منتدى الآصالةوالتاريخ حريب بيحان
ينتهي : 30-04-2025
عدد مرات النقر : 1,280
عدد  مرات الظهور : 29,251,912

عدد مرات النقر : 4,125
عدد  مرات الظهور : 73,272,269
عدد  مرات الظهور : 68,988,238
قناة حريب بيحان " يوتيوب "
عدد مرات النقر : 2,306
عدد  مرات الظهور : 73,273,071مركز تحميل منتديات حريب بيحان
ينتهي : 19-12-2025
عدد مرات النقر : 3,945
عدد  مرات الظهور : 69,488,998
آخر 10 مشاركات
تحدي المليوووون رد ،، (الكاتـب : - المشاركات : 2050 - المشاهدات : 123472 - الوقت: 07:27 PM - التاريخ: 04-25-2024)           »          صـبـــاحكم سكــر // مســـاؤكم ورد معطر (الكاتـب : - المشاركات : 2386 - المشاهدات : 169522 - الوقت: 06:40 AM - التاريخ: 04-24-2024)           »          تعزية للاخ يمني بوفاة اخيه (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 6 - المشاهدات : 107 - الوقت: 09:46 PM - التاريخ: 04-22-2024)           »          قراءة في سورة البقرة (الكاتـب : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 68 - الوقت: 05:34 AM - التاريخ: 04-20-2024)           »          الاذكار اليوميه في الصباح والمساء (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 542 - المشاهدات : 33690 - الوقت: 08:30 PM - التاريخ: 04-19-2024)           »          عيدكم مبارك ،، (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1 - المشاهدات : 83 - الوقت: 08:45 AM - التاريخ: 04-10-2024)           »          ماذا ستكتب على جدران (منتديات حريب بيحان) (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3179 - المشاهدات : 233513 - الوقت: 05:26 PM - التاريخ: 04-08-2024)           »          ورد يومي صفحه من القرآن الكريم (الكاتـب : - المشاركات : 93 - المشاهدات : 979 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-23-2024)           »          شهرمبارك كل عام وأنتم بخير (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3 - المشاهدات : 77 - الوقت: 04:06 AM - التاريخ: 03-18-2024)           »          تدمير دبابة ميركافا الإسرائيلية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 139 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-17-2024)


الإهداءات




تاريخ وقبائل إقليم بادية حوران شمال الأردن


تاريخ وقبائل إقليم بادية حوران شمال الأردن

إقليم حوران : حوران إقليم جغرافي متكامل يضم الهضبة الواقعة بين حوض دمشق في الشمال، ومنخفض وادي اليرموك وجبال عجلون ومنخفض وادي الأزرق ووادي السرحان في الجنوب والجنوب الشرقي، كما

الرد على الموضوع
 
LinkBack خيارات الموضوع
قديم 01-13-2012, 08:37 PM   #1


صدى الاوطان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 98
 تاريخ التسجيل :  Sep 2011
 أخر زيارة : 09-21-2012 (01:50 AM)
 المشاركات : 818 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي تاريخ وقبائل إقليم بادية حوران شمال الأردن



تاريخ وقبائل إقليم بادية حوران 966image.jpeg



إقليم حوران :
حوران إقليم جغرافي متكامل يضم الهضبة الواقعة بين حوض دمشق في الشمال، ومنخفض وادي اليرموك وجبال عجلون ومنخفض وادي الأزرق ووادي السرحان في الجنوب والجنوب الشرقي، كما تمتد بين جبل الشيخ وهضبة الجولان في الغرب، والجنوب الغربي والبادية من الشرق، ولقد كانت حوران إدارياً تضم جبل العرب، وجبل الجادور، وجبال اللجاه، وجبال الجولان، وعجلون، وسهل عجلون وسهل حوران وسهل النقرة 1.
أما تسمية حوران فيعتقد أنها جاءت من اللغة الآرامية (حوريم: بلد الكهوف، أو من اللغة السبئية " بمعنى البلد الأسود) أما الأشوريون فسموها (حورانو: أي النقرة) في حين سماها اليونان والرومان " اورانتيس "، وقد ورد ذكرها في التوراة باسم " باشان، باثان: بلد العجول السمينة" كما سميت بلاد العمالقة، أما العرب في الجامعلية فسموها حوران بمعنى الملجأ أو الكهف 2.

سكان حوران عبر العصور :
1- الرفائيون " العمالقة " : ينتسبون إلى جدهم رافا الجبار وهم آراميون سموا بالجبابرة، سكنوا حوران منذ 2500 ق. م. والمشهور من ملوكهم الملك عوج الجبار ملك حوران الذي كان طول سريره حوالي خمسة أمتار وعرضه أربعة أذرع 3.
2- الآموريون: ينتسبون إلى آموري رابع أولاد كنعان، ويعني إسمهم سكان الجبال وهم من أقوى القبائل حيث اشتهروا ببسالتهم، وسطوتهم وطول قاماتهم ومن ملوكهم " سيحون " وقد شاركهم بسكنى حوران قبيلتا العمونيين، والموآبيين "ينتمون إلى موآب بكر ابنة لوط الكبرى " ، ومن ملوكهم عجلون وبالاق وابن خفور 4.
3- الايطوريون: ينتسبون إلى ايطور بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الله، وقد سكنوا اللجاه، وتنسب إليهم مملكة ايطوريا " الجيدور " وهم إخوة الأنباط ويعتقد أن هذه القبيلة قد بادت، أو اختلطت مع غيرها من القبائل.
4- الحوريون : اشتق اسمهم من حوريم أي سكان المغاور يعتقد أنهم من بقايا قبيلة ثمود العربية البائدة وانهم أقدم من الكنعانيين، وهم الذين حفروا الكهوف الصخرية الكبيرة المعروفة بالحرة الحورانية.
5- الآشوريون: ينتسبون إلى آشور بن سام وفتحوا حوران وفي عام 645 ق. م. زحف آشور بانيبال على دمشق وحوران واستقر فيها حتى جاءت جموع السيثيين " التتر " 5.
6- السلوقيون: كانت حوران من ممتلكات السلوقيين " نسبة إلى سلوقس أحد قادة جيوش الاسكندر في سورية " .
7- الأنباط : قدم الأنباط إلى حوران في القرن الأول قبل الميلاد " 88 ق. م. " وينتسبون إلى نبابوت بن إسماعيل جد العرب كانوا يكتبون ويتكلمون اللغة الآرامية، ويعتقد أن آخر ملوكهم هو زامل الذي انتهى حكمه عام " 105م" .
8- الرومان: احتل الرومان سورية عام " 64 ق. م. " وتم تشكيل ولاية عربية في بصرى الشام 6.
9- الضجاعم: ينتسبون إلى إحدى فروع سليح وقد قدموا من سبأ في اليمن وينقسمون إلى مناذرة سكنوا في بلاد ما بين النهرين، وشكلوا مملكة الحيرة وإلى تنوخيين تفرقوا في حوران، ودمشق آخر ملوكهم زياد ابن الهبولة وتنصروا بعهد ملكهم عمر بن مروان بن الحاف 7.
10- الغساسنة: ينتسب بنو غسان إلى جدهم مزيقياء وهو عمر بن عامر، قدموا إلى حوران في أوائل القرن الثالث الميلادي وأول من نزل منهم على عين ماء غسان هو ماء السماء عامر بن حارثة الغطريف ابن امرؤ القيس البهلوي من سلالة نوح الجد الثاني للعالم، عرف بنو مزيقياء في حوران بالغساسنة، والمناذرة بالعراق، والأزد في منى، والأوس في المدينة، وخزاعة بجوار مكة، ثم تفرق شمل الغساسنة بعد الفتح الإسلامي وانتشروا في معظم القرى الحورانية ومنهم من أسلم ومنهم من بقي على نصرانيته 8.
11- القريشيون: ينتسبون إلى قريش، ومنهم الشهابيون 9 والرفاعية 10 والحريري11، والحراكي، والبلخي 12، والعبيسي، والحلقي13، والقادرية (الكيلانية) 14، وغيرهم والذين قدموا إلى حوران في عهد الفتوح الإسلامية.
12- المقدادية: وينتسبون إلى المقداد بن الأسود الكندي الصحابي الجليل15.
13- العشائر البديوة المتنقلة: ومنها شمر، طيء، السردية، بنو كلاب، بنو كلب، عنزة، بنو هلال، زبيد، آل ربيعة الطائيون، السرحان، العيسى، الفحيلية، النعيم، جهينة، بنو خالد، قضاعة 16، أنظر أيضاً جدول رقم (1) (الملاحق).
14- العائلات المصرية والحمصية17 .
15- العشائر غير العربية : 1- التركمان 2- الأكراد18 3- الزط 19.
بعد أن ذكرنا نبذة عن تاريخ منطقة حوران وعن سكانها نتحدث عن دور القبائل العربية في تلك المنطقة وفي بلاد الشام، وبالذات دور الإمارة الطائية في بلاد الشام وعن أحلافهم وما آلت إليه تلك الإمارة من انقسام إلى ثلاث إمارات في جنوب، ووسط، وشمال بلاد الشام، ثم هجرة القبائل النجدية إلى بلاد الشام وتأثيرها على مجريات الأحداث هناك.

