منتدى الآصالةوالتاريخ حريب بيحان
ينتهي : 30-04-2025
عدد مرات النقر : 1,284
عدد  مرات الظهور : 29,334,019

عدد مرات النقر : 4,128
عدد  مرات الظهور : 73,354,376
عدد  مرات الظهور : 69,070,345
قناة حريب بيحان " يوتيوب "
عدد مرات النقر : 2,309
عدد  مرات الظهور : 73,355,178مركز تحميل منتديات حريب بيحان
ينتهي : 19-12-2025
عدد مرات النقر : 3,947
عدد  مرات الظهور : 69,571,105
آخر 10 مشاركات
تحدي المليوووون رد ،، (الكاتـب : - المشاركات : 2050 - المشاهدات : 123555 - الوقت: 07:27 PM - التاريخ: 04-25-2024)           »          صـبـــاحكم سكــر // مســـاؤكم ورد معطر (الكاتـب : - المشاركات : 2386 - المشاهدات : 169701 - الوقت: 06:40 AM - التاريخ: 04-24-2024)           »          تعزية للاخ يمني بوفاة اخيه (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 6 - المشاهدات : 108 - الوقت: 09:46 PM - التاريخ: 04-22-2024)           »          قراءة في سورة البقرة (الكاتـب : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 71 - الوقت: 05:34 AM - التاريخ: 04-20-2024)           »          الاذكار اليوميه في الصباح والمساء (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 542 - المشاهدات : 33709 - الوقت: 08:30 PM - التاريخ: 04-19-2024)           »          عيدكم مبارك ،، (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1 - المشاهدات : 84 - الوقت: 08:45 AM - التاريخ: 04-10-2024)           »          ماذا ستكتب على جدران (منتديات حريب بيحان) (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3179 - المشاهدات : 233736 - الوقت: 05:26 PM - التاريخ: 04-08-2024)           »          ورد يومي صفحه من القرآن الكريم (الكاتـب : - المشاركات : 93 - المشاهدات : 986 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-23-2024)           »          شهرمبارك كل عام وأنتم بخير (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3 - المشاهدات : 80 - الوقت: 04:06 AM - التاريخ: 03-18-2024)           »          تدمير دبابة ميركافا الإسرائيلية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 141 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-17-2024)


الإهداءات




الـمـكّـي الـهمّـامي – شـاعر تُـونُـسي


الـمـكّـي الـهمّـامي – شـاعر تُـونُـسي

تـحوّلات الشاعر . الشعر التونسي . المكي الهمامي . الأدب التونسي الـمـكّـي الـهمّـامي – شـاعر تُـونُـسي (01) للشّاعرِ ثمْرُ الأسرَارِ، وخمرُ النّسيانِ. لهُ شجرٌ مجنُونٌ

الرد على الموضوع
 
LinkBack خيارات الموضوع
قديم 05-18-2013, 06:13 PM   #1


الصورة الشخصية لـ حريب مارب
حريب مارب غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 166
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 12-05-2013 (03:08 PM)
 المشاركات : 4,693 [ + ]
 تقييم العضوية :  30
 مشاهدة أوسمتي
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
الإفتراضي الـمـكّـي الـهمّـامي – شـاعر تُـونُـسي




تـحوّلات الشاعر . الشعر التونسي . المكي الهمامي . الأدب التونسي

الـمـكّـي الـهمّـاميشـاعر تُـونُـسي

(01)

للشّاعرِ ثمْرُ الأسرَارِ،

وخمرُ النّسيانِ. لهُ شجرٌ مجنُونٌ

يَكبرُ في الأحدَاقِ، ويُورِقُ منتشِيًا

كالبستانِ. لَهُ الأمطَارُ المَأْخُوذَةُ

بِالغَمْرِ. وسَقْفُ الأكوانِ مُنَاهُ…



(02)

