مأرب تعيط من زمان

مأرب , من , تعيط , زمان

مأرب تعيط من زمان

المشكلة ان صنعاء لاتريد من مأرب إلا ان تكون محطة لضخ الكهرباء لا اكثر ومأرب ترفض إلا ان تكون اكبر من ذلك ولها الحق في ذلك فمأرب تاريخ وهوية اصيلة وحضارة صنعت شعوبا وقبائل وليس بكثير عليها لو جعلنا منها مدللة اليمن الأولى, ولكن تلح صنعاء ان تقبع مأرب في الدرك الأسفل من المآسي ولاتهنض من هناك إلا بإذن مسبق ممن يظنون انفسهم وكلاء الله في خلقه.
وعندما تغضب مأرب هذه الأيام – وبالمناسبة هي تغضب دائما- فأنها تغرق صنعاء في ظلام الأضواء والمصابيح ليالي نستطيع تعدادها وبالمقابل فأن صنعاء أغرقت مأرب عشرات السنوات في ظلام الدماء والجهل والثأر والتهميش والإهمال لا لشيء يستحق كل هذا الصلف.

ومن المخيب للظن ان نشاهد اليوم ابناء مأرب المستفيدين من سلطات صنعاء والنائمون في نعمة دول الخليج يقومون الدنيا ولايقعدونها لو ان جفرا او كهلا في الوادي او في مدغل او غيرهما رمى مطالبا لا مجازفا (خبطة) على خطوط التوصيل الكهربي إلى صنعاء فقط لكي تدوي صرخة مظلوم سلبت حقوقه ونهبت لقمة عيشه من على شفا فمه الجائع في ظلام صنعاء ليسمعها المواطن الصنعاني قبل المسؤل الصنعاني, فيظهر فجأة الفرسان النائمون والمحسوبين على المحافظة يوزع البعض منهم المواعظ والبعض الآخر الشتائم والدعاوي واحدهم يتبرأ ويخرج من يسميه المخرب من ملة اهل مأرب, لخاطر طفل حده او الأصبحي الذي يرغب بمتابعة مسلسله الكرتوني, وتجاهلوا محافظتهم التي تبكي منذو عشرات السنين حتى فاض سد مأرب دموعا وحزنا, وان الطفل في المهد ليسأل عن هؤلاء الصالحين أين كانوا وأين يكونون حين تئــن مأرب عذابات صنعاء ووحشيتها بحق ام اليمن مأرب وبحق اهلها الكرام.

صنعاء قمعت مأرب بشتى الطرق فمن زرع النزاعات وتكريس الفتن بين مواطني مأرب عبر المؤسسات العسكرية ومرتزقة صنعاء التي قضت على افضل الرجال في مأرب إلى تجهيل متعمد لأبناء المنطقة إلى المحاولات الحثيثة لطمس الهوية التاريخية لمأرب وسرقة الأثار من المواقع التاريخية وبيعها وتقديم صورة سلبية عن أهل المحافظة عند المحلي والأجنبي وتشتيت ابناء المحافظة بين دول الخليج طلبا للقمة العيش التي سرقت منهم في بلدهم ناهيك عن انعدام ابسط الخدمات والبنى التحتية في المحافظة حتى وصل الأمر هذه الأيام إلى المتاجرة بشباب مأرب من قبل تجار الحروب في محافظة ابين وغيرها من المناطق بأسم القاعدة, فثكلت ورملت النساء واستيقظ الطفل صباحا بدون اب بعد ان قضي والده على يد جنود في نقطة عسكرية ظلما او تناثرت اشلاءه تحت جحيم صاروخ اميركي عبثا,وانتحر الشاب المآربي وانتحرت الفتاة المآربية ووصلت معدلات الإنتحار إلى مستويات مرتفعة في المحافظة بعد أن استفحل اليأس في القلب المآربي وبعثرت المشاكل الإقتصادية والإجتماعية ابن الصحراء الشهم.

ووصل الحال حتى بالمواطن الصنعاني وما اعنيه بالمواطن الصنعاني اي المواطنين الذين نطلق عليهم بالعامية اهل مطلع إلى قمع اهل مأرب بطريقتهم الخاصة والمعهودة من التقليل والإنقاص من المواطن المأربي واعتباره في نظرهم مجرد بدوي متخلف قاطع طريق يحمل السلاح والتعامل معه كمواطن من درجات دنيا,. وثم انعكست هذه الثقافة القبيحة في طريقة تعاطي مسئولي وعسكريين صنعاء مع متطلبات مأرب ومع مشاكلها, ونتيجة ذلك هاهي مأرب اليوم, فقر, جهل, دماء, لامدرسة ولاجامعة ولاطريق ولامشفى, اوصلوا حتى بناتهم إلى القاهرة ولندن وباريس للدراسة في الوقت الذي تتمنى فيه المرأة المأربية قراءة سورة في القرآن الكريم ولاتقدر على ذلك..فأتركوا مأرب وشأنها إذا كنتم لاتستطيعون الدفاع عن قضيتها العادلة.