منتدى الآصالةوالتاريخ حريب بيحان
ينتهي : 30-04-2025
عدد مرات النقر : 1,279
عدد  مرات الظهور : 29,191,388

عدد مرات النقر : 4,124
عدد  مرات الظهور : 73,211,745
عدد  مرات الظهور : 68,927,714
قناة حريب بيحان " يوتيوب "
عدد مرات النقر : 2,305
عدد  مرات الظهور : 73,212,547مركز تحميل منتديات حريب بيحان
ينتهي : 19-12-2025
عدد مرات النقر : 3,945
عدد  مرات الظهور : 69,428,474
آخر 10 مشاركات
تحدي المليوووون رد ،، (الكاتـب : - المشاركات : 2050 - المشاهدات : 123410 - الوقت: 07:27 PM - التاريخ: 04-25-2024)           »          صـبـــاحكم سكــر // مســـاؤكم ورد معطر (الكاتـب : - المشاركات : 2386 - المشاهدات : 169408 - الوقت: 06:40 AM - التاريخ: 04-24-2024)           »          تعزية للاخ يمني بوفاة اخيه (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 6 - المشاهدات : 104 - الوقت: 09:46 PM - التاريخ: 04-22-2024)           »          قراءة في سورة البقرة (الكاتـب : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 67 - الوقت: 05:34 AM - التاريخ: 04-20-2024)           »          الاذكار اليوميه في الصباح والمساء (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 542 - المشاهدات : 33667 - الوقت: 08:30 PM - التاريخ: 04-19-2024)           »          عيدكم مبارك ،، (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1 - المشاهدات : 81 - الوقت: 08:45 AM - التاريخ: 04-10-2024)           »          ماذا ستكتب على جدران (منتديات حريب بيحان) (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3179 - المشاهدات : 233322 - الوقت: 05:26 PM - التاريخ: 04-08-2024)           »          ورد يومي صفحه من القرآن الكريم (الكاتـب : - المشاركات : 93 - المشاهدات : 970 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-23-2024)           »          شهرمبارك كل عام وأنتم بخير (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3 - المشاهدات : 76 - الوقت: 04:06 AM - التاريخ: 03-18-2024)           »          تدمير دبابة ميركافا الإسرائيلية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 138 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-17-2024)


الإهداءات



أخبار اليمن السعيد دمت للتاريخ محراباً مهاباً .. أخبار اليمن السعيد


تحذير من اكل الخضار القادمة من صنعاء

دمت للتاريخ محراباً مهاباً .. أخبار اليمن السعيد


تحذير من اكل الخضار القادمة من صنعاء

تحقيق : سكان صنعاء يأكلون من مخلفات المجاري بيسقوا الثومة.. بيسقوا القشمي.. بيسقوا البيعة.. بيسقوا النعنع.. الجزر.. البصل... كله.. كله". هكذا بدأت سيدة، في عقدها السابع،

الرد على الموضوع
 
LinkBack خيارات الموضوع
قديم 03-12-2013, 09:36 PM   #1


الصورة الشخصية لـ ابن الجنوب
ابن الجنوب غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 786
 تاريخ التسجيل :  Jul 2012
 أخر زيارة : 11-01-2022 (11:23 PM)
 المشاركات : 4,191 [ + ]
 تقييم العضوية :  20
 مشاهدة أوسمتي
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي تحذير من اكل الخضار القادمة من صنعاء




تحقيق : سكان صنعاء يأكلون من مخلفات المجاري


تحذير الخضار القادمة صنعاء tzN13338.jpg

بيسقوا الثومة.. بيسقوا القشمي.. بيسقوا البيعة.. بيسقوا النعنع.. الجزر.. البصل... كله.. كله". هكذا بدأت سيدة، في عقدها السابع، الحديث معي عما يتم زراعته في منطقة "الرحبة"، شمال العاصمة صنعاء، ويجري ريها بمياه المجاري. قالت إن المجاري "أمرضت الناس، محقت كل شي". ورفضت هذه المرأة، التي تبدو كما لو أنها تعاني من أمراض، الإدلاء باسمها، أو حتى باسم أحد أبنائها لنكنيها به، بحجة "لا يزعلوا جهالي".
التقيت هذه السيدة، الطاعنة في التصلب، في وادي "بيت الحللي"، أولى المناطق التي تصلها مياه المجاري القادمة من العاصمة.
كانت تتحدث إليّ وتلاحق خرافها خشية أن يهجمن على مزرعة مجاورة، وكنت أتبعها من جانب إلى آخر. اشتدت حركة الخراف كردٍّ قاسٍ على أمنيات السيدة التي قد تحرم الخراف هذه الخضرة الدائمة لو أنها تحققت. لكن السيدة تعرف أن عائقا يقف دون ذلك: "لا ينزعوها لا تنتزع ارواحهم.. لا يقاتلوا عليها". ولم تنس أن تنبهني إلى أن المزارعين هنا لن يخبروني الحقيقة، "ما بلا يخفوا عليك لأنهم مستفيدين".
كنت قد سألت سائق الباص الذي أقلنا من "فرزة الحصبة" باتجاه "الرحبة" عن مكان المجاري، وما إذا كانت تستخدم في ري المحاصيل الزراعية. كان رده غريبا ومفاجئا.
قال محمد سعد الحاشدي: "ما تشتوا من المجاري؟! خلونا في حالنا. المجاري بيترزقوا منها ناس خيرات، بايقاتلوا عليها". اندهشت، وضحك الركاب بجانبي، لا لما قاله، فهم يعرفون هذا كونهم من أبناء المنطقة؛ لكن لإدراكهم وقع ما قاله الحاشدي، وإن لم يبدُ ذلك ظاهرا عليّ. التفت إليّ الجالس يميني مردفاً ضحكته بتأكيد ما قاله السائق. أكد الرجل أني سأصل إلى هناك، وسأسمع ما قاله سائق الباص من المزارعين أنفسهم.
عرفت كم أن السائق كان محقاً، وأنا - أحاول إقناع محمد قحيم بأنني هنا (في "الرحبة") لأنقل آراء الناس فقط، وأنني لا أملك قرارا ببقاء المجاري من عدمه.
كانت مزرعة قحيم، المزروعة بالـ "بيعة"، مغمورة بمياه مشوبة بالسواد. وحين سألت قحيم عما إذا كانوا يستخدمون مياه الصرف الصحي في الري؛ رد بامتعاض متثاقل: "هو ذا بنسقي من بير"، وأشار إلى ماسورة بلاستيكية تصب ماء لا يحتفظ بصفائه النسبي بفعل التربة المروية بمياه المجاري مرات سابقة. عرفت لاحقا، من مزارع آخر، أن مياه المجاري تفسد التربة، وأنه يتطلب، لإعادة تأهيلها للزراعة، ريها بمياه الآبار، الملوثة أيضا، لأنها تتغذى من مجرى الصرف الصحي.
وهنا لا تحتاج -حسب المزارعين- أن تحفر أكثر من ثلاثين مترا، حتى يكون لديك بئر جوار عشرات الآبار الملتفة حول المجرى ناشدة عطاءه. لكن المجرى لا يعطي هذه الآبار -رغم أن بعضها يقع على حافته- سوى قدر يحتفظ معه بأهميته الكبيرة. وأكد عدد من الأهالي أن أغلب الآبار تتوقف، بين وقت وآخر، ناشدة عطاء المجرى فتتجمع مياهه فيها. وطبقاً لعدد من المزارعين؛ فمياه الآبار لا تروي "ثلث ما تسقيه المجاري" بالكمية نفسها. وأكد محمد سعد ارتفاع كلفة الديزل بالنسبة لاستخدام مياه الآبار مقارنة بالكلفة المتدنية الخاصة بشفط مياه المجاري من المجرى الرئيسي مباشرة؛ إذ يستخدم المزارعون هنا الغاز في تشغيل المولدات الصغيرة التي تتولى سحب المجاري إلى مزارعهم.
مراراً؛ نفى محمد قحيم استخدامه للمجاري في ري مزرعته. حاولت تفهم إصراره الشديد على النفي؛ فسألته عما إذا كان المزارعون المجاورون له يستخدمون مياه المجاري في ري مزروعاتهم، وما إذا كان متضرراً من ذلك. رد قحيم بذات الامتعاض: "بيسقوا منها، وما به؟! الناس كلهم مستفيدين [من المجاري]، ولو ما هم مستفيدين ما با يخلوها على ما هي. امشي على الساقية با تشوف مواطير [مولدات ضخ المياه]".