عُكَّازُ الشّاعرِ قافيةٌ، فَلْيَرْمِ بِهذا العكّازِ بعيــــدًا، ولْيَبْحَثْ في دَمِهِ عن معجزَةٍ كبرى – قِيلَ لهُ- يَحتاجُ الشّاعرُ شيئا أدهشَ من أوزانٍ وتفاعيلَ لكي يُقْنِعَنَا بِنُبُوَّتِهِ. يحتاجُ الشّاعرُ، مَثَلاً: أَنْ يبتكرَ البرقَ اللاّمعَ في الظّلماتِ/ وأنْ ينصتَ مَشْدُوهًا للأَنْسَاغِ تَصَاعَدُ في شجَرِ الأدغالِ/ وأَنْ يتوحَّدَ كالحلزُونِ سعيدًا بحرائقِهِ، ويكوِّرَ في كفَّيْهِ الخَالِقَتَيْنِ سَمَاهُ…

(03)

الشَّاعِرُ مَنْ يُخْفي العالَمَ،

في الكلمَاتِ. وإِذْ يَتَغَلْغَلُ في الفكرَةِ

أو في الغيمَةِ أو في شهقَةِ أُنْثَى،

يَتَنَاثَرُ من بُرْدَتِهِ يَاقُوتُ الفَجْرِ،

ويَجري من وَرْدَتِهِ مَاءٌ شَبَقِيُّ النُّورِ،

وتَخبطُ في الدَّيْجُورِ عَصَاهُ…

(04)

يَمْضي، يَعبرُ سُجُفًا تُخفي سُجُفًا، وغُيوبًا فوقَ غيوبٍ. مقدورُ الشّاعرِ أن يضربَ في الأكوانِ، غريبًا. يعتمرُ الغيمَ. ويشربُ أنهارًا عَطْشَى. يَتَفَتَّتُ في الأبديَّةِ أضواءً وَلْهَى. حِكْمَتُهُ الأمطارُ. وحجّتُهُ الأزهارُ، لَهُ فيها بِدَعٌ ومُحَالٌ. والأقمارُ ظِلالٌ لِمَرَائِيهِ. خَيْمَتُهُ الرِّيحُ. ومَوْطِنُهُ الرَّفْضُ. ولا سَمْتٌ لرَوَاحِلِهِ، إذْ تَشْرُدُ في التِّيهِ. ولا بَدْأٌ لغوايَتِهِ، إذْ تخلُقُ أتباعًا مَلْعُونِينَ. ولا خَاتِمَةٌ لِهُبُوبِ الرُّؤْيَا في عينَيْهِ. لدَيْهِ تقاويمُ الصّحراءِ. ويَتْرُكُ أحفادًا، في كلِّ بلادٍ يَعْبُرُهَا. يَنْسَى، دومًا، شيئًا سحريًّا وبسيطًا، يحرسُ ذِكْرَاهُ…

(05)

في الجَدْبِ، يَرُوغُ إلى امْرَأَةٍ يَتَسَرَّاهَا، يَبْحَثُ عن فَيرُوزِ الدّهشَةِ فيها. مَنْ ينقذُهُ من خَيْطِ الشَّهْوَةِ، إذْ يلتفُّ نعيمًا وجحيمًا حولَ فحولَتِهِ، ويحرِّرُهُ مِنْهُ ومِنْهَا ؟ جَدْوَلُ عِشْقٍ إِيرُوسِيٍّ هذا الـمُلْقَى فوقَ الكتفينِ، سُقُوطًا أَبْهَى في هَاوِيَةِ الرَّوْعَةِ. نبعٌ ملعونُ الماءِ لشَارِبِهِ هذا الثَّغْرُ القَانِي. وحدائِقُ من زهرٍ أسطوريٍّ هذا الصَّدْرُ العامِرُ بالأسرار. وحينَ يحدّقُ في سُرَّتِهَا، يبصرُ في العمقِ قطيعَ آيَائِلَ تَرْعَى الأنوار. لهذا الجَسَدِ المَجْنُونِ بَلاَغَتُهُ الْـمُعْجِزُ مَعْنَاهَا. لا عينَ رَأَتْ، من قَبْلُ، ولا كفّ جَسَّتْ… كانتْ سِرْبَ نساءٍ يَتَكَوْكَبْنَ جميعًا، في هذا الجسدِ القاهر، يَصْرُخُ فيهنَّ وفيهِ الشّاعر: [ هذا الجسدُ الآثِمُ ما أَغْوَاهُ !!! ]

