منتدى الآصالةوالتاريخ حريب بيحان
ينتهي : 30-04-2025
عدد مرات النقر : 1,285
عدد  مرات الظهور : 29,429,587

عدد مرات النقر : 4,131
عدد  مرات الظهور : 73,449,944
عدد  مرات الظهور : 69,165,913
قناة حريب بيحان " يوتيوب "
عدد مرات النقر : 2,312
عدد  مرات الظهور : 73,450,746مركز تحميل منتديات حريب بيحان
ينتهي : 19-12-2025
عدد مرات النقر : 3,950
عدد  مرات الظهور : 69,666,673
آخر 10 مشاركات
تحدي المليوووون رد ،، (الكاتـب : - المشاركات : 2050 - المشاهدات : 123612 - الوقت: 07:27 PM - التاريخ: 04-25-2024)           »          صـبـــاحكم سكــر // مســـاؤكم ورد معطر (الكاتـب : - المشاركات : 2386 - المشاهدات : 169841 - الوقت: 06:40 AM - التاريخ: 04-24-2024)           »          تعزية للاخ يمني بوفاة اخيه (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 6 - المشاهدات : 110 - الوقت: 09:46 PM - التاريخ: 04-22-2024)           »          قراءة في سورة البقرة (الكاتـب : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 71 - الوقت: 05:34 AM - التاريخ: 04-20-2024)           »          الاذكار اليوميه في الصباح والمساء (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 542 - المشاهدات : 33749 - الوقت: 08:30 PM - التاريخ: 04-19-2024)           »          عيدكم مبارك ،، (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1 - المشاهدات : 86 - الوقت: 08:45 AM - التاريخ: 04-10-2024)           »          ماذا ستكتب على جدران (منتديات حريب بيحان) (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3179 - المشاهدات : 233868 - الوقت: 05:26 PM - التاريخ: 04-08-2024)           »          ورد يومي صفحه من القرآن الكريم (الكاتـب : - المشاركات : 93 - المشاهدات : 997 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-23-2024)           »          شهرمبارك كل عام وأنتم بخير (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3 - المشاهدات : 82 - الوقت: 04:06 AM - التاريخ: 03-18-2024)           »          تدمير دبابة ميركافا الإسرائيلية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 143 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-17-2024)


الإهداءات



الاسلام ديننا و حياتنا واحة إسلامية لحصد الحسنات وتكفير السيئات


وجوب اﻻتباع ﻻ اﻻبتداع

واحة إسلامية لحصد الحسنات وتكفير السيئات


وجوب اﻻتباع ﻻ اﻻبتداع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الاتِّباع، والابتداع الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:فإن قضية*(الاتِّباع،

الرد على الموضوع
 
LinkBack خيارات الموضوع
قديم 11-03-2014, 08:46 AM   #1


صدى الصمت غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2911
 تاريخ التسجيل :  Sep 2014
 أخر زيارة : 09-22-2016 (09:19 PM)
 المشاركات : 20 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي وجوب اﻻتباع ﻻ اﻻبتداع




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الاتِّباع، والابتداع
الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:فإن قضية*(الاتِّباع، ووجوب التزام الكتاب والسنة، وذم البدع)*قضيةٌ كبرى، في غاية الأهمية، إذ هي مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله، محمداً رسول الله*e. وسأعرض لها خلال هذه الحلقات في مطلبين:*(الأول: في وجوب الاتِّباع، الثاني:*في ذم الابتداع).المطلب الأول: في وجوب الاتِّباع.الأصل فيه ما ورد في النصوص من وجوب اتِّباع الشرع، وطاعة الله ورسوله، قال الله تعالى:" وأنَّ هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون"[الأنعام: 153].وقال:"ثم جعلناك على شريعةٍ من الأمر فاتَّبعها ولا تتَّبع أهواء الذين لا يعلمون"*[الجاثية: 18].وقال سبحانه:*"هذا بصائر للناس وهدىً ورحمةً لقومٍ يوقنون"[الجاثية:20].وقال في وجوب الرضا والتسليم:" وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخِيرة من أمرهم ومن يعصِ الله ورسولَه فقد ضلَّ ضلالاً مبيناً"[الأحزاب: 36].وقال مخاطباً عباده المؤمنين:" يا أيّها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميعٌ عليم"[ الحجرات: 1].فالتزم هذا الأدب صحابةُ رسولِ الله*e*في حياته، وبعد مماته، وهو شرع لكل الأمة، وواجب على كل مسلم.*ولما استقى جيل الصحابة*y*من ذلك النبع الصافي -مجرَّداً من كل التقاليد والتصورات الجاهلية- كان جيلاً متميزاً في تاريخ الإسلام كله، وفي تاريخ البشرية جميعه!*ثم العجيب أن كل فرقة تدّعي أنها تُحكِّم الكتاب والسنة!*وإنما العبرة في هذا: الاتِّباعُ، ليس الادّعاء؛ ويكون الاتِّباع بالأخذ بالكتاب والسنة جملةً وتفصيلاً، والعمل بهما، والدعوة إليهما، وفهم النصوص على ما جاءت به السنة، وعلى ما فهمه الصحابة، وعمل به الخلفاء الراشدون، وأجمع عليه العلماء الربَّانِيّون.*قال*e:*"من أحدَث في أَمرِنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ"([1]).وقال:*" فعليكم بسنتي، وسنَّة الخلفاء الراشدين المهديِّين من بعدي، تمسكوا بها، وعضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومُحدَثات الأمور، فإن كل مُحدَثة بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة"([2]).وفي الكلام المأثور عن الإمام أحمد: أصول الإسلام أربعة: دالٌّ، ودليلٌ، ومبَيِّنٌ، ومُستدِلٌ، فالدالّ هو الله، والدليل هو القرآن، والمبيِّن هو الرسول، قال الله تعالى:*" وأنزلنا إليك الذكر لتُبيّن للناس ما نُزّل إليهم"*[النحل: 44]، والمستدِل هم أولو العلم، وأولو الألباب، الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم([3]).فإجماع أهل الاجتهاد*في كل عصر حُجّة، ودليلٌ من أدلة الأحكام، مقطوع به، فالأُمَّة لا تجتمع على الخطأ([4])، ومن الأدلة على حُجِّية الإجماع قول الله تعالى:*"ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبيَّن له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوَلِّه ما تولى ونُصْلِه جهنم وساءت مصيراً"*[النساء: 115]،*ووجه الاستدلال بهذه الآية:*أن الله توعَّد من اتَّبع غير سبيل المؤمنين؛ فدلّ على أن اتِّباع سبيلهم واجب، ومخالفتهم حرام.وقوله*e:*"من فارق الجماعةَ مات ميتةً جاهلية"([5]).فالاقتصار في مصدر التلقي على الوحي: (كتاب الله، وسنة رسوله*e)،*وعلى الإجماع المبني على الكتاب والسنة، هو منهج السلف الصالح، من الصحابة والتابعين، ومن تبعهم من المؤمنين، وهو من الأسباب لحفظ هذا الدين من كل دَخَل، بعد حفظ الله تعالى له.*(يتبع)..


