الوطـنية ..

.. , الوطـنية

الوطـنية ..

كل واحد منا يحب وطنه , هذا الشعور لا مفر منه فهو طبيعي مثل حب الإبن لأمه .
لكنه يبقى شعورا نسبيا تتحكم بشساعته أو ضيقه طبيعة الحياة التي يعيشها الإنسان في وطنه , و التي إذا بلغت حدا معينا من التعاسة و البؤس فإنها تقتص من هذا الإحساس بالوطنية , فيصير المرء لاهثا وراء أول فرصة ترمي به خارج حدود وطنه بحثا عن حياة أفضل في مكان آخر .
ولهذا فإننا كثيرا ما نسمع عن " هجرة الأدمغة " و هجرة الأيدي العاملة , و قد يبلغ يأس المرء الحد الذي يجعله يخاطر بحياته في قوارب الموت ليهاجر إلى الطرف الآخر من العالم بطريقة غير شرعية , فقط حتى يتخلص من البؤس الذي يعيشه في وطنه , و ربما حتى يتخلص من وطنه !

فهل تظن معي أن الوطنية منوطة بما يقدمه الوطن لأبنائه ؟
و هل ستبقى تحب وطنك إن كنت في ربوعه فقيرا بائسا , أو محروما من فرص الرخاء التي ينعم بها أمثالك ؟
و فرضا عثرت على فرصتك في بلد آخر و عشت فيه الحياة التي تريدها , فهل سيصير لهذا المكان الغريب حظوة الوطن في قلبك ؟ و هل ستؤثره على وطنك الأصلي ؟

بلادي وان جارت علي عزيزة واهلي وان بخلوا كرام ، موضوع في غاية الأهمية ومن لا يحب وطنه ولا يحميه ويحافظ عليه فلا يستحق ان يعيش فيه ولكن الكارثة ان هناك ناس لا يحبوا اوطانهم بل خانوها وعملوا جواسيس ضدها واولئك هم اسوى الناس.
سألوا هتلر من اسوى الناس في نظرك ؟ فاجاب هتلر : أولئك الذين ساعدوني على أحتلال اوطانهم ، وكما قال الثائر ولك الله يا وطن.

يعطيك العافيه ع الموضوع

الوطنية تعني امتزاج الانسان بالارض التي يعيش عليها حتى يجري حبها منه مجرى الدم من الجسد.

وقد يضطر الى الهجرة منها لطلب الرزق او العلم او الامن اوالاستقرار اوالرفاهية او العلاج او الحرية الفكرية اوالسياسية او الدينية ومع هذا او ذاك يضل حبها في قلبه .

يقول الشاعر

كم منزل في الارض يألفه الفتى وحنينه دائم لأول منزل

ولكن اسوى الاوطان مايهاجر منه اهله بحثآ عن الماء

اما ماعدى ذالك فيناضل من اجل تحقيقه وسياتي