(06)

والشّاعرُ، إذْ يَتقدَّمُ منفيًّا، ووحيدًا،

في ما يَغْدُو وَطَنًا لِمَبَاهِجِهِ،

يَتْرُكُ أَثَرًا بلّوريًّا،

يَزرعُ شَجَرًا /

قَمَرًا /

قَدَرًا نُورانِيًّا،

خَلْفَ خُطَاهُ…

(07)

أطوارُ الشّاعرِ مرعِبَةٌ. يمضي منذورًا للتّيهِ، ومفتونًا بالموسيقى تَصَّاعَدُ من شفتَيْهِ، يَدًا تَقطفُ لذّاتٍ وفراشاتٍ وغماماتٍ / صَدْرًا مزدحمًا بالأَرْيَاحِ الفَذَّةِ / وَجْهًا يبرقُ كالمِشْكَاةِ ويشرقُ في الظّلمَةِ. يَمْضي. يَعْبُرُ بوّاباتٍ سبعًا. يبحث عن مدنٍ شاهقَةٍ، فيها القمرُ الوَهَّاجُ الغارقُ في دمِهِ. يَمضي. ويَطُوف، وحيدًا، مَسْحُورًا بِصَدًى يَتَرَدَّدُ في الآبَادِ وأجراسِ حُرُوف. يَمْضي. يضربُ في الأَرَضِينَ، كَأَنْ لا أرضَ لهُ لا سقفَ، سماؤهُ إعصارٌ وحُتُوف. يَمْضي، مَوْسُومًا بِعَذَابِ الخَلْقِ، جَنَاحَاهُ الجَبَّارَانِ رُؤَاهُ…

(08)

كان يُهَوِّمُ في الفَلَوَاتِ، شريدًا كالغزلانِ،

شفيفًا كخيالاتِ الصّوفيّينَ،

تُرافِقُهُ الأطيارُ الجَذْلَى…

[ غرناطةَ أم بغدادَ،

يريدُ الرّجلُ المِسْفَارُ،

وكلُّ دُرُوبِ الأرضِ دمارُ،

والأكوانُ تَسَاقَطُ في الرُّوحِ رمادَا...؟! ]

مطعونًا بمراياهُ يسيرُ، ومترَعَةً بالفَقْدِ أنَاهُ،

وغارقَةً في سُرَّةِ أنثاهُ قَوَاقِعُ بهجَتِهِ. وكَخَاتمِ سِحْرٍ

في إصبعِ غجريٍّ أعمى، كان يُشيرُ إلى الآفَاقِ،

فيَرْتَسِمُ الفِرْدَوْسُ أمامَ مَدَاهُ…

(09)

مخفورًا، بصباحاتٍ لم يُبصِرْهَا أحدٌ، كان يَمُرُّ على وَلَهٍ وذُهُولٍ. صرختُهُ الأَبَدِيَّةُ، إذْ يُطْلِقُهُا في الظّلمَةِ يشربُهَا اللّيلُ، وتَنْثَالُ رذاذًا أبيضَ يُوقِظُ نعناعَ البرّيَّةِ من غفوتهِ. قدماهُ دوائرُ غائرَةٌ في صُحُفِ الرَّمْلِ. ودَرْبُهُ مُنْحَفِرٌ في الأَسْمَى. ومُلَبَّدَةٌ بالغَامِضِ سِيرَتُهُ. وممزَّقَةٌ أسفارُ قِيَامَتِهِ. يَدخلُ في رُعْبِ الأقدارِ، وفي المجهولِ المتوحِّشِ. يَدخلُ في طَلْعِ الأزهارِ الذّهبيِّ، وفي زَغَبِ الأطيارِ الباهِرِ. لم نفهمْ سرَّ الشّاعرِ. لم نُدْرِكْ حُمَّاهُ. لقد كان الشّاعرُ أبدعَ مِنْ أَنْ نفقَهَ مَعْنَاهُ…

(10)

الشّاعرُ ذاكَ المُتَوَهِّجُ كالرُّؤْيَا،

والمَعْجُونُ بِجَمْرِ الإِثْمِ وكَوْثَرِهِ…

يَحْمِلُ للأكوانِ القَدَرَ الأبْهَى.