,[,f hﻻjfhu ﻻ hﻻfj]hu k],m



 


الرد باقتباس
قديم 11-03-2014, 08:54 AM   #2



همس الآيام غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2959
 تاريخ التسجيل :  Oct 2014
 أخر زيارة : 07-10-2023 (10:41 AM)
 المشاركات : 5,421 [ + ]
 تقييم العضوية :  5738
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 563
تم شكره 457 مرة في 330 مشاركة
الإفتراضي رد : وجوب اﻻتباع ﻻ اﻻبتداع



قال تعالى :

(ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبيَّن له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوَلِّه ما تولى ونُصْلِه جهنم وساءت مصيراً)

اللهم اجرنا من النار اللهم اجرنا من النار اللهم اجرنا من النار

من علم الحكم وبقى على البدع والضلالة ليس له أمام الله عز وجل يوم الحشر العظيم من مفر

اللهم ارحمنا برحمتك ولاتعاقبنا بما يفعله السفهاء منا

جزاك الله خير ونفع الله بك وبطرحك الهادف والنير

وكفانا الله شر البدع ظاهرها وخافيها سرها وعلنها



 


الرد باقتباس
قديم 11-03-2014, 09:05 AM   #3


صدى الصمت غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2911
 تاريخ التسجيل :  Sep 2014
 أخر زيارة : 09-22-2016 (09:19 PM)
 المشاركات : 20 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي رد : وجوب اﻻتباع ﻻ اﻻبتداع