مزارع خضروات مغمورة بمياه المجاري

تعيش العاصمة كارثة بيئة حقيقية. لا تتمثل الكارثة في عدم تصريف مخلفات المجاري، بل في استخدامها لري عدد من المزروعات التي تنقل إلى سكان العاصمة لأكلها. غير هذا؛ تعيش "الرحبة" وضعا كارثيا بسبب مياه المجاري، وهي كارثة تعيشها مديرية "بني الحارث"، ومناطق في "أرحب". وأكد مختص أن العاصمة تقف بالفعل على كارثة بيئية.
يضيق المجرى الرئيسي للمجاري ويتسع بين متر إلى مترين، على امتداد نحو خمسة كيلومترات تقريباً قطعتها مشيا في اليوم الأول من زيارتي للمنطقة. يبدأ المجرى من "بيت الحللي" القريبة من محطة المعالجة، ثم يمر بـ "بيت قحيم"، "بيت حنظل"، "بيت طاهر"، وإلى "بيت سنهوب"، ويمتد متجاوزا بقية مناطق مديرية "بني الحارث" إلى "أرحب" ذات الشلالات قاتمة الاغبرار وشديدة النتانة والتي شاهدناها في زيارتنا الثانية.
الرائحة، التي كادت تخنقني قبل أن أصل الوادي، صارت صداعا حادا وغصة في الحلق. أما الجيوب الأنفية فلم يعد لحاستها غير الالتهاب.
مشيت بمحاذاة المجرى المكشوف ورأيت الكثير من شبكات الري التي تصله بالمزارع البعيدة (يُشق للقريبة مجار فرعية في التربة). وقال عدد من المزارعين إن لكل منهم شبكته الخاصة، وما عليه لري مزرعته سوى إحضار "ماطوره" وأسطوانة غاز تمده بالطاقة.
تصل منتجات "بني الحارث"، من الفجل والثوم والطماط والبصل غيرها من الخضروات، إلى أسواق محافظات: صنعاء، إب، تعز، عدن، وغيرها؛ بحسب المزارعين.
الكثير من المزارع مغمورة بمياه المجاري القاتمة. بعضها متشققة بفعل الارتواء. كانت الطبقة السوداء المتشققة التي تغطي سطح التربة مخلفات صلبة لمجاري العاصمة.
لا تبارحك نتانة المجرى وهو يشق طريقه وسط المزارع، والأحياء السكنية التي لا يبعد عن بعض منازلها سوى أمتار قليلة.

واحد بياكل وواحد بينش

"أين التلقيحة حق الغنم ذي نزلت وأكلوها". صرخت بي فاطمة قحيم قبل أن أصل إليها. وحين أخبرتها أنني لا أعرف ما تتحدث عنه، وأنني أعد تحقيقاً صحفياً عن المجاري المستخدمة في الري، قالت سيدة قحيم، وكانت جوارها: "الناس كلهم أمراض. قد احنا كلنا نشتي نسافر الخارج. كل شي بيسقوه من المجاري، وحتى اللي يشتروه من السوق هو منه". أيدتها فاطمة، مضيفة إلى المخاطر التي تسببها الخضروات الملوثة معاناة جيران المستنقعات من تكاثر البعوض والذباب: "النامس ياكلنا، والذباب ما بنسترش الا واحد ياكل وواحد ينش".
كان البعوض شاهداً حاضراً على ما تقوله، حتى أن سيدة قحيم علقت متندرة موجهة حديثها إليّ: "قد النامس فوقك، قدك أنت تشتي تلقيح".
قال شاب، انضم إلينا، إن محطة معالجة المجاري لم تقم، منذ 8 أشهر، بأي حملة رش لمكافحة البعوض والذباب المتكاثر في المنطقة، لاسيما في أيام الصيف. وحين سألت مدير المحطة، في مقابلة لاحقة، عن الأمر، أجاب بأنه "حتى الطريقة التي كانت تستخدم في مكافحة الذباب والبعوض طريقة عقيمة". وأوضح أنه كان يتم مكافحة الذباب في أماكن تواجد البعوض، في حين أن "طريقة مكافحة الذباب تختلف عن طريقة مكافحة البعوض". ولأجل القضاء على البعوض لا بد من رش المستنقعات، "مش ترش في الهواء".
الدكتور عبد الله المهدي، مدير محطة معالجة مجاري صنعاء، قال لـ "الشارع" إنه رفع تقريرا إلى مؤسسة المياه والصرف الصحي متضمنا طلب مبلغ 51 مليونا ميزانية لمشروع خاص بمكافحة الذباب والبعوض في المحطة، وفي المناطق التي تصلها مياه المجاري؛ غير أن هذا المبلغ لم يصرف حتى اليوم.
زودني المهدي ببعض الصور التي التقطها في زيارة سابقة له إلى مديرية "أرحب". بين الصور ثمة صورة طفلة تظهر عليها آثار لسع البعوض، وهي آثار "غير طبيعية"، حد وصفه. أبدى المهدي تخوفه من أن تكون الحالة المرضية التي يسببها البعوض هناك "حالة مرضية جديدة"؛ إذ إنها "ليست ملاريا ولا حمى الضنك.. نخاف أن تكون حالة ثالثة"!

