من غرر بصالح ؟

من , تصالح , غرر

من غرر بصالح ؟

قد لا اكون اول من كتب حول هذا الامر لا بل وان ما سأكتبه سيأتي متأخر كثيرا ولكن حقيقتا ضلت هذه الهواجس والتساؤلات تشغل فكري طوال الفترة الماضية فأحببت ان اشاركها معكم لعل اجد اجوبة شافية او حتى مقاربة ومقنعة نوعا ما

فمن المتعارف عليه لدى ابنا الشعب اليمني قاطبتا بان الرئيس السابق على عبدا لله صالح يمتلك من الدها السياسي والحنكة مصحوبة بالحكمة الشيء الكثير
إلا ان كل هذه المعطيات تبخرت من رأسه في الحظة التي كان هو بأمس الحاجة اليها

فبعد ثورة الخريف العربي التي شملت اليمن وبوساطة خليجية سلم مقعد الرئاسة للنائبة وعكف في منزله ولكنه لم يعزل نفسه سياسيا بل كان على تواصل على الصعيد الداخلي والخارجي فالرجل يتمتع بعلاقات كبيرة وقوية جدا حتى وهو خارج سدة الرئاسة

حينها لجاء وللانتقام من علي محسن الاحمر وشلته الاصلاحية بتسهيل دخول الحوثيين الى العاصمة صنعاء
واعني التسهيل هنا بأنه لم يواجههم ولم يدافع عن العاصمة كما كانوا يتوقعوا منه عبده وعلي وبقية الطابور بل انه ذهب الى ابعد من ذالك وأوعز لقيادات ومشائخ بلزوم الحياد هذا بعد ان اعطي ضمانات من قبل الحوثيين بعدم التعرض له وعدم فتح ملفات الماضي المؤلم بالنسبة لهم

ولكن وبعد دخول الحوثيين الى العاصمة والسيطرة على كافة المرافق والمنشات المدنية منها والعسكرية
اغفل صالح بان هناك عهد بينه وبين الحوثيين لن يخلوا به طالما ضل هو قائما عليه
ولكي يتم دفعه للإخلال بشروط ذالك العهد بدؤوا بمضايقته والتضييق عليه وهذي حقيقة لا احد يستطيع ان ينكرها
وتم كذالك التعرض لعدد من المحسوبين عليه

ولكن وفي الوقت الذي كان يفترض عليه ان يلجاء لكم الدها والحكمة والمراوغة تخلى عنهن
فبدل ان يقرى الواقع بشكله الصحيح وهو ان الحوثيين اصبحوا فعلا مسيطرين على كامل العاصمة لا بل وابعد من هذا الحيز الجغرافي وان لديهم قوة ضاربة لا يستهان بها مؤهلة تأهيل عقائدي لن يستطيع ان يقف امامها لا امن مركزي ولا ما تبقى من الوية الحرس بعد الهيكلة اغفل صالح كل هذه المعطيات الواقعية

فببماذا وعد صالح ليتجاهل كل هذه المعطيات وليتخلى عن ما اشتهر عنه من الدها والحكمة ؟ ومن وعده ؟
فقال ما قال في كلمته المتلفزة الاخيرة تقريبا فل يوقفوا الحرب ونحن نمد ايدينا للأشقاء او كما قال
الامر ليس بلعبة وإيقاف الحرب ليس بهذه السهولة ومد الايادي وتشابكها يتطلب مجال زمني ليس ببسيط

فهل وعد صالح بإنزال مضلي واسع النطاق على العاصمة صنعاء وما حولها لكي يندفع بكل تلك الحماسة ليخرج عن المألوف ويتخلى عن كل ما عرف عنه ؟

ولو فرضنا جدلا بأنه تم وعده بذالك فماهو التصور الذي بدى له ليقدم على ما اقدم عليه وهو يعلم علم اليقين ان كل ما كان يتعرض له من مضايقات وخصوصا المحسوبين عليه ماهي إلا محاولة دفع لبلوغ ما بلغه لكون الطرف الاخر يعلم بان صالح محشور في الزاوية وان كثرت حشوده لأنهم يدركوا بان الحشود مجرد لفيف سياسي ما يلبث حتى ينفض ويطبل للي بعده

ام ان الضغوط الحوثية عليه ابلغته حد الانفجار وأوصلته الى القناعة التامة بلزوم الانتفاضة ولو بأقل القليل المتاح ؟

( فكيف انتفض صالح وهو يعلم بان وضعه اصبح كوضع الحمل في وسط قطيع الذائب ) ؟
( تشبيه مجاز اعتذر عنه )

وان سيقت له الوعود خلف الوعود
فمن غرر بصالح ؟




بقلم :
الكمكازي.

