدِم إذا ما الدُّورُ نامت
سميراً بالمقابر أَو نَجِيّا
يُذكِّرني الدُّجَى لِدَة ً حَمِيماً
هنالكَ باتَ، أو خلاًّ وفيَّا
نَشَدْتُكَ بالمنيّة وهْيَ حقٌّ
أَلم يَكُ زُخْرُفُ الدنيا فَرِيَّا
عَرفْتَ الموتَ معنى ً بعد لفظٍ
تكَّلمْ، وأكشفِ المعنى الخبيَّا
أتاك من الحياة الموتُ فانظرْ
أَكنتَ تموت لو لم تُلْفَ حَيَّا؟
وللأشياءِ أضدادٌ إليها
تصير إذا صَبَرْتَ لها مَليَّا
ومنقلبُ النجومِ إلى سكونِ
من الدَّوَرانِ يَطويهنّ طيَّا
فخبِّرني عن الماضين؛ إني
شددتُ الرحلَ أنتظرُ المضيَّا
وصفْ لي منزلاً حملوا إليه
وما لمحوا الطريقَ ولا المُطِيّا
وكيف أَتى الغنيُّ له فقيراً
وكيف ثوى الفقير به غنيَّا؟
لقد لَبِسوا له الأَزياءَ شتَّى
فلم يقبل سوى التَّجريدِ زِيَّا
سواءٌ فيه مَنْ وافى نهاراً
ومنْ قذف اليهودُ به عشيَّا
ومنْ قطع الحياة صداً وجوعاً
ومنْ مرتْ به شبعاً وريَّا
ومَيْتٌ ضَجَّتِ الدنيا عليه
وآخرُ ما تحسنُّ له نعيَّا



[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 11:02 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
أخذتْ نعشكِ مصرُ باليمينْ
وحوته من يد الرُّوح الأمينْ
لَقِيَتْ طُهْرَ بَقاياكِ كما
لَقِيَتْ يَثْرِبُ أُمَّ المؤمنين
في سواديها، وفي أحشائها
ووراءِ النَّحر من حبلِ الوتين
خرَجَتْ من قصرِكِ الباكي، إلى
رملة ِ الثغر، إلى القصرِ الحزين
أخذتْ بينَ اليتامى مذهباً
ومَشتْ في عَبَراتِ البائسين
ورَمتْ طَرْفاً إلى البحرِ ترى
من وراء الدمعِ أسرابَ السفين
فبدتْ جارية ٌ في حضنها
فننُ الوردِ وفرغُ الياسمين
وعلى جُؤْجُئِها نورُ الهدى
وعلى سكَّانها نورُ اليقين
حملتْ من شاطئي مرمرة ٍ
جوهرَ السُّؤددِ والكنزَ الثمين
وطَوَتْ بحراً ببحرٍ، وجَرَت
في الأحاج الملحِ بالعذب المعين
واستقلتْ درة ً كانت سنى
وسناءً في جباه المالكين
ذهَبَتْ عن عِلْيَة ٍ صِيدٍ، وعن
خرَّدٍ من خفزات البيتِ عين
والتقياتُ بناتُ المتقي
والآميناتُ بنيَّاتُ الأمين
لبستْ في مطلعِ العزِّ الضُّحى
ونضته كالشموس الآفلين
يدها بانية ٌ غارسة ٌ
كَيدِ الشمسِ وإن غاب الجبين
رَبّة العَرشَيْنِ في دولتها
قد رَكِبْتِ اليومَ عرشَ العالَمين
أُضْجِعَتْ قبلَكِ فيه مريمٌ
وتوارى بنساء المرسلين
إنه رحلُ الأواني شدَّهُ
لهمُ آدمُ رسلِ الآخرين
إخْلَعي الأَلقابَ إلا لقباً
عبقرياً، هو أمُّ المحسنين
ودَعِي المالَ يَسِرْ سُنَّتَه
يمضِ عن قومٍ لأيدي آخرين
واقْذِفي بالهمّ في وَجه الثَّرى
واطرحي من حالقٍ عبءَ السنين
واسخري من شانِىء ٍ أَو شامتٍ
ليس بالمخطيءِ يومُ الشامتين
وتعزّي عن عوادي دولة ٍ
لم تَدُمْ في وَلَدٍ أَو في قَرين
وازهدِي في موكبٍ لو شِئتِه
لتغطّى وَجهُها بالدارعين
ما الذي ردَّ على أصحابه؟
ليس يُحيي مَوكبُ الدّفنِ الدفين
رُبَّ محمولٍ على المِدفع ما
مَنَعَ الحَوْضَ، ولا حاط العَرين
باطلٌ من أُممٍ مَخدوعة ٍ
يَتحدَّوْنَ به الحقَّ المبين
في فروقٍ وربها مأتمٌ
ذرفتْ آماقها فيه العيون
قام فيها، من عَقِيلات الحِمى
مَلأٌ بُدِّلْنَ مِنْ عِزٍّ بهُون
أُسَرٌ مالت بها الدنيا، فلم
تَلْقَ إلا عندكِ الركنَ الركين
قد جلا بيبكُ من حاتمه
ومن الكاسين فيه الطاعمين
طارت النعمة ُ عن أيكته
وانقضى ما كان من خَفضٍ ولِين
اليتامى نوحٌ ناحية ً
والمساكينُ يمدُّونَ الرنين
دولة ٌ مالت، وسُلطانٌ خلا
دوولتْ نعماهُ بينَ الأقربين
مُنهضُ الشرقِ عَليٌّ لم يزل
من بينه سيِّدٌ في عابدين
يصلحُ اللهُ به ما أفسدتْ
فَتَرَاتُ الدهر من دنيا ودين
أمَّ عباسٍ، ومالي لم أقلْ:
أمَّ مصرٍ من بناتٍ وبنين؟
كنتِ كالورد لهم، واستقبلوا
دولة َ الرَّيْحانِ حيناً بعدَ حِين
فيقال: الأُمُّ في موكبها
ويقالُ: الحرمُ العالي المصون
العفيفيُّ عفافٌ وهُدى ً
كالبقيعِ الطُّهرِ ضمّ الطاهرين
ادخلي الجنّة من رَوْضتِه
إنّ فيها غرفة ً للصابرين



