العبيكان: السعودية تتعرض لمؤامرة تغريبية

لمؤامرة , السعودية , العبيكان: , تتعرض , تغريبية

العبيكان: السعودية تتعرض لمؤامرة تغريبية

مخالفوه: قالها لأنه لم يعين رئيساً لمجلس القضاء!



لا يغيب الشيخ السعودي، عبدالمحسن بن ناصر العبيكان، عن المشهد الثقافي في السعودية إلا ويعود إليه مجدداً.
العبيكان، المستشار في الديوان الملكي (منذ ثلاث سنوات) في الستينيات من عمره، تخرج في كلية الشريعة بالرياض، ثم تدرج في السلك القضائي السعودي، فعمل ملازمَ قاضٍ، فقاضياً في الحجاز، ثم أصبح قاضياً في الرياض، ودرّس في المعهد العالي للقضاء إلى جانب عمله قاضياً، لكنه إثر خلاف مع رئيس مجلس القضاء الأعلى السابق الشيخ صالح اللحيدان، أبعد عن القضاء ليصبح مفتشاً قضائياً عام 1992. وفي عام 2005 عُين عضواً في مجلس الشورى، حتى عام 2009 عندما أصبح مستشاراً بمرتبة وزير في الديوان الملكي.
غير أن حضور العبيكان في المشهد وسط عواصف من الجدل، ليس له علاقة بالمناصب التي تقلدها، وإن كان يعطي دلالة على مسيرته العملية والحياتية، ففي مطلع التسعينيات، وإبان الغزو العراقي للكويت، وما تلاه من الاستعانة بالقوات الأجنبية لتحرير الكويت، كان الشيخ العبيكان، الذي يتولى منذ ثلاثة عقود الإمامة والخطابة في أحد أكبر جوامع الرياض، جامع الجوهرة، كان يجمع الطلاب في دروس دورية، ثم يرفع كل منهم ورقة بما يراه من منكرات، مع تحديد أماكنها، فيتلقى العبيكان الأوراق، ويطلب من مجموعة من الحاضرين، تشكيل مجموعة للذهاب إلى مكان المنكر، وتغييره بالنصح، وهو ما اعتبر، حينئذ، نصحاً علنياً للحاكم، ومخالفة للمنهج السلفي، الذي يفترض أن العبيكان خرج في رحلته العلمية من عباءته.
كان مشايخ الصحوة، يتخذون من الجامع الذي يشرف عليه الشيخ ناصر العبيكان، منطلقاً لاجتماعات علنية تتحدث عن منكرات في البلاد، ولم يكن معظمها، آنذاك، يخرج عن اختلاط في مستشفى، أو موسيقى في مكان عام، أو نحو ذلك مما كانت الصحوة تعتبره منكراً.
كانت بداية التسعينيات فترة غليان، أدت إلى مواجهة بين مشايخ الصحوة، والحكومة السعودية، بدأت برفض قيادات الصحوة دخول القوات الأجنبية للبلاد، على اعتبار تحريم الاستعانة بالكافر، مع تأكيدات كانوا يقولونها بأن القوات الأجنبية جاءت لتبقى، لا لتغادر بعد انتهاء مهمتها، بينما كانت الحكومة تستند إلى فتوى هيئة كبار العلماء، برئاسة المفتي الراحل الشيخ عبدالعزيز بن باز، التي أفتت بجواز الاستعانة بالقوات لرد عدوان صدام حسين. تطورت المواجهـــة لتــؤدي إلى سجـــن أبرز قيادات الصحوة؛ د. سلمان العودة، ود. سفر الحوالي، ود. ناصر العمر، وفجأة غاب الشيخ العبيكان عن المشهد، وتحول من عنصر فاعل ضمن تيار الصحوة، إلى شيخ يدافع عن رأي الحكومة، ويرى ما يقوم به مشايخ الصحوة تهييجاً على ولي الأمر، وأن هذا مخالف لمقتضيات السمع والطاعة، لمن في أعناقنا له بيعة شرعية.
كان تحول العبيكان صادماً، لقيادات وأتباع الصحوة، وهو ما سبب بينهم نفرة وجفوة، ومواجهات أحياناً.
بات لدى الشيخ العبيكان، موقف سلبي مع مشايخ الصحوة، ومع رئيس مجلس القضاء الأعلى، آنذاك، الشيخ اللحيدان. لم يستمر بقاء رئيس مجلس القضاء الأعلى التالي للحيدان، الشيخ صالح بن حميد، إلا ثلاث سنوات، طلب بعدها الإعفاء، فكُلف وزير العدل، د. محمد العيسى برئاسة مجلس القضاء، فأظهر الشيخ العبيكان بعدها مواقف شديدة يؤكد فيها أن هناك مؤامرة تدار للنيل من القضاء السعودي الشرعي، وذلك بتعيين قضاة من خريجي كليات القانون مستقبلاً، حيث إن نظام القضاء السعودي يمنع غير خريجي الشريعة تولِّي المناصب القضائية، بالإضافة إلى مؤامرة أخرى تحاك لتغريب المجتمع، وثالثة ضد المرأة السعودية، تستهدف هويتها الإسلامية، متهماً وزير العدل، بأنه يقف خلف هذه المؤامرات مؤيَّداً من رئيس الديوان الملكي خالد التويجري.
يذكر أن العبيكان، كان قد أكد شرعية جواز إرضاع الكبير، وأنه سائغ في هذا العصر، كما أفتى بجواز فك السحر بالسحر، وهو يرى أن تلبُّس الجني بالإنسي مؤثر في الأحكام القضائية، كما كان قد شدد، في تسجيل صوتي قبل سنوات، على أن لديه تأكيدات أن “الجن يقومون بإجراء عمليات جراجية معقدة ومتقدمة”، لكنه لم يكشف عن نوعية المرضى؛ هل هم من الأنس أم من الجن؟.
المختلفون مع العبيكان يفسرون موقفه الجديد، بأنه يأتي غضباً من عدم توليه منصب رئيس مجلس القضاء الأعلى الذي كان يتطلع إليه بعد رحيل بن حميد، بينما يعتبر العبيكان أن موقفه الناقد جاء متأخراً بعد أن استخار الله، فاختار له أن يعلن رأيه الذي سيبقى صداه مجلجلاً في المجتمع السعودي، ككثير من القضايا التي تبناها!