يَحْمِلُ سِرَّ الوردَةِ

في عُرْوَتِهِ الوُثْقَى.

يَحملُ في يُمْنَاهُ

كتابَ الرّفْضِ،

ويَرْحَلُ مَفْتُونًا بخَطَايَاهُ…

(11)

قَلْبُ الشّاعرِ، في هِجْرَتِهِ، وَطَنٌ للكلماتِ الوَثَنِيَّةِ، قلبُ الشّاعرِ آنِيَةٌ للأزهارِ القمريَّةِ، قلبُ الشّاعرِ أُفْقٌ للغيماتِ. نُحدِّقُ فيهِ، فلا نُبْصِرُ إلاّ أطيافًا تَتَمَرْأَى فوقَ رَكَايَاهُ. نُحَاوِلُ فَهْمَ غَرَابَتِهِ بالعقلِ، فيُرْعِبُنَا النُقصانُ. نُقَارِنُهُ بِنَبِيٍّ مجنونٍ أو بإِلَهٍ سكرانَ يُبَدِّدُ مُلْكَا في التَّرْحَالِ، ونُغْلِقُ بابَ الحَيْرَةِ [ حَمْدًا حَمْدًا، أَنْ لَمْ نُجْرَحْ بِشَظَايَاهُ... !!! ]

(12)

هُوَ مَنْ يُهْرِقُ قَادُوسَ البَهْجَةِ،

فوقَ نواصي اللّيلِ، فيهرَمُ

مفتونًا بالأفراحِ اللّيلُ. وتطلعُ

مِنْ أَحْشَاءِ الظّلمَةِ شَمْسٌ،

لم يَرَهَا أحدٌ مِنْ قَبْلُ. لَهُ بَرْقٌ

يفتضُّ سماءً أعلى، ولَهُ أَسْمَاءٌ

غَارِقَةٌ كَفَرَاشَاتٍ في خَمْرِ المعنى،

ولَهُ الخَيْبَةُ والخُسرانُ، لَهُ التّيجانُ

الْباهِرُ ضوءُ لآلِئِهَا. يَخْتَطُّ

خرائطَهُ في الأقفَارِ طريدًا،

والتِّيهُ العَاصِفُ مَرْسَاهُ…

(13)

يوقظنا، ويقولُ لنا: ( هذي الشّمسُ لَنَا أُمٌّ. تَمْنَحُنَا الدّهشَةَ، والخبزَ السّاخنَ في الأَصْبَاحِ. وتَسْقِينا ماءً نورانيًّا يُسكبُ في أقداحِ الأُفْقِ. وتُطْلِقُ، في الأَفْجَارِ، جناحَ الطَّيْرِ. وتُرْضِعُ أطفالاً مَنْسِيِّينَ حليبَ الغبطةِ. بُورِكْتِ لنا أُمًّا، دومًا، يا شَمْسَاهُ… )

(14)

الشّاعرُ مَنْ يَبْقَى،

كالصّرخَةِ في هذي الدّنيَا.

هُوَ ما لا يُسْمَى، هُوَ ما يَجْلُو

صَدَأَ الأحلامِ الكَسْلَى…

الشّاعرُ، حَقًّا، مَنْ يَبْقَى

حُرًّا وطليقًا، رغمَ الغُربَةِ، في مَنْفَاهُ…

(15)