مجاري أهل صنعاء نردها لهم

"الناس متضررين"؛ قال رياض حنظل، وهو شاب يبدو في نهاية العشرينيات من عمره. سألته عما إذا كان يملك مزرعة، فرد بالإيجاب، "واسقيها من المجاري؛ لكن لو ما فيش مجاري ان احنا متوظفين، وان احنا ذلحين دكاترة".
انضم إلينا عصام قحيم، واستدرك إقراره بالاستفادة من مياه المجاري: "لكن بتمرضنا.. حق المويه في المويه"، في إشارة إلى أن ما يحصلون عليه من بيع المحاصيل الزراعية يذهب في العلاج.
وجوه متعبة وملامح يعلوها سخط صامت؛ إذ إن رفضهم لمياه المجاري تم ترويضه بما يزيد على 12 عاما من بدء تدفق هذه المجاري على المنطقة.
القاسم المشترك بين المزارعين هنا هو الشعور بالانتقاص تجاه ما يقومون به. العبارة نفسها، أو ما يضاهيها، يرددها الكثير منهم كرد للاعتبار، ومحاولة إخفاء بشاعة ما يقومون به وراء استدعائهم للفكاهة، متوهمين أنهم قد نجحوا في إغوائك. كان الكثير منهم يردد: "أهل صنعاء بيشخوا لفوقنا، وإحنا بنردها لهم يأكلوها من القافهم"، "المجاري حق أهل صنعاء بنردها لهم".
حمود رمضان ومحمد الحباري، وغيرهما ممن لا يملكون مزارع، كانوا أكثر من شكا أضرار المجاري؛ إذ ليس لهم منها غير الرائحة والبعوض والذباب.

باتشوفوا كثير هنا في المزارع بايكلموكم وصوروهم
رافقني محمد الحباري إلى منطقة "بيت سنهوب"، وفي طريقنا إليها عبرنا "حي الوحدة" ذا الأغلبية السكانية التي لا تملك مزارع. طبقاً لرواية الحباري؛ فهذا الحي كان تابعاً لمعسكر سابق، وأغلب قاطنيه جنود.
كان الماء يتسرب في طرقه الترابية من تشققات شبكة الري الممتدة من المجرى إلى الجانب الآخر من الحي. هذا "يطلع الريحة ويجمع النامس والذباب، وعاد أيامة الحمى يكون الذباب الواحد آهه" (جمع الحباري أصابع يده اليمنى بهدف إيضاح، حجم الذباب الذي يتحدث عنه، بنوع من المبالغة).
أدرك الحباري تقززي من الرائحة، ومعاناتي ضيق التنفس، فواساني: "على الله لو قد روحت وعادك بخير. احنا قد عندنا مناعة من الريحة والشم هذا".
لم يغفل الحباري أن يشكو الكهرباء، ملحا على نقل شكواه، وإن لم تكن موضوعنا. برر ذلك: "ما بش لمن نشتكي، ولا احد بيسمعنا".
أشار إلى عداد كهربائي ثُبت على واجهة أحد المنازل، وقطعة السلك التي تصله بالشبكة الداخلية للمنزل: "بياخذوا قيمتها ألفين ريال، وهي ما تتجاوز مترين! وياخذوا حق التركيب ألفين ريال، ويطلبوا حتى قيمة المسامير!". شكا أيضا شبكة الكهرباء العشوائية، والحاملات الحديدية للأسلاك، التي قال إن أخشابا وصلت لاستبدالها؛ غير أنه لم يتم تركيبها.
التقينا يحيى سنهوب في مزرعته. هو لم يكمل دراسة المرحلة الأساسية؛ "قلت اتزيرع، عاتوكلني عيش.. لو انه قلت اقرأ ما احد با يوظفني". لكنه يقر بأن "المجاري بلاء.. المجاري تُعيبة، وما فيها بركة".
أما علي محمد سنهوب فقد أكد أنه يواصل دراسته مع اشتغاله بالزراعة. يدرك علي الضرر الصحي الكبير الذي يسببه استخدام مياه المجاري في ري الخضروات: "فيها مضرة كبيرة، وخاصة في الثوم، تكون الثمرة في التربة وهي مسقاية من المجاري". غير أن "علي" كان، وهو يحدثني بهذا الحس العالي في إدراك الخطر، يستخدم مياه المجاري في ري مزرعة أسرته! أشرت إلى الأمر؛ فأورد تبريره: "بنسقي قضب للماشية، وقد قلعنا الذرة. لما يجي موسمها بعد حوالي شهر". وتجدر بي الإشارة هنا إلى أني سمعت هذا التبرير من كثيرين. علي رفض تصويره؛ لكنه طمأننا: "باتشوفوا كثير هنا في المزارع با يكلموكم، وصوروهم".
كانت الواحدة بعد ظهر الثلاثاء 15 يناير الماضي، وكنت قد شعرت بالتعب من السير، الذي بدأته في المنطقة في الثامنة صباحاً. قررت التوقف عن العمل ذلك اليوم، والعودة إلى العاصمة، فأصر يحيى سنهوب على إيصالي حتى خط الباصات المتجهة نحو المدينة. عاد محمد الحباري راجلا من حيث بدأ مرافقتي، رافضا صعوده إلى جانبي على الدراجة النارية الخاصة بيحيى سنهوب.

