منتدى الآصالةوالتاريخ حريب بيحان
ينتهي : 30-04-2025
عدد مرات النقر : 1,280
عدد  مرات الظهور : 29,260,351

عدد مرات النقر : 4,125
عدد  مرات الظهور : 73,280,708
عدد  مرات الظهور : 68,996,677
قناة حريب بيحان " يوتيوب "
عدد مرات النقر : 2,306
عدد  مرات الظهور : 73,281,510مركز تحميل منتديات حريب بيحان
ينتهي : 19-12-2025
عدد مرات النقر : 3,945
عدد  مرات الظهور : 69,497,437
آخر 10 مشاركات
تحدي المليوووون رد ،، (الكاتـب : - المشاركات : 2050 - المشاهدات : 123483 - الوقت: 07:27 PM - التاريخ: 04-25-2024)           »          صـبـــاحكم سكــر // مســـاؤكم ورد معطر (الكاتـب : - المشاركات : 2386 - المشاهدات : 169532 - الوقت: 06:40 AM - التاريخ: 04-24-2024)           »          تعزية للاخ يمني بوفاة اخيه (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 6 - المشاهدات : 107 - الوقت: 09:46 PM - التاريخ: 04-22-2024)           »          قراءة في سورة البقرة (الكاتـب : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 68 - الوقت: 05:34 AM - التاريخ: 04-20-2024)           »          الاذكار اليوميه في الصباح والمساء (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 542 - المشاهدات : 33692 - الوقت: 08:30 PM - التاريخ: 04-19-2024)           »          عيدكم مبارك ،، (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1 - المشاهدات : 83 - الوقت: 08:45 AM - التاريخ: 04-10-2024)           »          ماذا ستكتب على جدران (منتديات حريب بيحان) (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3179 - المشاهدات : 233529 - الوقت: 05:26 PM - التاريخ: 04-08-2024)           »          ورد يومي صفحه من القرآن الكريم (الكاتـب : - المشاركات : 93 - المشاهدات : 980 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-23-2024)           »          شهرمبارك كل عام وأنتم بخير (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3 - المشاهدات : 77 - الوقت: 04:06 AM - التاريخ: 03-18-2024)           »          تدمير دبابة ميركافا الإسرائيلية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 139 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-17-2024)


الإهداءات



شواطئ الحرف والمقالة الادبية " بأقلام الاعضاء " لاعضاء المنتدى خواطر ونثر ومقالات من إبداعهم -


لحظة سفر

لاعضاء المنتدى خواطر ونثر ومقالات من إبداعهم -


لحظة سفر

( 1 ) في لحظات ماقبل ضغطه على زناد بنُدقيته لقتل ذلك الشخص الذي راقبه طويلاً حتى تحلّ تلك اللحظة التي طالما أنتظرها كثيراً ، والتي أخّرته عن

الرد على الموضوع
 
LinkBack خيارات الموضوع
قديم 01-21-2012, 11:12 AM   #1


الصورة الشخصية لـ نايف مناع
نايف مناع غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : 10-14-2013 (07:43 AM)
 المشاركات : 215 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي لحظة سفر







( 1 )


في لحظات ماقبل ضغطه على زناد بنُدقيته لقتل ذلك الشخص الذي راقبه طويلاً حتى تحلّ تلك اللحظة التي طالما أنتظرها كثيراً ، والتي أخّرته عن اللحاق برفاقه الشهداء في الفردوس الأعلى في الجنة ، وقبل أن يضع إبهامه على ذلك الزر الذي يتوسط بطنه لتفجير الحزام الناسف الملتف حوله لتصعد روحه لتطأ الجنة بدون حساب ، يمر أمامه شريط سريع يستعرض مشاهد من حياته ، وبعض الأشخاص الذين يحتلون مساحة خضراء بقلبه ...



لقد رأى والدته في مشهد سابق وهي ترفع يدها نحو السماء وتلهج بلسانها تدعو الله سُبحانه وتعالى أن يجعل يوم موتها يسبق يوم موته ، يرى نوراً يغشاه وهو يتقدم حفل زفافه شهيداً يدخلون به الملائكة محمولاً بأيديهم إلى الجنة حيث الفردوس الأعلى ، ليستقبلنه حور عين الجنة التي وعد بها الله عباده ، خصوصاً الشهداء منهم ، يخرج من رؤياه تلك إلى امُه التي لم يستجب لها الله دُعاءها رحمة به وبها ، يتردد صوت بداخله يقول : ليت أمُه تعلم أنّه بعد لحظات سيدخل جنة عرضها السماوات والأرض ، لتبدّل بها الحال ، فمن بُكاءها عليه ستطلق اصوات الفرح الذي تزفه الملائكة ، وهي تلك الأم التي طالما راودتها فكرة تزويجه بإحدى بنات خالته ...



خرج من تلك الرؤيا والمشاهد التي لم يعد يتذكر منها شيئاً سوى تنفيذه لتلك العملية التي تم إختياره لها دون غيره من رفاق درب تروادهم في كُل لحظة فكرة السفر إلى الجنة ، لطالما سافر كثيراً طاوياً مساحات شاسعة بحثاً عن تلك الدنيا التي ليست بمتاع ، فالمتاع هُناك في عليّين ، حيث الأنبياء والشهداء يرتعون في ذلك الفردوس والنعيم الدائم الذي لايحول ولايزول إلى الأبد ، بعكس تلك الدنيا التي جُعلت دار ممر وعبور إلى الحياة الآخرة ، بعد إختياره لتلك العملية حصل على جواز سفره وتأشيرة مروره ودخوله إلى ملكوت الله جلّ في عُلاه ...

