آخر 10 مشاركات |
الإهداءات | |
الخيمة الرمضانية (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) |
| LinkBack | خيارات الموضوع |
07-21-2012, 12:22 AM | #1 |
| شهر الصيام وصلة الأرحام الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد فإنه مع إقبال رمضان يتجدد الإيمان في قلب كل مؤمن، كيف لا وقد خَلَى القلب للفكر والذكر بعد غفلة الشهوات، وزحمة أشغال الحياة، فتجد القلوب في رمضان وقد رَقَّت؛ تؤثر فيها الكلمة وتحركها النصيحة، ويشهد رمضان لقوافل السائرين إلى الله تعالى والتائبين فيشفع لهم بين يدي رب العالمين. في رمضان يقبل المعرض عن ربه إليه، ويوفِّي المفرط في الحقوق بما عليه، ولعل من أسوأ مظاهر التفريط في الحقوق ظاهرة قطيعة الرحم التي شاعت في مجتمعات المسلمين، وأملنا في الله تعالى أن يكون اختيارُ هذا الشهر المبارك للبدء في علاج هذه (الكبيرة) له صدى في قلوب المسلمين وواقعهم، وخصوصًا أننا في شهر المواساة، فهل آن الأوان أن نتوب من تلك الموبقة المهلكة ونستبدل بالقطيعة والهجر صلة وبرًا، وبالبعد من الله تعالى خضوعا له وقربا. قطيعة الرحم ذنب عظيم، وجرم جسيم، يفصم الروابط، ويشيع العداوة، ويحل الهجران. وقطيعة الرحم مزيلة للألفة والمودة، مؤذنة باللعنة وتعجيل العقوبة، مانعة من نزول الرحمة ودخول الجنة، وموجبة للصغار والذلة. وهي أيضًا مجلبة لمزيد الهم والغم؛ ذلك أن البلاء إذا أتاك ممن تنتظر منه الخير والبر والصلة كان ذلك أشدّ وقعًا، وأوجعَ مسًّا، وأحدَّ حدًا، قال طرفة بن العبد في معلقته المشهورة: وظلم ذوي القربى أشدُّ مضاضةً على المرء من وقع الحسام المهند(1) وكفى بهذا الذنب زجرًا قوله تعالى: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم (22) أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم {محمد:22-23}. وقول النبي صلى الله عليه وسلم : "لا يدخل الجنة قاطع"(2). قال سفيان في روايته: "يعني قاطع الرحم"(3). مظاهر قطيعة الرحم قطيعة الرحم من الأمور التي تفشَّتْ في مجتمعات المسلمين، خصوصًا في هذه الأعصار المتأخرة التي طغت فيها المادة، وقل فيها التواصي والتزاور، فكثير من الناس والله المستعان مضيعون لهذا الحق مفرطون فيه. ولقطيعة الرحم مظاهر عديدةٌ؛ فمن الناس من لا يعرف قرابته بصلة؛ لا بالمال، ولا بالجاه، ولا بالخُلُق، تمضي الشهور، وربما الأعوام، وما قام بزيارتهم، ولا تودد إليهم بصلة، أو هدية، ولا دفع عنهم حاجة أو ضرورة أو أذية، بل ربما أساء إليهم بالقول أو الفعل، أو بهما جميعًا. ومن الناس من لا يشارك أقاربه في أفراحهم، ولا يواسيهم في أتراحهم، ولا يتصدق على فقيرهم، بل تجده يقدم غيرهم عليهم في الصِّلات الخاصة، التي هم أحق بها من غيرهم. ومن الناس من يصل أقاربه إن وصلوه، ويقطعهم إن قطعوه، وهذا في الحقيقة ليس بواصل، وإنما هو مكافئ للمعروف بمثله، وهذا حاصل للقريب وغيره؛ فإن المكافأة لا تختص بالقريب وحده(4). والواصل حقيقةً هو الذي يصل قرابته لله، سواء وصلوه أم قطعوه؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها"(5). ومن مظاهر قطيعة الرحم أن نجد بعض الناس ممن آتاه الله علمًا ودعوة يحرص على دعوة الأبعدين، ويغفل أو يتغافل عن دعوة الأقربين، وهذا لا ينبغي؛ فالأقربون أولى بالمعروف، قال الله عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام : وأنذر عشيرتك الأقربين {الشعراء:214}. ومن مظاهر القطيعة أن تجد بعض الأسر الكبيرة قد نبغ فيها طالب علم، أو مصلحٌ، أو داعية، فتراه يلقى القبول والتقدير من سائر الناس، ولا يلقى من أسرته إلا كل كنود وجحود؛ مما يوهن عظمه؛ ويوهي قواه، ويقلل أثره. ومن مظاهر القطيعة، تحزيب الأقارب، وتفريق شملهم، وتأليب بعضهم على بعض. أسباب قطيعة الرحم إذا نظرت إلى قطيعة الرحم، وجدتَ أنها تحدث لأسباب عديدة؛ منها: 1 الجهل: فالجهل بعواقب القطيعة العاجلة والآجلة يحمل عليها، ويقود إليها، كما أن الجهل بفضائل الصلة العاجلة والآجلة يُقْصِر عنها، ولا يبعث إليها. 2 ضعف التقوى: فإذا ضعفت التقوى، ورق الدين لم يبال المرء بقطع ما أمر الله به أن يوصل، ولم يطمع بأجر الصلة، ولم يخشَ عاقبةَ القطيعة. 3 الكِبْر: فبعض الناس إذا نال منصبًا رفيعًا، أو حاز مكانة عالية، أو كان تاجرًا كبيرًا تكَبَّرَ على أقاربه، وأنفَ من زيارتهم والتودد إليهم؛ بحيث يرى أنه صاحب الحق، وأنه أولى بأن يزار ويؤتى إليه. 4 الانقطاع الطويل: فهناك من ينقطع عن أقاربه فترة طويلة، فيصيبه من جرَّاء ذلك وحشةٌ منهم، فيبدأ بالتسويف بالزيارة، فيتمادى به الأمر إلى أن ينقطع عنهم بالكلية، فيعتاد القطيعة، ويألف البعد. 5 العتاب الشديد: فبعض الناس إذا زاره أحد من أقاربه بعد طول انقطاع أمطر عليه وابلا من اللوم، والعتاب والتقريع على تقصيره في حقه، وإبطائه في المجيء إليه ومن هنا تحصل النفرة من ذلك الشخص، والهيبة من المجيء إليه؛ خوفًا من لومه، وتقريعه وشدة عتابه. 6 التكلف الزائد: فهناك من إذا زاره أحد من أقاربه تكلف لهم، وخسر الأموال الطائلة، وأجهد نفسه في إكرامهم، وقد يكون قليل ذات اليد. ومن هنا تجد أقاربه يرغبون عن المجيء إليه؛ خوفًا من إيقاعه في الحرج. 7 قلة الاهتمام بالزائرين: فمن الناس مَنْ إذا زاره أقاربه لم يُبْد لهم الاهتمام، ولم يصغ لحديثهم، بل تجده معرضًا مشيحًا بوجهه عنهم إذا تحدثوا، لا يفرح بمقدمهم، ولا يشكرهم على مجيئهم، ولا يستقبلهم إلا بكل تثاقل وبرود؛ مما يقلل رغبتهم في زيارته. 8 الشح والبخل: فمن الناس من إذا رزقه الله مالا أو جاهًا تجده يتهرب من أقاربه، لا كبرًا عليهم، وإنما خوفًا من أن يُفْتحَ الباب عليه من أقاربه، فيبدؤون بالاستدانة منه، ويكثرون الطلبات عليه، أو غير ذلك! وبدلا من أن يفتح الباب لهم، ويستضيفهم، ويوسع عليهم ويقوم على خدمتهم بما يستطيع، أو يعتذر لهم عمّا لا يستطيع إذا به يعرض عنهم، ويهجرهم، حتى لا يرهقوه بكثرة مطالبهم كما يزعم ! وما فائدة المال أو الجاه إذا حرم منه الأقارب؟ قال زهير بن أبي سلمى وما أجمل ما قال . ومَنْ يكُ ذا فضلٍ فَيبخلْ بفضلِهِ على قومه يُسْتَغْنَ عنه ويُذْمَمِ(6) وما أجمل قول البارودي: فلا تحسبن المال ينفع ربَّه إذا هو لم تحمد قِراه العشائر(7) ومما قيل في ذلك: ومن ذا الذي ترجو الأباعد نفعه إذا كان لم يصلح عليه الأقارب(8) 9 تأخير قسمة الميراث: فقد يكون بين الأقارب ميراث لم يقسم؛ إما تكاسلا منهم، أو لأن بعضهم عنده شيء من العناد، أو نحو ذلك. وكلما تأخر قسم الميراث، وتقادم العهد عليه شاعت العداوة والبغضاء بين الأقارب؛ فهذا يريد حقه من الميراث ليتوسع به، وآخر يموت ويتْعبُ مَنْ بعده في حصر الورثة، وجمع الوكالات حتى يأخذوا نصيبهم من مورثهم، وذاك يسيء الظن بهذا، وهكذا تشتبك الأمور، وتتأزم الأوضاع، وتكثر المشكلات فتحل الفرقة، وتسود القطيعة. 