على شلال المجاري
لم أكن أتصور أن يعيش أناس في منطقة موبوءة كهذه، وما كنت لأتخيلها بهذا القدر
من الفداحة.
أخبرت الزميل نائف حسان، رئيس التحرير، فكان ما أذهلني في اليوم الأول كفيلا بإثارة اهتمامه، وكان من حماسه أن اتجهنا سوياً، في 19 يناير الماضي، لتنفيذ الزيارة الثانية للمنطقة.
كنت منتشيا بحماس رئيس التحرير. وكنت مطمئنا أني لن أتعب، هذه المرة، في السير على قدمي.
وصلنا المنطقة وكان ما رآه أفظع مما سمع؛ إذ لا يغني السمع عن الرؤية، خاصة في الكارثة التي تتهدد بها مجاري العاصمة أهالي "بني الحارث" ومستهلكي منتجاتهم الزراعية.
التقينا علي محمد رسام، وإبراهيم القطيش، ومجموعة من الأهالي، عند نقطة اتسع فيها المجرى، فكان مجمعا لـ "مواطير" هادرة تتقيأ مياه المجاري عبر شبكات الري إلى مزارعهم.
الرائحة الطافحة، وضيق التنفس، ومحاولتك إخفاء تقززك احتراما لمشاعر الناس... كيف لا تكتئب بكل هذا؟! كيف لإنسان أن يعيش في هذا الطقس الدائم؟!
علي رسام جاء لتفقد "ماطوره". وشأن كثيرين، لجأ رسام إلى مبرر البرسيم: "بالنسبة لي أسقي قضب فقط". وعندما سألناه عن بقية المزارعين، قال: "كل واحد هو وضميره".
خلافاً لرسام؛ أكد إبراهيم القطيش الأمر: "بيسقوا كل شي من مياه المجاري، ويسوقوه صنعا". تحدث إبراهيم عن استخدام الأهالي للمجاري في ري الخضروات في مزارعهم، ونقلها إلى صنعاء، حيث يجري بيعها. قال إبراهيم إنه لا يتناول الفجل؛ كونه أكثر المحاصيل تلوثا بالمجاري. واستدرك الرجل: "عاد لو تربا (ترى) القشمي.. أنا قد حلفت ما أزيد أذوقه أبدا".
يعيش إبراهيم جوار "حي شركة مارب"، وقال إن في هذا الحي مزرعة "القشمي" و"البيعة" يسقيها مالكها بمياه الآبار، لهذا يقصدها الأهالي. وأشار إبراهيم إلى أن صاحب هذه المزرعة لجأ، في إحدى المرات، إلى سقي مزرعته بمياه المجاري "فقاموا عليه الناس كلهم".
ويؤكد إبراهيم وجود حالات مرضية عدة في المنطقة يتم الاتجاه بها إلى تلقي العلاج في مصر: "بيسوقوهم مصر".
لم نستطع أن نتوصل لحصر الحالات المرضية بسبب عدم تواجد مشفى في المنطقة؛ غير أن الكثير يتحدثون عنها، مضيفين أن معظم الحالات المرضية تذهب إلى الخارج للعلاج، حتى من يشكون المرض بسبب المجاري يحدثونك عن نيتهم السفر إلى الخارج للعلاج.
البعوض كابوس شكاه الجميع. تتصدر أماكن تكاثره، بالنسبة لـ "بيت حنظل"، "بحيرة تتجمع فيها كل البلاوي"، حسب رسام. تقدمنا شمالا لمشاهدتها وكان يمكن لأكثر من "بلاوي" أن تكون في هذا المستنقع شديد النتانة.
كانت المواطير الملتفة على حوافه، مكبلة إلى أسطوانات الغاز بسلاسل، وبدت كما لو أنها تصرخ مُنددة بإجبارها على اغتصاص تلك القاذورات.
أخذ الزميل نائف حسان يشكو صداعا، وهو ما كنت أشكوه للمرة الثانية خلال زيارتي للمنطقة.
ذهبنا باتجاه "أرحب"، وعلى امتداد الطريق كانت شبكات الري تصل مجرى الصرف بالمزارع يمينا وشمالا. حتى منطقة "سلمان"، خلف معسكر الصمع.
وقبل أن نصل المنطقة ترجلنا جوار المعسكر لمعاينة "شلالات المجاري" المتدفقة إليها.
كانت المجاري تتجمع في مضيق جبلين بعد سقوطها من ارتفاع في سد انزلق فيه أحد المارة ولقي حتفه، حسب إبراهيم الطحطاح. أخذت المجاري تتدفق، وتفيض منها رائحة نتنة، باتجاه "وادي سلمان"، لتروي الكثير من مزارع القات هناك. وأكد شخصان رافقانا في زيارة شلال المجاري أن كثيرا من أهالي "أرحب" يستخدمون مياه المجاري في ري القات.
الطحطاح، وهو أحد أفراد معسكر الصمع، قال إن مياه الشرب تأتي من منطقة بعيدة؛ كون الآبار القريبة، والتي كانت إحداها تطل على سد المستنقعات، كلها ملوثة، حتى أن "شمها مجاري".
عدنا بعد يوم من اختبار قدرتنا على التحمل في سبيل الكشف عن مخاطر تتهدد أهالي مديريتي "بني الحارث" و"أرحب" وكل مستهلكي منتجاتهم الزراعية، علنا نسهم من خلال إثارة هذه القضية في دفع الحكومة إلى معالجة الكارثة بشكل عاجل.
لا يكفي ما يعانيه المواطن اليمني من سوء التغذية ليضاف إليه تسميم ما يمكنه الحصول عليه من الأغذية الأساسية.
ولا يكفي اليمني عوزه، الذي يمنعه عقاقير الصداع، لتصدر إليه مختلف الأمراض في الفجل والثوم والطماط، وغيرها من الخضروات، المروية بالمجاري غير المعالجة.
متى يغدو المواطن محور اهتمام الحكومة؟ بل متى تهتم الحكومة لضرورات بقائه، حتى حين لا يكلفها ذلك أكثر من 62 مليون ريال؟!!
تحتوي مجاري العاصمة على المخلفات الصناعية التي تفرزها المصانع والمستشفيات من مواد مستخدمة في الصبغات والتلوين، وكذا في تحميض أشعة الكشف الطبي وغيره، وهي "مواد مسرطنة"، بحسب أخصائي التلوث، الدكتور عبد الله المهدي.
المصانع والمستشفيات ومحلات التشحيم والتزييت ومغاسل السيارات والمسالخ... تتخلص من مخلفاتها عبر قنوات الصرف الصحي. على أن المعمول به عالميا هو إلزام مثل هذه الجهات بعمل وحدات خاصة بكل منها لمعالجة مخلفاتها.
(عن صحيفة "الشارع")
..............................................
في انتظار الفحوصات

