حادثة الحضارم وقبيلة حرب

الحضارم , حادثة , جرب , وقبيلة

حادثة الحضارم وقبيلة حرب

حادثة الحضارم وقبيلة حرب

ورد بن كمال صاحب الأزهار النادية:

كانت قبيلة حرب في طريق المدينة المنورة كثيراً ما تعتدي على الحجاج والزائرين والتجار العرب في الزمن الماضي وقد اعتدى عبدالله ابو ناب الملقب بالدويش على جماعة من الحضارم وشيخهم أحمد العمودي.

يقول: وقفوا الحضارم موقف الدفاع النبيل حتى أقتصوا من حرب .

وقال الشيخ العمودي عندما أتوا إليه حرب للصلح

نوح مع سيبان جوك عشرة نفر
دخلو عليك الوعر خلوها تنود
ومن الحضارم الحذر ثم الحذر
احدر عليها يالحربي لا تعود

وانتهت هذه الوقعة بصلح تعهدت فيه حرب بعدم الإعتداء
وتعهدت فيه الحضارم بفك أسرى"حرب" مقابل خمسة ريالات لكل أسير يدفعونها حرب إلى الحضارم .

ثم بعد زمن من هذا العهد والصلح أعتدى أناس من حرب على قافلة للحضارم ونهبوها "كالعادة في نقض العهود"

فأرسل الشيخ أحمد العمودي قصيدة ذات لهجة شديدة إلى الشيخ عطيّه ابن عَسْم ، فلما سمع "ابو ناب" تلك القصيدة المرسلة إلى ابن عَسْم , غضب فرد عليها بأبيات مقافية لها ووجهها للعمودي ، فلما بلغت العمودي تميز من الغيظ ورد عليها بأبيات على نفس القافية.

القصيدة الأولى / لشيخ قبيلة الحضارم الشيخ أحمد العمودي أرسلها إلى عطيّه ابن عَسْم شيخ قبيلة حرب.

يالله يالـلـي هـــو رجـــا كـــل طَـــلاّب
يــــارازق الـعـالــم ومــــن فـالـوجــودِ
يـا مَـن لمـن يدعيـه لـو فالخَفـا جـاب
يــاصــادق الـمـيـعـاد يــــوم الــوعــودِ
اطْلِـبْـك تغـفـر زلّـتـي يــوم اَلِحـسـاب
و اجعَـلْ رضـاتـك مُونْـسـي فاللـحـودِ
بَعْـدِه , وياراكـب علـى زيــن الآداب
وفالحَـسَـب يـاصَــل لسـبـعـة جـــدودِ
حـرٍّ حَـدَقْ عيـنـه كـمـا ضَــوْ مِشـهـاب
يِـشْـتَـبّ فـيـهـا مـثــل قَـــدْح الـزنــودِ
فـوقـه صِـبـيٍّ دايــم الـوقــت نَـجَّــاب
والـيــا سَـــرى بالـلـيـل مـاهــو رقُـــودِ
حَضْرَمْ ولد حضـرمْ مْجَـوَّد بالانسـاب
و ان جـاع لايـسـرق ولا هــو شـحـودِ
قلِّـه يقـول الحضرمـي جــاك بكـتـاب
فـاســلاب مـاخــوذه ومـعـهــا نــقــودِ
غَدَوا بها العصلان والشيخ ابـو نـاب
عـبـدالله الـلــي قـــد وقـــع فالـلـحـودِ
غـاوي ولايقـوى الفريضـة ولــو تــاب
والصقـر يعـرف حـيـث وَقْــع الفـهـودِ
ان كـــان ودّك بيـنـنـا تـغـلــق الــبــاب
والا فـــــلا حِــنّـــا قـــصـــار الـــزنـــودِ
ولا عَبَيْـنـا الــروم مـفـتـول الارقـــاب
ومْطَـوْبَـعـاتٍ مـــن صــنــوع الـيـهــودِ
ألا لـمـن فـيـه الخَـنـا مـثــل مِـشـعـاب
و أبها يـطـوَّع كــلّ قـــاسٍ عـنــودِ
بالـعـون مانِغْـتَـر مـــن جِـــرَّة الـــداب
يعـطـيْ السَّـهَـل والا يْـلَـقّـي الـسـنـودِ
ايـضــا ولا نـغـتَـر مـــن كــــل دبــــاب
حـتــى الـحـوايـم وَقْـعـهـا فـالـحـيـودِ
كم شاب دعثرناه في وسط الاجناب
وامسى عطيب الساق جـوف القيـودِ
هــذا كــلام الـصـدق مافـيـه مِـكـذاب
خـذ لـك نصيحـة مـن كـلام العمـودي