[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 11:04 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
أرأيت زينَ العابدينَ مجهزاً
نقلوه نقل الورد من محرابه
من دار توأمهِ وصنوِ حياته
والأولِ المألوفِ من أترابه
ساروا به من باطلِ الدنيا إلى
بُحْبوحَة ِ الحقِّ المبينِ وغابِه
ومضوا به لسبيل آدمَ قبله
ومصاير الأقوامِ من أعقابه
تحنو السماءُ على زكيِّ سريره
ويمسُّ جيدَ الأرضِ طيبُ ركابه
وتطيبُ هامُ الحاملين وراحهم
من طِيب مَحْمِلِه، وطِيبِ ثيابه
وكأنَّ مصرَ بجانبيهِ ربوة ٌ
آذارُ آذنها بوَشْكِ ذَهابه
ويكاد من طربٍ لعادته الندى
ينسلُّ للفقراءِ من أثوابه
الطيبُ ابنُ الطيبين، وربما
نضح الفتى فأَبان عن أَحسابه
والمؤمنُ المعصومُ في أَخلاقه
من كل شائنة ٍ، وفي آدابه
أَبداً يراه الله في غَلسِ الدُّجَى
من صحنِ مسجده، وحول كتابه
ويرى اليتامى لائذين بظله
ويرى الأراملَ يعتصمنَ ببابه
ويراه قد أدى الحقوقَ جميعها
لم يَنْسَ منها غيرَ حقِّ شبابه
أدّى من المعروف حصة َ أهلهِ
وقضى من الأحساب حقَّ صحابه
مهويشُ، أين أبوكَ؟ هل ذهبوا به
قد وكَّل الله الكريمَ وعَيْنَه
بكِ، فاحسبيه على كريم رحابه
ودَعي البُكا، يكفيه ما حَمَّلْتِه
من دمعكِ الشاكي، ومن تسكابه
ولقد شربتِ بحادث يا طالما
شربَتْ بناتُ العالمين بِصَابه
كلُّ امرىء ٍ غادٍ على عوّاده
وسؤالهم: ما حاله؟ ماذا به؟
والمرءُ في طلب الحياة ِ طويلة ً
وخطى المنية ِ من وراءِ طلابه؟
في برِّ عَمِّكِ ما يقوم مكانَه
في عطفه، وحنانه، ودعابه
إسكندرية ُ، كيف صبركِ عن فتى ً
الصبرُ لم يُخلق لمثل مُصابه
عطلتْ سماؤك من بريق سحابها
وخَبا فَضاؤكِ من شُعاع شِهابه
زينُ الشبابِ قضى ، ولم تتزودي
منه، ولم تتمتَّعي بقَرابه
قد نابَ عنكِ، فكان أصدقَ نائبٍ
والشعْبُ يَهْوَى الصِّدق في نُوّابه
أَعلمتِه اتَّخذ الأَمانة َ مَرَّة ً
سبباً يبلغه إلى آرابه؟
لو عاش كان مؤملاً لمواقفٍ
يرجوا لها الوادي كرامَ شبابه
يجلوا على الألبابِ همّة َ فكره
ويناولُ الأسماعَ سحرَ خطابه
ويفي كديدنهِ بحقٍّ بلاده
ويفي بعهد المسلمين كدابه
تَقْواكَ إسماعيلُ؛ كلُّ عَلاقة ٍ
سيبتها الدهرُ العضوضُ بنابه
إنَّ الذي ذقتَ العشية َ فقده
بِتَّ الليالي مُوجَعاً لعذابه
فارقتَ صنوكَ مرتين، فلاقهِ
في عالم الذكرى وبين شعابه
من عادة الذكرى تردُّ من النوى
من لا يدينِ لنا بطيِّ غيابه
حُلمٌ كأَحلام الكَرَى وسِناتِه
مُسْتَعْذَبٌ في صدقه وكِذابه
اسكُبْ دُموعَكَ لا أَقول: اسْتَبْقِها
فأخو الهوى يبكي على أحبابه

