(دواعش وروافض اليمن

(دواعش , اليمن , وروافض

(دواعش وروافض اليمن

(دواعش وروافض ) : اليمن .. وهاوية الصراع المذهبي
وفاق برس/خاص:
تحليل حصري :- يرى مراقبون ومهتمون بالشأن اليمني أن الخطاب الاعلامي الطائفي والتحريضي التي تنتهجه بعض الجماعات ، من العوامل الرئيسية التي تقف وراء ما تعيشه الساحة اليمنية حالياً من أحداث وتداعيات خطيرة.
ويعتبر هؤلاء المراقبون أن المواجهات التي تشهدها بعض المحافظات الشمالية ما هي الا نوع من الصراع السياسي المغلف بإطار وأقنعة دينية ومذهبية، وأن قطبي هذا الصراع هما حزب التجمع اليمني للإصلاح "الإخوان المسلمين" ، وجماعة أنصار الله "الحوثيين" ، حيث يصر الطرفان على المضي في ذلك النهج التحريضي ضد بعضهما ، وهو النهج القائم على إثارة النعرات الطائفية والمذهبية ، بطرق وأساليب عدة.
ويقولون المراقبون ، إن ما يمر به اليمن وما آلت إليه الأمور من وضع مأساوي ، بات اليوم ينذر بكارثة كبيرة ، تهدد امن البلد واستقراره ووحدته ومكتسباته الوطنية التي تحققت على مدى عقود طويلة من النضال.
فيما يرى آخرون أن هذا الوضع الذي يمر به اليمن ن يأتي في ضل ما يشهده الوطن العربي ككل ، وذلك كنتاج لما يسمى بالربيع العربي الذي اثبت فشله حين غيبت القوى الوطنية وظهرت قوى جديدة راديكالية ذات طابع فكري وعقائدي بحت.
مشيرين إلى أن ما آل إليه الوضع في اليمن من صراع بين هذه القوى المتمثلة بحزب "الإصلاح" و "الحوثيين" ، قد وصل إلى مرحلة خطيرة باتت تهدد أمن اليمن ومستقبله.
ولا يحفي كثير من المراقبين قلقهم من هذا الصراع المحتدم بين "الإصلاح" و"الحوثيين" والذي أفضى إلى التعبئة والتحشيد من كلا الطرفين ، في العاصمة صنعاء ، مما ينذر بخطر يتهدد كل اليمن.
بحيث يمكن القول إن ما يخشاه ويخافه اليمنيون في الأزمة الحالية المتصاعدة أن تنزلق تداعيات أحداثها إلي صراع فتنة مذهبية وطائفية بإمكان أطرافها تحديد بدايتها لكنهم لن يستطيعوا تحديد نهايتها وهذه هي طبيعة الصراعات الدينية المذهبية التي يؤكد تاريخنا الإسلامي وحتى التاريخ الأوربي وتاريخ العالم إنها أكثر الحروب دموية لأنها تقوم على إقصاء ونفي وإلحاق الهزيمة بالأخر بصورة مطلقة وهذه مهمة في الغالب مستحيلة وما تنجح فيه هو تدمير النسيج الاجتماعي للشعوب والأمم والأوطان وتقسيمها إلي جماعات مشبعة بالضغائن والأحقاد والكراهية التي لا نهاية لها ، والأسوأ ان هذا يأتي في سياق مخططات لعبة الأمم التي مشاريع مصالحها اقتضت تفتيت منطقتنا إلي دويلات طائفية ومذهبية متناحرة معطية توجهاتها نحو رسم خارطة جديدة مسميات براقة كالشرق الأوسط الجديد او الكبير اليمن ليس خارج كل هذا.
ومن هنا يتوجب على الأطراف التي تشكل أدوات في تحقيق هذه المخططات النظر بعمق إلي صور مشاهد ما جرى ويجري اليوم في العراق وسوريا وليبيا ليدركوا ويستوعبوا ان مصلحتهم ومصلحة الشعب اليمني في عدم الإيغال في خطاب التحريض والشحن المذهبي المتطرف الذي هو في صيغته القديمة اتخذ تسميات الروافض والنواصب وصيغته الجديدة الروافض والتكفيريين والدواعش والصفويين ، مع ان الصراع الآن وقديما هو صراعا سياسيا على السلطة من اجل مصالح دنيوية لا علاقة لها بدين او مذهب او طائفة ولا فرق حتى بالنسبة للديانات الأخرى ونحمد الله إننا في اليمن في غالبيتنا الساحقة مسلمين.
لا ندري لماذا تصر قوى الشر المتصارعة على جرنا الي هاوية حروبا من هذا النوع العبثي العدمي المدمر في حين ان هناك مسارات سهلة ومتاحة ومفتوحة وكل ما هو مطلوب من طرفي الصراع الخروج من جلباب الإيديولوجية الدينية وعناوين يافطاتها المذهبية والاعتراف بالأخر والاستعداد على تقديم التنازلات المتبادلة والتفاهم والتلاقي على طاولة الحوار بغية الوصول إلى حلول وسط لتعود تلك القوى المسار العام الصحيح والسليم لكل اليمنيين والمتجسد بالمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني ليكونوا مع الجميع يمضون باتجاه تطبيق هذه المخرجات واستكمال التسوية السياسية لتصبح تاريخية كونها قامت على أساس التصالح والتسامح والقبول بالأخر كند وشريك في المواطنة والانتماء لليمن وليس إلي تكتل عصبوي مناطقي او قبلي أو طائفي او مذهبي يتعاطى باستعلائية منبثقة عن وهم أن السلطة والسيطرة والهيمنة حقا له إما باسم السماء أو الغلبة الأرضية التي لا تنسجم مع منطق القرن الواحد والعشرون واستحضارها من أزمنتها الغابرة إلي زماننا لن يجلب إلا الدمار والخراب والتشظي والفوضى.. وفي هذا كما قلنا لا مصلحة لأحد واكبر الخاسرين أولئك المراهنين على الفتنة المذهبية لتحقيق أهدافا لهم لن تتحقق أبدا.