في تصوير مُسجل يظهر عبر شاشات قنوات إخبارية عديدة تناقلته ، يظهر فيه شاب يلبس السواد لا يُرى منه سوى عينيه التي تستقر في رأس يغطيه السواد ، ويستقر حوله حزام ناسف وبيده اليمنى بُندقية ، وورقة يُمسكها بيده اليمنى يقرأ منها خبر تتبنى فيه الجماعة الإسلامية التي ينتمي إليها - يظهر شعارها وإسمها واضحاً في لافتة من القُماش جعلها خلفية له - مسؤوليتها عن مقتل ذلك الطبيب الأجنبي وزوجته وإبنته ، والذي يقدّم خدمات إنسانية ظاهرياً ، بينما يقوم بحملات تنصيرية باطنياً ، الغرض منها تنصير أولئك الناس الذين يقوم بمُداواتهم وعلاجهم من خلال الكشف والفحص والعلاج المجاني دون مُقابل يقدّمونه له سوى كلمات الشكر والإمتنان له ...

قناة الأخبار المحلّية تقوم ببث أغاني تمتدح وتفتخر بقائدها الفذّ ومُنجزاته ومُعجزاته التي تحققت في عهده ، يرافق تلك الأغاني إستعراضاً مصوراً يظهر فيه شخص الزعيم وهو يقوم بتمثيل أدوار عديدة ، فمرةً يطبع قُبلة حنونة على خد طفل يُعاني من مرض سرطان الدم ( اللوكيميا ) رغم عدم وجود مستشفى يستقبل حالات مُشابهة لحالة الطفل ، ومرة يقوم بوضع قطرات اللقاح لطفلةٍ صغيرة في حملة ضد مرض شلل الأطفال ، ومرات عديدة يقوم بتدشين حفل تخرج طُلاب كليات عسكرية ، ومرات وهو يستعرض تلك القوات والمُعدات والمُقاتلات في إحتفالاته بأعياد الوطن ، ومرات يقوم بإزاحة الستار عن حجر أساس يظهر فيه إسمه المُميز بخط عريض دون معرفة ماهية المشروع الذي تم وضع حجر الأساس لبناءه وتشييده ، كُل ذلك يحدث بينما قنوات الأخبار العربية والعالمية تستعرض ذلك التصوير الذي تُعلن فيه جماعة إسلامية مسؤوليتها عن حادث مقتل الطبيب وعائلته برصاص احد عناصرها ، ومقتل وإصابة مالا يقل عن تسعة واربعون شخصاً اغلبهم نساء واطفال بعد تفجير ذلك الشخص نفسه داخل مُستشفى متواضع في إحدى قرى الريف اليمني ...

لم تدري العائلة التي تُشاهد ذلك الشريط المُصور عبر قناة تلفزيونية إخبارية في منزلهم أن إبنهم الغائب هو من قام بتنفيذ تلك العملية الإرهابية سوى في المُعتقل الذي يحتجز بداخله ربْ الأسرة وبعض أقاربه ، ينزل الخبر كالصاعقة على الأم التي فُجعت في إبنها البكر الذي أحبّته دون سائر ابناءها ، وكذلك خبر الإحتجاز لزوجها وأقاربه من قبل السُلطات ، دون معرفة منها بمكان إحتجازهم ، إن المصائب لاتأتي فُرادى ، ستُشرف على الموت بعد مرور سنوات كالدهر دون معرفة منها بخبر يُذكر فيه زوجها وأقاربه ...

في بلادنا العربية بُمجرد أن يُخطيئ شخصاً ما على مستوى الفرد او الجماعة او المجتمع فإن العقاب الذي من المُفترض أن يُجازى به دون غيره لايكون مُقتصراً عليه فقط ، بل إنه يطال غيره من الأقارب دونما ذنب تم إقترافه سوى تلك علاقة القرابة التي تربطهم بذلك المُخطيئ ...


( 2 )


قام إبليس الرجيم بدور العاصي للرب جلّ وعلا عند عصيانه للسجود لآدم ، فأصبح يقوم بدور كبير في إغواء الإنسان وجعله عاصياً للرب بصورة مباشرة كي يُشاركه الإنسان جريمة العصيان التي تتمثل في عدم الطاعة لله بإتباع اوامره والإبتعاد عن نواهيه ، وقام آدم بتمثيل دور العاصي بجدارة عندما تجاهل تعليمات الرب له بعدم الإقتراب من تلك الشجرة والأكل منها ، كان ثمن العصيان هو الخروج من الجنة وعدم الدخول لها إلا بإستحقاق وجدارة بعد قضاء العُمر المكتوب للإنسان على وجه الأرض ، بعدها بدأت العداوة الأبدية بين آدم وذريته وإبليس حتى قيام الساعة ، من هُنا بدأت رحلة السفر لذلك الإنسان بحثاً عن ذاته التي أضاعها في حالة غيبوبة داهمته أثناء أكله أوراق تلك الشجرة ...

وعندما أقترف قابيل جريمة القتل في حق أخيه هابيل ، كان بذلك العمل يقوم بتسطير معالم جريمة شنيعة في حق الإنسانية ، تلك الجريمة الأولى في تاريخ البشرية أباحت للإنسان جريمة القتل في حق اخوه الإنسان ، في كل عصر يتم إرتكاب جرائم القتل وفقاً للمصلحة التي يبتغي الإنسان الحصول عليها ، وتبعاً للهدف المنشود ، في كُل عصر يبتكر الإنسان فنون وأساليب القتل حسب الوسائل والأدوات الموجودة فيه ، أما مُبررات ومسوغات القتل فكثيرة حيث لايُمكن إحصاءها ، ونادرة تصل إلى العدم ، بحيث يُسئل القاتل عن السبب ، فيكون جوابه : لاشيئ !؟

يكثر القتل وتتعدد الأسباب ، وطعم الموت واحد رغم إختلاف الأداة المُستخدمة في الموت ، وكُلما تقدّم الزمن إلى الأمام كُلما اصبح القتل يسيراً وسهلاً ويكثر فيه الحصاد والقطاف في وقت زمني وجيز ...