الإمارة الطائية في بلاد الشام :
من زعماء القبائل العربية في العصر المملكوكي والتي استمر معترفاً بها وتعتبر امتداداً لزعامتهم إلى ما قبل هذا العصر، هم آل ربيعة بطن من طيء وينسبون إلى جد لهم اسمه ربيعة وكان يعيش أبناء له في أيام صلاح الدين، ولقد شاركوا في حروبه ضد الصليبيين في بلاد الشام، وقد استشهد قسم منهم في تلك الحروب، وأنجب ربيعة أربعة أبناء هم فضل ومرا وثابت ودغفل، ومن هؤلاء تفرعت فروع آل ربيعة، وهم الذين أصبح لهم دور سياسي في العصر المملوكي معترف به والفترة التالية 20.
وينقسم آل ربيعة إلى عدة بطون منها البطن الأول : آل فضل وهم رأس الكل وهم شعب كثيرة، وإن أمير آل فضل يجلس فوق جميع العربان، ومنازلهم من حمص إلى السلمية إلى الفرات، والبطن الثاني : آل مرا ومنازلهم حوران وهم أبطال مناجيد ورجال صناديد، والبطن الثالث : آل علي بن حديثة ودريارهم مرج دمشق وغوطتها بين إخوتهم آل فضل وبني عمهم آل مرا.
ومن طيء أيضاً بنو جرم ومنازلهم بلاد غزة إلى بلاد الخليل، ومنهم أيضاً ثعلبة وأراضيهم جهات غزة 21.
وينتسب آل ربيعة عرب الشام إلى ربيعة بن حازم بن علي بن مفرج بن دغفل بن جراح بن شبيب بن مسعود بن حرب بن السكن بن ربيع بن علقي بن حوط بن عمرو بن خالد بن معبد بن عدي بن افلت بن سلسلة بن غنم بن ثوب بن معن بن عتود بن عنيز بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء 22.
وجاء أن آل مرا بطن من ربيعة الطائية وينقسمون إلى آل منيخر وآل نمي وآل بقرة وآل شما، ويدخل في إمرتهم حارثة وبنو لام وبنو صخر، ويأتيهم من عرب البرية آل ظفير والمفارجة وآل غزي وعدوان وعنزة وديارهم الجولان والجيدور إلى الزرقاء والضليل وبصرى 23.
ولقد كانت الإمرة على آل ربيعة وعرب الشام إلى آل مرا لكن آل فضل استظهروا برئاستهم على آل مرا وغلبوهم على المشاتي 24.
وجاء في أحداث سنة (715هـ-1315م) أن آل مرا يسكنون سورية وأن رئيسهم نجاد بن أحمد بن حجي بن زيد بن شبل أمير آل مرا ولهؤلاء تنتسب الواقعة المعروفة "بذبحة آل مرا " وهم فرقة من طيء والإمارة كانت فيهم فانتزعها آل فضل من طيء 25.
وملخص الواقعة أن أحد شيوخ زبيد ويدعى سلطان جبر قد نازع أخاه جبريل على إمرة العشيرة وانتصر عليه فاضطر جبريل إلى الابتعاد عن عشيرته والتي كانت متواجدة في حوران واتجه إلى عشيرة آل مرا الطائية، حل جبريل شيفاً وحليفاً في مضارب آل مرا فرغب أحد شيوخ آل مرا الزواج بإحدى بناء جبريل الثلاثة، إلا أن الأخير مانع في ذلك فحدث نزاع انتهى بمقتله فأرسلت زوجة جبريل من يعلم قبيلة زبيد بالحادث فجمعوا جموعهم واستعدوا لأخذ الثأر فتقدموا حتى وصلوا مضارب آل مرا وهجموا عليهم ليلاً واعملوا فيهم السيف وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وقد أطلقت العرب على هذه الواقعة اسم " ذبحة آل مرا " 26.
وجاء في حوادث سنة (795هـ-1395م) أن ابن قشعم ثامر أمر عربانه بالرحيل إلى جهة نعير أمير آل مرا (27) ، وتعتبر عشائر القشعم من بني لام من طيء القحطانية وجاء في السنة المذكورة خبر ثامر بن قشعم أنه قد تألم من الأمير نعير أمير طيء ومن حكومة الشام فأمر عربانه بالرحيل إلى جهة نعير فجازوا على أملاكه بالبصرة فاستولوا عليها ونهبوها والظاهر أن ثامر بن قشعم قد مال بعشائره بني لام من ذلك التاريخ باتجاه العراق وبلاد الشام 28.
كما جاء في كتاب عشائر العراق أن إمارة طيء كانت في العراق قبل الإسلام في بني هناء ومن هؤلاء إياس ابن أبي قبيصة أمير العرب في العراق، ولاه كسرى بعد أن قتل النعمان بن المنذر، وأنزل طيئاً في الحيرة فكانت الرئاسة له ولأعقابه إلى ظهور الإسلام، وفي عهد المسلمين كانت أمارتهم في بني الجراح من عقب إياس بن أبي قبيصة، وكانت الرئاسة فيهم أيام الفاطميين لأميرهم مفرج بن دغفل بن الجراح، تولى بعده ابنه حسان وسكن جنوبي الشام، وبقيت الإمارة فيهم في البادية وأصابها ضعف أحياناً وزاد نشاطهم في عهد المغول، والتركمان في العهد العثماني، ولقد كانت إمارتهم في ربيعة في أنحاء الشام في عهد الأتابك طغتيكين ومنه تفرع :
1- آل مرا : وهو ابن ربيعة وتعددت منه فروع منها آل أحمد بن حجي وآل مسخر وآل نمي وآل بقرة والشما 29.
2- آل فضل: ولقد دام النزاع بين آل مرا وبين آل فضل على الرئاسة مدة وكان لهم شأن في أيام المغول، وفضل بين ربيعة جد الكل ومنه تفرع آل مهنا وآل عيسى وآل حيار، وهؤلاء عرفوا مؤخراً بآل أبي ريشه، ومن فروع آل فضل آل ملحم ومنهم آل فرج وآل سميط وآل مسلم، تنازعت هذه الفروع الإمارة، وفي العهد العثماني استقرت في " آل أبي ريشه " 30.
وما زال آل فضل أمراء بادية الشام من حمص إلى وادي الفرات، وولاة الأمر على عشائر تلك البراري كلها طيلة القرون الأخيرة إلى عهد قريب، إلا أن أسماءهم قد تبدلت بعد انقسامهم وتغير رؤساؤهم، فأصبحوا يسمون آل مهنا بن عيسى، ثم برز من بين هؤلاء آل حيار وهو حيار بن مهنا بن عيسى 31.
ثم برز من الحياريين آل أبي ريشه رؤساء الموالي الحاليين، ولقد كانت قبيلة الموالي من أحلاف آل ربيعة الطائيين، ولقد كانوا يتحينون الفرص للانفراد عن آل ربيعة وتكوين كيان مستقل لهم وتشكيل إمارة لها سطوتها ونفوذها 32 ، ولقد كانت زعامة الموالي لـ آل طوقان، ولقد جاء في أحداث عام (1127هـ-1715م)، أن أمير الموالي عبد الله قد تحارب مع بني لام في العراق 33 ، ولقد اختلف في اسم الطوقان فمن قائل أنهم كانوا شيوخ الموالي وكانوا يضعون طوقين في أعناقهم تميزاً لهم عن عشيرة الموالي النازلين بينها – والموالي مجموعة من العائلات المختلفة الأصول والمنابت التي أكثرها غامض تحت زعامة الحياريين " آل أبو ريشه " الطائيين – ومن قائل أن الطوقين من الدولة العثمانية رتبة حسب الأصول المتبعة وعلى كل حال فلا خلاف في أن طوقان نسبة إلى طوقين 34.
ولقد كان الطوقان في الجولان – على إثر تركهم لعشائر الموالي – فجاؤوا مع حملة عبد الله باشا النمر إلى نابلس ويوجد طوقان أيضاً مع الموالي بسوريا، وجاء أيضاً في الروض البسام أن آل جحجاح أمراء قبيلة الموالي ويعرفون بآل أبي ريشه وهم يدعون النسب إلى آل برمك وهذا غلط وخلاف المشهور والمتواتر بأنهم ينتهون إلى سيدنا العباس بن عبد المطلب عم النبي عليه الصلاة والسلام عن طريق ولده الفضل وأن آل أبي ريشه اتصل جدهم بعرب الشام بعد واقعة التتار واجتمع عليه بطن من الحيار الوائليين ثم انضم إليه عن طريق الخدمة أناس كثيرون من قبائل متفرقة وكثرت الأخلاط في قبيلته وأصبح الحياري بين الباقين كالنقطة، فخص الحياريين بأطواق من حرير أسود فوق الأزياق، وقال لهم المطوقون فحرف الأعراب ذلك وقالوا الطوقان، وبقيت سنة في آل جحجاح فإنهم لا يتزوجون على الغالب إلا من الطوقان وسُميت بقية الفصائل التي اجتمعت عليه بالموالي 35.
ودعوى انتسابهم إلى العباس عم الرسول غير صحيحة والعباس جدهم هو ابن الأمير أحمد الحياري الذي تولى الإمارة بعد مقتل الأمير ملحم الظاهر سنة (1093هـ-1682م) 36
ولقد كان الأمير فياض بن عساف بن نعير بن حيار بن مهنا يلقب بالحياري أبو ريشه والحياري نسبة إلى جده حيار وأبو ريشه لأنه كان يضع ريشه من ذهب في مقدمة عمامته تقليداً لجده عيسى بن مهنا الذي أنعم عليه السلطان قلاوون سلطان مصر سنة (680هـ-1281م) بريشه من ذهب وأموالاً وعبيداً فلقب أحفاده بـ آل أبي ريشه 37.
يتضح لنا بالوجه القاطع أن آل أبو ريشه هم من أعقاب آل ربيعة الطائيين أمراء عرب الشام، وليسوا من أعقاب العباس عم الرسول عليه الصلاة والسلام ولا من أعقاب البرامكة، أما بالنسبة للطوقان فهم أمراء الموالي سابقاً وارتدوا الطوقين للتميز عن بقية الموالي، حتى خالطهم الحياريون ومنهم آل أبو ريشه وأخذوا منهم إمارة الموالي بعد نزاع مرير عليها انتهى بمقتل معظم أمراء آل طوقان في قلعة سلمية وهجرة القسم الآخر إلى البلقاء.
وجاء في تاريخ الأمير فخر الدين المعني الثاني أن الطوقان أسرة من عرب الموالي القاطنين في لواء حماة يتصل نسبهم بالعباسيين وهم فرقتان الأولى الطوقان، والثانية أبو ريشه، فاعتزل زعيمهم عبد الله الطوقان بلاد حماه وخيم في نواحي البلقاء ونابلس لنزاع وقع في العشيرة، وبقي بنو أبي ريشه في تلك الديار ونبغ من آل طوقان كثيرون، منهم صالح باشا والي سوريا سنة (1098هـ-1686م)، ومصطفى باشا الذي حارب ظاهر العمر الزيداني وتولى مصر والحجاز، وقد ألف فيه كتاب اسمه " قلائد العقيان في نسب حضرة الوزير مصطفى باشا طوقان " والموجود في خزانة " ادبسالا " ولا تزال هذه الأسرة محترمة من وجهاء نابلس وزعمائها 38 .
ولقد كان الموالي يحرضون الأمير فخر الدين المعني ضد آل ربيعة الطائيون " الحياريين " ولما كانت قبيلة الحياريين والتي يرأسها الأمير مدلج لا تقوى على منازعة المعنيين والموالي بسبب الخلافات والمنازعات التي حدثت بين الأمير مدلج والأمير حسين بن فياض، ثم أخذ الموالي يحاولون السيطرة على بادية الشام والعراق، وكان ذلك عام (1031هـ-1621م)، وفي حوادث سنة (1132هـ-1719م)، تمرد الموالي والعباسيون على السلطة في أنحاء حلب 39.
والعباسيون هم بقايا آل أبي ريشه من فخذ الأمير العباس ابن الأمير أحمد الحياري وهذه تظهر لنا تحالف الموالي وآل أبي ريشه 40، ولقد كان النزاع مستمراً بين آل أبي ريشه وبين الطوقان والموالي إلى أن تمكن الأمير علي الشديد وهو ابن الأمير شديد ابن الأمير أحمد الحياري سنة (1076هـ-1665م)، من السيطرة على قبيلة الموالي وقيادتها فآلت إمارة الموالي من الطوقان إلى أبي ريشه ثم انتقلت إلى الأمير حسين العباس سنة (1107هـ-1695م)، وهو ابن الأمير العباس ابن الأمير أحمد الحياري، وكان والده العباس قد تولى إمارة آل أبي ريشه بعد مقتل الأمير ملحم الظاهر سنة (1093هـ-1682م)، ولا زالت رئاسة الموالي في سوريا لغاية الآن لأعقاب الأمير شايش بن عبد الكريم من آل أبي ريشه 41، وهؤلاء لا يتزاوجون من الموالي إلا من فخذ الطوقان فقط، لشرف منبتها الذي يعزونه إلى أسرة الطوقان المعروفة في نابلس 42، ويروى أن أحد أمراء آل أبو ريشه ويدعى فياض الحياري، كان قد نصب عاموداً وسط فيافي الحماد دعاه عمود الحمى حرم به على العشائر النجدية المتحفزة للقدوم نحو بادية الشام أن تتخطاه وتقترب من نفوذ قبائل طيء في تلك البادية 43.
ومن آل طوقان توجد عائلة واحدة مع عشائر السردية وهي عائلة فهد محمد طوقان والذي جاء إلى حوران وانضم إلى عشائر السردية على أثر نزاع بينه وبين أبناء عمومته.
ولقد جاء ذكر الطوقان في تاريخ الأمير فخر الدين المعني وملخص ما جاء فيه عنهم: في عام (1020هـ-1612م)، قام الأمير فياض الحياري بطرد الأمير أبو اللثام بن عبد الله الطوقان بأهله وعربه إلى الأمير فخر الدين المعني الثاني 44، وفي سنة (1024هـ-1615م) عين الأمير فياض الأمير سلطان عبد الله الطوقان ليغزو مع الشيخ عمر بن جبر السقري شيخ المفارجة عرب السردية 45، وتحاربوا معهم في حوران وطردوهم من البلاد إلى البلقاء، وزادت مكانة الشيخ عمر والأمير سلطان الطوقان بالغنائم وإطاعتهم جميع العربان فأصبحت عرب الأمير فياض الحياري " أبو ريشه" تتفرق عنه وتحضر إلى عند الأمير سلطان الطوقان لأجل الغنائم فأرسل الأمير فياض للشيخ عمرو شيخ المفارجة " إن كنت تريد خاطري فاطرد عنك الأمير سلطان " ولما بلغ الأمير سلطان ذلك رحل من عند الشيخ عمرو ونزل على الشيخ رشيد شيخ عرب السردية.
ثم تحرك الأمير فياض الحياري " أبو ريشه بعربه من سلمية إلى حوران ولما وصل إلى منازل عرب السردية والشيخ رشيد، والأمير سلطان هجم عليهم، فاتجه عرب السردية بطرشهم إلى اللجاه ثم ذهب الأمير سلطان إلى فروخ بك سنجق عجلون، وكوجك كنعان سردار حوران ودخل عليهما فجاء كنعان إلى الأمير فياض يتوسط للأمير سلطان فعفا عنه وقبل الأمير سلطان يده ورجعوا معه إلى بلاد الحياري، ولما وصل الأمير فياض إلى القريتين أخذ جميع بوش سلطان الطوقان وطرده، فقام بالذهاب إلى عند الشيخ ناصر آل مهنا شيخ القشعم في بلاد العراق، ثم قام الأمير سلطان بالإغارة على عرب فياض الحياري وقطع الطريق عليهم حتى قيل أنه مرة أخذ قافلة بقرب قارا جاءت من حلب فيها بضائع بخميس ألف قرش، فلما أتعب سلطان مزاج الأمير فياض دعا الأمراء أخوة سلطان الطوقان إلى وليمة في قلعة سلمية وهما الأمير نجم والأمير أبو فاضل ولدي الأمير عبد الله الطوقان وأولاد عمهم الأمير أحمد بن الحوري والأمير حسن بن عرار وغيرهم ثم ألقى القبض عليهم وسجنهم في قلعة سلمية وقتلهم 46.
ثم قام الأمير سلطان بعد هذه الحادثة بمفارقة الأمير ناصر آل مهنا في العراق وجاء ونزل في اللجاه وكبس على عرب سعيدة وقتل شيخهم فتكاثروا عليه وجرحوا فرسه من تحته وحكموا عليه وعلى ابن عمه الأمير علي بن عرار بالقتل عوضاً عن شيخهم وجاؤوا برأسيهما إلى مدينة دمشق في شهر رجب سنة (1024هـ-1615م) 47.
وقام الأمير فياض الحياري " أبو ريشه " في عام (1028هـ-1618م) بطرد الأمير عباس ابن الأمير أحمد أبو ريشه والأمير أبو اللثام ابن عبد الله الطوقان – وفي الهامش الأمير فياض أبو اللثام – إلى عند الأمير فخر الدين، ولقد كانت سبب العداوة بين الأمير عباس مع الأمير فياض أنه عندما حضر الوزير خليل باشا إلى حلب وشتى في ديار بكر توجه إليه الأمير عباس ووالدته الحاجة أخت عبد الله الطوقان فأعطى الأمير عباس سنجق سلمية ثم قام الأمير فياض بالقدوم من بلاد الجزيرة وقطع الطريق بين حلب والشام وحاصر الأمير عباس في سلمية مدة حتى جاء تقرير باستلام الأمير فياض سنجق سلمية من جانب الوزير وخرج الأمير عباس من سلمية وظلوا مطرودين إلى ذلك الوقت 48.
ومن مشاهير الحيارية " آل أبو ريشه " من آل ربيعة الطائيين :
1- أبو ريشه شرف الدين عيسى بن مهنا:
هو الأمير عيسى بن مهنا بن مانع بن حديثة بن عقبة بن فضل من آل ربيعة من طيء القحطانية تولى إمارة آل ربيعة بعد والده مهنا، وكان ملك العرب في وقته وكانت سلمية مقر إقامته ثم ملك تدمر وكانت له منزلة كبيرة، وكان كريم الأخلاق حسن الجوار مكفوف الشر، وإنه قد اعترض التتار من خلفهم فتمت هزيمة التتار به، وكانت البلاد في زمانة في غاية الأمن وفي معركته مع التتار كان يحمل ريشه من الذهب على رأسه فلقب بـ " أبو ريشه " وأمتد هذا اللقب إلى أحفاده توفي سنة (683هـ-1284م) ودفن في مقبرة الشيخ فرج شمال عاصمته سلمية 49.
2- الأمير العباس:
هو الأمير عباس بن الأمير أحمد بن سليمان بن عساف بن حسين بن نعير بن حيار من آل ربيعة الطائيين تولى إمرة العرب بعد مقتل الأمير ملحم الظاهر بن عساف سنة (1093هـ-1682م)، وكان الأمير عباس بطلاً، شجاعاً، كريما، جواداً، يقري الضيف، ويطعم الجائع 50.
أما أعقاب آل مرا بن ربيعة الطائيون فعرفوا بالقرن السادس عشر الميادي بالفحيلية واشتهر منهم الأمير ناصر الدين الفحيلي أمير آل مرا في منطقة حوران 51 والذي كان يدعم الشيخ رشيد شيخ عشائر السردية من المفارجة على مشيخة حوران ضد الشيخ عمر بن جبر شيخ الصقر من المفارجة 52.
وفي سنة (1022هـ-1613م) كان الفحيلية نازلين في أطراف اللجاه فكبسهم الأمير علي بن الأمير فخر الدين المعني وأخذهم عن آخرهم ولم يسلم لهم عقال على اعتبار أنهم من أحلاف الشيخ رشيد شيخ عشائر السردية 53، وقد ذكرهم (بركهارت ) (Bakhit) في سنة (1224هـ-1809م)، وقال " يعد الفحيلية نحو 200 خيال وفي كل عام يلبس والي دمشق شيخهم فروة ويوظفه على جباية عشائر حوران واللجاه لقاء تقديم (15-20) كيس والفحيلية يأخذون خاوة سنوية من كل قرى حوران، ولقد كانوا من الحلف الرباعي المدعو أهل الشمال والمكون من السردية والسرحان والعيسى والفحيلية، وذلك لمجابهة عشائر عنزة ورد طغيانها عن مراعي حوران وحدثني – الكلام لأحمد وصفي زكريا – من سمع من الطاعنين بالسن أن هؤلاء الفحيلية ومثلهم السردية أنه بلغ من جبروتهم في تلك العهود على قرى حوران أنهم كانوا إذا أقبلوا على قرى وقدمت لهم الذبائح لا يأكلون إلا وهم راكبون على ظهور خيلهم والموائد محمولة على الرؤوس فإن صح ذلك كان في منتهى الغرابة 54.
وعلى أثر انتصار عشائر عنزة على حلف أهل الشمال في حدود سنة (1164هـ-1750م) تفرق حلفاء السردية فذهب الفحيلية إلى غور بيسان ووادي الأردن ومنهم أيضاً بقية ضئيلة في جنوبي قضاء الزوية في سوريا بين سمخ وفيق 55، وتقول عشيرة الدنادشة المتوطنة في قضاء تلكلخ أنها من هؤلاء الفحيلية ولا تزال الصلة والمعرفة متصلة بين العشرتين 56.
بينا كيفية انحسار الإمارة الطائية في بلاد الشام وضعف إمارة آل مرا في حوران وتحالفها مع غيرها من القبائل الطائية مثل المفارجة وبنو لام للمحافظة على نفوذها في تلك المنطقة، نتحدث في الصفحات التالية عن نسب عشائر السردية وإنهم ينتسبون للمفارجة من بني لام من طيء القحطانية وإنهم وعشائر الصقر هما الفرعان الرئيسان للمفارجة ثم نتحدث عن تحالف السردية مع بني عقيل العدنانية