للشّاعِرِ أسطورتُهُ الشّخصيَّةُ دومًا [ حينَ ينامُ العالَمُ يَصْنَعُ من أغصانِ الغاباتِ سِلاَلاً للأَحْلاَمِ الحُمَّى. ويعيدُ لهذا اللّيلِ لآلِئَهُ الفضيّةَ لؤلؤةً تِلْوَ الأخرى، محترقًا بلهيبِ النّجماتِ يضيءُ الأسحارَ، ويُبْعَثُ فيها كالعنقاءِ الحَيْرَى ]. ما أغربَ هذا الشّاعرَ، هذا الرّجلَ المِغْبَارَ. سِمَاتُ الـمُلاَّكِ على جَبْهَتِهِ البيضاءِ، ولا إرثَ لَهُ غير التَّرحال. أصابِعُهُ الملكُوتُ الرَّحْبُ، ولا بيتَ لَهُ إلاّ الزّلزال. مريضٌ بِتَعَاوِيذِ الأَسْلاَفِ، ومَسْكُونٌ بالنَّارِ، كَأَنَّ البَرْقَ الأَخَّاذَ مقيمٌ في عينَيْهِ، كأَنَّ لدَيْهِ مفاتيحَ الأسرارِ الكبرى. ما أروعَ أن تُولَدَ من كَفَّيْهِ الآثِمَتَيْنِ الأَصْبَاحُ، وما أفدحَ أن يُبْصِرَ في بلّورِ التِّيهِ هُدَاهُ…

(16)

الشّاعرُ، لو تدرونَ، الرَّائي

في مرآةِ النّرجسِ، تُبْصِرُ

ما لا يُبْصَرُ عيناهُ، وتَقْرَأُ

ما لا يُقْرَأُ من أخبارٍ وفُتُوحَاتٍ…

الشّاعرُ، لا أحدٌ

يُشْبِهُهُ في الدّنيا،

لا بشرٌ يبلغُ مَرْقَاهُ…

(17)

الشّاعرُ مَلِكٌ مطرودٌ في الأكوانِ، وهَيْمَانُ. أضاع عروشًا في الوهْمِ، وبَدَّدَ في التّطوافِ كنوزا. أطفَأَ شمسَ الصّمتِ، وأَضْرَمَ شمسًا أخرى للصّوتِ الطّالعِ من أحشاءِ العزلَةِ، بحثًا عن كلماتٍ لا تشبهها كلماتٌ. يُوغِلُ في شطرنجِ كتابَتِهِ [ هِيَ في الأَصْلِ متاهَتُهُ ]. ويُحَنِّطُ أوجاعًا في الأبيضِ. يبني في النّشوةِ إيقاعا نزقًا، وقلاعًا من ذَهَبِ الأحزانِ… غنائمُهُ الأحجارُ تَهَاوَى في القِيعَانِ عميقًا. ومباهجُهُ المِلْحُ المتخثّرُ في شهقَةِ أُنثى. ومَسَرَّتُهُ الأنوارُ، إذا سَطعَتْ… ترياقُ اليَأْسِ قصائِدُهُ. والأرضُ له قبرٌ ومماتٌ. والأفْقُ لرؤياهُ حياةٌ سَكْرَى، يَنْشُدُهَا… وملاكٌ منفيٌّ في هذا العَصْرِ، صباحٌ مَرْمِيٌّ في الظّلمَةِ، زهرٌ جبليٌّ يُورِقُ في الفجرِ، هو الشّاعرُ. لا أحدٌ يُدْرِكُ، ما الشّاعرُ ؟ سِرُّ الأسرارِ، هُوَ الشّاعرُ في الأكوانِ، وقدسُ الأقداسِ تَجَلَّى. والأسماءُ هَوَاهُ…

(18)

للشّاعرِ حَتْمًا ما يَكْفي،

من خُبْزِ الدّهشَةِ كَيْ يَحْيَا،

قَلِقًا وسعيدًا، فوق ذُرَاهُ…

(19)

