**قصص واقعية**لأعضاء منتدانا ((متجدد))

بسم الله الرحمن الرحيم

نعيش الان في احداث قصه حقيقية حصلت في مناطق الجنوب اليمني في ذلك الوقت وبالاخص في محافظة ابين واطرافها كما اكد لي الراوي

هذه القصه وقعت في منتصف السبعينات .. بصراحه القصه هي قصة حب لشاب وشابه حقيقية وليس فيها اي زياده او نقصان

((رواها لي احد ابناء موديه في الغربه))

الى القصه..

مع قيام ثورة اكتوبر في الجنوب الحبيب كان هناك احد الثوار قد استشهد وهو يدافع عن وطنه في وجه الاستعمار البريطاني وقد خلف ولد قبل ان يستشهد
عاش هذا الولد في كنف امه ولم يكن له اخ فكان وحيد واسمه احمد من قبيلة باكازم واخوال هذا الولد من مديرية موديه فكان يتنقل مع امه احياناً في زياره لأخواله

كان احمد جميل المنظر وجميل الاخلاق ومرح وصاحب وجه بشوش .. وفي اواخر السبعينات كانت له زياره الى اخواله مع امه التي تخاف كثير على ولدها
لانه الابن الوحيد لها في حياتها وتعظمه ايما تعظيم . طلبت منه جدته ان يأخذ الاغنام ترعى في الاماكن القريبه من قريتهم .. فياليتها لم تطلب منه ذلك اليوم
هذا الامر .. خرج احمد بغنم جدته فأذا به في مزرعه في قريه اخرى لايعرفهم ولايعرفونه كونه مش من اهل المنطقه. فجلس متأمل الاغنام ومتأمل الزراعه
واذا بأمرأه جالسه في مقام امه تناديه تعال يا ابني واشرب لك ماء وشاي يمكن انك ضميان فذهب احمد الى تلك المرأه وسألته ابن من انته فرد عليها بانه ليس من هذا القريه
وانما هو زائر الى اخواله في قرية كذا فقالت له من اين انته فقال لها انا كازمي واسمي احمد وبينما هم تجاذبون اطراف الحديث واذا بالأم تنادي ابنتها وتقول لها ناوليني الماء
من عندش

فكان احمد لايعلم بوجود اي احد مع هذه المرأه وفجأه قامت بنت في سن السابعه عشر من عمرها وهي ايضا لم تعلم بوجود هذا الشاب ...
وفجأه وقع وجه احمد في وجه الشابه هذه وتبادلوا نظرات الاعجاب ببعضهم البعض وقد اندهش احمد بهذه الفتاه وهو لايعلم انها ادهشت به ايضاً فدخل الحب بينهم وايما حب انه حب
ادهشني والله كثير لما للقصه من بكاء وحزن شديد جدا. ومعاناه لاتوصف ..
ذهب احمد الى بيت اخواله بعد ان تبادل نظرات الحب والغرام مع هذه الفتاه التي احبته بدرجه لايوصف ولكنه لايعلم انها تحبه فهذا السبب الرئيسي في حزن احمد
كان كل الهموم التي اثرت على احمد هو هل البنت تحبه بكثر ماهو يحبها .. وفعلا بات ليلته في هم وحزن وعشق لايوصف وهذه النظره الاولى قد غيرت احمد تماما
فكانت ام احمد رأت في ابنها تغيير ملامح وجهه الى درجه انها خافت عليه وهو احمد ابنها الوحيد وهو قلبها النابض في الحياه.. احمد شبه متوقف عن الاكل ومتغير
وجهه تماما وهذا ما اخاف امه وهي لم تعلم مابه من تغيير ..ومر اول اسبوع على احمد وهو يكابد ويلات العشق والغرام وهذا الحب المفاجئ ولكن القدر المحتوم ينتظر احمد
عاد احمد طالباً من جدته ان تعطيه الغنم لكي يخرج بها فقالت له اخرج يا احمد لعلك ترتاح في الارض الزراعيه ولم تكن تعلم ان احمد ولو بالقوه سيخرج بالغنم هذا اليوم