jhvdo ,rfhzg Yrgdl fh]dm p,vhk alhg hgHv]k



 


الرد باقتباس
قديم 01-13-2012, 08:38 PM   #2


صدى الاوطان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 98
 تاريخ التسجيل :  Sep 2011
 أخر زيارة : 09-21-2012 (01:50 AM)
 المشاركات : 818 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي



نسب عشائر السردية :
ينسب صاحب كتاب قرى وأنساب حوران السردية إلى تنوخ 57، بينما ينسبها البعض الآخر إلى بني صخر العشيرة الأردنية المعروفة مع أن العداء كان مستفحل والغارات لا تنقطع بينهم 58، ويقول صاحب كتاب عشائر الشام أن السردية على قلتهم فرسان ومغاوير، وعندهم شمم بنسبهم وماضيهم فهم يزعمون أنهم من أعقاب بني مخزوم الذين جاءوا إلى ديار حوران في عهد الفتوح وبقي قسم منهم هنا تفرع منه بنو شهاب وهؤلاء نزحوا بعد القرن السادس من حوران إلى وادي التيم في لبنان، والسردية من أجل ذلك يحسبون أنفسهم أبناء عمومة الأمراء الشهابيين 59، وذكر فردريك في تاريخ شرق الأردن وقبائلها أن السردية والصقر من أعقاب صقر بن المقداد بن الأسود الكندي البهراني الحضرمي قدم جدهم من الحجاز مع الجيش الإسلامي الفاتح وقتل في واقعة اليرموك وخلف صقر الذي سكن هذه البلاد فكان من أعقابه قبيلتي الصقر والسردية 60، وجاء أيضاً في كتاب لطف السمر وقطف الثمر 61، وفي كتاب القول الحسن في أنساب بني حسن 62 أن عشائر السردية قد تضاربت أقوال النسابين في أصلها وردها معظمهم إلى بني صخر فاعتبروها فرعاً منهم ثم تناقل كثير من الباحثين عموماً هذا النسب ونسبتهم إلى المفارجة من طيء من كهلان هو الأصوب في ظننا والمفارجة هؤلاء هم عقب الأمير مفرج بن دغفل بن الجراح 63.
ولأنني أحد أبناء عشيرة السردية وعلى اعتبار أن أهل مكة أدرى بشعابها فإنني أود أن أبين نسب عشائر السردية ليكون مرجعاً للنسابة، فالسردية والصقر هما الفرعان الرئيسان اللذان تفرعا عن قبيلة المفارجة، والمفارجة هم آل جليدان المفارجة من مغيره من بني لام من طيء القحطانية 64.
وبنو لام هو لام بن عمرو بن ظريف بن عمرو بن مالك بن عمر بن ثمامة بن مالك بن جدعان بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجه بن جديله بن سعد بن قطره بن طيء 65، ومن بطون بنو لام البطن الأول : مغيرة، والبطن الثاني: كثير، والبطن الثالث: فضل، فآل مغيرة أشهر قبائل بنو لام وأكثرهم بطوناً ومنهم الملوك الشهيرة وآخر ملوكهم " عجل بن حنيتم " ثم ارتحلوا من نجد إلى العراق 66 والشام .
ولقد كان آل مغيرة في القرن التاسع والعاشر الهجري في عالية نجد يرأسهم " عجل بن حنيتم " وسكن وادي الشعراء وهناك في بلدة الشعراء قصر له آثار يعرف بقصر " ابن حنيتم " 67 ويعتبر بنو لام من أحلاف آل ربيعة من عرب الشام 68، ولقد كانت طيء تملك جبلي آجا وسلمى جبلي طيء " شمر الآن " وفي حوالي القرن السادس أو السابع الهجري برز فرع منها يدعى " بنو لام " وكثر هذا الفرع حتى ضرب به المثل " يشبع بنو لام " فهاجم المدينة ثم نزحت تحت ضربات القبائل القادمة من الحجاز فهاجرت إلى الشام والعراق69.
ومن مغيرة آل جليدان عربان بني لام المفارجة وهم طوائف: آل قني منهم آل حسن وآل فواز وآل حقر، منهم آل دغيمان وآل شيهان وآل طليحة، ومنه آل واصل وآل واجد وهؤلاء معرفون في القرن التاسع وأول العاشر الهجري 70.
وفي بداية القرن السادس عشر الميلادي ظهرت قبيلة المفارجة بأطراف الشام وكانت تأخذ الصرة من ولاة دمشق وذلك مقابل تأمين قافلة الحج بالأمن والحماية والجمال 71، ومن طوائف المفارجة والتي جاء ذكرها في تلك الفترة " آل قني " والذي ركب إليهم والي دمشق فلحق آخرهم فقتل منهم جماعة وأخذ منهم جمالاً 72، كما تعرف عشائر السردية وتنتخي أيضاً عند الملمات " بالقنوة " ، وجاء أيضاً ذكر طائفة آل دغيم " الدغمان، الدغيمان، الزعمان " ، وذلك لقيام والي دمشق بقتل كبارهم وهروب الباقين وأخذ حريمهم وإبلهم وأولادهم فوضعت الزينة في دمشق لأجل ذلك 73.
ولقد اشتهر من المفارجة في تلك الفترة أمير العرب سلامة بن فواز والملقب بـ "جغيمان " 74 ، والذي كان يقطع الطريق على قافلة الحج الشامي في حال عدم إعطاءه الصرة من قبل ولاة دمشق 75 .
واشتهر من المفارجة أيضاً نعيم بن سلامة بن فواز شيخ المفارجة 76، كذلك اشتهر سلامة بن نعيم ونصر الله زعيماً المفارجة 77، ثم حدث بعد ذلك نزاع بين زعماء المفارجة على مشيخة حوران وهما عمرو بن جبر ورشيد بن سلامة 78، وكان عمرو بن جبر شيخ عشيرة المفارجة حليف فخر الدين المعني وكان رشيد بن سلامة بن نعيم شيخ السردية من المفارجة ينافسه على المشيخة في حوران وكان رشيد موضع عطف الدولة العثمانية حيث أعطي المشيخة في حوران عام (1021هـ1612م) 79، وفي ترجمة رشيد للبوريني : " الشيخ رشيد بن سلامة بن نعيم كبير الطائفة السردية من المفارجة أعان الحجاج في سنة (1018هـ-1609م) فأراد والي دمشق إعطائه إمارة العرب في أرض حوران فتحارب مع عمرو بن جبر أمير المفارجة واختلفا على إمارة حوران واستمر رشيد راجياً إمارة حوران فأرسل ولدي أخيه أحمد وشويمي إلى الشام وهما كالبدرين الكاملين لهما جمال مفرط فسار شويمي إلى حماة ليجتمع مع الأمير شديد أمير الحيار، فأصابه وباء الطاعون فأدركته الوفاة في جانب غوطة دمشق في قرية قبر الست، وأما أحمد فذهب إلى الشام إلى عند كنعان بلوكباشي فأصابه أيضاً وباء الطاعون ومات بعد أخيه بيوم واحد ودفن أحمد في دمشق، ثم غلب رشيد عمرو وكسره في واقعة بالقرب من قرية جبا من نواحي حوران وكان الأمير حمدان بن قانصوه أمير بلاد عجلون مع عمرو والأمير ناصر الفحيلي من أمراء آل مري مع رشيد بن سلامة السردي ولحق الأمير ناصر بالأمير حمدان بعد هروبه فقال له: إلى أين يا فلاح إلى أين يا حضري قف حتى أدركك فهرب لا يلوي على شيء، وذهب مال عمرو ومال ابن قانصوه الذين هربوا إلى الأمير فخر الدين بن معن أمير لواء صفد 80.
والشيخ عمرو بن جبر السقري شيخ بدو المفارجة تحالف مع الأمير فخر الدين المعني الثاني وتنازع مع الشيخ رشيد شيخ بدو السردية على زعامة حوران وتوفي سنة (1030هـ1620م)، ودفن بجنين 81، وفي أواخر القرن السابق عشر اشتهر منهم أمير حوران الشيخ حمد بن رشيد الذي قتل في العراق عام (1090هـ-1679م) 82 وهو من أبناء رشيد بن سلامة – شيخ عشائر السردية - ، وفي بداية القرن الثامن عشر الميلادي اشتهر من عشائر السردية الزعيم البدوي كليب شيخ عشائر السردية وشيخ البلاد الحورانية وشيخ عرب بلاد الشام، وقد قتل على يد نصوح باشا والي دمشق في سنة (1708م-1709م) 83.
وجاء في كتاب درر الفوائد المنظمة للجزيري أنه في عام (897هـ-1491م) وعند وصول الحج المصري إلى العقبة خرج عليهم بنو لام ونهبوهم 84 ، وعام (908هـ-1502م) خرج عربان بنو لام وبنو عقبة وبنو عطية على الحج المصري وجماعات لا تحصى يطلبون الغنيمة وقيل أن معهم أربعة آلاف قوس ما عدا الخيالة والمشاة ووقفوا للحجاج وأرادوا أن ينهبوهم فتوجه إليهم جماعة من الحجاج ومنهم تاجر كان بينه وبين العربان معاملة ومعرفة فوقع الصلح بينهم 85.
يتضح لنا أن بني لام في تحركهم للشمال من الجزيرة العربية كانت منازلهم قريبة من طرق الحج المصري والشامي وهذا السبب هو الذي دفع إحدى طوائف بني لام والتي تسمى المفارجة بالاستمرار بالاتجاه شمالاً إلى شرق الأردن، وذلك لضعف سلطة المماليك والعثمانيين عليها واستمر اعتدائهم على قافلة الحجاج طمعاً بالصرة وبالغنائم التي ترافق هذه القافلة، ففي عام (926هـ-1519م) تعرض للحجاج في تلك السنة سلامة بن فواز والمعروف بجغيمان شيخ بني لام المفارجة – وهو شيخ عشائر السردية من المفارجة – ومعه من العربان نحو عشرة آلاف، وكان ذلك بالقرب من الأزلام، ومن تلك السنة عينت السلطنة لسلامة بن فواز في كل سنة آلف دينار راتباً له ولأولاده من بعده ليكف عن الركب المصري وليكون من حراسة ولقد ضمنه صهره الشيخ عمرو بن عمر بن داود أمير بني عقبة وجعله وكيلاً عنه في قبض ذلك واستمر الأمر إلى أن توفي ثم صارت لأولاده من بعده86.
ولقد ذكر الجزيري طوائف عربان " بني لام المفارجة " وهم :
آل سليم وهم آل بيت العمر، وآل محمود، وآل سالم، وآل قني منهم آل فواز وآل حسن، وآل عياض، وآل صقر منهم آل دغمان، وآل شيهان وآل طليحة، وآل فيبين منهم آل سهيل، وآل زيان، وآل حماد، وآل مسعود، وآل واصل، وآل واجد، وبنو لام غير هؤلاء كثيرون وطوائفهم متعددة ودروبهم الشام 87.
ويبدو أن المفارجة بعد أن عينت السلطنة لشيخهم سلامة بن فواز في كل سنة ألف دينار راتباً له ولأولاده من بعده ليكف عن قافلة الحج المصري وليكون من حراسة، قد تركوا فعلاً التعرض لقافلة الحج المصري وبدأوا التعرض لقافلة الحج الشامي طمعاً في المزيد من الغنائم والتي تعتبر مورداً أساسياً لهم ودخلاً سنوياً ثابتاً يؤمن لهم القوة والسيطرة والنفوذ على تلك المنطقة، وكلما ازداد نفوذهم وقوتهم وحلفاؤهم اتجهوا شمالاً حتى وصلوا إلى حوران واستطاعوا فرض سيطرتهم عليها وعلى الجولان والبلقاء وعجلون كما سنبين لاحقاً.
ولقد تحالفت عشائر السردية مع بني عقيل العدنانية وذلك في القرن السادس عشر والسابع عشر الميلادية، وبنو عقيل بطن من عامر بن صعصعة من قيس بن عيلان العدنانية، وهم بنو عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان كانت مساكنهم بالبحرين، ثم ساروا إلى العراق وملكوا الكوفة والبلاد الفراتية وتغلبوا على الجزيرة والموصل وملكوا تلك البلاد وبقيت المملكة بأيديهم حتى غلبهم عليها الملوك السلجوقيون 88 .
ولقد جاء إلى حوران من بني عقيل " بنو المقلد " الذين عرفوا بهذا الاسم وكانت لهم إمارة في الموصل وأخذها منهم السلاجقة وعاد معظمهم للبحرين – الإحساء والبحرين – وتحرك جزء منهم إلى حوران ولقد كانت لهم ناحية في حوران في القرن السادس عشر الميلادي تعرف بناحية بني المقلد 89.
وقاموا بالتحالف مع عشائر السردية واختلطوا معهم حيث قاموا في عام (1171هـ-1757م) بمهاجمة قافلة الحج بمشاركة السردية بفرعيها بني كليب وبني عقيل 90.
حيث نلاحظ أنه في تلك الفترة يقسم المؤرخون السردية إلى فرعين رئيسيين هما بنو كليب وبنو عقيل.
وعليه تعتبر قبيلة السردية هي عبارة عن تحالف عدناني قحطاني كما أوضحنا سابقاً بالنسبة لبنو عقيل العدنانية.
حيث دخلت بعض قبائل تميم ومطير ولام والمفارجة وبني عقبة تحت إمرة سلامة بن فواز بن راشد المعروف بجغيمان شيخ السردية 91.
كما انضم إليهم قسم من قبيلة الظفير بعد موقعه جرت بين الظفير وبين بنو صخر 92 كما يوجد بعض العشائر التي تعود بأصولها لقبيلة عنزة العدنانية.
كل هذه المؤشرات تعزز أن السردية عبارة عن تحالف عدناني قحطاني.
بعد أن أوضحنا نسب عشائر السردية في الصفحات السابقة نتحدث عن العلاقات التي تربط بين السردية وبين غيرها من قبائل المنطقة مثل السرحان، بني صخر، عنزة، بني خالد، أهل الجبل، المقداد، الفضل والعيسى ... وغيرها.