ويتمثل الاقتصار في التلقي عن الكتاب والسنة، فيأ) تحكيم الكتاب والسنة الصحيحة في كل قضية من قضايا العقيدة والشرع:*امتثالاً لأمر الله تعالى:*"يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيءٍ فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تُؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلاً"*[النساء: 59].(ب) الاعتماد في تقرير مسائل الاعتقاد وغيرها على نصوص الكتاب والسنة الصحيحة، والتسليم لها، وعدم ردّ شيء منها أو تأويله:وهذا نابع من الإيمان بالله ورسوله؛ وبأن ما جاء به من عند الله هو الهدى والنُّور.*قال تعالى:*" قد جاءكم من الله نورٌ وكتابٌ مبين، يهدي به الله من اتَّبع رضوانه سُبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيم"[المائدة: 15، 16].وقال سبحانه:*" ونزَّلنا عليكَ الكتاب تبياناً لكلِّ شيءٍ وهدىً ورحمةً وبُشرى للمسلمين"*[النحل: 89].وقال سبحانه:*"اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلام ديناً"*[المائدة: 3].*وليس لمؤمنٍ بهذه الآية أن يلتفت بعدُ لأيِّ بدعةٍ أو هوى؛ فدين الله كامل، وحسبه بالتمسك به طريق نجاة.*(ج) تجريد المتابعة للرسول*e*في كل أمر من أمور الدين، وتقديم قوله، ولزوم سنته:*وهذا منهجٌ أصيل، إذ هو من لوازم ( شهادة أن محمداً رسول الله). ومن لوازم اتِّباع الرسول*e*اتّباعه في كل ما أمر به، واجتناب مانهى عنه، مع تصديقه في كل ما أخبر به، قال تعالى:"فآمنوا بالله ورسوله النبي الأُمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون"*[الأعراف: 158]،وقال:*" وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب"*[الحشر: 7]،وقال سبحانه:*"فلا وربك لا يُؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيتَ ويُسلِّموا تسليماً"*[النساء: 65].وجعل طاعة الرسول من طاعته سبحانه فقال:*"من يُطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً"*[النساء: 80 ].واتِّباعُه وطاعتُه*e*شرطُ المحبة، وطريقُ المغفرة، قال تعالى:*" قل إن كُنتم تحبّون الله فاتبعوني يُحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفورٌ رحيم"*[آل عمران: 31].وقال سبحانه:*" لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ لمن كان يرجو الله اليوم الآخر وذكر الله كثيراً"*[الأحزاب:21]وقد حذَّر الله من مخالفة أمره بقوله:*"فليحذر الذين يُخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنةٌ أو يصيبهم عذابٌ أليم"*[النور: 63]، وقوله:*" ومن يُشاقِقِ الرسولَ من بعد ما تبيَّن له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنينَ نولِّه ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيراً"*[ النساء: 115].ولقد بلَّغ*e*ما أُنزل إليه من ربه أتمَّ بلاغ، فما من خيرٍ إلا ودَلَّ أمته عليه، وما من شرٍّ إلا وحذرَّها منه.*عن أبي ذر*t*قال:*"لقد تركَنا رسول الله*e*وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا وهو يذكر لنا منه عِلماً"([1]).والمتتبِّع لأحوال الصحابة*y*ومن سار على نهجهم يرى أن وجوب اتِّباع سنة الرسول*e*وتقديم قوله أمرٌ لم يختلفوا عليه البتَّة، وقد كان من المُجمَع عليه عندهم أن لا سبيل للنجاة إلا باتِّباع سنته*e*، وكل ذلك استجابةً لأمر الله جل وعلا.*ومن الآثار الواردة عن السلف فيما سلف:قول عبد الله بن مسعود*t*: "الاقتصاد في السُّنَة أفضل من الاجتهاد في البدعة"([2]). فليست العبرة بكثرة العبادة، بل العبرة أن تكون على السُّنَة.وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: تمتَّع رسول الله*e([3])، فقال عروة بن الزبير: نهى أبو بكر وعمر عن المُتعة. فقال ابن عباس: ما تقول عُريَّة؟*قال: نهى أبو بكر وعمر عن المُتعة [وفي رواية: فإن أبا بكر وعمر لم يفعلا ذلك]؛قال ابن عباس: أراهم سيهلكون؛ أقول قال النبي*e*ويقولون: نهى أبو بكر وعمر([4])!!*الشاهد هنا: أن ابن عباس*t*لما استبانت له سُنّة الرسول*e، لم يدعها لقولِ أحد،*وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما أفضل هذه الأمة، وأقربها إلى الصواب، وقد أُمِرنا بالاقتداء بهما، ولم يُعرف عن أبي بكر أنه خالف برأيه نصّاً بلغه؛ فإذا كان ابن عباس قال هذا لمن عارضه بأبي بكر وعمر، فكيف بمن يُعارِض قولَه*e*بمن هو دون أبي بكر وعمر!*وفي هذا الأثر نهيٌ عن التقليد الأعمى، والتعصب المذهبي غير المبني على أساس سليم([5]).وقال الأوزاعي([6]): "إذا بلغَك عن رسول الله*e*حديث فإياك أن تقول بغيره، فإنه كان مُبلِّغاً عن الله"([7]).وعنه أنه كان يقول: "خمسةٌ كان عليها الصحابة والتابعون: لزوم الجماعة، واتِّباع السُّنة، وعمارة المساجد، والتلاوة، والجهاد"([8]).وقال مالك: "أكلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبريل*على محمدٍ*e*لجدله"([9]).وصحَّ عن الشافعي أنه قال: "إذا صحَّ الحديث، فاضربوا بقولي الحائط".([10])ومثله قول أبي يوسف([11])*عند وفاته: " كل ما أَفتيتُ به فقد رجعتُ عنه، إلا ما وافق الكتاب والسُّنة" وفي لفظ: " إلا ما في القرآن، واجتمع عليه المسلمون"([12]).وقال ابن خزيمة([13]): "ليس لأحد مع رسول الله*e*قول إذا صَحَّ الخبر"([14]).وقال الحميدي (488هـ)([15]):كلامُ اللهِ عزَّ وجلَّ قَوليوما صحَّت به الآثارُ دِينيوما اتفقَ الجميعُ عليه بَدءاًوعَوداً، فهو عن حقٍّ مُبينِفدَعْ ما صَدَّ عن هذا وخذهاتكن منها على عينِ اليقينِ([16])ونُقِل عن أحمد قوله:ديـنُ النبيِّ محمدٍ آثــارُنِعمَ المطيّةُ للفتى الأخبارُلا ترغَبنَّ عن الحديثِ وأهلِهالرأيُ ليلٌ والحديثُ نهارُولربمَّا جَهِل الفتى أثرَ الهدىوالشمسُ ساطعةٌ لها أنوارُ([17])وبعد سرد هذه الآثار وعوداً على بدء نقول:*إن السلف –رضوان الله عليهم- لم يفرِّقوا في الاحتجاج بالسنة بين أحاديث العقائد وأحاديث الأحكام، ولا بين ما هو متواتر وما هو خبر آحاد، ومخالفة هذا الأصل كلاًّ أو جزءاً كان من أكبر المفاصلات بين أهل السنة وسائر الفرق وأهل الأهواء.ولقد حدث ما أخبر عنه الرسول*e*وحذر منه، بقوله:"لا ألفينَّ أحدكم مُتَّكِئاً على أريكته، يأتيه أمرٌ مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لا أدري، ما وجدنا في كتاب الله اتَّبعناه"*([18]).وفي الحديث توبيخٌ مِن غضبٍ عظيمٍ على من ترك السنة استغناءً عنها بالكتاب، فكيف بمن رجَّح الرأيَ عليها، أو خالفها لمذهب اتبعه!([19]).*قال الإمام الشافعي: وفي هذا تثبيت الخبر عن رسول الله وإعلامهم أنه لازم لهم وإن لم يجدوا له نصَّ حُكمٍ في كتاب الله([20]).وقال ابن حزم([21]): هذا حديث صحيح بالنهي عما تعلل به هؤلاء الجُهَّال، مع أنه لا يختلف مسلمان في أن ما صَحَّ عن النبي*e*فهو مضاف إلى ما في القرآن، وأنهم إنما اختلفوا في الطُّرق التي بها يَصِحُّ ما جاء عنه عليه السلام فقط([22]).وكما حرص الصحابة والتابعون ومن بعدهم على حفظ القرآن الكريم وتَعلُّم أحكامه، فقد حرصوا على حفظ السُّنة ونشرها،*والاهتمام بها، وتجلَّى هذا في تحرِّيهم في الرواية، والتثبت في قبول الأخبار، فقد سَنَّ الصحابة*y*وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون التثبت في النقل([23])، وسار على سَنَنِهم المحدِّثون، حمايةً للسُّنة من الدخيل، خاصة بعد ظهور الفتنة بمقتل عثمان*t*، إذ بظهور البدع ظهر الكذب على رسول الله*e*، إما لتأييد البدع، وللدس على الإسلام، وإما نتيجة الجهل -أحياناً-، كما حدث من وضعِ بعض جهلة العُبَّاد أحاديث في الفضائل، أو وضعِ بعض التجار أحاديث تنفعهم ( مما هو مبثوث في كتب الموضوعات)، أو ما قد يطرأ من الغفلة أو الوهم عند الرواية.وموضوع عناية السلف بالأحاديث ودراستها موضوعٌ واسع، تجلَّى في عنايتهم بالإسناد لمعرفة صحيح الأحاديث من سقيمها، وحرصهم على كتابة الحديث وتدوين السُّنن.قال عبد الله بن المبارك: "الإسناد عندي من الدِّين، لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء، فإذا قيل له: من حدَّثك ؟ بقي"([24]).*ولهذا ظهر (علم الرجال)*وهو دراسة أحوال الرواة، ومعرفة أسمائهم وكُناهم، وتواريخهم، وشيوخهم، وتلاميذهم، ورحلاتهم، وسماعهم، وما إلى ذلك، ودُوِّنت كتب التراجم، والجرح والتعديل.*وكما اعتنى السلف الصالح بدراسة أسانيد الأحاديث، ووضعوا شروطاً للرواة، اعتنوا كذلك بدراسة (متون الأحاديث)، ونقد المروِيَّات على أصول وقواعد مقنَّنة.*وعُرف ذلك كُلُّه فيما بعد بعلم (مصطلح الحديث).ولقد كانت العناية بالحديث سمةً بارزة لأهل السنة*تميزوا بها عن أهل الأهواء والبدع:قال أحمد بن سنان (256هـ): "ليس في الدنيا مبتدع إلا يبغض أصحاب الحديث؛ إذا ابتدع الرجل بدعة، نُزعَت حلاوة الحديث من قلبه"([25]).وقال السجزي([26])*مشيراً إلى أن ردَّ أخبار الآحاد الصحيحة هو سبيل أهل البدع:" لا خلاف في أن الأُمَّة ممنوعون من الإحداث في الدِّين، ومعلوم أن من قال قولاً ثبت بالنقل الصحيح عن رسول الله*لا يُسمَّى مُحدِثاً، بل يُسمَّى سُنيّاً مُتّبِعاً، ومن قال في نفسه قولاً وزعم أنه مقتضى عقله، وردَّ الحديث المخالِف له لكونه من أخبار الآحاد وهي لا تُوجِب علماً وعقله مُوجبٌ للعلم، يستحق أن يُسمَّى مُحدِثاً مبتدِعاً مخالِفاً"*([27]).وأخيراً فإن الإعراضَ عن اتِّباع شريعة الله تعالى وما جاء به النبي*e، بالتفريطِ في ذلك، أو الإفراطِ بالتشدُّد المنهي عنه: سببٌ للغي والضلال، والظلم والبغي، وسببٌ للتفرُّقِ والابتداع.*وسيأتي الحديث -بإذن الله- عن الابتداع..