اخي بالنسبة لي لا ارى ان صالح رحمة الله عليه اعتمد على وعود كيلت له من الخارج
وخاصتا وعد الانزال المضلي لان الذي سيوعد عاجز عن تنفيذ هذه الخطوة ولو بامكانة تنفيذها لنفذها من مدة
ولكن الدافع الاساسي هو بلوغ الزعيم حده من الضغط
لهذا انتفض وثار وواجه بشجاعة

إقتباس من مشاركة حسين صالح

اخي بالنسبة لي لا ارى ان صالح رحمة الله عليه اعتمد على وعود كيلت له من الخارج
وخاصتا وعد الانزال المضلي لان الذي سيوعد عاجز عن تنفيذ هذه الخطوة ولو بامكانة تنفيذها لنفذها من مدة
ولكن الدافع الاساسي هو بلوغ الزعيم حده من الضغط
لهذا انتفض وثار وواجه بشجاعة

اهلا وسهلا بك اخي الغالي حسين
كلامك الذي طرحته منطقي نوعا ما
ولكن اعتقد بان هناك وعود كيلت لزعيم الى جانب الضغط الذي ذكرت
لهذا دفعه الضغط الى الانتفاضة املا في تحقق بعض تلك الوعود
الداخلية والخارجية
كل الشكر لك ولمرورك الرائع ومداخلتك المميزة.

ودمت بخير على الدوام.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاحداث المتسارعه التي حدثت بعد عودة صالح من رحلته العلاجيه كانت توحي بمواجهه ثاريه واستعداد غير عادي وشحن لمناصري صالح ممن كان يعتمد عليهم ولا ادل على ذالك من تلك الصور للحرس الجمهوري التي حضر بنفسه ليطلع على تجهيزاته ومعه ولده احمد علي بلاظافه الى قبيلته سنحان وجموع القبايل التي قطعت العهد لصالح ان تنتصر له وهو ما يؤكد الاعتماد على القبيله وليس المؤسسات لدوله حقيقيه وعامل مهم قصم ضهر صالح هو ان فكرة هيكلة القوات ضربته في الصميم وشتت قواته وكذا تحالفه مع الحوثي اسقط كثير من الحسابات والهيبه الداخليه والدوليه لقوت وقدرت صالح فالناس كانو ينظروا الى صالح كرجل دوله ولديه من القدرات والولائات ما يجعله قائم بذاته دون تحالف مع الحوثي وهو ما اثر على المقربين منه ممن كان يعتمد عليهم ووعد منهم بدعم لمحيط منزله وابعد من ذالك وبالتالي ذهبت تلك الوعود كما ذهبت وعود مليونيات الستين التي تبخرت ولم تحمي الرئيس هادي .
بنضري ما يقال من وعود ودعم خارجي هو كلام وتبرير
اوهم الناس ان الرجل لا يحتاج اليه خاصه وملايين السبعين كانت تزف له الانتصار عند كل تجمع .