>>> يتبع



 


الرد باقتباس
قديم 01-13-2012, 08:39 PM   #3


صدى الاوطان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 98
 تاريخ التسجيل :  Sep 2011
 أخر زيارة : 09-21-2012 (01:50 AM)
 المشاركات : 818 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي



علاقة عشائر السردية بقبائل المنطقة
أولاً : علاقة السردية بالسرحان :
السرحان قبيلة عريقة في القدم، قال عنها ابن دريد الأزدي إنها بطن من الأسبع من كلب بن وبره وكلب قبيل عظيم من قضاعة 93، والمشهور أن السرحان من جديلة من طيء القحطانية 94، وقد دخل السردية إلى حوران عام (236هـ-850م) 95، ضمن عشيرتهم الأم بنو لام، وعلى اعتبار أنهم أحلاف آل مرا بن ربيعة 96، وعلى إثر ضعف إمارة آل مرا في حوران استطاعت عشيرة السردية من المفارجة من بني لام بسط سيطرتها على حوران وقام الشيخ رشيد بن سلامة بن نعيم بن فواز شيخ عشائر السردية باستلام مشيخة حوران عام (1021هـ-1612م) 97، وعلى أثر تنافس الشيخ رشيد شيخ عشائر السردية مع الشيخ عمرو بن جبر شيخ عشائر الصقر من المفارجة على مشيخة حوران 98 وبمساندة والي دمشق لعرب الصقر تم الإعداد لوليمة قتل معظم وجوه عرب السردية على إثرها تم نزوح عشائر السردية من حوران إلى العراق 99، في خلال هذه الفترة وخلال القرن السابع عشر أغار السرحان على حوران وبسطوا سيادتهم عليها وقد كانوا على رأس حلف كبير يدعى بأهل الشمال مؤلف من السرحان والعيسى والفحيلي 100 .
ثم عادت عشائر السردية من العراق إلى حوران فوجدت عشائر الصقور محتلين ديارهم فطردوهم منها 101، ثم حكم السردية المنطقة الممتدة من دمشق إلى حوران فالبلقاء بقوة استبدادية ومحمد المهيدي ظهر ليكون من أول قادة السردية الأقوياء وقد كان يلقب " بالمحفوظ " 102.
وفي حوالي عام (1060هـ-1650م) نازع السردية بزعامة الشيخ محمد المهيدي السرحان فاقتتل الطرفان قتالاً عنيفاً سقط فيه عدد كبير من القتلى منهم " شافع " شيخ مشايخ السرحان ودفن غربي دمشق ولا يزال قبره هناك 103.
وهذا الكلام الذي أوردناه يخالف ما أورده السيد سلطان طريخم السرحان في كتابيه جامع أنساب قبائل العرب، دار الثقافة، قطر، ص (3)، وكتابه الثاني وادي السرحان، دار الثقافة (1987)، ط1، ص28، وجاء فيهما ما نصه : [ حوالي عام (1060هـ-1650م) نازع السردية السرحان فاقتتل الطرفان قتالاً عنيفاً سقط فيه عدد كبير من القتلى وبمساعدة الأتراك ... وعمل الأتراك على قتل أمير السرحان ابن غزي حينذاك بسبب دسائس المحفوظ السردي ضد أمير السرحان بحجة أن السرحان تنوي طرد الأتراك من حوران] انتهى الاقتباس من كتابي السيد سلطان السرحان، والذي لا أعرف من أي أتى بهذا الكلام غير الصحيح، وعلى المؤلف أن يتحرى الدقة والموضوعية خاصة في كتابة التاريخ وأن لا ينحاز إلى عشيرته وأن يظهر مصادره هذه، إن كان لديه مصادر تؤيد كلامه هذا، وأود هنا أن أرد عليه بالدليل:
أولاً : إن الأتراك لم يساعدوا قبائل السردية في طرد السرحان من حوران كما أوضحت سابقاً، وللاستزادة، انظر: هامش رقم (100).
ثانياً : أمير السرحان لم يقتله الأتراك وقد لقبه المؤلف بابن غزي بل قتل في المعركة بين السردية والسرحان وهو ليس ابن غزي بل شيخ مشايخهم " شافع " ودفن قرب دمشق، وللاستزادة، انظر: هامش رقم (100).
ثالثاً : أما القول أن السرحان تنوي طرد الأتراك من حوران، فلا يقبله منطق ولا عقل فبريطانيا العظمى وثورة العرب الكبرى بالكاد استطاعوا إخراج الأتراك من شرقي الأردن.
وبعد انتصار السردية على السرحان انفصل العيسى والفحيلي عن حلفائهم السرحان فتضائلت قوتهم وتزعزع سلطانهم واصبحوا مرغمين على الرحيل من حوران وأصبح السردية حكام بادية حوران، وعجلون أثرياء، وأقوياء جداً 104.
خرج السرحان من حوران حوالي عام (1650م-1700م) ونزلوا في الجوف بعد أن اغتصبوه من أصحابه وشرعوا في بناء مجدهم الغابر الذي قضى عليه المحفوظ السردي في حوران 105.
ويظهر أن السرحان قد اقتبسوا شيئاً من المدنية ابان إقامتهم في حوران وتعلموا فيها الزراعة والفلاحة لأنهم فور احتلالهم الجوف شرعوا في بناء الحصون والقلاع وإنشاء الحدائق 106 .
يقال أن الوادي المعروف الآن بوادي السرحان كان يدعى في الماضي وادي الأزرق وإنما اكتسب هذا الاسم بعد أن احتله السرحان ويروي رواتهم أنهم أقاموا فيه بعد خروجهم من حوران مدة سبع سنوات وقال آخرون أن المدة كانت تنوف عن العشرين سنة 107 .
في ذلك الوقت كانت قبائل عنزه بما فيها الرولة وضنا مسلم لا تزال في الحجاز ومنازلهم خيبر وكان يجاورها من الشمال قبيلة بني صخر فسبب هذا الجوار عداءً شديداً بين الفريقين ظهر أثره في الحوادث التي أعقبت خروج بني صخر وخروج عنزة من الحجاز108.
كانت هجرة عنزة من الحجاز إلى أطراف الهلال الخصيب طبيعية وهي إحدى الهجرات البدوية العديدة والتي لم يقف سيلها ولا بزمن من الأزمان، وكانت على موجات متتالية 109 ، وفي طريقها شمالاً مرت بالجوف عام 1651م وعام 1761 110، فاصطدمت مع قبيلة السرحان ودحرتها وظلت تتبعها إلى أن طوقتها من جميع الأطراف، وحدث أن كان بين السرحان رجل من بني صخر تمكن من الهرب إلى قبيلته التي كانت نازلة حينذاك في ديار غزة واعلمها بما حل بالسرحان من القهر والانكسار 111 استثمر بنو صخر هذه الفرصة للانتقام من أعدائهم الالدّاء عنزة، فجعوا جموعهم وسيروها تحت لواء زعيمهم محمد الخريشا لنجدة السرحان وبعد مسير ثلاثين يوماً وصلوا إلى الجوف ونزلوا على عنزة على حين غره ودحروها، لكنها لم تلبث أن أغارت عليهم وهزمتهم هزيمة منكرة وعطفت على السرحان وأخرجتهم من الجوف جميعا 112 عدا نفر قليل شق عليهم هجر مزارعهم وبيوتهم فتخلفوا في الجوف وكان لهم أعقاب لا يزالون يقطنون فيها إلى يومنا هذا 113 .
بعد هذا الانكسار خرج بنو صخر والسرحان إلى البلقاء ورجع السرحان إلى حوران فعادوا بادية 114، وبعد أن مكثت طلائع عنزة في الجوف زمنا يصعب تحديه استأنفت زحفها نحو الشمال فاصطدموا والمحفوظ السردي في معركة حامية الوطيس بجوار المزيريب الواقع شمالي إربد وأسفرت النتجية عن اندحار المحفوظ السردي وحلفائه أهل الشمال وتفرقوا في فلسطين وغور بيسان فالتجأ قسم منهم وهم بنو صخر والصقر والفحيلي إلى فلسطين وقد وقع انتصار عنزة هذا على السردية فيما يظن عام (1164هـ-1750م) 115، وقد استقر الصقر بجوار بيسان وهم أبناء عمومة السردية واستقر قسم من الفحيلي بجوار سمخ 116 ثم استعاد أهل الشمال مكانتهم الأولى وتحالفوا مرة أخرى ولكن بزعامة بني صخر هذه المرة وأخذوا يتحدون قبائل عنزة ويغيرون على قطعانها ومواشيها وقبل الحرب العامة ببضع سنوات أراد والي سوريا تحضير البدو ليضع حداً للحروب الأهلية والاضطرابات التي طالما جرت الويلات والمصائب على الأهالي والمزارعين والتي أضرت بزراعة البلاد وعمرانها ضرراً فادحاً، فدعا الوالي رؤساء السرحان وزعمائهم وأقنعهم بوجوب هجرة حياة البداوة وحبب إليهم حياة الاستقرار والزراعة ولما قنعوا من أقواله منحهم ثلاث قرى تقع بين درعا والمفرق وهي المشيرفة والسويلمة والصرة 117.
ومن العائلات الحورانية التي السرحان (العوران، الحاج علي في خربة غزالة والرواشد السراحين من القرية والسرحان في تل شهاب 118.
ويقول الرحالة جون لويس بوركهارد في كتابة ملاحظات حول البدو الوهابيين عن السرحان ما نصه : " السرحان أو السراحين يخيمون بوجه عام بالقرب من بني صخر حيث يعيشون في وئام ويتحدون معاً في مواجهة عنزة وكان السرحان قبل قرنين من الزمان أسياداً على حوران ولكن السردية طردوهم إلى الصحراء حتى الجوف حيث مكثوا هناك لمدة عشرين عاماً، إلا أنهم عادوا بعد ذلك والتحقوا ببني صخر ويرجع أصل هذه القبيلة – كما يقول بوركهارد – إلى بلاد الرافدين وينقسمون إلى : ابن رملة وابن رفعة وابن البالي والجبيلي، وقد مر الرحالة جون لويس في هذه المنطقة عام (1227هـ -1812م) 119.
ولقد لجأ والي سوريا في عام (1899م) إلى تشجيع التوطين للقبائل البدوية في المنطقة ولزيادة مساحة الأراضي الزراعية والحيلولة دون اعتداء البدو على القرى الزراعية مع قرب مجيء هذه القبائل إلى المنطقة وبأن يشجع عشائر الولد علي والروالة والسرحان وبني خالد ليستفيدوا من نعمة المدنية والعمران فيبقون داخل الولاية 120 .
وتشير جريده سوريا عام (1301هـ-1883م) لمعركة وقعت بين عربان الخريشا من بني صخر وبين عشائر السرحان بالقرب من قلعة الزرقاء وانجلى هذا القتال عن عدد من القتلى وفي عام (1910م) تكتل بنو صخر مع الشرارات والسرحان والسردية ضد الحويطات 121 كما جاء أن السلطات الانجليزية وبالتعاون مع السلطات الفرنسية قد أصلحت بين عشائر السردية وعشائر السرحان وذلك حوالي عام (1927) 122 ويوجد الآن عائلة مع السرحان تدعى الحرافشة وهؤلاء ينتسبون إلى الأمير حرفوش الخزاعي القطحاني الذي قدم أسلافه مع الإمام عمر بن الخطاب إلى بعلبك واشتهروا فيها 123 .
ويعتبر السرحان الآن من بدو الشمال ويقطنون في محافظة المفرق وتكثر بينهم وبين السردية صلات المصاهرة، وولت الأيام الغابرة إلى غير رجعة.
>>> يتبع