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 11:05 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
أرى شجراً في السماء احتجبْ
وشقّ العَنانَ بمَرْأَى عَجبْ
مآذنُ قامت هنا أو هناكَ
ظواهرها درجٌ من شذب
وليس يؤذِّنُ فيها الرجالُ
ولكن تصبح عليها الغرب
وباسقة ٍ من بناتِ الرمالِ
نَمتْ ورَبتْ في ظلالِ الكُثُب
كسارية ِ الفُلْكِ، أَو كالمِسـ
ـلَّة ِ، أَو كالفَنارِ وراءَ العَبَب
تطولُ وتقصرُ خلفَ الكثيبِ
إذا الريحُ جاءَ به أَو ذهب
تُخالُ إذا اتَّقدَتْ في الضُّحَى
وجرَّ الأصيلُ عليها اللهب
وطافَ عليها شعاع النهارِ
من الصحوِ، أو منْ حواشي السحب
وصيفة َ فرعونَ في ساحة ٍ
من القصر واقفة ً ترتقب
قد اعتصبتْ بفصوص العقيقِ
مُفصَّلة ً بِشُذورِ الذهب
وناطتْ قلائدَ مَرْجانِها
على الصدر، واتَّشَحَتْ بالقَصَب
وشَدَّتْ على ساقِها مِئْزَراً
تعقَّدَ من رأسها للذنب
أهذا هو النخلُ ملكُ الرياضِ
أَميرُ الحقولِ، عروسُ العزب؟
طعامُ الفقيرِ، وحَلوَى الغَنيِّ
وزادُ المسافِر والمُغْتَرِب؟
فيا نخلة َ الرملِ، لم تبخلي
ولا قصَّرتْ نخلاتُ الترب
وأعجبُ: كيف طوى ذكركنَّ
ولم يحتفلْ شعراءُ العرب؟!
أليس حراماً خلوُّ القصا
ئدِ من وصفكنّ، وعطلُ الكتب؟
وأنتنّ في الهاجراتِ الظِّلالُ
كأَنّ أَعالِيَكُنَّ العَبَب
وأنتنّ في البيد شاة ُ المعيلِ
جناها بجانبِ أخرى حلبَ
وأنتنّ في عرصاتِ القصورِ
حسانُ الدُّمى الزائناتُ الرّحب
جناكنّ كالكرمِ شتى المذاقِ
وكالشَّهدِ في كل لون يُحَبّ