أبشع جرائم القتل غير المُبررة هي تلك الجرائم التي تُرتكب تحت مسمى الدين والسياسة ، فمجازر محاكم التفتيش التي قامت بها الكنيسة في حُقبة زمنية ماضية ضد من يدين اليهودية أو الإسلام في أوروبا كانت تحت غطاء الدين ، والحرب العالمية الأولى والثانية بمذابحها ومجازرها وضحاياها الأبرياء ، تم إرتكابها بإسم السياسة التي يسعى بها الكثير لتبرير أعمالاً وحشية في حق الإنسانية ، ففي السياسة تتحدث لُغة المصالح ، وبتحقيق تلك المصالح تم إحتلال بلاداً وقتل أهلها ونهب خيراتها ، ومن يقف مُدافعاً عن أرضه وكرامته وسيادته سيتم تدميره وإلحاق الضرر به لعقود من الزمن القادم ...

القتل دائماً يحصد ضحاياه الكثر من الأبرياء ، ومن يدفعون ثمن أخطاء ارتكبها الغير هُم الأبرياء أيضاً ، فطوبى للأبرياء أينما كانوا على وجه البسيطة التي سفك فيها الخليفة الذي جعله الله الدماء مُختلقاً أسباب تُبرر له حق إزهاق الأرواح وإهدار ومصادرة حيوات البشر رغم إجماع كُل الديانات السماوية على حُرمة موت النفس البشرية دونما سبب ...


( 3 )


ذات يوم خرج عبدِالله الذي اصبح فيما بعد يحمل كُنية أبو البراء من منزلهم حازماً أمتعته للسفر من القرية إلى المدينة بحثاً عن عمل يُعيل به نفسه وعائلته التي لم تُجبره على إكمال تعليمه كونه الإبن البكر وعليه تقع مسؤولية مساعدة الأب في توفير إحتياجات العائلة من متطلبات ضرورية تُبعد عنهم شبح الفاقة والعوز للناس ، في السيارة ألتقى بشاب ممتلئ الجسم ، طويل اللحية ، قصير الثوب ، تعلو رأسه عمامة اضفت على وجهه مظهراً جميل يوحي بالإحترام ، لايُفارق السواك فمه تحريكاً يميناً وشمالاً وصعوداً ونزولاً رغم صغر فمه وغلظ شفتيه ، تفوح منه رائحة عطرية أشبه بالعود وخشب الصندل ، في الكرسي الأمامي بجنب السائق يجلس عبدالله ورفيقه ابو عمُر ، ما إن تحركت السيارة مُغادرة حتى أرتفع صوت أبو عُمر قارئاً دعُاء السفر : سُبحان الذي سخّر لنا هذا .... ، بعدها أخرج من جيبه قنينة صغيرة تحتوي زيت عطري فتح غطاءها وقام بتمريرها على ظهر يد حميع الركاب داعين له بالمغفرة ونيله عطر وطيب الجنة ...

أشار عبدالله للسائق بتشغيل المُسجل ليطرب أسماعهم بأصوات غنائية ترقص معها القلوب نغماً ، بيْد أن ابو عُمر أخبرهم بأن الغناء يُستعان به عند العمل ، أما السفر فيُستعان عليه بالكلام ورواية القصص لينسى المُسافرين طول الطريق وتعب ووعثاء السفر ، لقى كلامه طريقه إلى قلوبهم فبدأهم بالكلام عن السفر ومُتطلباته ، وكيف يستعد له الكثير بالزاد للوصول إلى الغاية المنشودة من السفر ، فالحياة رحلة سفر تبدأ بالولادة ، وتتوقف بالموت لتنتهي بالذهاب إلى جنّات الخلود أو عذاب الجحيم ، لقد كُتب علينا السفر مُنذ أن هبط آدم وحواء عليهما السلام من الجنة بعد ان اغواهما الشيطان ليأكلوا من تلك الشجرة التي نهاهما الله من الإقتراب منها ...

لازال الحديث عند أبو عُمر يتحدث عن السفر ورحلة البشر أثناءه ، فالسفر فيه محطات يتم التوقف فيها ليتزود منها البعض ، وينزل فيها البعض الآخر كونها الوجهة الأخيرة المُراد الوصول إليها ، نسافر من القرية إلى المدينة من اجل الرزق ، فنكدح ونتعب ونتعرض لكل أنواع الذلة والمهانة فيها من أجل تلك اللقمة المنشودة لإشباع أجساد مُنهكة تعباً ، ولكن هُناك سفراً آخر يُعدْ أفضل أنواع السفر وأسماها وهو سفر العودة إلى الله لنيل المكافأة العُظمى وهي الفردوس الأعلى في الجنة ، وتوجد طريقة واحدة للسفر إلى الله مُباشرة ناسين الدنيا وراءنا بملذاتها وشهواتها ، هي طريقة الجهاد التي تخلى عنها المُسلمين ليعيشون حياة الذل والضعف والهوان والعجز والتبعية للغير دافعين لهم الجزية مُقابل حمايتهم لنا ، عندما كانت راية الإسلام مرفوعة بالجهاد ، كان اعداء الإسلام بين خيارين لا ثالث لهما ، إمّا الدخول في الإسلام ، وإمّا دفع الجزية وهم صاغرون ...

