آخر 10 مشاركات |
الإهداءات | |
شواطئ الحرف والمقالة الادبية " بأقلام الاعضاء " لاعضاء المنتدى خواطر ونثر ومقالات من إبداعهم - |
| LinkBack | خيارات الموضوع |
09-25-2012, 11:58 PM | #1 |
| عندما يغادر الحب المنزل ! ( 1 ) في الفصل الذي أجتمع فيه بالطلاب أثناء حصة الدرس المقرر لهم من واقع المنهج الدراسي الخاص بالمرحلة التي يدرسونها ، لفت نظري إحدى التلميذات ، علامات الحُزن مرسومة بفن على ملامح وجهها ، تبدو اليوم مثل وردة ذابلة ، تم قطفها من شجرتها الأم ، وبدلاً من الإحتفاظ بها في كأس ماء يمنحها بعض الحياة حتى تتساقط أوراقها وتموت ، تم سحقها والقذف بها على قارعة الطريق ، تُثير الشفقة نحوها من كُل من تقع عيناه عليها ، لم تعد ذات فائدة لتتقدم نحوها أيدي العابرين ... أمتقع لوني لرؤية تلك الوردة الذابلة حُزناً ، لم تُشاركنا الدرس ، مثلما تفعل في كُل حصة نستعرض فيها أحد الدروس الجديدة ، درجاتها الخاصة بإختبار ذلك اليوم لم تكن مُتوقعة الحُسبان ، أنخفضت حتَّى مستوى الصفر ، مثلما تنخفض درجات البرودة إلى ما تحت درجة الصفر ، حيث البرد القارس ، والصقيع الذي تتجمد ، وتتوقف معه الحياة ، شعرتُ أن الفصل يومها لم تكن فيه حياة ، لغياب الحياة بداخل وردة – إسم التلميذة – رغم حضورها في الفصل ، وتواجدها في مكانها بين زميلاتها ... دقّ الجرس مُعلناً بداية خروج الطُلاب لقضاء فترة الإستراحة ، برفقة مُدير المدرسة ، والأخصائي الإجتماعي ، ذهبتُ معهم إلى الفصل الذي تتلقى فيه وردة دروسها ، تم إستدعاؤها إلى مكتب الأخصائي الإجتماعي ، وبحضورنا نحنُ الأربعة ، شرحتُ لهم ما طرأ على حالة وردة التي كانت تُصيخ السمع مُنكِّسة الرأس ، لم يعد الأمر يعنيني بعدما تولَّى الأخصائي ما أنُيط به من مهام تتوافق مع تخصصه الذي يُعنى بدراسة حالات الطُلاب الذين تطرأ تغيرات على مستواهم الدراسي ، خصوصاً أولئك الذين ينخفض مستواهم التعليمي ، ويتعرض مؤشر ذكاءهم للتذبذب نحو الهبوط والإنخفاض وعدم التقدم ، ثقتي بالأخصائي كبيرة لما يتمتع به من صفات ومميزات تجلعه يقوم بعمله على أكمل وجه ، ذلك سبباً في تنازلي عن بعض أمر وردة ، لمعرفة أسباب ذبولها من لدن متخصص يفقه الكثير مما ليس لدي منه ... يُخبرني الأخصائي على لسان وردة ، لقد تعرضتُ لصدمة عاطفية جعلتْ مني فتاة مشلولة الحركة ، عقيمة التفكير ، فقيرة العطاء ، فاقدة الحنان ، محرومة العطف ، يتيمة الأبوين – رغم بقاءهما على قيد الحياة – منزوعة الضحكة ، غائبة الإبتسامة ، موسومة القلب بالحُزن ، موجوعة المشاعر ، مجروحة الكبرياء والإعتزاز ، مُهددة بفقدان الأمن والأمان نتيجة عدم الإستقرار ، مُزعزعة الثقة بالنفس ، غير مُتفائلة ، يتصارع بداخلي وحوش ضارية ، للإنقضاض على آخر ما تبقى لدي من حُبّ وأمل بالحياة ، السببُ في كُل ذلك ، إفتراق أبي وأمُي ، نتيجة سوء الفهم الذي كان حضوره بينهما قوياً ، لم يستطع أحدهما الإستقواء والتغلب عليه ... ( 2 ) تُخبرني أمي أنّ أكثر ما كانت تتمنَّاهُ في حياتها ، أن تلتقي وتتزوج بفارس أحلامها ، كان لها ذلك ، بزواجها من أبي ، جميلة هي حياتنا في بداياتها ، كان الحُبّ حاضراً بيننا بإستمرار ، لايغيب لحظة واحدة عن منزلنا ، مرَّتْ الأيام سريعاً ، رُزقنا خلالها بمجموعة من الأولاد ، بحضورهم في حياتنا ، زادت المسؤوليات علينا – الأب والام – وبدأت الأعباء تتوالد وتتناسل ، بدأ ثقل الحمل يقوّس لها ظهورنا التي أبتْ الإنحناء له ، الأب يسعى بدون كلل لتوفير ما نحتاجهُ من احتياجات ضرورية ، والأم تعمل من الصباح الباكر داخل البيت حتى يحين موعد النوم دون صدور أي شكوى ألم منها ... في خضم معركة الحياة الزوجية اليومية التي بدأ الروتين يسيطر عليها ، تفاقمتْ بعض المشكلات البسيطة بين الزوجين ، كُلاً منهما يحمل الآخر مسؤولية تلك الخلافات ، الزوج يشكو من عدم إهتمام زوجته به ، مُتناسياً إنشغالها بأعمال البيت التي لاتنتهي ، ومُتجاهلاً أعباء الإعتناء بالأولاد طيلة اليوم ، بُمختلف أعمارهم ، وكثرة طلباتهم المختلفة التي لابد من تلبيتها لهم ، والزوجة يُزعجها إهمال الزوج لها ، وعدم مُساعدتهُ لها في بعض شؤون البيت والأولاد التي كانت سبباً في ظهور معالم الشيخوخة عليها رغم شبابها ... حلّ بينهما – أبي وأمي – سوء التفاهم ، يطالبها والدي بالإهتمام به ورعايته مثلما تهتم وترعى صغارها ، لستُ أدري هل الرجل في جميع مراحله العمرية يحتاج إلى من يعتني به كطفل صغير لايريد فراق أحضان أمُه ؟ ، ربما أراد أبي ذلك ! بيد أنّ أمُيّ فضَّلتْ عنه أبناءها ، إنّها طبيعة الأنثى ، أن تنصرف لشؤون صغارها والإعتناء بهم ، بدلاً من طلبات الزوج لها ، التي لاتنحصر سوى في تلبية رغباته الجسدية فقط ، إنّ توفير ما تحتاجهُ الأسرة من ضروريات مادية ، لاترقى إلى ما تحتاجهُ من حُبّ وعناية وإلتفات وتصالح وتعاون ومصارحة بين الزوجين في كل أمور حياتهما ، وإعادة ترميم وإصلاح وبناء ما طال علاقاتهما من تشوهات وعيوب ... غاب الحُبّ في ميدان معركة الحياة اليومية التي يتجرّع مرارتها كلا الزوجين ، نتيجة المسؤوليات والأعباء التي تتزايد وتتفاقم مع إزدياد متطلبات الحياة التي أرتفع ثمن توفيرها والحصول عليها ، أصبحت الحياة داخل بيت الزوجية مُغلّفة بالركود ويسودها الملل الذي طال الحياة العاطفية بين الزوجين ، حضورهما يجعل من الصمت الطويل هو الزاد الذي يقتاتون عليه ، عندما يتم كسر حاجز الصمت ، فإن الأقوال تتصف بنغمة الصراخ والزعيق ولغة الأوامر وكيل الإتهامات للطرف الآخر ، وتقصيره في ما يشوب علاقاتهما من مُعكرات تجعل من صفو الحياة بعيداً عن البيت ... سيطر الجفاف العاطفي على كليهما ، يتهم أحدهما الآخر بالبُخل العاطفي تجاه الآخر ، إنخراط الزوج في عمله ، وسهراته مع أصدقائه ورفاق المهنة جعلا منه بخيلاً عاطفياً لايجود بكلمة واحدة تعبر عن الحب والرحمة ، كذلك الزوجة وإنغماسها في أعمال البيت والعناية بالأولاد ، جعل منها بخيلة عاطفية تجاه زوجها الذي ينتظر منها قُبلة كعربون لسهرة تبتدئ بالحُبّ وتنتهي باللعب بالجسد ... كلا الطرفين يتجه بتصرفاته الحمقاء نحو النهاية ، سيل الإتهامات يتدفق بقوة بينهما ، يرمي أحدهما الآخر بالتقصير ، يُحمّل كلا الطرفين الآخر