[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 11:06 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
أصابَ المجاهدُ عقبى الشهيد
وألقى عَصاه المضافُ الشَّريد
وأمسى جماداً عدوُّ الجمود
وباتَ على القيد خَصمُ القيود
حداه السفارُ إلى منزلٍ
يلاقي الخفيفَ عليه الوئيد
فقرَّ إلى موعدٍ صادقٍ
معزُّ اليقينِ مذلُّ الجحود
وباتَ الحواريُّ من صاحبيهِ
شَهيدَيْن أَسْرَى إليهم شهيد
تسربَ في منكبيْ مصطفى
كأمسِ ، وبينَ ذراعيْ فريد
فيا لَكَ قبراً أكَنّ الكنوزَ
وساجَ الحقوقَ، وحاط العهود
لقد غيَّبوا فيك أَمضى السيوفِ
فهل أنت يا قبرُ أوفى الغمود ؟
ثَلاثُ عقائدَ في حفرة ٍ
تَدُكُّ الجبالَ، وتُوهِي الحديد
فعدنَ فكنّ الأساس المتينَ
وقام عليها البناءُ المشيد
فلا تنسَى أمسِ وآلاءَه
ألا إن أمسِ أساسُ الوجود
ولولا البلى في زوايا القبورِ
لما ظهرَتْ جِدّة ٌ للمُهود
ومَنْ طلب الخُلْقَ من كنزه
فإن العقيدة َ كنزٌ عَتيد
تعلمَ بالصبرِ ، أو بالثباتِ
جليدُ الرجالِ ، وغيرُ الجليد
طريدَ السياسة ِ منذُ الشبابِ
لقد آن يستريح الطريد
لقيت الدواهيَ من كيدها
وما كالسياسة داهٍ يكيد
حَمَلْتَ على النفس ما لا يطا
قُ، وجاوزَتِ المستطاعَ الجهود
وقلبتَ في النار مثلَ النضا
رِ ، وعربتَ مثلَ الجمانِ الفريد
أَتذكر إذْ أَنتَ تحت اللواءِ
نبيهَ المكانة ِ ، جمَّ العديد؟
إذا ما تطلَّعْتَ في الشاطئين
ربا الريفُ ، وافتنّ فيك الصعيد
وهزّ النديُّ لك المنكبينِ
وراحَ الثرى من زحامٍ يَميد
رسائلُ تذري بسجع البديعِ
وتنسي رسائلَ عبدِ الحميد
يَعِيها شيوخُ الحِمى كالحديث
ويحفظها النشءُ حفظ النشيد
فما بالُها نَكِرَتْها الأُمورُ
وطول المدى ، وانتقال الجدود ؟
لقد نسيَ القومُ أمسِ القريبَ
فهل لأحاديثه من معيد ؟
يقولون : ما لأبي ناصرٍ
وللتُّرْكِ؟ ما شأْنُه والهنود؟
وفِيمَ تحمَّل هَمَّ القريبِ
من المسلمينَ وهمَّ البعيد ؟
فقلتُ: وما ضرّكم أَن يَقومَ
من المسلمين إمامٌ رشيد ؟
أَتستكثرون لهم واحداً
وَلِيَّ القديم نصيرَ الجديد؟
سعى ليؤلف بينَ القلوبِ
فلم يَعْدُ هَدْيَ الكتابِ المجيد
يَشُدُّ عُرَى الدينِ في داره
ويدعو إلى الله أهلَ الجحود
وللقومِ حتى وراءه القفارِ
دعاة ٌ تغني ، ورسلٌ تشيد
جزى الله مَلْكاً من المحسنين
رؤوفُ الفؤادِ ، رحيمُ الوريد
كأَنَّ البيانَ بأَيامه
أَو العِلْمَ تحتَ ظلالِ الرشيد
يداوي نداه جراحَ الكرامِ
ويدركهم في زوايا اللحود
أَجارَ عِيالَك من دهرهم
وجاملهم في البلاءِ الشديد
تولى الوليدة في يتمها
وكفكفَ بالعطف دمعَ الوليد
سلامٌ أَبا ناصرٍ في التراب
يعيرُ الترابَ رفيفَ الورود
بعدتَ وعزَّ إليكَ البريدُ
وهل بينَ حيٍّ وميتٍ بريد؟
أجلْ ، بيننا رسلُ الذكرياتُ
وماضٍ يطيفُ ، ودمعٌ يجود
وفكرٌ وإن عقلَتْه الحياة ُ
يَظَلُّ بوادي المنايا يَرود
أجلْ ؛ بيننا الخشبُ الدائباتُ
وإن كان راكبها لا يعود
مضى الدهرُ وهْيَ وراءَ الدموعِ
قيامٌ بمُلْكِ الصَّحارى قُعود
وكم حملَتْ من صَديدٍ يَسيلُ
وكم وضعتْ من حناشٍ ودود
نَشَدْتُكَ بالموت إلا أَبنْتَ
أأنتَ شقيٌّ به أم سعيد؟
وكيف يُسَمَّى الغريبُ امرؤٌ
نَزِيلُ الأُبُوّة ِ، ضَيْفُ الجُدود؟
وكيف يقال لجار الأوائ
لِ جارِ الأواخرِ : ناءٍ وحيد؟