يقاطع عبدالله حديث أبو عُمر قائلاً : ولكن الجهاد نوعان أكبرهما ليس ذلك الجهاد الذي تتحدث عنه ، بل يتمثل في جهاد النفس الذي به نتعرف على ذواتنا وحقيقة وجودنا والحكمة من خلقنا لنصل بعد ذلك إلى معرفة الله حق معرفته ، ولاتنس أن البحث عن لقمة العيش الحلال والكدّ والتعب للحصول عليها يُعتبر جهاد نفس ...

يبتسم ابو عُمر في وجه عبدالله إبتسامة ملؤها الإعجاب والرضا كونه وجد طرفاً آخر سيتحاور معه ، فالطرف الواحد يبعث الملل في نفوس المُستمعين عندما لا يكون هُناك طرف آخر يحاوره ، فعدم مُشاركة الغير له الحديث دليل أنّه غير مرغوب الحديث معه ، وليس مقبول الحديث منه ...

يسأل ابو عُمر عبدالله عن إسمه فيُخبره ، ليبدأ الحديث لجميع الركاب بينما المقصود من الحديث عبدالله دون غيره ، إسمعني يا عبدالله ! إن الجهاد الأكبر هو جهاد النفس ، ولكن متى ما انتصر الإنسان على نفسه وصل إلى حقيقة الجهاد الآخر وهو مُجاهدة ومُجالدة أعداء الإسلام ، بعدما أستقر الرسول صلّى الله عليه وسلّم في المدينة المنورة وجعلها عاصمة للإسلام ، وقتها أتخذ برفقة المُسلمين موقف الدفاع بسبب جهادهم انفسهم للإنتقال من ضيق الكفر والشرك إلى سعة الإيمان بالله والإسلام ، دافع المُسلمين في غزوة بدر وأحد والخندق لتبدأ بعدها غزوات وسرايا الإسلام والمُسلمين فاتحين مُنتصرين على أعداءهم لرفعهم راية الجهاد ، إن تفكير المُسلمين اليوم في كسب عيشهم بُذلة جعلهم ينسون الحكمة من خلق الله لهم ، فنسوا أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين فأنساهم انفسهم ، حتى جهادهم انفسهم لم يعد ذا أهمية ولذلك لن ترتفع راية الجهاد الحقيقي ضد اعداء الله ما دمنا عبيداً للتفكير في مشاكل العيش التي شغلتنا عن الإهتمام بقضايا الأمُة الهامة ، فمتى ما أعلن الإنسان نيّته لجهاد اعداء الله ، قيّض الله من يتولى امر عيشه و رزقه و رزق من يعولهم ، وكان جزاءه الجنة ...

لا تنس يا عبدالله أن أعداء الله موجودون بكثرة بيننا وفي أوساطنا ويستبيحون أراضينا ومُقدساتنا وينتهكون حُرماتنا ، وقد تم توجيه ضربات قوية لهم في عُقر دارهم جعلتهم يشنون حرباً شعواء ضد الإسلام والمُسلمين ، فأحداث الحادي عشر من سبتمبر أوجدت لهم الذرائع والمُبررات لإستباحة وإحتلال أرض الإسلام والمُسلمين ، وانت يا عبدالله تعرف ذلك ، فواجبنا نحن المُسلمين جهادهم بشتى الوسائل حتى يتم تطهير أراضينا المُقدسة التي تم تدنيسها ، وعليك أن تعلم أن اعداء الله وأعداء الإسلام مُنتشرين كثيراً بيننا ، فمن أبناء جلدتنا الذين ينتمون للإسلام ظاهراً بينما هُم أعداء لنا لتقديمهم خدمات جليلة للأعداء ، والبداية تبدأ من الداخل ، يضرب ابو عُمر بيده على صدر عبدالله مُردّداً الجملة الأخيرة ...

يقول عبدالله ، ولكن عندما يقتتل المُسلمين فيما بينهم نتيجة إختلافهم مذهبياً ، أليس في ذلك خروجاً عن الإسلام وسماحته وضمانه لحرية العقيدة وتعدد الأديان ، اعتقد بأنّه لايخفى عليك أن من أبتعثه الله رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان لديه جار يهودي ، لم يقتله أو يأمر بقتله ، حتى دعوته له للإسلام لم تتم ، فبتعامله الحسن وأخلاقه العظيمة التي جاء مُكمّلاً لها جعلت من اليهودي يدخل الإسلام راغباً رغم إيذاءه الشديد للنبي صلى الله عليه وسلم ، فما بالنا نحن المُسلمين يا من إلهنا واحد ونبينا واحد وقرآننا واحد وديننا الإسلام نحمل في قلوبنا الكراهية لإخواننا المُسلمين ، تحدونا تلك الكراهية لسفك دماءهم وإزهاق أرواحهم ، أليس الإسلام هو دين المحبة والخير والسلام !!؟؟؟

يستاء ابو عُمر من كلمات عبدالله التي أصابته في مقتل ، فيتحدث لعبدالله قائلاً له ، ليس على حق من يتخذون من البشر أولياء يقومون بتقديسهم وتأليههم ، وليس منا من لايُحارب أعداء الله والإسلام ، إن من تُحاربهم أمريكا وحلفاءها وكذلك الأنظمة العربية هم الذين على حق ، اولئك الذين قاموا بهز عرش امريكا ليسوا سوى المُجاهدين الحقيقيين الذين نصروا الله فنصرهم في مواقع عديدة ، إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فكان لهم الحظ الأوفر بأن يكون لهم شرف قتل أعداء الله في كُل مكان ، وإن كانوا ممن يقولون لا إله الله ، مُحمداً رسول الله ...