فرد شاعر من حرب يقاله مرشد على لسان "عبدالله ابو ناب

والله لـو جونـا علـى خيـل و رْكــاب
والـفـيــن خـيّـالــه حــســابٍ بـــــزودِ
والاّ عساكـر مصـر مَلكُـوك الاحبـاب
لـيـرجـعــون ويـشـتـكــون الــزهـــودِ
الحرب ما هو (سين) (ميم) وتلعّاب
والا كــمــا شــــرْبٍ مـصَـفَّــى بــــرودِ
سمٍ علـى مِستَطْعَـم الكَبـد و حْـراب
عـلــمٍ عـلـيــه الله وخـلـقــه شــهــودِ
نــــاره ســنــا نــــارٍ تَـلَـهَّــب تِـلِــهّــاب
رمـــادهـــا مـايـنــطــوي لـلـعــمــودي

ولما وصلت هذه القصيدة من ابوناب إلى الحضرمي قرأها وغضب

يـا.سـيـن.مـيـم.اْلـف.لامـيـن بــشـــعـــاب
و ا لْـهــا غْـلاقَــه هـــي تـفــك الـرصــودِ
اســـمٍ يـــا لـــو نِـطـريـه فـــك التـنـشّـاب
أبـلــغ مــــن الـمـامــول مـنـهــا , قــصــودِ
اســمٍ دعــا بــه نــوح وقـــت التّـغِـضّـاب
نـاجــاه والـــي الـعــرش والـمــا صـعــودِ
حـنـا استـعـنـا بـــه وهـــو يـغـلـق الـبــاب
ولايـنـغــلــق بــــــابٍ ومــعــنــا رصــــــودِ
سَمّيـت باسـمـك واسـمـك الـيـوم غَــلاّب
يــامــن بــجــوده جــــاد كــــل الــوجــودِ
يامنـشـي الدنـيـا كـمـا نَـشْــو الاسـحــاب
وبـقـدرتـه بِـسْـطَـتْ عـلــى الـمــا جـمــودِ
ادْحَـت ومنـهـا مَـخـرَج الـمـا والاعـشـاب
والــــوَرْق مـنـهــا قَــــدْر ديــــن الـيــهــودِ
جـاعِـل سَهَلْـهـا سَـهْـل وجبالـهـا انـصـاب
وبــحــور مـنـهــا الــحــيّ يــاتــي وفــــودِ
هـــذا ويــاراكــب عــلــى بــــازغ الــنــاب
مــصــمــوم الاربــــــع مــــــا دنــــــا للهودِ
حـــرٍّ لـيــا مـــا كِــــدّ بـالـشــوف يـنـهــاب
حــــرٍّ حَــــدَق عـيـنــه ســــواة الــوقـــودِ
فـوقـه شـــدادٍ مـاهَـبَـط ســـوق جَـــلاب
والـمِـيْـركَــه بـالــرّيــش فـــــوق الــزنـــودِ
وسفايفـه والـخـرْج مــن زيــن الاهــداب
شــغــل الــعـــذارى لابــســـات الـعــقــودِ
اســرح و شِــقْ ياراكـبـه بـنـدر امْ هـــاب
بـنـدر خـصـومـه شـافــه الـبـيـض ســـودِ
المـشـرقـي عَـــوَّد عَـنِــه قِـــدْهْ مـنـصـاب
فالمـلـتـقـى ويــشــوف قــومــه ســجــودِ
راعـيــه مـايَـحْـرِب بـدَبْـسَــه ومـشـعــاب
الاّ بْـــــرومٍ اصـــــل كَـــسْـــب الـــجـــدودِ
سِــر يانديـبـي واحـتِـرِك وانـــت نَـجّــاب
تنـصـى "الـدَّوِيـش" المشـتَـهَـر بـالـجـرودِ
الـشـاعـر الـمـذكــور ذِكْــــرِه فـالاطـنــاب
فَــــرْد الاســــد لــيـــث مــاهـــو فــســـودِ
قـلّــه وصــلّــك بــعــد مـاقـيــل مــهــذاب
ردود شــيـــخٍ قـــــول هـــرجـــه قـــنـــودِ
جـدّه حَمـى الجـدّان يــوم الــردي خــاب
كــانـــت مـحـاكـمـهـم مـحــاكــم ثـــمـــودِ
غــنــيــت يــامــرشــد وردّيـــــــت دولاب
فــــي قــــول مـايـعـنـاك يــابــا الـنـشـيـدِ
والّفـت والملفـوت مـا حِـنْ لــه اصـحـاب
ايــضـــا ولالـــــه عـــنـــد عــــــارف ردودِ
ولا حـثّـنــي الاّ فــــي كــلامــك تــقـــلاّب
كـمــا مَــــن يــــدرِّج دارِجَــــه فـالـسـنـودِ
مِعْـوَادَهـا راسِـــهْ بـعــد جـهــد واتـعــاب
والـعـيـب يـخـفــض صـاحـبــه مــايــزودِ
ولا حَـثّـنــي الاّ قـــــول نـــــار الـتّـلِـهّــاب
رمــــادهــــا مــايــنــطـــوي لــلــعــمـــودي
ابــوي راس الـنـار مـــن تـحــت مـيـكـاب
ســـرور ابــــو سَــــرَّه وشــفــت الــركــودِ
عنـده ثـلاث عشـر مـيّـة قــوم وأحــزاب
مـعـنـا وهــــم حــولــه ســــواة الأســــودِ
وكم من ولد عادَى رقى روس الاشعـاب
تــحـــت الـبــيــارق مـايــهــاب الــفــقــودِ
انشـد ربوعـك وانشـد اهلـك والاجـنـاب
وانشـد خصايـل "حـرب" ذا هـي عــدودِ
الـنّـحـلْ مـايـدخـل عـلــى قَـيـفـة ذْبـــاب
الاّ الــوحــي جــــاه وســكــن فـالـحـيــودِ
حيوان يرعى النّبْت من روس الاهضاب
مـــن حـيــث ماتـنـمـي نـوامــي الـــورودِ
انـــا بــعــزوه ضـافـيــه تـنـقــل اســــلاب
عـسـكــر ونـرجـاهــم حــمـــاة الــحـــدودِ
والـحــرب عـاوسـنـاه مـغــزى ومـرقــاب
فـــي قــــوم حِـمْـيَــر متـلـفـيـن الـجـنــودِ
حَضْرَم عَلَق مـن حاضـر المـوت مخـلاب
وان سِـلْـت عــن عـزمـه فـعـزمـه حـــرودِ
لـــيـــث الــديــانــه والامـــانــــه والآداب
والـعــهــد يـوفـيـلــه بــصـــدق الــوعـــودِ
ماجـذّنـي منـهـم مــن الشِّـيـب والـشـاب
و ان جـــاع مـايـسـرق ولاهـــو شــحــودِ
تقـي ونقـي معـدن مـن الـمـاس مثـقـاب
مــن حضـرمـوت الـمــوت عـنــد الـيـهـودِ
وكم من ولد طيّب رقى روس الهضاب
جــــاب الــــذي لَــزْمــوه ذخــــر الـفـهــودِ
مـن حضرمـوت الـلـي عـلـى قَــنّ وآدا ب
و كــــلّ راسٍ جـــــاب خـمــســة نــقـــودِ
ذا قـول مــن لاهــو عـلـى الـجـار عَـقّـاب
ولا ضْــــرِب فـــــي جـبـهـتــه بـالــحــدودِ
الحاصـل انّـك خـذ مــن الـهـرج مـاطـاب
مــالـــك ومـــــال مْـبَـيّـحــات الـــســـدودِ