السبب في الفشل الذريع الذي أصاب مؤسسة الزواج ، إنّ إفلاس المؤسسة التي قامت بشراكة طرفين هما أساس العلاقة الزوجية ، كفيل بتصفيتها ، وجعل مبدأ فكّ الإرتباط يشكل حضوراً قوياً ، مما يدعو إلى الإنفصال وفض الشراكة من خلال إشهار عقد التصفية ، الضحية فيها الجميع ... في معركة الحياة الزوجية لايوجد هُناك منتصر ، في حال كان الطلاق هو الحلّ الذي يراهُ أحدهما ، إنّ اللجوء إلى فكّ الإرتباط دليل الفشل الذريع ، الجميع يتجرّع مرارة الفشل ، ويتذوق طعم الخسارة ، الزوج خاسر بخسارته أسرة كبيرة ، والزوجة خاسرة ، والضحية هُم الأبناء ... أستاذي الفاضل ، عند غياب التوازن العاطفي عن منزلنا ، حضر عنه الجفاف العاطفي الذي رافقه البخل العاطفي ، كلاهما – الجفاف والبخل – كانا سبباً في إمتناع مطر المحبة من النزول ، مما أدّى إلى تشقق وتصدّع جدران العلاقات الزوجية ، التي لم يسعى كُلاً من الزوجين إلى ترميم الشقوق ، ورأب الصدع الذي أصاب ذلك الجدار الذي أعلن إنهياره ، بإنهياره أنهارت مؤسسة الأسرة السعيدة – ذات يوم – التي تفرّقت أصولها ولم تعد ذات قيمة في سوق النخاسة والعلاقات الأسرية القوية التي تبني نفسها في ظل وجود زوجين سعيدين يقومون برعاية أسرة مكتملة الكيان ... هذه حكايتي ، وحكاية تدني مستواي الدراسي ، وتحصيلي العلمي ، التي كانت سبباً في الحزن الموشوم به قلبي ، والمرسوم على وجهي ، أملي كبير يا أستاذ في أن تعود الطيور إلى أعشاشها ، وتسود السعادة كل العالم ، ويغمر الحُبّ الكون بأكمله ... 25/9/2012م مأرب – حريب
uk]lh dyh]v hgpf hglk.g ! hgl,sl |
|
09-26-2012, 12:16 AM | #2 |
| أبدعت يانايف في السرد الحزين للقصه .. لي ملاحضه واحده .. أنت ليش تدقق في تفاصيل وملامح تلميذتك .. ؟؟
|
|
09-26-2012, 12:27 AM | #3 |
| هذه حكايتي ، وحكاية تدني مستواي الدراسي ، وتحصيلي العلمي ، التي كانت سبباً في الحزن الموشوم به قلبي ، والمرسوم على وجهي ، أملي كبير يا أستاذ في أن تعود الطيور إلى أعشاشها ، وتسود السعادة كل العالم ، ويغمر الحُبّ الكون بأكمله ... إبداع رهيب في السرد القصصي استاذي نايف مناع سلمت أتاملك ودمت بود
|
|
09-26-2012, 11:57 AM | #4 |
| طاش ما طاش ساعتان وأنا أفكر كيف ستكون بدايات الموضوع الذي سنقترح أن نسميه قصة ، كان لابد من الإلتفات لمظهر الحزن المرسوم عليها لتبدأ عملية السرد للقصة التي بين يديك ... ملاحظة : الكثير من القراء يخلط بين مايكتبه اي كاتب كسيرة ذاتية وبين ما يكتبه مازجاً الخيال بالواقع فيظن الكثير أن كل حرف وكلمة يخطها كاتب بعينه إنما هي سيرة ذاتية لوقائع الحياة التي يعيشها ، وهذا ليس صحيح ... شكراً لحضورك وملاحظتك الراقية التي كان لابد منها كي تتسلسل القصة حتى نهايتها ... ابو علي شكراً لك اخي الفاضل على الحضور البهي الذي دائماً ما يضفي رونقاً ذو نكهة مميزة على متصفحي ... عظيم ودي
|
|
Bookmarks |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الموسم , الحب , يغادر , عندما |
Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests) | |
| |