[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 11:07 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
أعطى البرية َ إذ أعطاكَ باريها
فهل يهنِّيك شعري أم يهنِّيها ؟
أنت البرية ، فاهنأ، وهْيَ أَنت، فمَنْ
دعاكَ يوماً لِتهنا فهْو داعيها
عيدُ السماءِ وعيدُ الأَرضِ بَينهما
عيدُ الخلائِقِ قاصيها ودانيها
فباركَ اللهُ فيها يومَ مولدها
ويوم يرجو بها الآمالَ راجيها
ويوم تُشرِقُ حوْل العرشِ صبيتُها
كهالة ٍ زانتِ الدنيا دَراريها
إنّ العناية َ لمَّا جامَلَتْ وعَدَتْ
ألا تكفَّ وأن تترى أياديها
بكلِّ عالٍ من الأنجالِ تحسبه
من الفراقِدِ لو هَشَّتْ لرائيها
يقومُ بالعهدِ عن أوفى الجدودِ به
عن والدٍ أَبلجِ الذِّمَّاتِ عاليها
ويأْخذُ المجدَ عن مصرٍ وصاحبها
عنِ السَّراة ِ الأَعالي من مواليها
الناهضين على كرسيِّ سؤددها
والقابضين على تاجيْ معاليها
والساهرين على النيلِ الحفيِّ بها
وكأسها وحميَّاها وساقيها
مولايَ، للنفسِ أن تُبدي بشائِرَها
بما رزقتَ، وأَن تهدي تهانيها
الشمسُ قدرهاً ، بلِ الجوزاءُ منزلة ً
بل الثُّريَّا ، بل الدنيا وما فيها
أُمُّ البنينَ إذا الأَوطانُ أَعْوَزَها
مدبِّرٌ حازمٌ أو قلَّ حاميها
منَ الإناثِ سوى أنّ الزمان لها
عبدٌ، وأَنَّ الملا خُدّامُ ناديها
وأنها سرُّ عباسٍ وبضعتهُ
فهْيَ الفضيلة ُ، ما لي لا أُسمِّيها؟!
أغزُّ يستقبلُ العصرُ السلامَ به
وتشرقُ الأرضُ ما شاءتْ لياليها
عالي الأَريكة ِ بين الجالسين، له
منَ المفاخر عاليها وغاليها
عباسُ، عِشْ لنفوسٍ أَنت طِلْبَتُها
وأَنت كلُّ مُرادٍ من تناجيها
تبدي الرجاءَ وتدعوهُ ليصدقها
والله أَصدق وعداً، وهْوَ كافيها