 


الرد باقتباس
قديم 11-03-2014, 09:10 AM   #4


صدى الصمت غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2911
 تاريخ التسجيل :  Sep 2014
 أخر زيارة : 09-22-2016 (09:19 PM)
 المشاركات : 20 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي رد : وجوب اﻻتباع ﻻ اﻻبتداع



*الثاني: في ذم الابتداع
أولاًً: تعريف البدعة:البدعة لغة:مأخوذة من: بدع الشيء يبدعه بدعاً وابتدعه: أنشأه وبدأه([1]).فالبديع والبدع:*الشيء الذي يكون أوَّلاً، وفي التنـزيل:*"قل ما كُنت بِدعاً من الرُّسل"*[الأحقاف: 9]*أي: لست بأوَّل من أُرسِل، بل قد جاءت الرسل من قبلي([2]).*وكل ما ورد في معنى البدعة لغةً فهو راجع إلى إنشاء الشيء وابتدائه لا عن مثالٍ سابق،قال الراغِب([3]): الإبداع: إنشاء صنعة بلا احتذاءٍ و لا اقتداء، ومنه قيل: ركيّة بديع أي: جديدة الحفر([4]).والبدعة: كل مُحدَثة. وبدَّعه: نسبه إلى البدعة.وتُستعمل البدعة في اللغة في المدح والذمّ، لكن استعمالها في الذمّ أكثر عُرفاً([5]).البدعة شرعاً:*تعريفات العلماء للبدعة – في الشرع – كثيرة([6])، وهي لا تختلف في المعنى العام – جملة- وإن تفاوتت في ألفاظها، وفي استيفائها لعناصر التعريف.اخترت منها تعريفين جامعين مانعين:§*الأول: تعريف الإمام الشاطبي([7])*- رحمه الله -: إذ عرَّف البدعة بأنها: (طريقةٌ في الدِّين مخترَعة، تضاهي الشريعة، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه)([8])، وهذا التعريف لا يُدخِل العادات في البدعة([9]).§*الثاني: تعريف الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله-: عرَّفها بقولهما أُحدِث في الدِّين على خلاف ما كان عليه النبي*e*وأصحابه،*من عقيدةٍ أو عمل)([10]).ومن تأمُّل التعريفين السابقين نخلص إلى ما يلي:*1-*أن معنى البدعة في الشرع أخَصُّ من معناها في اللغة؛ إذ هو خاص بما أُحدِث في الدِّين، وعليه فيمكن إطلاق البدعة لُغةً على ما ليس ببدعة في الشرع،*كقول عمر بن الخطاب*t*في جمعه الناس على صلاة التراويح واستمرارهم: "نعمت البدعة هذه"([11])فهو إنما أراد البدعة اللغوية لا الشرعية([12])؛ لأن جمع الناس في التراويح له أصل في السُّنة.*2-*كذا ما حدث من العلوم الخادمة للشريعة (مما هو متعلق بالدِّين)؛ كعلم النحو والتصريف، ومفردات اللغة، وأصول الفقه، ليست من البدع لأن أصولها موجودة في الشرع([13]).3-*أن البدعة إنما تكون في الدِّين، أما ما أُحدث من الأمور الدنيوية كالصناعات ونحوها فلا يدخل تحت البدعة الشرعية.*4-*أن البدعة خلاف السنة، ومن ثم فالبدع كلها مذمومة.5-*أنها شر من المعصية؛ لأن المبتدع يقصد بها التقرب إلى الله، فلا يتوب منها غالباً، بخلاف العاصي.*6-*أن البدع في الديِّن: تكون في الاعتقاد: كبدع الخوارج، والمعتزلة، والمرجئة، ونحوهم. وتكون في العمل: كالتعبد لله بعبادة لم يشرعها([14]).ثانياً: أهـل البـدع:*هم كل من أحدث في الدِّين ما ليس منه في الاعتقادات، والأقوال، والأعمال*([15]).*ثالثاً: حكم البدع:*البدع في الدين بجميع أنواعها محرمة وضلالة، والأدلة على ذلك كثيرة من الكتاب والسنة، وأقوال الصحابة ومن بعدهم، فمن ذلك حديث جابر بن عبد الله*t،*أن النبي*e*كان يقول إذا خطب:*" أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور مُحدَثاتها، وكُلَّ بدعةٍ ضلالة "*([16]).وقال*e:*"من أحدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"([17]).والبدع ليست في مرتبة واحدة فمنها:*§*بدع مكفِّرة.*§*بدع غير مكفِّرة، وهي تتفاوت أيضاً([18]).ولما كانت البدع بهذه الخطورة فحري بنا أن نتعرف فيما يلي على أسبابها، ووسائل اجتنابها:رابعاً: أسباب البدع:الأسباب التي أدّت إلى ظهور البدع عديدة([19])، تتلخص في الأمور التالية:1- الجهل بأحكام الدين، والجهل بلغة العرب التي نزل بها القرآن، ووردت بها السنة.*2- اتِّباع الهوى.*3- التعصب للآراء والأشخاص.*4- التشبه بالكفار وتقليدهم.([20])ولقد بذل السلف الصالح وسعهم في درء أسباب البدع، وسَدِّ كل مدخل يؤديإلى الابتداع والفرقة، فمعرفة هذه الوسائل متعيِّن في هذه الأعصار، وهو مما ينبغي أن تفقهه الأجيال؛ فإنه لن يصلح حال هذه الأمة إلا بما صلح به حال أوّلها.*