بدأت "الشارع" العمل في هذه القضية منذ منتصف الشهر الماضي. اقتضى الأمر من الزميل محمد مسعد زيارة المنطقة، ومحطة معالجة المجاري، أكثر من مرة. وبسبب خطورة القضية؛ طلبت الصحيفة، رسمياً، من إدارة المختبر المركزي تكليف فريق متخصص للنزول إلى المنطقة لإجراء فحوصات مخبرية للتربة، ومياه المجاري، وللآبار. تفاعلت إدارة المختبر، مشكورة، مع الأمر، وتوجه مختص منها (الدكتور ناظم العريقي) إلى المنطقة حيث أخذ عينات من مياه المجاري لفحصها بكتيرياً، فيما تكفلت، مشكورة، إدارة محطة معالجات المجاري، بإجراء أنواع مختلفة من الفحوصات.
وفي سبيل استكمال هذا الجزء من التحقيق؛ بذل الزميل محمد مسعد جهوداً، طوال الفترة الماضية، لمتابعة كلية الهندسة للاسترشاد بآراء الأساتذة مختصي المياه والبيئة فيها. وقد تكرم الدكتور فضل النزيلي، نائب عميد الكلية، بتحديد نوعية الفحص المطلوب للبكتيريا، فيما تكرم الدكتور عبد الرحمن الإرياني بتحديد عدد عينات الفحص (20 عينة)، وتحديد الفترات الزمنية المطلوب أخذ العينات فيها.
الدكتور عبد الله المهدي، مدير محطة المعالجة، تكفل بإجراء فحوصات أخرى في المختبر التابع للمحطة، الذي تكرم مديره حسن الدعيس بالقيام بها.
مازلنا في انتظار نتائج الفحوصات لنشر الجزء الثاني من هذا التحقيق، الذي سيتضمن نتائجها مع زيارة إلى المحطة، ومقابلة أجريت سابقاً مع مديرها.

الحلقة الثانية

.
الثلاثاء، 5 فبراير الماضي؛ نشرت "الشارع" الحلقة الأولى من هذا التحقيق تحت عنوان "حصاد مجاري العاصمة"، وتضمنت الزيارات الميدانية التي أجريناها لـ "بني الحارث" وأجزاء من "أرحب"، والمزارع المروية بالمجاري غير المعالجة في المديريتين، ومقابلة المزارعين الذين يستخدمون المجاري في الري.
استعانت الصحيفة بالمركز الوطني لمختبرات الصحة العامة، ومختبر محطة معالجة مجاري العاصمة، لإجراء فحوصات على عينات من مياه المجاري المستخدمة في الري. استهلك الأمر أكثر من شهر، حيث استعنا بالدكتور عبد الرحمن الإرياني، أستاذ في جامعة صنعاء، الذي، بدوره، حدد العينات اللازمة لإجراء الفحوصات. اقتضى الأمر نزولاً آخراً إلى المنطقة مع الدكتور ناظم العريقي لأخذ عينات الفحص المطلوبة. بعدها استعنا بالدكتور خالد المؤيد، رئيس قسم البيولوجي في كلية طب جامعة صنعاء، لتفسير نتائج الفحوصات التي أجراها المختبر المركزي ومختبر المحطة، بشكل خاص لصحيفة "الشارع".
تقول نتائج الفحوصات إننا إزاء كارثة بيئة حقيقية. يتضمن الجزء الثاني والأخير من هذا التحقيق نتائج هذه الفحوصات، والمشاكل التي تعاني منها محطة معالجة مجاري العاصمة.
...
المحور الأول: مشاكل محطة المعالجة
...
داخل محطة المعالجة:


- محركان عاطلان من أصل 4 رئيسية، والمحرك الثالث على وشك التوقف وإذا توقف ستتوقف المحطة عن العمل بشكل كامل
- طلبت المحطة، في نوفمبر الماضي، 62 مليونا لصيانة المحركات كحالة عاجلة إلا أن المبلغ لم يصرف حتى اليوم
- طالبت بـ 12 مليونا كاعتماد شهري للمحطة يتضمن الصيانة غير أنه لم يتم الاستجابة لطلبه
- أُعدت دراسة إنشاء المحطة عام 1985 لمعالجة مجاري العاصمة وفقاً لتعداد سكاني يقدر بـ 450 ألف نسمة
- منذ العام 2005 أوقفت وزارة المالية ميزانية المحطة البالغة 600 مليون ريال سنوياً فبدأت المشاكل
- هناك 70 مليون ريال خصصت للصيانة عام 2010 لم تذهب في الصيانة ولا أدري أين ذهبت

