منطق الحياة وتواطؤها مع الموت !!

!! , مع , منطق , الموت , الحياة , وتواطؤها

منطق الحياة وتواطؤها مع الموت !!

تبدو الحياة فاتنة كإمرأة جميلة عاهرة ؛ من يعرف عهرها يكره جمالها ، تلك الحياة ذات الإغراء والإغواء ؛ تُجبر المرء على اللحاق بها حدّ اللهاث وإنقطاع الأنفاس ، في نقطة اليأس منها بعد رحيل ربيع العمر ، تأتي إليك واهبة نفسها لك ، تغمرك السعادة بقدومها ، بيد أن الحُزن يعتصرك لحلول خريف أيّامك ؛ فلا أنت تستطيع التمتّع بملذّات الحياة بعدما بلغتْ من العُمر عتيّا ، ولا تلك الحياة تقدر أن تمنحك ربيع جديد تستعيد فيه أيام صباك الغابرة ...

هو منطق الحياة مع البشر ، لاتمنح نفسها لمن يُريدها ، ولكنها تهبُ ذاتها في الزمن الخطأ ، والمكان الغير مناسب ، وعند العُمر الذي نخرته سنوات عجاف طويلة لاهثاً وراءها دون بارقة أمل في الإستحواذ على نزر قليل منها ، ولم يتبق منه سوى أطلال تشي بحياة روح تسكن جسد خاوي على عروشه ...

يتمسّك كل إنسان بالحياة حتّى الرمق الأخير ، تفتنهُ بما فيها ، ويُغريه الأمل بعدم مفارقته لها ، وتُنسيه مشاغله بها ، تضحك عليه كثيراً بينما يظن أنّه من يسخر منها ، توجِّه لهُ صفعات موجعة تفوق ما يجني منها من صفقات مُربحة ، يلحقُ بها ، تهربُ منه ، يختلي بها ، يُراودها عن نفسها ، تقول له : هيتْ لك ، يظهر عجزهُ الحقيقي أمامها ، تخورُ قواه ، تخونه رجولته ، يهربُ منها ، تلحقُ به ، يُمسك بالباب ، تقُدّ قميصهُ من دُبر ، يخجلُ من نفسه ، تتركه وشأنه ، تُغادره ، يجد نفسه وحيداً ، يبحثُ عنها بعينيه ذات اليمين وذات الشمال ، يرى أمامه الموت واقفاً ، وجهاً لوجه ، يظنّ أنّه يعيش في حلم ، يُفتّشُ عن يوسفُ علّهُ يُفتيه في تلك الرؤيا التي رآها ، يستفيقُ من يقظته ، يُدركُ أنّ لا مفرّ ، حياة ، موت ، موت ، حياة ، حياة ، موت ، موت ، موت ، الموت هو الحقيقة الوحيدة التي لا تستطيع أي حياة إنكارها او تجاهلها أو نسيانها مهما بلغ بنا الأمل بأن أعمارنا فيها طويلة ، فالموتُ في أحيان كثيرة هو من يجعل الحياة فتاة جميلة ، بدونه تبقى الحياة حيزبون قبيحة ، يتمنّى الكثير من البشر الرحيل عنها ، غير أنّه يبدو وحشاً مفترساً يأخذ عنوة منّا من لا نُريده يغادرنا ، تبدو الحياة معه متواطئة ضدّنا ...


18/11/2012م

تفسير رائع لما اردت ايصاله

شكرا نايف مناع

قلم رصاص


حكمة الله في وجود النقيضين والمتضادين وارتباطهما معاً هي من تجعل الضد يفوق ضده ، فالحياة والموت ، والخير والشر ، والحق والباطل ، والذكر والأنثى ، ولكل طرف أنصار وأحزاب ، والغلبة لمن كان على الصراط السوي ...



شكراً لك لحضورك العذب ولحرفك البهي ...


عظيم ودي