في اليمن .. ثورة تلوح في الافق ضد النفوذ السعودي

.. , الافق , اليمن , السعودي , النفوذ , تلوح , ثورة , في , ضد

في اليمن .. ثورة تلوح في الافق ضد النفوذ السعودي

بعد فوزه في انتخابات لم يتنافس فيها سوى النائب وظله، أعلن عبد ربه هادي رئيسا لليمن وبدأ البعض يروج لرئيس جديد ويمن جديد، فيما آخرون يرون أن حكم هادي تكريس لنظام علي صالح وأن فوزه يضفي شرعية على المبادرة الخليجية ومسخ مطالب ثورة التغيير إلى ثورة جياع.
في معرض تعليقه على انتخاب عبد ربه هادي رئيسا لليمن
قال الحزب الديمقراطي اليمني في بيان له أن الأنتخابات التي جرت في اليمن هي استخفاف بالشعب اليمني وثورته الشبابية الشعبية، وخيانة لدماء الشهداء وتضحياتهم، وهي ناتجة عن مؤامرة سعودية أمريكية لواد الثورة الشبابية الشعبية. وليس لها علاقة بصفة الديمقراطية التي يتشدق بها النظام المشترك.
وجاء في نص البيان:
تابع الحزب الديمقراطي اليمني الانتخابات التي أجرتها أحزاب النظام المشترك وبمرشح واحد ووحيد حسب مبادرة الخليج والسعودية التي لا تعرف من الديمقراطية حتى اسمها واعتبر الحزب أن تلك الانتخابات وبتلك الصورة تمثل استخفاف بالشعب اليمني ونضاله وتضحياته وبدماء شهداء ثورته الشبابية السلمية.
مؤكداً عدم وجود أي انتخابات تمت أو عملية ديمقراطية بهذه الشاكلة التي هي أقرب إلى الأساليب والممارسات الديكتاتورية منها إلى أي وصف آخر.

عبد ربه هادي الرئيس التوافقي بحسب وصف المبادرة الخليجية، تتفق حوله الآراء بأنه أداة بيد السعودية لتشتيت ثورة الشعب اليمني ومطلبها الاساسي في التغيير... هذا ما يراه تقرير صحيفة الانتقاد..

فالثابت ان الانتخابات ستحوّل الثورة التي خرجت للتغيير الجذري الشامل لبنية وأركان النظام الى حركة احتجاجية ضد انعدام الوقود والانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، وفي أحسن الاحوال تطالب برفع مرتبات الموظفين والاحتجاج على الغلاء وتوفير العلاج للمرضى.
هكذا يُراد لثورة اليمن، فالرئيس عبد ربه قال في مهرجانه الانتخابي "أعلم جيدا أن الاستقرار المنشود لن يتحقق اذا كان هذا البلد يضم بين جنباته جائعين وخائفين ومرضى بدون امل يمنحهم الطمأنينة"، كلام أراد من خلاله ان يبعث برسالة مفادها ان ما حصل هو احتجاجات جياع وليس ثورة.
ويشكك كثيرون من تحرر عبد ربه من عباءة صالح وابنائه واقربائه "الذين يتصرفون بشكل مستقل ولا يبدو أنهم ينضوون تحت لواء السلطات الجديدة" وفق تصريح دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس.
وليس صحيحا ان 21 فبراير تاريخ فاصل يقود لتحول حقيقي يطوي اليمنيون فيه صفحة حكم صالح، وذلك لأن ابناءه واقرباءه ما زالوا في دوائر الفعل وصنع القرار.
صالح لن يودع السلطة، كما قال، ووصوله صنعاء لتنصيب نائبه ليبدو ان خروجه من الحكم طبيعي وليس بفعل الثورة.

