حوار مع عارف التوي

مع , امتني , حوار , عارف

حوار مع عارف التوي

يؤكد الباحث والعضو في الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة المطهرة الأستاذ عارف التوي أن قوم النبي "نوح" عليه السلام كانوا في جنوب الجزيرة العربية وتحديداً في وادي حضرموت ولم يكونوا في ما يعرف اليوم بالعراق, كما يؤكد وفقاً لبحث طويل أن السفينة التي نجا بها المؤمنون من قوم "نوح" في قصة "الطوفان الكبير" التي وردت في كل الأديان السماوية والوضعية انطلقت من وادي حضرموت واستقرت في بلدة "شبوة" العاصمة التاريخية لحضرموت, وهو بهذا البحث الذي يدور الحوار التالي حوله يرفض الفكرة السائدة بأن السفينة انطلقت من بلاد "سومر" في العراق واستقرت في جبل "آرارات" في تركيا, ويعتبر أن ألواح "ملحمة جلجامش" الشهيرة لا تؤيد أصحاب هذه الفكرة, كما يعتبر أن سورة "العنكبوت" هي سورة مهمة ومفصلية في هذا البحث الذي اعتمد فيه على طريقة مبتكرة في الاستنباط ترتكز على أرقام الآيات وترتيب السور في المصحف الكريم وربطها بخطوط الطول والعرض التي قال أنها تشبه خيوط "العنكبوت", مؤكداً صحة اعتبار خط "غرينتش" خط الصفر, خلافاً لمن يدعو إلى غير ذلك من خطوط الطول, كخط الطول الذي تقع عليه مدينة مكة المكرمة.


حاوره أنيس البارق ، تمنياتي لكم قراءة ممتعة ومفيدة.

* في بداية حوارنا استاذ عارف هل يمكن أن تشرح للقراء طريقة التقطيع والترقيم التي اعتمدتها في بحثك؟

- أولاً أشكرك استاذ أنيس وأشكر صحيفتكم الغراء واهتمامها بالأبحاث العلمية وتبيانها للناس ،وقلت في عدة محاضرات ألقيتها في جامعات و منتديات ومراكز بحثية من أن أشياء كثيرة نراها ولكن يصعب علينا فهمها وتفسيرها, ومثال على ذلك إن حشرة العنكبوت التي تبني بيتها في بيوتنا وبين ظهرانينا هي التي ضرب الله بها المثل في القرآن الكريم تتطابق حروفها وكلماتها وآياتها والسورة مع أحدث التكنولوجيا الحديثة المتسلحة بعلم الفضاء من صور الأقمار الصناعية والأبحاث الجيولوجية والأثرية وقصص الديانات وعلم الإنسان والأنساب وهو ما احتواه القرآن الكريم والكثير لم نذكره بعد وزد على ذلك ستكون الشبكة العنكبوتية يوماً ما ذات شأن في إسقاط أكبر البيوت المتينة, ولا أخفيكم سراً أن هناك بحث آخر سأعلن عنه قريباً هو عن (الإعجاز العلمي للحروف المقطعة في القرآن الكريم) والذي يدرس على يد خيرة المختصين في كليات جامعة عدن مثل الأستاذة الدكتورة ريم مبجر متخصصة في علم الجينات والأستاذ الدكتور زفر عبد الحبيب المتخصص في العلوم الشرعية والأستاذ رئيس فريق البحث عن سفينة نوح الدكتور جلال سالم الدماني الذين يبذلون كل جهد ممكن في إخراج المبحث على أكمل وجه مما يمتلكوه من خبرة في مجالاتهم, وأما عن إسقاط الأرقام التي اعتمدتها ليست فقط لتحديد مواقع كما كنت أعتقد بل لها خصائص أخرى قد لا يصدقها الكثير ألا وهي تحديد الفترة الزمنية لرسو السفينة ووقت الإكتشاف وهذا سنعلن عنه في حينه باعتبار أن الإحداثيات لها خصائص أخرى مدهشة تدخل في علم تحديد الفترة الزمنية للمادة لا تعرف إلا بتحليل الكربون 14 للفترة الزمنية لحدوث الطوفان وبمعنى أدق أتت الآيات متزامنة مع تحديد المواقع وكذا التاريخ. فليست العبرة فيما أظهرته من البحث وحسب بل العبرة في أن هذه الحشرة التي تبني بيتها هي بحد ذاتها الآية التي لو تأملناها كثيراً سنجدها تلف خيوطها حول أعناقنا إن لم نتدبر ونعي قدرة الخالق عز وجل في محاكاة كل زمن وعصر حسب حرفتهم ومعتقداتهم, والشاهد على ذلك لا يوجد إنسان أو كائن من كان على وجه الأرض إلا وتحيطه الإحداثيات أينما يكون وفي التوقيت المحدد له وكل ذلك بحساب دقيق يأتي القرآن الكريم يحاكي هذا العلم وهذا الزمن ولكن الكبر والتكبر عند الإنسان أغمض أعينهم عن الحقيقة.