ذهب احمد بغنم اخواله وهو لايرى اي شي امامه سوى وجه الحبيبه التي شاهدها لأول مره . فهو يقول في نفسه هل البنت تحبني ام ماذا .
وحينما اقترب من المزرعه المقصوده لأحمد ناظر يمين وشمال لعله يجد لها اثر او لأمها وفجأه شاهد الام بين الاشجار ولكنه لم يشاهد قلبه الاخر وهي البنت بل انه يفديها بكل شي
فنادته الام فقالت له يا ابني تعال الى هنا واشرب لك ماء وتقهو عندنا ففرح بهذه الدعوه ايما فرح ولكنه لم يشاهد الحبيبه بعد فقالت ام البنت يا مريم ناوليني الماء والشاهي لهذا الراعي
وكانت البنت مجهزه لأحمد مفاجئه كبيره جدا ولكنها لم تستطيع ولايستطيع هو ان يفعل شي او يتلفظ بكلمه واحده وهو يعرف ان قبائل اخواله شرسين وشجعان .
فقامت مريم تلك البنت الفائقه في الجمال فشاهدها احمد فبهت مره اخرى وهي كذلك ترى احمد للمره الثانيه فزاد الحب بينهم لما لكل واحد منهم اعجاب بالاخر .
فكأن وجه احمد قد تغير الى الصفاء والبسمه التي افتقدها منذ ايام وهي شاهدت ان احمد وسيم جدا فأشارة اليه بحركه رائعه وهي ترمي قرطاس داخل الاشجار ففهمها احمد
ان القرطاس هذا داخله شي عظيم بالنسبه بل لو خيروه بكنوز الدنيا عن مافي القرطاس لأختار القرطاس لما له من تأكيد او نفي بهذا الحب الذي سيجعل الدموع تذرف
وتذرف لكل من عاش احداث هذه القصه فما بالكم بمن عاش القصه نفسها وكابد المها وحرقتها والاحداث التي واجهتهم جميعا..
ابتعد احمد بعيدا بأغنام اخواله كي يترك الام وابنتها يذهبوا الى بيتهم فعندما تأكد بذهاب مريم وامها عاد مسرعا الى مكان القرطاس ولو كان امامه جيش كاملا لأخترقهم
اخذ احمد القرطاس وعاد الى بيت اخواله وهو لاباس به وبوجهه وكان في انتظاره امه التي تفتقده كل ماغاب عنها . فقام احمد واخبئ الكيس عن ناظر امه وخالاته
وجدته الى الليل وفي وقت من الليله اخرج احمد القرطاس وهو في غرفه لوحده والفانوس عنده ولم يكن هناك كهرباء ابدا . وفتح القرطاس ....
وفي القرطاس شريط كاسيت . الرساله صوتيه تقول..
احمد.. بدون كلمة حبيب او حبيبي .. انا اسمي مريم فيالتك تأتي الى مزرعتنا كل يوم لكي اشاهدك كل يوم
فأنني احببتك بدرجه اتمنى ان تكون مثلي في الحب
احمد . انا قررت من اول مره شفتك فيها ان يكون احمد ... او القبر وهذا ما اريده منك .........
فصاح احمد صيحه تكاد تزلزل بيت اخواله واخرج الشريط الكاست فكانت اغنيه بعد الرساله الصوتيه
ولكن احمد رقص على هذه الاغنيه ايما رقص حتى صحوا من في البيت وخرجت امه مسرعه الى مكان احمد فطرقت الباب عليه ودخلت وهو يرقص ويبكي
فبكت ام احمد على حال ابنها المتغير عليها فأخذت تحتضنه وتبكي وهو يبكي ويضحك معاً فقالت له مالك ياحمد ولاتعذبني هكذا فلم تكن احمد ابني عندما اتينا الى اخوالك
فشكت ان ابنها اصابه شي من الجن او المس وهو يحلف لها انه بخير ولايوجد به شي ابدا ابدا..
فقررت الام الرحيل من بلاد اهلها الى اراضي باكازم ولانعلم اي قريه او منطقه بالتحديد..
غادر احمد وامه ارض موديه ولكن احمد يحمل في قلبه حب عظيم ولو وزعوه على اهل اليمن لكفاهم من قوته وصدقه لهذا البنت وهي تحمل المشاعر نفسها
مريم لاتعلم ان احمد لن تشوفه في الوقت القريب وهي تنتظر ذلك الشاب المؤدب والذي كله حياء وحشمه فقد ربته امه ايما تربيه وهذا طبع اهل موديه في التربيه التي تكاد لاتخلوا
من بيت في موديه ..
مرت الايام ومريم تنتظر احمد وكأنها مثل المجنونه في غياب احمد الذي اصبح كل شي بالنسبه لها وهو يبادلها نفس الشعور . ففاضت دموعها حسره على مرور الليالي
وهي لم تشاهد احمد فحينما تأكدت ان احمد غير متواجد في اراضيهم اطلاقا لزمت الصمت ولكن القهر يعذبها كثير على عدم اكتحال العين بالحبيب