( 4 )


تصل السيارة إلى محطتها التي يقصدها الركاب ، فينطلق كُل منهم صوب المكان الذي ينشده ، عدا ابو عُمر الذي أصرْ على أن يكون عبدالله ضيفه حتى يأذن الله لهم ويذهب كُل واحد في حال سبيله ، تتوطد العلاقة بينهما ، فيركبا تاكسي مُنطلقاً بهما في رحلة سفر يبحثان فيها عن مكان ينزلان فيه ، تكرر وقوف التاكسي أمام بعض الفنادق ليترجل منه ابو عُمر تاركاً عبدالله برفقة السائق ليعود إليه وتبدأ رحلة الوقوف المتكرر أمام الفنادق حتى يجد ابو عُمر ضالته المنشودة في أحد الفنادق التي استقبلتهما ...


في غُرفة الفُندق ذات السريرين ، وبعد أداءهما الصلاة وتناولهما العشاء ، قام ابو عُمر بتقليب ريموت التلفاز ليقف عند قناة تعرض افلام إباحية ، يقول ، هُنا الإنحطاط الذي يعيشه الغرب ، يحاولون تصدير بضاعتهم الكاسدة إلينا ، وبتلك البضاعة يريدون تعميم إنحطاطهم علينا ، فجأة تتغير شاشة التلفاز إلى قناة أخرى يرى فيها آيات قُرانية تُتلى بصوت يبعث في النفوس الخضوع والخشوع والخشية ، يقول ابو عُمر ، هُنا الجنة ، هُنا المجد والنصر ، ما إن تمسكنا بهذا القُرآن لن نظل ولن نهون ولن نُذل ، يجب أن نقوم بالجهاد ضد اولئك الذين لايقومون بتطبيق الشريعة الإسلامية في حُكمهم الذي يديرون به شؤون البلاد العربية والإسلامية ، نحن قوم أذلة اعزنا الله بالإسلام ، فمن ابتغى بغير الإسلام عزة فقد ذُل ، او كما قال امير المؤمنين الفاروق عُمر بن الخطاب رضي الله عنه ...


لم يتمالك عبدالله نفسه لرؤيته تلك المشاهد الإباحية التي يراها لأول مرة ، فقد اثارت شهوته التي تطالبه بالذهاب إلى الحمّام ، حيث قام بتمرير يده على عضوه مُمارساً بذلك عادته السرية التي اعتاد القيام بها بُمجرد أن يمر بخياله طيف إمرأة حسناء لديها مؤخرة جذابة مُغرية ...


لم يدري عبدالله عن ذلك الرفيق الذي يتشدق بالحديث عن الإسلام وجعله نظام حُكم لدول دينها الإسلام ، ويتلفظ بالجهاد ضد أعداء الله والإسلام ، ويتطرق في حديثه لذلك السفر الذي يسافر فيه الإنسان خلال حياته صوب المُستقر الأخير لِما بعد يوم العرض امام الله سُبحانه وتعالى ، وفي نفس الوقت يقع إختياره على هذا الفُندق دون غيره من الفنادق التي نزل إليها وفي كل مرة يعود ليركب التاكسي بحثاً عن فُندق آخر ، وعندما أخبره موظف الإستقبال في الفندق أن مايطلبه من قنوات إباحية موجودة لديهم ، عندها عاد للتاكسي ليخبرني بأن عليّ النزول للفندق فهو الذي سيقيمون فيه ...


يقول ابو عُمر لعبدالله ، تقول لي أنك تبحث عن عمل تُعيل به عائلتك ، ماذا تقول إذا عرضت عليك العمل مع الله سُبحانه وتعالى ، هو من سيرزقك وسيرزق عائلتك ، وفوق ذلك تضمن دخولك الجنة دونما حساب ووقوف امام الله وسائر خلقه يوم أن يُنفخ في الصور فيخرج من في القبور ليستعرضوا أعمالهم التي أحصاها الله لهم بواسطة ملائكته في الدنيا لتبدأ بعدها عملية الحساب والعقاب فإمّا ان تأخذ كتابك بيمينك فتذهب إلى الجنة ، وإمّا ان تأخذ كتابك بشمالك فيكون مكانك جهنم وبئس المصير ، تلك الجنة يدخلونها أنُاس بغير حساب ، لأن صكّ الدخول للجنة موجود على صدورهم يراه من يقفون يوم القيامة كالنور يكاد يخطف أبصارهم ، إنهم الشُهداء الذين يُقدمون أرواحهم قُرباناً لله ، هُم أولئك المُجاهدين في كل أصقاع الأرض الذين يحاربون أعداء الله وأعداء الإسلام ، فقد خاب وخسر من لايبتغي الجنة ، تلك السلعة التي عرضها الله لعباده المؤمنين ، إن سلعة الله غالية ، ثمنها غالياً لايدفعه كُل إنسان عاجز يتمنى على الله الأماني ...


( 5 )


في المكان الذي لايعرف عنه ابو البراء ( عبدالله ) شيئاً ، يتلقى تدريبات عسكرية على أيدي أشخاص ذوي خبرة في إستخدام الأسلحة بأنواعها ، تعلّم فنون الرماية وإصابة الهدف من مسافة قصيرة ومسافات بعيدة ، وتعلّم كيف يستخدم الكلاشينكوف والآر بي جي ، وكيف يقوم بتركيب حزام ناسف وتفجيره ، وكذلك كيفية صُنع وتركيب مُتفجرات بكافة إستخداماتها على مستوى الفرد والسيارة والمباني ، وعرف آلية التفجير عن بُعد مُستخدماً بذلك طريقة الإتصال الهاتفي عن طريق هاتف محمول ، في ذلك المكان الذي يجهله تماماً عرف كُل الفنون القتالية على يد أشخاص نذروا حياتهم للجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمته ...