* هل هناك من سبقك في استعمال هذه الطريقة؟

- إلى الآن لا أعلم.

* إلى أي مدى تشبه هذه الطريقة حساب الجمّل (حساب أبي جاد)؟

- حساب الجمل اعتمد على ترقيم الحروف ترقيم تصاعدي من الآحاد إلى العشرات إلى المئات ولا تربطه أدنى علاقة يمكن الاستناد إليها.

* هل أخضعت بحثك المنشور على موقعك لمعايير البحث العلمي الأكاديمي؟.

- بكل تأكيد وتم مراجعته من قبل متخصصين في كل المجالات المذكورة سلفاً.

* ما هي المديرية التي يفترض بحثك أنها مساكن قوم نوح عليه السلام؟

- سؤال مهم جداً, شيء بديهي إن يكون لنوح عليه السلام وقومه موقع للحياة على الأرض ولابد أن تكون للسفينة منطلق من منطقة نعتقد حسب الأبحاث أنها منطقة الهجرين و(دمون) في وادي حضرموت ويعزز ذلك أن الإحداثيات التي سقطت في وسط السفينة كما نعتقدها قد مرت على وادي حضرموت مدينة دمون التاريخية والتي ذكرت في الألواح الطينية السومرية وغيرها والتي يعتقد البعض أنها دلمون البحرين وهذا غير صحيح بسبب وصف "دلمون" أرض محاطة بالجبال وخاصة بشجر النخيل فيها جبل كالسمكة في البحر وكل هذا الوصف ينطبق على دمون وادي حضرموت والهجرين وأن مساكن قوم نوح عليه السلام لم ابتدعه كما يظن البعض ولكن لي معها قصة سببها الجهل واللامبالاة الذي نلاقيه وللأسف الشديد ممن يدعون العلم وممن أغلقوا أبوابهم وهم صم بكم عمي لا يعقلون وهو ما كنت في لحظة من اليأس ، وجاءت الصدف أن أتعرف على متخصصة ألمانية في علم التراث وشرحت لها البحث وتقبلت البحث بكل سرور وبفضل الله ثم هذه العالمة الألمانية أظهرت لي كتاب شبوة القديمة عاصمة حضرموت وهو للأسف الشديد كان مع متخصصين قابلتهم وبخلوا علي بالمعلومات وهو ما فتح لي هذا الكتاب حقائق فتحت لي أمل المواصلة والمثابرة على إيجاد الحقيقة وما وجدته عن مدينة شبوة القديمة حيرت العلماء الفرنسيين من أين أتت وكيف ولماذا ولا يوجد لها مثيل في العالم وهو ما أكد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء عن أبي يعلى عن ابن السني (لقد أبقى الله منها شيء أدركه أوائل هذه الأمة ) أي أن قوم نوح أخذوا من السفينة وبنوا بيوتهم وهي شبوة القديمة وهذا منطقي بسبب أن المنطقة تعرضت للطوفان وتغير المناخ ونجد أن قوم نوح بنوا حسب ما جاء في التوراة بنوا الثمانين بيت وهو عدد بيوت شبوة القديمة الـ"83" بيت ومعبد وهناك الكثير من الدلائل سنخرجها في كتاب إن شاء الله.

