العراق يرفض دخول قوات إيرانية أراضيه للدفاع عن الأسد

للحفاظ , أراضيه , الأسد , العراق , يدوم , يرفض , عن , إيرانية , قناة

العراق يرفض دخول قوات إيرانية أراضيه للدفاع عن الأسد

تراقب الأوساط السياسية العراقية بقلق كبير إجراء المناورات العسكرية المتزامنة التي تجريها القوات الايرانية والقوات السورية كل على حدة في بلديهما, وسط تكهنات أن تتدخل إيران عسكرياً في الدفاع عن نظام بشار الأسد, في حال تدخل الغرب لإطاحة نظامه.
وكشفت أوساط في "التحالف الوطني الشيعي" الذي يقود الحكومة العراقية لـ"السياسة" أن النظامين السوري والإيراني وضعا خططاً مشتركة لمنع انهيار نظام الاسد على مستويين: مواجهة اي تدخل عسكري خارجي وإفشال أي تطور ميداني على الأرض في الداخل السوري, تقوم به وحدات "الجيش السوري الحر" لإجبار الأسد على ترك السلطة.
كما رشحت عن هذه الاوساط ان قيادة "الحرس الثوري" الايراني وجهت دعوة للقوات البحرية العراقية للمشاركة في مناورات للقوات البحرية الايرانية, لكن الجانب العراقي اعتذر عن تلبية الدعوة لأسباب تتعلق بظروف المنطقة والتوقيت غير المناسب الذي قد يعطي انطباعاً ان العراق في محور سياسي وعسكري واحد مع ايران وهذا امر غير صحيح, لأن الحكومة العراقية عارضت أي توجهات ايرانية لغلق مضيق هرمز وأيدت بقوة المواقف الاقليمية والدولية الرامية لتأمين سلامة ممرات الملاحة العالمية.
وقالت اوساط التحالف الشيعي ان ايران وسورية ترتكبان خطأ جسيماً اذا تم السماح لقوات ايرانية بالتدخل في اللحظات الاخيرة لحماية نظام الاسد واذا حصل ذلك فإن "حلف شمال الأطلسي" سيضرب بقوة البلدين الحليفين في وقت واحد, مشيرةً الى ان قوات الجيش العراقي بكل اصنافها تلقت تعليمات بإسقاط اي طائرة ايرانية او اعتراض اي قوة برية ايرانية تنوي الذهاب الى سورية عبر الاجواء والاراضي العراقية عنوةً ودون موافقة بغداد.
وذكرت هذه الاوساط ان التحالف الشيعي في العراق يدرس اصدار بيان ادانة للقمع الذي تمارسه قوات النظام السوري ضد سكان المدن والقرى في حمص وريف دمشق ودير الزور وغيرها, في ضوء مطالبة المجلس الوطني السوري صراحة من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي, الإعلان عن موقف واضح ومباشر من جرائم نظام الأسد وأن تأخر بغداد عن اتخاذ هذه الخطوة من وجهة نظر المجلس الوطني, لن يكون في صالح علاقات متطورة بين البلدين في المرحلة المقبلة.
وافادت اوساط التحالف الشيعي ان ايران نقلت رسائل الى المالكي حذرته من اصدار اي بيانات لإدانة النظام السوري, لأن ذلك قد يفهم على ان الحكومة العراقية تقف مع الدول التي تريد اسقاط الاسد.
إلى ذلك, قال النائب في "ائتلاف دولة القانون" شاكر الدراجي لـ"السياسة", ان بلاده اتخذت كل الاجراءات لمنع استخدام اراضيها وسمائها من قبل اي تدخل عسكري ايراني محتمل للدفاع عن النظام السوري, اذا بدأ ينهار فعلياً, وان العراق رغم قدراته المحدودة على مستوى منظومة الدفاع الجوي والطيران والمراقبة سيكون مستعداً لتنفيذ هذه الاجراءات بحزم عندما تتطلب الظروف ذلك, مشيراً الى ان الحكومة العراقية ربما تطلب مساعدة بعض الاصدقاء من بينهم الولايات المتحدة لتأمين المراقبة الجوية في حال بدا الموقف الميداني اكبر من الامكانات العسكرية العراقية.
من جهته, كشف النائب في "التيار الصدري" محمد رضا الخفاجي لـ"السياسة" أن الحكومة العراقية اوصلت رسالة الى القيادة الايرانية مفادها أن العراق يعارض أي تدخل عسكري ايراني في سورية وأن التوافق المذهبي بين حكومات بغداد وطهران ودمشق لا يعني ولا يبرر أن يكون العراق جزءاً من حرب إقليمية من أجل الأسد.