 


الرد باقتباس
قديم 11-03-2014, 09:20 AM   #5


صدى الصمت غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2911
 تاريخ التسجيل :  Sep 2014
 أخر زيارة : 09-22-2016 (09:19 PM)
 المشاركات : 20 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي رد : وجوب اﻻتباع ﻻ اﻻبتداع



*التي اتخذها السلف الصالح لحفظ الدين وحمايته من البدع:*تشمل الوسائل جانبين:الأول:*الاقتصار في مصدر التلقي على الوحي، الذي سبق الحديث عنه آنفاً.الثاني:*درء أسباب البدع، وسدّ مداخل الابتداع.وإن أهم الوسائل والأسباب التي أخذوا بها في حفظ الدين ودرء البدع ما يلي:أولاً: العلم النافع،*وهو ضد الجهل - أحد أسباب الابتداع وأولها-:*والعلم قسمان: (علم ينفع، وعلم لا ينفع)([1]).*والمراد بالعلم هنا -الذي هو سلاح وتحصين ضد البدع- العلم الديني الصحيح، المبني على ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله*e*، وفهم الصحابة*y*، قال الله تعالى لنبيه:*" وقل ربِّ زدني علماً"*[طه: 114]، أمره تعالى أن يسأله زيادة في العلم؛ فإن العلم خير، وكثرة الخير مطلوبة، وهي من الله، والطريق إليها: الاجتهاد، والشوق للعلم، وسؤال الله، والاستعانة به، والافتقار إليه في كل وقت([2]). ولقد كان*e*محباً للعلم، حريصاً عليه، حاثاً أمته على طلبه.وعلى ذلك مضى سلفنا الصالح، فمما أُثِر عنهم:-*قول ابن مسعود*t*: "عليكم بالعلم قبل أن يُقبض، وقبضه ذهاب أهله، فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إليه، وستجدون أقواماً يزعمون أنهم يدعونكم إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم، فعليكم بالعلم، وإياكم والتبدُّع، وإياكم والتنطُّع والتعمُّق، وعليكم بالعتيق".([3])*التنطُّع: التعمُّق والمغالاة، والتكلف في القول والعمل.-*وعنه قال: "إذا أردتم العلم فانثروا القرآن، فإنَّ فيه علمَ الأولين والآخِرين"([4]).-*وقال الزهري (124هـ): " ما عُبد الله بشيء أفضل من العلم"([5]).-*وكتب عمر بن عبد العزيز (101هـ) إلى أهل المدينة: "من تعبَّد بغير علم، كان ما يُفسِد أكثر مما يُصلِح، ومن عَدَّ كلامه من عمله قلَّ كلامه فيما لا يعنيه، ومن جعل عِلمَه عرضاً للخصومات كثر تنقُّله"([6]).*ثم إن العلم ليس بكثرة الرواية، ولكنه نور يقذفه الله في القلب، وشرطُه الاتِّباع، والفرار من الهوى والابتداع، وفقنا الله لطاعته([7]).*ومن العلم النافع في درء البدع:*(علم اللغة العربية) التي نزل بها القرآن،*فالجهل باللغة يؤدي إلى الجهل بألفاظ الشرع وأحكامه؛ نتيجة الفهم الخاطئ للنصوص، وتوجيهها على غير وجهها!.*وقد أدرك السلف خطورة العُجْمَة وحذَّروا منها، من ذلك قول الحسن*t*"أهلكتكم العُجمَة، تتأوَّلون القرآن على غير تأويله".وقد ابتُلي المسلمون -قديماً وحديثاً- بصنفٍ قَلَّ علمهم بالكتاب والسنة، وعَروا عن علم العربية الذي يفهم به عن الله ورسوله، ظنوا أنفسهم من أهل الاجتهاد والاستنباط، وخالفوا الراسخين في العلم، فقالوا في الدين بآرائهم، ونسبوا أقوالهم المبتدَعة إلى دين الله وشرعه!([8]).*قال الإمام الفزاري (690هـ): "*علم الدين يتعلق بالكتاب والسنة، واللسان العربي الذي وردا به، فمن كان فيما يعلم الكتاب والسنة، وحكم ألفاظهما، ومعرفة الثابت من أحكامهما، والمنتقل عن الثبوت بنسخٍ أو غيره، والمقدّم والمؤخر، صحّ اجتهاده، وأن يُقلِّدَهُ من لم يبلغ درجتَه، وفَرْضُ من ليس بمجتهد أن يسأل ويقلِّد، قال الله تعالى:"فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"*الآية*[النحل: 43]".*ثانياً: ترك الميل مع الهوى:*قال الله تعالى:*" فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أَنَّما يتبعون أهواءهم ومن أضلُّ ممن اتَّبَع هواه بغيرِ هدىً من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين"[القصص:50].*فقسم الأمر إلى أمرين لا ثالث لهما، إما الاستجابة لله والرسول وما جاء به، وإما اتِّباع الهوى؛ فكل ما لم يأت به الرسول فهو من الهوى([9]).*ولله در الخطيب البغدادي (463هـ) إذ قال:إن كنت تبغي الرشادَ محضاًلأمـرِ دنيــــــاك و المعــــــادفخالف النفس في هـواهـا*إن الهوى جـامع الفساد([10])وقد ذم السلف الصالح كل ما نتج عن اتِّباع الهوى أو أدّى إليه، كمخالفة النص بالرأي، والقول في الدين بلا علم.*والرأي الباطل: هو الرأي المخالف للنص، وهو أنواع، ذكرها الإمام ( ابن القيم) في كتابه أعلام الموقعين عن رب العالمين([11]).وصدق إذ قال: إنّ كل بليّةٍ طرقت العالم عامة أو خاصة فأصلها من معارضة الوحي بالعقل وتقديم الهوى على الأمر والمعصوم من عصمه الله([12]).*وقال: لما كثرت الجهمية في أواخر عصر التابعين، كانوا هم أول من عارض الوحي بالرأي، ومع هذا كانوا قليلين أولاً مقموعين مذمومين عند الأئمة([13]).