* هل تعتبر أن بحثك يقوم على دلائل أم قرائن؟

- القرآن الكريم بين لنا دلائل إسقاطات لا جدال فيها من إحداثيات الطول والعرض قالت كلمة الفصل ،وكذلك الديانات المنتشرة في العالم.

* ما الذي تستطيع قوله لنفي الشائع عن وقوع الطوفان الكبير (طوفان نوح) في بلاد سومر (العراق)؟

- إلى الآن بلاد سومر وهي تعود إلى السومريون حسب الإعتقاد وهم في الأساس إلى الآن لا يعلم العلماء من أين أتوا وكيف؟ والإعتقاد السائد أنهم أتوا من أرض حضارية وحملوا معهم حضارة الري وهم بالتالي حملوا معهم ثقافة الطوفان في ألواح طينية عثر عليها حديثاً وحملوا معهم مسميات مدن حسب اعتقادي أنها مطابقة لما في جنوب جزيرة العرب ومثال على ذلك أرض كربلاء وهي في الأساس من "كرب إل" وجد منقوش في حجر في العراق ويؤكد هذا أن الحضارة السومرية وما قبلها أتت من جنوب جزيرة العرب وحيرت كثير من العلماء ذكر أرض دلمون عندما تذكر الحضارة السومرية وهي في الأساس أرض دمون أرض تحيطها الجبال والنخيل كما ذكر قصص الطوفان السومرية والأكادية وهو ما ينفي أن البحرين هي أرض دلمون التي عاش فيها نبي الله نوح ولأن البحرين لا تنطبق عليها ما ذكر عن دلمون أو دمون حضرموت.

* ماذا عن مأثورات ملحمة جلجامش؟

- سبب تطرقي لقصة جلجامش عندما نشرت البحث في "الإنترنت" على موقع البحث على شبكة الإنترنت وكنت أنتظر الأسئلة, وتلقيت أسئلة من باحث عراقي متخصص في علم الأشوريات وقال أن الإحداثيات التي أسقطتها على المواقع من القرآن الكريم لا أختلف معك فيها ولكن أسقط ملحمة "جلجامش" على أحداث الطوفان في حضرموت كما تعتقد وكانت أحداث الطوفان في ملحمة "جلجامش" مفاجئة لي لم أتوقعها وهي تحمل كل الأحداث من رسو السفينة عند جبل النسر وفكرة الطوفان كجيش يقاتل وعدد الأيام الطوفان المطابقة للقرآن الكريم لآية "14" من سورة العنكبوت وأدى بالتالي إلى اعتقادي أن ملحمة "جلجامش" تأتي كلها من مشكاة واحدة من رب العالمين.

* هل استطعت بنفس طريقة الحساب والتقطيع إثبات موقع قوم شعيب وموقع قوم لوط عليهما السلام؟

- لا أعلم كيف يمكننا فهم تفاصيل القرآن عندما يتحدث عن أقوام يحددها حسب السورة فهل مثلاً عقر ناقة نبي الله صالح هو قتلها إذا كان صحيحاً وهي مرسومة على أحد الجبال أو فكيف نفهم زوجة نبي الله زكريا كما جاء في قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً} مريم 8 لذا يجب علينا فهم الآيات كما هي وتدبرها وهو ما ذهب البعض إلى الفهم الخاطئ باعتبار إيجاد قوم لوط وسفينة نوح وقوم شعيب يجب بالضرورة إيجاد أمم أخرى وهذا غلط كبير باعتبار أن سورة العنكبوت حددت الأمم بعينها سنجدها حسب الخطوط الطول ودوائر العرض.