كل هذا القدر من النتانة، وهذا الاغبرار القاتم، وهذه المخلفات السوداء، التي تغطي المزارع، تحملها مياه المجاري بعد مرورها على ما يقال إنها "محطة معالجة مجاري صنعاء".
تقع محطة المعالجة شمال مطار صنعاء الدولي، على مسافة لا تُسلم مرتاديه النتانة الطافحة.
ذهبت، الشهر الماضي، لمقابلة مديرها السابق، الدكتور عبد الله المهدي (أقيل أمس الأول)، الذي قال إنه لم يمر على تعيينه كمدير لمحطة المعالجة أكثر من شهر وعشرة أيام. بدا الرجل مدركاً للمخاطر الكبيرة التي تسببها المجاري، ويطالب بتمويل وميزانية تمكن المحطة من القيام بدورها.
بكل صراحة وأسف؛ قال المهدي إن "المحطة تخرج مياه غير معالجة.. للأسف"! وأضاف: "طلبت المحطة في شهر 11 من العام الماضي مبلغ 62 مليون ريال لصيانة المحركات كحالة عاجلة ولم تصرف حتى الآن والمحطة حالياً تعمل بكفاءة تقل عن 50% بسبب عطل المحركات"!!
إذن فمأساة أهالي "بني الحارث"، وما يتهدد مستهلكي منتجاتهم الزراعية المروية بالمجاري غير المعالجة، يمكن حلها بـ 62 مليوناً لم تصرف، في حين تذهب المليارات من خزينة الدولة هدرا!!
أربع رافعات حلزونية (اثنان منها عاطلة) هي أول محركات تستقبل مياه المجاري القادمة من صنعاء إلى محطة المعالجة. "ما يعني أن 50% من المياه تذهب دون معالجة"؛ حسب المهدي.
أُعدت دراسة إنشاء هذه المحطة عام 1985، لمعالجة مجاري العاصمة وفقاً لتعداد سكاني يقدر بـ 450 ألف نسمة، عدد سكان العاصمة آنذاك. وأوضح المهدي أنه تم إنشاء المحطة عام 1997، ليكتمل بناؤها عام 2000، حيث أدارتها الشركة الفرنسية التي أنشأتها لمدة عام، متكفلة بصيانتها، ومن ثم سلمتها لمؤسسة المياه والصرف الصحي في العام 2001.
قال المهدي إنه منذ العام 2001 كانت وزارة المالية تدفع ميزانية المحطة البالغة 600 مليون ريال سنوياً. وفي العام 2005 توقفت وزارة المالية عن دفع ميزانية تشغيل المحطة، وهو العام الذي بدأت فيه مشاكل المحطة، بسبب عدم قدرة مؤسسة المياه على توفير الميزانية الكافية لتشغيلها وصيانتها. وأفاد المهدي أن تمويل المحطة يتراوح من قبل المؤسسة بين 300 و400 مليون ريال سنوياً.
غير قطع الميزانية السنوية، وضعف التمويل؛ تُعاني المحطة مشكلة أخرى تتمثل في عدم ذهاب المبالغ المعتمدة للصيانة فيما خصصت له. يقول المهدي: "مشكلتنا في عدم صيانة المحركات.. أنا اطلعت على ميزانية الأعوام السابقة.. وهي من 30 إلى 70 مليونا في 2010 مبالغ للصيانة، ومع ذلك لم تذهب في صيانة المحطة، ولا أدري أين كانت تذهب".
كل مبالغ الصيانة كانت تصل المحطة بطلبات محددة حيث لا يوجد في ميزانية المحطة بند للصيانة، ويتم مواجهة أي عطل برفع طلب إلى المؤسسة بمبلغ الصيانة المطلوب كحالات طارئة. اعترض المدير الجديد للمحطة على هذا الأمر، وقال إنه طالب باعتماد "12 مليونا كاعتماد شهري يتضمن بندا للصيانة حتى يتم صيانة المحركات بشكل دوري وفق جدول يحدد موعد صيانة كل محرك"، غير أنه لم يتم الاستجابة لطلبه، حتى اليوم.
كفاءة المحطة في تدن مستمر، فإلى جانب عطل محركين من أربعة رئيسية، هناك محرك ثالث على وشك التوقف. ويقول المهدي: "إذا توقف المحرك الثالث ستتوقف المحطة عن العمل بشكل كامل".
يبدو على المهدي جدية في العمل، وشعور عال بالمسؤولية: "حددت لنفسي ثلاثة أشهر إما أستطيع أعمل حلا للناس، وإلا سأنسحب، وأعود للتدريس في الجامعة". وأضاف الرجل: "جئت للعمل في المحطة و11 محركاً من محركاتها الهوائية عاطلة عن العمل، من أصل 32 محركاً هوائياً، وقمنا بإصلاحها كلها". وفيما أكد أن اثنين من محركات الرافعات الحلزونية الرئيسية مازالا عاطلين عن العمل، أرجع عدم تمكن المحطة من إصلاح هذين المحركين الرئيسين إلى الكلفة العالية المطلوبة لذلك.
وقال المهدي: "هناك أيضاً محرك من أفضل المعالجات البيلوجية، وغيرها من المحركات العاطلة، التي يتواجد بعضها في ورش خارجية، لم تستطع المحطة دفع مبالغ صيانتها".
المهدي قال إن المبلغ الذي سبق وأن طالبت به المحطة والبالغ 62مليونا، أضيف إليه مبلغ مليوني ريال هو ما تحتاجه صيانة محركات المحطة منذ رفع الطلب السابق في شهر 11 من العام الماضي.
...

أخطاء في تصميم المحطة

- مختص: محطات المعالجة عالميا تتضمن حوضا يقوم بمهمة فصل الزيوت عن مياه المجاري إلا أنه لا يوجد في تكوين محطة معالجة مجاري صنعاء
- تعاني المحطة من أخطاء في التصميم وكثيرا ما تتسبب الزيوت عند وصولها إلى أحواض المعالجة في تعطيل النظام
- الزيوت تقضي على البكتيريا التي تعمل المحركات الهوائية على توفير بيئة تكاثرها لتعمل على تحلل المخلفات الصلبة
- المحطة جهزت لمعالجة مجار تحتوي على مخلفات صلبة بمقدار 500 ملجم/لتر إلا أن معدل الحامل العضوي لمجاري العاصمة يصل إلى 1200ملجم/لتر
- مسؤولو المؤسسة يستفيدون من الفساد والعبث القائم في المحطة
- موظف: "فرحنا بالتغيير واحنا مع التغيير لكن ما لمسنا شي، الفاسدين باقين على ما هم.. ليش ما يغيروهم؟
- إدارة المحطة تعاقدت مع أحد المشايخ ليشتري السماد منها ويقوم ببيعه للمزارعين بأسعار مرتفعة
- تنتج المحطة يوميا حوضين من المخلفات الصلبة الخطرة يتم استخدامها كسماد للتربة الزراعية
- يشكو الموظفون تكاثر الذباب داخل المحطة وهناك ميزانية كبيرة مخصصة لذلك وصفقة مبيدات منتهية
- ميزانية مكافحة الذباب داخل المحطة تجاوزت 60 مليون في السنة لتغطية فضيحة الأحواض