والرأي الباطل ذمَّه الصحابة ومن بعدهم من أئمة الدين -رضوان الله عليهم أجمعين- فمما أُثِر عنهم في ذلك:-*قول الصديق*t: "أيُّ أرض تقلّني إذا أنا قلت ما لا أعلم"([14]).-*قال الأوزاعي: "عليك بآثار من سلف وإن رفضَك الناس، وإياك ورأي الرجال وإن زخرفوه بالقول، فإنَّ الأمر ينجلي وأنت على طريقٍ مستقيم"([15]).-*وسبق ذكر قول الشافعي: " إذا صحَّ الحديث، فاضربوا بقولي الحائط".-*وقول أبي يوسف: " كل ما أَفتيتُ به فقد رجعتُ عنه إلا ما وافق الكتاب والسُّنة " وفي لفظ: " إلا ما في القرآن واجتمع عليه المسلمون".-*وقال الزنجاني:*تدبَّـــر كلامَ اللهِ واعتمِد الخبر .... . .*ودَعْ عنك رأياً لا يلائمه الأثَرونهجَ الهدى فالزمه واقتدِ بالأُلى .....*هُمُ شهدوا التنـزيل علَّّك تَنجَبِروكن مُوقناً أنَّا وكلَّ مكلَّـفٍ .... ....أُمِرنا بقَفوِ الحقِّ والأخذِ بالحذَرفمن خالف الوحيَ المبينَ بعقله ... .فذاك امرئٌ قد خاب حقاً قد خَسِروفي ترك أمرِ المصطفى فتنةٌ ، فَذَر ...خلافَ الذي قد قال واسأل واعتَبِروما أجمعتْ فيه الصحابةُ حجـةٌ .... ..فتلك سبيــــلُ المؤمنين لمن سَبَرففي الأخذِ بالإجماعِ فاعلم سعادةٌ ....*كما في شُذوذِ القولِ نوعٌ من الخَطر([16])أما الرأي الذي لا يخالف النص، وهو الذي لا مندوحة لأحد من المجتهدين عنه، فهو محمود،*ومن أنواعه: رأي أفقه الأمة، وأبرِّهم قلوباً، وأقلِّهم تكلُّفاً، وأصَحِّهم قصوداً، صحابة الرسول*e، فهم خير القرون، تلقوا الدِّين عن النبي*e*بلا واسطة، ففهموا مقاصده وسمعوا منه شفاهاً ما لم يحصل لمن بعدهم، فنسبةُ رأيِ مَن بعدهم إلى رأيهم كنسبة قَدرِهم إلى قَدرِهم([17])*.ثالثاً: كراهة السؤال عن المتشابه، وعما لا ينفع، ولا يعمل به، وما لم يقع:*قال تعالى:*" يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين يُنزّل القرآن تُبدَ لكم عفا الله عنها والله غفورٌ*رحيم"[المائدة:101].ينهى الله عباده المؤمنين، عن سؤال الأشياء التي إذا بُيِّنت لهم ساءتهم وأحزنتهم، وذلك كسؤال بعض المسلمين لرسول الله*e*عن آبائهم وعن حالهم في الجنة أو النار، وكسؤالهم للأمور غير الواقعة، وكالسؤال الذي يترتب عليه تشديدات في الشرع ربما أحرجت الأُمَّة، وكالسؤال عمَّا لا يعني، فهذه الأسئلة وما أشبهها هي المنهي عنها، وأما السؤال الذي لا يترتب عليه شيء من ذلك فمأمور به([18])، كما قال تعالى:*"فاسألوا أهل الذكرِ إن كنتم لا تعلمون"*[النحل: 43، والأنبياء: 7].وللنهي الوارد، وسداً لمداخل الهوى؛ ذم السلف الصالح السؤال عما لا ينفع، وما لا يقع، وعن التعنت في السؤال ونحو ذلك.*رُوي أن زيد بن ثابت*t*كان إذا سأله رجل عن شيء قال: "آالله كان هذا؟، فإن قال: نعم، أَفتىَ، وإلاّ سَكَتَ"([19]).رابعاً: ترك المراء والجدل والخصومات في الدين:*قال الله تعالى:*"منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين، من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون"*[الروم:32،31 ].وعلى ترك المراء والخصومات مضى السلف الصالح*y*؛-*قال أبو حازم الأعرج (سلمة بن دينار140هـ):*"لقد رأيتنا في مجلس زيد بن أسلم (136هـ) أربعين فقيهاً، أدنى خصلة فينا التواسي بما في أيدينا، وما رأيت فيه متمارين ولا متنازعين في حديثٍ لا ينفعنا"([20]).-*وعن يحيى بن سعيد (143هـ) قال: "أهل العلم أهل توسعة، وما برح المفتون يختلفون، فيحلل هذا ويحرم هذا، فلا يعيب هذا على هذا ولا هذا على هذا"([21]).-*وقال جعفر بن محمد (148هـ): "إياكم والخصومة في الدين، فإنها تشغل القلب وتورث النفاق"([22]).-*وقال الأوزاعي: "إذا أراد الله بقوم شراً فتح عليهم الجدل، ومنعهم العمل". وفي رواية:*" بلغني أن الله..."([23]).*-*وقال البربهاري([24]):*"واعلم أنها لم تكن زندقة ولا كفر ولا شكوك ولا بدعة ولا ضلالة ولا حيرة في الدين إلا من الكلام وأهل الكلام والجدل والمراء والخصومة والعُجب، وكيف يجترئ الرجل على المراء والخصومة والجدال والله يقول:*"ما يُجادل في آيات الله إلا الذين كفروا"[سورة غافر:4]، فعليك بالتسليم والرضى بالآثار، والكف والسكوت"([25]).هذا، ولا يدخل في الجدل بالباطلِ المناظرةُ والمجادلةُ بالتي هي أحسن لإحقاق الحق،*فقد قال تعالى:*" ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"[النحل: 125].