وقد ذكر صاحب الأزهار النادية من أشعار البادية في الحاشية مفسراً معنى العمودي في هذا البيت:

لـيـث الـديـانـه والامـانــه والآداب
والعـهـد يوفيـلـه بـصـدق الـوعــودِ
ماجذّني منهم من الشِّيب والشاب
و ان جاع مايسرق ولاهـو شحـودِ
ذا قول من لاهو على الجار عَقّـاب
ولا ضْــرِب فــي جبهـتـه بـالـحـدودِ

بأنه يعير الحربي بهذا الفعل ، وتفيد الرواية أنه بعد ما أطيح بحرب على يدي الحضارم وتم إقتيادهم من ديارهم لقصاب الهنود بجدة وتم دفع الجزية والصلح والتعهد بعدم التعرض لأي شخص حضرمي .

المصدر : الأزهار النادية ص132

منشور مميز كالعادة و زادته القصائد جمالا ..
شكرا لك أخي حضرمي على القصة التاريخية الرائعة ..
يعطيك العافية ..

شكرا لك حضرمي على هذا الأختيار الراقي
الي أعرفه إن الحضارم مش حق حرب حق تجارة فقط
لكن مادام التاريخ يشهد لهم ممكن ليش لا هههه


لك تحياتي وتقديري ــ