إحساسُ الشّاعرِ رفَّةُ عصفُورٍ مَقْرُورٍ. وذهولُ الشّاعرِ، في الرّؤيا، نُسُكٌ مبهمَةٌ لا تفقهُهَا الدَّهْمَاءُ. وإِرْثُ الشّاعرِ مملكةُ الأشياءِ الصُّغْرَى، تَكبرُ في الأحلامِ وفيهِ. غريبٌ هذا الكائنُ، في وحْدَتِهِ، تَزْحَمُهُ الأضواءُ، تُآخِيهِ. غريبٌ ومريعٌ وبديعٌ. قد تَتَّخِذُ الأطيارُ أصابعَهُ الفِضِّيَّةَ أعشاشًا. وتَلُوذُ بِهِ الغيماتُ، إنِ انْفَجَرَ الإعصارُ. وتَرْقُدُ في بُرْدَتِهِ اللَّيْلاَتُ، كَطِفْلٍ عَانَقَ حَلْوَاهُ…

(20)

في قَلْبِ الشّاعرِ، في أَصْقَاعِ

مَجَاهِلِهِ، في أَصْدَافِ رغائِبِهِ السِّرِّيَّةِ،

يَسكُنُ دومًا وَلَدٌ يَعْبَثُ بِالأَوْثَانِ،

ويَلْهَجُ بالطُّوفَانِ القَادِمِ،

من جِهَةٍ لا يَعْلَمُهَا أَحَدٌ إِلاَّهُ.

ويَسْكُنُ فِيهِ – أُؤَكِّدُ – يَسْكُنُ فِيهِ إِلَهُ…

(21)

الشّاعرُ من يَمْلأُ رَاوُوقَ الكلماتِ، بخمْرِ المعنى. ويُرِيقُ الماءَ الفاتِنَ فوقَ الأوراقِ، شغوفًا بغوايتِهِ الأولى… التّفّاحةَ يَرْسُمُهَا في مملكَةِ الأبيضِ، شَبِقًا. ويُلَوِّنُهَا بِغُبَارِ الرَّغْبَةِ، يَنْفُخُ فيها من شهوتِهِ حتّى تُصبحَ أُنْثَى، أجملَ من كُلِّ الأَخْطَاءِ وأَحْلَى… الشّاعِرُ من يَكتُبُ بالجمرَةِ تاريخًا آخَرَ للأزمانِ، ويَمْحُو الماضي الآسِرَ بأصابعِهِ، يقتلُهُ كَيْ يَحْيَا فينا، كَيْ نَحْيَا…

الشّاعرُ من يَكتبُ ـ يَشطبُ،

يَشنقُ ـ يَخْلُـقُ،

لا خَالِقَ في كَوْنِ الأَوْرَاقِ سِوَاهُ…

(22)

[ الشّاعرُ – ماتَ - أُكَرِّرُ

أنّ الشّاعرَ ماتْ... ]

أبدًا، الشّاعرُ حيٌّ في الكلماتْ…

والشّاعرُ أكبرُ مِنْ أَنْ يُولَدَ، ثمّ يَمُوت.

الشّاعرُ يَعبقُ عِطْرًا في المَلَكُوت،

ويَصْعَدُ موسيقى ومَبَاهِجَ شَتَّى…

إِنْ سَلَّمْنَا، جَدَلاً، أنّ الشّاعرَ “مات”.

فهذا الأبيضُ،

مثل سريرِ الغَيْمِ السّابِحِ،

حَتْمًا، مَثْوَاهُ…


hgJlJ;~Jd hgJil~Jhld – aJhuv jEJ,kEJsd



 


الرد باقتباس
قديم 05-18-2013, 07:06 PM   #2
[" مشرف الطبي سابقاً "]


الصورة الشخصية لـ عزيزالبيحاني
عزيزالبيحاني غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1407
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 01-13-2023 (01:34 PM)
 المشاركات : 1,646 [ + ]
 تقييم العضوية :  20
 الدولهـ
Yemen
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي



كلمات جميله جداً,, كاتبها مفعم بالثقافة والأدب..تسلم أخي (*حريب مأرب*) على النقل والانتقاء الجميل.



