بلاد اليمن والاسلام

اليمن , بلاي , والاسلام

بلاد اليمن والاسلام

بلاد اليمن والإسلام

كان اليمن طوال تاريخه القديم, وتاريخه الإسلامي مثل بركان هائل مندلع بالبشر والحياة والحركة, وكان الشعب اليمني بذرة من البذور الأولى لشجرة الأمة التي كرمها الله بحمل رسالة الإسلام فيما بعد.
تعدد اسم اليمن في كتب التاريخ فهي عند قدماء الجغرافيين (العربية السعيدة), وفي العهد القديم التوراة يذكر اليمن بمعناه الاشتقاقي إي الجنوب ومملكة الجنوب (مملكة تمنا), وقيل سميت اليمن باسم (أيمن بن يعرب بن قحطان), وفي الكتابات السبئية القديمة ذكر اليمن بلفظ (يمنات), وكذلك لأنها بلاد اليُمن والبركة ,أي بلاد الخير الذي لا ينقطع لأنها اشتهرت بإنتاج جميع المواد التي تستخدم في الطقوس الدينية القديمة مثل البخور واللبان , وبعد بناء الكعبة أضيف لليمن سبب أخر هو وقوعها يمين الكعبة.

 اليمن في القران
أشاد القرآن الكريم بحضارة اليمن القديم وذكر حضارة سبأ وازدهار جناتها الزراعية فوصف اليمن بأنها بلدة طيبة قال تعالى:-  لقد كان لسبأ في مسكنهم إيه جنتان عن يمين وعن شمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طبية ورب غفور سورة سبأ
 دخول اليمن في الإسلام
أرسل الرسول صلى الله علية وسلم سنة 6هجرية رسالة إلى باذان بن التيجان الفارسي الذي كان عامل الفرس على اليمن يدعوه فيها إلى الإسلام فاستجاب باذان ودخل في الإسلام.
وفي العامين الثامن والتاسع للهجرة (عامي الوفود)ذهبت وفود القبائل اليمنية إلى الرسول صلى الله علي وسلم فكان منهم وفد بأذان ومعه كثير من زعماء اليمن وقبائلها وعشائرها مثل :- فروه المرادي الذي ينتسب إلى مذحج وبطونها من مراد وزبيد وعنس التي تسكن في مأرب والجوبة وحريب والحداء, والأشعث بن قيس الكندي في وفد كندة, وعمرو بن معد يكرب الزبيدي في وفد زبيد, ووائل بن مجر بن ربيعة في وفد كبير من حضرموت, ووفد الاشعريين من تهامة اللذين قدموا وهم يرددون (غدا نلقى الأحبة محمد وحزبه )وكانوا قد اسلموا من قبل وهاجر بعضهم إلى المدينة فلما رآهم الرسول بهذا الشوق والحماس قال (الله أكبر جاء نصر الله والفتح وجاء أهل اليمن هم أرق قلوباً والين أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية), ووفد الازد وبجيلة وجيشان وخولان وحاشد وبكيل وعشائر اليزنيين و المعافر والاصابح والصدف, ووفد مالك بن مرة الرهاوي الذي سلم رسول الله رسالة من ملوك حمير وهم الحارث بن عبد كلال ونعيم بن عبدكلال والنعمان بن قيل ذي رعين, ووفد همدان وقد جاءوا لمعرفة الدين الجديد ثم كتب لهم كتاباً عهد لهم فيما سألوه وبعث معهم علي بن أبي طالب فقرأ عليهم كتاب رسول الله فأسلموا جميعاً فكتب علي إلى الرسول بذلك فلما قرأه الرسول خر ساجداً ثم رفع رأسه وقال (السلام على همدان, السلام على همدان)وتتابعت الوفود ومنها وفد بنو عامر بن قيس, وبنو سعد هزيم بن قضاعة, وبنو أسد وبهراء وبنو محارب بن هرب وبن الحارث بن كعب وعامر وسلامان وبنو عيش ومزينة وذو رمة وغيرهم .
وقد أنزل الله تعالى في هذة الوفود سورة النصر.
قال تعالى:-إذا جاء نصر الله والفتح و رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا 
فأنتشر الإسلام في بقاع واسعة من اليمن في مقر هذه القبائل والبطون والعشائر في الجبال والهضاب والقيعان والسهول فامتد من صعده حتى صنعاء وجنوبا من لحج وحضرموت إلى تهامة اليمن وكان الرسول يحسن وفادتهم ويبالغ في إكرامهم ويولي رؤسائهم على نواحيهم ويرسل معهم من يعلمهم القرآن ويفقهم في الدين فكان ممن بعثهم الرسول لهذا الأمر خالد بن الوليد سنة (10هجرية) إلى الحارث بن كعب في نجران فأسلموا وكانوا من ضمن الوفود التي من اليمن.
ولليمنيين وفادات أخرى في عهد الخليفة أبي بكر الصديق وفي عهد الدولتين الأموية والعباسية.
 مكانة أهل اليمن في القرآن والسنة