* ماذا عن (عاد) ومدينة (إرم)؟

- الإعتقاد السائد أن "عاد" أو "إرم" أو ما تسمى عند أهل الكتاب "أوبار" قد تبينت لنا الآيات من القرآن الكريم في قوله تعالى: وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ{38}, هنا تبين لنا مساكنهم ولم يتبقى منها إلا أطلال وهو ما نصت عليه الآية والمستغرب أننا نجد أن القول في أن قوم عاد ومدينتهم لم توجد بعد ونص الآية تقول العكس فكيف يمكن أن يقتنع البعض في مغايرة نص الآية شيء غير مفهوم وكذا تنص الآيات من أن مساكن قوم عاد دمرت بالكامل بنص الآية: ((وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ{41} مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ{42})), فقط لنتدبر الآيات وسنجد أن الريح شديدة جعلت كل شيء كالرميم والرميم يكون قديم بالي وهو ما عثر عليه رميم بالي قديم.


* لماذا دافعت في بحثك عن كون خط "غرينتش" هو خط الصفر؟

- هذا السؤال قد أتى لي من رجل من أهل الكتاب يقول فيه أن خط "غرينيتش" هو الصحيح بنص القرآن الكريم وهو ما جعلني أزيد من تأكيده أن هذا الخط خط الطول الواقع في وسط السفينة في شبوة يعود الى خط غرينتش وتأكيدي على ذلك أن خط غرينتش هو في الأساس أول من وضعه العالم الإسلامي البيروني في بحر المغرب ومن ثم اتخذته الإمبراطورية البريطانية ودفعت الكثير لمن يخترع هذا الخط بكل دقة وهو خط التوقيت وبسبب هذا الخط سقطت أرقام السورة والآية وكلماتها بكل دقة وهو ما جعلنا نتبين أن التاريخ يعيد نفسه حيث جاء في قوله تعالى: فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ{8}القصص, اتخذت امرأة فرعون من موسى ابناً يتربى في ملك فرعون وهو في الأساس مكر الله على القوم الكافرين وكان لهم حزناً وخراب ودمار وهو ما يكرر نفسه اليوم من أن تتخذ الإمبراطورية البريطانية هذا الخط في عقر دارهم سيدفعون كما أعتقد الأثمان غالية وسيلعنون اليوم والساعة والدقيقة والثانية في اتخاذهم الخط الوهن من بيت العنكبوت كما اتخذه الأمم السابقة ذكرها في سورة العنكبوت ومن ثم سيرده الله إلى أهله مسلمين إن شاء الله أو يدخلهم الله في دينه مما عملت أيديهم.


* تقول في بحثك أن إمرأة نوح كانت معه في السفينة خلافاً لما هو شائع ،على ماذا استندت؟

- لم يثبت أن إمرأة نوح بنص القران لم تركب السفينة ولكن إذا فهمنا نص الآية نكون قد تجاوزنا الكثير من الموروث الخاطئ, والمدهش في الأمر لم تذكر في التوراة ولا الإنجيل وحسب بل أكدتها ديانات شعوب كثيرة أن زوجته معه في الفلك وهو ما جاء في القران الكريم تأكيد لهذا في قوله تعالى: حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ{40} وأهلك هنا بنص الآية هي زوجته بدليل قوله تعالى في قصة نبي الله يوسف لإمرأة العزيز: وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{25} بنص الآية هنا (أهلك) هي زوجة عزيز مصر وهي لم تكن لها ذرية تذكر.


* لماذا برأيك يحتوي وادي حضرموت في جنوب الجزيرة العربية على كنوز ستعيد كتابة التاريخ بحسب وصفك؟

- وادي حضرموت في كتب التاريخ يسمى بالوادي الغامض بسبب أن حجم الوادي وآثاره الغير معروفه أين ذهبت؟ السبب يعود إلى تركيبة الوادي من سبل وفجاج وكذا الدورة المطيرة للوادي والجفاف وبسبب الفيضانات تأتي تدمر كل شيء وتدفن تحتها أسرار كبيرة ستثبتها الأيام القادمة.


