الإرهاب والقتل وشيطان التآمر والإجرام الإرهاب والقتل وشيطان التآمر والإجرام استطاع هذه المرة النفاذ إلى عمق العاصمة صنعاء وقلب المؤسسة العسكرية ليطال عشرات الضحايا الأبرياء في مشهد إجرامي مروع لا يمكن أن يصدر إلاّ عن أناس فقدوا إنسانيتهم وكل ما له صله بعالم البشر، فذلك القتل والدمار الذي أحدثته تلك العصابة الإجرامية في مجمع الدفاع والمستشفى الملحق به يكشف عن نزعة إجرامية وحقد أعمى وضمائر ميتة ليس فقط لدى أولئك الوحوش البشرية المنفذة للجريمة بل وأيضا لدى أولئك الذين غسلوا أدمغتها وزينوا لها ودفعوا بها لارتكاب مثل تلك الجريمة الوحشية.
ومع ذلك فقد كان الشرفاء من أبطال القوات المسلحة بالمرصاد لأولئك القتلة، واستطاعوا التعامل مع الموقف بشجاعة مثيرة للإعجاب، وأفشلوا المخطط الإجرامي، وقاموا بملاحقة القتلة المأجورين والقضاء عليهم والقبض على بعضهم، وهو ما سيكشف الكثير من الحقائق المغيبة حول تلك الجريمة الإرهابية والمتورطين فيها والمتواطئين في تقديم الدعم اللوجستي لها.
لقد أرادت تلك العملية الإرهابية زعزعة استقرار البلاد وتقويض العملية السياسية برمتها ونسف الحوار الوطني الذي يشارف على الانتهاء، والعودة بالبلاد إلى نقطة الصفر وجرها إلى مربع الصراع والاحتراب والفوضى، وهدم كل ما تم بناؤه طوال الفترة الماضية من عمر الثورة الشعبية، ما يتطلب بالتالي مزيدا من اليقظة والجاهزية وحسن التصرف لمواجهة مثل تلك التهديدات والمخاطر التي ما تزال ماثلة، ولن يتأتى ذلك دون المضي في مهمة استكمال نقل السلطة وهيكلة الجيش والأمن، وإحلال الكوادر الوطنية المؤهلة والنزيهة محل عناصر الفساد التي عبثت بهذا الوطن طيلة 33 عاما.
لقد حان وقت استعادة زمام المبادرة ووضع الأمور في نصابها والتصدي بحزم للانفلات الأمني والعابثين بأمن الوطن وإنفاذ سلطة القانون، كي تستعيد الدولة هيبتها وتستكمل بناء مؤسساتها وفق معايير وطنية صرفه لا تقيم وزنا للمحسوبية والولاءات الضيقة، بقدر ما تعلي من قيم الكفاءة والنزاهة والإخلاص للوطن وثورته، إذ بغير ذلك لن تستعيد البلاد عافيتها، وستظل نهبا لأصحاب المشاريع الصغيرة ومسرحاً لعصابات القتل والإجرام التي تعمل وفق أجندة باتت مفضوحة تقوم على إشاعة الفوضى والإضرار بمصالح الشعب وضرب مكاسب ثورته وإعاقة بناء دولته.
ومهما يكن، فقد حملت العملية الإرهابية الأخيرة دلالات واضحة على أن الدولة اليمنية الجديدة باتت عصية على الكسر، ومهما حاول اعداؤها فلن يكون بوسعهم بعد اليوم النيل منها أو تطويعها لمآربهم الدنيئة. نقول ذلك على الرغم من أن تلك الجريمة كشفت من جانب آخر عن خلل وقصور واضحين في أداء بعض الأجهزة الأمنية، وحالة من الاسترخاء التي تعيشها في ظل أوضاع أمنية ملتهبة على أكثر من صعيد بما في ذلك استمرار مسلسل الاغتيالات لضباط الجيش والأمن بصورة شبه يومية على أيدي عصابات مأجورة تعمل لحساب أطراف مناوئة للثورة. لكننا على يقين من أنه سيأتي اليوم الذي تساق فيه تلك العصابات راغمه إلى يد العدالة لتنال جزائها الرادع، وسيعرف الشعب حينها من يقف ورائها ويسخرها لخدمة مصالحه والإضرار بمصالح الشعب والوطن.
hgYvihf ,hgrjg ,ad'hk hgjNlv ,hgY[vhl |