قال تعالى : يأيها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرون يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومه لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله وسع عليم
ورد في سبب نزول هذه الآية عن عياض الأشعري رضي الله عنة قال )لما نزلت هذه الآية أوما رسول الله صلى الله علية وسلم إلى أبي موسى الأشعري بشيء كان معه, فقال :هم قوم هذا ).
أهل اليمن يشربون من حوض النبي صلى الله علية وسلم قبل غيرهم:-
عن ثوبان رضي الله عنة فال :قال رسول الله صلى الله علية وسلمإني لبعقر حوضي -إي :بمكان وهو موقف الإبل من الحوض إذا وردته - أذود الناس لأهل اليمن اضرب بعصاي حتى يرفض -إي :يسيل- عليهم. فسئل عن عرضة, فقال:من مقامي إلى عمان, وسئل عن شرابه فقال: اشد بياضاً من اللبن, وأحلى من العسل, يغث فيه ميزانان, يمدانه من الجنة, احدهما من ذهب, والأخر من ورق).
عن أبي هريرة رضي الله عنة قال:قال رسول الله صلى الله علية وسلم أتاكم أهل اليمن, ارق قلوباً, وألين أفئدة,الإيمان يمان والحكمة يمانية, والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والسكينة والوقار في أهل الغنم).
عن زيد بن ثابت رضي الله عنة, إن النبي صلى الله علية وسلم نظر قبَل اليمن فقال ):الهم اقبل بقلوبهم, وبارك لنا في صاعنا ومدنا).
عن عتبة رضي الله عنةأن رجلا قال: يا رسول الله! إلعن أهل اليمن, فإنهم شديد باسهم, كثير عددهم, حصينة حصونهم. فقال لا, ثم لعن رسول الله صلى الله علية وسلم الأعجميين, وقال رسول صلى الله علية وسلم: إذا مرو بكم يسوقون نساءهم, يحملون أبناءهم على عواتقهم, فأنهم مني وإنا منهم ).
عن أبي هريرة رضي الله عنة قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلمالملك في قريش, و القضاء في الأنصار, و الأذان في الحبشة, والشرعة في اليمن, والأمانة في الازد).
عن أبي إمامة رضي الله عنة قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلمإن الله استقبل بي الشام وولي ظهري اليمن, وقال لي: يا محمد إني جعلت لك ما تجاهك غنيمة ورزقاً وما خلف ظهرك مدداً).
 الجهود اليمنية في نشر الإسلام
أن تسمية اليمن بقاعدة الإمداد العسكري و التزويد البشري لم تأتي عن عبث وإنما جاءت من منطلق ما حققه اليمنيون في نشر الإسلام فمنذ إن وجه الخليفة أبو بكر الصديق إلى اليمن يدعوهم لنشر الإسلام ونصرته حتى لبى اليمنيون طوعاً وجاءوه أفواجا بأسلحتهم وعتادهم فكان منهم :قبيلة دوس (الازد) بقيادة زعيمها جندب بن عمر الدوسي, و قبيلة ذي الكلاع بقيادة زعيمها ذي الكلاع الحميري, وقبيلة مذحج بقيادة قيس بن هبيرة, وقبيلة طيء بقيادة زعيمها قيس بن سعد الطائي.
فبعثهم أبو بكر على طليعة الجيوش الإسلامية لنشر الإسلام في الشام والعراق فقاتلوا وصدقوا وفتحوا الحصون والقلاع والمدن وقضوا على الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية.
وقد كان لليمنيين دورهم في نشر الإسلام إما عن طريق الفتوحات بالجيوش أو عن طريق تجاراتهم ودعاتهم وعلمائهم الذين وصلوا حتى الهند واندونيسيا والصين.
وساهم اليمنيون في فتح مصر وكان لهم المشاركة الكبيرة في الجيش حتى أم بعض الروايات تؤكد إن جيش عمرو بن العاص كان مؤلفاً من اليمانية من غافق ولخم وكندة وحمير وهمدان.
فارتفع شأن اليمنيين في مصر بعد فتحها فأصبحوا من كبار رجال الدولة مثل حجر بن عدي, وعبد الرحمن بن معاوية بن حديج
وأسهم اليمنيون أيضا في فتح الشام حيث كان لهم دور بارز من خلال مشاركتهم في المعارك التي خاضها المسلمون مثل معركة اليرموك في سنة 13هجرية فكان على رأس الجيش الموجة إلى الأردن القائد شرحبيل بن حسنة من الجيوش الأربعة إلى الشام.
وقد كان السبق في فتح العراق عندما تقدم المثنى بن حارثة الشيباني نحو مصب نهري دجلة والفرات بعد قضائه على المرتدين في البحرين فلقي على ضفاف الفرات جيش فارسي بقيادة هرمز وحدثت معارك بينهم إلى أن أمر أبو بكر الصديق خالد بن الوليد بالتوجه لنجدة المثنى وفي موقعة الجسر جرح فيها المثنى.