 


الرد باقتباس
قديم 05-18-2013, 07:16 PM   #3


الصورة الشخصية لـ حريب مارب
حريب مارب غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 166
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 12-05-2013 (03:08 PM)
 المشاركات : 4,693 [ + ]
 تقييم العضوية :  30
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
الإفتراضي



إقتباس:
إقتباس من مشاركة عزيزالبيحاني مشاهدة المشاركة
كلمات جميله جداً,, كاتبها مفعم بالثقافة والأدب..تسلم أخي (*حريب مأرب*) على النقل والانتقاء الجميل.
الاجمل و الا روع والارقى هو حضورك وتواجدك المميز ومتابعتك الراقية
لاعدمنا تواجدك اخى العزيز
دمت بحفظ الرحمن



 


الرد باقتباس
قديم 05-18-2013, 07:21 PM   #4


الصورة الشخصية لـ زعيم قديم
زعيم قديم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1465
 تاريخ التسجيل :  Jan 2013
 أخر زيارة : 07-01-2014 (10:29 PM)
 المشاركات : 1,624 [ + ]
 تقييم العضوية :  20
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي



في قَلْبِ الشّاعرِ، في أَصْقَاعِ

مَجَاهِلِهِ، في أَصْدَافِ رغائِبِهِ السِّرِّيَّةِ،

يَسكُنُ دومًا وَلَدٌ يَعْبَثُ بِالأَوْثَانِ،

ويَلْهَجُ بالطُّوفَانِ القَادِمِ،

من جِهَةٍ لا يَعْلَمُهَا أَحَدٌ إِلاَّهُ.

ويَسْكُنُ فِيهِ – أُؤَكِّدُ – يَسْكُنُ فِيهِ إِلَهُ…


شعر بليغ ، شكرا" اخي حريب مأرب



 


الرد باقتباس
قديم 05-18-2013, 08:58 PM   #5


الصورة الشخصية لـ حريب مارب
حريب مارب غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 166
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 12-05-2013 (03:08 PM)
 المشاركات : 4,693 [ + ]
 تقييم العضوية :  30
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
الإفتراضي



إقتباس:
إقتباس من مشاركة زعيم قديم مشاهدة المشاركة
في قَلْبِ الشّاعرِ، في أَصْقَاعِ

مَجَاهِلِهِ، في أَصْدَافِ رغائِبِهِ السِّرِّيَّةِ،

يَسكُنُ دومًا وَلَدٌ يَعْبَثُ بِالأَوْثَانِ،

ويَلْهَجُ بالطُّوفَانِ القَادِمِ،

من جِهَةٍ لا يَعْلَمُهَا أَحَدٌ إِلاَّهُ.

ويَسْكُنُ فِيهِ – أُؤَكِّدُ – يَسْكُنُ فِيهِ إِلَهُ…


شعر بليغ ، شكرا" اخي حريب مأرب

تشرفنا بـ مرورك العطر مشرفنا القدير

لاعدمنا متابعتك
تقديري



 


الرد باقتباس
قديم 05-19-2013, 03:04 AM   #6


الصورة الشخصية لـ وادي العوهل
وادي العوهل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 555
 تاريخ التسجيل :  May 2012
 أخر زيارة : 02-22-2014 (05:51 PM)
 المشاركات : 2,137 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي




أبدًا، الشّاعرُ حيٌّ في الكلماتْ…

والشّاعرُ أكبرُ مِنْ أَنْ يُولَدَ، ثمّ يَمُوت.


حريب مارب كما عهدناك جميل تأتي بماهو رائع
لا عدمناك ....






 


الرد باقتباس
الرد على الموضوع

Bookmarks

الكلمات الدلالية (Tags)
الـمـكّـي , الـهمّـامي , تُـونُـسي , شـاعر


Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests)
 

قوانين المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML مغلق
Trackbacks are متاح
Pingbacks are متاح
Refbacks are متاح



شات تعب قلبي تعب قلبي شات الرياض شات بنات الرياض شات الغلا الغلا شات الود شات خليجي شات الشله الشله شات حفر الباطن حفر الباطن شات الامارات سعودي انحراف شات دردشة دردشة الرياض شات الخليج سعودي انحراف180 مسوق شات صوتي شات عرب توك دردشة عرب توك عرب توك


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 06:15 AM.


.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
.

Search Engine Friendly URLs by vBSEO