 


الرد باقتباس
قديم 01-13-2012, 08:40 PM   #4


صدى الاوطان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 98
 تاريخ التسجيل :  Sep 2011
 أخر زيارة : 09-21-2012 (01:50 AM)
 المشاركات : 818 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي



ثانياً : علاقة عشائر السردية بقبائل بني صخر:
يزعم بنو صخر أنهم فخذ من قبيلة حرب وقد ذكرهم الحمداني في نهاية الأرب أنهم أبناء حرب بن علة بن جلد بن مالك بن كهلان بن قحطان، أما القلقشندي فيقول في بلوغ الأرب أن بني صخر بطن من جذم القحطانية 124 ، كما ينسب البعض بنو صخر أيضاً إلى طيء، وأول من انفصل عن بني صخر الكعابنة وكان الاسم بنو صخر يطلق عليهم فقط وبعد انفصالهم هاجروا إلى جهة الشمال ونزلوا في العلا حيث لم يزل يوجد كثير من حدائق النخيل تحمل أسماء بعض بطونهم، وقد مكثوا في العلا قرابة المئة عام التحق بهم أثناءها الطوقة، ولما كانوا في العلا عام (1050هـ -1640م) اصطدموا مع عشائر الظفير بقيادة ابن صويت واضطروها إلى الهجرة إلى شرق الأردن ثم إلى جنوب العراق 125.
اعتاد الكعابنة عندما كانوا شمالي الحجاز ارتياد المناطق الزراعية على أطراف الهلال الخصيب لابتياع الحبوب أو لقضاء فصل الربيع في شرقي الأردن ولما تعدد ارتيادهم وكثر عددهم اصطدموا مع عشائر السردية التي كانت باسطة سلطانها على حوران والقسم الشمالي من شرق الأردن 126 الأمر الذي أدى لهم إلى لاصطدام مع شيخ السردية الكبير – المحفوظ – الذي كان ظلمه موضوعاً للعديد من القصص مع هذه القبيلة الحجازية الوافدة127.
أراد أمير السردية – المحفوظ – أن يخضعهم لسلطانه فطلب منهم " الخاوة " تلقاء سماحه لهم بالدخول إلى مناطق نفوذه وحمايتهم من أي تعد أو هجوم، يظهر أن بني صخر لم يقبلوا بسيادة المحفوظ السردي ولعل ذلك كان سبباً لهجرتهم إلى جهات غزة وبئر السبع قبل مائتي عام تقريباً لأنه عندما أغارت عشائر عنزة على قبيلة السرحان وحصرتها في الجوف في أوائل القرن الثامن عشر خرج بنو صخر بقيادة شيخهم حينذاك محمد الخريشة من ديار غزة لنجدة السرحان 128 .
ولم يؤجل الاصطدام طويلاً بن بني صخر والسردية وأول عداء حصل كان يعود إلى الخلاف حول فرس يملكها بنو صخر ولا تباري في السرعة بين القبائل البدوية وكان بنو صخر يخيمون في " ام شاش حدرج " 129 في أسفل جبل الطبيق من الشمال، بينما كان المحفوظ ينصب خيامه الكبيرة في الهزيم وكانت الفرس تدعى " هدبا " لم تعرف البادية مثلها130 وكان عند السردية خيل طيبة أيضاً وفي كل سنة يرسل والي دمشق لأحد شيوخهم هدايا من الثياب والسلاح ويتناول منه فرساً، والشيخ الذي يكرم بمثل هذا يدعى شيخ حوران وعليه أن يعاون جند الدولة ضد كل تعد على حوران لكن السردية كالفحيلية قلما لبثوا بدون حرب مع الوالي وهم يأخذون ضرائب من قرى حوران ضعفى ما يأخذه الفحيلية 131 ، فأخبر المحفوظ شيخ السردية والي دمشق بأمر الفرس فكلفه بإحضارها فأرسل المحفوظ السردي يطلبها منهم بإلحاح شديد حتى أدركوا أنه يريد إذلالهم ومس كرامتهم بأخذ الفرس عنوة فتشاوروا واتفقوا على إيفاد وفد يلتمس من المحفوظ السردي عدم معاداتهم والكف عن طلب الفرس 132، فوقع اختيارهم على سليمان بن حنيف الخريشا ودبيس بن فايز شيخا الطوقة والكعابنة بالذهاب إلى مقر المحفوظ في منطقة الهزيم حيث قوبلا باحتقار وعجرفة حتى أنهما قرروا العودة ولا فائدة من المفاوضات، وحالما عاد سليمان الخريشا إلى خيمته دعا رؤساء القبيلة إلى غداء وعندما وضع المنسف المغطى باللحم والأرز، قام سليمان ورسم دائرة بسيفه حول المنسف على الأرض ومنع الجميع من الوصول إليه إلا لمن أقسم أن يتبع تعليمات سليمان وقد أقسم الجميع على ما طلبه ولقد أصبحت الحادثة مثلاً حيث يقال " لقمة الخريشا متبوعة " 133.
ثم قام سليمان بدعوة المحفوظ السردي والوالي العثماني إلى وليمة كبيرة وأخبره أن الموح سيقدم الفرس هدية للوالي في تلك المناسبة وكان سليمان يعلم أن دبيس الموح لن يسلم الفرس ولكنه أراد أن يكسب بعض الوقت ريثما يتمكن بنو صخر من الرحيل ولما حضر الوالي والحفظ السردي إلى بيت سليمان 134 لتناول طعام الغداء وتسلم الفرس، مر دبيس أمام بيت سليمان والوالي جالس في " الشق " فلوى دبيس عنان الفرس " هدبا " ووقف أمام الوالي والمحفوظ السردي وقال :
طلبة الاقرع اتفيش * عن امنثره الحشيش
لو ينبت بالكف ريش ما جته هدبا اتقـاد
والكف ليست من المواطن التي ينبت الشعر أو الريش وهذا يعني استحالة حصول الوالي على الفرس فسأل الوالي المترجم عما قاله دبيس فأخبره فقال : ليذهب هو وهدبا فلن نستطيع أخذها منه 135.
اشتهر السردية بثرائهم، وقوتهم فقد كانوا يجندون عدداً كبيراً من الفرسان بينما بنو صخر لم يكن لديهم إلا القليل من الخيل ولهذا كان من العبث أن يقفوا أما عشائر السردية وجها لوجه ويتغلبوا عليهم 136، ولا حيلة لقوات بني صخر في معركة مفتوحة مع السردية ولهذا لجأ بنو صخر إلى الحيلة فقد أرسلوا فريقاً مكون من (60) فارساً ليقوموا بغارة وهمية على خيل السردية والذين يمتلكون الكثير منها، ويمتلك بنو صخر كثير من الجمالة، وعندما تبدأ خيل السردية برد الغارة يهرب الخيالة الصخور أمامهم ليقودوهم إلى كمين ينصبه لهم بنو صخر وقد كانت الخدعة ناجحة وتفرقت جموع خيالة السردية نتيجة الهجوم السريع الذي قام به بنو صخر وكانت هذه أول ضربة خطيرة تنزل بهيبة المحفوظ وعشائر السردية137وفي تلك الأيام كان السردية يحصلون على أعطيات من حكومة دمشق ويتحملون مسؤولية نقل الحجاج على الجمال ويحصلون على هذا الامتياز ويحافظون على سلامة قافلة الحاج عبر حوران والبلقاء 138، ولقد لقب أمير السردية بالمحفوظ لأن له وظيفة رسمية هي حماية وحفظ الحجاج وتوفير الجمال اللازمة لقوافل الحج مقابل الصر 139.
وفي أحد السنين اختلف المحفوظ مع الوالي العثماني ولعله طمع في زيادة الصر فلم يسلم الجمال المطلوبة لموكب الحج في تلك السنة 140، وقد تجمع الحجاج في دمشق للانطلاق نحو مكة ولم يكن هناك جمال، وكان بنو صخر يخيمون في القطرانة وسمع سليمان الخريشا بالضربة التي وجهها المحفوظ السردي لوالي دمشق فركب وواصل السير بالليل والنهار وعرض على الحكومة أن يقوم بنو صخر بتقديم الجمال فقبل الوالي طلبه، وبذلك سلب السردية مورداً كانوا يتمتعون به منذ عهد بعيد وكان سبباً في ثرائهم وقوتهم 141.
وتقول الرواية أن السردية تعرضوا لمذبحة على مشارف دمشق من قبل واليها بتحريض من بنو صخر.
وقد أخذ بنو صخر ينافسون السردية في مورد رزقهم المتمثل في نقل الحجاج وحمايتهم وتقديم الجمال اللازمة لموكب الحج 142.
ولما كان الكفاح على أشده بين بني صخر والسردية ظهر في الأفق قبيلة أعظم وأكبر عدداً كانت هذه القبيلة عنزة وهي بطن من ربيعة العدنانية، أغارت عنزة على شرقي الأردن فتشكل حلف أهل الشمال بزعامة السردية وتحت قيادة المحفوظ، وقد عمل تقدم عشائر عنزة على تصالح الأعداء القدامى من أهل الشمال حيث أصبح هذا التجمع يضع السردية وبني صخر والسرحان والعيسى والفحيلية في تحالف ضد عنزة واستطاعوا الصمود في وجهها لعشرات السنين 143.
ثم استأنفت عنزة زحفها نحو الشمال وبلغت براري البلقاء وحوران وهناك اصطدمت بعشيرة السردية إحدى عشائر الشام القديمة وكان للسردية شيخ يدعى المحفوظ له سطوة ورفعة كبيرتان، وجرت معركة حاسمة في جوار المزيريب وبذلك انتقلت إلى عنزة سيادة البلاد الممتدة في شرقي دمشق وحوران والبلقاء وقد وقع انتصار عنزة على المحفوظ السردي في حدود سنة (1164هـ-1750م) 144.
وكان السردية في تلك الحقبة زعماء حلف بدوي مؤلف من عشائر تدعى "أهل الشمال" هي السردية والسرحان والعيسى والفحيلية، وقد ظل هذا الحلف الرباعي متفككاً بعد أن صدمته عنزة حتى أواخر القرن الثاني عشر الهجري، الثامن عشر الميلادي لكنها لم تقض على حلف الشمال قضاءً مبرماً، لأنه تألف ثانية حوالي عام (1215هـ-1800م) 145.
وقد تزعمت السردية حلف أهل الشمال ضد عنزة في عام (1800م) 146، وانضم إليه هذه المرة بنو صخر وكان القصد من تأليفه قتال عنزة وطردها من البلاد 147، ثم تولت بنو صخر قيادة الحلف تدريجياً حتى أصبحوا أقوى عضو فيه وبعد أن استعادت هذه العشائر مكانتها الأولى بهذا التحالف أخذت تتحدى عنزة وتغير على مواشيها وتكرهها على مغادرة براري شرقي الأردن وكانت الحرب سجالاً فيما يظهر 148.
تمكن أهل الشمال في غضون القرن التاسع عشر من الوقوف أمام عنزة وصدها وأخذوا يخرجون إلى الصحراء صوب وادي السرحان ومع ذلك فقد ظلت عنزة قوية عدة وعدداً، ولما كانت تشحذ قواها كانت تتفوق على حلف أهل الشمال 149.