وفتحت البرلس في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وكان فاتحها وقائدها الصحابي غانم بن عياض الأشعري حفيد أبي موسى الأشعري وظل يحكمهم حتى توفي ودفن فيها وضريحه معروف بقرية برج البرلس.
فصار من اليمنيين ولاه وقادة مثل :وإبراهيم بن مالك الاشتر, والمثنى بن حارثة الشيباني, وقيس بن عبد يغوث بن المكشوح و ومعن بن زائدة, وشرحبيل بن حسنة, وعمرو بن معد يكرب الزبيدي الذي شهد معركة اليرموك ضد الروم في الشام معركة القادسية ضد الفرس في العراق.
هذا ما كان من دور اليمنيون في العراق والشام ومصر أما في أفريقيا فقد كان لليمنيين دورهم في نشر الإسلام في شرق أفريقيا سلماً فكان شرحبيل بن حسنة اليماني من ضمن المهاجرين بدينهم إلى الحبشة في عهد الملك النجاشي.
والهجرات التي قامت بها بعض القبائل اليمنية عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب واستقرت في جيبوتي وزيلع وسيطرت على طريق هرر التجاري المؤدي إلى أعالي الحبشة ونشروا الإسلام بدعم من الدعاة والتجار حتى دخلت في الإسلام بعض القبايل الإفريقية في أعالي الحبشة فكان للدعاة والعلماء اليمنيون دورهم مع بعض الدعاة العرب في نقل تأثير الثقافة العربية والإسلامية إلى الساحل الممتد جنوبي الصومال وحتى مدينة سغالة (في موزنبيق) ومن أشهر الدعاة والعلماء اليمنيين في شرق إفريقيا مثل :العلامة والداعية أحمد بن حسن الحبشي الحضرمي الذي يعد من أول الدعاة في الحبشة وكان له إسهامه البارز في الدعوة إلى الإسلام في جنوب شرق أسيا, و العلامة الداعية غلام الدين عائد اليمني.
كما قامت بعض المدن اليمنية مثل زبيد والمخا وعدن وكمراكز انتقال تأثيرها إلى بلدان شرق إفريقيا (السودان والحبشة واريتريا والصومال)كما نعرفها اليوم فكانت هذه المدن اليمنية مقصد طلاب العلم من شرق إفريقيي.
وكون التجار اليمنيون مع غيرهم من تجار العرب المراكز التجارية على سواحل وجزر شرق إفريقيا مثل زنجبار وبمبا ومافيا وممباسا وجزر القمر ومدغشقر وكونوا بهجراتهم الجاليات فبنوا المساجد والمدارس والإحياء التجارية فأصبحت من أهم المعاقل في الدعوة إلى الإسلام.
إما في شمال إفريقيا فساهم أهل اليمن في قيادة جيش الفتح الإسلامي لبلدان شمال إفريقيا والمغرب وكان موسى بن نصير اليماني وحنش بن عبد الله لصنعاني من أعظم القادة البارزين في فتح شمال إفريقيا والمغرب فكان لهم دورهم في اقتحام أكثر القلاع حصانة في شمال إفريقيا كقلعة وزغوان التي تقع بين تونس والقيروان.
فصار موسى بن نصير من أكثر رجال الدولة الأموية كفاءة وقدرة حيث ولاة عبد الملك بن مروان افريقية فكان أول عمل قام به بعد ما أصبح والياً هو فتح طنجة وحررها من الروم وعهد بها إلى طارق بن زياد واستكمل فتح بلاد المغرب كافة وبذالك وطد أركان الأموية بشمال إفريقيا, ثم قام بنشر الإسلام بين البربر وادخل الآلاف ممن اسلموا في الجيش الأموي, وبني دار لصناعة السفن على مقربة من طنجة, وإنشاء أسطولا بحريا لحماية الثغور الإسلامية.
ولا ننسى القائد اليمني معاوية بن حديج الكندي ومن معه من الذين غزو المغرب مراراً وفتحوا صقلية في بحر الروم ,والقائد اليمني أحمد الكلبي الذي كان أمير صقلية.
حتى إن بعض اليمنيون صلوا إلى مرتبة الملوك مثل:إبراهيم بن تاشفين أخر ملوك دولة المرابطين في المغرب.
ومن شرق إفريقيا إلى أسيا فقد كان لأهل اليمن دورهم في نشر الإسلام في الهند قبل الفتح الإسلامي لها حيث كان لساحل مالا بارة في إقليم السند بالهند شرف السبق في التعرف على الإسلام على أيادي التجار والدعاة اليمنيون.
كما كان للدولة الرسولية والدولة الصليحية في تطوير العلاقات السياسية والتجارية والعلمية والدينية بين اليمن والهند أثرة البارز في نشر الإسلام في عدد كبير من الأقاليم الهندية.