شهرين بحالهم مروا على احمد ومريم بعدم رؤية كل منهم الاخر ولكن الايام تخدمهم دائما وهو بحلول عيد الفطر المبارك فقررت ام احمد بزياة اهلها في العيد وكأن هذا
العيد هو اول عيد يمر على احمد ومريم وهو عيد اللقاء الجديد الذي يحمل طابع اخر في حياتهم التي ستتحول الى عذاب حقيقي وليس افلام ولاقصص الخيال
وصل احمد الى ارض اخواله لزيارتهم واحمد قرر الذهاب الى المزرعه بعد العيد مباشره ولكنه لم يجد الحبيبه بل وجد امها فقط ووجهه في حاله يرثى لها لأنه لقاء الشوق
وكان على استحياء من ان يسئل الام .. فلزم الكبرياء والحياء عن اي استفسار .وعاد الى البيت اخواله مكسور الخاطر والهمه والدمعه على وجنتيه في الطريق
وفي اليوم الاخر طلب خال احمد من احمد ان يذهب الى القريه التي فيها مريم لكي يحضر زواج احد ابناء المسؤلين نيابه عن خاله وياخذ الرفده احمد ويرفد لأن خاله مريض
ذهب احمد وهو لايفكر بهذا العرس بقدر مايفكر كيف يشاهد مريم فقط ولو من بعيد.احمد يعيش لحظات كلها بكاء ودموع في هذه الفتره من الحب القوي الذي غزى قلبه
وصل احمد الى مكان الزواج وتناول وجبة العشاء وقام برفد العريس نيابه عن خاله ثم جلس في جانب احد الاماكن لكي يستمعون الى الفنان وهو يحي حفلة ابن المسؤول
ومن العجيب والصدف ان الفنان قد بدا يغني الاغنيه التي اهدتها مريم لأحمد في الكاسيت ..واذا بأحمد وبدون شعور يقوم مسرعا الى وسط الحلفه ويرقص رقص
لم يشاهدوا احد مثله بحماس الرقص والالم والكل ينظر الى هذا الشاب الذي اذهلهم بالرقص الحماسي الرائع فكان احد المسؤولين الحاضرين استدعاه الى عنده
بعد انتهاء الاغنيه وهو معجب بهذا الشاب وطريقة رقصه فقال المسؤول لأحمد ما اسمك فقال اسمي احمد فقال المسؤول ابن من انته قال انا كازمي فقال المسؤول واين ابوك
فقال احمد ابوي قتل في زمن بريطانيا فذهل هذا المسؤول من هذا الشاب وكأنه يبحث عن هذا الشي .. طبعا المسؤول هو مسؤول امني في محافظة ابين
فقال المسؤول من هو ابوك فقاله فلان ابن فلان الكازمي (طبعا لم يعرفوا اسم الاب كاملا من اجاب القصه هذه لنا))وهذا المسؤول كان اعز اصدقاء ابو احمد الكازمي
فكان الكازمي يحمل رتبه اكبر من هذا المسؤول قبل ان يستشهد.فتغير ملامح المسؤول هذا وذهل من هذه الصدفه وهو انه كان صديق وفي لأبو احمد فقال لأحمد ان ابوك كان
بالنسبه لي مثل الاخ واكثر وحينما استشهد بكيت عليه كأنه اخوي فقام فحتضنه وهو يدمع العينين واحمد لايعرف هذا الرجل ابدا..
فقال المسؤول.. ان هذا الولد الذي امامكم ابوه قدم نفسه وحياته لأجل الوطن واليوم الوطن لم يقدم لهذا الشاب اي شي الا لعنة الله على وطن لايقدم لأبناء شهداءه اي شي
فخاف البعض على المسؤول من هذا الكلام الذي يعد جرميه في الشوعيه وطلبوا منه الكف عن هذا الكلام لان الوضع غير مفيد ولكن المسؤول هذا قال كلمة الحق في النظام
من كثر الحسره والفرحه ان التقى بأبن صديقه الكازمي الوفي له .. فقام المسؤول وسئل احمد فقال له من اين لك انته وامك العيش وتصريف اموركم فقال احمد الحمدلله
مع امي غنم ولكن المسؤول طلب بعض المسؤولين التبرع صمتاً لهذا الشاب وفائاً لأبوه فتبرعوا بمبلغ 200 شلن ولكن احمد رفض رفضاً قاطعا في اخذ المبلغ هذا
فقال المسؤول ان وجدت امك فقل لها لقد حصلت اليوم فلان بن فلان الميسري فهي تعرف انني صديق وفي لأبوك . واحمد ليس له هم غير برؤوياء الحبيبه فقط

انتهى الجزئ الاول من القصه .. وماذا بعد هذه الحادثه والصدفه في هذا الزواج وماذا بعده من احداث غريبه وعذاب حقيقي لأحمد ومريم

نلتقي على خير ان شاء الله
انتظرونا في سرد ما تبقى من القصة