لم يعد إسمه عبدالله ، بمُجرد إلتحاقه بركب جماعة جيش تطهير جزيرة العرب حصل على إسم جديد هو ابو البراء أسوة بجميع أفراد الجماعة الذين يحمل كُل واحد منهم كُنية يُحب أن يُنادى بها ، ففي جلسة مسائية يُلقي فيها المُجاهد ابو عُثمان على مسامع افراد الجماعة خُطبة يتطرق فيها لفضيلة الجهاد والمُجاهدين ، ويتحدث عن انواع الجهاد والمُجاهدين ، فجهاد النفس هو الجهاد الحقيقي ، به يصل المُجاهد إلى جهاد الغير برفع راية الجهاد ضد الغير ، ذلك الغير ليس سوى العدو الذي يُحاربنا بشتى الوسائل ، ومن يختلف معنا في نهجنا فهو عدو حتى وإن كان يدّعي الإسلام ، ومن يقوم بتبعية العدو وتنفيذ مُخططاته هو عدو لله وللإسلام ، فنحن جنود الله على أرضه ، هدانا الله بعد ظلال كُنا نرتع فيه ، وأصطفانا دون عباده لنكون الأداة التي تُستخدم لتنفيذ عمليات إبادة أعداءه ...



لا زال القائد أبو عثمان يختطب فيهم ، بعض المُجاهدين يُجاهد بنفسه ، فهي أعز مايملك ، أولئك هُم من يكون لهم شرف سبق وطئ أرض الجنة ، يليهم أولئك الذين يجاهدون بأموالهم ، جيش العُسرة في غزوة تبوك قام بتجهيزه الخليفة عُثمان رضي الله عنه ، فلم يضره ما عمله بعد ذلك ، وهُناك مُجاهدين لايملكون أموالاً يقدمونها في سبيل الله ، غير أنّهم يمتلكون مواهب جعلتهم في مُقدمة ركب المُجاهدين ، كونهم يقومون بتجنيدهم وتدريبهم وتخريجهم مُجاهدين من الصنف الأول الذي يلج الجنة بدون حساب ، على الجميع هُنا يعرف أن إختيارنا له دون غيره لتنفيذ عملية تخدم الإسلام والمُسلمين في كل مكان تشريف وليس تكليف ، فمن منا لايريد شرف اللحاق بركب المُجاهدين الذين سبقونا ...


( 6 )


يختلي عبدالله الذي اصبح ابو البراء بنفسه بعد أداءه لصلاة العشاء ، فيتذكر جميع أفراد عائلته ، ابوه الذي تقاعد من وظيفته قبل أوانه بسبب إصابته في حرب قبلية اشتعل فتيلها بسبب ناقة يملكها رجل من قبيلة أخرى ، وجدها رجل من قبيلته في مزرعته بعد أن عاثت فيها خراباً ( دون إيعاز لها من صاحبها ) ، جهلها بما قامت به في مزرعة الرجل كان سبباً في مقتلها برصاصة أصابت رأسها ، تلك الناقة التي قضت نحبها كانت سبباً في إشعال جذوة حرب بين القبيلتين ، لم تضع الحرب أوزارها إلا بعد أن بلغ عدد ضحاياها تسعون رجلاً من الطرفين ، تركوا وراءهم تسعون أرملة ومئات الأيتام ، يتألم عبدالله كثيراً على أولئك الرجال الذين ذهبت حياتهم سُدى ، ليتهم ماتوا شُهداء في سبيل الله ، يتمنى عبدالله ذلك في خلوته بنفسه ...


أمُه التي تُكابد وتُعاني وتُكافح ليس من أجلها ، بل من اجل عائلتها ، إخوانه الذين ملأ بهم ابوه البيت دون مُراعاة ومُبالاة بكثرتهم ، ودون إهتمام بتعليمهم وحضّهم على مواصلته ، يتذكر عبدالله الصخب والضجيج الناتج عن مُشاجراتهم التي يغلب على بعضها الهزل ، واغلبها يطغى طابع الجد فيها حيث تسيل الدماء نتيجة اللكمات واللطمات والضرب المُبرِّح الذي يتعرض له البعض من البعض الآخر دون تدخل من الأب ، تتدخل الأم لفض النزاع وحين تعجز عن ذلك تجلس بينهم باكية لينفضوا من حولها متوعدين ومُهدِّدين بعضهم البعض بما سياتي مُستقبلاً ...


يمر بخياله طيف بنت خالته التي عاش معها قصة حُبّ لاتعرف عنها شيئاً ، حُبّه لها بدأ أثناء زيارتها برفقة أمُها لمنزلهم ، سُرعان ما ينساها بعد مغادرتها لهم ، لم يتجذّر حُبّه لها إلا بعد أن مات أبوها مقتولاً في عملية قام بها أشخاص مجهولون ضده أثناء تأديته خدمته العسكرية كونه عقيد في الشرطة ، ذهب برفقة أمُه إلى منزل خالته ومكثوا فيه لمؤاساة وعزاء خالته في زوجها ، يلتقيها كثيراً حتى تعلّق قلبه بها دون إشعاره لها بذلك الحُب الذي أدخلها قلبه لتستقر فيه ملكة تتربع عرش المحبة النقية ...