وقامت بعض المدن اليمنية مثل :زبيد, وتعز, وعدن, وتريم بدور كبير في نشر الإسلام في الهند فكلن منها التجار والدعاة والعلماء الذين انطلقوا إلى الهند ومثلت تلك المدن محطات لاستقبال طلاب العلم من الهند ومحطات حوار بين علماء اليمن وعلماء الهند.ثم كان لتعاون الدعاة والعلماء اليمنيين مع الجاليات اليمنية في الهند الإسهام الكبير في بناء المساجد والمدارس الإسلامية لتعليم القرآن والسنة في الإحياء التي سكنها اليمنيين, ومن ثم قاموا بترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الهندية فأحبهم أهل الهند لما رأوه من التسامح الديني ,والصدق ,والقناعة فادى ذلك إلى دخول الكثير منهم إلى الإسلام ولا باس من إن نذكر بعض الدعاة والعلماء ممن كان لهم شرف نشر الإسلام مثل:الشيخ العلامة علي بن محمد بن جديد ورفيقة الشيخ والعلامة مدافع, والشيخ عبد الرحمن بن علي بن سفيان ,والشيخ أحمد بن شيخ بن عبد الله بن علوي الحداد والشيخ أحمد ابن أبي بكر بافضل.
إما في الصين فعرف الصين الإسلام مبكراً حينما وصل التجار والدعاة والعلماء اليمنيون عن طريق البحر إلى جنوبها الشرقي وكونوا جاليات كبيرة في مدينة كانتون في القرن الثامن الميلادي وقبل غزو المغول للصين، ومن أشهر البحارة اليمنيين أبو علي بن حازم وكان من اعلم الناس بالبحر الصيني في ذلك الوقت كما قال المؤرخ المقدسي.
وفي جنوب شرق أسيا كان التجار اليمنيين هم أول من حمل الإسلام إلى جنوب شرق أسيا (اندونيسيا).
أن ما ميز التجار اليمنيون من غيرهم من التجار العرب هوانهم كانوا على قدر كبير من الذمة والصدق والأمانة.
أن التاجر اليمني كان يقوم بدور التاجر والعالم والداعية في نفس الوقت وكان من أشهر الدعاة في جنوب شرق أسيا أحمد بن حسن الحضرمي ومن البحارة سليمان المهري وأحمد بن ماجد كانوا من رواد المحيط الهندي.
بدا التفكير بنشر الإسلام في أوروبا من قبل القائد اليمني موسى بن نصير فقد عرض يوليان حاكم (سبتة) مساعدة المسلمين في فتح الأندلس فانتهز موسى الفرصة فكتب إلى الخليفة يستأذنه فوافق الخليفة على الفتح عندئذ بدأ موسى عملياته باستطلاع أحوال البلاد فأرسل حملة استطلاعية بقيادة القائد اليمني طريف بن مالك المعافري فعبر المضيق ونزل على أطراف جزيرة جنوب الأندلس سميت باسمة (طريف), ثم عادت الحملة بغنائم كثيرة وبمعلومات تؤكد إن أحوال البلاد مضطربة, فأرسل موسى طارق بن زياد حاكم طنجة بجيش قوامة سبعة آلاف مقاتل فعبر هذا الجيش المضيق الفاصل بين افريقية والأندلس سنة (92هجرية -711ميلادي) ونزل على سفح جبل سمي باسمه ,ثم تقدم طارق بجيشه واشتبك مع ملك اسبانيا (لذريق) على ضفاف نهر وادي مكة فاستنجد بموسى فانجده موسى بجيش أخر تمكن بعدها من هزيمة جيش القوط الكبير بقيادة ملكهم (لذريق) فأغرقه في البحر في معركة دامت ثمانية أيام, وكان اليمنيين جزءاً رئيسياً من جيش طارق في معركة لكة واستجة, ثم توجه موسى ومن معه من اليمانية على رأس حملة قوامها(18ألف) مقاتل يقودها بنفسه ولحق بطارق بالقرب من طليطلة فتمكنا من فتح الأندلس وما جاورها من الأراضي, وكان الجيش يبلغ قوامة (30الف) مقاتل واستكمل بعد ذلك عبد العزيز بن موسى بن نصير فتح غرب الأندلس وجنوبها الشرقي.
ثم تطلع موسى إلى فتح جنوب أوروبا ولكن الخليفة الوليد بن عبد الملك أمره بالعودة إلى الشام مع طارق بن زياد, فاستخلف موسى ابنة عبد العزيز على الأندلس فاتخذ من اشبيلية عاصمة للأندلس, ثم تجدد الفتح عندما ولي بلاد الأندلس السمح بن مالك الخولاني الذي اخترق جبال البرانس وزحف على مقاطعتي سبتمانيا, وبرفانس ثم أغار على اكيتانيا وفي هذه المعركة استشهد السمح بن مالك الخولاني قرب نهراللوار.
