آخر 10 مشاركات |
الإهداءات | |
| LinkBack | خيارات الموضوع |
01-16-2013, 09:08 PM | #1 |
| أحلى الحكايات لابن الجوزي (في ذكر حيل اللصوص وأخبار عن ذكائهم أحلى الحكايات لابن الجوزي في ذكر حيل اللصوص وأخبار عن ذكائهم - الجزء الأول · عن المبرد قال: حدثني أحمد بن المعدل البصري قال: كنت جالسا عند عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون * فجاءه بعض جلسائه فقال: أعجوبة! قال: ما هي؟ قال: خرجت إلى حائطي بالغابة * فلما أن أتصحرت و بعدت عن بيوت المدينة تعرض لي رجل فقال *: اخلع ثيابك. فقلت: وما يدعوني إلى خلع ثيابي؟ قال: أنا أولى بها منك. قلت: ومن أين؟ قال: لأني أخوك و أنا عريان و أنت مكتس. قلت: فالمواساة؟ قال: كلا. قد لبستها برهة * وأنا أريد أن ألبسها كما لبستها. قلت: فتعريني وتبدي عورتي؟ قال: لا بأس بذلك. قد روينا عن مالك أنه قال: "لا بأس للرجل أن يغتسل عريانا". قلت: فيرون الناس فيرون عورتي؟ قال: لو كان الناس يرونك في هذه الطريق ما عرضت لك فيها. فقلت: أراك ظريفا * فدعني حتى أمضي إلى حائطي وأنزع هذه الثياب فأوجه بها إليك *. قال: كلا. أردت أن توجه إلي أربعة من عبيدك * فيحملوني إلى السلطان * فيحبسني ويمزق جلدي * ويطرح في رجلي القيد. قلت: كلا. أحلف لك إيمانا أني أوافي لك بما وعدتك ولا أسوؤك. قال: كلا. روينا عن مالك أنه قال: "لأ تلتزم الايمان التي يحلف بها اللصوص ". قلت: فأحلف أني لا أحتال في أيماني هذه. قال: هذه يمين مركبه علي اللصوص . قلت: فدع المناظرة بيننا * فو الله لأوجهن لك هذه الثياب طيبة بها نفسي. فأطرق * ثم رفع رأسه وقال: تدري فيم فكرت؟ قلت: لا. قال: تصفحت أمر اللصوص من عهد رسول الله صلى الله عليه ووسلم آلي وقتنا هذا * فلما أجد لصا أخذ نسيئة * وأكره أن أبتدع في الإسلام يكون علي وزرها ووزر من عمل بها بعدي إلى يوم القيامة. اخلع ثيابك. قال: فخلعتها ودفعتها إليه * فأخذها وانصرف. · حدث رجل من الدقاقين قال: أورد علي رجل غريب سفتجة بأجل * فكان يتردد علي الى أن حلت السفتجة * ثم قال لي: أدعها عندك آخذها متفرقة. فكان يجيء كل يوم فيأخذ بقدر نفقته * * إلى أن نفدت. فصارت بيننا معرفة * وألف الجلوس عندي * وكان يراني أخرج من صندوق لي فأعطيه منه *. فقال لي يوما: إن قفل الرجل صاحبه في سفره * وأمينه في حضره * وخليفته على حفظ ماله * والذي ينفي الظنة على أهله وعياله. وان لم يكن وثيقا تطرقت الحيل إليه * وأرى قفلك هذا وثيقا * فقل لي: ممن ابتعته لأبتاع مثله لنفسي؟ قلت: من فلان ألأقفالي. قال: فما شعلات يوما وقد جئت إلى دكاني * فطلبت صندوقي لأخرج منه شيئا من الدراهم فحمل إلي ففتحته * * وإذا ليس فيه شيء من الدراهم * فقلت لغلامي وكان غير متهم عندي: هل انكسر من الدراب شيء؟ قال: لا. قلت: ففتش هل ترى في الدكان نقبا؟ ففتش * فقال: لا. فقلت: فمن السقف حيلة؟ قال: لا. قلت: فاعلم أن دراهمي قد ذهبت. فقلق الغلام * فسكته وأقمت من يومي لا أدري أي شيء أعمل * وتأخر الرجل عني فاتهمته *. وتذكرت مسألته لي عن القفل فقلت للغلام *: أخبرني كيف تفتح دكاني وتقفله؟ قال: أحمل الدراب من المسجد دفعتين ثلاثة ثلاثة * فأقفلها ثم هكذا أفتحها. قلت: فعلى من تخلي الدكان إذا حملت الدراب؟ قال: خاليا. قلت: من هنا دهيت. فذهبت إلى الصانع الذي ابتعت منه القفل فقلت له: جاءك إنسان منذ أيام اشترى منك مثل هذا القفل؟ قال: نعم * رجل من صفته كيت و كيت. فأعطاني صفة صاحبي * فعلمت أنه احتال على الغلام وقت المساء لما انصرفت أنا وبقي الغلام يحمل الدراب * فدخل هو إلى الدكان فاختبأ فيه ومعه مفتاح القفل الذي اشتراه يقع على قفلي * وأنه أخذ الدراهم وجلس طوال الليل خلف الدراب * فلما جاء الغلام ففتح درابين وحملها ليرفعها * خرج وأنه ما فعل ذلك إلا وقد خرج من بغداد. قال: فخرجت ومعي قفلي ومفتاحه * فقلت: أبتدئ بطلب الرجل بواسطة * فلما صعدت من السميرية طلبت خانا أنزله * فصعدت فإذا بقفل مثل قفلي سواء على بيت فقلت لقيم الخان *: هذا البيت من ينزله؟ قال: رجل قدم من البصرة أمس. قلت: ما صفته؟ فوصف صفة صاحبي * فلم أشك أنه هو وأن الدراهم في بيته. فاكتريت بيتا إلى جانبه ورصدت حتى انصرف قيم الخان ففتحت القفل * * ودخلت * فوجدت كيسي بعينه فأخذته وخرجت * * وأقفلت الباب ونزلت في الوقت * وانحدرت إلى البصرة * وما أقمت بواسط إلا ساعتين من النهار * ورجعت إلى منزلي بمالي بعينه. · روى ابن الدنانير النمار قال: حدثني غلام قال لي: كنت ناقدا بالأبلة لرجل تاجر * فاقتضيت له من البصرة نحو خمسمائة دينار وورقا ولففتها في فوطة * وأمسيت على المسير إلى الابلة * فما زلت أطلب ملاحا فلا أجد * إلى أن رأيت ملاحا مجتازا في خيطية خفيفة فارغة فسألته أن يجملني * * فخفف علي بالأجرة وقال: أنا أرجع إلى منزلي بالابلة * فانزل. فنزلت * وجعلت الفوطة بين يدي وسرنا * فإذا رجل ضرير على الشط يقرأ أحسن قراءة تكون * فلما رآه الملاح كبر فصاح هو بالملاح *: * احملني فقد جنني الليل وأخاف على نفسي. فشتمه الملاح * فقلت له احمله. فدخل إلى الشط فحمله فرجع إلى قراءته * * فخلب عقلي بطيبها * فلما قربنا من الابلة قطع القراءة * وقام ليخرج في بعض المشارع بالأبلة فلم أر الفوطة * * فاضطربت وصحت واستغاث الملاح * وقال: الساعة تنقلب الخيطية. و خاطبني خطاب من لا يعلم حالي فقلت *: * يا هذا كانت بين يدي فوطة فيها خمسمائة دينار! فلما سمع ذلك الملاح لطم وبكى وتعرى من ثيابه وقال: لم أدجل الشط ولا لي موضع أخبئ فيه شيئا فتتهمني بسرقة * ولي أطفال وأنا ضعيف * فالله الله في أمري. وفعل الضرير مثل ذلك * وفتشت الخيطية فلم أجد فيها شيئا * فرحمتهما وقلت: هذه محنة لا أدري كيف التخلص منها. * وخرجنا فعملت على الهرب * وأخذ كل واحد منا طريقا * وبت في بيت ولم أمض إلى صاحبي * فلما أصبحت عملت على الرجوع إلى البصرة لأستخفي بها أياما * ثم أخرج إلى بلد شاسع * فانحدرت وخرجت في مشرعة بالبصرة * وأنا أمشي وأتعثر وأبكي قلقا على فراق * أهلي وولدي وذهاب معيشي وجاهي. فاعترضني رجل فقال *: ما لك؟ فأخبرته. فقال: أنا أرد عليك مالك. فقلت: يا هذا * أنا في شغل عن نزك بي. قال: ما أقول إلا حقا. امض إلى السجن ببني نمير * واشتر معك خبزا كثيرا وشواء جيدا وحلوا * وسل السجان أن يوصلك إلى رجل محبوس هناك يقال له: "أبو بكر النقاش". قل له: أنا زائره * فانك لا تمنع * فان منعت فهب للسجان شيئا يسيرا يدخلك إليه * فإذا رأيته فسلم عليه ولا تخاطبه حتى تجعل بين يديه ما معك * فلا أكل وغسل يديه * فانه يسألك عن حاجتك فأخبره خبرك * * فانه سيدلك على من أخذ مالك و يرتجعه لك. ففعلت ذلك ووصلت آلى الرجل * فإذا شيخ مكبل بالحديد * فسلمت وطرحت ما معي بين يديه فدعا رفقاء له * * * فأكلوا فلما غسل يديه قال: ما أنت وما حاجتك؟ فشرحت له قصتي. فقال: امض الساعة إلى بني هلال * فادخل الدرب الفلاني حتى تنتهي إلى آخره * فانك تشاهد بابا شعثا * فافتحه وادخله بلا استئذان * فتجد دهليزا طويلا يؤدي إلى بابين * فادخل الأيمن منها فسيدخلك إلى دار فيها بيت فيه أوتاد * وعلى كل وتد واتزر بالمئزر واتشح بالإزار واجلس * فسيجيء قوم يفعلون كما فعلت * ثم يأتون بطعام فكل معهم * وتعمد موافقتهم في سائر أفعالهم * فإذا أوتي النبيذ فاشرب * وخذ قدحا كبيرا وأملأه وقم قائما وقل: هذا ساري لخالي أبي بكر النقاش * فسيفرحون * ويقولون: أهو خالك؟ فقل: نعم * فسيقومون ويشربون لي * فإذا جلسوا فقل لهم: خالي يقرأ عليكم السلام ويقول: "يا فتيان * بحياتي ردوا على ابن أختي المئزر الذي أخذتموه بالمس في السفينة بنهر الابلة" * فإنهم يردونه عليك. فخرجت من عنده ففعلت ما أمر * فردت الفوطة بعينها وما حل شدها * فلما حصلت لي قلت: يا فتيان هذا الذي فعلتموه معي هو قضاء لحق خالي * ولي أنا حاجة تخصني. قالوا: مقضية. قلت: عرفوني ميف أخذتم الفوطة؟ * فامتنعوا ساعة فأقسمت عليهم بحياة أبي بكر النقاش * فقال لي واحد منهم: أتعرفني؟ فتأملته جيدا فإذا هو الضرير الذي كان يقرأ * وإنما كان متعاميا. وأومأ إلى آخر فقال: أتعرف هذا؟ فتأملته فإذا هو الملاح فقلت *: كيف فعلتما؟ فقال الملاح: أنا أدور المشارع في أول أوقات المساء * وقد سبقت بهذا المتعامي * فأجلسته حيث حيث رأيت * فإذا رأيت من معه شيء له قدر ناديته * و أرخصت له الأجرة وحملته * فإذا بلغت إلى القاري وصاح بي شتمته حتى لا يشك الراكب في براءة الساحة * فان حملت الراكب فذاك وإلا رققته عليه حتى يحمله * فإذا حمله وجلس يقرأ ذهل الرجل كما ذهلت * فإذا بلغنا الموضع الفلاني * فان فيه رجلا متوقعا لنا يسبح حتى يلاصق السفينة * وعلى رأسه قوصرة * فلا يفطن الراكب به * فيسلب هذا المتعامي الشيء بخفية * فيلقيه إلى الرجل الذي عليه القوصرة * فيأخذه ويسبح إلى الشط * وإذا أراد الراكب الصعود وافتقد ما معه عملنا كما رأيت فلا يتهمنا ونفترق * * فإذا كان منغد اجتمعنا واقتسمناه * فلما جئت برسالة أستاذنا خالك سلمنا إليك الفوطة. قال: فأخذتها ورجعت.
Hpgn hgp;hdhj ghfk hg[,.d (td `;v pdg hggw,w ,Hofhv uk `;hzil Hpl] ]og |
|
Bookmarks |
الكلمات الدلالية (Tags) |
(في , لابن , أحمد , اللصوص , الجوزي , الحكايات , ذكائهم , ذكر , دخل , عن , وأخبار |
Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests) | |
خيارات الموضوع | |
| |