التفكير بين ماينقصنا وما نمتلكه !

ماينقصنا , التفكير , بين , ولا , نمتلكه

التفكير بين ماينقصنا وما نمتلكه !

في معركتنا مع الحياة التي نخوضها مُذ لفظنا رحم الأمومة وحتى تقذف بنا تلك الحياة في جوف الأرض ، أحياء إلا منها ، أموات برفقتها عندما كُنّا على ظهر الأرض ...



في خضم تلك المعركة ؛ تمنحنا الحياة القليل ، وتسلبنا الكثير ، ودائماً ما يتم إهدار أوقاتاً في التفكير بالأشياء التي تَنَقُصْنا ؛ وما ليس لدينا كثير لا يُمكنْ إحصاءه في زمن العرض فيه يفوق الطلب ، وأصبح ما لايُمكن حيازته يُعرض للجميع ؛ سواء من يملك مالاً ، ومن ليس لديه ريالاً لشراء تلك التي تُروِّج لها شركاتها المُنِتجة ، و رُبّما نراهُ بين أيدي الآخرين ، لذا ما علينا سوى غضّ الطرف عمّا يمتلكه الغير ...



قليلون ؛ من يُفكّرون في ما يمتلكونه ، إن التفكير في ما بحوزتنا ؛ يجعل القناعة والرضى بالموجود ديدناً يتم العزف عليه ؛ لسماع سيمفونية السعادة التي قلّما يستمعون لها بإنصات ، ويرتشفون نغماتها بإنسجام يتوافق مع واقعيتهم الخالية من العيش في بحور الخيال ؛ تلك التي يلجأ لها من لايستطيع تحقيق طموحه وأحلامه بالواقع ، وكذلك من لايقدر على إمتلاك ما لا يقدر على حيازته بواقعه المُعاش ...



بين ما ينقُصْنا ، وما بين أيدينا ، يوجد التفكير ؛ تفكير إيجابي يجلب معه القناعة والسعادة ، وتفكير سلبي يأخذنا إلى حياة ملؤها التعبْ ، وربما الإنحراف إلى دروب أكثر سلبية ، لانجد فيها سوى التيه والهلاك . ذلك التفكير مكانه العقل ؛ ففيه يتم بذر الأفكار ، ومنه يتم إنتاجها وتصديرها ، ما علينا سوى القيام بدور الرقيب لحقول العقل التي يتم فيها زراعة الأفكار ، فما نزرعه سوف نحصده ؛ إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر ...



في لحظات خاطفة ننسى أمر تلك الأفكار التي بذرناها في مواقف سلبية ، ففي حال نموّها وترعرعها في غفلة منا ، علينا أن لانتعاهدها بالري ، وتغذيتها بالأسمدة الفتّاكة ، كي لا تستحيل إلى نباتات يجب حصادها ، وتكون النتيجة خسارة فادحة ؛ إن لم تشمل غيرنا ، تجرّعنا ثمن قطاف ثمارها وحدنا دون دراية أحداً سوانا ...



مراقبتنا لأفكارنا ؛ تجعلنا قادرين على عدم إستحالة الفكرة إلى عمل ، وعدم تحوّل العمل إلى عادة نعتادها بإستمرار ويصعب الفكاك منها ، وإلى الحؤول دون تمكُّنّ تلك العادة منّا , كي لاتغدو طبْعاً نتطبّع به ، وكذلك نمنع الغير من إطلاق تصريحاته الناريّة علينا المتمثلة بأحكامه المصيرية الجائرة في وصمنا بطباع تجعل الكثير يتفادوننا خشية إصطدامهم بتلك الطباع التي كانت في البدء فكرة لم ننتبه لها ومنعها من النشوء والتطور والإرتقاء وفقاً لنظرية دارون ...



3/2/2013م

سعدت جدا بما قرأت ,, يبث روح الحياة والتفائل ,,

بمعنى أن التفكير السلبي يجني ثمار مخيبة للامال

اخي شكرا لك .. تحياتي هبوب المشرقي.

من الصعب الكتابة في مواضيع تخص فكر وسلوك الانسان الطبيعية منها والمكتسبة ، الّا انني قرأت في جنبات مقالك هذا ما يستحق الوقوف عليه والتكرار له مرارا ، بالاضافة الى ذلك الوقوف والتكرار حق لنا الفخر فيك بيننا وحق لحريب بيحان الاحتفال بكل حرف كتبته ، فشكرا لك.


اعجبني الجزء الاخير من مقالك فقد جمعت فيه من المفردات والمصطلحات ما يضمن لك ضبط القارئ لافكاره منذو اللحظة.

شكرا نايف مناع,,,

هبوب المشرقي


يقولون : إن أصل كل الشرور ، هو الجهل ...


والأفكار السلبية ، ناتجة عن الجهل ، ومتى أستحالت تلك الأفكار السلبية إلى حيّز التنفيذ ، أي تحوّلت إلى فعل وعمل مُشين ، فإنها ليست سوى شرّ ، بل شرور وقى الله المجتمع منها ...



الغيثي



لا تعقيب على إضافتك التي تُبهج النفس ، وتبعث على الإعتزاز بشهادة كاتب كبير مثلك يحوز مَلْكَة الإبداع والتميز في مجالات شتّى ...


مرحباً بكما ، وشكراً لتكلّفكم عناء قراءة كلمات لاترقى أبداً لما نقرأه لكم ...


عظيم ودي

يعجز اللسان وتخجل الاقلام عن مدى وصف كل ابداعاتك اخي نايف ، أتمنى ان تطل على المنتدى ولو في ألاسبوع مرة واحدة حتى نروى من رحيق كلماتك العذبة .

ابن الجنوب


مرحباً بشخصك النبيل الوفي للجنوب أرضاً وشعباً ، ومرحباً بحرفك البهي الذي أوسعتني به ضرباً وأبرحتني به خجلاً مشوباً بغرور ...


شكراً لك بحجم السماء ...


عظيم ودي