فاستكمل الفتح قائد يمني آخر هو عبد الرحمن الغافقي ثم تفرغ للفتح فبدا بالزحف على (بلاد الغال ) فرنسا حالياً فقد خرج في أوائل صيف عام( 732ميلادي) على رأس جيش عدده ثمانية ألاف مقاتل .وتوغل في جنوب فرنسا, ثم توجه صوب مدينة تور هناك التقى بجيش كبير بقيادة (شارل مارتل) ملك الفرنجة فدارت معركة بين مدينة تور ومدينة بواتية دامت ثمانية أيام كاد أن يتحقق لهم النصر إلا أنهم تراجعوا بسبب استشهاد قائدهم عبد الرحمن الغافقي وقد سميت هذه المعركة باسم بلاط الشهداء لكثرة الشهداء من المسلمين ويسميها الفرنجة باسم معركة تور أو بواتية.
لقد كان لهذه المعركة أهمية تاريخية كبيرة فلو انتصر المسلمون فيها لتغير وجها تاريخ أوروبا.
وهكذا صار لليمنيين شأن كبير حيث تولى الأندلس كلاً من السمح بن مالك الخولاني, وعبد الرحمن الغافقي الذي أصلح أحوال الأندلس ولم الجيش ووطد النظام في البلاد, وحنش بن عبد الله الصنعاني الذي تولى بعض الأعمال الإدارية واقترن أسمة ببناء المساجد وتعديل القبلة في بعض المدن الأندلسية, والمقتدر الهودي احد ملوك الطوائف, بن أبي عامر والى الأندلس وأبي عبد الله بن الأحمر أخر ملوك الأندلس.
وهكذا تشهد ارض الأندلس لأبناء اليمن دورهم في الجهاد ودليل ذلك وجود القلاع التي لا تزال تحمل أسماء يمنية مثل:قلعة همدان في قرطبة, وقلعة يحصب في اشبيلية, وقلعة بني خطاب, وقلعة الحمراء في غرناطة, وإقليم ريع اليمن, وقلعة خولان في غرناطة.
ولم يقتصر إسهام اليمنيين على دورهم في قيادة الجيوش وفتح المدن بل امتدت انجازاتهم إلى مجالات أخرى فكان منهم القضاة, والعلماء, والرحالة, والمعماريون, والأطباء.
 في مجال العلوم الدينية مثل :-
1) إبراهيم بن يزيد النخعي:- من أكابر التابعين وحفظة الحديث والمجتهدين.
2) محمد بن عبد الملك بن هشام:-كان رائد في علوم السيرة ومن مؤلفاته (سيرة ابن هشام).
3) أحمد بن محمد المعافري:- عالم أهل قرطبة .
4) محمد بن عبد الرحمن التجيبي:- من كبار محدثي الأندلس.
5) محمد بن علي الشوكاني:-من علماء التفسير وصاحب كتاب فتح القدير وتوفي سنة 1250هجرية.
6) عماد الدين ابن كثير:-من علماء التفسير وصاحب كتاب تفسير القرآن العظيم وتوفي سنة 774هجرية.
 مجال القضاء مثل :-
1) إبراهيم بن محمد بن أبي بكر الكندي:- من رواد القضاء ولي القضاء في مصر وله العديد من المؤلفات في الشرع والقضاء.
2) مروان أبو عبد الملك الذماري:- كان زاهد دمشق وولي قضائها في عهد الدولة الأموية.
3) إبراهيم بن زهير التجيبي:-ولي قضاء رنده ولوشة في الأندلس.
 مجال العلوم اللغوية مثل :-
1) أحمد بن عبد الله المعافري:-الذي كان من أهل العلم في النحو والحفظ واللغات.
2) أحمد بن محمد القرطبي الملقب(اشكابة):- من رواد النحو واللغة.
3) حماد الراوية:-من رواد رواية الشعر.
4) خلف الأحمر:- من رواد رواية الشعر.
5) الشاعر أبو الطيب المتنبي:- احد أعظم شعراء عصره اتصل بسيف الدولة الحمداني فصار من المقربين عنده.
6) مرتضى الزبيدي:- من علماء اللغة وصاحب كتاب تاج العروس في شرح جواهر القاموس.
 مجال العلوم الطبية والطبيعية مثل:
1) اثير بن عمر بن هاني الحضرمي:- من أشهر أطباء العراق.
2) حابر بن حيان الازدي:-أشهر علماء الكيمياء.
3) أبو جعفر بن محمد الغافقي:- أشهر علماء العرب دقة في دراسة النباتات والأعشاب الطبية.
• مجال العلوم الاجتماعية مثل :
1) عبد الرحمن بن خلدون الحضرمي:- مؤسس علم الاجتماع وصاحب كتاب المقدمة.
2) يوسف بن هارون الرمادي:- من علماء التاريخ وصاحب كتاب ترصيع الأخبار وتنويع الآثار.
3) ابان بن عثمان البجلي:- صاحب العديد من المؤلفات في الأخبار والنسب.
 مجال العمارة وتخطيط المدن مثل :-
1) معاوية بن حديج :- من مخططي المدن والمعماريين وكان من احد مخططي مدينة الفسطاط.
2) شريف المرادي :- من مخططي المدن والمعماريين وكان من احد مخططي مدينة الفسطاط.
3) عمرو الخولاني :- من مخططي المدن والمعماريين وكان من احد مخططي مدينة الفسطاط.
4) بن ناشرة المعافري :- من مخططي المدن والمعماريين وكان من احد مخططي مدينة الفسطاط.


