عيد راضي ولا عقيد

راضي , عدد , عقيد , ولا

عيد راضي ولا عقيد

عيد راضي ولاً عقيد
عيد= اسم لفارس شجاع ونشمي سيرد ذكره في القصه
عقيد= بكسر العين وتشديد وكسر القاف= وتعني تآمر اوخطط او سهل او زود بمعلومات او نفذ لشيء ويقال عقد فلان لآل فلان لينالوا من فلان لقتله اوعمل شيء فيه اخبرهم بمكانه او احتال عليه واخرجه لهم للنيل منه
صار هذا العنوان لسالفتنا مثل دارج يذكر في كثير من المناسبات والاحداث
وله سالفه مثيره سمعناها من اجدادنا وآباءنا وكلما سمعناها لم نملها بل نتفاعل معها لما فيها من أثاره وتشويق وشجاعه ونخوه وشهامه ولقوة وحماسة الابيات الشعريه التي تتخللها
ومجريات السالفه كمايلي
كان في عهد احد السلاطين رجل بدوي متزوج على امرأه جميله جدا ذاع صيت جمالها بين الناس وكانت حافظة نفسها ووفيه لزوجها ولم يستطيع احد النيل منها لا كبير ولا صغير
وصل صيتها ووصفها للسلطان فأنسحر بجمالها وحاول بعدة وسائل النيل منها بطرق الأغراء وغيرها ولكنه لم يظفر بشيئ
وصبر حتى علم بسفر زوجها وكان بيت البدوي منفردا في البداوه وبعيد عن المدينه
فأرسل السلطان عدد من فرسانه لخطفها وامرهم ان لا يخبروا احدا وان لا يشعروا احد بذلك ويكون الموضوع سرا وامرهم ان يحضروها له للقصر لتكون احدى جواريه ولا يعلم بها احد من اين اتت ولا من تكون
ذهب الفرسان ليلا وخطفوا المرأه واحضروها سرا للقصر وزوجها البدوي لازال غائب
وضعها السلطان في غرفه منفرده وظل يراودها ليله بعد ليله ويبذل لها المغريات ولكنها كانت تمانع وتهدد بقتل نفسها ان اجبرت على ذلك
والسلطان يقل لنفسه سيطول بها المطاف وسترضخ في يوم من الايام
رجع البدوي من السفر ولم يجدها بحث عنها وسأل ولكن بدون جدوى لم يجدها ولم يعثر لها على خبر وظل يبحث ويبحث عند جميع البدوان والقرى حتى وصل للمدينه التي فيها السلطان
وصل ودخل عند عجوز وهو متعب ومكتئب ومهموم وحزين لاحظت عليه العجوز ذلك وطلبت منه ان يخبرها ووعدته ان تساعده في امره
قص عليها قصته -فقالت له هل معك شيء علامه منها فقال لها نعم معي هذا الخاتم وهو خاتمها فأخذته منها وكل يوم تخرج وتدور بيوت المدينه بيت بيت للبحث عن المرأه بطريقه سريه وتتحجج بطرق كثيره لزيارة البيوت
الى ان اتت آخر يوم وقالت له لقد لفيت بيوت المدينه ولم اترك بيتا ولم اعثر عليها ولم يبقى معي سوى قصر السلطان سأبدأ بزيارته منذ غدا
وفي غدا توجهت الى قصر السلطان وقعدت مع الجواري والنساء وطافت غرف القصر غرفه غرفه حتى وصلت الى الغرفه التي فيها الأمرأه ورأتها ورأت فيها الأوصاف مطابقه ثم انها اخرجت الخاتم دون ان يراها احد وأرته لها فشهقت المرأه فوخزتها العجوز وغمزت لها وشاورتها وقالت انتظري مني خبر في زياره قادمه وخرجت العجوز وعادت لبيتها واخبرت البدوي بماجرى
ثم انها قالت الموقف صعيب ولن يقدر على مساعدتك وارجاع زوجتك لك الا رجل اسمه عيد ابن عم السلطان وفارس القوم وعندي لك خطه للوصول له ولتحفيزه على مساعدتك
قالت العجوز للبدوي اذهب كل يوم صلاة الفجر الى الجامع وانتظر حتى يقراء الأمام سورة الفاتحه وعندما يقول المأتمون آمين صح بصوتك وقل (عيد ياعيداه) وانسحب وارجع قبل ان يراك احد
ذهب البدوي وقت صلاة الفجر ونفذ ما قالت له العجوز فلما انهى المصلون الصلاة نهض عيد وجرد سيفه وقال بصوت عالي من الذي هتف بعيد وبقي يردده عدة مرات ولم يجبه احد
كرر البدوي نفس الطريقه اليوم الثاني وفعل عيد مافعله بالأمس ولم يجبه احد ثم ان عيد احتار وبعد ذلك قرر سرا وكلف بعض من رجاله بالأختباء والقبض على الرجل الذي يهتف بعيد اثناء الصلاة وامرهم عند القبض عليه بالذهاب به الى مكان معين ولا يعلموا به احد
في اليوم الثالث حضر البدوي وفعل كما فعل في الأيام السابقه وقبض عليه الرجال وذهبوا به الى المكان الذي امرهم عيد ان يضعوه فيه
اكمل عيد صلاته وتوجه الى المكان ووجد الرجل وقال له في انفعال وشده ماخطبك يارجل تهتف بعيد وماهو امرك
وقف البدوي وانشد هذه الابيات
ياأيها الشكوى اذا قد شكيتها --على الحجر الصماء يفرقع صليبها
وياأيها الشكوى اذا قد شكيتها-- على الريح الهاها الشكا من هبيبها
وياأيها الشكوى اذاقد شكيتها-- على الصيد الهاها البكا من خبيبها
وياعيد لي في عالي القصرحاجة-- اباك يازبن المنايا تجيبها
اشتد وارعد عيد وانشد بحماس وصوت شجاع متأثر بالنخوه
عيد ياعيداه وانا ابومحمد -- ابشر بها انااجيبها ثم اجيبها ثم اجيبها
وياليت ذا الهروه وهن غرقن بنا-- متى مالتقن جذعانها هن ونيبها
وحكى له البدوي قصته ثم ان عيد ارسل للعجوز وطلب منها ان تذهب للمرأه وتخبرها انه سوف يأتي بالليل ويلف بحصانه على القصر فعندما تراه يلف عدة مرات ويقف تحت شرفة غرفتها عليها ان تقفز اليه فوق الحصان
ذهبت العجوز واخبرت المرأه واستعدت لذلك فحضر عيد بالليل ولف حول القصر وقفزت المرأه ومسكها واردفها فوق حصانه وذهب بها لزوجها وسلمها له واركبه هو واياها الخيل وامرهم بالسفر وجعل رجال من طرفه بمرافقتهم وايصالهم الى ديارهم
استيقظ السلطان في الصباح واكتشف بأن المرأه غير موجوده فصاح وثار وامر الجميع بالبحث عنها
استنفر الجميع بالتفتيش عن المرأه ولما علمت عجوز اخرى بالأمر قالت عبارتها المشهوره (عيد راضي ولاً عقيد)
اعد وكتب لكم ذلك (ابورامي)

يسلم يمينك الله يحفظك ويعطيك العافية ،،

دمت بخير وسعادة ،،