[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 11:08 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
ألا في سبيلِ الله ذاكَ الدمُ الغالي
وللمجدِ ما أبقى من المثل العالي
وبعضُ المنايا هِمّة ٌ من ورائِها
حياة ٌ لأَقوامٍ، ودُنيا لأَجيال
أعينيَّ، جودا بالدموع على دمٍ
كريمِ المُصَفَّى من شبابٍ وآمال
تناهَتْ به الأَحداثُ من غُربة ِ النَّوَى
إلى حادثٍ من غُربة ِ الدهرِ قتّال
جرى أُرجُوانيّاً، كُمَيْتاً، مُشَعْشَعاً
بأَبيضَ من غِسْل الملائِكِ سَلْسَال
ولاذ بقُضبانِ الحديدِ شَهيدُه
فعادتْ رفيفاً من عيونٍ وأطلال
سلامٌ عليه في الحياة ِ، وهامداً
وفي العُصُرِ الخالي، وفي العالَمِ التالي
خَليلَيَّ، قُوما في رُبَى الغربِ، واسقيا
رياحينَ هامٍ في التراب، وأوصال
من الناعماتِ الراوياتِ من الصِّبا
ذوت بينَ حِلٍّ في البلاد وتَرحال
نعاها لنا الناعي، فمال على أَبٍ
هَلوعٍ، وأُمٍّ بالكنانة ِ مِثكال
طَوَى الغربَ نحوَ الشرقِ يعْدُو سُلَيْكُهُ
بمضطربٍ في البرِّ والبحر، مرقال
يُسِرُّ إلى النفس الأَسَى غيرَ هامسٍ
ويلقي على القلبِ الشَّجى غيرَ قَّوال
سماءُ الحمى بالشاطئينِ وأرضه
منانحة ُ أقمارٍ، ومأتمُ أشبال
تُرَى الريحُ تدرِي: ما الذي قد أعادهَا
بساطاً، ولكن من حديدٍ وأَثقال؟
يُقِلُّ من الفِتْيَانِ أَشبالَ غابة ٍ
غُداة ً على الأَخطار رُكَّابَ أَهوال
ثَنَتْهُ العوادي دونَ أُودِينَ، فانثنَى
بآخَرَ من دُهْمِ المقاديرِ ذَيّال
قد اعتنقا تحتَ الدّخانِ كما التقى
كَمِيّان في داجٍ من النقْعِ مُنجال
فسبحانَ منْ يرمي الحديدَ وبأسه
على ناعم غضٍّ من الزهر منهال
ومنْ يأخذُ السارين بالفجرِ طالعاً
طلوع المنايا من ثنَّيات آجال
ومَن يَجعلُ الأَسفارَ للناس هِمّة ً
إلى سفرٍ ينوونه غير قفَّال
فيا ناقليهم، لو تركتم رفاتهم
أقام يتيماً في حِراسة ِ لآلِ
وبينَ غَريبالْدي وكافورَ مَضْجَعٌ
لنُزَّاعِ أَمصارٍ على الحقِّ نُزَّال
فهل عَطَفتْكم رَنّة ُ الأَهْلِ والحِمَى
وضَجَّة ُ أَترابٍ عليهم وأَمثال؟
لئن فاتَ مصراً أن يموتوا بأرضها
لقد ظَفِرُوا بالبَعْث من تُرْبِهَا الغالي
وما شغلتهم عن هواها قيامة ٌ
إذا اعتلَّ رهنُ المحسينِ بأشغال
حملتم من الغرب الشموسَ لمشرقٍ
تَلَقَّى سناها مُظلماً كاسِفَ البال
عواثرَ لم تبلغْ صباها، ولم تنلْ
مداها، ولم توصلْ ضحاها بآصال
يطافُ في الأعناقِ تترى زكية ً
كتابوتِ موسى في مَناكب إسْرال
ملفَّفة في حلَّة ٍ شفقية ٍ
هِلالية ٍ من راية النيلِ تمثال
أَظَلّ جلالُ العلم والموتِ وَفدَها
فلم تلقَ إلا في خشوعٍ وإجلال
تُفارِقُ داراً من غُرورٍ وباطِلٍ
إلى منزل من جيرة ِ الحقِّ محلال
فيا حلبة ً رفَّتْ على البحر حلية ً
وهزّتْ بها حُلوانُ أعطافَ مُختال
جرتْ بين إيماضِ العواصمِ بالضُّحى
وبينَ ابتسامِ الثَّغرِ بالموكِبِ الحالي
كثيرة َ باغي السبقِ لم يُرَ مِثلُها
على عهدِ إسماعيلَ ذي الطَّوْلِ والنال
لكِ الله، هذا الخطبُ في الوهم لم يقع
وتلك المنايا لم يكنَّ على بال
بَلَى ، كلُّ ذي نَفسٍ أَخو الموتِ وابنُه
وإن جَرّ أَذيالَ الحداثة ِ والخال
وليس عجيباً أن يموتَ أخو الصِّبا
ولكن عجيبٌ عيشهُ عيشة َ السالي
وكلُّ شبابٍ أو مشيبٍ رهينة ٌ
بمُعترِضٍ من حادثِ الدهرِ مُغتال
وما الشيبُ من خَيْلِ العُلا؛ فارْكَبِ الصِّبا
إلى المجدِ ترْكَبْ مَتْنَ أَقدرِ جَوّال
يَسُنُّ الشبابُ البأْس والجودَ للفتى
إذا الشيبُ سنَّ البخلَ بالنفس والمال
ويا نشأ النيلِ الكريمِ، عزاءَكم
ولا تذكروا الأَقدارَ إلا بإجمال
فهذا هو الحقُّ الذي لا يرُدُّه
تأفُّفُ قالٍ، أو تلطُّفُ محتال
عليكم لواءَ العلم، فالفوزُ تحتهُ
وليس إذا الأَعلام خانت بخذَّال
إذا مالَ صفٌّ فاخلفوه بآخَرٍ
وَصولِ مَساعٍ، لا ملولٍ، ولا آل
ولا يصلُحُ الفِتيانُ لا علمَ عندَهم
ولا يجمعون الأمرَ أنصاف جهَّال
وليس لهم زادٌ إذا ما تزودوا
بياناً جُزَاف الكيل كالحَشَفِ البالي
إذا جزعَ الفتيانُ في وقعِ حادثٍ
فمَنْ لجليلِ الأَمرِ أَو مُعْضِلِ الحال؟
ولولا معانٍ في الفدى لم تعانهِ
نفوسُ الحواريِّين أو مهجُ الآل
فَغَنُّوا بهاتيك المصارعِ بينَكم
ترنُّمَ أبطالٍ بأيام أبطال
أَلستم بَني القومِ الذين تكبَّروا
على الضربات السّبعِ في الأَبدِ الخالي؟
رُدِدْتُم إلى فِرْعَوْنَ جَدّاً، ورُبما
رجعتم لعمٍّ في القبائل أو خال