* استندت كثيراً في بحثك على سورة العنكبوت سواء اسمها أو أرقام آياتها, هل تستطيع تلخيص أهمية هذه السورة في النتائج التي وصلت إليها؟

- الترابط بين سورة العنكبوت والنتائج على أرض الواقع يجعلنا نستنتج أننا لم نأخذ تفسير القران الكريم على محمل الجد سوى الموروث عند البعض في هذا الزمن المتطور وفي حين العلم يتقدم ويتطور بشكل كبير أثر على حياتنا ولغتنا وعاداتنا وتقاليدنا ونحن في محلك سر إلى المجهول ونجد العلم يفسر الكثير من الحقائق القرآنية لم تؤخذ بجدية سوى التقليد والنقل لا غير والسورة ووجود السورة في ترتيبها القرآني لم يكن من فراغ ولم يكن اجتهاد بشري بل كله من عند الله. إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ{17} فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ{18} ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ{19}.


* ما حجم القرائن في بحثك المبنية على الإستناد على نصوص من التوراة ومرويات الشعوب؟

- الإعتقاد السائد عند بعض من يقرأ التوراة والإنجيل يعتقد من الوهلة الأولى أن كلها محرفة وهذا غير صحيح مما وجدته من توافق كبير بين التوراة والإنجيل والقرآن ودليلي الآتي: جاء في التوراة أن نوح قسم السفينة إلى ثلاثة أدوار, دور لحيوانات ودور للبشر ودور للطيور وهو ما أغفل عنه الكثير أنه ذكر في القرآن الكريم حرفيا في قوله تعالى: قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ{48} هنا ذكر الأمم والأمم هم البشر والحيوان والطير بدليل قوله تعالى: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} الأنعام 38, هنا نلاحظ كيف أن الدابة والطير مثلنا أمم وهو ما جاء بخطاب إلى نبي الله نوح (أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ) ليس هذا وحسب لقد توصلت إلى تفسير التوراة نفسها حيث جاء أن المياه ارتفعت من فوق الجبال 15 ذراع وهو ما حير أهل الكتاب أنفسهم كيف يحدث من أن المياه تعلو جبال هيملايا وبهذه الدقة يتم تحديد عدد الأمتار ولكن القرآن الكريم أكد على لسان نبي الله نوح في مخاطبته لهم في قوله تعالى: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطاً{19} لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً{20}, إن وادي حضرموت مسطح تماماً وسبل وفجاج وتوافق التوراة والإنجيل من أن المياه نستطيع قياسها في الارتفاع لتسطح جبال وادي حضرموت, أما أدبيات الشعوب حدث ولا حرج اكتشفت أهم ما يمكن القول فيه أن القصص الـ 300 العالمية عن طوفان نوح قد تخصصت كل ديانة بجانب من القصة اندهشت عندما ركبتها ووجدت حياة النبي نوح والطوفان مروية بكل دقة من كل القصص ولكن القرآن ميزه عنهم أنه هيمن عليهم جميعاً في تحديد موقع السفينة لتكون آية للعالمين, وقصة الطوفان هي القصة الوحيدة التي ذكرت في جميع أنحاء العالم مع قصة آدم عليه السلام.


* هل لهذه الفرضية التي خرجت بها في بحثك أي سند شعبي لدى سكان وادي حضرموت الحاليين؟

- اضطراري إلى القول أنها فرضية مع إيماني أنها في موقعها المحدد بنص القرآن ويعزز هذا أنساب القبائل الحضرمية وهي في الأصل إذا عدنا إلى تاريخ حضرموت حسب التنقيبات الأجنبية كان وادي حضرموت في يوم من الأيام أساسه مكون من شعوب أتت منها القبائل واليوم تعرف بقبائل نوح (بالشدة على الواو) وكذا أهل الجودي في شبوة وهناك الكثير من القرائن.