ولقد وقع انشقاق في بني صخر عام (1870م)، فقد كان الزبن شيوخ قسم من الطوقة الذين كانوا يخضعون لابن فايز، حيث قامت عائلة الزبن بإبراز شخصيتها وتعاملت مباشرة مع الحكومة العثمانية، وزار الشيخ مناور الزبن استانبول ورفض أن يخضع لسلطة سطام بن فايز الذي كان حينها شيخ الطوقة، وقد انقسمت القبيلة نتيجة لهذا الخلاف وطلب سطام بن فايز مساعدة عنزة، واضطر الزبن إلى النزوح نحو الغور وطلبوا مساعدة قبيلة العدوان، وقد تدخل الكعابنة لحسم الخلاف، وقد أصبح طراد بن زبن خلال السنوات التالية شيخاً للزبن والذي أحرز نجاحات كبيرة في غاراته ضد الرولا من عنزة وتوفي طراد سنة (1900م)150.
ويروى أن السردية قد وفقوا في الإغارة على بني صخر في منطقة " الخريم " ثم أعادوا الكرة على بني صخر ووصلوا إلى أم العمد فجمع بنو صخر جموعهم واستطاعوا رد السردية ثم سرعان ما حل الوئام بين الفريقين إذ تحالف الشيخ متعب الكنج شيخ السردية مع طراد بن زبن ووقفا صفاً واحداً في وجه الرولة في كون ميقوع 151.
ثم وقع نزاع آخر بين السردية وبني صخر جراء قيام أحد شيوخ الصخور طراد الزبن بطلب أخت متعب الكنج وتمنع هذا، وعلى أثر هذا الحدث بدأت الغارات بين الصخور والسردية ونظم الشعراء عدة قصائد في ذلك 152، ثم التقى بنو صخر والسردية في وقعة قرب قصر الحرانة على الأرجح وما يزال الغدير الذي بقرب القصر يعرف إلى اليوم بغدير الجنق " الكنج"، وقد قتل في هذه الموقعة متعب ومشاري الكنج وراع النويقة من عشائر السردية 153.
ولقد ثأر السردية لمقتل متعب الكنج في كون الأسيمر شرقي الموقر وقتل في المعركة شبلي وعارف ابنا سطام الفايز ولم يدم الخلاف بين بني صخر والسردية، إذ سرعان ما نجدهم يؤازرون بني صخر في غزواتهم 154، ومن جهة أخرى تعتبر عشائر السردية في القرن التاسع عشر أصغر وأشجع قبيلة ويعتبرها البعض فرع من الصخور وهي مستقلة سياسياً عن بني صخر وعادة هم ليسوا على عداء وهم يسكنون في الحافة الشرقية من المناطق البركانية إلى الشرق من جبل حوران ويدين السردية بمركزهم في الصحراء إلى أعظم شيوخهم في تلك الفترة متعب الكنج والذي كان يعتبر من أقوى الرجال 155.
وتعتبر عشائر السردية من العشائر ذات النفوذ في الشرق والذين انهارت قوتهم نتيجة لصراعهم مع بني صخر وعنزة واضطر قسم كبير منهم إلى النزوح باتجاه البلقاء إلا أن الخلافات بينهم وبين بني صخر لم تنته خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر على الرغم من تحالفهم للوقوف معا في وجه توسع الرولة والولد علي من عنزة في مطلع القرن التاسع عشر، ولكنهم في أيام الحكم المصري انسلخوا عن بني صخر وتحالفوا مع القوات المصرية ضد الأتراك 156.
ومن المعارك التي جرت بين السردية وبني صخر ذكر سبيروك في كتابه " مغامرات في البلاد العربية" أنه كان مع مثقال الفايز أحد شيوخ بني صخر عندما غزا جماعة من السردية على ابله وأن معركة دارت رحاها بينهم قتلت فيها فرس أحد الغزاة ووصف ذلك قائلاً 157: " أسرعنا إليه وهو يقف على رجليه وينفض التراب عن نفسه ولم يكن قد أصيب بأذى، أنه لم يرتجف خوفاً ولم يرفع يديه مستسلماً إن أغرب شيء رأيته في حياتي أن هذا السردي الأسير الذي كدنا أن نقتله قبل لحظة يقف الآن دون مبالاة ونجقة وروح لا تخلو من الوقاحة، ولا تبتعد يده عن سلاحه الجاهز للإطلاق سوى ستة قراريط وليسامحهم الله أنهم لم يهتموا بأخذه منه، ولولا الحصان المطروح لأمكن القول أنها لعبة " بولو " أو " كريكت " وهي التي من قواعدها " إذا وقع لاعب عن حصانه يعتبر خارج اللعب ".
ويصيف سبيروك قائلاً : " إنها لعبة وليست معركة، جائزتها الإبل إنها لعبة خشنة، وقد تكون الأرواح قسم من النقاط فيها، إننا لم نضع أكثر من دقيقة قبل أن نستمر في مطاردة السردية ".
ثم وصف سبيروك الحوار مع الأسير فيقول: سأل أسيرنا المرح الوقح وين صقر الباشا؟ فابتسم مثقال ولكن منصور – وهو عبد مثقال الخاص وحارسه – انفجر بالضحك الهمجي، إنها نكتة بدوية خبيثة مليئة بكل معاني الثورية ثم يقول الأسير مفسراً: أراك يا مثقال تتبع الطيور هذا الصباح أن السردية ليسو حجلاً يقع في شراكك، لقد ابتعدوا سريعاً وتحتاج إلى أجنحة حتى تلحق بهم، فأجابه مثقال يا ذباحين النوم، سنلحق بهم على خيولنا كالعقبان، ثم قال مثقال للأسير: يمكن أن تبقى مع الراعي وترجع معه في المساء وتبيت عندي أو ترجع إلى أهلك مع أحد رجالي الذي يطلب منك أن تسلمه سلاحك ... يقول سبيروك إنني لا أصدق أذني عندما قال الأسير بكل بساطة : إنني أتقيد بالقانون يا شيخ، وانتهى كل شيء وتركناه هناك واقفاً بسلاحه الكامل مع رجل هرم وصبي صغير يرعيان القطيع الذي أتى لسرقته.
ثم يتابع سبيروك قائلاً : ثم ذهبنا كالريح، هل نقول الشرف مع الانتقام أو بالأحرى فروسية نقية مذهلة ! لا أصدق أنها موجودة في مكان آخر على الأرض 158.
وجاء في كتاب ملاحظات حول البدو الوهابيين لجون لويس بوركهارد " أن بني صخر يجوبون السهول الواقعة بين المحطتين الرابعة والثامنة على طريق الحج، وباتجاه الغرب نحو جبال البلقاء، كما يخيمون في حوران أيضاً وهم لا يدفعون اتاوة للباشا رغم خوفهم الشديد من قواته، كما أنهم يعتزون بشجاعتهم، وقد قاموا عام (1755م) – بمشاركة غيرهم من القبائل – بنهب قافلة الحج ويفخرون أنهم الوحيدون المنحدرون من بني عبس وهي قبيلة عريقة في التاريخ البدوي وهم في حالة حرب مستمرة مع عنزة وينقسمون إلى قبيلتين هما الطوقة والكعابنة 159.
وذكر روكس العزيزي في كتابه عن نمر العدوان أن نمر التقى زعيم السردية المحفوظ – والمحفوظ لقب لكل زعماء السردية – فعرض على نمر أن يغزو معهم فقبل وكان العقيد هو المحفوظ، وقد غنم السردية مغانم كثيرة 160، ولما وزع العقيد المحفوظ زعيم السردية الغنائم أخذ حصته كاملة وخصص لـ نمر أربع نياق هرمة وثلاثة فصلان، فغضب نمر كما يقول السيد روكس وأرسل بقصيدة موجهة إلى عواد المواح أحد شيوخ بني صخر يعاتبه فيها على القسمة، وهنا يناقض السيد روكس نفسه فتارة يقول أن العقيد هو المحفوظ شيخ السردية وتارة يقول أن موزع الغنائم هو عواد الموح، والصحيح يا سيد روكس أن نمر شارك السردية وبني صخر في تلك الغزوة، وكان العقيد هو عواد الموح أحد شيوخ بني صخر، وهو الذي قام بالتوزيع فأعطى للمحفوظ زعيم السردية حصته كاملة، وأعطى لنمر العدوان الحصة التي ذكرها السيد روكس، فقال الفارس الهمام نمر العدوان بتوجيه قصيدة يعاتب فيها عواد الموح على هذه القسمة 161:
عواد كان الهرج عليك ينسـام قلة مواعدنا عليكـم ندامــة
تقسم علينا بس فطر او حشيان تحسب قسم البل علينا غشامة
وفي عام (1309هـ-1892م) هاجم البدو قافلة الحاج بسبب رفض الدولة دفع مخصصاتهم خلال السنوات (1298هـ-1880م)، (1880م)، (1891م)، فوجهت الدولة إليهم حملة تأديبية ضمت مئات الجنود، وكان هذا الهجوم أحد الأسباب التي جعلت الدولة تتسارع في إنشاء متصرفية معان، ولقد استمرت الدولة بإرسال قواتها بانتظام إلى المنطقة من أجل مراقبة تحركات القبائل والمحافظة على الأمن، وفي الوقت نفسه رتبت قوة سيارة مكونة من مائة خيال بقيادة البكباشي " ميرزا مصطفى " للتجول في لوائي حوران والكرك من أجل رصد تحركات العربان والحد من تجاوزاتهم، وقد توجهت القوة بأمر قائد الجيش الخامس إلى قبائل الحويطات وبني صخر والعيسى والسرحان والسردية التابعة للواء الكرك بسبب قيامها بمهاجمة القرى في جبل حوران ونهب (14000) رأس من الغنم والعمل على إرجاع ما نهبته 162.
ولقد اتسمت العلاقة بين بني صخر ومجاوريهم في معظم الأحيان بالعداء ودفعت المصالح المشتركة بني صخر والسردية إلى عقد نوع من التحالف منذ مطلع القرن الثامن عشر عرف باسم " حلف أهل الشمال " وذلك للوقوف أمام الخطر المتزايد المتمثل بالقبائل العربية التي تخرج من الجزيرة العربية باتجاه الشمال وخاصة عنزة وقبائلها واستمر التحالف قائماً حتى الربع الأول من القرن العشرين، ومما زاد من قوة هذا الحلف المصاهرات التي تمت بين الجانبين، فعلى سبيل المثال، تزوج الشيخ سطام الفايز من صبحة بنت مريبع المطلق من عرب السردية وأنجبت له من الأولاد عارف وشبلي وجريد، ولعل هذا التقارب جعل بعض الرحالة الغرببيين والمؤرخين يعدون عرب السردية إحدى قبائل بني صخر 163.
وفي عام (1928م) عقدت قبائل شرقي الأردن العزم على مساعدة بني صخر على الأخذ بثأرها من المعتدين عليها بالجوف عندما بلغها خبر وجودهم في شرقي الأردن في مكان يقال له الهزيم، وآخر الرويشدات، وقد فزعت لها قبائل شرقي الأردن كافة وقد تواعدوا على الاجتماع في مكان قرب العمري فتدخلت الحكومة الأردنية ومنعت ذلك 164.

>>> يتبع

</i>



 


الرد باقتباس
قديم 01-13-2012, 08:42 PM   #5


صدى الاوطان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 98
 تاريخ التسجيل :  Sep 2011
 أخر زيارة : 09-21-2012 (01:50 AM)
 المشاركات : 818 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي



ثالثاً : علاقة السردية بقبائل عنزة :
جاء في كتاب " على ربى نجد لعاتق بن غيث البلادي ما يلي :
- في هوازن كثرت بنو هلال بن عامر بن صعصعة حتى ملأت السهل والجبل وأصبحت جل هوازن تبعاً لها فدار عليها دائر الأزمان وابتلوا بالحروب والقحط فهاجروا في القرن الخامس الهجري إلى المغرب، والتفت بقايا هوازن تحت اسم " عتيبة " وكانت ضعيفة فانكمشت في الحجاز وتمنعت بالحرة، وما أحاط بالطائف من قرى لقرب سيطرة السلطان واستمر هذا حتى القرن الثاني عشر الهجري، الثامن عشر الميلادي، وقد بلغت عتيبة مبلغ القبائل العظيمة.
- تقدمت قبائل مذحج " قحطان اليوم " وكانت تسكن حول نجران فاحتلت دياراً واسعة مما كانت تملكه هوازن حتى وصلت ديارهم إلى " الدفينة " وأصبحت ذات سطوة في قلب نجد، واستمر ذلك حتى نهاية القرن الثاني عشر الهجري.
- كانت قبيلة عتيبة " هوازن " قد كثرت، واحتشدت في مكان ضيق من الحجاز بين رهاط والطائف فانفجرت في انسياح إلى الفضاء شرقاً، فأزاحت قطحان جانباً وامتدت جانبي طريق الحجاز حتى وصلت مشارف الرياض وهي ديارها اليوم.
- ضعفت غطفان، وهاجر كثير منها فجاءت قبيلة من اليمن تدعى " مطيرا" فحطت في ديار غطفان، فانضمت بقايا غطفان إلى مطير فسميت القبيلة مطيرا، ومن أهم بقايا غطفان اليوم قبيلة " بني عبد الله "، وسكنت مطير السفوح الشرقية ممتدة شرقاً إلى شرق نجد ثم حدث لها ما حدث لعتيبة من التكاثر والانفجار السكاني، فانساحت إلى شمال شرقي نجد، بعد أن أزاحت قبائل بني لام والظفير، وغيرهم غير أن بني عبد الله ثبتت في ديارها ومعها افناء من مطير 165.
- كانت طيء تملك جبلي أجا وسلمى " جبلي طيء شمر الآن " ، وفي حوالي القرن السادس أو السابع الهجري برز فرع منها يدعى " بنو لام " وهم بنو لام بن عمر بن علية بن مالك ... إلى طيء وكثر هذا الفرع حتى ضرب به المثل " يشبع بنو لام " فهاجم المدينة وأجلى عنها افناء من حرب ثم تركت المدينة، وانساحت في نجد في فترة من الزمن ثم نزحت تحت ضربات القبائل المنقضة من الحجاز فهاجرت إلى العراق.
- كانت قبيلة عنزة بن اسد تسكن اليمامة ثم صارت إلى جهة العراق، ولما ضعفت غطفان عادت عنزة إلى الحجاز، فاحتلت خيبر وملأت ما بين تيماء إلى المدينة أي أنها امتلكت جل ديار غطفان، وبعض ديار قضاعة وطيء.
- وفي أول القرن الثاني عشر الهجري جاءت قبيلة من اليمن إثر حروب طاحنة بينها وبين قبيلة بني عمها من خولان هذه القبيلة هي " بنو حرب بن سعد بن خولان " ونزلت في وسط الحجاز ولأنها قبيلة وافدة لا ديار لها ناصبتها القبائل المحيطة بها الحرب فما زالت تحارب، وتزيح القبائل مثل سليم ومزينة وجهينة حتى وصلت إلى المدينة، ثم انساحت شرقاً فأزاحت عنزة من هذه الناحية، فامتدت ديارها إلى حدود العراق وهاجر جل عنزة إلى العراق والشام كان هذا في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي 166.
وتعتبر عنزة من أعظم القبائل العدنانية عدداً وأعلاها شأنا وأمنعها جانباً وأكثرها انتشاراً ويرتقى نسب عنزة إلى عنز بن وائل بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان 167، وكانت مواطن عنزة في الأصل بين أواسط نجد وشمالي الحجاز، وكانت قبيلة عنزة وأسد متصلتان بحي ربيعة وانهما كانتا متحدتان، ومتجاورتان، وكانت عنزة قد احتفظت بالسيادة بعد أن طردت قضاعة، وفروع عنزة الآن كثيرة انتشرت في سائر البلاد العربية واستقر أقسام منها في الشام والعراق وشمالي الحجاز 168.
ولقد كانت هجرة عنزة إلى بلاد الشام طبيعية وبسبب الجدب والضيق وبالتتابع مثل الهجرات البدوية العديدة، وقد اختلفت الأقوال في تاريخ وفود عنزة إلى بلاد الشام فمن قائل أنهم قدموا في القرن الثاني عشر الهجري في حدود سنة (1112هـ-1700م)، إلا أنه تبين بعد مراجعة كتاب " تاريخ الأمير فخر الدين المعني" أن مجيء عنزة أقدم من ذلك بما لا يقل عن قرن، ولكن كان ذلك بأعداد قليلة كما أن عنزة حينما جاءت شمالاً مرت بالجوف فاصطدمت بالسرحان وقد كانت قد نزحت من حوران على أثر حربها مع السردية وانكسارها فدحرت عنزة السرحان وبني صخر الذين هرعوا لنجدتهم بحكم عداوتهم القديمة لعنزة 169.
وبعد أن مكثت عنزة في الجوف فترة من الزمن استأنفت زحفها نحو الشمال كما أوضحنا سابقاً وبلغت براري البلقاء وحوران فاصطدمت مع عشائر السردية وجرت معركة حاسمة في جوار المزيريب أسفرت عن اندحار المحفوظ السردي وحلفاؤه أهل الشمال وتفرقهم في فلسطين وغور بيسان وانتقلت السيادة إلى عنزة، أما أنحاء عجلون فقد كانت خاضعة في ذلك الوقت إلى ظاهر العمر صاحب عكا فلم تجسر عنزة على دخولها وقد وقع انتصار عنزة على المحفوظ السردي، فيما يعتقد عام (1164هـ-1750م) واستمر حلف أهل الشمال يحارب عنزة إلى أواخر القرن الثاني عشر الهجري، الثامن عشر الميلادي وكانت تستعين بشيعة جبل عامل أيضاً لمحاربة عنزة " الحسنة والولد علي "، وقد جاء في مجلة العرفان الصيداوية " مجلد 28" عبارة خلاصتها أنه في ربيع الأول سنة (1193هـ-1779م) ركبت خيل المتاولة اجمع من الصقر والسردية وبني صخر على عرب عنزة، فالتقى الجمعان فقتل شيخ المتاولة وسلبت جميع العرب خيولهم وما ألقت عليهم شيئاً ليستر أبدانهم فمات معظمهم من البرد ويبدو أن النصر قد حالف عنزة في آخر الأمر فزحفت نحو حوران والجولان 170.
وقد كان العداء، والتناحر متواصل بين الولد علي والروالة من عنزة رغم قرابتهما وقد ازداد ذلك في عهد رئيس الولد على محمد بن دوخي بن سمير وسببه فيما قيل ذلك أن الولد علي هم من طلائع عنزة الذين جاؤوا قبل غيرهم مع الحسنة في القرن الحادي عشر الهجري ونازعوا عشائر أهل الشمال والسردية والسرحان والصقور وبني صخر وحاربوها كثيراً حتى استطاعوا أن يشقوا لأنفسهم طريقاً إلى الجولان 171.
وجاء أيضاً أن طلائع عنزة وهم الفدعان نزلوا في أعالي الفرات ثم تبعهم " ضنا مسلم" بقيادة زعيمهم الكبير بن الطيار وابن سمير وان الطيار هو الذي حاصر السرحان في الجوف، بينما كان بنو صخر ضاربين خيامهم جنوبي فلسطين أغارت عشائر عنزة على شرقي الأردن وحوران وانتزعت السيادة من السردية وطردت معظمهم، وأحلافهم إلى وادي الأردن ولعل ذلك حدث في أوائل القرن الثامن عشر لأن نيبور ذكر في عام (1761م) أن عنزة أعظم وأقوى قبيلة في صحراء سورياً 172.
وبعد أن ثاب أهل الشمال " السردية وبني صخر والسرحان" إلى رشدهم مما حل بهم من الوهن واستعادوا مكانتهم الأولى أخذوا يتحدون قبائل عنزة ويغيرون على مواشيها وابلها ولما كثرت تعدياتهم اضطر العنزة إلى الهجرة تدريجياً إلى قلب الصحراء وحدث ذلك في فترة انتشرت فيها الزراعة في غربي الخط الحديدي الحجازي فاضطر أهل الشمال أيضاً إلى الرحيل جهة الشرق، ولقد كانت الحكومة ترغمهم على ذلك لحماية الفلاح من تعدياتهم فكانوا بالطبع يضغطون على عنزة وهؤلاء توغلوا في الصحراء كثيراً حتى صاروا وجهاً لوجه أمام قبائل ابن رشيد – شمر – في نجد فانتهز أهل الشمال فرصة حصار عنزة على هذا الشكل فاتحدوا وتقووا وصاروا يجسرون على التوغل في البادية حتى وادي السرحان والجوف 173.
ولقد سبب دخول عنزة إلى حوران الكثير من الاضطرابات الأمنية مما أدى إلى تحويل طريق الحج من بصرى إلى المزيريب، ثم جاءت هجرة الدروز من لبنان إلى سفوح جبال الحرمون والعرب وذلك على مرحلتين أولى في عام (1711م) والثانية في عام (1860م) وفي فترة لاحقة رفض أهالي بصرى دفع جزية للبدو، ووقعت مناوشات أدت إلى رحيل البدو وقد عمل الأتراك والفرنسيون على إثارة النعرات الطائفية، والدينية بين سكان حوران من أجل استمرار استعبادهم والسيطرة على خيراتهم وإبقائهم متفرقين، وضعفاء وفي حالة عداء مستمر وفي عام (1832م) دخل إبراهيم باشا حوران وكان يسكن فيها طوائف من عشيرة السردية وبني صخر وقد توزع سكان حوران إلى نوعين سكان قدامى، وهم أحفاد الأنباط والغساسنة، والبدو وينتمون لعشائر بدوية كبيرة منها " السردية وعنزة وبني صخر" بالإضافة إلى الأكراد والأتراك والتركمان 174.
ويعتقد أن قبائل عنزة هاجرت إلى حوران على دفعات متتالية كان أولها عام (950م) وعام (1030م)، (1230م)، (1651م)، وقد دخل أفراد عشيرة الولد علي إلى حوران عام (1761م)، أما الرولة فقد دخلوا إلى حوران أثناء اجتياح الوهابين عام (1810م) 175، ولقد تمّ استيطان الكثير من أفراد قبيلة عنزة في حوران خلال القرن الأخير، وذلك بعد أن تحولوا من حياة البداوة إلى حياة الحضر، ومارسوا الزراعة واستقروا في معظم القرى الحورانية 176.
وجاء في بحث للدكتورة ضحى شطي تحت عنوان " توسع البدو في بلاد الشام وانحسارهم" أنه في مطلع القرن الثامن عشر وصلت إلى المنطقة القبائل الأولى من اتحاد قبائل عنزة وحاولت التغلغل في المنطقة المحيطة بدمشق وعندما لم تتمكن من ذلك اتجهت نحو منطقة القريتين والنبك، توقفت قبيلة الحسنة في حمص، بينما واصلت الفدعان تقدمها شمالاً إلى حماة وتحالفت هاتان القبيلتان مع الموالي وحاربتاً معاً ضد شمر ودفعتاها عبر الفرات إلى الجزيرة 177.
وفي عام (1865م) منحت السلطات العثمانية جدعان بن مهيد أمير قبيلة الفدعان دخل عشرين قرية في منطقة حلب، وعلى الرغم من أن هذا المال قدم لتشجيع قبيلته على الاستقرار فقد سجلت الأرض باسمه، وجعلت منه مالك أرض ثرياً، وبما أنه لم يستقر من قبيلته سوى العدد القليل فقد استأجر المزارعين، والقرويين ليفلحوا له الأرض 178.
ورغم العداء بين عشائر السردية وقبائل عنزة فإنهم يتحالفون أحياناً ضد عدو ثالث، ففي عام (1203هـ-1788م) أغار عرب عنزة والسردية على فارس منصور الشدياق عندما كان متوجهاً إلى الأمير يوسف الشهابي في عكا، وكان معه خمسة عشر فارساً، فقاتلهم قتالاً شديداً، وقتل بعضهم لكنهم استظهروا عليه أخيراً، ورموه عن جواده على الأرض فاستجار بشيخهم فأجاره على عادة العرب، ورد له ولفرسانه كل ما سلب منهم وسأله فارس أن يصحبه بمن يوصله إلى إقليم البلان فاصطحبه خمسين فارس وعند وداعه قدم له فارس سيفه، وكان ثميناً وسار متنكراً إلى عكا خوفاً من الأمير بشير 179.
وجاء في تاريخ العرب الحديث للدكتور علي سلطان أنه بعد خروج شمر من الجزيرة العربية اصطدموا مع الموالي، لكن قبائل عنزة التي لحقت في تلك الفترة ببادية الشام هي التي أزاحت الموالي من البادية ، حتى حدود حلب وحماة حيث أصبحت البادية ملكاً لعنزة وكان ضغط الوهابيين عاملاً على اندفاعهم نحو الشمال 180.
ولقد تركزت شمر في الجزيرة، وكذلك تركزت السردية " بنو صخر وبنو صقر " في فلسطين والأردن، ومن ثم أخذت هذه القبائل وعنزة بشكل خاص تؤثر على الطريق بين بغداد ودمشق، وبين دمشق ومكة، وأثرت بذلك على تحرك القبائل الصغيرة في المنطقة، كما اضطرت الولاة العثمانيين إلى اتّباع سياسة ملائمة كدفع الصرة لهم حتى لا يهاجموا قوافل الدولة وخاصة الحجاج 181.
ويوجد بعض العائلات من السردية تعود بأصولها إلى قبائل عنزة، كما أن هناك كثير من علاقات المصاهرة والنسب والتي تمت بين الجانبين وخاصة بين الشعلان شيوخ الرولة من عنزة والفواز شيوخ عشائر السردية مما زاد من أواصر التقارب بين القبيلتين.