بصريح العباره صالح تم الغدر به من المقربين الذين لم يفوا بوعودهم وحشد ما وعدوا به في الوقت المناسب
علاوة على ان الرجل فقد مقومات انه رجل دوله من خلال التخبط في قراراته وخاصه في اتفاقه مع الحوثيين لدخول صنعاء وجعل الطريق سالك الى صنعاء للحوثيين الذين يحملون ارث ثاري لقتله لاخوهم حسين الحوثي
في مجمل ما سنستخلصه صالح لم يكن قد وعد باي دعم عسكري وصالح دفع ثمن حساباته الخاطئه حتى كلمته الاخيره لايمكن لعاقل في قلب الحدث ومحاصر ان يبث تلك الكلمه قبل تامين القياده .
وجهة نظري صالح صفحه وطوية بكل تناقظاتها وتحالفاتها التي لم تكن على الاطلاق من اجل اليمن ونظامه الجمهوري فقط من اجل الحفاض على الحكم العائلي معتمد على التنقظات والتحالفات التي ضلت تمدد له الوقت في سدت الحكم وبالنظر الى ما حدث كشف للعالم ان الدوله التي يزعموها هي دوله هلاميه ولائها للاسر والزعامات التي صاحبت مرحلت صالح وان اليمن وابنائه كان الضحيه لمخرجات 33 عام نتيجته
بين ايديكم مليشيات وجدت نفسها في مؤسسات ما يفترض انها دوله وصلت الى راس رئيس الدوله بسرعه وفي ساعات ومثل صالح القذافي الذي لم يبني جيش وطني واعتمد على الخطب الرنانه ونظريات واوهام الكتاب الاخضر .
فعندما لا تبنى الاوطان البناء الوطني الصحيح فان السقوط يكون مدوي وخاصة عندما يكون الشعب مغيب ومبرمج على زوامل مالنا الا علي . علي صالح سقط مع اول مواجهه وهي كافية لتجيب على من كان يعول على حكم صالح و ما صاحب مرحلت دولته الهلاميه وخلافات الربع الاخير من فصول حكم صالح وخلافاته الاسريه .

كلام ومداخلة رائعة استاذ ابو احمد
في الحقيقة وبالرغم من السلبيات والمساوئ التي رافقت حقبة حكم صالح من بدايتها الى نهايتها
إلا ان الرجل كب جل جهده ان لم يكن كله في بناء جيش قوي وقادر إلا انه لم ببناء على اسس وطنية صحيحة وثابتة بل بني على اسس اسرية وولاءات شخصية
فالوطن كان في نظر اغلب الجيش صالح

فاتت صالح الضربة الاولى من انقسام الجيش بينه وبين علي محسن ومن كان ولا زال معه

والضربة الثانية اتت بعد قيام عبدربة بإعادة هيكلة الجيش وخاصتا الوية الحرس الجمهوري الذي يعرف بكامل ولائه لصالح وابنه وأسرته المصغرة

والضربة الثالثة اتت من حب صالح العميق والمترسخ للسلطة فكان يدير دولة داخل الدولة المسلمة لعبدربة

والضربة الرابعة والتي كانت لها تداعيات عليه حتى مقتله
وهي سعيه ورغبته في الانتقام ممن كانوا السبب في ما ال اليه مصيره
فعمد الى العب ( بالبيضة والحجر ) كما يقال ففتح قنوات تواصلية سلكية وشفهية بأعداء الامس الذين اصبحوا قوة ورقم صعب في شمال الشمال
تمخضت عنها اتفاقيات سرية وانبثقت عنها تحالفات علنية ما بعد سقوط صنعاء
ولكن صالح اغفل الثأر القديم وان ما يمنع من يطالبونه ب هالا بقائه على العهد والتحالف في وجه من يواجهونه
فبعد ان استتب لهم الوضع نوعا ما عمدوا الى مضايقات لأغلب من هم محسوبين عليه رغبتا منهم في امرين لا ثالث لهم
الاول التفرد بالسلطة كاملتا وان وضع حزب صالح كشريك فيها فالكل يدرك وضعه الحقيقي فلا داعي للكذب على الذات هنا
والأمر الثاني هو الثأر والانتقام من صالح على ما اقدم عليه في السابق من شناعات ضدهم

وهذه امور واضحة نوعا ما ولكن السؤال هو
كيف اغفل صالح كل هذا ؟

علاوتا على ما سبق ذكره تم تبخر تلك الفقاعة المشتملة على اكذوبة الحشود المليونية
وكذالك المشائخ والوجاهات التي لطالما انفق صالح الكثير على بنائها
فعندما حصل كل ذالك وجد نفسه يحتضن الواقع المر الذي لم يتمنى يوما ان يلقاه ناهيك عن احتضانه.