* ماذا يعني المخطط الذي يوجد شبيه له في برج من أبراج السماء ولماذا مكة المكرمة والمدينة المنورة خارجه؟

- هذا البحث المهم جدا لم أكمله بعد وسننشره قريباً وهو ما سيحدد المسار الأولي للبشر بعد طوفان نوح.


* هل استطعت من خلال بحثك تحديد مجرى السفينة ومرساها أيضاً؟

- بناءً على نص القرآن نعتقد أننا حددنا ولكن بحاجة إلى دراسة أكثر ويمكن إيضاح هذه المسألة كالتالي: لنلاحظ هذه الآيات: {وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ} الأنبياء 76, {وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ }الصافات 76, إذا دققنا في هاتين الآيتين سنجد أن رقم الآيتين واحد وهو 76 وعدد أحرف الآيتين 76 الرقم واحد والحدث واحد والمدهش في الأمر أن منطقة الكرب هي منطقة صحراوية كبيرة تتوسط شبوة وحضرموت وما جاورها وأتى الاسم كما أعتقد من الكرب العظيم الذي حدث بسبب الطوفان وبناء على هذا الإستنتاج لما رسمت المسار من الهجرين حضرموت إلى موقع الرسو في وادي دهر كان المسار إجمالي الآيتين 76 76=152 كيلومتر هذا الإفتراض للمسار وليس هذا وحسب بل إن ورود آية الكرب عند موسى كشف أمراً مهماً للغاية وهو مسار خروج موسى عليه السلام وشق البحر{وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ } الصافات 115, والكرب هنا حسب الدراسة التي أقمتها كانت متطابقة إلى أبعد حد لوادي حضرموت مسار الفُلك (السفينة).


* ماذا عن جبل "آرارات" في تركيا والقصة الشائعة عن استقرار سفينة نوح عليه؟

- المتتبع لقصة الطوفان سواء كان في الكتب المقدسة أو في المواقع الالكترونية الشبكة العنكبوتية سيجد أن قصة السفينة في جبل "آرارات" لا تدعمها حقائق على الأرض سوى ألواح طينية عثر عليها في نينوى مثل ملحمة جلجامش وغيرها من القصص السومرية والتي حسب ما جاء في التوراة عند رسو السفينة في "آرارات" سنجد قصتها تختلف في التوراة والتوراة تقول أن بعد الطوفان اتجه قوم نوح شرقاً إلى أرض شنعار وهذه الأرض بين الدجلة والفرات تقع أساسا في غرب آرارات فكيف يكونوا اتجهوا شرقاً إلا إذا كانوا أساسا في شرق شنعار وهو بالتالي كان اتجاههم أساسا من جنوب جزيرة العرب باتجاه الشرق ،وزد على ذلك البحث إلى الآن جار من قبل عشرات الفرق الأثرية التي تتهافت على جبل آرارات ولم تجد شيئاً ولم تفلح الأقمار الصناعية إلى الآن من العثور عليها والمدهش في الأمر أن الإستخبارات الأميركية اشتركت في البحث عن سفينة نوح لأغراض مجهولة.


* توصلت في بحثك إلى أن وادي حضرموت كان به نهر عظيم يجري من المشرق إلى المغرب أين ذهب؟

- حقيقة لم أكن أعلم شيئاً عن هذا الموضوع لولا استفساري عن وادي حضرموت من متخصصين في هيئة المساحة الجيولوجية مع الإستشاري جيولوجي الأستاذ الدكتور معروف عقبة والذي ألقى محاضرة معي في كلية التربية وندوة علمية في هيئة المساحة الجيولوجية من أن الوادي يسمى الآن بالوادي المعكوس وأن به كمية من المياه هائلة جداً تحته كنهر يمتد إلى جزيرة العرب وفي اعتقادي أن المياه في يوم من الأيام (الطوفان) كان قد تفجر من تحت الأرض مما أدى إلى تغيير اتجاه الوادي وتغير في حالة الطقس والجفاف وهو ما دعا أهل هذه الأرض إلى الترحال والرعي في المناطق الخضراء.


