من بعد الاربعين

من , الاربعين , بعد

من بعد الاربعين

علمتني الأربعون [40/1]

(أن الزمن يعمل فيك فاعمل فيه) عام ماض شهيد وعام آت جديد مؤذن بالحقيقة الغائبة ، واليقين الذي كالشك ، والمصيبة الكبرىفأصابتكم مصيبة الموت)!
وصدق الألبيري :
تفت فؤادك الأيام فتا
وتنحت جسمك الساعات نحتا
وتدعوك المنون دعاء صدق
ألا ياصاح أنت أريد أنتا
وأصدق بقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة ) أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ومن أصدق من الله قيلا ! :
(أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير …) قال مسروق : إذا بلغت الأربعين فخذ حذرك!
هذا الكتاب والرسول والمشيب
نذير قرب الموت يا أريب!
يقول ابن مسعود رضي الله عنهما ندمت على شيء ندمي على يوم نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي) ! ويقول عمر بن عبدالعزيز رحمه الله إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما ) أي : يعملان فيك بالنقص فاعمل فيهما بالزيادة !
فاختلاف الليل والنهار للذكر والشكر (وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا) انصرام الأعوام وتوالي الأيام انتقال إلى حال بعد حال
(لتركبن طبقا عن طبق)!
طبق الوليد والصديغ والرضيع والفطيم والدارج والخماسي!
وطبق المثغور والمثغر والمميز والناشيء واليافع والمراهق والصبي!
وطبق البالغ والغلام والباقل والحزور والفتى والشارخ والشاب إلى الأربعين!
وما بعد الأربعين إلا الكهولة والشيخوخة والمشيب والشمط والغثم والتقعوس والهرم وأرذل العمر الذي الموت أقرب إليه من اليد إلى الفم!
قال الحريري:
أما ترى الشيب وخط
وخط في الرأس خطط
ومن يلح وخط الشمط
بفوده فقد نعي !
ويحك يا نفس احرصي
على ارتياد المخلص
وطاوعي وأخلصي
واستمعي النصح وعي ! ولما بلغ أبو بكر الصديق رضي الله عنه الأربعين دعا ؛
فجعل الله دعاءه قرآنا يتلى (حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال …)
فيا من بلغ الأربعين قل رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين )!
بقلم/ د.محمد بن فرحان الفيفي
القاضي بالمحكمة العامة بالمدينة المنورة

[youtube]