يفوق في خلوته ناظراً إلى ساعته التي أعطته نغمة خاصة تُخبره عن حلول موعد النوم ، غداً سيكون الإجتماع الذي سيتم فيه إختيار من سيقوم بعملية قتل الطبيب الأجنبي وعائلته ، ياتُرى من سيقع عليه الإختيار ؟؟ ، في نومه رأى أمُه تُناديه بأعلى صوتها تمنعه من الذهاب إلى ذلك المكان الذي يحاول الذهاب إليه ، يرى النور يُضيئ المكان الذي سيذهب إليه ، فينظر إلى الوراء ، حيث رجع صدى صوت امه يتردد ، يخاطب نفسه قائلاً : ليتها تعلم ! ، إنني ذاهباً إلى الجنة ، سأمضي قُدماّ دون تراجع ، يرجع صوت أمه قائلاً : لاتذهب ، ستحترق بالنار التي أمامك ، ينظر وراءه فلا يرى أمُه ، يا لرحمة وشفقة الأمهات على فلذات اكبادهن ، ذلك النور يقلن عنه ناراً ، يستيقظ على صوت هاتفه الذي يصدر رنيناً عالياً ، يرد على هاتفه ليجد أن القائد هو من يتصل به ، يذهب إلى غُرفته بعد طلبه له ، يدخل عليه فيأذن له بالجلوس فيتكلم القائد قائلاً : لقد رأيت في منامي ملاك في لباس رجل صالح يُخبرني أن من سيقوم بتنفيذ عملية الطبيب وعائلته ليس سوى أنت ، أشرت له بيدي على نفسي ، لكنه اخبرني عنك ، استيقظت من منامي لأخبرك بذلك ، عليك أن تعلم اخي في الله أبو البراء أن إختيارك جاء من السماء ، وذلك شرف لا يستحق نيله سواك ، غداً في إجتماعنا سأختارك دون غيرك لتنال شرف الشهادة ، دون الحاجة إلى أن نتطرق لتلك الرؤيا التي أخبرتك عنها ، إذهب إلى نومك ...




( 7 )

في الإجتماع تم الإتفاق على إعطاء مبلغ عشرة آلاف دولار للشخص الذي سيقع الإختيار عليه لتنفيذ العملية ليقوم بإرسالها إلى أهله لتكون عوناً لهم ، اما المُجاهد فجزاؤه الجنة ، وذلك المبلغ ليس بالمقابل ثمن تلك العملية لمن سيقوم بها كما قد يُسيئ الظن البعض ، تم الإختيار لشخص أبو البراء ، وتم تسليمه مبلغ العشرة آلاف دولار ليقوم بإرسالها إلى عائلته ومن له حق قرابة عليه ...

في مساء ذلك اليوم الذي وقع فيه الإختيار على ابو اليراء لتنفيذ عملية قتل الطبيب وعائلته ، أقامت الجماعة حفلة عشاء دسمة على شرف توديع ابو البراء ، مشروب شركتي البيبسي والكوكا كولا التي لم يقاطعونها من أجل ابناء فلسطين ضمن تلك الحملة التي انطلقت في اغلب الدول العربية ، كان حاضراً مُمتلئة به كؤوس تم رفعها عالياً ليشربون نخب ذهاب الطبيب وعائلته إلى الجحيم وذهاب ابو البراء إلى جنات النعيم في الفردوس الأعلى ...

غادر ابو البراء برفقة مجموعة من أفراد الجماعة للقيام ببعض الأعمال الضرورية قبل تنفيذ العملية من قبل أبو البراء ، تم تحديد التوقيت الزمني لتنفيذ عملية قتل الطبيب وعائلته في يوم الخميس لأسباب عديدة منها ، أن الطبيب وعائلته متواجدين في المستشفى ، توافر الكثير من المرضى هُناك ، والأهم من ذلك هو صعود روح ابو البراء برفقة سجل أعماله الذي يتم رفعه كُل أثنين وخميس من كُل اسبوع حسب قول قائد الجماعة ...

ليلة الخميس يتذكر ابو البراء كُل أعماله المُشينة التي ارتكبها في حق نفسه ، وفي حق غيره كنوع من الإعتراف والتطهر من ذنوبه التي اقترفها في سابق أيامه التي خلت ، يستعيد كلام قائد الجماعة له بأن ذنوبه واخطاءه التي ارتكبها ستُنسف بمجرد الضغط على الحزام الناسف ونسف العدو ، لتصعد روحة طاهرة نقية خفيفة كالريشة ، وكتابه لايحوي سوى تلك الاعمال الصالحة النقية الناصعة بالبياض ، فدخوله الجنة بعد ذلك بدون حساب ، كون السيئات لاتو جد في كتابه مثلما غيره من الخلق ...



( 8 )

بعد صلاة الفجر ، تم تجهيزه بالحزام الناسف الذي سيتم الضغط عليه بعد تصفية الطبيب وعائلته جسدياً بالبُندقية التي تم تسليمه إياها ، حلّ اليوم الذي سينتقل من الدنُيا الفانية ويغادرها صوب الحياة السرمدية في الجنة التي غادرها آدم وزوجه بعد أن اغواهما الشيطان ليُخرجهما منها حسداً لهما وحقداً عليهما ، فبعد حادثة سجود الملائكة وإمتناع إبليس عن السجود لآدم رغم عبادته لله عزّ وجلّ ستة آلاف عام حتى اخذ مكانة دون سائر الملائكة جعلته ذا حظوة عن الله سبحانه وتعالى ...

يقول ابو البراء إنّي لأشم ريح الجنة ، وأرى الحوض الذي وعد الله به رسوله محمد صلَى الله عليه وسلم ، أرى ذلك النور الذي يغشى الأبصار يغمرني وأسبح فيه ليتحول جسدي فيه إلى غيمة من نور لايستطيع أحدهم التمييز بين الغيمة وذلك النور الذي أحتوى المكان ...

دخل إلى المستشفى برفقة ثلاثة من أفراد الجماعة محمولاً على عربة كمُصاب يستدعي إسعافات سريعة بسبب حالته الصحية الحرجة ، تحت البطانية التي يتدثر بها كانت البُندقية التي يحملها ، وفي غُرفة الحالات الطارئة والحرجة تركه رفاقه برفقة الطبيب وزوجته وابنته الذين يقومون بعلاج حالات تتطلب السرعة في علاجها ، هُناك تم قتل الطبيب وزوجته وابنته بعد إطلاق الرصاص عليهم ، وترددت الله أكبر عالياً أثناء التصفية الجسدية ، بعدها تم الضغط على الحزام الناسف ليتم تدمير نصف المستشفى بما فيه من مرضى من رجال ونساء واطفال ...