أحد مختصي المحطة قال إنه إلى جانب المشاكل التي تعانيها المحطة من عطل محركاتها هناك مشاكل تعود إلى "أخطاء في تصميم المحطة".
وأوضح أن محطات المعالجة عالميا تتضمن حوضا يقوم بمهمة فصل الزيوت عن مياه المجاري إلا أنه لا يوجد في تكوين محطة معالجة مجاري صنعاء وكثيرا ما تتسبب الزيوت عند وصولها إلى أحواض المعالجة في تعطيل النظام.
مختص آخر في المحطة قال إنه يتم مراقبة المدخل وإذا تبين احتواء المجاري القادمة من العاصمة على زيوت يتم إغلاق مداخل أحواض المعالجة ما يعني مرور المجاري دون أية معالجة حتى نفاد كمياتها المحتوية على الزيوت. وأكد أن المشكلة تحدث أسبوعيا على الأقل.
برر الرجل هذا العمل: "أصلا لما تدخل الزيوت لداخل أحواض المعالجة تجعث المحطة جعث، وتشتي لك بعدا فترة لما ترجع المحطة تشتغل".
وقال إن الزيوت تقضي على البكتيريا التي تعمل المحركات الهوائية على توفير بيئة تكاثرها لتعمل على تحلل المخلفات الصلبة، "وتشتي لك وقت لما تكون بكتيريا جديدة تقدر تحلل المخلفات الصلبة". وأضاف أن فترة تكون بكتيريا جديدة لعملية المعالجة تصل إلى أسبوع، ما يعني خروج المجاري غير معالجة لمدة أسبوع.
خطأ تصميمي آخر يتمثل في أن المحطة جهزت لمعالجة مجار تحتوي على حامل عضوي (مخلفات صلبة) بمقدار 500 ملجم/لتر، وهو المعيار العالمي، إلا أن معدل الحامل العضوي لمجاري العاصمة يصل إلى 1200ملجم/لتر، نتيجة انخفاض معدل استهلاك المياه لكل فرد. وهو ما يجعل المحطة عاجزة عن معالجة المجاري تماما، حتى لو كانت تعمل وفق طاقتها القصوى، حسب عدة مختصين.
يجري حاليا تصحيح الخطأ التصميمي المتعلق بـ"الحامل العضوي" في مشروع، كلفته 30 مليون دولار، سخر أحد المختصين من تسميته بـ"مشروع توسعة"، كونه- كما قال- استدراك لأخطاء تصميمية سابقة ولن يزيد القدرة الاستيعابية للمحطة (50.000 متر مكعب يوميا) وإنما لتلافي القصور وحتى تستطيع المحطة معالجة المجاري بالحامل العضوي الذي يصل إلى 1200 ملجم/لتر. المعدل نفسه من المواد الصلبة تحمله مجاري العاصمة منذ تصميم المحطة "ومش هذا المعدل جديد يعني مش طارئ هم من لما صمموا المحطة وهم داريين إنه هذي نسبة الحامل العضوي ومع ذلك لم تتم محاسبة المتسببين بهذا الخطأ ولا الاستشاريين اللي عملوا المشروع مع أنهم دفعوا لهم بالدولار".
أحد الموظفين قال إن الخزانات الخرسانية للمشروع تتسرب منها المياه وأن القائمين على المشروع يقللون من خطورة هذا الخلل بقولهم إن "مياه المجاري ثقيلة" وستعمل على سد الشروخ الموجودة. وعلق: "مياه المجاري ستتسرب وتأكل الحديد داخل الصبة".
كان المدير السابق للمحطة، المهدي، تحدث عن مشروع "التوسعة" هذا وأنه سيقوم بتوليد "70% من احتياجات المحطة من الطاقة" التي قال إنها تكلف المحطة شهريا مالا يقل عن ثلاثين مليون ريال.
...

"الفاسدين باقين"
موظف آخر في المحطة، قال: "يتركوا المعدات تتعطل على أيديهم وبالعاني عشان يسحبوا مبالغ لا ظهرها وينهبوا واصل".
وكغيره من الموظفين الذين التقيتهم، شكا "الفساد" الذي يتم في المحطة، قائلا إن عبثا بالمال العام يتم "بعلم ورضا مستفيدين على رأسهم إبراهيم المهدي مدير عام المؤسسة".
وأضاف: "فرحنا بالتغيير واحنا مع التغيير لكن ما لمسنا شي، الفاسدين باقين على ما هم ليش ما يغيروهم؟".
موظف ثالث قال إنهم يأملون خيرا من مدير المحطة الجديد، د. عبد الله المهدي (تم إقالته)، مرجعا أملهم إلى أن "عبد الله المهدي تعين من قبل الوزارة، أما اللي قبله (من المدراء السابقين) كان يديهم المهدي (إبراهيم المهدي، مدير عام مؤسسة المياه والصرف الصحي)".
...

"بنقضي على خصوبة التربة"
تحدث أحد الموظفين عن السماد الذي يباع من أحواض المحطة عن طريق مشايخ: "لو جيت أمس تشوف وتصور القلابات حق السماد وكيف يجتمعوا عليه.. يجو المشايخ يشتروا القلاب باربعين ألف ريال ويبيعوه للمواطنين بتسعين ألف".
موظف آخر قال إن إدارة المحطة قبل السابقة وبتنسيق مع الإدارة العامة لمؤسسة المياه والصرف الصحي قامت بالتعاقد مع أحد المشايخ ليشتري السماد من المحطة ويقوم ببيعه للمزارعين بأسعار مرتفعة.
تنتج المحطة يوميا حوضين من المخلفات الصلبة، يتم استخدامها كسماد للتربة الزراعية، غير أن هذه المخلفات تنتج من المجاري غير المعالجة وهي تحتوي على مواد تضر بالتربة.
أحد المختصين قال لـ"الشارع": "المفروض تكون هذه المخلفات معالجة وتكون مجففة وتخلطها بنشارة حتى تستطيع التربة فرزها.. حتى جاؤوا ألمانيين وعملوا دراسة على سماد المحطة وحذروا من استخدامه لأنه مش معالج وفيه مواد مضرة بالتربة.. وهم بيشلوه وعاده اخضر.. احنا الآن بنقضي على خصوبة التربة".
...

أحواض التجفيف
لا تتوقف شكاوى الموظفين ولا يتوقف اندهاشك باكتشاف قضايا جديدة حتى لو كنت في المحطة للمرة السادسة.
شكا الموظفون تكاثر الذباب داخل المحطة وقالوا إن السبب يعود إلى أحواض تجفيف أنشئت في 2005.
"كان معانا 20 حوض تجفيف وفي 2005 عملوا مناقصة لـ 30 حوضا وقاولها التويتي وتم التلاعب بالوسط الترشيحي (شبكات وأنابيب الترشيح داخل الأحواض)". وهو ما أطال زمن عملية التجفيف إلى مدة "تتجاوز 40 يوما" في حين كانت تستلزم في الأحواض القديمة التي "أنشأتها شركات أجنبية من 15- 18 يوما".
وقالوا إن تأخر جفاف المخلفات داخل الأحواض لفترة تتجاوز الأربعين يوما سبب تكاثر الذباب بكميات جعلت "المطار يصيحوا".
...