* كيف تفسر حديثك عن أن وادي حضرموت بجنوب الجزيرة العربية وقبائله هم أساس ترتيب البيت البشري؟

- هذا الموضوع تتبعته وللأسف الشديد من مراجع التنقيبات السوفييتية في الثمانينات والتي لم تعد تدرس بشكل أوسع وللأسف الشديد عندما نتكلم عن مواضيع مهمة مثل البداية البشرية نجد المعلومات عن تاريخنا في المتاحف الدولية في حين سفاراتنا في تلك الدول لا أعلم ماذا تعمل من ملحقات ثقافية في خدمة البلد وهو ما يحزّ في النفس من أن الدراسات البشرية السوفيتية التي امتلكها تؤكد وهي مهمة جدا إذا تتبعناها تؤكد الدراسات أن أفضل مكان عاش فيه الإنسان في الأرض كان وادي حضرموت لسبب أن الوادي كان في يوم من الأيام غابات كثيفة ومياه جارية إلى الآن في ( القزه) وهذا الوادي الوحيد الذي أتقن الإنسان فيه فن الري بسبب تكوين الوادي السبل والفجاج, وإذا نظرنا إلى الجانب الأثري سنجد تأكيد العلماء الفرنسيين فيما ورد في كتاب ريدان في قولهم (من خلال البحث والتنقيب في شبوة القديمة نكتشف أن أبناء حضرموت كانوا في يوم من الأيام صناع أخشاب بما عثرنا عليه من التركيب المعقد للأخشاب في بناء بيوت شبوة القديمة وفي وادي حسب معلوماتهم كان الخشب فيه شحيح فمن أين أتت إذن؟ وتؤكد دراساتهم أن الوادي كان فيه غابات كثيفة.

* ماهي العلاقة بين طريقة بناء ناطحات السحاب في "شبام" وطريقة بناء سفينة نوح؟

- اذا نظرنا إلى بيوت شبام حضرموت سنجد أن الدراسات الغربية لم تفلح إلى الآن في فهم حقيقة هذا العمارة ومن أين أتت ؟ وفي المقابل نجد حسب البحث أن تطابق تصميم بيوت شبام مع سفينة نبي الله نوح أتى أساسا من جذور قديمة كان أساسها شبوة القديمة المهملة من قبل الدولة وهي الآن مرتع لمن هب ودب وهذه المبان تركيبها من الخشب والطين والتخطيط الداخلي يتطابق وسفينة نوح وتبين لي فيما بعد أن أبناء حضرموت تفاعلوا وكانوا يتصلون بي ويقولون هناك مكان في بيوت شبام اسمه كذا مثال على ذلك السراديب التي تحت بيوت شبام تسمى إلى اليوم بالخن وهو مكان في السفينة يوضع فيه البضائع وكذا عثورنا في أعمدة المباني على منحوتات ومجسمات طيور الحمام ذكرت في التوراة والإنجيل والقرآن والديانات العالمية.

* إلى أي مدى يمكن أن تتحول السفينة في حال إكتشاف بقاياها إلى مزار سياحي؟

- هناك تجاهل من الجانب الحكومي في مناشدتنا الأخيرة من أن المخرج السياسي عادة يتم من الجانب العلمي وهو ما نفتقر إليه من نظرة بعد وهو ما قاله الدكتور جلال الدماني رئيس فريق البحث عن سفينة نوح من أن السفينة كأنها وريثه ملك لنا , وكأن الجانب الحكومي لاعلاقة له أبدا ،وهذا أمر محير إذا تم التنقب فالكل يعرف ما معنى التنقيب وعوائده الديني والسياحي والإقتصادي والسياسي.