*خامساً: عدم الخوض في علم الكلام والمنطق:*كانت بدايات الأخذ بعلم الكلام على رأس المائتين، حكى ذلك الإمام الذهبي بقوله:"فبعد أن كانت الدولة لهارون الرشيد (193هـ) والبرامكة، اضطربت الأمور بعدهم، وضعف أمر الدولة بخلافة الأمين -رحمه الله- فلما قُتِل (198هـ)، واستخلف المأمون (218هـ): نجَم التشيُّع وأبدى صفحته، وبزغ فجر الكلام، وعُرِّبت حكمة الأوائل ومنطق اليونان، ونشأ للناس علمٌ جديد مُردٍ مُهلِك، لا يلائم علم النبوة، ولا يوافق توحيد المؤمنين، قد كانت الأُمَّة منه في عافية! وقويت شوكة الرافضة والمعتزلة، وحمَل المأمونُ المسلمين على القول بخلق القرآن، وامتحن العلماء، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إن من البلاء أن تعرف ما كنت تُنكِر، وتُنكِر ما كنت تعرف، وتُقدَّم عقول الفلاسفة ويُعزل منقول أتباع الرسل، ويمارى في القرآن، ويتبرم بالسنن والآثار، وتقع في الحيرة! فالفرار قبل حلول الدمار، وإياك ومُضِلاَّت الأهواء، ومجاراة العقول، ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم"([26]).ومن أقوال السلف في ذم الكلام والمنطق:-*قول أبي يوسف: "من طلب الدِّين بالكلام تزندق"([27]).-*وقال الخريـبي (213هـ): "ليس الدِّين بالكلام، إنما الدِّين بالآثار"([28]).-*وقال الإمام مالك: "الدنوّ من الباطل هلكة، والقول بالباطل يُصدف عن الحق [أي يُبعد]، ولا خير في شيء من الدنيا بفساد دين المرء ومروءتِه"([29]).-*وقال الدارقطني (385هـ): "ما شيء أبغض إليَّ من الكلام"([30]).-*وقال النووي (676هـ): "خطر لي أن أشتغل بالطِّب، واشتريت كتاب القانون فأظلم قلبي، وبقيتُ أيَّاماً لا أقدر على الاشتغال، فأفقت على نفسي وِبعتُ القانون، فأنار قلبي"([31]).-*وقال الذهبي: "إذا كان علم الآثار مدخولاً([32])*فما ظنّك بعلم المنطق، والجدل، وحكمة الأوائل، التي تسلب الإيمان، وتورث الشكوك والحيرة، التي لم تكن والله من علم الصحابة ولا التابعين،...[ وذكر جملة من علماء السلف]، ثم قال: بل كانت علومهم القرآن والحديث والفقه والنحو وشبه ذلك"([33]).*-*وقال تاج الدين الفزاري في شرط من يجوز له تعلم المنطق ليردَّ شبه أهل البدع:*"ويحرم الاشتغال بعلم الكلام على من لم يوغل في علم الكتاب والسنة، ولم يرسخ في قلبه ما نص الشرع وحرَّض الشارع عليه؛ لئلاّ تزلَّ قدمه فيكون من الفِرق التي نصَّ النبي*r*على أنها في النار، وأما من رسخ في علم الكتاب والسنة، وعَلِم أنه يُقتدَى به*فلا بأس أن يطلَّع على حججهم، فربما احتاج إلى دفع شبههم عن عامة الناس".*ثم قال:*"وفي زماننا هذا دعوى الحاجةِ إلى ذلك أعظم؛ لأن كتب أهل البدع قد عمَّ وجودها، وجمَّ ورودها، وتظاهر الفقهاء بما ألَّفه الأعاجم للجدال من المصنفات المستغربات بألفاظ الموهمات، والعبارات والاصطلاحات، الدالاّت على التلاعب بالأحكام الشرعيات، والاستخفاف بالنصوص المحكمات."!([34])،وقال: "فمن لم يكن مما وقع به شرط جواز الاطلاع على علم الكلام، فقد خاض أعظم غمرات الضلال غير سابح، فأنَّى له النجاة!([35]).سادساً: الإنصاف وعدم التعصب، والحذر من اتِّباع زلَّة العالِم:لم تثبت العصمة لأحد من الخلق إلا لرسول الله*e*المبلغ عن الله عز وجل؛ فكل ما يقوله أو يفعله حق، أما غيره فغير معصوم.والعالِم بالشريعة مبلِّغ عن رسول الله*e، فيؤخذ قوله على هذا الاعتبار، لا على اعتبار أنه منتصب للحكم مطلقاً؛ ولذلك إذا وقع النزاع في مسألة شرعية، وجب ردها إلى الشريعة حتى يثبت فيها الحق؛ لقوله تعالى:*" فإن تنازعتم في شيءٍ فردّوه إلى الله والرسول"*الآية.وقد ذَمَّ السلف التعصب والتقليد لمن تبين خطؤه –فيما ظهر فيه خطؤه- لأن تعصبه له يؤدي إلى مخالفة الشرع أوّلاً، ثم إلى مخالفة متبوعِه؛ لأن كل عالمٍ يصرِّح أو يعرِّض بأن اتِّباعه إنما يكون على شرط حكمه بالشريعة لا بغيرها، كما أُثر عن عدد من الأئمة من تصريحهم بوجوب ردّ أقوالهم إذا خالفت الكتاب والسنة، وإجماع المسلمين.ولقد زَلَّ بسبب الإعراض عن الدليل، والاعتماد على الرجالِ أقوامٌ خرجوا بذلك عن الجادة، واتبعوا أهواءهم بغير علم، فضلّوا عن سواء السبيل.وعين الإنصاف ترى*أن جميع الأئمة فضلاء، ولكن: كلّ إمامٍ يؤخذ من قوله ويترك، إلا المعصوم*e، ولكل عالمٍ نقص في جانب من الجوانب([36])، وقد يزل العالم بقول أو فعل، فلا يؤخذ بنوادر العلماء وزلاتهم.كانت تلك أهم الوسائل لسد مداخل الابتداع، ودرء أسبابه.أما عن موقف السلف من أهل البدع والأهواء أنفسهم*فقد وقفوا منهم موقف الإنكار بكل وسيلة (باليد واللسان والقلب) حسب الحال والمقام؛ ببيان باطلهم،*ومناظرتهم،*والتحذير منهم،*وبغضهم،*وعقوبتهم،وهجرهم،*والتصنيف في السنة([37])؛فإن تقرير العقيدة الصحيحة مقدِّمة لبيان باطل المبتدعة، وهو متضمِّن للرد؛ لذا قال الإمام مالك لما صنَّف الموطأ: "جمعتُ هذا خوفاً من الجهمية أن يُضِلوا الناس" لما ابتدعت الجهمية النفي والتعطيل.*والتصنيف في الرد عليهم([38]).*وختاما: فكلُّ من لم يرضَ بما رضي الله تعالى به لعبادِه مِن متابعةِ رسولهِ*e*: فقد ضلَّ قطعاً.أسأل الله تعالى أن يهدينا سبل السلام، ويحشرنا في زمرة عباده المتقين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.*



