«تويتر» ينتهي من تنظيم أرشفة التغريدات استعدادا لبيعها

لبيعها , أرشفة , من , التغريدات , استعدادا , تنظيم , ينتهي , «تويتر»

«تويتر» ينتهي من تنظيم أرشفة التغريدات استعدادا لبيعها

يبدو أن ''تويتر'' الشبكة الاجتماعية الأشهر حول العالم استطاعت أن ترمي بالنزاهة عرض الحائط، عندما أعلنت في وقت سابق عن تعاقدها لمدة سنتين مع شركة بريطانية تسمى (Datasift Historics) لتنظيم أرشفة تغريدات مستخدميها، في الوقت الذي لم تعلن فيه عن نيتها وراء تلك الأرشفة، حتى ظهرت تلك النوايا بعد تصريح الشركة البريطانية الذي أكدت فيه أنه أصبح بإمكان مغردي ''تويتر'' الحصول على كافة تغريداتهم منذ 2010، وذلك من خلال موقع الشركة البريطانية على الإنترنت. فيما ذكرت عدة مصادر داخل منتدى مبرمجين ''تويتر'' أن غاية أرشفة التغريدات تعود إلى رغبة من الشبكة الاجتماعية في توفير تصنيفات المحتوى من قضايا وميول ورغبات لعرضها على جهات تسويقية أو أمنية.
إلا أن الشكوك بدأت تراود مشتركي ''تويتر'' بعد أن أصدرت إدارة الشبكة الاجتماعية بيانا الأسبوع الماضي يوضح فيه قرب انتهائها من إضافة خدمة لمشتركي ''تويتر'' تمكنهم من تحميل التغريدات الخاصة بهم، إلا أن موقع (mashable.com) المهتم بأخبار الشبكات الاجتماعية كشف عن نية تويتر ببيع التغريدات المؤرشفة لمن يرغب في شرائها.
فيما ذكر الموقع أن العقد المبرمج بين ''تويتر'' والشركة البريطانية يشمل توفير كافة تغريدات المشتركين اليومية التي تزيد على مليارين تغريدة، منها 2.2 مليون تغريدة باللغة العربية، وهذا يعني أن جميع الصور والنصوص المغردة يتم حفظها وتسجيلها، إلا أن عددا من القانونيين اعترض على مكان دولة التغريدة التي تعد معلومات شخصية تناقض الاتفاقية المبرمة مع مستخدمي تويتر عند التسجيل الجديد.
وفي هذا السياق أكد السياسي الدكتور عبد الله الشمري وهو ناشط في ''تويتر'' بأن وسائل الاتصال الاجتماعي تقدم خدمة كأي خدمة يمكن بيعها وشرائها ووكالات الاستخبارات أصبحت مضطرة لمتابعة وسائل الاتصال الاجتماعي كالوتس أب والفيس بوك وتويتر وأصبحت تضاف إلى المصادر المعلوماتية المفتوحة التي طالما مثلت تاريخيا من 70-80% من مصادر أي استخبارات أجنبية خاصة عن الدول الأخرى.
وعن حقوق تويتر وبيعها تلك التغريدات وتصنيفها وتجهيزها لمن يرغب في شرائها، فقد أوضح الدكتور الشمري أن المنطق هو حماية المعلومات الشخصية ولا يتم الكشف عنها إلا بقرار من القاضي وهناك دول تجرم استخدام المعلومات الشخصية، متوقعا أن الخطر يكمن في أن تحصل استخبارات دول معادية كالإيرانية مثلا على كل ما يدور في تغريدات المجتمع الخليجي أو السعودي وتحليلها ومعرفة نقاط الضعف واستخدامها بطريقة ما لدراسة اتجاهات الرأي والسلوك الاجتماعي.
وأضاف قائلا: (من جهة أخرى إيجابية فيمكن للاستخبارات أن تستفيد من المعلومات الواردة في توتير التي أحيانا تعكس صدقية ومعلومات تصحيحية ومن ثم معالجة الأخطاء أو المخالفات من الجهات الحكومية التي تقوم بها خاصة مكافحة الفساد والمستغلين أوضاعهم الوظيفية لأغراض شخصية وهنا يمكن القول إن ''تويتر'' يمكن توجيهه لخدمة الدولة بدل الانطباع السائد بأنه غير ذلك).
وأكثر ما يقلق أرشفة المحتوى وقابليته للبيع حسب التصنيف الذي يرغب فيه من يدفع لشراء التغريدات، هي تلك المعلومات والآراء المحلية والقضايا الاجتماعية التي يطرحها الشارع العام، ليبقى السؤال المهم: هل لدينا معلومات كافية لتستخدم ضد المجتمع السعودي؟ وهل هناك رأي آخر سيكون أمام الموقف؟ في المقابل يرى الدكتور عبد الله الشمري أنه ليس هناك أي سبب للقلق أو إعطاء الموضوع أهمية والسبب أن تويتر هدفه ''الفضفضة'' والتغريد الذي غالبا ما يكون تلقائيا وغير مدروس، كما أن حجم المعلومات الواردة فيه قليلة جدا، إضافة إلى أن الآراء لا تمثل المجتمع بشكل دقيق، وهي غالبا تمثل شريحة تمثل نفسها