مكافحة الذباب داخل المحطة
ميزانية مكافحة الذباب داخل المحطة تجاوزت، في السنوات الأخيرة، الـ60 مليون ريال، في السنة، حسب الموظفين. وقال عدد من الموظفين إنه "بعد التلاعب الذي تم في الأحواض التي أنشئت في 2005 من قبل المقاول التويتي وبعد أن شكا المطار من تكاثر الذباب الذي مصدره المحطة أرادوا أن يغطوا على أخطائهم، بدل محاسبة المتسببين، وأرادوا أن يقضوا على الذباب بأي ثمن كان".
تتم مكافحة الذباب بمبيدات كيميائية مع أن رئيس قسم مختبر المحطة يقول: "توصلنا بدراسة قمنا بها مع دكاترة مختصين إلى أنه يمكن مكافحة الذباب بمبيدات بيولوجية لا تتجاوز كلفتها 15 مليونا وهي أيضا مبيدات آمنة على العكس من المبيدات الكيميائية التي تستخدم والتي لها مخاطر صحية وبيئية كبيرة".
لم يتوقف الأمر عند قبول أحواض التجفيف المخالفة للمواصفات وتغطية الأخطاء بالميزانيات الضخمة (60 مليون سنوياً) لمكافحة الذباب داخل المحطة؛ بل امتد لإفشال أي محاولات أخرى تهدف إلى مكافحة الذباب بميزانية أقل، "لأنهم ينهبوا من هذي المبالغ".
من المبيدات الكيميائية التي يتم استخدامها لمكافحة الذباب داخل المحطة صفقة منتهية (أثيرت إعلاميا خلال العام الماضي) قالت حسيبة شنيف، رئيسة اللجنة المكلفة بالتحقيق في القضية من قبل وزارة المياه، إنها وصلت قضيتها هيئة مكافحة الفساد ونيابة الأموال العامة. ولم يحاسب أي مسؤول، حسب موظفي المحطة.
...

أوضاع موظفي المحطة
يشكو العاملون في المحطة من تردي أوضاعهم الصحية والمادية والوظيفية. لا تتوفر أدوات السلامة لعاملي المحطة "حتى ملابس الصيانة وصابون الغسيل"، حسب العاملين. وكذلك توقف عمليات الفحص للموظفين وإيقاف التعاقد مع مستشفى لعلاجهم.
وعلى المستوى المادي فالعاملون يتقاضون أقل من كثير من قطاعات الدولة على أنهم أكثر عرضة للمخاطر بسبب طبيعة أعمالهم "في قطاعات بالدولة يستلموا أكثر مننا مع أننا نتعرض لمخاطر كبيرة في عمل المحطة".
يشكو العاملون من عدم مراعاة طبيعة أعمالهم وتدني حوافزهم: "بنشتغل ليل نهار وحتى في الإجازات وبيكذبوا علينا بالحوافز كذب".
أما على المستوى الوظيفي فيقول الموظفون إنه في البلدان الأخرى يتم تقليص سنوات الخدمة بالنسبة "للعاملين في مجال الصرف الصحي لأنه فيها مخاطر.. لكن احنا ما بش أحد يقدر ايش نعمل".


المحور الثاني: عينات الفحص ونتائجه
...
عينات الفحص
- نتائج الفحص البيولوجي أظهرت أن المجاري المستخدمة في ري الخضروات تحمل أعدادا هائلة من البكتيريا المسببة لأمراض عديدة
- مختبر المحطة المعنية بمعالجة المجاري قال إن استخدامها في الري جريمة
خاصة الخضروات التي ذكرتها الصحيفة في الجزء الأول من هذا التحقيق
- مختصون: في الأردن تقتلع الجرافات حقل أي مزارع يستخدم المياه غير المعالجة لري الخضروات ويسجن لمدة 20 سنة
- 3 مزارعين يجنون الفجل الذي استخدمت المجاري لريه وقالوا إنهم يبيعونه إلى محافظات عدة
- منذ 8 أشهر ومختبر المحطة يطالب المؤسسة المحلية بتوفير محاليل المعايير القياسية لإجراء الفحص الكيميائي، إلا أنها "تماطل ولم تستجب"
- ليس لدى المحطة نظام معالجة كيميائي ولا تتضمن حوضا لفصل الزيوت والمخلفات الصناعية
- مخلفات الوحدات الصناعية والمستشفيات ومعامل غسيل وتشحيم السيارات يتم مباشرة تصريف المجاري المحتوية عليها إلى خارج المحطة

.....
رئيس قسم البيولوجي في كلية الطب بجامعة صنعاء:
- نتائج الفحوصات تظهر أن تأثير البكتيريا لا ينحصر على المدى القصير، ولا على الخضروات فقط، إذ يؤثر على التربة ويجعلها "بعد فترة غير قابلة للزراعة"
- النتائج فاقت المسموح العالمي وجراثيم المجاري تنتقل إلى الخضروات وتتسبب بعدة أمراض معوية مثل الجارديا والإنتميبا، وحمى التيفود وغيرها
- المعادن الثقيلة تحدث ترسبات في النبات ويكون كما لو أنه تم رشه بمبيد حشري سام لكن بتراكيز أضعف
...



بعد أن طلبت الصحيفة رسمياً من المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة إجراء الفحوصات اللازمة للمجاري المستخدمة في ري المزروعات؛ طلب المختبر التنسيق مع مختصين في مجال البيئة لإرشادهم في نوعيات الفحوصات وعدد العينات المطلوبة. من أجل ذلك؛ ظللت ذاهبا آيبا، لأكثر من مرة، يصحبني نبيل أبو فارع، مختص في المختبر، بين المختبر وكليتي الهندسة والعلوم للقيام



صحيفة الشارع / نائف حسان - محمد مسعد دماج


jp`dv lk h;g hgoqhv hgrh]lm wkuhx



 


الرد باقتباس
قديم 03-12-2013, 10:55 PM   #2



الصورة الشخصية لـ قلب شبوه
قلب شبوه غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 07-28-2016 (09:43 PM)
 المشاركات : 20,931 [ + ]
 تقييم العضوية :  166
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 15 مرة في 15 مشاركة
الإفتراضي



استغفر الله
ويقول الناس ليه مرضى
اصلا حتى ريحة الجو بصنعا مجاري ...

كله من بركات حكومتنا الرشيده ...



 


الرد باقتباس
الرد على الموضوع

Bookmarks

الكلمات الدلالية (Tags)
من , الخضار , القادمة , اكل , تحذير , صنعاء


Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests)
 

قوانين المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML مغلق
Trackbacks are متاح
Pingbacks are متاح
Refbacks are متاح



شات تعب قلبي تعب قلبي شات الرياض شات بنات الرياض شات الغلا الغلا شات الود شات خليجي شات الشله الشله شات حفر الباطن حفر الباطن شات الامارات سعودي انحراف شات دردشة دردشة الرياض شات الخليج سعودي انحراف180 مسوق شات صوتي شات عرب توك دردشة عرب توك عرب توك


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 03:14 AM.


.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
.

Search Engine Friendly URLs by vBSEO