[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 11:09 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
أنظر إلى الأقمار كيف تزولُ
وإلى وُجوهِ السَّعْدِ كيف تَحول
وإلى الجبالِ الشمِّ كيف يميلها
عادي الرّدى بإشارة ٍ فتميل
وإلى الرياح تخرُّ دون قرارها
صرعى عليهن الترابُ مهيل
وإلى النُّسور تقاصرت أعمارها
والعهدُ في عمر النسورِ يطول
في كلِّ منزلة ٍ وكل سمِيَّة
قمرٌ من الغُرِّ السُّماة ِ قتيل
يهوي القضاء بها، فما من عاصمٍ
هيهات! ليس من القضاءِ مُقيل
فتحُ السماءِ ونورُها سكنا الثرى
فالأَرضُ وَلْهى ، والسماءُ ثَكول
سِرْ في الهواءِ، ولُذ بناصية ِ السُّها
الموتُ يرفرفُ فيه عزرائيل
ولكلّ نفسٍ ساعة ٌ، مَنْ لم يَمُتْ
فيها عزيزاً مات وهو ذليل
أَإلى الحياة ِ سَكنْتَ وهْي مَصارعٌ
وإلى الأماني يسكنُ المسلولَ؟
لا تحفلنّ ببؤسها ونعيمها
نعمى الحياة ِ وبؤسها تضليل
ما بين نَضرَتِها وبين ذُبولِها
عمرُ الورودِ، وإنه لقليل
يجري من العبَراتِ حولَ حديثِه
ما كان من فرحٍ عليه يسيل
ولرُبَّ أَعراسٍ خَبَأْن مآتماً
كالرُّقْط في ظلِّ الرياضِ تقيل
يا أيها الشهداءُ، لن ينسى لكم
فتحٌ أَغرُّ على السماءِ جميل
والمجدُ في الدنيا لأَوّلِ مُبْتنٍ
ولمن يشيد بعده فيطيل
لولا نفوسٌ زُلْنَ في سُبُل العُلا
لم يهدِ فيها السالكين دليل
والناسُ باذلُ روحه، أو مالهِ
أَو علمِه، والآخرون فُضول
والنَّصْرُ غرَّتُه الطلائعُ في الوغَى
والتابعون من الخميس حُجول
كم ألف ميلٍ نحو مصرَ قطعتمُ
فِيم الوقوفُ ودون مصر مِيل؟
طوروسُ تحتكم ضئيلٌ، طرْفُه
لمّا طلَعتم في السحاب كَلِيل
ترخون للريح العنان، وإنها
لكمُ على طغيانها لذلول
إثنين إثر اثنين، لم يخطر لكم
أنّ المنيّة ثالثٌ وزميل
ومن العجائب في زمانِك أَن يَفِي
لك في الحياة ِ وفي الممات خليل
لو كان يفدّى هالكٌ لفداكمُ
في الجوّ نسرٌ بالحياة بَخيل
أيُّ الغُزاة ِ أُولِي الشهادة ِ قبلكم
عرضُ السماءِ ضريحهم والطول؟
يغدو عليكم بالتحية ِ أهلها
ويرفرفُ التسبيح والتهليل
إدريسُ فوقَ يمينهِ ريحانة ٌ
ويَسوعُ فوق يمينِه إكليل
في عالم سكانه أنفاسهم
طيب، وهمسُ حديثهم إنجيل
إني أخاف على السماء من الأذى
في يومِ يفسد في السماءِ الجيل
كانت مطهَّرة الأَديمِ، نَقِيَّة ً
لا آدمٌ فيها، ولا قابيل
يَتوجَّه العاني إلى رحماتِها
ويرى بها برقَ الرجاءِ عليل
ويُشيرُ بالرأْس المُكَلَّلِ نحوَها
شيخٌ، وباللحظ البريءِ بتول
واليومَ للشهواتِ فيها والهوى
سَيْلٌ، وللدَّمِ والدموعِ مسيل
أضحتْ ومن سفن الجواءِ طوائفٌ
فيها، ومن خيل الهواءِ رَعيل
وأزيل هيكلها المصونُ وسرُّه
والدهرُ للسر المصون مذيل
هلِعَت دِمشْقُ؛ وأَقبلَتْ في أَهلها
ملهوفة ً، لم تدر كيف تقول
مشت الشجونُ بها، وعمَّ غياطها
بينَ الجداولِ والعيونِ ذُبول