>>> يتبع



 


الرد باقتباس
قديم 01-13-2012, 08:42 PM   #6


صدى الاوطان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 98
 تاريخ التسجيل :  Sep 2011
 أخر زيارة : 09-21-2012 (01:50 AM)
 المشاركات : 818 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي



علاقة عشائر السردية بعشائر أهل الجبل:
يقول جون لويس بوركهارد في ملاحظاته حول البدو الوهابيين أن أهل الجبل قبائل متعددة تعيش في سلام مع جميع جيرانها، ولا تتوانى عن إظهار الولاء لباشا دمشق وهم لا يتركون الجبل على الإطلاق غير أنهم يبدلون مواقع إقامتهم سعياً وراء الكلأ، ومن بين هذه القبائل " الشنابلة والحسن والزبير والشرفات وبني عظام والأكراد، وهي قبيلة من أصل كردي نسوا لغتهم وأصبحوا عرباً من جميع النواحي ويضاف للعشائر السابقة عشيرة الغياث"182.
ولقد التحقت عشائر المساعيد لاحقاً بعشائر الجبل في حوران قادمة من فلسطين والبلقاء، وكان ذلك في القرن الثامن عشر الميلادي 183، وكانت العلاقة بين هذه العشائر والسردية بين مد وجزر ثم استقرت معظم هذه العشائر نهائياً في الجزء الأردني من حوران، ثم ما لبث أن حصل خلاف بين المساعيد والسردية على أرض " الحوض" وتبلغ مساحتها حوالي (11) ألف دونم، ثم تدخلت الدولة لفض هذا النزاع وصادرت الأراضي جميعها وانتهى ذلك النزاع، ولقد كانت تلك الأرض المصادرة تعتبر الواجهة العشائرية الوحيدة لعشائر السردية.
وعندما دخلت الانتخابات النيابية للمملكة خصص مقعدان لبدو الشمال تنافست عليه ثمان عشائر تقريباً، مما جعل العشائر الكثيرة العدد هي الأوفر حظاً بالفوز فيهما، وذلك أوجد الغبن لهذه المنطقة ولباقي العشائر والتي لا تستطيع حشد الكثير من الأصوات أو جلبها من خارج المنطقة، ويعتبر المرحوم الشيخ هايل السرور شيخ مشايخ عشائر أهل الجبل شخصية قومية عربية معروفة على مستوى بلاد الشام.
وتربط عشائر السردية بالمساعيد صلات النسب والمصاهرة، فلقد تزوج الشيخ هايل السرور بأخت عواد خلف الكليب الفواز السردية كما تزوج المهندس موفق الدبيس السردية من ابنة معالي سعد هايل السرور، مما عمق صلات الجوار بالنسب أيضاً.

علاقة عشائر السردية بقبيلة بني خالد:
يعود نسب بني خالد إلى خالد غزيه من بطون اجود من بني لام وهم من عرب الحجاز، وقد اتجهت منهم فرقة إلى نجد مع بني لام في القرن التاسع من الهجرة، ومنهم الجبور والجناح والدعوم وسائر بطون بني خالد، وقد هاجروا في القرن العاشر وصاروا إلى بادية الخرج وانقرضت دولة عقيل عامر واستولى الأتراك على الإحساء ثم انتزعها منهم آل حميد بالاشتراك مع بني خالد ومن الجبور آل سيار منهم عثمان وولد له سليمان وولد لسليمان عبد الله وولد لعبد الله سعود الذي كان قاضياً للإمام تركي في القصيم 184.
وأما أبي بن غنم بن حارثة بن لام فكان له من الولد سيف ومسعود وحارثة وحضنتهم أمه يقال لها غزية فغلب اسمها فسموا غزية ومنهم قوم بالشام، والعراق، والحجاز، ونجد، وهم بطون وأفخاذ ترجع إلى أصلين " البطنان" و " الأجود " ومن الأجود خالد الحجاز وقال الحمداني خالد حمص من خالد الحجاز وذكره السيوطي 185.
وهم من أحلاف آل مرا من ربيعة من طيء في حوران 186، ومن أحلاف آل فضل أيضاً 187، ولقد اختلط بنو خالد غزية مع بطون وطوائف من طيء، ومن بني مخزوم، ومن قريش فتداخلت أفرعها مع بعضها البعض 188.
كما فيهم افخاذ من بنو عقيل العدنانية
وفي القرن السادس عشر والسابع عشر الميلادي منعت الموالي والتي كانت تسيطر على البادية السورية تقدم بنو خالد من الاحساء نحو حمص والسلمية، كما اصطدمت الموالي بالسردية في حوران، وفي القرن السابق عشر تحركت عشائر السردية وبنو خالد ضد الموالي الذين ضعفوا في تلك الفترة 189.
ثم اتجهت بنو خالد إلى حمص، وفي أوائل القرن التاسع عشر كان بنو خالد يقيمون شمال حمص وكان عليهم أن يقدموا نسبة من الجمال لموكب الحج ثم اضطروا نتيجة للنزاع بينهم وبين بني نعيم إلى الهجرة إلى الجولان إلا أن عرب الفضل أخرجوهم من ديارهم وقرروا النزول في شمال الأردن 190.
ويوجد بعض العائلات ضمن عشائر السردية تعود بأصولها إلى عشائر بني خالد والذين يقطنون الآن محافظة المفرق في قرى حوشا والحمراء والزعتري والخالدية.

>>> يتبع



 


الرد باقتباس
قديم 01-13-2012, 08:43 PM   #7


صدى الاوطان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 98
 تاريخ التسجيل :  Sep 2011
 أخر زيارة : 09-21-2012 (01:50 AM)
 المشاركات : 818 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي



علاقة عشائر السردية بعشائر بني حسن :
تنتسب عشائر بني حسن " المشاقبة والعموش" إلى جديهما مشقب وعمش ويبدو أن كل الذين يطلق عليهم اسم بني حسن غير هذين الفرعين انضموا إلى بني حسن انضماماً وعلى اعتبار أن أكثر القبائل تكونت من أحلاف متعددة كثيرة 191.
وكان جد المشاقبة والعموش يدعى حسن قدم من " تربة" في الحجاز وحل في قرية " عفرى" بالطفيلة وكان في " عفرى" حرحش" جد الحراحشة، وقد اختلط بنو حسن بالحراحشة بالمصاهرة فهجروا " عفرى" جميعاً ونزلوا في المفرق والتي كانت تدعى " الفدين " بجوار السردية ثم ارتحلوا إلى جوار سيل الزرقاء حيث " الزيود" 192.
ولقد كان الشيخ جلال مرزوق القلاب شيخ عشيرة العموش وشيخ مشايخ بني حسن ثم توفي رحمه الله واستلم مكانه ابنه الشيخ يوسف القلاب 193.
أما بالنسبة للشديفات فهم أبناء رجل يدعى " شديف" وهم ينسبون لقبائل زبيد، وقد جاؤوا من الديار الشامية بمرافقة أقاربهم السحيمات والشقيرات، وكان الشديفات قد سكنوا في أول أمرهم عند عشائر السردية، الذين ما لبثوا أن أظهروا لحلفائهم الجدد رغبتهم في استيفاء خاوة منهم لقاء حمايتهم، الأمر الذي أثار غضب الزبيدية فرفضوا دفع الخاوة للسردية، وساءت العلاقات فيما بينهم بمقتل " الكنج بن ظاهر السردي" من قبل الزبيدية حسب ادعاءهم والذي ينكره السردية، فلم يبق مكان للزبيدية بعد ذلك فارتحلوا باستثناء عشيرة الشرفات 194، أما الخزاعلة ورميح فهم من بطون سنبس من طيء القحطانية 195، والذين جاؤوا من العراق إلى الأردن ويلتقون مع السردية بطيء 196.

علاقة عشائر السردية بالمقداد :
ذكر كبارهم أنهم من أبناء الصحابي المقداد بن الأسود الكندي البهراني الحضرمي قدم جدهم من الحجاز مع الجيش الإسلامي الفاتح وقتل في واقعة اليرموك، وخلف من الأولاد شبيب، وأن شبيباً هو من بنى أو أعاد بناء قلعة الزرقاء المعروفة بقصر شبيب، ثم خرج شبيب إلى البقاع وأعقابه لا يزالون هناك وخلف المقداد ثلاثة أبناء غير شبيب هم 197:
‌أ- صقر وذريته على ما يقولون: الصقر والسردية.
‌ب- شاهين.
‌ج- المقداد الثاني – أعقابه في بصرى اسكى الشام ويعرفون بالمقدادية.
وقد نزح من المقدادية الاخوان: نصر ونصار إلى الكورة وأنشأ قرية بيت ايديس، ولما ضاقت القرية عليهم نزح منهم فروع إلى :
‌أ- فرع إلى قرية حاتم بناحية الوسطية.
‌ب- فرع إلى قرية الصير بالقرب من جنين.
‌ج- وفرع إلى قرية حمامة بالقرب من غزة ويتألفون من الفرق التالية :
1- العساسفة. 2- بني علي. 3- بني ياسين.
ويسكن الصير بالقرب من جنين عائلة ارشيد، وقد كانت صاحبة النفوذ في هذه الجهات وتعود أصولها إلى " آل مقداد " في حوران، وقد اشتهر منهم الشيخ أحمد الرشيد الذي جدد عمران صير وما زال اسمه مذكوراً 198، ويوجد المقداد أيضاً في قرية جت شمال طول كرم، نزلوا في بادئ أمرهم في صيدا ثم استقروا في جت 199.
ويوجد أيضاً عائلة المقدادي في طولكم نزحت هذه العائلة في بادئ أمرها من حوران فنزلت الطيبة ثم استقرت جماعة منها في طولكرم وينسب إلى هذه العائلة المرحوم عبد الرحمن الحاج إبراهيم رئيس بلدة سابق لطولكرم 200، وتوجد في العباسية في قضاء يافا عائلة المقدادية أيضاً 201.
وقد تحالفت عشائر السردية مع عشائر المقدادية في حوران 202، وقد ظل هذا الحلف قوياً بينها حتى جاءت عشائر عنزة إلى حوران فانتشرت المقدادية في بلاد الشام واستقر قسم منها في بصرى الشام، وتعتبر عائلة المقداد من أقدم وأعرق العائلات التي سكنت حوران، وينتشر أفرادها بشكل خاص في مدينة بصرى الشام، وقرية معربة كما أن لهم أقرباء في لبنان " بعلبك " وفي غزة والكورة واليمن والمغرب العربي " تونس " والسعودية وينتسب أفراد عائلة المقداد إلى المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن عامر بن مطرود البهراني الشهير بالمقداد الأسود الكندي، وقد حصل المقداد على لقب الأسود نتيجة لمحالفته للأسود بن عبد يغوث الزهري، أما لقب الكندي فنسبة لحلفاء أبيه من قبيلة كنده 203، ويوجد مع السردية عائلة القوادرة والتي تعود بأصولها للمقدادية 304، كما أن هناك العديد من المصاهرات بين السردية والمقداد.

علاقة عشائر السردية بعشائر الفضل والعيسى:
آل فضل بطن من آل بيعة من طيء القحطانية 205، والعيسى بطن من آل فضل من آل بيعة من طيء القحطانية 206، ويعتبر أجداد عشائر السردية بنو لام – بطن من طيء القحطانية – من أحلاف آل فضل في الماضي 207، وبعد تزعزع سلطان آل ربيعة بالشام وضعف إمارتهم تحالف السردية مع الفحيلية أعقاب آل مرا بن ربيعة الطائي في حوران208، ثم انتقلت بعد ذلك إمارة عرب الشام ومشيخة حوران إلى السردية في عهد الشيخ رشيد بن سلامة بن نعيم بن فواز السردية 209، ولاحقا في عهد الشيخ كليب السردي 210، ولقد كان الفضل والعيسى من أحلاف السردية في حلف يطلق عليه " أهل الشمال " مكون من السردية والعيسى والفضل والسرحان 211، وفي عام (1164هـ-1750م)، وقع انتصار عنزة على المحفوظ السردي وحلفاؤه فانتقل على أثره آل فضل إلى الجولان، ومن العيسى 212 بقايا في شرقي الأردن في قرى الدفيانة وام السرب، وتحت مشيخة آل الماضي، وتتسم العلاقة بين السردية والعيسى بحسن الجوار على اعتبار كل منهما ينسب لطيء القحطانية.
ويبدو أن التحالف بين قبائل السردية والفحيلية والفضل والعيسى وبنو صخر والسرحان هو أنها جميعا تعود بنسبها إلى طيء القحطانية، وهو السبب الرئيس أيضاً في وقوفها ضد قبائل عنزة العدنانية، فلقد جاء بني صخر بطن من طيء القحطانية 213، ذكر القلقشندي والهمذاني أن بنو صخر من طيء القحطانية 214، ذكر أحد الباحثين أيضاً أن السرحان بطن من طيء القحطانية 215، وعلى ذلك فإن هذه القبائل جميعها من طيء القحطانية، وجدير بالذكر أن أوس بن حارثة بن لام الجد المؤسس لبني لام وأحد زعماء طيء والذي تنسب له السردية والسرحان والصقر وعرب الحوارث كانت ابنته زينب متزوجة من الملك النعمان الثالث ملك الحيرة (580م-602م) وأخوه سعد متصاهراً مع اللخميين أيضاً 216، كما يعتبر عرب الحوارث في فلسطين أبناء عمومة السردية 217.
بينا فيما سبق العلاقة التي تربط بين عشائر السردية وقبائل وعشائر المنطقة في حوران وشرقي الأردن، وذلك بعد أن تحدثنا عن تاريخ منطقة حوران، ونبذة عن سكانها منذ أقدم العصور حتى الآن، وتاريخ الإمارة الطائية في بلاد الشام، وعلاقة عشائر السردية بهذه الإمارة، وإنهم يرجعون في نسبهم إلى طيء القحطانية، كما أوضحنا أن عشائر السردية تتكون من تحالفات عدنانية وقحطانية 218.
وسنتحدث في الصفحات القادمة عن تاريخ عشائر السردية منذ القرن السادس عشر حتى الآن، وقد اعتمدنا في ذلك على ما توفر في أيدينا من مراجع.


</i>



 


الرد باقتباس
الرد على الموضوع

Bookmarks


Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests)
 

قوانين المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML مغلق
Trackbacks are متاح
Pingbacks are متاح
Refbacks are متاح



شات تعب قلبي تعب قلبي شات الرياض شات بنات الرياض شات الغلا الغلا شات الود شات خليجي شات الشله الشله شات حفر الباطن حفر الباطن شات الامارات سعودي انحراف شات دردشة دردشة الرياض شات الخليج سعودي انحراف180 مسوق شات صوتي شات عرب توك دردشة عرب توك عرب توك


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 12:08 AM.


.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
.

Search Engine Friendly URLs by vBSEO