 


الرد باقتباس
قديم 11-03-2014, 10:03 AM   #6



همس الآيام غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2959
 تاريخ التسجيل :  Oct 2014
 أخر زيارة : 07-10-2023 (10:41 AM)
 المشاركات : 5,421 [ + ]
 تقييم العضوية :  5738
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 563
تم شكره 457 مرة في 330 مشاركة
الإفتراضي رد : وجوب اﻻتباع ﻻ اﻻبتداع



أشكرك على هذا الجمع الموفق ، والتحرير المحقق،
رزقنا الله وإياك الاتباع، وجنبنا سلوك أهل الابتداع
جعله الله في ميزان حسناتك



 


الرد باقتباس
قديم 11-03-2014, 04:42 PM   #7


حامل المسك غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1713
 تاريخ التسجيل :  May 2013
 أخر زيارة : 05-11-2016 (01:32 PM)
 المشاركات : 1,455 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي رد : وجوب اﻻتباع ﻻ اﻻبتداع




جزاك الله خير اخي صدى الصمت





 


الرد باقتباس
قديم 11-03-2014, 07:11 PM   #8
مشرف الاقسام الأدبيه


أمين النصيري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2874
 تاريخ التسجيل :  Aug 2014
 أخر زيارة : 04-02-2015 (07:09 PM)
 المشاركات : 1,996 [ + ]
 تقييم العضوية :  33
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي رد : وجوب اﻻتباع ﻻ اﻻبتداع



صدى الصمت




 


الرد باقتباس
قديم 11-04-2014, 09:52 AM   #9


صدى الصمت غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2911
 تاريخ التسجيل :  Sep 2014
 أخر زيارة : 09-22-2016 (09:19 PM)
 المشاركات : 20 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي رد : وجوب اﻻتباع ﻻ اﻻبتداع



إقتباس:
إقتباس من مشاركة همس الآيام مشاهدة المشاركة
قال تعالى :

(ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبيَّن له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوَلِّه ما تولى ونُصْلِه جهنم وساءت مصيراً)

اللهم اجرنا من النار اللهم اجرنا من النار اللهم اجرنا من النار

من علم الحكم وبقى على البدع والضلالة ليس له أمام الله عز وجل يوم الحشر العظيم من مفر

اللهم ارحمنا برحمتك ولاتعاقبنا بما يفعله السفهاء منا

جزاك الله خير ونفع الله بك وبطرحك الهادف والنير

وكفانا الله شر البدع ظاهرها وخافيها سرها وعلنها
همس اﻻيام شكرا على مرورك العذب اللذي اسعدني
وجزاك الله خير وبارك الله فيك ونفع بك



 


الرد باقتباس
قديم 11-04-2014, 03:54 PM   #10


الصورة الشخصية لـ عاشق الصحراء
عاشق الصحراء غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2413
 تاريخ التسجيل :  Feb 2014
 أخر زيارة : 04-11-2021 (02:15 AM)
 المشاركات : 4,053 [ + ]
 تقييم العضوية :  130
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 12 مرة في 11 مشاركة
الإفتراضي رد : وجوب اﻻتباع ﻻ اﻻبتداع



صدى الصمت جزاك الله اااالف خير
في ميزان حسناتك


 


الرد باقتباس
الرد على الموضوع

Bookmarks

الكلمات الدلالية (Tags)
, اﻻتباع , اﻻبتداع , ندوة


Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests)
 

قوانين المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML مغلق
Trackbacks are متاح
Pingbacks are متاح
Refbacks are متاح


مواضيع مشابهة
الموضوع الكاتب المنتدى المشاركات آخر مشاركة
الاتصالات تزف بشرى لجميع طالبي خدمة الﻻﻻﻻ ابو الحسين الطاهري حريب بيحان تقنية المعلومات " IT " 2 10-09-2014 01:31 AM
استعمال معجون اﻻسنان وقطرة اﻻنف واﻻذن والعين الزناد الصامت الخيمة الرمضانية 3 07-13-2014 12:35 AM
حكم مشاهدة اﻻفﻻم والمسلسﻻت الزناد الصامت الخيمة الرمضانية 2 07-12-2014 12:22 AM
القاعدة تخطط ﻻستهداف اﻻطباء اﻻجانب مستشفى بيحان صقر القارات أخبار اليمن السعيد 0 06-27-2014 03:25 AM
هل اﻻستعمار قادم اﻻالشرق اﻻوسط ابو الحسين الطاهري النقاش السياسي والمقالات السياسية 15 09-13-2013 12:54 PM


شات تعب قلبي تعب قلبي شات الرياض شات بنات الرياض شات الغلا الغلا شات الود شات خليجي شات الشله الشله شات حفر الباطن حفر الباطن شات الامارات سعودي انحراف شات دردشة دردشة الرياض شات الخليج سعودي انحراف180 مسوق شات صوتي شات عرب توك دردشة عرب توك عرب توك


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 07:38 AM.


.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
.

Search Engine Friendly URLs by vBSEO