في كلِّ سهلٍ أَنة ٌ وَمناحة ٌ
وبكلِّ حَزْنٍ رنَّة ٌ وعويل
وكأَنما نُعِيَتْ أُميَّة ُ كلُّها
للمسجد الأُمَوِيِّ، فهْوَ طُلول
خضَعَتْ لكم فيه الصفوفُ، وأُزْلِفَتْ
لكمُ الصلاة ُ، وقربَ الترتيل
من كل نَعْشٍ كالثُّريّا، مَجْدُه
في الأَرضِ عالٍ، والسماء أَصيل
فيه شهيدٌ بالكتاب مكفنٌ
بمدامع الروحِ الأَمين غَسيل
أَعواده بين الرجالِ، وأَصلُه
بين السُّهى والمشتري محمول
يَمشي الجنودُ به، ولولا أَنهم
أولى بذاكَ مشى به جبريل
حتى نزلتم بُقعة ً فيها الهوى
من قبلُ ثاوٍ، والسماحُ نَزيل
عَظُمَتْ، وجلَّ ضَريحُ يوسفَ فوقَها
حتى كأَنّ الميْت فيه رسول
شعري، إذا جبتَ البحار ثلاثة ً
وحواكَ ظلُّ في فروقَ ظليل
وتداولَتْكَ عصابة ٌ عربيّة ٌ
بينَ المآذنِ والقِلاعِ نُزول
وبَلغْتَ من بابِ الخِلافة ِ سُدَّة ً
لستورها التَّمسيحُ والتقبيل
قلْ للإمام محمدٍ، ولآله
صبرُ العظامِ على العظيم جميل
تلك الخطوبُ ـ وقد حملتم شطرَها ـ
ناءَ الفراتُ بشطرها والنيل
إن تَفقِدوا الآسادَ أَو أَشبالَها
فالغابُ من أمثالها مأهول
صبراً، فأجرُ المسلمينن وأجركم
عند الإله، وإنه لجزيل
يا من خلافته الرَّضيَّة ُ عصمة ٌ
للحقِّ، أنت بأن يحقّ كفيل
والله يعلم أنّ في خلفائه
عدلاً يقيم الملكَ حين يميل
والعدلُ يَرفع للممالك حائطاً
لا الجيشُ يرفعه ولا الأُسطول
هذا مقامٌ أنت فيه محمدٌ
والرفقُ عند محمدٍ مأمول
بالله، بالإسلام، بالجرح الذي
ما انفكَّ في جنب الهلال يسيل
إلا حللتَ عن السجين وَثَاقَه
إنَّ الوثاق على الأسود ثقيل
أيقول واشٍ، أو يردِّدُ شامتٌ
صنديدُ برقة موثقٌ مكبول؟
هو من سيوفِك أَغمدُوه لريبة ٍ
ما كان يُغمَدُ سيفُك المسلول
فاذكر أميرَ المؤمنين بلاءه
واستبقه، إن السيوفَ قليل



[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 04-02-2013 11:11 AM

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/14.gif');border:10px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]

أَبكيكَ إسماعيلَ مِصرَ، وفي البُكا
بعدَ التَّذَكُّرِ راحة ُ المسْتَعبِر
ومن القيام ببعض حقِّك أنني
أَرْقى لِعِزِّكَ والنعيم المدبِرِ
هذي بيوتُ الرُّومِ، كيف سكنتها
بعد القصورِ المزريااتِ بقيصر؟
ومن العجائبِ أَن نفسَك أَقصَرَتْ
والدهرُ في إحراجها لم يقصر
ما زالَ يُخلي منكَ كلَّ مَحِلَّة ٍ
حتى دُفِعْتَ إلى المكانِ الأَقفَرِ
نظرَ الزمان إلى دياركَ كلِّها
نظرَ الرشيدِ إلى منازلِ جعفر


[/align]
[/cell][/tabletext][/align]


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 03:46 PM.

.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
.


Search Engine Friendly URLs by vBSEO

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66