المثقف العربي بين مشية الحمامة وتقليد الغراب

لصحة , المثقف , الحمامة , الغراب , العربي , بين , وتقليد

المثقف العربي بين مشية الحمامة وتقليد الغراب

البكاء على الأطلال مازال حبيسا لبعض مثقفي شريحة كبيرة من أبناء الوطن العربي ,ويعتقدون بأن إنهيار الأندلس هو نهاية للثقافة العربية ,وأن حركة النهضة الثقافية العربية كان بداية بزوغ فجرها منذ مئتين سنة حتى عصر التنوير والحداثة ,وأنها هي المناسبة لها ,وهذه فلسفة خاطئة في القول والمنطق, لأن من يسوق لمثل هذه الأفكار هو في حقيقة الأمر لا يستند إل...ى المعلومة الت...اريخية ,وليس لديه المعرفة الكافيةبالثقافةالعربية ,ومواردها وكنوزها التي لا تنضب أبدا,والبرهان هو منهجية الطرح التي تطرح بها من حيث التطرق إلى الثقافة العربية ,فهناك يوجد من يتكلم عنها عبر الإعلام الفضائي أو المكتوب في الصحف اليومية والنشرات الدورية والكتب إلخ ...فالبعض من هؤلاء لا يمتلك رصيد ثقافي ,ويمكن التدليل على ذلك بتجاهله الينابيع الصافية والأساسية للثقافة العربية ,وهما القرآن العظيم , وما صح من السنة النبوية المطهرة _على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم-هما الحاويان للثقافة العربية الإسلامية , وبغيرهما يصعب الحديث عن ثقافة عربية إسلامية ,وبالرجوع إلى العصر الجاهلي ,والاطلاع على موروث فاعلية الأدب , والشعر فيه لتم التسليم وبلا جدال بأن مصدر الإبداع والتوهج الخلاق القرآن والسنة ,ومن أبدع وأرتقى بالثقافة العربية إلى عصر الأندلس هو ذلك الرعيل الي عاش في العصر الإسلامي الأول ,فالتباكي على الماضي , وأن الثقافة العربية ماتت في ذلك العصر هذا ليس إلا ضربا من الخيال والعجز الغير مسوغ فهي حاضرة , وربما قد يكون المورد الإنساني الذي يتفاعل معها ويخدمها غير متوفر , بينما الأساس موجود ومحفوظ في قلوب الناس , وقد تفرد الله بحفظه في قوله تعالى(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وهنا يمكن التساءل أين العقل ؟أين التعقل؟ أين التفكر ؟ أين التدبر؟ أين التأمل؟ إذا لا مبرر ولا مصوغ لجحود ونكران للثقافة العربية ,والإنحراف إلى ما ينعت بالحداثة التي أضحت هروبا للأغلبية من المثقفين الذين لم يستوعبوا أسس الثقافة العربية , ويعتبرون أنها أندثرت في ذلك الوقت ,وأن العصر الذي يتعين أن تكون له السيادة والريادة في جميع الأمور هو عصر الحداثة والخباثة لأنها لم تنحصر على الفكر الثقافي والأدبي فحسب, بل احتوت منظومة الحياة برمتها من تقنية واقتصاد وسياسة وتربية وهيمنة كونية وإعلامية,ويمكن القول أن هذا المصطلح يجافي الصواب , ولا يليق بأمة القرآن الولوج والسير في ركب المقولة المزعومة ,ويلتمس العذر لقائلها, حينما قال يجب أن نؤمن بالحضارة الغربية خيرها وشرها , غير أنه وبكل لوعة وأسف أخذ منها الجانب الأدنى ,وفرطنا بالجوهر والأعلى لكان مباحا ومندوبا إليه إذ لم يصل إلى درجة الفرض والوجوب , فالحكمة بغية المؤمن وضالته إن وجدها فهو أحق بها.وفي واقع الأمر كم يتألم المرء الغيور على أخلاقيات أمته من الهجر والنسيان لها ,من قبل أصحاب ثقافة مشاريع الهدم والبناء, المحسوبين على الثقافة العربية الإسلامية, الذي أتمناه وأرجوه أن لا نكون مثل الغراب الذي ذهب يقلد مشية الحمامة ,لهو أتقنها ,ولا بقي على مشيته.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!