خواطر حائرة

دائرة , خواطر

خواطر حائرة

1

حتى التاريخ توقف ماعاد يلوي على قطرة حبر فقد نزف رصيده من انهار الدم وتجمد جسده وتمدد في السبعين فماذا سيكتب وكيف له ان يحكي للاحفاد وقرّاء الماضي عن تلك النكبة ، وكيف يدوّن صفحاته فوق الجثث الملفوفة بالابيض وفوق رمال ملتهبة بالباروت وفوق الموج الخائف من صرخات نساء اليمن الرُّحّل ؛ آهٍ يا وطني لازلت تمارس العابا خطرة منذ نشأتِكَ لازال الاحباش هناك ولازالت معابد فارس تشعل نيران الصلوات بكهوف جبالك ورمالك ، لازلت تحن الى عصر دويلاتك من لحج و جبلة الى بحر تهامه ، وصهرت عصور ماقبل الاسلام وصنعت لها مجدا في ارضك لتظل المخزن للجهل العربي وتظل اليمن مرآة الزمن المتوحِّش في كل قواميس العالم وتبقى صورتك لاتؤمن بالالوان سوى الاحمر ؛ فكيف تواطأتَ مع النخاسين وبيعت احلامك وصودر في صمتٍ فجرا كالطفل ولما يحبو وعاثت كل سباع الغابة في اهلك وانت ملئٌ بالحكمة ام ان الحكمة ايضا قُتِلت وقُسِم الايمان فنسيت نصيبك منهُ ؛؛


2

على صهوة تاريخٍ تمتطيهُ اليمن لم يكبُ قط بفعل الزمن بقدر ما كان سرّ كبوتهِ فعلُ بنيه المتنازعون على متلاشيات ماضٍ وحاضر ؛ ذلك الفعل الهستيري الناشئ من صدمات التمزق الفكري وانعدام الغايات وبالتالي الانفلات الاجتماعي الذي اصبح احدى اهم مكونات الثقافة اليمنية على مر عقود وربما قرون ، ونشات على ضفاف تلك الثقافة مفاهيم تتدفق في مجرى معاكس كليا لإتجاه سير حضارة العصر الذي تعيشه كل اصقاع الكرة الارضية عدا اليمن ، ذلك الانفلات الاجتماعي اقصد به تحديدا غياب مفهوم المواطنة الواحدة المستظلة بظل قانون واحد نافذ بلا اعتراض ولا تمييز ، ان مفهوم القانون بغض النظر عن مصدر تشريعه يتميز بانه يعكس روح التعايش الايجابي وحرص ذلك المجتمع على صون الحقوق سواء الانسانية او المادية وبالتالي البدء في رص لبنات بناء توافقي محمي ومشروط بالقبول المجتمعي ويعد ترجمة واقعية ملموسة في جانبها الحضاري لذلك المجتمع.


3

في وطني اليوم مئاتا من انظمة الحكم وكل حكيم يلعن حِكمة غيره والحزب الواحد منهم لايؤمن بالاحزاب الاخرى بل قد يخرجها من كل شرائع اهل الحق ؛ سواءً كان الدين هو الميزان او كانت دنياهم حُجتهم وبين البين هنالك شعبٌ يشكو جور الزمن لربه ولا يهتم بمن يتولى امره وكأنه قد اسلم امره لرياح الربع الخالي ولها ان تدفنه او تعفو عنه ، ماعادت تعني في لغته شيئا كلمات المستقبل او كيف تكون اليمن اليوم او في غدها وكل الهم مزيدا من يوم اخر نحياه هو المكسب والظل حتى لو كان غبار منازل منسوفة او خيمة لاجئ نستتر بها او جبلا نأوي كهفه او ننتظر عطايا اهل الخير تحت مسمى اغاثة انسانية ؛ السنا نقتل انسانيتنا ونطمس كل معالم نخوتنا ونحرق كل الحكمة والمعقولية المرجوّة..


4

قلمي يتمزق وافكاري تتناثر فبأي لونٍ اكتب وبأي شعور اعبّر وكيف بين هذا وكل ذاك احاول لجم هوى النفس عن نزعتها الى تجميل مايتوافق مع رغائبها ، وكيف اتجرد من جهلي ومن قصر الادراك لأحكم عن علم على مايجري ، فكل قلمٍ اقرؤه لايخلو من قلة عدل فلماذا لا نكتب بحياد لنقرأ واقعنا كالشمس ؛ لماذ ننغمسُ في شهوة راي وتضيع منا الحكمة ونصبح اعداء الراي الاخر ، والاغرب ان جميع الاراء تتناول موضوع واحد وتبكي من جرحٍ واحد وتطمح لغدٍ ايضا واحد يكون الافضل من امسه ، غريب حال الراي المتعدد والقصة نفس القصة والغاية ايضا واحدة ؛ فمن يؤمن بالله الواحد ويؤمن بجريمة قتل المؤمن ومن يؤمن بالله الفرد ولايؤمن بالوطن الواحد ومن لايسعى في جعل الوطن كمنزل ياوي افراد الاسرة اليمنية الواحدة ،

لله درك من قلم خططت بدمائهم كلمات على وجه التاريخ

بأاسم الشهداء اعوذ بـــ وطني
من شر ماردٍ أحمقٍ كاذب

اخي حريب قراة موضوعك واكتفي بهذا الرد
قال الشاعر
من اغفل الحزم ادمى كفة ندماء
واستضحك النصرمن ابكى السيوف دما
والشعب ان د ب في تفريقة احن
فلن يعود طوال الدهر ملتئما
الضعيفي كان هنا

[align=center]الحئرة والتامل كانت لنا امام قلمك الراقى

خواطر رسمتها باتقان وفن الابداع

حريب سلم قلمك ولسمت انت ودمت فخر لنا في هذا الصرح

ودى وتقديرى [/align]

ولازالت معابد فارس تشعل نيران الصلوات بكهوف جبالك ورمالك

من عهد ذي يزن الى اليوم ومعابد فارس تشعل

نيران صدقت

سلمت على نحت حروف


الابداع

المواضيع الشامخه لاتاتي


الا من اهل الافكار الشامخه


لاعدمناك اخي حريب