11 الاشتغال بالدنيا: واللهث وراء حطامها، فلا يجد هذا اللاهث وقتًا يصل به قرابته، ويتودد إليهم. 12 الطلاق بين الأقارب: فقد يحدث طلاق بين الأقارب، فتكثر المشكلات بين أهل الزوجين، إما بسبب الأولاد، أو بسبب بعض الأمور المتعلقة بالطلاق، أو غير ذلك. 13 قلة تحمل الأقارب والصبرِ عليهم: فبعض الناس لا يتحمل أدنى شيء من أقاربه، فبمجرد أي هفوة، أو زلةٍ، أو عتابٍ من أحد من أقاربه يبادر إلى القطيعة والهجر. 14 نسيان الأقارب في الولائم والمناسبات: فقد يكون عند أحد أفراد الأسرة وليمة أو مناسبة ما، فيقوم بدعوة أقاربه إما مشافهة، أو عبر رسائل الدعوة، أو عبر الهاتف، وربما نسي واحدًا من أقاربه، وربما كان هذا المنسيُّ ضعيفَ النفس، أو ممن يغلب سوء الظن، فيفسِّرُ هذا النسيان بأنه تجاهل له، واحتقار لشخصه، فيقوده ذلك الظن إلى القطيعة والهجر. 15 الحسد: فهناك من يرزقه الله علمًا، أو جاهًا، أو مالا، أو محبة في قلوب الآخرين، فتجده يخدم أقاربه، ويفتح لهم صدره، ومن هنا قد يحسده بعض أقاربه، ويناصبه العداء، ويثير البلبلة حوله، ويشكك في إخلاصه. 16 كثرة المزاح: فإن لكثرة المزاح آثارًا سيئة؛ فلربما خرجت كلمةٌ جارحة من شخص لا يراعي مشاعر الآخرين فأصابت مقتلا من شخص شديد التأثر، فأورثت لديه بغضًا لهذا القائل. ويحصل هذا كثيرا بين الأقارب؛ لكثرة اجتماعاتهم. قال محمود الوراق: تلقى الفتى يلقى أخاه وخِدْنهُ في لَحْن منطقه بما لا يُغْفَرُ ويقول كنتُ ممازحًا وملاعبًا هيهات نارك في الحشا تتسعَّر ألهبتها وطفقت تضحك لاهيًا مما به وفؤاده يتفطر أو ما علمت ومثل جهلك غالبٌ أن المزاح هو السباب الأكبر(9) قال ابن عبد البر رحمه الله : "وقد كره جماعة من العلماء الخوض في المزاح؛ لما فيه من ذميم العاقبة، ومن التوصل إلى الأعراض، واستجلاب الضغائن، وإفساد الإخاء"(10). 17 الوشاية والإصغاء إليها: فمن الناس من دأبه وديدنه وهجيراه عياذًا بالله إفساد ذات البين، فتجده يسعى بين الأحبة لتفريق صفهم، وتكدير صفوهم، فكم تحاصَّتْ بسبب الوشاية من رحم، وكم تقطعت من أواصر، وكم تفرق من شمل. وأعظم جرمًا من الوشاية: أن يصغي الإنسان إليها، ويصيخ السمع لها. وما أجمل قولَ الأعشى. ومن يطع الواشين لا يتركوا له صديقًا وإن كان الحبيب المقربا(11) 18 سوء الخلق من بعض الزوجات: فبعض الناس يبتلى بزوجة سيئة الخلق، ضيقة العطن، لا تحتمل أحدًا من الناس، ولا تريد أن يشاركها في زوجها أحد من أقاربه أو غيرهم، فلا تزال به تنفره من أقاربه، وتثنيه عن زيارتهم وصلتهم، وتقعد في سبيله إذا أراد استضافتهم، فإذا استضافهم أو زاروه لم تظهر الفرح والبشر بهم، فهذا مما يسبب القطيعة بين الأقارب، وبعض الأزواج يُسْلِم قياده لزوجته فإذا رضيت عن أقاربه وصلهم، وإن لم تَرْضَ قطعهم، بل ربما أطاعها في عقوق والديه مع شدة حاجتهم إليه. هذه بعض الأسباب الحاملة على الهجر وقطيعة الرحم.
aiv hgwdhl ,wgm hgHvphl ,wgj |
|
07-21-2012, 02:03 AM | #2 |
| [align=center] جزآك الله خير اخي هاشمي موضوع راائع يعطيك العافيه أخي هاشمي وكل عام وانت بخير [/align]
|
|
Bookmarks |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الأرحام , الصيام , شهر , وصلت |
Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests) | |
| |