* ما حجم التعاون الإيجابي الذي أبدته السلطات والجهات المختصة معك في هذا الجانب؟

- سعينا إلى إقناع الجهات الحكومية تزامن مع التغيرات السياسية الحالية التي تشهدها الساحات العربية والمحلية وهو ما صعب علينا مخاطبة الجهات ذات الإختصاص وعملنا كل ما يمكن من توصيل الفكرة وفي محاضرة ألقيتها في مركز الدراسات والمستقبل (منارات) حول سفينة نوح وتم التوقيع على إتفاقية علمية بيني وبين المركز عندما اقتنعوا بالبحث جملة وتفصيلا وحثوا عليه وتم تشكيل فريق علمي للتنقيب والذي لم يرى النور منذ سنين وحضر المحاضرة نخبة من السياسيين ومن المثقفين ثبت لي أن هناك قواعد وأسس لدى البعض يجب أن نتبعها وهي "كن في محلك لا تتحرك" ، وثبت بالتجربة أن لو كانت السفينة في غير شبوة لكان تغير الوضع 360 درجة هذه الحقيقة للأسف الشديد مما لمسته من جانب حكومي وغير حكومي وللأسف الشديد أن 70% من الوزراء في الحكومة الحالية يعلمون هذه الحقيقة وكذا رؤساء جامعات وبحسب إعتقادي إنه يجب إيجاد الإنسان المناسب في المكان المناسب لنخرج مما نحن فيه.


* ماهي العوائق التي تقف أمام التحرك الفعلي للبحث عن السفينة وفق الإحداثيات المفترضة في بحثك؟

- في مثل يقول "خذ لك رزق قال ماله وعاء" لا شك أن الجانب المادي يلعب دوراً مهماً في توفير جهاز جيوفيزيائي يحدد الجسم تحت الأرض وعندي الوثائق والدراسات من هيئة المساحة الجيولوجية والتي تكرم الأستاذ القدير استشاري جيولوجي الدكتور سلطان الحمادي في الوقوف مع البحث وقفة جادة ولكن للأسف الشديد وجد صخور صلبة لم يعرفها من قبل لتقف عائقاً في وجه التنقيب وإزاحتها بحاجة إلى قلوب تؤمن بما سردته من كتاب الله عز وجل اللهم إنّي بلغت اللهم فاشهد.


* ما الذي يمكن أن يقدمه مهتمون من خارج الوسط السياسي للبحث عن بقايا السفينة؟

- نحن عندنا في البلاد الكل سياسي وعقليات سياسية حتى التجار ورجال الدين صاروا في مجالسهم يتكلمون في السياسة وهذه هي ثقافتنا وللأسف سياسة×سياسة وهو ما ألتمسته والذي تتكلم معه في الجانب العلمي يتخوف من الجانب السياسي فلم نجد مخرجاً حقيقياً من موروث ثقيل والإحباط السائد ومع هذا وذلك كله أتيناه من الذكر الحكيم لم تعيه آذان واعية بعد.

* هل تنوي إستعمال طريقة البحث هذه في قصص أخرى في القرآن كقصة ذي القرنين, وقصة أهل الكهف؟

- حسب إعتقادي مما توصلت إليه أن لكل سورة مفهوم خاص بها لا أعتقد تطابقها بنفس الفكرة.

* أنت بصدد تأليف كتاب عن قصة الطوفان في أدبيات الشعوب, ما الذي ستفصله فيه؟

- إن أجمل ما وجدته في أدبيات الشعوب كنوز لا تقدر بثمن إذ وجدت أن القصص في جميع أنحاء العالم كلها تتحدث عن الطوفان من كل جانب وتخصص, وأجمل ما وجدته في هذه القصص وجدت صورة كبيرة مبعثرة كقصاصات ألملمها وأركب في كل مرة مشهد جديد تفصل حكاية نبي الله نوح والطوفان بطريقة رائعة جداً وذكر تلك القصص من مناطق بعينها في جنوب جزيرة العرب.

انتهى