صعدت الأرواح إلى السماء بعدما حام ملك الموت فوق مبنى المستشفى ليقوم بعمله الذي أوكِل إليه ، فقد كان يومه مليئاً بالعمل خصوصاً في ذلك المستشفى الذي جعل منه أولئك المُجاهدين مسرحاً لجريمتهم الشنيعة البشعة ، إلى متى سيتم القتل تحت مسمى الدين ؟ ، إلى متى سيتم إزهاق الأرواح ومُصادرة الحيوات بإسم الله الذي يتبرأ من اولئك الذين جعلوا من أنفسهم خُلفاء له على أرضه ؟ ...


21/1/2012م

حريب

عظيم ودي


gp/m stv



 


الرد باقتباس
قديم 01-22-2012, 02:11 PM   #2


الصورة الشخصية لـ وهج الحرف
وهج الحرف غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 08-16-2012 (03:23 AM)
 المشاركات : 1,533 [ + ]
 تقييم العضوية :  30
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
الإفتراضي



صووور من وااقع حزين ويثير شجون ‏

نايف مناع شكرا للحضور المميز



 


الرد باقتباس
قديم 01-22-2012, 11:37 PM   #3


طائرالمساء غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 102
 تاريخ التسجيل :  Sep 2011
 أخر زيارة : 11-20-2022 (12:16 AM)
 المشاركات : 1,563 [ + ]
 تقييم العضوية :  4212
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 930
تم شكره 416 مرة في 351 مشاركة
الإفتراضي



هل تعرف اخي نايف متى سيتوقف هؤلاء القتلة عن مهنة القتل
عند خلو الوطن العربي من حكام الوطن العربي الحاليين جميعا من المحيط الى الخليج

لان هؤلاء مرض وكل مرض له اعراضه وهؤلاءالقتلة هم اعراض ملازمة لوجود تلك الفيروسات
في الجسد العربي الراقد تحت اقدامهم


سلمت اخي الغالي








 


الرد باقتباس
قديم 01-23-2012, 12:38 AM   #4


الصورة الشخصية لـ بيحان
بيحان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 02-11-2020 (09:01 PM)
 المشاركات : 9,692 [ + ]
 تقييم العضوية :  159
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 13 مرة في 13 مشاركة
الإفتراضي






الالمام الكامل بهذه النص الشامل والغني يحتاج الى قراءت متتالية "

والحلول المطلوبه جذرية وفي عمق التاريخ الإسلامي حيث يستخرج نقاءه مما اصابه من وعثاء الزمن "

أخي الحبيب نايف مناع
نقرأ لكم ونزداد ثقافة وعلماً ،
وفقك الله



 


الرد باقتباس
قديم 01-23-2012, 11:10 AM   #5


الصورة الشخصية لـ نايف مناع
نايف مناع غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : 10-14-2013 (07:43 AM)
 المشاركات : 215 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي





وهج الحرف

طائر المساء


بيحان


حضوركم عذب بهي ...


متى ما اتبعنا الإسلام بدينهـ المُتسامح سيكون الوضع مختلفاً تماماً ...


عظيم ودي



 


الرد باقتباس
قديم 01-24-2012, 03:59 AM   #6


ألاصيل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 240
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : 04-12-2012 (01:01 PM)
 المشاركات : 36 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي



اخي نايف مناع

(1) لم اقراء سواة لضيق الوقت

وقد كأن ليكفيني من ان اتعمق اكثر في بحر من الكلمات العذبة التي تحكي
واقع ليس بأقل مما ذكرت ولكن
هكذا تكون الاعمال والافعال اذا وقعت مرة تلو اخرى ولم تحدث ضجيج وصخب ونفور بالمدن والشوارع
بدون علم ولا معرفة تركناهم يعبثون ويصدرون القوانين التي لم تنفذ الى على من كان ضعيف او مسكين نسكت على مايفعلوة بل تطاولنا على انفسناء لنتركم ينهبو ماكان لنا اضعنا حقوقنا وحقوق أجيال ستأتي بعدنا

جميل ما كتبت وجميل ان يكون مثلك بيننا((الشعب المسحوق))

((ألاصيل))



 


الرد باقتباس
قديم 01-24-2012, 10:02 AM   #7


الصورة الشخصية لـ نايف مناع
نايف مناع غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : 10-14-2013 (07:43 AM)
 المشاركات : 215 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي





الأصيل


مروركـ بمتصفحي بدون قراءة شرفاً لي ، فكيف مروركـ بقراءة جزءاً من موضوع ربما لايرقى كثيراً ويستحق القراءة ...


واقعاً مُحزن ، علينا أن نعتاد على حُزنهـ ، أو نسعى إلى تغييرهـ بالوعي والتوعية لما يحدث في وطن تهرّأ وتمزق ومات أبناءهـ بفعل أبناءهـ كثيري العقوق لهـ ...


شكراً بحجم السماء لحضوركـ البهي ...


عظيم ودي



 


الرد باقتباس
الرد على الموضوع

Bookmarks


Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests)
 

قوانين المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML مغلق
Trackbacks are متاح
Pingbacks are متاح
Refbacks are متاح



شات تعب قلبي تعب قلبي شات الرياض شات بنات الرياض شات الغلا الغلا شات الود شات خليجي شات الشله الشله شات حفر الباطن حفر الباطن شات الامارات سعودي انحراف شات دردشة دردشة الرياض شات الخليج سعودي انحراف180 مسوق شات صوتي شات عرب توك دردشة عرب توك عرب توك


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 03:07 AM.


.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
.

Search Engine Friendly URLs by vBSEO