ويرى الكاتب منيب السائح أن ثورة اليمن باتت تحت وطأة المال السعودي ويقول إن

حالة انعدام الوزن التي يعيشها اليمن هذه الايام، كانت من الاساس هدفا رئيسيا من بين اهداف صفقة الدول العربية لمجلس تعاون الخليج الفارسي، التي قادتها السعودية واشرفت عليها الولايات المتحدة، لمسخ ثورة الشعب اليمني وتحويلها الى مجرد ازمة سياسية عصفت في البلاد وما انفكت ان ولت!!.
الصفقة السعودية الاميركية التي ابرمت في غرف مظلمة بعيدة عن اعين الشعب اليمني، لم تكن سوى قفزة عريضة من فوق المطالب الحقيقية للثورة الشعبية ونهر الدم اليمني الذي اريق على يد ازلام صالح، وكذلك من فوق تركة صالح المشؤومة، المتخمة بالفساد والمحسوبية والفوضى والدمار والتمييز والفتن القبلية والمذهبية والظلم والاستبداد والتبعية ورهن مقدرات ومصير البلاد بالخارج.
الصفقة السعودية الاميركية، المعروفة بالمبادرة الخليجية، تجاهلت امرين في غاية الاهمية، الاول المطالب الشعبية والتضحيات الجسام الذي قدمها الشعب، والثاني جرائم وفساد صالح وبطانته. فيما صالح وبفضل الصفقة السعودية الامريكية ، يعيش في الولايات المتحدة كرئيس شرعي لليمن ويتمتع بالحصانة الدبلوماسية.
تحاول المبادرة السعودية الاميركية، بدفع بكل قوة الامكانيات التي سخرها ويسخرها هذا الثنائي، ان تقنع الشعب اليمني، الذي ضحى بالغالي والنفيس وقدم الالاف من الشهداء والجرحى للتخلص من صالح ونظامه، بفكرة وجود رجل مثل عبد ربه منصور هادي، على رأس السلطة في اليمن لادارة المرحلة الانتقالية التي تستمر عامين، فيما الرجل مازال ينظر اليه كذراع ايمن لصالح، وهي حقيقة يفتخر بها منصور هادي وعلى الملأ.
الانتخابات التي شهدتها اليمن ابقت على تركة صالح، ببقاء منصور هادي، فالرجل اتفقت عليه الجهات التى وراء الصفقة الخليجية مع بعض النخب السياسية اليمنية، بوصفه الرجل المناسب الذي يمتلك المؤهلات اللازمة لتفريغ المطالب الشعبية من محتواها خلال العامين القادمين، كصياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية واعادة هيكلية القوات المسلحة، التي مازال يهيمن عليها رجال صالح ومنصور هادي.
لم تغلق ابواب مراكز الاقتراع بعد في اليمن حتى تجرأ البعض على البوح بما يمكن اعتباره جوانب سرية في الصفقة السعودية الامريكية للالتفاف على ثورة الشعب اليمني، ومن هؤلاء نائب وزير الاعلام اليمني عبده الجندي، الذي اعلن انه لا شيء في المبادرة الخليجية التي انتخب بموجبها منصور هادي، يمنع الرئيس علي عبدالله صالح من الترشح مجددا بعد سنتين، اي بعد انقضاء الفترة الانتقالية. بل انه ذهب الى ابعد من ذلك عندما اعلن ان صالح في طريقه الى صنعاء للعب دور سياسي مهم من خلال رئاسته لحزب المؤتمر الشعبي العام.
هذه التصريحات وغيرها الكثير، اكدت ان توجس قطاعات واسعة من ابناء الشعب اليمني، من حقيقة المبادرة السعودية الامريكية، كان توجسا في محله، وزاد من وطأة هذا التوجس الدعم الكبير الذي يتلقاه فريق صالح، الذي مازال يلقى بظله الثقيل على كل جوانب الحياة في اليمن لاسيما على الجانبين العسكري والامني، من قبل السعودية وامريكا.
لايستبعد ان يتدفق المال السعودي خلال هذين العامين الي اليمن، وان تدور عجلة الامبراطورية الاعلامية التابعة لـ آل سعود، لتبيض صفحة رجال صالح، وتسويد صفحة معارضية، بدعم امريكي.
التدخل السعودي الاميركي في امر اليمن امر واضح، حتى وصل الامر ان وصفت المعارضه صالح بانه يتصرف كمحافظ على احدى محافظات السعودية، هذا التدخل سيتضاعف بعد انتخاب منصور هادي.
السعودية تعتبر اليمن وكذلك البحرين، حديقتين خليفتين لها، ولن تسمح بأي شكل من الاشكال، ان يقام في هذين البلدين نظامان ديمقراطيان قائمان على الارادة الشعبية والانتخابات وتداول السلطة ودستور دائم، فمجرد وجود مثل هذه الانظمة على حدود مملكة ال سعود، تعتبره الرياض السم الزعاف لنظامها الذي لايستقيم مع اي منطق سياسي او عقلي.




ما بدأ ثورة للتغيير لن ينتهي الى احتجاجات موسمية تمليها المبادرة الخليجية، فما فات الجميع وفي مقدمتهم السعودية والولايات المتحدة الاميركية، من ان ارادة التغيير التي اسقطت صالح، رغم كل عمليات التجميل السياسية والجسدية التي اجريت له ولنظامه، ستحرق كل اوراق الثنائي السعودي الاميركي، واهونها أوراق أزلام نظام صالح.

[align=center]الحزب الديمقراطي لم ياتِ بجديد وحتى هو يبدو بعقلية قديمة ايضا

شكرا وشاح الرائع







[/align]