وفي الأخير إن أهم العوامل التي ساعدت اليمنيين على نشر الإسلام خصوصاً في البلدان التي دخل فيها الإسلام بالسلم هي العلاقات التي أقامها أهل اليمن مع الشعوب قبل الإسلام وبعده وما كان لليمنيين من تأثير على تلك الشعوب إما عن طريق التجارة أو الرحلات التي كان يقوم بها اليمنيون, والجاليات اليمنية في تلك البلدان التي مكنت اليمنيين من أن يكون لهم الدور الأبرز في نشر هذا الدين العظيم.

[align=center]موضوع ممتاز وعمل جبار يستحق الفوز اذا كان عمل ذاتي وليس من منتدى اخر

بارك الله فيك وللمجهود الذاتى الذي قمت به


يعطيك العافية اخي سهيل [/align]

توضيح رائع

مشكور عليه اخي سهيل

مقال يفخر به كل يمني .


سلمك الله اخي سهيل وبارك فيك . وما نعدم مواضيعك

كل التقدير

موضوع شامل وتوضيح راااائع
لبلاد اليمن ومساهمتهم في نشر الإسلام
وإبداعهم في العلوم التطبيقية
ألف شكر سهيل

[align=center]
موضوع رائع جدآ
يعطيك العافية أخي سهيل
[/align]